يساهم الفساد بالإضرار بالفقراء عن طريق تحويل الأموال المخصصة للتنمية الى وجهات اخرى ، لتحقيق مصالح شخصية ضيقة، مما يقوض قدرة الحكومات والجماعات المحلية والاقليمية، على تقديم الخدمات الأساسية وانجاز البنى التحتية. ويغذي الفساد أيضا ظواهر سلبية أخرى داخل الدولة مثل  غياب الديمقراطية، والحكم الرشيد،والاستبداد، والتسلط ،وانعدام المساواة والظلموالجرائم المنظمة و الإرهاب وتهريب المهاجرين والإتجار غير المشروع في السلع والخدمات، وتثبيط الاستثمارالمحلي و الأجنبي المباشر وغير المباشر ،وفرض  تكاليف إضافية وضرائب وهمية على المواطن تذهب إلى جيوب المسؤولين الحكوميين. ونهب المال العام ،والاستحواذ على مقدرات الدولة وثرواتها الطبيعية ومدخراتها ،ولعل  الجانب الآخر للفساد والذي  لا يقل سوداوية  ،هو اسهامه في ازكاء العصبية و القبلية والنعرات العرقية واللغوية والدينية و الطائفية وانتهاك حقوق الانسان .، وعليه من المهم  أن تسير مكافحة الفساد بالموازاة  مع تعزيز سيادة القانون والديمقراطية وتكريس ثقافة المواطنة.

وعليه من المهم ارتكاز هذه المطبوعة الموجهة لطلبة السنة الثانية ماستر في قسم العلوم السياسية بكلية الحقوق والعلوم السياسية في مقياس الامن ومكافحة الفساد في افريقيا والتي تتفق مع البرنامج المعتمد من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الوطنية الجزائرية. عل الخطة التالية و التي بموجبها قسم هذا العمل الى قسمين   وكل قسم الى فصلين القسم الاول  تم التطرق فيه للإطار النظري والمفاهيمي للأمن ومكافحة الفساد في افريقيا بينما في القسم الثاني تم رصد  آليات مكافحة الفساد