منهجية إعداد مذكرة تخرج

 

المحاضرة الأولى

إختيار المشكلة البحثية:

إن اختيار الموضوع هو أول خطوة يضعها الباحث في الطريق لإعداد البحث، وحسن اختيار الموضوع هو الفاصل المهم والحاسم في نجاح البحث، فالباحث يعيش مع بحثه أياما وليال، يرافقه نهارا ويسامره ليلا، ويحمل همه نائما ومستيقظا، فهما صديقان  لايفترقان حتى في النوم ومن هنا تكمن أهمية حسن اختيار الموضوع

معايير اختيار المشكلة:

أ. استحواذ المشكلة على اهتمام الباحث لأن الرغبة الذاتية للباحث واهتمامه بموضوع بحث ما ومشكلة بحثه محددة يعتبر عاملا هاما في نجاح عمله وانجاز بحثه بشكل أفضل، فقد تكون له أهداف ذاتية للبحث في الموضوع وهو ما يجعله يجتهد في بحثه وينجزه في ظرف زمني قصير .

ب. تناسب إمكانيات الباحث ومؤهلاته مع موضوع البحث

لا بد أن يكون للباحث القدرة الكافية للبحث في الموضوع المختار ويشمل القدرة العلمية والبدنية والمالية والمدة الزمنية فيجب أن يتناسب البحث مع كل هذه الجوانب، فبالنظر للقدرة العلمية ينبغي للباحث أن يختار موضوعا يناسب قدراته العلمية من ناحية التخصص مثلا ، فلا يختار موضوعا بعيدا عن تخصصه واهتماماته أو يفوق قدراته، وييجب أن يختار موضوعا متناسبا مع قدراته البدنية فقد يكون موضوعا يتطلب تنقلا وسفرا وهو  يقدر على ذلك بدنيا أو يتطلب الخروج إلى مناطق بعيدة في البراري والجبال أو الصحراء، ونعني بالقدرة المالية قدرات الباحث المادية فمن المواضيع ما يتطلب شراء كتب غالية أو تتطلب سفرا خارج الوطن مثلا أو تتطلب سراء وسائل بحث غير متوفرة وتفوق قدراته المالية، كما يجب مراعاة الفترة الزمنية للبحث فهي لا تقل أهمية عن الجوانب الأخرى، فينبغي على الباحث أن يختار موضوعا يمكنه إنجازه في الفترة المحددة للبحث.

ج. توافر المعلومات والبيانات اللازمة لدراسة المشكلة: ويقصد به توفر المصادر والمراجع وهو شرط جوهري ومهم لأن المصادر والبيانات هي المادة الأساسية للبحث ومنها يستمد الباحث المادة العلمية والمعطيات التي تعطي القيمة العلمية للبحث، وعدم توفر المراجع و المصادر أو قلتها ينقص من القيمة العلمية للبحث ونتائجه، أو ربما تعيق الباحث وتجعله يتوقف عن البحث، كما ينبغي أن أن تكون المراجع متنوعة وثرية وكلما كانت حديثة كلما كانت النتائج أفضل.

د. توافر المساعدات الإدارية المتمثلة في التسهيلات التي تعطيها الإدارة أو المؤسسة التي يحتاجها الباحث في سهولة الحصول على المعلومات خاصة في الجوانب الميدانية أو المعطيات والبيانات والإحصائيات التي يحتاج إليها الباحث، وتسهيل إجراء المقابلات مع المسؤولين أو الموظفين وإجراء الاستبيانات وغيرها

هـ. القيمة العلمية للبحث بمعنى أن تكون المشكلة البحثية ذات فائدة علمية وعملية بمعنى أن تكون لها فائدة علمية واجتماعية ولها تأثير في الجانب العلمي أو التطبيقي إذا تمت دراستها، فالقيمة العلمية للبحث تجعله مستحقا لبذل المجهود البدني والمالي وبذل الوقت في سبيله، فمن غير المعقول أن يبذل الباحث وقتا غاليا وجهدا مضنيا وموارد مالية معتبرة في بحث لا يستحق ذلك، ولا يعود بالخير والفائدة على البحث العلمي أو المجتمع والإنسانية.   

و. أن يكون البحث جديدا:  أن تكون مشكلة البحث جديدة بمعنى أنها تضيف شيئا جديدا إلى المعرفة الإنسانية في مجال معين، فينبغي اختيار دراسة مشكلة جديدة لم يتطرق إليها البحث من قبل بقدر الإمكان، والجديد في البحث العلمي هو ما عبر عنه القائل : ( ولا يؤلف عاقل إلا في أشياء : إما اختراع معدوم ، أو جمع متفرق أو تكميل ناقص، أو تفصيل مجمل، أو تهذيب مطول، أو ترتيب مختلط ، أوتبيين خطأ )

 

المحاضرة الثانية

مشكلة البحث

 

مشكلة البحث: هي عبارة عن تساؤل أو مجموعة من التساؤلات الغامضة التي تدور في ذهن الباحث حول موضوع ما ، وهي الدراسة التي اختارها،  وهي تساؤلات تحتاج إلى تفسير يسعى الباحث إلى إيجاد إجابات شافية ووافية لها.

 مثال:

ماهي المشكلة في البحث العلمي؟

 كيف يتم تعويض المساهمة في الخسائر المشتركة ؟ في القانون البحري

كيف يمكن للرأي العام أن يكون فاعلا في السياسة العامة ؟

هل المعالجة الإعلامية للجريمة تساهم في توعية المواطن والحد من الجريمة ؟

ما مفهوم القضايا الفقهية المعاصرة ؟

وما المراد بالمنهج التكاملي؟ ما أسس المنهج التكاملي، وما أنواعه؟

ماهي أسس البحث العلمي ؟

هل استطاع التشريع البيئي الجزائري تقديم الحماية الكافية للبيئة ؟

ماهي الوساطة الجنائية ؟ وماهي إجراءاتها ؟

ما المقصود بالدليل الجنائي الرقمي ؟ وما مدى حجيته في القانون الجزائري ؟

ماهي المنهجية التي يتبعها القاضي في تأويل القواعد والنصوص القانونية ؟

إلى أي مدى طبق القاضي الإداري الجزائري نظرية الإلغاء الجزئي للقرار الإداري المخاصم ؟

إلى أي مدى يساهم القاضي الإداري  في حل المنازعات الإدارية ؟

ماهي العلاقة بين استخدام الحاسب الألي وتقدم أفضل الخدمات للمستفيدين في المكتبات ومراكز المعلومات؟

مصادر الحصول على المشكلة البحثية

أ. محيط العمل والعبرة العلمية:


     إن كثيرا من  المشكلات البحثية تبرز للباحث من خلال تجاربه العلمية والعملية اليومية فالخبرات والتجارب التي تثار في مكان العمل التي قد تكون مؤسسة إدارية أو اقتصادية أو حتى مشروع خاص والتي تطرح لدى الباحث تساؤلات قانونية مثلا أو اجتماعية واقتصادية حسب طبيعة الوظيفة أو العمل لا يجد لها تفسيرا، كحدوث نزاع إداري بين موظف والإدارة، أو قرار إداري يختلف في تفسيره ، أو قرار إداري تشوبه عيوب تؤدي إلى إلغائه ....

وقد يكون الموظف صحفيا يلاحظ مشكلة الأخطاء اللغوية أو الفنية وتأثرها على الجمهور ، وقد يعمل في مؤسسة اقتصادية ويريد أن يعرف أثر الحوافز المادية على العاملين، وقد يرى معاملات تجارية تثير لديه تساؤلات حول التعامل بالأوراق التجارية والسندات، او يكون عاملا في قطاع التعليم فتثار أمامه الكثير من المشكلات التعليمية ...  الى غير ذلك من المواضيع

ب. القراءات الواسعة الناقدة يتحصل الباحث على مشكلات الدراسة و البحث من القراءة الكثيرة للكتب والمقالات ومن المتابعات اليومية للأحداث، لما تحويه الكتب والدوريات والصحف من أراء وأفكار قد تثير لدى الباحث الفضول وتطرح أمامه كثيرا من التساؤلات التي يمكنه أن يجعلها موضوعا للبحث والدراسة .

 ج. البحوث السابقة

يقدم الباحث في نهاية بحثه توصيات لمعالجة مشكلة ما أو مجموعة من المشكلات،  ظهرت له أثناء إجراء الأبحاث وهو ما يدعو غيره لمواصلة البحث والاستمرار في معالجة المشكلة التي توقف غيره عن دراستها التفكير فيها ومحاولة دراستها، والباحث الجاد والمجتهد هو من يطلع على هذه الدراسات والأبحاث سواء كانت مقالات أو مذكرات أو أطروحات، ويواصل البحث أو قد يجد النقص في الدراسات السابقة فيقوم بإكمال النقص .

د. تكليف من مؤسسة: قد يكون مصدر المشكلو البحثية مؤسسة رسمية أو غير رسمية لمعالجتها وإيجاد حلول لها بعد التشخيص الدقيق والعلمي لأسبابها، وهذه المؤسسة قد تكون جامعة أو مؤسسة اقتصادية أو مركز بحث، وقد يكون السبب وكذلك قد تكلف الجامعة في الدراسات العليا بإجراء بحوث ورسائل جامعية وتحدد موضوعات البحث.

القراءات الإستطلاعية:

يحتاج الباحث الى القراءات الأولية أو الاستطلاعية ومراجعة الأدبيات والكتابات المختلفة في مجال البحث الذي اختاره ويحسن أن تكون القراءة بشكل واسع ومتعمق، لأن ذلك يحقق فوائد عدة أهمها ما يلي:

1-  توسيع معلومات الباحث ومعارفه عن الموضوع الذي يكتب عنه، فمهما بلغ الباحث من علم ومعرفة في الموضوع ومهما كان ملما بالمشكلة البحثية التي اختارها، فإن معلوماته قليلة واطلاعه مازال يشوبه النقص فهو       لا يزال يحتاج الى مزيد من القراءة والاطلاع على ما كتب في الموضوع من جوانبه المختلفة حتى تكتمل لديه الصورة وتكون أكثر وضوحاً .

2-  المزيد من التأكد من أهمية الموضوع والمشكلة التي طرحها وتمييزها عن غيرها من المشكلات المشابهة أو المتقاطعة معها.

3- تحديد مسار البحث وعدم تداخله مع غيره من البحوث ، والاطلاع على الأدبيات السابقة لمعرفة إتجاهات النتائج المتعلقة بالفرضيات من أجل مقارنتها بنتائج البحوث المنجزة من قبل.

مراجعة البحوث والدراسات السابقة:

إن مراجعة الباحث للبحوث والدراسات السابقة وإطلاعه عليها تعد مهمة  أخرى تكمل مهمة القراءات الاستطلاعية الأولية، إلا إن لها فوائد أخرى للباحث

1- بلورة مشكلة البحث التي إختارها الباحث وتحديد أبعادها بشكل أكثر وضوحاً، وبذلك يستطيع الباحث التأكد من عدم تناول مشكلة بحثه من قبل باحثين آخرين،

2- تزويد الباحث بالجديد من الأفكار والمعطيات التي يمكن أن يستفيد منها في بحثه، فقد تساعده البحوث السابقة في إختيار وسائل وأدوات مشابهة ناجحة لتلك البحوث، أو تغيير الوسائل والأدوات.

3- إمكانية الاطلاع على المصادر والمراجع التي لم يستطيع الوصول إليها الباحث بنفسه، والتي استفادت منها البحوث السابقة .

4- تجنب السلبيات والأخطاء التي وقع فيها من سبقه من الباحثين وتجنب الصعوبات التي واجهوها .

5- الاستفادة من نتائج البحوث السابقة في بناء فرضيات لبحوث جديدة.

6- استكمال الجوانب التي وقفت عندها البحوث السابقة، من تصحيح أو إضافة أو شرح للمسائل المطروحة في تلك الدراسات والبحوث.

 

 

المحاضرة الثالثة

وضع إطار عام لموضوع البحث

إن أول خطوة يضعها الباحث قبل كتابة البحثهي وضع الإطار العام للبحث، وهي أهم خطوات إجرائه، وهو عبارة عن تمهيد يحدد فيه الباحث مشكلة الدراسة، ويطرح الإشكالية وبين وأهداف الدراسة وأهميتها على المستويين النظري والتطبيقيي، كما يبين في التمهيد حدود الدراسة الموضوعية والزمانية والمكانية، وقد يسوق المصطلحات الأساسية التي استعملها إذا ضرورة ذلك. فالإطار العام للبحث هو عبارة عن " رسم الخطوط العريضة التي سيتم العمل عليها فعليا في البحث العلمي"

أهمية الإطار العام للبحث العلمي: 

  1. الإطار العام للبحث توضيح لموضوع البحث.
  2. توضيح فائدة البحث والقيمة العلمية للدراسة.
  3. توضيح المشكلة وإبراز الفجوة البحثية التي يراد الوصول إليها.
  4. توفير المعلومات الأولية والأفكار الضرورية عن البحث وتسهيل قراءة البحث عند تمامه .
  5. يحب أن يكون الإطار العام للبحث بشكل واضح ومفصل.
  6. يحب أن يكون دقيقا وملما بجميع العناصر الأساسية للبحث.
  7. يحب أن يكون مناسبا لحداثة ونوعية المشكلة البحثية.
  8. يحب  أن يكون مشوقا دافعا لقراءة المزيد، بحيث يكون مختصرا غير مخل.

 شروط إعداد الإطار العام للبحث العلمي: 

عناصر الإطار العام للبحث العلمي: 

عنوان البحث:

عنوان البحث هو أهم جزء في التمهيد ، لذلك يجب أن يعرض بشكل مفهوم ، فيجب أن يكون واضحا وجذابا وخاليا من الأخطاء، وكذلك يجب صياغته بشكل يناسب الإشكالية وبأسلوب مميز ودقيق.

المقدمة:

تعتبر المقدمة أحد مكونات للإطار العام للبحث العلمي، حيث يعرض فيها الباحث لمحة عامة عن الموضوع ، ، ويجب أن تُكتب المقدمة بأسلوب مترابط ومنظم وقوي، يبدأ فيه من المعلومات العامة وينتقل إلى الخاص إلى أن يصل لمشكلة البحث، وحتى يسهل للقارئ الاستمرار في القراءة ويمنحه القدرة على اتخاذه القرار في إكمال قراءة البحث.

مشكلة البحث:

وهي أحد مكونات الإطار العام للبحث ، حيث تُعرض المشكلة البحثية التي تُطرح في صيغة سؤال رئيسي عما يريد الباحث الوصول إليه، و يجب أن تصاغ الإشكالية بأسلوب واضح ودقيق، فتكون واضحة ودقيقة ومحددة، ويمكن للباحث أن يقسم السؤال الرئيسي إلى أسئلة فرعية والتي تأتي بشكل مرتب ومنطقي وعلمي.

فرضيات البحث:

فرضيات البحث عبارة عن توقعات الباحث بشكل مبدئي والإجابات التي تكون جزءا من حل مشكلة بحثه والتي يريد أن يتحقق منها باستخدام المعطيات والمعلومات المتوفرة لديه، ويجب أن تغطي الفرضيات كافة الأسئلة الفرعية للمشكلة المطروحة وتعطي الحلول ، ويجب أن تصاغ بشكل واضح ومحدد ودقيق وبسيط وقابلة للاختبار.

أهداف البحث:

يذكر الباحث هنا الأهداف التي يتوخاها من بحثه والتي يأمل أن يحققها من خلال دراسته.

أهمية البحث:

يكشف فيها الباحث القيمة العلمية والعملية للبحث، والإضافة العلمية التي يمكن أن تحققها الدراسة في مجال البحث العلمي، وكذلك يجب أن يوضح ما يميز بحثه عن البحوث الأخرى التي أنجزت في المجال.

حدود البحث:

هي نطاق البحث العلمي من حيث موضوعه وطبيعته، ومكان الدراسة، وتحديد الفترة الزمنية للبحث.

منهجية البحث:

هي المنهج الذي يحدده الباحث بما يتناسب مع طبيعة بحثه، ويجب على الباحث اختيار المنهج بدقة وعناية، فاستخدام منهج غير مناسب للمشكلة البحثية يؤدي إلى نتائج غير دقيقة، بل غير صحيحة، وبالتالي فشل البحث بشكل كامل.

مصطلحات البحث:

ومصطلحات البحث هي عبارة عن الكلمات والمفردات العلمية التي  ستخدمها الباحث في بحثه، وذلك لتسهل فهم الفكرة على القارئ ومعرفة المعاني المقصودة من تلك المصطلحات، ويجب تحديد المصطلحات وفق القاعدة العامة لاختيار المصطلحات لتعريفها وهي:( أن الباحث يختار كل مصطلح يراوده شك في أن يفسر بتفسير يختلف من قارئ إلى آخر أو يختلف عن تفسير الباحث نفسه لذلك المصطلح ).

الدراسات السابقة:

وفيها يشير الباحث إلى الدراسات التي يستأنس بها الباحث ويستفيد منها، من أجل الحصول على البيانات والمعلومات المتعلقة بموضوع بحثه، ، وتحديد مدى التشابه والاختلاف بين بحثه  وبين البحوث السابقة.

المحاضرة الرابعة

جمع المعلومات وتحليلها

جمع المعلومات:

يستطيع الباحث في العلوم القانونية أن يسلك طريقين لجمع المعلومات، ويستخدمهما كمراجع لجمع المعلومات، وقد يستحدمهما معا أو يكتفي بواحدة : المصادر والمراجع المكتوبة أو إجراء البحوث الميدانية وسنتكلم عن كل وسيلة باختصار.

  1. المصادر والمراجع المكتوبة، فالمصادر المكتوبة قد تكون كتباً مطبوعة أو مخطوطات أو دوريات أو مجلات أو صحفا أو رسائل جامعية أو بحوثا ودراسات مخطوطة أو منشورة،  ويدخل في هذا الإطار التقارير والدراسات والوثائق ، سواءا المسجلة على الوسائل التقليدية، أو في الوسائل الإلكترونية،  وكذلك الوثائق المنشورة في الشبكات المعلوماتية ، من خلال المواقع العلمية والبحثية والأدبية والاعلامية.

وتقسم المصادر المكتوبة الى المصادر أو المراجع الاصلية ، التي تحتوي على المادة الاصل عن مؤلفيها والوثائق والمخطوطات، أما المراجع فهي الكتب المؤلفة والمستندة الى تلك المصادر أو المقتبسة عنها، فتعتبرمصادرثانوية أو مراجع .

2. أجراء البحوث الميدانية، بالاعتماد على الاختبار الشخصي والملاحظات الخاصة والتجارب والمسح الميداني الاحصائي والمقابلات الشخصية والاستبيانات على إختلاف أنواعها، وهي وسائل مهمة لقياس الرأي بهدف تدعيم البحث العلمي، فضلا عن استخلاص المعلومات عن أصحابها والقائلين بها، واللذين وصلتهم ويحتفظون بها، وأهل الفكر والرأي، وشهود العيان أو المعاصرين للوقائع والأحداث مباشرة. ويمكن تقسيم طرق البحوث والمسح الميداني، الى كل من طريقة الاتصال التي تشمل أسلوبي الاستبيان والمقابلة، وطريقة الملاحظة.

تحليل المعلومات واستنباط النتائج

ثم تأتي حطوة مهمة من خطوات البحث وهي مرحلة تحليل النتائج والمعلومات لأن البحث العلمي يقوم أساسا على تفسير وتحليل دقيق للمعلومات المجمعة لدى الباحث ويكون التحليل عادة بإحدى الطرق التالية:
أ‌. التحليل النقدي: ومن خلاله يجمع الباحث الأراء المستبطة من المصادر والوثائق ويقوم بنقدها إيجابا وسلبا مدعما آراءه بالأدلة والشواهد العلمية و العقلية.

ب‌. التحليل الإحصائي الرقمي: ويكون ذلك عن طريق الأرقام الرياضية واستحدام النسب المؤوية وتستخدم هذه الطريقة مع المعلومات المجمعة من الأشخاص المعنيين بالإستبيان ونسبة ردودهم وما شابه ذلك، وتحليل هذه الأرقام وتفسيرها.


المحاضرة الخامسة

كتابة تقرير البحث كمرحلة أخيرة من خطوات البحث العلمي

 

 

وضع خطة البحث:

هي خطوات يضعها الباحث ليسير عليها أثناء تنفيذ البحث للخروج به في صورة مشرفة لتحقيق هدف البحث من الناحية العلمية و الفنية، وهي عبارة عن المقدمة وتقسيم البحث إلى أبواب أو فصول أو مباحث حسب الموضوع والمادة العلمية وكذا الهدف من البحث، ثم خاتمة يذكر فيها النتائج والتوصيات.

العوامل التي تتحكم في الخطة

- الجهة التي يقدم إليها البحث : وهي الجامعة أو المؤسسة أو المؤتمر، ففي كثير من الأحيان تطلب موضوعا معينا وعدد صفحات محددة.

- العوامل المادية: تعتبر تكلفة البحث المادية من العوامل التي تتحكم بخطة البحث، ومن ثم التوسع أو الاختصار واستخدام الأدوات المناسبة.

- الوقت المحدد لإنجاز البحث: فالوقت المتاح أمام الباحث يعتبر أهم العوامل المؤثرة في إعداد نموذج خطة البحث، والتي ينبغي أن تكون متوافقة مع ما يتوافر من وقت. 

كتابة مسودة البحث:

يحتاج الباحث في النهاية إلى كتابة وتنظيم بحثه في شكل يعكس كل جوانبه هذه الكتابة، التي يمكن بواسطتها إعطاء صورة تقريبية للبحث في شكله النهائي، وحتى يتمكن الباحث من معرفة النقائص، ويعرف ما إذا كان قد أفاض في جانب أو اختصر في جانب آخر، فيعمل على تصحيحها وإعادة التوازن للبحث، ويتدارك ما أهمله من اقتباسات، وقد يرى إعادة التقسيم والترتيب لبعض أجزاء البحث .

الكتابة النهائية للبحث:

 تأتي المرحلة الأخيرة والنهائية وهي مرحلة صياغة البحث وكتابته في صورته النهائية وإخراجه في حلة وشكل جميل واضح للقراءة، بهدف إقناع القارئ بمحتوى البحث العلمي والأفكار الموجودة فيه، فعميلة الكتابة تتضمن أهدافا محددة، وتتكون من مجموعة من المبادئ التي يجب على الباحث الالتزام بها أثناء مرحلة الكتابة، ولبيان ذلك يجب التطرق إلى نقطتين أساسيتين هما:

1 ـ أهداف كتابة البحث العلمي:

 أ ـ إعلان وإعلام نتائج البحث: إن الهدف الأساس والجوهري من عملية الكتابة هو إعلام القارئ بطريقة علمية منهجية ودقيقة عن المجهودات المبذولة في البحث، وإعلان النتائج العلمية وإقناع القارئ بمحتوى الأفكار  التي توصل إليها الباحث،

ب ـ عرض وإعلان أفكار الباحث وآرائه: فالباحث يجتهد في عرض أفكاره مدعمأياها بالحجج المنطقية وبصورة منهجية واضحة ودقيقة.

 

المحاضرة السادسة

مقومات كتابة البحث العلمي

من أهم مقومات كتابة البحث العلمي:

 أ ـ تحديد منهج البحث المستخدم وتطبيقه في الدراسة: وهو عامل جوهري في كتابة البحث، حيث يسير الباحث ويتنقل بطريقة علمية منهجية، في ترتيب المعطيات وتحليل وتفسير العلاقات، بحيث يصل إلى النتائج العلمية بطريقة مضمونة وصحيحة، يؤدي تطبيق المنهج بدقة وصرامة إلى إضفاء الدقة والوضوح والعلمية والموضوعية على عملية الصياغة والتحرير، ويوفر ضمانات السير المتناسق والمنظم لها.

 ب ـ الأسلوب العلمي الجيد: يجب على الباحث أن يستخدم أسلوبا في البحث العلمي يتضمن مجموعة  من العناصر الضرورية وهي:

ـ سلامة اللغة،

ـ الإيجاز والتركيز الدال والمفيد.

 ـ تجنب التكرار.

ـ تنظيم المعلومات والأفكار

ـ الدقة والوضوح والبعد عن الغموض والعمومية.

 ـ تدعيم الأفكار بالأدلة والحجج المناسبة.

ـ التسلسل المنطقي بين أجزاء البحث.

ج ـ احترام مبادئ الاقتباس وقانون الإسناد والتوثيق: توجد مجموعة من الضوابط والقواعد المنهجية، يجب على الباحث العلمي احترامها والتقيد بها عند القيام بعملية الاقتباس:

 ـ عدم التسليم والاعتقاد بأن الأحكام والآراء التي يراد اقتباسها هي حجج ومسلمات مطلقة ونهائية، بل يجب اعتبارها دائما أنها مجرد فرضيات قابلة للتحليل والمناقشة والنقد.

ـ الدقة في اختيار ما يقتبس منه وما يقتبس، يجب اختيار العينات الجديرة بالاقتباس في البحوث العلمية.

 ـ تجنب الأخطاء والهفوات في عملية النقل والاقتباس.

 ـ حسن الانسجام والتوافق بين المقتبس وبين ما يتصل به، وتحاشي التنافر والتعارض وعدم الانسجام بين العينات المقتبسة وسياق الموضوع،

 ـ عدم المبالغة والتطويل في الاقتباس, والحد الأقصى المتفق هو ألا يتجاوز الاقتباس الحرفي المباشر على ستة أسطر.

ـ يجب أن يحرص الباحث على عدم الإكثار من الاقتباسات حتى لاتذوب شخصيتة العلمية بين ثنايا الاقتباسات، بل لابد من تأكيد حضور شخصية الباحث أثناء الاقتباس، وذلك بحسن اختيارما يقتبسه من نصوص وأفكار والتعليق عليها ونقدها وتقييمها.

أنواع الاقتباس:

الاقتباس المباشر: هي نقل العبارات من المصدر أو المرجع دون تغيير في صياغتها وهذا يوضع بين قوسين ويوضع الرقم الذي يشير إلى الاقتباس في نهاية القوس

الاقتباس غير المباشر: وهو نقل الفكرة دون العبارة أي نقل المعنى وصياغتها بعبارات الباحث وهذا يُكتب بدون قوس وإنما يُشار إلى ذلك في نهاية العبارة.

 د ـ الأمانة العلمية: وهي خلق كريم وصفة جليلة يجب أن يتحلى بها الباحث، وتتجلى الأمانة العلمية لدى عدم نسبة أفكار الغير وآرائهم إلى النفس، كما تتجلى في صحة الإسناد لكل رأي وإضافة كل فكرة أو معلومة إلى صاحبها الأصلي، والحرص  على بيان مكان وجودها بدقة وعناية في المصادر والمراجع المعتمدة، وعلى الباحث التقيد بأخلاقيات وقواعد الأمانة العلمية:

 ـ فهم أفكار الآخرين وآراءهم ونقلها بدقة كاملة وبعناية.

 ـ الحرص على الرجوع إلى الوثائق والمصادر الأصلية ما أمكن ذلك .

 ـ الالتزام التام بقواعد الإسناد وتوثيق الهوامش.

 ـ احترام الذات والمكانة العلمية من طرف الباحث، وذلك بالتقيد بقواعد الأمانة العلمية، وهو ما يدعم قوة شخصية الباحث العلمية.

هـ ـ ظهور شخصية الباحث: و ذلك من خلال إبراز أفكاره الخاصة آرائه الشخصية في تفسير الوقائع والأحداث،  وعدم الاعتماد الكلي على آراء الغير ونقلها دون تمحيص ونقد، كما تتضح شخصية الباحث من خلال تعليقاته وتحليلاته الأصيلة، وهو ما يجعل عمله مميزا وأصيلا.

و ـ التجديد والابتكار في موضوع البحث: فالأصل أن تكون البحوث العلمية جديدة ومبتكرة، وأن تكون  مؤسسة على الأدلة البراهين والحقائق العلمية ، ويمكن التجديد والابتكار في البحث العلمي في  الحقائق التالية:

 ـ فالجديد قد يكون اكتشافا لمعلومات وحقائق جديدة متعلقة بموضوع البحث،لم يُسبق إليها وطرحها في البحث على شكل فرضية علمية أو في صورة نظرية علمية جديدة أو قانون علمي مبتكر.

ـ وقد يكون الجديد اكتشافا لمعلومات جديدة إضافية في الموضوع محل الدراسة والبحث، يضيفها الباحث إلى المعلومات والحقائق القديمة المتعلقة بذات الموضوع.

ـ إعادة ترتيب وتنظيم وصياغة الموضوع ترتيبا جديدا وصياغة حديثة تعطي للموضوع وضوحا أكثر مما كان عليه من قبل.

 ثبت وتوثيق المصادر والهوامش: إن عدد المصادر والمراجع وتنوعها وحداثتها هي من أهم ما يقاس به البحث وتُعرف به مصداقية وجدية الباحث، فكلما ازداد عدد المصادر وتنوعت المراجع كلما كان البحث ثريا ، وكلما كانت المراجع حديثة كلما كان البحث جادا.

وما دامت البحوث العلمية هي في أغلبها مجموعة من المعلومات المستقاة من وثائق ومصادر مختلفة، فإنه لابد من استخدام قواعد الإسناد وتوثيق الوثائق في الهوامش، طبقا لقواعد وأساليب المنهجية الحديثة، فيجب على الباحث عندما يقتبس معلومات من وثائق مختلفة أن يضع في نهاية الاقتباس رقما في أسفل الصفحة، ثم يعطي في الهامش كافة المعلومات المتعلقة بالوثيقة.

الهوامش: الهامش هو ما يخرج عن النص من إحالات وتعاليق وشروح, ويعتبر الهامش بمتضمناته من أهم أجزاء البحث, بل جوهره خاصة وأنه يكتب فيه ما يلي:

فلابد من ذكر المعلومات المتعلقة بالكتاب أو المؤلف العام, الذي نقلت منه أو اقتبست منه المعلومات

 الاقتباس من كتاب: ـ اسم الكاتب ، عنوان الكتاب، مدينة الطبع والنشر، رقم الطبعة ، تاريخ الطبعة ، رقم الصفحة أو الصفحات، مثال ذلك: يوسف نجم جبران، دراسات في القانون، دار الثقافة، بيروت، ط1 ، 1962، ص 7.

 وفي حالة استخدام ذات المرجع ولنفس المؤلف، فإنه يكتفى بذكر المرجع على النحو التالي: يوسف نجم جبران، المرجع السابق، ص 20.

2 ـ الاقتباس من مقال منشور في مجلة دورية: يذكر اسم الكاتب، عنوان المقال بين قوسين، المجلة وتحتها خط، اسم الهيئة التي تصدرها، مدينة الطبع والنشر، السنة ورقم العدد، تاريخ ورقم الصفحة أو الصفحات. مثال ذلك: الدكتور عمار عوابدي، (عملية اتخاذ القرارات الإدارية بين علم الإدارة العامة والقانون الإداري )، المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والإدارية، العدد 2، جوان 1985، ص 454 – 465.

 3 ـ الاقتباس من أبحاث ورسائل الماجستير والدكتوراه غير المنشورة: وتكون كالتالي: اسم الباحث، عنوان البحث أو الرسالة ويوضع تحته خط، بيان نوع البحث أي رسالة ماجستير أو دكتوراه، ثم ذكر اسم الجامعة أو الكلية أو المعهد التي تم فيها إعداد ومناقشة البحث، تاريخ المناقشة،رقم الصفحة أو الصفحات.

4 ـ في حالة الاقتباس من الوثائق الرسمية: ذكر اسم ونوعية الوثيقة القانونية الرسمية، نص من الدستور, أو القانون،  أو حكم قضائي أو عقد أو قرار إداري، ذكر رقم المادة أو الفقرة، و بيان الوثيقة العامة التي احتوت النصوص مثل المجموعة أو الجريدة الرسمية، وفي حالة الجريدة الرسمية، لا بد من ذكر السنة، ورقم العدد، تاريخ الصدور، رقم الصفحة أو الصفحات.

 أما في حالة الحكم القضائي، فإنه يجب ذكر المعلومات التالية: لفظ الحكم، اسم ودرجة المحكمة أو الجهة التي أصدرته، تاريخ الصدور، رقم الملف أو القضية التي صدر بشأنها.

 5 ـ في حالة الاقتباس من مطبوعات: اسم الكتاب ، عنوان المطبوعة ، الجهة التي صدرت فيها ، السنة الجامعية أو تاريخ الطبع ، رقم الصفحة أو الصفحات.

ثانيا: كيفية الإسناد وتوثيق الهوامش:

1 ـ الإسناد وتوثيق الهوامش في حالة الاقتباس من المؤلفات والكتب العامة: ينقل الباحث عبارات بالنص من المصادر، وهذه يضعها بين قوسين ويضع بعد الانتهاء منها رقم مرجع ليوثق المصدر في الهامش، ويتم ترقيم المصادر في متن البحث لتوثق في الهامش أمام نفس الرقم، ويتخذ الترقيم عدة أشكال، الشائع والعام منها هو وضع ترقيم للمصادر لكل صفحة على حدة وباستقلالية, ويلجأ بعض الباحثين لترقيم مصادر كل فصل باستقلالية، بحيث يبدأ الباحث مصادر فصله من رقم (1) ويستمر لنهاية الفصل وفق عدد المصادر، على أن يثبت أو يوثق مصادره أسفل الصفحة للأرقام التي وردت في نفس الصفحة،ويرى بعض الباحثين ذكر التوثيق وثبت المراجع مسلسلة وفق أرقامها في نهاية الفصل، تلافيا للتداخل بين المصادر، ويرى بعض الباحثين ترقيم مصادر البحث وفق تسلسل مستمر من أول البحث إلى آخره، على أن تثبت المصادر لكل رقم ما يقابله في نفس الصفحة، وإن كان البعض يرى أن الأدق والأفضل ثبت المصادر كلها مسلسلة في نهاية البحث، والتباين السابق في كيفية الترقيم تصح في كل الأحوال وفق رؤى الباحث وطبيعة البحث ولا يعتبر من الأخطاء المنهجية.

ويعتمد الباحثين و  طريقة توثيق المراجع المعروفة بأسلوب APA للجمعية الأمريكية السيكولوجية (American psychological Association)  وهي طريقة تستخدم لتوثيق مراجع البحث  حيث يوضع المرجع في متن البحث مذكورا لقب الكاتب والصفحة وسنة الطبع بين قوسين مثاله :

" يبرر البعض هذا المبدأ بالقول أن الموظفين يمنحون اختصاصاتهم بسبب صفاتهم الشخصية نظرا للثقة التي يضعها المشرع في هذا الموظف وتبعا لما يتوسم فيه من كفاية " (برهان زريق، 2017 ، ص 21 )

ولا يشير إلى معلومات الكتاب إلا في قائمة المراجع.

5 ـ الملاحق: غالبا ما تحتوي البحوث العلمية على ملاحق أو ملحق يتضمن الوثائق الرسمية أو القانونية التي اعتمد عليها الباحث, واستغل مادتها في بحثه, أو تتضمن وثائق تاريخية, أو صور حية أو أدلة وعينات, فإذا تضمن البحث ملحقا فإنه يعتبر جزء من البحث.

6 ـ الفهارس: المقصود بفهرسة موضوعات وعناوين البحث العلمي, هو إقامة دليل ومرشد في نهاية البحث يبين أهم العناوين الأساسية والفرعية وفقا لتقسيمات خطة البحث, وأرقام الصفحات التي تحتويها, ليمكن الاسترشاد به بطريقة عملية سهلة ومنظمة. ويحتوي فهرس العناوين والتقسيمات الأساسية والفرعية للبحث وأرقام صفحاتها, كما يوضح المثال الأتي:

عنوان الموضوع الصفحة

مقدمة.........................................

الباب الأول: العنوان............................

الفصل الأول: العنوان..........................

المبحث الأول: العنوان..........................

المطلب الأول: العنوان..........................

الفرع الأول: العنوان............................

االباب الثاني: العنوان............................

الفصل الأول: العنوان..........................

المبحث الأول: العنوان..........................

المطلب الأول: العنوان..........................

الفرع الأول: العنوان............................

وهكذا إلى نهاية الفهرس.