الفساد المستفحل في مجمل ارجاء القارة الافريقية  ،هو في الحقيقة    من أهم الأسباب  التي  ادت  إلى تخلف  اقطار هذه القارة وتأخرها عن  باقي المناطق في  العالم، كونه يساهم بالإضرار بالفقراء عن طريق تحويل الأموال المخصصة للتنمية الى وجهات اخرى ، لتحقيق مصالح شخصية ضيقة، مما يقوض قدرة الحكومات والجماعات المحلية والاقليمية، على تقديم الخدمات الأساسية وانجاز البنى التحتية. ويغذي الفساد أيضا ظواهر سلبية أخرى داخل الدولة مثل  غياب الديمقراطية، والحكم الرشيد،والاستبداد، والتسلط ،وانعدام المساواة والظلموالجرائم المنظمة و الإرهاب وتهريب المهاجرين والإتجار غير المشروع في السلع والخدمات، وتثبيط الاستثمارالمحلي و الأجنبي المباشر وغير المباشر ،وفرض  تكاليف إضافية وضرائب وهمية على المواطن تذهب إلى جيوب المسؤولين الحكوميين. ونهب المال العام ،والاستحواذ على مقدرات الدولة وثرواتها الطبيعية ومدخراتها ،ولعل  الجانب الآخر للفساد والذي  لا يقل سوداوية  ،هو اسهامه في ازكاء العصبية و القبلية والنعرات العرقية واللغوية والدينية و الطائفية وانتهاك حقوق الانسان .، وعليه من المهم  أن تسير مكافحة الفساد بالموازاة  مع تعزيز سيادة القانون والديمقراطية وتكريس ثقافة المواطنة.