منهجية العلوم السياسية

إعداد الدكتور زوامبية عبد النور 

الفهرس

 

ماهية المعرفة العلمية 6

I- مفهوم المعرفة 6

II- مميزات المعرفة العلمية 7

العلم 8

I - تعاريف العلم 8

II- مميزات العلم 9

III- أهداف العلم 10

التفكير العلمي. 11

I- تعريف التفكير العلمي. 12

II- خصائص التفكير العلمي. 13

III- خطوات التفكير العلمي. 14

العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية 14

I- طرق عملها 15

II- خصائصها المميزة 15

الموضوع في العلوم الإنسانية وفي علوم الطبيعية 16

مقدمة في منهجية البحث العلمي. 17

I- المدخل أو الاقتراب (APPROACH) 17

II- النموذج (MODEL) 18

III- النظرية 18

VI- وحدات التحليل. 19

v- المتغيرات. 19

IV- المقاييس والمؤشرات. 20

IIV- المناهج. 20

IIIV- البحث. 20

XI- المنهجية 20

البحث العلمي في العلوم الاجتماعية 21

I. البحث العلمي وخصائصه 21

II. تعريفات البحث العلمي. 22

III. أنواع البحوث العلمية 24

VI. خطوات البحث العلمي وأهميته 25

V- خصائص البحث العلمي. 26

VI. الأهداف المتوخاة من البحث. 27

IIV. صعوبات تعترض البحث العلمي في العلوم الاجتماعية 28

الإشكالية والمفاهيم 28

I. تعريف الإشكالية 28

II- تعريف المفهوم 29

III- شروط تحديد المفهوم 29

VI- وظائف المفهوم 30

V- أنواع المفاهيم 30

IV- العلاقة بين المفاهيم و التعريفات. 30

IIV- أنواع التعريفات. 30

مناهج البحث العلمي. 31

المنهج الوصفي. 31

I- أسس المنهج الوصفي. 31

III- أهداف المنهج الوصفي. 32

VI- مراحل المنهج الوصفي. 32

V- خطوات المنهج الوصفي. 32

IV- قواعد المنهج الوصفي. 33

IIV- إيجابيات المنهج الوصفي. 33

IIIV- سلبيات المنهج الوصفي. 33

المنهج المقارن. 34

I- تعريف المنهج المقارن. 34

II- أهداف المنهج المقارن. 34

III- مجالات المنهج المقارن. 35

IV- أسس المنهج المقارن. 35

V- مراحل المنهج المقارن. 35

VI- خطوات المنهج المقارن. 35

VII- تقييم المنهج المقارن. 36

المنهج التاريخي. 37

I- تعريف المنهج التاريخي. 37

II- أهداف المنهج التاريخي. 37

III- مميزات المنهج التاريخي. 41

VI- السلبيات والنقائص التي تؤخذ على المنهج التاريخي. 41

منهج دراسة حالة 42

I- تمهيد 42

II- تعريف دراسة حالة 42

III- أهداف منهج دراسة حالة 42

VI- أهمية منهج دراسة حالة 43

V- مجالات منهج دراسة الحالة 43

IIV- تقييم منهج دراسة الحالة 43

منهج تحليل المحتوى. 45

I- تعريف منهج تحليل المحتوى. 45

II- أهداف منهج تحليل المحتوى. 46

III- أنواع تحليل المحتوى. 46

VI- خطوات منهج تحليل المحتوى. 46

V- تحليل الوثيقة في منهج تحليل المحتوى. 47

IV- مراحل تحليل المحتوى. 47

IIV- تقييم منهج تحليل المحتوى. 49

المنهج التجريبي. 50

I- تعريف المنهج التجريبي. 50

II- أهداف المنهج التجريبي. 50

III- أنواع تجارب المنهج التجريبي. 50

VI- تفسير العلاقة بين المتغيرات في المنهج التجريبي. 50

V- الصدق التجريبي. 51

IV- أنواع التصميمات. 52

IIV- تقييم المنهج التجريبي. 54

الاقتربات. 56

I- تعريف الاقتراب. 56

II- الاقتراب القانوني. 57

III- الاقتراب المؤسسي. 57

VI- اقتراب صناعة القرار 59

V- اقتراب القيادة السياسية 62

IV- الاقتراب النسقي: (النظمي) 63

IV- اقتراب نظرية اللعب. 67

الفرضيات. 69

I- اختبار الفرضيات. 69

II- المتغيرات. 70

III- جمع وتصنيف وترتيب المادة العلمية 71

الاستمارة (الاستبانة) 75

I- تعريف الاستمارة 75

II- مميزات الاستمارة 75

III- خطوات تصميم الإستمارة 77

VI- تقييم الاستمارة 78

المقابلة 80

I- شروط المقابلة 80

II- أنواع المقابلات. 80

III- كيفية إجراء المقابلة 81

VI- تقييم المقابلة 81

الملاحظة 82

I- تعريف الملاحظة 82

II- خطوات إجراء الملاحظة 83

III- أنواع الملاحظة 83

VI- تقييم الملاحظة 84

العينات. 85

I- تعريف مجتمع البحث (مجتمع الدراسة) 85

II- تعريف العينة 85

III- تعريف المعاينة 85

VI- أنواع المعاينات. 85

V- الشروط الواجب توفرها في العينة 86

IIV- خطوات اختيار العينة 87

IIIV- المعاينات غير الاجتماعية 88

IX- تقييم العينة (مزايا وعيوبها) 89

 


 

ماهية المعرفة العلمية:

I - مفهوم المعرفة

II - مميزات المعرفة العلمية

III - مصادر المعرفة العلمية

I- مفهوم المعرفة:

تعتبر المعرفة ضرورية للإنسان لأن معرفة الحقائق هي التي تساعده على فهم المسائل التي يواجهها يومياً. إذ بفضل المعلومات يحصل عليها يستطيع أن يتعلم كيف يجتاز العقبات التي تحول دون بلوغه الأهداف المنشودة ويعرف كيف يضع الاستراتجيات التي تسمح له بتدارك الأخطاء واتخاذ إجراءات جديدة تمكنه من تحقيق أمانيه في الحياة، وبهذه الطريقة يستطيع الإنسان أن يصل إلى ما يرغب في الوصول إليه مستعينا بذكائه ومعرفته وتسخيرها لنيل مبتغاه،[1] والمعرفة نوعان:

المعرفة غير العلمية (العامة):

يحصل عليها الإنسان من خلال احتكاكه بالأفراد ومشاهدة ما يجري يوميا وتكوين انطباع عام عن أي موضوع، ويمكن حصرها في 3 فئات كبرى وهي: المعارف العادية أو الشعبية، معارف الحرفة أو المهنة، المعارف الدينية.

إلا أن هذه المعارف والتفسيرات التي تكوّن ما نسميه بالحس المشترك، فيمكن أن تظهر فعالية كبيرة في الحياة اليومية، لكنها لن تكون ملائمة تماما للبحث العلمي.

المعرفة العلمية:

هي نوع من المعرفة يقوم على دراسة الظواهر التي يتم إدراكها في غالب الأحيان عن طريق الحواس، وهي تقوم على أساس المنهجية في الدراسة الشاملة للموضوع، بحيث تكون النتيجة النهائية قائمة على تحليل دقيق للحقائق وعلى فهم عميق للأدلة والشواهد المتوفرة عن محتوى الموضوع.

وبذلك تكون المعرفة مدعمة بحقائق علمية لا تقبل الجدل، اللهم إلا إذا ظهرت عوامل جديد تستدعي إعادة النظر فيها ثم استكشافه وإثراءه بما هو جديد في الميدان.

وبالتالي فالمعرفة العلمية تقوم إذن على أحداث ووقائع، أو على أعراض وأثار يمكن إدراكها، ويبقى علينا نحن التحقق من طبيعتها بواسطة الاختبار.

 II- مميزات المعرفة العلمية:[2]

1- التحقق: " إجراءات تأكيد الظواهر"

كل معرفة علمية يجب أن نتحقق من صحتها. ورغم أنه لا بمكن التحقق دائما وفي الحال من كل الإجراءات المصممة خصيصا لظاهرة ما، فان القيمة العلمية لإدراك هذا التصميم وفهمه لا يمكن ضمانها إلا بعد التحقق منها. هذا يعني أن المعرفة العلمية تتطلب دائما حججا وبراهين.

2- التطور الدائم: "نمو مستمر للمعارف الخاصة بالعلم"

إن المعرفة العلمية تتطور وتتقدم دائما ولا يمكن أن تكتفي بما تم اكتسابه. فضلا عن ذلك، فكل باحث لا يبدأ من الصفر كما لو لم يتم(في مجاله) أي شيء من قبل. فيستعمل النظريات والاكتشافات السابقة لتفسير اقتراحات ونظريات باستمرار.

III- مصادر المعرفة العلمية:

لقد حاولت الابستمولوجيا « دراسة نفعية لتكون العلوم، قيمتها وأهميتها»، دراسة أسس المعرفة العلمية بأطروحتين:[3]

أ- أطروحة الاستقراء:

تمنح أطروحة الاستقراء الأسبقية لجمع الملاحظات عن الظواهر بهدف الاستنتاج الممكن للافتراضات العامة. « فالاستقراء العلمي استدلال مستمد من ملاحظة وقائع خاصة، بهدف استخلاص افتراضات عامة».

ب- أطروحة الاستنباط:    

       إن هذه الأطروحة تدعي أن العلاقات الممكنة بين الظواهر ما هي إلا بناءات فكرية يمكن التحقق منها في الواقع لاحقا.

1- المعرفة الحسية: التي يكتسبها الإنسان عن طريق اللمس والاستماع والمشاهدة وهذا النوع من المعرفة بسيط، لأن حجج الاقتناع متوفرة أو ملموسة أو ثابتة في ذهن الإنسان.[4]

وفي الدرجة الثانية من الصعوبة، تأتي (2)  المعرفة التأملية أو الفلسفية وهذا النوع من المعرفة يتطلب النضج الفكري، والتعمق في دراسة الظواهر الموجودة، حيث أن مستوى تحليل الأحداث والمسائل المدروسة يوجب الإلمام بقوانين وقواعد علمية لاستنباط الحقائق عن طريق البحث والتمحيص. وفي العادة يتعذر على الباحث أن يحصل على أدلة قاطعة وملموسة تثبت حججه.

ولكنه يقدم براهينه عن طريق استعمال المنطق والتحليل ويثبت أن النتائج التي توصل إليها، تعبر عن الحقيقة، والمعرفة الصحيحة للموضوع.

وفي الدرجة الثالثة من الصعوبة، تأتي (3) المعرفة العلمية التجريبية وهي التي تقوم على أساس: « الملاحظة المنظمة المقصودة للظواهر، وعلى أساس وضع الفروض الملائمة والتحقق منها بالتجربة، وجمع البيانات وتحليلها».

كما أن هذا النوع من المعرفة، يتطلب من الباحث أن لا يكتفي بتوضيح معاني المفردات، بل يحاول أن: « يصل إلى القوانين والنظريات العامة التي تربط هذه المفردات بعضها ببعض، وتمكنه من التعميم والتنبؤ بما يحدث للظواهر المختلفة، في ظروف معينة».

العلم:

I- تعريف العلم

II - مميزات العلم

 III- أهداف العلم

       في القديم كانت الفلسفة تشمل كل العلوم، وكانت تعتمد على منهج التأمل الذي لا يوصل إلى نتائج تحل المشاكل، مما أدى بضرورة استقلال العلوم عن الفلسفة، فحدثت قطيعة معرفية باستقلال عدة علوم عن الفلسفة بشرطين أساسين هما المادة (المنهج)، والموضوع (الظاهرة).

ومن أهم المحطات التاريخية التي مر بها العلم هي:

أ/ المرحلة اللاهوتية: مر بها العلم كأول مرحلة، فكل شيء يخضع لقدرة إلا له، وكانت تعبر بالطقوس.

ب/ المرحلة الميتافيزيقية: حاول الفكر البشري في هذه المرحلة الخروج إلى ما وراء الطبيعة.

ج/ المرحلة الوضعية: وفي هذه المرحلة أصبح العلم يبحث في أسباب الظواهر من خلال ( التجريب، الملاحظة المقارنة...) وهذا من أجل إدراك حقيقة الأشياء عن طريق التجريب.

I - تعاريف العلم:

لقد عرف العلم عدة مفكرين من بينهم:

الأستاذ عمار بوحوش الذي يعرفه على أنه: « ذلك الفرع من الدراسة الذي يتعلق بكيان مترابط من الحقائق الثابتة المصنعة، والتي تحكمها قوانين عامة، تحتوي على طرق ومناهج موثوق بها، لاكتشاف الحقائق الجديدة في نطاق هذه الدراسة».[5]

ويرى كوهن أن: « العلم هو الوصول إلى القوانين العامة التي تقيّم الروابط بين الحقائق بإتباع الطريقة العلمية».

ويرى هنرى بو أنكاري أن : « العلم هو المعرفة تتعلق بادراك الروابط والحقائق والعلاقات القائمة بين الظواهر».

كما يعرفه أيضا بعض المفكرين على انه « وسيلة للحصول على المعرفة المضبوطة حول الظواهر وتطبيقها في عملية التنبؤ باحتمالات حدوثها في المستقبل».

* ونستنتج من كل هذه التعاريف أن العلم يعمل على الكشف عن الظواهر التي تهمنا عن طريق التساؤل والشك، لإدراك العلاقات والمتغيرات التي تتحكم فيه وهذا ما يتطلب مناهج خاصة.

طرح تساؤلات ! « إدراك العلاقات ! محاولة تفسيرها ! اكتشاف علاقات جديدة ! التنبؤ بها في المستقبل ».

II- مميزات العلم:

يهدف العلم إلى البحث عن العلاقات بين الظواهر الطبيعية معتمدا على المعرفة المصنفة للتوصل إلى النتائج المدعومة بالحقائق، ولهذا فان الأسلوب العلمي يتميز عن بقية الأساليب الفكرية بما يلي:

1- الموضوعية:

ويقصد بها أن يلتزم الباحث بالاعتماد على مقاييس علمية دقيقة وإدراج الحقائق التي تدعم وجهة نظره، وكذلك الحقائق التي تتضارب مع منطلقاته وتصوره. فالنتيجة لابد أن تكون منطقية منسجمة مع الواقع. وعلى الباحث أن يتقبل ذلك، ويعترف بالنتائج المستخلصة حتى ولو كانت غير مطابقة لتصوراته وتوقعاته، أي أن على الباحث أن يلتزم بالحياد.

2- الاعتماد على مقاييس معينة:

وتعني هذه الميزة ضرورة احترام جميع القواعد العلمية المطلوبة لدراسة كل موضوع لأن غياب بعض العناصر يقود في النهاية إلى بروز نتائج مخالفة للواقع. وعليه فان عدم استكمال الشروط العلمية المطلوبة يحول دون حصول الباحث على نتائج علمية مقبولة.

3- طريقة التوصل إلى النتائج الهادفة:

إن الغرض من استعمال العلم هو الوصول إلى الحقيقة المنشودة، وهذا يتطلب استخدام الطريقة الصحيحة والهادفة، وإلا فقدت الدراسة قيمتها العلمية وجدواها.

 

4- الإنتاج العلمي:

إن الباحث المتمسك بالروح العلمية والمتطلع لمعرفة الحقيقة، يحرص دائما على عدم إظهار التزمت أو التشبث برأيه، بحيث يكون ذهنه متفتحا على كل تغير في النتائج.

* الروح العلمية:

« سلوك يتميز ببعض الاستعدادات الذهنية الأساسية بالنسبة إلى الطريقة العلمية ».[6]

تفتح ذهني ! موضوعية ! مساءلة ! ملاحظة ! استدلال ! منهج.

5- ضرورة التأتي والابتعاد عن إصدار الأحكام المرتجلة:

ينبغي وجود البراهين التي تثبت صحة النظريات والافتراضات الأولية، إذ لابد من الاعتماد على أدلة كافية قبل إصدار أي حكم أو التحدث عن أية النتيجة.

6- الابتعاد عن الجدل:

بالنسبة للعلم فان المعطيات العلمية المتمثلة في التحليل والنقاش والتعرف على الحقيقة، تقوم على أساس التطرق إلى جوهر الموضوع وليس الدخول في جدل والتغلب على الخصم، لأن الباحث لا خصم له.

7- نسبية العلم:

إعادة تمحيص مناهج وعقلانية العلم مع تقدم البشرية، وتقدم العلوم.

8- التطلع إلى المعرفة:

إثراء البحث إلى معارف أخرى مع تحلي العالم بالروح العلمية، بابتعاده عن الأحكام المسبقة قبل البحث.

III- أهداف العلم:

إن الهدف الأساسي للعلم هو:[7]

1- التوصل إلى النظرية: والنظرية هي بنيان من المفاهيم المترابطة والتعريفات والمقولات، التي تقدم نظرة نظامية إلى الحوادث بواسطة تحديد العلاقات بين المتحولات بهدف تفسير الحوادث والتنبؤ عنها.

2- التنبؤ: ومعناه نتيقن انطباق المبادئ أو القواعد العامة التي يوصل إليها البحث العلمي، على حالات أخرى في أوضاع مختلفة عن تلك التي سبق استقراؤها منها، والتنبؤ بهذه الصورة يساعد على تحقيق المزيد من الفهم والقدر الأكبر من التفسير وتحصيل الجديد من العلم، لأنه خطوة هامة في إكمال عملية البحث العلمي.

3- التحكم: الذي يعني معالجة الأوضاع والظروف التي ظهر يقينا أنها تحدث الظاهرة بشكل يتيح تحقيق هدف معين، والقدرة على التحكم تزداد كلما زاد الفهم وازدادت بالتالي القدرة على التنبؤ.

4- الوصف: « تمثيل مفصل وصادق لموضوع أو ظاهرة ما ».

وهو إنتاج جرد أكثر صدق ما أمكن حول خصائص الموضوع أو الظاهرة المطروحة للدراسة.

5- التصنيف: « تجميع أشياء أو ظواهر انطلاقا من مقياس واحد أو عدة مقاييس ».

ويقوم العلم فيها باختصار واختزال في بعض الفئات من العناصر وذلك بتجميعها حسب بعض المقاييس ومدى ملاءمتها، ذلك لأن بعض هذه المواضيع والظواهر تتميز بالتقارب أو التشابه إذا ما قيس بمواضيع وظواهر أخرى.

6- التفسير: « كشف عن علاقات تصف ظاهرة أو عدة وظواهر».

ويعتبر القلب النابض للمسعى العلمي، وهو تلك العلاقة التي تجعل إحدى الظواهر سببا في وجود ظاهرة أخرى أو عاملا رئيسيا في ظهورها.

7- الفهم: « اكتشاف طبيعة ظاهرة إنسانية مع أخذ بعين الاعتبار المعاني المعطاة من طرف الأشخاص المبحوثين ».

وبأخذ بعين الاعتبار الواقع المعيش للأشخاص موضوع البحث كما يعبر عنه هؤلاء.

التفكير العلمي:

* نضيف الروح العلمية: استعدادات ذهنية.

التفكير العلمي:

 

التراكمية

التنظيم

البحث عن الأسباب

الشمولية واليقين، الدقة والتجويد

 

 

(+)

الملاحظة الحسية ! التجربة العلمية !     وضع قوانين لتفسير العلاقة التي تربط بين الظواهر للسيطرة على الطبيعة.

I- تعريف التفكير العلمي.

II- خصائص التفكير العلمي.

III- خطوات التفكير العلمي.

I- تعريف التفكير العلمي:

« هو كل دراسة تعتمد منهج الملاحظة الحسية والتجربة العملية إن كانت ممكنة، وتتناول الظواهر الجزئية في عالم الحس وتستهدف وضع قوانين لتفسيرها بالكشف عن العلاقات التي تربط بينها وبين غيرها من الظواهر، وصياغة هذه القوانين في رموز رياضية، وذلك للسيطرة على الطبيعة والاستفادة من مواردها وتسخيرها لخدمة الإنسان في حياته ».[8]

نستطيع القول بأن الفكر الإنساني وما يتمخض عنه من تفكير هو ذلك النشاط العقلي الذي يواجه به الإنسان مشكلة ما تساعده في حياته وتعترض طريقه. والفكر الإنساني يدفع الفرد عادة إلى تحديد حجم الحالة أو المشكلة التي يتعامل معها أولا، ثم إن التفكير إلى جانب ذلك، ينبغي أن يتصرف على ما يتعلق بتلك الحالة أو المشكلة من المعلومات وحقائق، ويقوم بتجميعها وتحليلها. وأخيرا يتوصل الفكر الإنساني إلى وضع الحلول المناسبة عن طريق الربط  بين تلك المعلومات والحقائق.

* وعملية التفكير تشتمل على جانبين أساسين:

أ- مشكلة تعترض أمام الإنسان، أو يتعرض لها هو أو غيره من بني جنسه الذين يعيشون أو يعملون بمعيته.

ب- خطة فكرية وعقلية توضع لتحدد مدى نجاح ذلك الإنسان في حل المشكلة ووضع الإجابات المناسبة لها.

أساليب التفكير !  رد الفعل

* الأسلوب الاعتيادي:

ويعتمد على رد فعل الاعتيادي المستخدم مرات عديدة متكررة لمواقف وإحداث متشابهة اعترضت الإنسان في حياته، أو المواصلة حالة نشيطة تصادفه برد فعل بسيط لا يحتاج إلى جهد ذهني أو تفكير كبير.(مثل سقوط شيء....)

* الأسلوب العلمي المبرمج:

فهو يعني استخدام الإنسان تفكيره بشكل مركز وكبير بحيث يتناسب مع الحالة أو الموقف الذي يصادفه ويعترض حياته.

* وقد يتطور الأسلوب الاعتيادي فيما بعد إلى نوع من العلمية في مواجهة اغلب المواقف والمشاكل التي تحتاج إلى ردود فعل وإيجاد الحلول المناسبة لها.

II- خصائص التفكير العلمي:

1- التخلي عن المعلومات السابقة:

أي أن يقف الباحث من موضوع بحثه موقف الجاهل، أو أن يتجاهل كل ما يعرفه عنه، حتى لا يتأثر أثناء بحثه بمعلومات سابقة، يحتمل أن تكون خاطئة، فتقوده إلى الظلال ولا يعني هذا أن الباحث لا يستطيع أن يبدأ بحثه دون أن تكون لديه خطة للبحث.

2- الملاحظة الحسية كمصدر وحيد للحقائق:

ويراد بالملاحظة توحيد الذهن والحواس إلى ظاهرة حسية ابتغاء الكشف عن خصائصها لكسب معرفة جديدة، أن التجربة فهي الملاحظة مستثارة، فيتدخل الباحث في سيرها حتى يلاحظها في ظروف هيأها وأعدها بإرادته لتحقيق أغراضه، وقد لا تتيسر التجربة في بعض العلوم الطبيعية كالفلك، كما أن الحواس قد تقتصر عن إدراك بعض الظواهر إدراكا مباشرا.

3- اعتماد التفكير العلمي على القياس الكمي:

نقل التقدم العلمي الحديث مركز الاهتمام من الملاحظة الحسية إلى تحويل الكتيبات إلى كميات، والتعبير عن وقائع الحس بأرقام عددية، وأصبحت الظواهر المشاهدة تترجم إلى رسوم بيانية وجداول إحصائية (مثال نبضات القلب)، وتمشيا مع هذه النزعة اخترعت آلات وأجهزة، تحول الكيفيات إلى كميات عددية تتميز بالدقة والضبط.

4- نزاهة الباحث:

يراد بها إقصاء الذات، أي تجرد الباحث عن أهوائه والميول والرغبات، وإبعاد المصالح الذاتية، حتى يتسنى للباحث أن يفحص موضوعه في أمانة ومن غير تحيز، ويستلزم ذلك طاقة أخلاقية وروحا نقدية. وتحرراً من أية سلطة يمكن أن تملي عليه رأيا، بهذا يتوخى الحق ويخلص في طلبه، ويستبعد التعصب، ويتفانى في تحري الحقائق وتمحيصها وفاءا بحق الأمانة العلمية.

5- الموضوعية:

بمعنى أن يحرص العالم على معرفة الوقائع كما هي في الواقع، وليس كما تبدو في تمنياته، ويقتضي هذا إقصاء الخبرة الذاتية.

 

 

6/ الاعتقاد بمبدأ الحتمية:

أي القول بان لكل ظاهرة علة توجب وقوعها، ولكل علة معلول ينشأ عنها، فالظواهر يتحتم وقوعها إذا توفرت أسبابها، ويستحيل أن تقع مع غياب هذه الأسباب، وهذه الاستحالة هي ما يسمى بالضرورة.

7- الثقافة الواسعة للعلماء:

لقد شهد القرن العشرين تحولا فجائيا أدى إلى نوع من التقارب بين العلم التجريبي وغيره من فروع المعرفة البشرية، وهذا ما يبرز مدى أهمية الثقافة في التفكير العلمي.

III- خطوات التفكير العلمي:

1- تحديد المشكلة.

2- جمع الملاحظات والمعلومات الممكنة.

3- إعطاء فروض لحل المشكلة اعتمادا على المعلومات السابقة والخبرة الشخصية.

4- تجربة الحل السابق.

5- تقييم الحل.

عقبات التفكير العلمي:

1- الأسطورة والخرافة.

2- الخضوع للسلطة.

3- إنكار قدرة العقل( الخيال والحدس).

4- التعصب (هو الاعتقاد باطل بان المرء يحتكر لنفسه الفضيلة أو الحقيقة، وبان غيره يفتقرون إليها، ومن ثم فهم دائما مخطئون).

5- الإعلام المضلل.

العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية:

يمكن القول بصفة عامة، أن العلم هو في الأساس موجه إلى دراسة الطبيعة. فكل ما هو موجود أو منتج دون تدخل من طرف الإنسان يمثل ما نسميه بالطبيعة، أما الفروع الخاصة مثل الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا، فقد وضعت أصلا لدراسة هذه الطبيعة، كما أن هناك فروع أخرى متصلة بها مثل الفلك، الجيولوجيا.

من جهته، يعتبر الإنسان موضوع دراسة لها خصائصها ومميزاتها العلمية، والهدف من مثل هذه الدراسات التي تجري في مختلف فروع العلوم الإنسانية، هو معرفة وفهم الإنسان ومعنى أو دلالة أفعاله، كما نقوم بدراسة الإنسان من جوانب متعددة، ففي علم النفس مثلا، فان التركيز يكون خاصة على الظواهر النفسية، أما في علم الاجتماع فإننا سنبحث خاصة عن تفسير الظواهر الاجتماعية، إما في التركيز فإننا سنقوم بدراسة الأحداث والوقائع الماضية، أما العلاقات السياسية والاقتصادية والإدارية فإنها ستكون موضوع اهتمام فروع علم السياسة وعلم الاقتصاد والإدارة.[9]

I- طرق عملها:

لكي نفهم طريقة عمل علوم الطبيعة فهما جيدا لابد أن نضع في أذهاننا إنما نتعامل مع الأشياء المادية، فهي تحاول اكتشاف العلاقات بين الظواهر أو الأشياء المادية، ولملاحظة هذه الظواهر والأشياء بكيفية جيدة يجب استعمال أدوات منظورة مثل المجهر الذي يبسط معاني الأشياء ومكوناتها، ويمكن من رؤية أدق واصغر الأجسام التي يستحيل علينا رؤيتها بالعين المجردة، كما يسمح لنا جهاز الاديوميتر قياس الأصوات التي يتعذر علينا سماعها في الحالات العادية، إن هذه الأدوات والأجهزة سمحت لعلوم الطبيعة بتنمية تجاربها وتطويرها وذلك بالعودة الدائمة إلى التجربة في المخبر الذي يمكننا من خلق شروط إنتاج هذه الظاهرة ومعالجة عناصرها، وهكذا تصبح المادة والأداة والتجربة عناصر يتغذى منها نموذج البحث في علوم الطبيعة، هذا الأخير يوفر الشروط المثالية لتكرار التجربة كلما دعت الضرورة إلى ذلك.

أما في العلوم الاجتماعية تختلف عن العلوم الطبيعية، لأن هنا الأمر يتعلق مع كائن يتحدث يتجاوب ويتفاعل مع أمثاله ويمتلك وعيا ومقدرة على التعلم والفهم.

إلا أن استعمال أدوات البحث لا يتم عادة إلا بموافقة الأشخاص موضوع الدراسة.

II- خصائصها المميزة:

- لكي نتعرف أكثر على الخصائص المميزة بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية، لابد من اختبار خصائص موضوعهما.

- أول هذه الخصائص هي أن الكائن البشري يشعر بوجوده، في حين يظهر أن الكائن المادي لا يدرك ولا يشعر بوجوده الخاص، زيادة على ذلك فان الكائن البشري لا يستسلم بالضرورة لمن يقوم بدراسته، انه يقوم بتعديل الوضع من تلقاء نفسه أثناء الدراسة.

- الكائن البشري يعطي معنى لما يحيط به، إلا انه من غير المعقول أن يكون الأمر كذلك فيما يخص الكائن الطبيعي.

- يضاف إلى هذا، وخلافا لممارس أو ممارسة علوم الطبيعية، فان الباحث في العلوم الإنسانية هو من نفس طبيعة الموضوع المدروس.

- والعالم المادي أكثر بساطة من العالم الإنساني، فالعالم الفيزيقي لا يمكنه إنتاج نفسه ولا إعادة إنتاجها، أما العالم الحي فيمكنه ذلك، ولكن بدرجة اقل تعقيد من الكائن البشري لهذا فموضوع العلوم الإنسانية هو أكثر تعقيد من موضوع العلوم الطبيعية.

- يمكن أن يخضع الكائن البشري للقياس، فقياس أفعاله وتصرفاته ليس أمراً سهلاً، أما في العلوم الطبيعية يمكن استعمال مجموعة من الأدوات التي تعطينا قياسات دقيقة للظواهر الأساسية المطلوب دراستها.

- إذا كانت العلوم الإنسانية تميل إلى التفسير، فإنها في كثير من الأحيان لا تسمح بالدراسة الدقيقة للأسباب، في حين أن الأمر في العلوم الطبيعية، وبفضل التجربة، منتشر إلى حد كبير، ولهذا يمكننا إثارة ومراقبة الوضعيات التي تسمح لنا بدراسة الآثار التي تحدثها ظاهرة ما في ظاهرة أخرى.

أما في العلوم الإنسانية فقد تتداخل عدة ظواهر، مما يجعل من الصعب، مراقبة الظواهر التي تسمح بعزل الأسباب.

- العلوم الإنسانية وضعت نموذجا أو نمطا لتحليل فهمي للظواهر يتم بواسطة اخذ بعين الاعتبار المعنى الذي تعطيه الكائنات البشرية لسلوكاتها ضمن مجموع التأويلات.

أما في العلوم الطبيعية فهذه المسالة غير مطروحة، لان الموضوع ( أو الكائن) لا ينتج معاني.

الموضوع في العلوم الإنسانية وفي علوم الطبيعية:

 

الموضوع في العلوم الإنسانية

1- له وعي بوجوده                                             

2- يعطي معنى لأفعاله                                        

3- انه من نفس طبيعة الملاحظ                                

4- غير ممكن إعادة إنتاجه                                    

5- معقد                                                       

6- يقبل قياسه جزئيا

7- يقبل بالتحليل التفسيري

8- يقبل بالتحليل الفهمي

الموضوع في العلوم الطبيعية

1- ليس له وعي بوجوده

2- لا يعطي معنى لأفعاله

3- ليس من نفس طبيعة الملاحظ

4- يمكن إعادة إنتاجه

5- بسيط

6- يقبل القياس

7- يقبل بالسببية

8- لا يقبل بالتحليل الفهمي

إلا انه هناك تشابه بين المواضيع خاصة من الجانب التاريخي (مثال).

علوم الطبيعة: علوم تتخذ من المجالات الفيزيقية والحيوية موضوعا للدراسة.

علوم اجتماعية: علوم تتخذ من الكائن البشري موضوعا للدراسة.

تجربة: فعل إثارة ظاهرة بهدف دراستها.

مخبر: محل مخصص ومجهز بهدف إجراء تجارب علمية.

مقدمة في منهجية البحث العلمي:

       مفاهيم ومصطلحات:

1- المدخل  أو الاقتراب.

2- النموذج. 

3- النظرية. 

4- وحدات التحليل. 

5- المتغيرات.

6- المقاييس والمؤشرات.

7- المناهج  

I- المدخل أو الاقتراب (APPROACH):

« يشير الاقتراب إلى المعايير التي تنتقي خلالهما الأسئلة والبيانات الملائمة ».[10]

كما يمكن تعريفه: « مدخل يستخدم للإشارة إلى المعايير المستخدمة في انتقاء الأسئلة التي تطرح والضوابط التي تحكم اختيار موضوعات ومعلومات معينة أو استبعادها من نطاق البحث ».

ويمكن الاستعانة بمدخل واحد أو أكثر في مجال الدراسات الاجتماعية ومنها السياسة. كما يمكن أن يرتبط المدخل بالفروض التفسيرية والنظريات السببية مع تصنيفها في مجموعات بسبب كثرتها، وفقا للاعتبارات البيئية أو الإيديولوجية.

ويستخدم الاقتراب كإطار لتحليل الظواهر السياسية والاجتماعية ودراستها.

- يساعد الباحثين والمحللين على تحديد الموضوعات الأكثر الأهمية وإيضاح جوانبها الأساسية.

- يعين على كيفية معالجة المواضيع.

- يؤثر في اختيارنا للمناهج والوسائل المستخدمة في الدراسة.

- يمكن اعتباره بمثابة اتجاه أو ميل الباحث إلى اختيار إطار مفاهيمي معين.

- يهتم بدراسة مجموعة محددة من الفرضيات من اجل الوصول إلى صياغة نظرية معينة.

- يحدد نوع المفاهيم والاستفسارات والطرق التي يستعملها الباحث في دراسته.

* والاقترابات فيها العام يتناول عددا كبيرا من الظواهر( مثل الاقتراب السلوكي، والبنائي الوظيفي، تحليل النظم.......).

وهناك اقترابات خاصة تتعلق بظواهر خاصة مثل ظاهرة القوة، حيث يمكن تناولها عبر ثلاثة اقترابات وهي اقتراب المناصب، واقتراب السمعة، واقتراب صنع القرار.

II- النموذج (MODEL):

هو: « عبارة عن صورة نظرية ومبسطة لما هو موجود في عالم الواقع، أي انّه: عبارة عن بناء مشابه للواقع ».[11]

وهو: « أداة التمثيل للواقع وإدراكه في بعض جوانبه الأكثر مغزى وأهمية، وهو مركب ذهني من مفاهيم معينة، يقوم على من العلاقات الارتكازية، وهذه العلاقة بنائية بمعنى أنها تعنى بالتغير في أن واحد لعناصر النموذج، بحيث أن التغير في احد هذه العناصر يجر تلقائيا التغيير في بقية العناصر بحكم الارتباط، دون أن يعني ذلك وجود علاقة سببية بين هذه العناصر، وغالبا ما يمكن التعبير عن هذه العلاقات بصورة رياضية، والنموذج كأداة للإدراك العلمي يجب أن يتسم بالوضوح المفاهيمي ».

ويسمح النموذج بـ:       - فهم جوانب الظواهر وإبراز العلاقات التي يصعب الوصول إلى كشفها.

                           - يعمل على التصنيف والتنظيم وكشف العلاقات.

                    - ادوار إعلامية واقتراح مشاكل جديدة للبحث.

نموذج دفيد أستن كنموذج تطبيقي.

III- النظرية:

« هي مجموعة مترابطة من المفاهيم والتعريفات والقضايا التي تكوّن رؤية منظمة للظواهر، عن طريق تحديدها للعلاقات بين المتغيرات بهدف تفسير الظواهر والتنبؤ بها ».[12]

والنظرية:– تقر بوجود علاقة بين متغيرات.

              - قابلة للاختيار الامبريقي.

              - احد الوسائط المعرفية التي يستخدمها الباحث قصد الفهم والتفسير والتوقع.

              - تزداد شهرة كلما اتسمت بالشمول والقدرة على استيعاب ظواهر متعددة وفهمها وتفسيرها.

             - تقوم بعملية الكشف والتفسير.

             - توجه البحث نحو مجالات مثمرة.

             - تخفي على نتائج البحث دلالة ومغزى.

             - تمكن الباحث من القدرة على فهم والربط بين معطيات التي يتوصل إليها.

VI- وحدات التحليل:

ويقصد بها مستويات التحليل التي يختارها الباحث كلبنة لمجموع البناء الذي يتولى دراسته، فوحدة التحليل قد تكون الفرد، أو المؤسسة، أو الحكومة، أو الدولة، أو اتجاها، أو نمطا سلوكيا معينا.[13]

فالفرض البحثي يشير بداية إلى وحدة التحليل التي يختارها الباحث، كما يشير إلى السلوك أو الخصائص التي يمكن قياسها في تلك الوحدة، كذلك فانه يجب على الباحث الذي اختار وحدة تحليل معينة أن يلتزمها في مسار بحث كله.

v- المتغيرات:

« هي خاصية تجريبية تتخذ قيمتين أو أكثر، فإذا كانت هذه الخاصية قابلة للتغير كما أو نوعاً من هنا ننظر إليها كمتغير».

فحينما نتمكن من نقل المفاهيم من عالم التجريد إلى عالم الملاحظة أو التجريب يتحول المفهوم إلى متغير يمكن مشاهدته أو قياسه.

* فالمتغيرات: - تستخدم عادة لوصف بعض الأشياء القابلة للتغير أو الأشياء القابلة للقياس.

- والمتغير يأخذ قيما صغيرة أو كبيرة.

وينقسم المتغيرات إلى 3 أنواع:[14]

أ- متغير أصيل أو مستقل: هو الذي يؤدي التغير في قيمته إلى التأثير في قيم متغيرات أخرى لها علاقات به.

ب- متغير تابع: وهو الذي تتوقف قيمته على قيم متغيرات أخرى.

ج- متغير وسيط: وهو الذي يتوسط العلاقة بين المتغيرين: الأصيل والتابع.

وتؤثر قيمة المتغير الوسيط في القوة والعلاقة بين المتغيرين، المستقل والتابع واتجاهها.

IV- المقاييس والمؤشرات:

« القياس يعني بصفة عامة تحديد خصائص الشيء المراد قياسه وتقديرها، وحتى يمكننا أن نقوم بالقياس لابد أن يكون الشيء المراد قياسه قابلا للملاحظة والقياس، وتكون هناك وسيلة محددة لقياسه، وحيث أن المفاهيم السياسية والاجتماعية مفاهيم عامة غير محددة تحديدا دقيقا، لذلك، فان أولى خطوة في هذا الطريق هو تحديدها بطريقة تجعلها ممكنة الملاحظة وخاضعة المقياس أي: تحويل المفاهيم إلى متغيرات ومؤشرات ».[15]

إما المؤشر فهو العنصر الدال على قيمة معينة.

ويمكن تفريق بين المقياس الذي يعبر عن تناسق مجموعة من المؤشرات.

« فمثلا: نتحدث عن مقياس الممارسة الديمقراطية من خلال مؤشرات، فعدد الصحف المستقلة يعد مؤشرا من مؤشرات مقياس الديمقراطية مثلا ».

- فعملية القياس مهمة للبحث العلمي، ذلك أنّها تقيم الجسور والعلاقات بين الافتراضات النظرية والواقع الامبريقي الذي نستهدف فهمه وتفسيره.

IIV- المناهج:

       جمع منهج أو منهاج، وهو لغة: الطريق الواضح.       واصطلاحا: وهو فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة إما من اجل الكشف عن حقيقة مجهولة لدينا أو من أجل البرهنة على حقيقة يعرفها الآخرون.

IIIV- البحث:

       لغة: الحفر والتنقيب أو التفتيش. اصطلاحا: هو عبارة عن إضافة جديدة للعلوم تقوم على الدليل والبرهنة.

XI- المنهجية:

       مجموع المناهج والتقنيات التي توجه إعداد البحث وترشد الطريقة العلمية. (وهي اشمل من المنهج).

البحث العلمي في العلوم الاجتماعية:

I. البحث العلمي وخصائصه:

- تعريفه: يعرف الباحث العلمي بأنه هو المخطط والمنظم والمنقذ والموجه لمختلف مراحل البحث العلمي، وصولا إلى النتائج العلمية والمنطقية، وبهدف الوقوف على دوره في البحث العلمي نتناول جانبين هامين: (الإعداد، الصفات الشخصية).[16]

أ- الإعداد:

ويشمل التدريب الفكري والفني واكتساب خبرة العمل، فعلى الباحث المتدرب أن يدرس عددا من العلوم المحددة كي يتمكن من العمل على النحو المناسب كباحث علمي، مثل التعبير عن الأشياء بلغة الرموز، القدرة على معالجة العلاقات القائمة فيما بينها، تقويم مدى صحة هذه العمليات، معالجة البيانات وفهم مدلولها، وتعميم التجارب في صورة تفضي إلى نتائج هامة متميزة، كما يجب أن يكون الباحث العلمي قادرا على التعبير عن نفسه بطلاقة.

ب- الصفات الشخصية:

- الخيال والأصالة: وهما عنصران مهمان للإبداع.

- المثابرة.

- حب العلم: وهو الزاد الأساسي الذي يعين الباحث على التقدم في بحثه والوصول إلى نتائج سليمة.

- سعة الأفق: وتشمل قدرة الباحث على الاعتراف بأنه من الممكن أن يكون على خطأ.

- نقد الفكرة أو العمل: سواء كان له أم لغيره، فقد يتوفر فيه الوعي والعقلانية والتجرد عن الهوى.

- التواضع: ما يحول دون المبالغة في التقدير ما سيلم به مقدما من فروض ذات طابع شخصي.

- الأخلاقية: وأهمها الحياد الفكري والأمانة في الاقتباس وعدم القذف والمهاجمة لعلماء آخرين، والاعتراف بفعل السابقين.

- الحذر: عن طريق النزاهة والتجرد.

- عدم التحيز: عن طريق الحوار والنقاش، وطرح الأفكار العقلانية.

       - خصائص البحث العلمي:

1- الموضوعية في البحث والموضوعية في عرض النتائج.

2- التكرار والتعميم: (التعميم أن تكون تجربة الملاحظة قابلة للنقل للآخرين).

(التكرار إمكانية الحصول على نفس النتائج تقريبا، إذا تم إتباع نفس المنهج العلمي)

3- الخصائص والتصنيف (الخصائص الشيء المركب من الملاحظات السابقة والأسباب التي تتصل دائما بالخصائص النوعية للأشياء أكثر من صفاتها الكمية).

(التصنيف فهو إضفاء المنهجية الواعية على نزعة الجدولة والتعميم، والذي توضح فيه الأسباب جمع الأشياء المتشابهة).

4- بيان الاختلاف والضوابط.

5- اليقين( ونقصد به استناد الحقيقة العلمية على مجموعة كافية من الأدلة الموضوعية المقنعة)

6- تراكم المعرفة ونقصد بذلك أن يستفيد الباحث ممن سبقه من الباحثين.

7- البحث عن الأسباب (عوامل النشوء والتطور).

8- التجريد والقياس الكمي أو التكميم (باستخدام الرياضيات).

9- التنظيم (طرح المشكلة ! الملاحظة ! وضع الفروض واختيارها ! التجريب ! الوصول إلى نتائج).

10- الدقة في كل خطوات البحث.

II. تعريفات البحث العلمي:

إذا لجأنا إلى تحليل عبارة (البحث العلمي)، فإننا نجد أنها مكونة من كلمتين هما (البحث) و(العلمي). أما البحث فهو مصدر الفعل الماضي بحث، ومعناه طلب، فتش، تقصي، تتبع، تحري، سأل، حاول اكتشف. وبهذا يكون معنى البحث لغويا: هو الطلب والتفتيش وتقصي حقيقة من الحقائق أو أمر من الأمور.

أما العلمي: فهي كلمة منسوبة إلى العلم، ويعني المعرفة والدراسة وإدراك الحقائق، ويعني الإحاطة والإلمام بالحقائق وكل ما يتصل بها.

واستنادا إلى هذا التحليل فان البحث العلمي: يعني « التقصي المنظم بإتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية يقصد التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة الجديد لها ».

وهناك تعريف للبحث العلمي خلاصته: « إن البحث العلمي هو عرض مفصل أو دراسة متعمدة تمثل كشفا لحقيقة جديدة أو التأكيد على حقيقة قديمة مبحوثة أو إضافة شيء جديد لها، أو حل لمشكلة كان قد تعهد شخص بتقصيها وكشفها وحلها ».

كما عرف أيضا البحث العلمي: « على انه نشاط علمي منظم، وطريقة في التفكير، وأسلوب للنظر في الوقائع، يسعى إلى كشف الحقائق، معتمدا على مناهج موضوعية من اجل معرفة الارتباط بين هذه الحقائق، ثم استخلاص المبادئ العامة والقوانين العامة أو القوانين التفسيرية».

وفي مفهوم علماء النفس، فإن البحث العلمي هو « المحاولة الدقيقة النافذة للتوصل إلى حلول للمشكلات التي تؤرق البشرية، ويولد البحث العلمي نتيجة لحب الاستطلاع، ويغذيه الشوق العميق إلى معرفة الحقيقة وتحسن الوسائل التي تعالج بها مختلف الأشياء ».

* ويعتمد البحث العلمي على المناهج، والمنهج في اللغة هو « الطريق الواضح في علم أو عمل».

والمنهج العلمي هو الدراسة الفكرية الواعية للمناهج المختلفة التي تطبق في مختلف العلوم تبعا لاختلاف موضوعات هذه العلوم، وهي قسم من أقسام المنطق، وليس المنهج سوى خطوات منظمة يتبعها الباحث في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها إلى أن يصل إلى نتيجة معينة.

وبصفة عامة فان اصطلاح البحث العلمي يشتمل على نقاط عامة تحدد المفهوم الدقيق لهذا المصطلح تتمثل فيما يلي:

1- أن البحث عبارة عن عملية توضح الأشياء والمفاهيم والرموز.

2- أنه وسيلة للاستعلام أو الاستقصاء المنظم الدقيق.

3- يقوم الباحث بإجراء بحثه بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة.

4- يهدف البحث إلى تطوير أو تصحيح أو تحقيق النظريات أو المعلومات المتاحة.

5- يتبع الباحث في تحقيق هدفه هذا خطوات المنهج العلمي خصوصا فيما يتعلق باختيار الطريقة المناسبة والأدوات اللازمة ذات الصدق والثبات.

* وحتى يمكننا اعتبار دراسة معينة بحثا كاملا يجب أن تتوفر فيها العوامل التالية:

1- أن تكون هناك مشكلة تستدعي الحل.

2- وجود الدليل الذي يحتوي عادة على الحقائق التي تم إثباتها بخصوص هذه المشكلة.

3- التحليل الدقيق لهذا الدليل وتصنيفه.

4- استخدام العقل والمنطق لترتيب الدليل في حجج وإثباتات حقيقية يمكن أن تؤدي إلى حل المشكلة.

5- الحل المحدد، والذي يعتبر الإجابة على السؤال أو المشكلة التي تواجه الباحث، حيث أن البحث العلمي الكامل يجب أن تبنى نتائجه بصفة أساسية على الحقائق.

6- بعد أن يتأكد الباحث من الحقائق، يقوم باختيار وتحرّي النتائج التي يصل إليها بجميع الطرق الممكنة وذلك للتأكد من انه على صواب فيما انتهى إليه من نتائج.

7- بعد اكتشاف الحقائق يضعها في إطار منطقي للوصول إلى تعميم.

III. أنواع البحوث العلمية:

وانطلاقا من التعاريف السابقة، يمكن أن نحدد ثلاثة أنواع من البحوث العلمية:

أ- البحوث التي تستهدف اكتشاف أو جمع اكبر عدد ممكن من الوقائع والظواهر، وتعتبر المسوح الاجتماعية بمختلف أنواعها نموذجا بارزا لهذا النمط من البحوث.

ب- البحوث التي تسعى إلى تفسير معلومات أو بيانات متاحة ولا تعتمد على بيانات ميدانية دائما.

ج- البحوث ذات الأهداف النظرية، وتسعى إلى صياغة النظريات.

1- البحث الذي يهدف إلى الكشف عن حقيقة:

وهذا يقتضي جمع المعلومات والحقائق، التي تساعد الإنسان على معرفة جوهر القضية.

وهذا النوع من البحوث، يستعمل بصفة خاصة في معالجة المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

2- البحث الذي يطلق عليه اسم التفسير النقدي:

بالوصول إلى نتيجة معنية، عن طريق استعمال المنطق والأفكار المتجمعة لدى الباحث، كما أن الباحث يسعى لإبراز الطريقة المثلى لمعالجة المشكلة التي يدرسها، بعد أن يوضح البدائل، وأسباب ترجيحه وتفضيله لحل معين على آخر.

3- البحث الكامل:

وهذا النوع يجمع بين النوعين السابقين، والباحث في هذه الحالة، يعتمد على الحقائق القابلة للبرهان وتحليل الحقائق وتبويبها، بحيث يمكن أن يتحقق الإثبات المنطقي لتلك الفروض التي يتوصل إليها الباحث معتمدا في كل هذا، على المنطق والعقل في التحليل بحيث يقوده في النهاية إلى حلول مثبتة محددة للمشكلة.

* وبالإضافة إلى أن البحوث تختلف باختلاف الأهداف المتوخاة من كل موضوع، فهي تختلف أيضاً باختلاف حجم الأبحاث وطولها أو قصرها، لان هناك البحث القصير الذي يشبه إلى حد بعيد، التقرير، الذي يقوم بكتابته الطالب المبتدئ في الدراسات الجامعية والذي يحاول من خلال البحث في موضوع قصير واستيعاب المعلومات المتوفرة فيه. وهناك أيضا البحث العلمي الذي يتقدم به الطالب لنيل الماجستير. كما يوجد أيضا البحث العلمي الطويل والعميق كأطروحة الدكتوراه.

 

VI. خطوات البحث العلمي وأهميته:

أ- خطواته:[17]

1- تعريف المشكلة:

وهي الحيرة والإبهام الذي يصادف الباحث، وتصاغ هذه المشكلة لطرح السؤال المتعلق بالواقع الذي نريد معرفته، وبالتالي فإن المصطلحات والمفاهيم المستعملة ينبغي تحديدها بكيفية قابلة للصياغة، وترجمتها إلى وقائع ملاحظة.

2- البناء التقني:

وتعتمد هذه المرحلة على طرق جمع المعلومات، وفق تقنيات البحث وتقنيات جمع المعطيات، حسب طبيعة المشكلة، فبمجرد تعود الباحث على التقنية التي تم اختيارها، ينطلق في بناء الأداة المناسبة لمشكلة بحثه (الملاحظة، المقابلة، الاستمارة، التجريب، التحليل الإحصائي).

3- جمع المعطيات:

وفي هذه المرحلة يتصل الباحث بالواقع الميداني، عن طريق تحديد العينة بواسطة تقنية (البحث، لأنه كلما تم تناول الواقع المدروس بطريقة ملائمة ومتحكم فيها، كلما كانت المعلومات المتحصل عليها صحيحة وموثوق فيها.

4- التحليل والتأويل:

فالباحث في هذه المرحلة يقوم باختبار المعطيات ويعطي معنى للنتائج المتحصل عليها، غير أن عملية الجمع هذه لا تمد الباحث سوى بمعطيات خام ومبعثرة وغير قابلة للتحليل في الحال، ولكي تصبح قابلة للتحليل لابد عليه من تنظيمها، إذ من دون تصنيفها وتحضيرها مسبقا فإن هذه المعطيات ستبقى عديمة الفائدة، لهذا يتطلب الأمر من الباحث تحضير المعطيات والقيام بحوصلتها لكي يتم لاحقا استخلاص النتائج منها.

5- تطوير النظام النظري.

6- تحديد المفاهيم الرئيسية والمتغيرات الهامة، وصياغة الفروض.

7- تحديد إطار ونوع العينة (الإطار الزماني والمكاني، موضوع الدراسة، العينة).

8- جمع البيانات والقيام بتجربة.

 

 

9- إعداد التقرير العام (النتائج):

ويتضمن هذا التقرير عادة كل مسار البحث من صياغة المشكلة إلى النتائج، كما يتم فيه تحليل المعطيات التي جمعها الباحث وتأويل النتائج على ضوء تعريف المشكلة، وانطلاقا من هذا التقرير يمكن الحكم على القيمة العلمية للعمل.

ب- أهميته:

يعتبر البحث العلمي بمناهجه وإجراءاته من الأمور الضرورية لأي حقل من حقول المعرفة. فقد أصبح الإلمام بهذه المناهج المختلفة والقواعد الواجب إتباعها بدءا من تحديد المشكلة البحث ووصفها ومرورا باختيار منهج وأسلوب لجمع المعلومات وإنتهاءاً بتحليل المعلومات واستخلاص النتائج من الأمور الأساسية في العلوم الطبيعية والاجتماعية.

كما يسعى البحث العلمي دائما إلى تزويد المجتمع بالمعرفة والعلم والمساهمة الايجابية في تقديم الحلول لمشكلاته ونرى ذلك جليا في البحث العلمي ومراكزه المختلفة، سواء ما يكون منها مستقلا وتكون مهمة البحث مهمته الأساسية أو ما يكون في هيئة قسم للبحوث داخل احد الأجهزة لخدمة مجال أو تخصص هذه الأجهزة التي تقوم ببحوث علمية دقيقة تتناول فيها قضايا ومشكلات هامة وإيجاد العلاج لها.

والبحث العلمي ركن أساسي من أركان المعرفة الإنسانية في ميادينها كافة، فعن طريقه يسعى الإنسان إلى البحث عن المجهول واكتشافه لتسخير نتائجه في خدمة البشرية أو تدميرها، أي انه سلاح ذو حدين، وقد أولت الأخطار المتقدمة رعاية خاصة للبحث العلمي والباحثين من اجل تطويره وتقدمه لأنه احد مقاييس الرقي الحضاري، ولأن نتائجه ستفيد شعوبها في شتى المجالات من صناعة وزراعة وطب وتربية وغير ذلك من المجالات ....

أما البلدان النامية فيتفاوت إدراكها لأهمية البحث العلمي تبعا لتطورها الاجتماعي ومقدار ثرواتها ووعي الحاكمين فيها وتوفر الحد الأدنى من متطلبات البحث، لكنها تبقى اقل حظا بكثير من البلدان المتقدمة في هذا المجال.

V- خصائص البحث العلمي:

1- الموضوعية في البحث والموضوعية في عرض النتائج.

2- التكرار والتعميم: (التعميم أن تكون تجربة الملاحظة قابلة للنقل للآخرين).

(التكرار إمكانية الحصول على نفس النتائج تقريبا، إذا تم إتباع نفس المنهج العلمي)

3- الخصائص والتصنيف (الخصائص الشيء المركب من الملاحظات السابقة والأسباب التي تتصل دائما بالخصائص النوعية للأشياء أكثر من صفاتها الكمية).

(التصنيف فهو إضفاء المنهجية الواعية على نزعة الجدولة والتعميم، والذي توضح فيه الأسباب جمع الأشياء المتشابهة).

4- بيان الاختلاف والضوابط.

5- اليقين( ونقصد به استناد الحقيقة العلمية على مجموعة كافية من الأدلة الموضوعية المقنعة)

6- تراكم المعرفة ونقصد بذلك أن يستفيد الباحث ممن سبقه من الباحثين.

7- البحث عن الأسباب (عوامل النشوء والتطور).

8- التجريد والقياس الكمي أو التكميم (باستخدام الرياضيات).

9- التنظيم (طرح المشكلة ! الملاحظة ! وضع الفروض واختيارها ! التجريب ! الوصول إلى نتائج).

10- الدقة في كل خطوات البحث.

VI. الأهداف المتوخاة من البحث:[18]

1- إثراء معلومات الطالب، في مواضيع معينة.

2- الاعتماد على النفس، في دراسة المواضيع، وإصدار أحكام بشأنها.

3- إتباع الأساليب والقواعد العلمية المعتمدة في كتابة البحوث.

4- إظهار المقدرة على التعبير، واستعمال الكلمات المناسبة.

5- استعمال الوثائق والكتب، سلاحا للمعرفة وإثراء المعلومات.

6- التعود على معالجة المواضيع، بموضوعية ونزاهة.

7- استعمال المنطق، والمقارنة بين الآراء الجيدة والآراء الهزيلة.

8- التخلص من ظاهرة كسل العقل، وتعويده على التفكير والعمل بانتظام.

9- تحصين النفس ضد الجهل، والتعود على القراءة قبل المناقشة.

10- الاستفادة من تجربة الأساتذة وملاحظتهم، والتعرف على الأخطاء التي يقع فيها الباحث في البداية.

 

IIV. صعوبات تعترض البحث العلمي في العلوم الاجتماعية:

أ- تعقد الظواهر الاجتماعية:

إن الإنسان يتغير باستمرار سواء في تفكيره أو معاملة للأفراد وذلك بسبب تغير الأوضاع الاجتماعية، ولهذا فمن الصعب على الباحث أن يعالج بدقة قضايا هذا الإنسان المتغير باستمرار.

ب- فقدان التجانس في الظواهر الاجتماعية:

ونقصد بذلك انه الصعب وجود ظواهر يتشابه فيها الأفراد، حيث أن معظم الظواهر لها طابعها المنفرد وشخصيتها المتميزة وغير المتكررة. ولهذا من الصعب التعميم واستخراج قواعد عامة ومشتركة يمكن تطبيقها على كل الناس.

ج- صعوبة استخدام الطرق المخبرية:

لا يمكن وضع المشاكل الاجتماعية تحت المجهر والتعرف على حقيقة الأشياء التي يدرسها الإنسان لان سلوك الإنسان لا يمكن ضبطه أو وضع مقاييس دقيقة لاختباره، ولهذا تبقى البحوث في العلوم الاجتماعية خاضعة للاجتهاد الشخصي والتجربة في إصدار الأحكام النهائية وإبراز النتائج التي يتوصل إليها الإنسان في أبحاثه.

د- التحيزات والميول الشخصية:

إن توعية الثقافة والبيئة التي يعيش فيها الإنسان والتنظيم الاجتماعي تؤثر في سلوك الناس وتجعلهم يحبذون أفكارا معينة ويميلون إلى تيارات سياسية، فكل هذه العوامل تؤثر في النتائج وتدفع بالناس إلى تصنيف الباحث واعتباره منتمياً إلى تيار معين.

الإشكالية والمفاهيم:

I. تعريف الإشكالية:

« هي المدخل النظري الذي يقرر الباحث تبنيه لمعالجة مشكلة طرحها في سؤال الانطلاق فهي مجموعة من المفاهيم الغامضة تستوجب الشرح حتى يستقيم بناء البحث ويصبح كاملا ».[19]

! هي مجموعة من الأسئلة تتطلب الدراسة، أو هي تساؤلات حول الواقع الذي تجري دراسته، ومعرفته في إطار يسمح بدراسة الامريقية.

ومن ثمة فان المفاهيم والمصطلحات المستعملة فيها يجب أن تحدد بشكل يمكن من أن تحقق عملها، أي إلى الحد الذي يستطيع الباحث ترجمته إلى أفعال يمكن ملاحظتها في الواقع.

مراحل بناء الإشكالية: حسب نموذج « ريمون كيفي ».

1/ سؤال الانطلاق: تحدد المجال الذي يدرسه الباحث.

2/ العمل الاستطلاعي: القراءات الاستكشافية (الملاحظة المباشرة، تحليل وثائق).

3/ بناء الإشكالية: بناء الأطر النظرية واختيار إطار جديد، تحديد أولي للمفاهيم.

4/ بناء نموذج تحليلي: نسق من الفرضيات والمفاهيم.

5/ الاختبار: المتغيرات الأساسية تختبر النموذج التحليلي في الواقع الملموس من خلال الفرضيات المبنية.

6/ تحليل المعطيات: وصف وعرض المعطيات في جداول في شكل علاقات مترابطة، والمقارنة بين النتائج.

7/ الحوصلة أو النتائج: ربط البحث بالفرضيات والإشكالية، وذكر معارف جديدة.

* وتتميز الإشكالية بـ:

1- الوضوح في الدقة والاختصار في صياغتها وعدم غموضها.

2- الملائمة بحيث لا تعتمد على حكم قيمي بالموافقة أو المعارضة.

3- تخضع للمنهج التحليلي وبعيدة عن الفلسفة.

4- ليست مغلقة بحيث إجابتها تقتصر على نعم أو لا.

II- تعريف المفهوم:

« لفظ، رمز، أو صفة به يمكن تحليل ظاهرة معينة، فتعبر عن أفكار تجمعها خصائص مشتركة، وهو مصبوغ بالنظرية فهي تبنى على أساسه »

- المفهوم تصور لظاهرة معينة دون تجسيدها بحد ذاتها.

III- شروط تحديد المفهوم:

1- تحديد أبعاده.

2- وصف شامل ودقيق لمعاني مضمونة.

3- الابتعاد عن الانطباعات الشخصية أو الدراسات الحسية للباحث.

4- تجنب استعمال العبارات العامة.

5- الاستعانة ببعض المفاهيم العلمية التي تناولت نفس الموضوع فيما سبق.

6- عدم الاقتصار على توضيح التفسير، بل استعاده إلى المساعدة للباحث في بحثه وتقريبه من الموضعية.

VI- وظائف المفهوم:

- توجيه الباحث من خلال تحديد المفاهيم للمنظور أو النظريات واعتبارها نقطة انطلاق، حيث يسهل إدراك العلاقات بين الظواهر.

- تحديد العمليات والإجراءات الضرورية للملاحظات تلك الفئات، والمتغيرات التي يمكن أن تمدنا بمعلومات لموضوع الدراسة.

- المساعدة على توضيح كيفية إجراء الملاحظات، وذلك بما ينطوي عليه المفهوم من خصائص تساعد الباحث لتحقيق أهدافه.

- السماح بإجراء استنتاجات علمية عن طريق استخدام قوانين المنطق.

V- أنواع المفاهيم:

1/ الاتجاه الواقعي: يستند إلى البعد الإجرائي.

2/ الاتجاه التصوري: يقوم على اطر عامة ترتكز على رؤى نظرية متباينة في غالبيتها.

هناك مفاهيم لأشياء تحقق في الواقع.

هناك مفاهيم لأشياء ملموسة.

هناك مفاهيم لأشياء تربط بينهما (الواقع والملموس).

IV- العلاقة بين المفاهيم و التعريفات:[20]

المفهوم: تعبير موجز وسطحي لظاهرة ما.

التعريف: يناظر المفهوم لأنه يتميز بخاصة الشرح لظاهرة ما.

بينهما أصل مشترك هو المتغير الواقعي الذي يشكل إطارا مرجعيا لكلاهما كذلك النسبية.

IIV- أنواع التعريفات:

1/ تعريف اسمي: يستخدم كلمة أو جملة عوضا عن أخرى، ويأخذ المفهوم هنا معنى تحكمي، أعطي له وهو لا يضيف شيئا إلى معارفنا، لكنه يساعدنا منهجياً لتنمية معارفنا، وهو عبارة عن شرح المعنى، وتشير إليه ويكون مصدره شخص ما أطلقه على مفهوم معني بشكل تحكيمي، لكنه يجب أن يحظى باتفاق العلماء.

2/ تعريف حقيقي: تعريف إجرائي خاص لا يأخذ صفة الاتفاق، يصف الظواهر الواقعة القابلة للملاحظة الامبريقية.

3/ تعريف إجرائي: ويعرف الظواهر بما تتضمنه من عمليات، أو بما يستخدم في رصد الظواهر، وقياسها وتسجيلها، فهو انتقال من المفاهيم التصورية المجردة إلى تطبيقها على الواقع العملي.

مناهج البحث العلمي:

       لكل علم من العلوم مناهجه، فالمنهج هو وسيلة الدراسة والمناهج أو طرق البحث تختلف في الحقيقة باختلاف المواضيع وتتعدد وتنوع مناهج البحث في العلوم الاجتماعية بتعدد وتنوع الظواهر والحالات والمشاكل والإشكاليات والظروف في مجال البحث في الفرد والمجتمع وفي الماضي والحاضر والمستقبل.

المنهج الوصفي:

       - أسلوب من أساليب التحليل المركز على معلومات كافية ودقيقة عن ظاهرة أو موضوع محدد، أو فترة أو فترات زمنية معلومة، وذلك من أجل الحصول على نتائج علمية، ثم تفسيرها بطريقة موضوعية بما ينسجم مع المعطيات الفعلية للظاهرة.[21]

       - هو طريقة علمية منظمة لوصف الظاهرة عن طريق جمع وتصنيف وترتيب وعرض وتحليل وتفسير وتعليل وتركيب للمعطيات النظرية والبيانات الميدانية بغية الوصول إلى نتائج علمية توظف في السياسات الاجتماعية، بهدف إصلاح مختلف الأوضاع المجتمعية.

I- أسس المنهج الوصفي:

01    اعتماده على أدوات جمع البيانات مثل: الاستمارة... فضلا عن جمع المعلومات النظرية حول الظاهرة من مختلف المصادر والمراجع والتقارير والإحصاءات الرسمية.

02    إتباع أسلوب الوصف الكمي والكيفي للظاهرة.

03    الاستناد في الوصف على عينة بحث تكون ممثلة لمجتمع الدراسة.

04    العمل بأسلوب التجريد لكي تميز خصائص الظاهرة المدروسة.

05    التعميم أي تعميم النتائج على الظواهر المماثلة أو المشابهة أو التعميم على بعض أجزاء (أبعاد) الظواهر الأخرى.

III- أهداف المنهج الوصفي:

-1* جمع مادة علمية نظرية فقط أو ميدانية فقط أو نظرية وميدانية حول الظاهرة موضوع البحث.

-2* تحديد وضبط أبعاد الظاهرة.

-3* الوصول إلى مقارنة الظاهرة المدروسة بالظواهر المماثلة أو المشابهة، أو مقارنة بعض أجزاء الظاهرة المدروسة ببعض أجزاء الظواهر.

-4* توظيف رؤى وأطروحات الأفراد المبحوثين أو المسئولين الذين لهم علاقة بالظاهرة.

-5* ربط العلاقة بين الظواهر ودراستها.

-6* القيام بدراسة وصفية للظاهرة التي لا تتطلب منهج آخر، كالمقارنة والتجريب أو أسلوب من الأساليب البحثية الأخرى.

VI- مراحل المنهج الوصفي:[22]

مرحلة الاستكشاف والصياغة: وفيها يقوم الباحث باستطلاع مجال محدد من مجالات البحث الاجتماعي، بهدف صياغة مشكلات قابلة للبحث كما تهدف هذه المرحلة إلى توضيح بعض المفاهيم وتحديد أولويات بعض القضايا والمواضيع الجديرة بالبحث وقد تهدف هذه المرحلة من الدراسة إلى معرفة الإمكانية العملية لإجراء بحث عن مواقف الحياة الفعلية.

مرحلة التشخيص: وفيها يقوم الباحث بجمع المعطيات النظرية والبيانات الميدانية، ثم ترتيب وتصنيف خصائص وأبعاد الظاهرة. فالباحث بمقدوره وصف الخصائص الاجتماعية لقرية من القرى، عندما يتحصل على المعطيات المتاحة عنها مثل توزيع السن، الديانة، نسبة التعليم نظام الملكية... التي يوفرها المجتمع للأفراد والأسر والجماعات، وتسمى هذه الدراسات بالبحوث الوصفية التشخيصية.

V- خطوات المنهج الوصفي:

1- اختيار موضوع البحث.

2- تحديد وضبط إشكالية البحث.

3- صياغة فرضية أو مجموعة فرضيات البحث.

4- تحديد مفاهيم البحث.

5- تحديد منهج الدراسة.

6- اختيار مجتمع الدراسة أو عينة البحث الممثلة.

7- تحديد أدوات البحث الملائمة لمجتمع الدراسة أو لعينة البحث.

8- جمع المادة العلمية التي تخدم موضوع البحث.

9- عرض، ترتيب، تصنيف، تحليل، تفسير، تعليل، تركيب لمادة العلمية التي تم جمعها.

10- عرض نتائج البحث وتفسيرها، استخلاص الاستنتاجات والتعميمات، وصياغة التوصيات.

11- تحرير البحث وفق خطة مضبوطة وتحتوي على محاور تغطي أبعاد موضوع الدراسة.

IV- قواعد المنهج الوصفي:

- تحرير وضبط أبعاد الظاهرة موضوع البحث مثل موضوع البحث "الأسرة" ينبغي تجزئة الأسرة إلى عوامل الأولية أي العناصر التي تساهم في بناء الأسرة ووظيفتها والعوامل التي تتأثر بهم وتؤثر فيهم.

- اختيار الطريقة الملائمة للقياس الكمي للوحدات الأولية التي تتكون منهم الظاهرة، لأن القياس الكمي يقوي معقولية التحليل الكيفي للظاهرة.

- فحص وتحليل وتعليل وتفسير مختلف العناصر التي تؤثر في بناء الأسرة ووظيفتها، معتمدين في ذلك على التحليل الكيفي والكمي.

       ولقد ساهمت هذه القواعد في تطوير المنهج الوصفي ومن العلماء الذين ساهموا في بنائها نجد "هنري تورفيل"، "لوبلاي" و "بينو"  والذين أكدوا على دراسة الأبعاد والعوامل والعلاقات الأوسع نطاقا التي تمكن الباحث من الانتقال من فهم البسيط إلى فهم المركب، ثم فهم الظاهرة موضوع الدراسة فهما شموليا واضحا.

IIV- إيجابيات المنهج الوصفي:

- توفير المادة العلية للبحث.

- يوضع العلاقة بين الظواهر والعلاقة بين أجزاء الظاهرة الواحدة.

- يقدم تفسيرا للظواهر وأسباب تواجدها.

- يقدم القدرة على التنبؤ بمستقبل الظاهرة.

- الأكثر استخداما في البحوث الإنسانية والاجتماعية

IIIV- سلبيات المنهج الوصفي:

- قد يعتمد الباحث على معلومات خاطئة من مصادر ومراجع خاطئة.

- قد يتحيز الباحث في جمعه للمادة العلمية إلى مصادر أو مراجع معينة.

- أحياناً يتم جمع المادة العلمية من طرف أشخاص مساعدين للبحث، قد يتحيزون فيها لجمع المادة العلمية.

- يتم جمع البيانات الميدانية عن طريق أدوات جمع البيانات مثل: الاستمارة، المقابلة، الملاحظة، وقد تجمع بيانات خاطئة عن طريق إدلاء بعض المبحوثين بإجابات خاطئة، وقد يكون عجز فيها يلاحظه الباحث.

- عجز التنبؤ أحياناً.

غير أن هذه الانتقادات لا تنقص من أهميته، كما يمكن تفادي هذه النقائص كما يلي:

• عن طريق مهارة الباحث.

• عن طريق تجربة الباحث في ميدان البحث العلمي.

• عن طريق إلمام الباحث بالمادة العلمية للمنهج وتقنياته وأدوات البحث.

• عن طريق معرفة بنقائص المنهج وأدوات البحث.

• عن طريق احتكام الباحث إلى العقل، ليزن به ما جمعه عن طريق المنهج وأدوات البحث.

المنهج المقارن:

I- تعريف المنهج المقارن:

       أنه الطريقة التي يقصدها الباحث في دراسة أوجه التشابه ولماذا وكيف؟ ودراسة أوجه الاختلاف ولماذا وكيف؟ وتتم تلك الدراسة المقارنة بأسلوب العرض والتحليل والتفسير والتعليل والتركيب للوصول إلى نتائج يمكن تعميمها.[23]

II- أهداف المنهج المقارن:

       01    القيام بدراسة مقارنة على الظاهرة الاجتماعية أو النفسية أو الإنسانية، والتي تتطلب المقارنة، ولا تتطلب الوصف أو التجريب أو أسلوب من أساليب البحثية الأخرى من أجل الوصول إلى حل الإشكال الذي أدى إلى وجود المشكل.

       02    جمع أكبر قدر ممكن من المادة العلمية نظرية فقط أو ميدانية فقط أو نظرية وميدانية حول الظاهرة المدروسة.

       03    مقارنة الظاهرة المدروسة بالظواهر الأخرى المماثلة أو المشابهة أو مقارنة بعض أبعاد الظاهرة المدروسة ببعض أبعاد الظواهر الأخرى.

       04    توظيف أطروحات وآراء الأفراد المبحوثين أو المسئولين الذين هم في علاقة بالظاهرة موضوع البحث وإجراء مقارنة بينها.

       05    ربط العلاقة بين الظواهر الاجتماعية والإنسانية ومقارنة بعضها ببعض

III- مجالات المنهج المقارن:

* دراسة أوجه الشبه والاختلاف بين:

- الظواهر الاجتماعية.

- مختلف أنماط الشخصية أو الاتجاهات المختلفة.

- مختلف نماذج التنظيمات: سياسية، اقتصادية، اجتماعية....

- النظم الاجتماعية في مجتمعات مختلفة مثل نظام الأسرة، نظام القرابة دراسة العمليات التطورية التي تطرأ عليها.

- لمجتمعات مختلفة.

IV- أسس المنهج المقارن:

المقارنة الكيفية والكمية للظاهرة، استناد المقارنة على عينة البحث، العمل بأسلوب التجريد، إمكانية تعميم الظاهرة.

V- مراحل المنهج المقارن:

- مع نفس المراحل بالنسبة للمنهج الوصفي (مرحلة الاستكشاف والصياغة، وأيضاً مرحلة التشخيص لكن في هذه المرحلة تتم عملية المقارنة على مستويين:

م01: وفيه يتم ضم مجتمعات الدراسة التي يمكن وصفها بأنها تنتمي إلى نموذج واحد باشتراكها في خصائص واحدة.

م02: وفيه تتم المقارنات التفصيلية في جميع الخصائص والمميزات والظروف وطبيعة الظاهرة والظواهر المقارنة.)

VI- خطوات المنهج المقارن:[24]

       01    وجود الظاهرة والشعور بأن الظاهرة تشكل مشكل يجب دراسته وإيجاد الحلول له.

       02    ملاحظة: وفيها يلاحظ الباحث تواجد الظاهرة واستمرار المشكل كما يلاحظ التأثيرات السلبية الناجمة عن المشكل كما يلاحظ أبعاد المشكل وخطورته.

       03    يحدد الباحث أبعاد المشكلة وأسبابها وزواياها والتصورات التي يمكن من خلالها دراستها.

       04    جمع المعلومات النظرية والبيانات الميدانية عن الظاهرة ثم تنظيم وترتيب والتصنيف تلك المادة العلمية ومحاور تسمح للمقارنة بينها.

       05    المقارنة وفيها يقارن الباحث بين أوجه الاختلاف كيف ولماذا، كما يقارب بين أوجه الاتفاق كيف ولماذا؟ وهل الاختلاف اختلافاً كلياً، كيف ولماذا؟ أو هو جزئياً، كيف ولماذا؟ وهل الاتفاق كلياً، كيف ولماذا؟ أو جزئياً، كيف ولماذا؟

مع التحليل والتفسير والتعليل والتركيب، ويصحب كذلك لدلالات نظرية وإحصائية مع ذكر بعض النماذج المفسرة لذلك.

       06    النتائج والاقتراحات.

       07    إمكانية تعميم النتائج.

       08    إمكانية التنبؤ.

VII- تقييم المنهج المقارن:

       مميزات وإيجابيات المنهج المقارن:

              01    أنه قابل الاستخدام في العلوم الاجتماعية.

             02    إمكانية توظيفه في مختلف مراحل البحث الاجتماعية.

             03    أنه يعتمد على التأمل العقلي منا يستند على المعطيات الميدانية في المقارنة بهدف الكشف عن الحقيقة.

             04    أن الباحث يستخدم المنهج المقارن ليقارن بين تجارب الشعوب بغية توظيفها في حل المشاكل العالقة.

             05    استطاعته توظيف المنهجين المنهج الوصفي مع المنهج المقارن.

             06    الاستخدام الواسع لأساليب الإحصاء الوصفي والإحصاء الاستدلالي في المنهج المقارن لتناول البحوث السببية المقارنة.

             07    استخدام البحوث المقارنة لإجراءات المنهجية المقننة في اختيار عينات علمية مضبوطة.

             08    يسمح للباحث القدرة على تقديم تفسيرات أكثر قوة للظاهرة المدروسة، لاحتوائه على المعطيات والأدلة المقارنة لأسباب الظاهرة.

سلبيات وانتقادات المنهج المقارن:

- صعوبة حصر وتحديد بدقة عوامل المقارنة.

- صعوبة التحكم في ظروف المقارنة.

- نقص المعطيات النظرية أو الميدانية من أجل التسع في المقارنة.

- غياب أو نقص بعض الإحصائيات الضرورية في المقارنة مما يحل بالمقارنة وتجعلها ضعيفة الحجة والدلالة الإحصائية.

- عدم الدقة العلمية في بعض محاور أدوات جمع البيانات.

المنهج التاريخي:

I- تعريف المنهج التاريخي:

       - يعتبر المنهج التاريخي عملية استقصاء لمختلف جوانب الظاهرة الاجتماعية في الماضي، ويتم تناول ذلك بالدراسة والتحليل لاكتشاف القوانين التي تتحكم في الظاهرة بغية التنبؤ ببعض تأثيراتها في المستقبل.

- أنه طريقة البحث في فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل في ضوء خبرات الماضي وأحداثه، ومعرفة الظروف والأسباب والملابسات والخبرات والمواقف التي مر بها الإنسان منذ بداية حياته.[25]

II- أهداف المنهج التاريخي:

- جمع المعلومات البيانات والشواهد التاريخية.

- تحليل المادة التاريخية بطريقة موضوعية والتأكد من صحة الأحداث في الماضي.

- الوصول إلى نتائج مدعمة بأدلة تاريخية.

       01    اختيار مشكلة وإشكالية البحث التاريخية

       02    جمع المادة العلمية التاريخية وتنقسم مصادر جمع المادة في البحث التاريخي إلى ما يأتي:[26]

- المصادر الأولية: وتشمل:

       - أقوال الأشخاص الأكفاء الذي شهدوا الحوادث الماضية بعيونهم أو سمعوها.

       - الأشياء الفعلية التي استخدمت في الماضي، والقابلة للفحص مباشرة والتأكد منها، ومن هذه الأشياء: الآثار: مباني، أدوات، رسومات، نقوش، تماثيل، أواني ....

الوثائق: ومنها:

       السجلات الشخصية: القصص، الأمثال، الحكم، الألعاب، الأساطير، الخرافات ....

       السجلات الشخصية الخاصة: السير الذاتية، الوصايا، اليوميات، العقود ....

       السجلات الرسمية: الدساتير، القوانين، المخطوطات، المعلومات ....

       السجلات الصوتية: على الاسطوانات ....

       السجلات المصورة: الرسومات، صور، أفلام، صور طوابع بريدية ....

       السجلات المكتوبة.

- المصادر الثانوية: وتشمل:

       كل ما يرد عن الحدث التاريخي نقلا عن الغير، كما تتضمن كل ما يكتب عن المصادر الأولية، فكتب التاريخ ودوائر المعارف التي يكتبها أشخاص بعيدين عن الرواية الأصلية والملاحظة المباشرة تعتبر مصادر ثانوية في المادة العلمية التاريخية، ولذلك ينصح علماء المنهجية بتناول هذه المادة الثانوية بالدراسة والنقد والتحليل لتقصي حقيقة وطبيعة الحدث التاريخي.

نقد مصادر البحث العلمي: وتشمل:

النقد الخارجي للمصادر: ويتضمن نقد الوثيقة التاريخية، والتأكد من شخصية صاحب الوثيقة.

- نقد الوثيقة التاريخية: ويتم التأكد من صدق المادة العلمية من خلال:

o     تحري مصدر الوثيقة.

o     تحري محتوى الوثيقة.

o     مقارنة الوثيقة بوثائق أصلية.

o     معرفة ما تحمله الوثيقة من بعض المعلومات المزيفة التي تخدم مرحلة زمنية معينة.

- التحقق من شخصية صاحب الوثيقة: يجب على الباحث التاريخي معرفة المكان والزمان والظروف الاجتماعية والسياسية والتاريخية التي كتبت فيهم الوثيقة التاريخية، وكذلك معرفة الشخص الذي كتب الوثيقة، بل من القواعد الأساسية في المنهج التاريخي أن يقوم الباحث بتحقيق شخصية المؤلف لأنه أحياناً يحدث في بعض الوثائق التاريخية أن يهمل اسم الكاتب أو يخفى أو تكتب الوثيقة باسم كاتب مستعار وقد يتم ذلك على حساب تزوير في المادة التي تتضمنها الوثيقة.

النقد الداخلي للمصادر: وهو عبارة عن نقد للمادة العلمية (محتوى الوثيقة) وفي ذلك يتساءل الباحث عن:

o     هل من المحتمل أن يسلك الناس في ذلك الزمن السلوك الذي ذكره الكاتب الوثيقة؟

o     هل الأرقام المذكورة تظهر معقولة في ظل الظروف السائدة في ذلك الوقت؟

o     هل يمكن أن يحدث ما جاء في الوثيقة في ظل الظروف السياسية والتاريخية والاجتماعية في ذلك الوقت؟

o     هل هناك تناقص في المادة التاريخية المعروضة في الوثيقة؟

- ومن أجل معرفة صحة هذه المعلومات، قد يضطر الباحث التاريخي للإجابة على بعض الأسئلة حول الكاتب نفسه مثل:

هل المؤلف كان واقع تحت ضغط سياسي أو اجتماعي وقت كتابته للوثيقة؟

هل هناك دوافع معينة دفعت بالمؤلف ليكتب ما كتبه؟

ومن أجل هذا يجب على الباحث معرفة ظروف الكاتب والظروف التي كتبت فيها الوثيقة.

       03    عرض وتصنيف وترتيب وتحليل المادة العلمية التاريخية.

       04    عرض نتائج البحث التاريخي

       01- قيام الباحث بتكوين صورة فكرية: وتكون واضحة عن كل حقيقة من الحقائق التاريخية المجتمعة لديه، ومتناسقة مع الهيكل العام للبحث بمعنى أن يكوّن صورة عن واقع الماضي، وتكون هذه الصورة من إنشاء مخيلته، وتبنى هذه الصورة من منطلق متشابهة الماضي الإنساني للحاضر ويدعم هذه الصورة الفكرية بالمعطيات الوثائقية المتنوعة التي تجعل الصورة معللة وواضحة.

       02- تصنيف الحقائق التاريخية: ويكون التصنيف حسب طبيعة وقائع الحدث التاريخي ويجب مراعاة الشروط التالية في التصنيف:

- الظروف المادية.

- العادات المادية.

- العادات الاجتماعية.

- الفترة الزمنية    

- العادات الفكرية.

- العادات الاقتصادية.

- المؤسسات العامة.

- الحيز الجغرافي.

- منطق الترتيب في التساند البنائي والوظيفي لأسباب ونتائج الحدث التاريخي.

- مقارنة أسباب الحوادث ببعضها البعض.

       03- المحاكمة: وفيها يقوم الباحث بملء الفجوات والتغيرات التي يجدها في هيكل التصنيف وهناك طريقتان وهما:

الطريقة السلبية:

       وهي الاعتقاد، وبأن الحادث الناقص لم يقع، ولكي تصبح المحاكمة صحيحة، يجب تأكيد ما يأتي:

- أن لا يكون هناك وثائق تشير إلى الحادث الناقص.

- أن لا يتكون الواقعة التاريخية الناقصة من النوع الذي لا يمكن ملاحظتها.

ولا يمكن للباحث التاريخي استخدام الطريقة السلبية إلا في حالتين:

       ح1: إذا كان المؤلف حرص كل الحرص على ذكر جميع الوقائع التاريخية باستثناء واقعة لم يذكرها في الوثيقة التي كتبها.

       ح2: أن تكون الحقيقة التاريخية أو نوعيتها قد أثرت تأثيراً كبيراً في فكر مؤلف الوثيقة إلى درجة أنها أصبحت جزءاً من مفاهيمه الفكرية.

الطريقة الايجابية: وتتضمن استنتاج الحقائق التي لم تشر إليها الوثائق بواسطة حقيقة تاريخية أثبتتها الوثائق، ويعتمد الاجتهاد على فرضيتين هما:

الفرضية الأولى: وتكون فرضية عامة، وتنطلق من كليات عامة مستمدة من تجارب الإنسان.

الفرضية الثانية: وتكون خاصة، ومنبثقة من الوثائق ويبدأ الباحث التاريخي بالفرضية الخاصة، أي ينطلق في بحثه عما هو مكتوب.

مثال: مدينة تحمل اسماً عربياً، غير أن الوثائق لا تذكر، من بناها؟ فيجب على الباحث المؤرخ أن يعرف مؤسسها، فإذا وجد الباحث الفرضية العامة القائلة بأن اسم المدينة يكون غالباً مستمداً من لغة شعب المدينة، فإنه يستنتج أن هذه المدينة أسسها العرب، لأنها تحمل اسماً عربياً، ولكي تكون النتيجة صحيحة يجب أن يتوفر شرطان هما:

ش1: أن تكون الفرضية العامة صحيحة كل الصحة بمعنى أن يكون هناك ارتباط بين الواقعتين وثيقاً جداً.

ش2: يجب أن يكون المؤرخ على إطلاع ومعرفة تفصيلية عن الحقيقة التاريخية الخاصة، يلزم أن يكون الباحث دارس الظروف المحيطة بالمدينة مثل موقعها وعادات الشعب ...

       04- ربط الحقائق التاريخية وفيها يربط المؤرخ الحقائق التاريخية بعضها ببعض معللا ذلك من حين لآخر.

       وتعتبر هذه العملية ذروة العملية التركيبية في المنهج التاريخي، وفيها يركز المؤرخ على موضوع التعليل أو البحث عن الأسباب المؤدية إلى ازدهار الحضارات وانحطاطها، وتفوق الأمم وتدهورها، وتفجر الثورات وخمودها، فإنها الأمور الأساسية التي يعتمد عليها المنهج التاريخي.

III- مميزات المنهج التاريخي:

       يتميز المنهج التاريخي بميزتين هما:

       ميزة الزمن: ويقصد بها أن الباحث يبني بحثه على ميزة التتبع الزمني وتنقسم هذه الميزة إلى قسمين هما:

       ق1: دراسة الظاهرة التاريخية أو الحدث التاريخي من الماضي إلى الحاضر، أي دراسة تتبعيه من الماضي إلى الحاضر.

       ق2: دراسة الظاهرة من الحاضر إلى الماضي وذلك بالرجوع في الدراسة من الحاضر إلى الماضي، من خلال دراسة الأحداث التي وقعت بتسلسل وقت حدوثها.

       ميزة الموضوع: أي دراسة العلاقة الترابطية التي تربط موضوع البحث بالمواضيع الأخرى، أي دراسة العلاقة بين مختلف الأحداث تاريخية متشابهة.

- وجود موضوع للبحث، وهو الواقعة التاريخية.

- وجود أهداف البحث، وجود خطوات للمنهج، وجود مصادر المادة العلمية، وجود قواعد منهجية علمية لهذا المنهج التاريخي يبقى دوماً منهج علمي للبحث عن المعرفة في المجال التاريخي.

VI- السلبيات والنقائص التي تؤخذ على المنهج التاريخي:

- بخصوص مدوّن الوثيقة التاريخية: يخشى على الكاتب الوثيقة من أن  يتحيز في كتابته للوثيقة لسبب من الأسباب.

- أن يكون المرجع لم يأخذ ما هو موجود في المصدر، أو تعرض المرجع نفس للتحيز وعم ذكر الحقيقة التاريخية.

- عدم إخضاع الحقيقة التاريخية لطرائق العلم الوصفي الحديثة المعتمدة على الملاحظة المباشرة والتجريب...

- كون التاريخ لا يعيد نفسه، مما يجعل بالإمكان إعادة ملاحظة الوقائع.

- كون الباحث يصعب عليه أحياناً الإلمام بجميع معطيات واحتمالات الوقعة التاريخية وبالتالي فنتائج بحثه تكون جزئية (معرفة جزئية عن الواقعة التاريخية).

- كون إمكانية تعرض بعض المصادر التاريخية إلى التلف.

منهج دراسة حالة:

I- تمهيد:

       يعتبر منهج دراسة الحالة عن المناهج الأخرى بكونه يهدف إلى التعرف على وضعية واحدة معينة وبطريقة تفصيلية دقيقة وبعبارة أخرى فالحالة التي يتعذر علينا أن نفهمها أو يصعب علينا إصدار حكم عليها نظراً لوضعيتها الفريدة من نوعها، يمكننا أن نركز عليها بمفردها، ونجمع جميع البيانات والمعلومات المتعلقة بها، ونقوم بتحليلها والتعرف على جوهر موضوعها، ثم التوصل إلى نتيجة واضحة بشأنها.

II- تعريف دراسة حالة:

- الطريقة التي تعطينا رسم صورة كلية لوحدة معينة في علاقاتها المتنوعة والمتعددة وأوضاعها الثقافية، ويمكن أن تكون الوحدة موضوع الدراسة شخصاً أو أسرة أو جماعة أو نظاماً اجتماعياً أو مجتمعاً محلياً أو وطناً.[27]

- الطريقة العلمية لجمع المعلومات والبيانات لدراسة السيرة لحالة أو أكثر وتطورها في الماضي والحاضر، تكون الحالة عبارة عن فرد أو جماعة أو مؤسسة أو مجموعة مؤسسات أو مجتمع محلي أو عالمي أو مجموعة دول.

III- أهداف منهج دراسة حالة:

- وصف كامل للوحدة الاجتماعية موضوع الدراسة.

- فهم الحالة وعلاقتها بالعوامل المتأثرة بها.

- تبصر الحلول للعوامل المؤثرة في الموضوع عن طريق الكشف عن أسبابها وعلاقاتها ببعضها.

- إشراك المبحوث في إيجاد وإثارة الرغبة والعزيمة والإرادة والدوافع للتغير ما ينفسه والوصول إلى حلول لحالته وحل مشاكله.

VI- أهمية منهج دراسة حالة

- التركيز على دراسة حالة والتعمق فيها.

- تمكين المجتمع المدني من الاهتمام بأفراده وجماعاته، وتقديم جميع الخدمات وتطبيق النتائج المتوصل إليها من خلال دراسة الحالة بغية حل المشاكل والإشكالية العالقة.

- تناول دراسة الماضي والحاضر وتغطية جميع مراحل تطور الحالة.

- إن منهج دراسة الحالة هو منهج تشخيصي وعلاجي.

- أنه منهج يهتم بدراسة السلوك والعمل على تقييم أسباب الظاهرة المرضية، من أجل تقويم الظروف التي نجمت عنها هذه الظاهرة.

- أنه منهج مفيد لأنه يعرفنا مجالات الذين فشلوا والذين نجحوا في حياتهم، بصيغة مقارنة، وتوضيح أسباب النجاح وأسباب الفشل وكيفية تفاديه، وكيفية النجاح وكيفية العمل به.

V- مجالات منهج دراسة الحالة

1. دراسة حالة المواقف المختلفة دراسة تفصيلية في مجالها الاجتماعي والثقافي.

2. دراسة حالة التطور التاريخي لظاهرة أو لشخص أو لجماعة أو لموقف أو أكثر أو لمؤسسة أو أكثر أو لمجتمع أو لمجتمعات.

3. دراسة حقيقة الحياة الخاصة لشخص أو أكثر عن طريق دراسة حاجاتهـ اهتماماته، دوافعه، إرادته، وظروفه.

4. دراسة ظاهرة التعاون والتنافس والتوافق والتكيف لفرد أو لجماعة.

5. دراسة حالة لظاهرة سلبية، كما يمكن دراسة حالة لظاهرة إيجابية.

IIV- تقييم منهج دراسة الحالة:

       مميزات منهج دراسة الحالة:

- التركيز على الوحدة لمعرفة خصائصها.

- الدراسة التطورية لمختلف المراحل التاريخية للفرد أو للجماعة أو للمؤسسة أو للمجتمع أو للمجتمعات.

- التعمق في دراسة حالة معينة محددة ومضبوطة.

- تحديد مختلف العوامل المؤثرة والمتأثرة ومعرفة أسباب ذلك في دراسة حالة الوحدة الاجتماعية.

- الحصول على مادة علمية شاملة ودقيقة عن الحالة موضوع الدراسة.

- الاهتمام بالموقف الكلي وجميع العوامل المؤثرة في الحالة موضوع الدراسة.

أن منهج دراسة الحالة هو منهج تتبعي، أي أنه يعتمد على عامل الزمن، وبالتالي فالدراسة هي تبعية تطورية تاريخية.

       إيجابيات منهج دراسة الحالة:

- أن منهج دراسة الحالة يسمح بالتحقق من موضوعية وصحة المادة العلمية الخاصة بالحالة موضوع الدراسة، وذلك عن طريق المقابلات المتكررة والملاحظة والوثاق والسجلات والمقارنة بين المعلومات والبيانات المجمّعة أثناء الدراسة والتشخيص.

- يعتبر الباحث والمبحوث مندمجين معاً في موضوع البحث.

- يمكن الباحث من تتبع المواقف والنظم الاتجاهات أثناء الدراسة.

عدم تسليم الباحث بكل ما يشاهده أو يلاحظه أو يُكتب أو يقال عن الحالة موضوع الدراسة إلا بعد الدراسة التتبعية والفحص الموضوعي لكل ذلك.

- تعتبر نتائج دراسة الحالة صحيحة كلما كانت الحالة معللة إحصائيا بطريقة صحيحة.

- يسمح منهج دراسة الحالة بإمكانية الوصول إلى التعميم، مع مراعاة الدقة في المطابقة أو مشابهة الظروف المحيطة بالحالة موضوع البحث.

       سلبيات منهج دراسة الحالة:

- باعتباره منهج تتبعي فهو يتطلب الكثير من الوقت والجهد والمال.

- تصعب عملية التشخيص والعلاج إذا كانت وحدة الدراسة مجتمعاً كبيراً

- يحتاج المنهج إلى خبرة وتدريب فني وميداني.

- في عملية الدراسة التتبعية، قد يحتاج الباحث إلى مراجعة بعض المعلومات وفي ذلك قد ينسى المبحوث المعلومات التي كان قد أدلى بها في بداية البحث وقد يدلي بمعلومات ناقصة أو زائدة.

- قد يبتعد المبحوث عن ذكر الحقائق كما حدثت فيكتبها أو يقولها من وجهة نظرة مبرراً موقفه وتصرفاته ومؤيداً نظرته إلى الظواهر والأشخاص وأحياناً يحاول تضخيم الأمور، وإضافة حوادث وعوامل جديدة من نسيج خياله، فحينئذ يصعب على الباحث ضبط وحصر وتحديد ما يحدث وما لا يحدث.

- أحياناً يصعب التخلي عن الذاتية، وفيها يهمل حينئذ الجانب المهني.

- يصعب في بعض الحالات الوصول على التعميم انطلاقاً من دراسة بعض الحالات القليلة التي يجري حكمها على المجتمع اللي أو على بقية الحالات المتشابهة.

- صعوبة اختيار العينة وحصرها وضبطها ودقتها إحصائياً.

- قد يحدث في بعض (الحالات) دراسة الحالة أن يكون المبحوث أصم وبكم ولا يحسن لغة الإشارة، فيصعب الإدلاء بآرائه.

       * ولكن على الرغم من هذه المآخذ التي تؤخذ عن منهج دراسة الحالة، غير أنه يبقى منهج مفيداً وضرورياً لما يسمح للباحث بتجميع مادة علمية حول حالة ما بعينها، ونظراً لتخصص هذا المنهج بالدراسة المتبعة للحالة والتركيز عليها دون غيرها من الحالات، مما يزيد في دقة الدراسة وبالتالي الدقة العلمية في البحث.

منهج تحليل المحتوى:

I- تعريف منهج تحليل المحتوى:

       يتكون مفهوم منهج تحليل المحتوى من ثلاثة عناصر، عنصر المنهج، عنصر التحليل وعنصر المحتوى.

1. عنصر المنهج: الطريقة التي يتبعها الباحث، وهي عبارة عن خطوات تنير الطريق أمام الباحث لتنظيم التفكير، والعرض والتصنيف والترتيب والتحليل والتركيب في موضوع البحث.

2. عناصر التحليل: فهو عملية ذهنية معقولة تقوم على تفكيك موضوع البحث إلى أجزاء رئيسية، بغية دراستها دراسة مفصلة بهدف فهم عناصر الموضوع فهماً دقيقاً والتحليل هو المدخل الذي يؤدي إلى التفسير.

3. عنصر المحتوى: (المضمون) فيعني ما تتضمنه وثيقة أو مجموعة الوثائق المكتوبة أو المسجلة.

* وبناءاً على ما سبق فإن منهج تحليل المحتوى يعني:

- طريقة تجزئة موضوع الوثيقة أو الوثائق إلى عناصر (وحدات) صغيرة تسمح للباحث حسابها ودراستها كمياً، ثم إعادة تركيبها لفهم الموضوع بشموليته.[28]

- ويعرفه "برامون" منهج تحليل المحتوى بأنه: تقنية بحث يستهدف الوصف الموضوعي، المنهجي والكمي للمحتوى الظاهري للاتصال.

- أنه يهتم بدراسة محتوى وسائل الاتصال الجماهيري لوصف محتوى هذه الوسائل.

II- أهداف منهج تحليل المحتوى:

- وصف الاتجاهات المنظمة في محتوى الاتصال.

- تحليل محتوى الاتصال.

- الربط بين خصائص الجمهور والرسائل الاتصالية

- وصف نماذج الاتصال.

- تحليل أنماط الاتصال.

- الربط بين سمات الرسائل المعروفة المصدر.

- التعرف على التركيب الداخلي للأشياء أو للمواد المحللة.

- الكشف عن القوانين التي تتحكم في العلاقات الداخلية لعناصر محتوى الموضوع المدروس.

- الكشف عن طرائق لتركيب مواد أخرى يحتاجها الإنسان.

- التأكد من مطابقة موضوع البحث لأحد التراكيب المعروفة سابقاً.

- التأكد من انتماء المادة، أو الفكرة المحللة.

III- أنواع تحليل المحتوى:

       التحليل المادي للمحتوى:

       أي تحليل مادة المضمون والمقصود بذلك تجزيء موضوع البحث إلى عناصره الأولية، ثم يقوم الباحث بحساب مادي كمي لعدد الفقرات أو الجمل أو الكلمات والرموز والتي تدل على مضمون موضوع واحد.

       التحليل المعنوي للموضوع:

       أي تحليل معنى الموضوع وفيه يقوم الباحث بتحليل المعاني التي يعطيها الفقرات أو الجمل أو الكلمات أو الرموز في النص للموضوع، كما يقوم بتفسير كل معنى على حده، ثم يصل إلى مرحلة الترتيب أي حوصلة جميع المعاني مع بعضها ليعطي وحدة كاملة متكاملة ومتناسقة ومترابطة لموضوع البحث.

VI- خطوات منهج تحليل المحتوى:[29]

       01    اختيار (نوعية) موضوع البحث أو العينة أو الوثيقة المطلوب تحليل محتواها.

       02    تحديد نوعية موضوع تحليل المحتوى، أهدافه، إشكاليته وفرضياته.

       03    تأمين الأجهزة والأدوات اللازمة لتحليل المحتوى.

       04    تحري صدق الوثيقة.

       05    استخلاص النتائج بمقارنة نتائج التحليل بالخبرة التي قررت تركيب المادة المحللة.

       06    كتابة تقرير البحث.

V- تحليل الوثيقة في منهج تحليل المحتوى:

       تحليل المحتوى الظاهري للوثيقة:

       أي تحليل ما هو معلن عنه بصيغة واضحة في الوثيقة، بمعنى حقيقة في الوثيقة.

مثل: (برنامج حزب سياسي) وفيه يقوم الباحث باستخراج وإظهار للمواضيع الأكثر تناولاً في البرنامج السياسي للحزب على أن يستخرج الكلمات الأساسية، المواقف والحجج المقدمة للتبرير برنامج الحزب.

       التحليل المستتر للوثيقة:

       والمحتوى المستتر أي ما هو خفي، أي ما لم يتم التعبير عنه بصيغة واضحة في الوثيقة وفيه يقوم الباحث بالكشف عما هو غير معلن عنه وذلك عن طريق فك المعنى الخفي للأقوال التي جاءت في الوثيقة على شكل فقرات أو جمل أو كلمات.

IV- مراحل تحليل المحتوى:

       للوثيقة اختيار عينة الوثائق  أي تحديد إطار المعاينة أو قائمة تتضمن الوحدات التي سوف تؤخذ منها العينات، ثم يشرع الباحث بسحب عينة من الوثائق من مجتمع الدراسة، ويخضع نوع عينة الوثيقة لطبيعة موضوع البحث.

       تحديد المحتوى الحقيقي للفئات (للموضوعات) أي تحديد المحتوى الحقيقي للموضوعات، ولقد اقترح "هولستي" لدراسة موضوع الاتجاهات في محتوى الصحف 12 فئة تتضمن كل فئة محتوى موضوع معين وهي:

- الأخبار الخارجية

- أعمدة الموضوعات العامة

- الشؤون الاقتصادية

- مواضيع حول المرأة

- أخبار وبيانات الإذاعة

- الرسوم

- أخبار العاصمة

- أعمدة كتاب الصحيفة

- أبناء المجتمع

- الثقافة والفنون

- الفكاهة

- الرياضة

       أما بخصوص مواضيع بحث أخرى غير لصحف، فتحليل محتوى الكتاب تعتبر فصوله فئات التحليل لمحتوى الكتاب، وأما استمارة بحث أو مقابلة أو ملاحظة، فتعتبر محاور الاستمارة أو المقابلة أو الملاحظة فئات التحليل لمضمون (محتوى الاستمارة أو قابلة أو الملاحظة)

       تحديد وحدة التحليل لقد وضع "هولستي" قائمة تتضمن خمس وحدات تحليل وهي:

الكلمة الواحدة، الموضوع: تحليل إلى الفكرة؛ الشخصية على أساس الجنس أو طبقة ...؛ الجملة أو الفقرة؛ المادة.

- وهناك أخرى زائدة وهي: الرمز أو الرموز؛ مقاطع في النص

       تحديد وحدة السياق وهي عبارة عن مصطلح يتضمن معنى قوي يحمل سياق، أي يحمل تفسير الفكرة أو الأفكار كما يحمل تفسير أوسع وأشمل وأدق من الكلمة.

مثال: مصطلح "القوامة" فهو يحمل تفسيراً واضحاً ودقيقاً وشاملاً في موضوع علاقة الرجل بالمرأة.

       تحديد نظام الترقيم  والمقصود بذلك نظام ترقيم كمية المعطيات وتشمل هذه العملية أربع طرق هي:

       الترميز المزدوج البسيط: وشرحها وتوضيح ذلك في جدول. مثال: "الوطنية من خلال عينة من الصحف"

المؤشرات:

الصحف حب الوطن ...إلخ

الخبر الشروق النهار ...إلخ       

       ونبدأ في توقيع إشارات في الخانات لتدل على وجود كل فئة في كل صحيفة، ومن خلال ذلك نحكم بأن صحيفة (س) أكثر انحيازاً للوطنية وحب الوطن.

       التكرار: ويقصد به حصر تكرار ظهور كل فئة، وتعتبر طريقة حساب التكرار من أكثرها استخداماً.

       مساحة الفئة: والمقصود بها المساحة المغطاة المخصصة لموضوع معين في الصحيفة (مساحة العمود في الصحيفة).

       قوة وعمق المقولة: ويقصد بها قوة ودقة ووضوح معنى المقولة التي تعمل على إظهار محتوى الوثيقة.

IIV- تقييم منهج تحليل المحتوى:

       مميزات منهج تحليل المحتوى:

- تحويل وثيقة لفظية غير كمية إلى بيانات كمية رقمية.

- إمكانية عرض الإحصاء الكمي في منهج تحليل المحتوى في شكل جداول وتتضمن الأرقام في ور تكرار أو نسب مئوية.

- إمكانية وصف محتوى الاتصالات الظاهرة بطريقة كمية موضوعية منظمة.

- إمكانية تطبيق نتهج تحليل المحتوى على عينات كبيرة الحجم محسوبة بطريقة علمية.

- يغطي منهج تحليل المحتوى جميع وجوه التخصص التي تتضمنها تقنيات المحتوى الاجتماعي.

إيجابيات منهج تحليل المحتوى: - لا يحتاج الباحث إلى الاتصال بالمبحوثين لإجراء تجارب أو مقابلات وذلك لأن المادة المطلوبة للدراسة متوفرة في مختلف محتوى الوثائق ووسائل الإعلام المختلفة.

- لا يؤثر الباحث في المعلومات التي يقوم بتحليلها فتبقى كما هي قبل وبعد إجراء الدراسة.

- تسمح الوثائق بالتحليل الطولي، أي دراسة الفترات الزمنية الممتدة في كشف عن الاتجاهات.

- يوفر منهج تحليل المحتوى التكاليف المادية، بالمقارنة بمنهج المسح الاجتماعي.

- قابلية الوثائق للتحليل.

       سلبيات منهج تحليل المحتوى: - إمكانية وجود تحيز من طرف الذي دونوا الوثيقة.

- إمكانية تعرض الوثيقة للإهمال والإتلاف.

- إمكانية نقص المعلومات المدونة في الوثيقة للموضوع المحلل.

- إمكانية تحيز الباحث في اختيار عينة من الوثائق الخاصة بموضوع الدراسة.

- يمكن أن تكون الوثائق ملكاً لشخص أو أشخاص ويمتنعون عن تسليمها أو تسليم جزء فقط للباحث.

- يحتاج إلى جهد مكتبي من طرف الباحث.

- لا يمتاز هذا المنهج بالمرونة حيث يكون الباحث مقيداً بالمادة المدروسة ومصادرها المحدودة.

المنهج التجريبي:

I- تعريف المنهج التجريبي

- يعرف على أنه طريقة لحل المشكلات بأسلوب علمي، عن طريق التحكم في جميع المتغيرات والمؤشرات، ووضعهم تحت التجربة، وعل إحدى المتغيرات بهدف تحديد وضبط وقياس تأثيره في العملية.[30]

- كما يعرف بأنه إجراء منهجي يبدأ بملاحظة الواقع فرض الفرضيات وإجراء التجارب للتأكد من صحة الفرضيات ثم الوصول إلى القوانين والعلاقات بين الظواهر.

II- أهداف المنهج التجريبي:

- الكشف عن حقيقة الظاهرة والمحاولة التنبؤ بتأثيراتها.

- التحقق من صحة الفرضيات.

- الوصول إلى نتائج تفسيرية، تفسر الظاهرة وقوانين تحكيمية تتحكم في الظاهرة.

- ويهدف إلى قياس أثر المتغيرات المستقلة أو أكثر على متغير تابع محدد وذلك من خلال التحكم أو السيطرة على كافة العوامل المحيطة بالظاهرة.

III- أنواع تجارب المنهج التجريبي:

أ. التجارب العلمية: أي في المعامل والمصانع، حيث يتم تصميم المعامل والمصانع بما يوفر شروط التجارب العلمية من ترتيبات وتجهيزات مسبقة للبحوث التجريبية

ب. التجارب على المواقف الاجتماعية والأشخاص:

1- العامل المراد قياسه أو الظاهرة موضوع لدراسة، ويسمى هذا العامل كما نعلم بالمتغير التابع.

2- العامل المراد معرفة تأثيره في الظاهرة، ويسمى هذا العامل بالمتغير المستقل.

3- العوامل المتداخلة في الظاهرة وتسمى هذه العوامل بالمتغيرات بالمتغيرات المتداخلة.

VI- تفسير العلاقة بين المتغيرات في المنهج التجريبي:

يقوم الباحث بتفسير العلاقات بين المتغيرات على ما يأتي:

01 إدخال تغيير معين على المتغير المستقل (المتغير التجريبي) وملاحظة نتائجه على المتغير التابع.

02 تعيين وتحديد وضبط إجراءات التجريب، للتأكد من عزل جميع المتغيرات المستقلة المحتملة الأخرى ماعدا المتغير المستقل الذي تجري عليه التجربة.

03 المتغيرات المتداخلة: وفيها يقوم الباحث على حصر جميع العوامل (المتغيرات المستقلة) لدراسته، وفي ظل أي ظروف؟ ثم يقوم بإجراء التجربة عليه، مع عزل جميع المتغيرات المستقلة الأخرى التي لها تأثير على المتغير التابع.

04 المعالجة التجريبية: وتعني ذلك التغير الذي يحدثه الباحث على عدد من أعضاء عينة بحثه بخصوص فقط المتغيرات المستقل.

V- الصدق التجريبي:

* الصدق الداخلي: ويقصد به مدى صحة المعالجة التجريبية والتي هي عبارة عن أحداث تغيير عدد أفراد عينة الدراسة.     

       - العوامل المؤثرة في الصدق الداخلي

وهي الظروف الخارجية التي قد تؤثر على المتغير التابع وهي:

- النضج: الخصائص المعرفية والانفعالية للعينة.

- موقف الاختبار: قد يؤثر الاختبار لقبلي على الاختبار البعدي.

- نوعية الأداء: ثباتها ملاءمتها تؤثر في نتائج البحث.

- عامل الاختبار: أهمية الاختيار العشوائي للعينة قد يظهر أنه غير متكافئين في القدرات والخصائص.

* الصدق الخارجي: والمقصود به مدى إمكانية تعميم نتائج البحث.

       - العوامل المؤثرة في الصدق الخارجي

- تفاعل الاختبار مع المعاملة التجريبية: ويقد بذلك تأثر إحدى المجموعات البحث بنتائج الاختبار القبلي.

- تفاعل الاختبار مع التجربة: قد تكون عينات البحث غير ممثلة لمجتمع الدراسة مما يؤثر على عدم صحة تعميم النتائج.

- تفاعل ظروف التجريبية مع التجربة، كأن يعرف مجموعة عينة البحث أنهم خاضعين للتجربة أو المراقبة بحيث يجعلهم يغيرون من تصرفاتهم.

- تداخل المواقف التجريبية: قد تضع عينة البحث إلى أكثر من معالجة تجريبية في نفس الوقت وتعني وضع خطة واضحة ودقيقة وكاملة وحكمة لأجراء التجربة الميدانية للبحث التجريبي مستخدماً فيه المنهج التجريبي وفيه يتدخل الباحث بعزل بعض المتغيرات وإحداث تغييرات على البعض وتثبيت البعض الآخر، ويتضمن جانبين هما:

الجانب الأول: تحديد المشكلة والإشكالية والهدف من البحث، مجال الدراسة، المكان، الزمان، ونوع البيانات المطلوبة لاختيار فرضيات.

الجانب الثاني: الإجراءات العملية، ويحتوي: عينات البحث والتي تتميز بنوع العينة وكيفية اختيارها وكيفية صدق العينة، صياغة الفرضيات، حصر وضبط المتغير المستقل والمتغير التابع وأيضا تحديد الشروط الضرورية لضبط والتحكم في الأدوات والوسائل البحثية المستخدمة في التجربة.

IV- أنواع التصميمات:[31]

* التصميمات القديمة: لقد وضع "جون ستوارت ميل" عدة قواعد للتحقق من الفرضيات واكتشاف القوانين التي تربط الظواهر وتتلخص هذه القواعد كما يأتي:

01- طريقة التوافق (التلازم في الحدوث)

وتشير على أنه إذا كانت الظروف المؤدية إلى حدث معين تتحدى جميعاً في عامل مشترك واحد فإن هذا العامل يتحمل أن يكون السبب، وقد استخدمت هذه الطريقة في دراسات عديدة، وقد تقوم العوامل المسببة غير واضحة لهذا الباحث أن يميز بين العوامل ذات الدلالة وذات العلاقة بالمشكلة (الموت بمرض لمجموعة أفراد ينجم عن تلوث في المياه) وقد يكون ناتجاً عن عوامل أخرى.

02- طريقة الاختلاف

إذا كان هناك مجموعتان أو أكثر من الظروف المتشابهة في كل شيء ما عدا عامل واحد فقط، وإذا حدثت نتيجة معينة عند وجود هذا العامل فقط، فإن هذا العامل موضع البحث يحتمل أن يكون سبب هذه النتيجة، لكن هذه النتيجة لا يمكن أن تكون قاطعة أو حاسمة إلا إذا تأكدت بحالات كثيرة جداً، ولعل معظم البحوث الموثوق فيها تتحقق ي دراسات التي تستخدم الطريقتين 01 و02.

03- الطريقة المشتركة

وتعني أنه يجب أن نطبق أولا طريقة الاتفاق لاختبار الفرد ثم نطبق طريقة الاختلاف، وإذا أدت كلتاهما إلى النتيجة نفسها، فإن الباحث يكون واثقاً إلى حد كبير أنه وجد السبب، وقد استخدم العالم باستور هذه الطريقة.

 

04- طريقة العوامل المتبقية

وتعتمد على أنه عندما تكون العوامل التي تسبب بعض أجزاء الظاهرة معروفة، فإن الأجزاء المتبقية من الظاهرة لابد أن تكون ناتجة عن العامل أو العوامل المتبقية.

05- طريقة التلازم في المتغيرات

تدعو إلى أنه إذاً هناك شيئان متغيران أو يتبدلان معاً بصفة منظمة، فإن هذه التغيرات التي تحدث في واحد منهما تنتج عن التغيرات التي تحدث في الآخر، أو أن الشيئين يتأثران في ذات الوقت بسبب واحد مشترك مثال تأثير جاذبية القمر على حركة المد والجزر، وقد حذر ستيوارت ميل من أن هذه القواعد ليست جامدة، كما أنها لا تصلح للتطبيق في جميع الحالات.

* التصميمات الحديثة: تصنف عموماً التصنيفات الحديثة للتجارب كما يأتي:

01- التجربة البعدية باستخدام مجموعتين

وفيها يختار الباحث عينيتين عشوائيتين من مجتمع البحث، ويفترض التكافؤ بينهما في جميع الجوانب ثم يدخل تغييراً في التغيير التجريبي على أحدهما، ويقيس المجموعتين بعد التجربة، ويقارن بينهما.

02- التجربة القبلية البعدية باستخدام مجموعة واحدة

وهو القيام بإجراء قياس قبلي على المجموعة ثم إدخال تغيير المتغير المستقل وبعدها القيام بإجراء قياس بعدي على المجموعة، وذلك لقياس تأثير المتغير المستقل على المتغير التابع وفي الأخير حساب الفرق بين القياسين القبلي والبعدي، ثم اختبار دلالته إحصائيا.

03- التجربة القبلية البعدية باستخدام مجموعتين

وفي هذا التصميم يقوم الباحث بإجراء عملية القياس على المجموعتين بالتبادل، على أن يختار مجموعتين عشوائيتين من مجتمع الدراسة، ويفترض تكافؤهما في الخصائص في كل الجوانب.

04- التجربة القبلية البعدية باستخدام مجموعتين أحدهما ضابطة وأخرى تجريبية

التجربة القبلية البعدية باستخدام مجموعتين احدهما ضابط وأخرى تجريبية ويقوم الباحث باختيار مجموعتين الأولى ضابطة والثانية تجريبية متكافئتين في جميع الخصائص وتتم الخطوات الإجرائية كما يأتي:

- إجراء القياس البعدي على مجموعتين.

- اعتبار الفرق في القياس بين المجموعتين ناجماً عن التغيير في المتغير التجريبي (المستقل).

 

05- التجربة القبلية البعدية باستخدام مجموعة تجريبية ومجموعتين ضابطتين

التجربة القبلية البعدية باستخدام مجموعة تجريبية ومجموعتين ضابطتين: يقوم الباحث في هذا التصميم باختيار ثلاثة مجموعات من عينة بحثه، ويشترط أن تكون المجموعات الثلاثة متكافئة الخصائص، كما يشترط أن تكون مختارة بطريقة عشوائية، ويتم هذا التصميم وفق الخطوات التالية:

- مجموعة تجريبية، يجري عليها قياس قبلي، ثم يدخل عليها تغييراً في المتغير التجريبي (المستقل)، ثم بعد ذلك يجري عليها قياس بعدي.

- مجموعة ضابطة، يجري عليها قياس قبلي وقياس بعدي، دون إدخال تغييراً في المتغير التجريبي عليها.

- مجموعة ضابطة، لا يجري عليها قياس قبلي، ولكن يجري عليها إدخال تغييراً على المتغير التجريبي عليها.

IIV- تقييم المنهج التجريبي:

أ. مميزات المنهج التجريبي:

- يقوم الباحث في المنهج التجريبي بملاحظة الظاهرة في الواقع.

- يقوم الباحث تحليل الظاهرة إلى عناصرها الأولية التي تتكون منها.

- يقوم بضبط المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية.

- يقوم الباحث بضبط وتحديد شروط العملية التجريبية.

- يستطيع الباحث في المنهج التجريبي القيام بتكرار الظاهرة.

- في متناول الباحث تغيير شروط التجريب.

- بإمكان الباحث عزل الظواهر المترابطة والمتداخلة.

- توفر الموضوعية: أي عدم تحيز الباحث في البحث.

- يسمح المنهج التجريبي بإجراء الدراسة التجريبية سواء في الميدان أو في المخبر، أي هناك دراسة تجريبية ميدانية (أماكن العمل، الشارع،...) ودراسة مخبريه.

       - إيجابيات المنهج التجريبي:

- يستطيع الباحث أن يتحكم في العوامل المؤثرة وضبطها مما يعطي الفرصة للعامل التجريبي في التأثير على المتغيرات التابعة.

- يقوم هذا المنهج على الدقة في اختيار شرعية الفرضية التي تم وضعها، وعلى الباحث إبداء ملاحظاته العلمية الدقيقة عند مقارنة مضمون الفرضيات التي وضعها والوقائع أو النتائج التي توصل إليها بأسلوب تحليلي منطقي.

- يمتاز هذا المنهج عن غيره من مناهج البحث العلمي بأنه يسمى أصلا للكشف عن العلاقة السببية بين العوامل المؤثرة والظاهرة محل الاهتمام.

       - سلبيات المنهج التجريبي:

- صعوبة الدقة في ضبط وتحديد كل المتغيرات والحكم في العوامل المؤثرة على نتائج التجربة.

- صعوبة الحذر والحرص أثناء اختيار عينة البحث وهل هي عينة ممثلة فعلا بدقة لمجتمع البحث الأصلي، لأن عدم تمثيل العينة لمجتمع البحث يؤدي إلى عدم صدق النتائج.

- عدم توفر أو ملائمة الأجهزة والأدوات المستخدمة في التجربة أو القياس، مما يؤدي إلى عدم دقة أو صحة نتائج البحث.

- اكتفاء الباحث أحيانا بإجراء التجربة مرة واحدة دون تكرار التجربة، مما قد يؤدي إلى عدم دقة أو صحة النتائج.

- صعوبة الحصول على مجموعات متكافئة تماما في المميزات والخصائص كالصفات، الخبرات، الجنس، السن، المستوى التعليمي، الاقتصادي والثقافي.

- يحتاج إلى مهارات وخبرات عالية المستوى من الناحية العلمية المرتبطة بمعدل إنصاف من يقومون بالموضوعية والخبرة اللازمتين لإنجاح التجارب.

- يتطلب إستخدامه إجراءات إدارية معقدة.

- يصعب عزل عامل معين على إنفراد، لأن ذلك يجعل تحديد العلاقة بين متغير تابع ومتغير مستقل أمرا صعبا.

- يصعب التعاون مع أفراد عينة الدراسة، فيما يتعلق بضبط الأنماط السلوكية للأفراد تحت التجربة.

- يصعب إيجاد مجموعتين متكافئتين تماما في كل العوامل، وبذلك تتأثر النتائج بالفرضيات بين المجموعات.

- يصعب تعميم النتائج ومقابلتها مع الفرضيات التي قامت عليها التجربة نفسها.

- تتأثر دقة النتائج بمقدار دقة ضبط الباحث للعوامل المؤثرة والأدوات التي يستخدمها كالاختبارات والمقاييس، بخاصة في مجال دراسة الظاهرة الإنسانية والاجتماعية.

الاقتربات:

I. تعريف الاقتراب (المدخل)

II. الاقتراب القانوني

III. الاقتراب المؤسسي

IV. الاقتراب النسقي (النظمي)

V. اقتراب الاتصال

VI. اقتراب صناعة القرار

VII. نظرية اللعب

VIII. الاقتراب الوظيفي

I- تعريف الاقتراب:

« يشير الاقتراب إلى المعايير التي تنقي خلالها الأسئلة والبيانات الملائمة، فالمدخل يستخدم للإشارة إلى المعايير المستخدمة في انتقاء الأسئلة التي تطرح والضوابط التي تحكم اختيار موضوعات ومعلومات معنية أو استبعادها من نطاق البحث ».

فيمكن الاستعانة بمدخل واحد أو أكثر في مجال الدراسات الاجتماعية ومنها السياسية.

ويرتبط المدخل بالفروض التفسيرية والنظريات السببية مع تصنيفها في مجموعات بسبب كثرتها وفقا للاعتبارات البيئية أو الإيدلوجية.

ويستخدم الاقتراب كإطار لتحليل الظواهر السياسية والاجتماعية ودراستها، كما يساعد الباحثين والمحللين على تحديد الموضوعات الأكثر أهمية وإيضاح جوانبها الأساسية، ويعينهم على الكيفية التي يعالجون بها موضوعاتهم، لذلك فإن الاقتراب يؤثر في اختيارنا للمناهج والوسائل المستخدمة في الدراسة.

فالإقترابات هي وسائط بيننا وبين الظواهر المختلفة تعيننا على تفسيرها، استناداً إلى المتغيرات أو المتغير الذي نرى أنه يملك قدرة تفسيرية أكثر من غيره.

والاقتراب يمكن اعتباره بمثابة اتجاه أو ميل الباحث إلى اختيار إطار مفاهيمي معين، والاهتمام بدراسة مجموعة محددة من الفرضيات من أجل الوصول إلى صياغة نظرية معينة، كما أنه يحدد نوعية المفاهيم والاستفسارات والطرق التي يستعملها الباحث في دراسته.

II- الاقتراب القانوني:

يركز هذا الاقتراب في دراسته للأحداث، والمواقف والعلاقات، والأبنية على الجوانب القانونية، أي على مدى التزام تلك الظواهر بالمعايير والضوابط المتعارف عليها، والقواعد المدونة وغير المدونة.

والاقتراب القانوني يفترض وجود مجموعة معايير وضوابط وقواعد ومن ثم تستخدم تلك الضوابط في التوصل إلى شرعية الفعل أو عدمه، وهو اقتراب وصفي.

ويستخدم هذا الاقتراب في الدراسات السياسية، وذلك بوصفه للمؤسسات السياسية للدولة، ووصفه لحق التصويت وتحديد للشروط التي ينبغي توفرها في المرشح، والإجراءات الواجب إتباعها قانونا في العملية الانتخابية وتأثير ذلك في العملية السياسية سواء تعلق بالمشاركة السياسية أو تأثير ذلك في استقرار الدولة أو النظام السياسي أو العكس. كما يفيد الاقتراب القانوني في معرفة مدى التزام القادة والنخب بالقواعد القانونية.[32]

ويمكن عبر الاقتراب القانوني إجراء مقارنات لأداء المؤسسات، وذلك بالنظر إلى الالتزام بالقواعد القانونية في البلدان المختلفة.

وعلى الرغم من الفوائد التي يمكن أن يقدمها الاقتراب القانوني إلى الباحث، إلا أنه يظل قاصرا في الإحاطة بالظاهرة من جميع جوانبها، فضلا على أنه يركز على الأطر المعيارية الشكلية ويهمل العمليات والنشاطات غير الرسمية على الرغم من أنها قد تكون أكثر تأثيرا.

كما أن المدخل القانوني يضيق من حيز الدراسات حينما يحصر موضوعها في الدولة وأجهزتها الرسمية وان الاهتمام بالأطر الرسمية قد يشوه الحقيقة، فقد ينص الدستور على أن أهم الصلاحيات تعود إلى البرلمان إلا أن الواقع يثبت أن الصلاحيات الرئيسية للرئيس.

كما أنه يهمل الاعتبارات غير القانونية، كالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياق التاريخي والثقافي للظاهرة، وعموماً فإن فاعلية التحليل تزداد كلما اقترن استخدام المدخل القانوني بمداخل أخرى في دراسته للظواهر السياسية، وبمعنى آخر أن تشمل الدراسة الأطر، والعمليات، والقوى الكامنة خلف المؤسسات والتصرفات.

III- الاقتراب المؤسسي:

يولى هذا الاقتراب أهمية ببعد المؤسسي لدراسة الظواهر السياسية، بربط كل ذلك ببقية الأوضاع الاقتصادية والثقافية التي توجد فيها المؤسسة وازداد الاهتمام باستخدام الاقتراب المؤسسي في دراسة السياسة العامة، بمعنى ما هي الآثار التي تتركها المؤسسة في مخرجات الدولة؟ حيث يفترض في المؤسسة أنها المتغير المستقل ونمط المؤسسة هو المتغير التابع، وأن هناك مجموعة خاصة جدا من المؤسسات لها تأثير الكبير إن لم يكن الغالب في الحياة السياسية لكل بلد من البلدان.[33]

الاقتراب المؤسسي التقليدي: الأبنية والهياكل والأطر الرسمية ومدى التزام المؤسسات بالقواعد الدستورية.

الاقتراب المؤسسي الحديث: تفاعل المؤسسات ببيئتها السياق (الشق، الاقتصادي، الاجتماعي، والجغرافي والتاريخي)

ويعتمد اقتراب المؤسسة على الشرح والتفصيل الوصفي للمؤسسة من حيث:

-       الهدف من تكوينها.

-       مراحل تطورها.

-       الوسائل التي تستخدمها المؤسسة من أجل المحافظة على بقائها.

-       هياكل المؤسسة وأبنيتها.

-       علاقة المؤسسة بغيرها من المؤسسات.

-       اختصاصات المؤسسة حسب ما ينص عليه الدستور والقوانين.

-       الثقل النسبي للمؤسسات من حيث الأهمية والفاعلية والقوة والتأثير.

-       التنظيم الداخلي للمؤسسة وتوزيع الأدوار فيها.

* لقد اهتم "هنتنجتون" بدراسة المؤسسات وأبعادها ، وأنماطها، وأثارها ووضع مقاييس تعتمد على مؤشرات معينة لتحديد تلك الأنماط والمستويات، حيث حدد أربعة معايير لقياس مستوى البناء المؤسسي وهذه المعايير هي:

أولا. التكيف: ويقصد به مقدرة المؤسسة على الاستجابة للتأثيرات الداخلية والخارجية ومواجهتها من خلال ترتيبات معينة كإحداث تغييرات في الأشخاص أو الوظائف، وتقاس هذه القدرة باستخدام المؤشرات التالية:

-       العمر الزمني ( عمر المؤسسة).

-       العمر الجيلي (تغيرات القيادة العليا لمؤسسة ومدى تعبيرها عن التغير الجيلي).

-       التغير الوظيفي.

ثانيا. التعقيد: بمعنى أن تضم المؤسسات مجموعة من الوحدات المتخصصة وتقوم بمجموعة من الوظائف، والتعقيد له مؤشرين:

-       درجة تعدد وحدات المؤسسة وتنوعها.

-       درجة تعدد وظائف المؤسسة وتنوعها.

ثالثا. الاستقلالية: وتشير إلى مدى حرية المؤسسة في العمل وتقاس بـ:

-        الميزانية (هل هي مستقلة).

-       شغل المناصب.

رابعا. التماسك: ويقصد به درجة الرضا أو الاتفاق بين الأعضاء داخل المؤسسة.

ويقاس بالمؤشرات التالية:

-       مدى انتماء الأعضاء للمؤسسة.

-       مدى وجود أجنحة داخل المؤسسة خاصة في مناسبات التغير القيادي.

-       مدى وجود خلافات داخل المؤسسة بوجه عام.

VI- اقتراب صناعة القرار:

1/ مفهوم صنع القرار السياسي.

2/ وحدة اتخاذ القرار.

3/ بيئة صناعة القرار.

4/ مراحل اتخاذ القرار.

1/ مفهوم صنع القرار:

يعرف « ريتشارد سنايدر» عملية صنع القرار، بأنها « العملية التي ينتج عنها قرار محدد من بين بدائل عدة يجري تعريفها اجتماعيا، وذلك بهدف التوصل مستقبلا إلى وضع معين كما يتخيله واضعوا القرارات.»[34]

ويعرف «حامد ربيع» القرار السياسي على أنه «نوع من الإعلان السلطوي عن أسلوب التخلص من حالات التوتر من جانب الطبقية الحاكمة.

فالقرار السياسي هو مجموعة من النشاطات والأفعال التي يقوم بها أصحاب الشأن لمواجهة موقف، بغية تغييره أو تعديله، والسلطات السياسية تختار بديلا من مجموعة بدائل متاحة أو منظورة، قصد حل مشكلة عادية أو مستعصية في ظروف عادية أو متأزمة.

* واقتراب القرار هو إطار فكري يساعد الباحثين والمحللين على التعرف على العوامل والمتغيرات التي تشكل عناصر الموقف الذي يتخذ القرار في خضمه، ولا يملك هذا الإطار التحليلي مقدرة على التوقع بحدوث نتائج بناء على توفر بعض المتغيرات، ومن ثم لا يمكن القول: «بأن السلوك كذا يستدعي مواجهته بكذا».

ويتضمن اقتراب صنع القرار مستويات عديدة للتحليل تشل في مجموعتها إطارا واسعا ومرنا يساعد على استيعاب الجوانب المختلفة للظاهرة السياسية، ومن خلال ذلك كله بتناول المحلل الجوانب النفسية التي من شأنها التأثير في سلوك صانع القرار، كما يتناول تحليل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأبنية والمؤسسات وأثرها في سلوك صانع القرار.

فهذا الاقتراب ليس قالباً جامدا على نمط معين، ولكنه إطار فكري مرن قابل للاتساع ليتواءم مع الظواهر المختلفة.

2/ وحدة اتخاذ القرار:

تمثل مجموعة الأجهزة المسئولة عن اتخاذ القرار وما تضمه من أفراد، وإجراءات تنظيمية وقواعد ضابطة للسلوك، ويتوجب على مستخدم اقتراب صنع القرار أن يلم بوحدات صنع القرار وتشكيلها وأجهزتها، وأثر عمليات الاتصال التي تنقل المشاورات، والحوارات، والنقاشات، تبادل الآراء، والمعلومات بشأن البدائل المختلفة.

والعلاقة الموجودة بين مختلف الأجهزة فيما بينها، وعلاقاتها بالمؤسسات الأخرى، وبالمحيط السياسي والاجتماعي والثقافي السائد في الدولة، فوحدة صنع القرار تختلف من نظام سياسي لآخر فدورها في النظام الديمقراطي غير دورها في نظام مستبد.

ففعالية الوحدة القرارية تزداد، كلما كانت أول عمرا، وأكثر استقرارا، وتمتلك تقاليد، ولها إمكاناتها الخاصة.

3/ بيئة صناعة القرار:

قسم «سبروت» Sprout البيئة إلى: بيئة عملية، وبيئة نفسية، فعملية صنع القرار تتداخل فيها قيم صانع القرار أو تتضارب أو تتشابك مع صورته عن البيئة المادية والاجتماعية التي تحيط بما فيها وضعية صانع القرار في المؤسسة التي تخذ القرار والتي تحد من سلطات صناع القرار، وتفرض عليه قيودا.

ويمكن تقسيم البيئة العملية إلى بيئة داخلية وبيئة خارجية.

أ‌-    البيئة الداخلية:

وتشير إلى الأوضاع الداخلية، من أبنية اجتماعية، وأنساق ثقافية وقيمية، وتنظيمات سياسية كالأحزاب والجماعات الضاغطة ووسائل الاتصال المختلفة، والمكونات الاقتصادية المختلفة، وطبيعة النظام السياسي السائد والإيديولوجية التي يتبناها، والرأي العام وتأثيراته، والموقع الجغرافي والسياسي للدولة، والعلاقات الاجتماعية السائدة والوضع الطبقي والحالة الاجتماعية للناس، والعلاقات السائدة بين النظام السياسي (جهاز الحكم) والمجتمع أي العلاقة بين الدولة والمجتمع، ومدى شرعية النظام السياسي.

 ب- البيئة الخارجية:

وتشمل كل عناصر البيئة الدولية والتي تقع خارج حدود الدولة، وتتضمن سلوك الوحدات الدولية الأخرى سواء كانت دولاً أو منظمات دولية أو شركات اقتصادية وتجارية.

2- البيئة النفسية (السيكولوجية):

وتشير إلى اتجاهات أعضاء وحدات القرار وتصوراتهم، ومعتقداتهم، وقيمهم، وخبراتهم وأرائهم السابقة، ودوافعهم، وخلفياتهم الاجتماعية وأحوالهم النفسية وهم يتخذون القرارات.

4/ مراحل اتخاذ القرار:

أ‌-    مرحلة ما قبل القرار:

وتتضمن هذه المرحلة، تعريف الموقف، ومكوناته، وخصائصه، ومآلاته، وتتوقف عملية إدراك الموقف على أجهزة صناعة القرار المختلفة، وعلى مكاتب الدراسات، والأجهزة الأمنية، ووسائل الإعلام، وعلى ذاكرة هيئات صناعة القرار، وعلى خبرات الأشخاص الذين سبق لهم التعامل مع مواقف أخرى مشابهة للمواقف الحالة، كما يتم في هذه المرحلة توصيف الموقف على المعلومات المنقولة عنه ومدى صحتها.

كما تتضمن مرحلة ما قبل اتخاذ القرار، تحديد الأهداف التي يريد صناع القرار تحقيقها، وينبغي تحديد الإمكانات اللازمة لذلك، كما ينبغي أخذ ردود أفعال الأطراف الأخرى.

ب- مرحلة اتخاذ القرار:

وتعني اختيار بديل من بديلين أو أكثر، بناء على نقاشات، ومفاضلات، وترتيب أولويات، وتقييم كل بديل وما يترتب عليه من مكاسب وأضرار، وما يتوفر لصناع القرار من موارد مالية متاحة، وإطارات تنفيذ، ووقت مناسب.

فاتخاذ القرار هو محصلة عمل جماعي، ويفترض في الانتهاء إلى اتخاذ قرار معين، أن التشاور قد بلغ مداه عبر المستويات التنظيمية المسؤولة عن هذه العملية المعقدة. فصناع القرار يجمعون البيانات والمعطيات والحقائق المرتبطة بموضوع القرار ثم يحللونها، ويناقشونها ويقيمونها، ويربطون عناصرها المختلفة في إطار صورة محددة ومعبرة بدقة عن رؤية جهاز اتخاذ القرارات للموقف الذي يتعامل معه.

وهكذا يتبين لنا أن عملية اتخاذ القرار عملية معقدة، تلعب فيها التوازنات المختلفة أدورا كبيرة، وعلى الدارس لهذه العملية، أن يضع في عين اعتباره كل مكوناتها ليدرك نتائجها، فكل اختيار يمكن أن يقابل باختيار آخر، وكل هدف يسعى إليه طرف يحتمل أن يواجهه هدف معارض بالإضافة إلى قيود الإمكانات المادية وربما قلة المعلومات أو تشوهها، وضغط الوقت وعناصر البيئة المحلية والدولية معا.

ج- تنفيذ القرار وتقويمه:

* لقد حظيت عملية اتخاذ القرار باهتمام الكثير من علماء السياسة وغيرهم، فحاولوا وضع نماذج لتفسيرها، انطلاقا من رؤية كل واحد لتلك العملية، ويمكن الاقتصار على أهم تلك النماذج فيما يلي:

1- نماذج أليسون: قسمها إلى:

أ‌-     نموذج السياسة العقلانية الرشيدة.

ب- نموذج العملية التنظيمية.

ج- نموذج السياسات البيروقراطية.

2- النموذج الإدراكي أو المعرفي.

3- النموذج الذي يركز على مفاهيم الجماعة والبنى الدستورية والهياكل الرسمية وغير الرسمية التي تساهم في عملية اتخاذ القرار.

V- اقتراب القيادة السياسية:

تندرج دراسة القيادة السياسية ضمن الدراسات السياسية التي تتناول الظواهر السياسية على المستوى الجزئي (الأصغر)، حيث تركز على دراسة الأفراد والجماعات الصغرى كوحدات التحليل.

ولقد اهتمت الكثير من الدراسات بموضوع القيادة وتأثيراتها المختلفة في العمليات السياسية، حيث تم ربط بين أنماط القيادة السياسية وأنماط النظم السياسية.[35]

تعريف القيادة السياسية:

« مجموعة السلوكات التي يمارسها القائد في الجماعة، والتي تعد محصلة للتفاعل بين خصال شخصية القائد والأتباع، وخصائص المهمة والنسق التنظيمي، والسياق الثقافي المحيط، وتستهدف حث الأفراد على تحقيق الأهداف المنوطة بالجماعة بأكبر قدر من الفاعلية التي تتمثل في كفاءة عالية في أداء الأفراد، مع توافر درجة كبيرة من الرضا، وقدرا عاليا من تماسك الجماعة».

* أما بالنسبة لتفاعل القيادة مع الجماهير فقد يتخذ صورا ثلاث: تفاعل قوامه النفود ويعبر عن الحب والاحترام المتبادلين والذين يتحولان إلى محور للطاعة وأسسها.

والتفاعل الثاني: ينتج من ظاهرة السلطة وقوامه الخوف والرهبة.

وتفاعل ثالث: قوامه المساومة وتبادل المصالح بين الطرفين، فالناس يطيعون ويمتثلون لقاء مصلحة يصيبونها، والجماهير يمكن أن تتفاعل مع القائد سلبا أو إيجابا حسب تعلقها به، وتبعا لإنجازاته ومواهبه، ومدى تجسيدها لطموحها.

مداخل دراسة القيادة السياسية:

1- مدخل السمات الشخصية:

ويركز على السمات الشخصية للقائد والتي لها تأثير كبير في ناتج العملية السياسية، فيهتم هذا المدخل بالمهارات السياسية للقائد، ووضوح أهدافه، وقدرته على التجنيد ومهاراته الاتصالية، وثقافته، السياسية وذكائه وحنكته، وميزاته الفردية الأخرى كالشجاعة، وأسلوبه في التعاطي مع القضايا السياسية، فهل هو متفاعل أو عقائدي صلب المزاج أو هو براجماتي، وكذلك قدرته على لعب أدوار متعددة.

2- مدخل المكانة (الموقع):

ويشير إلى موقع القائد داخل مؤسسات النظام، والصلاحيات التي تخولها له الدساتير فهذا المدخل يفسر سلوك القيادة تبعا للقيود والفرص التي تكون على القيادة.

فيتوقف السلوك القيادي على المدة الزمنية التي يقضيها القائد في المنصب، وكذلك على الإطار المؤسسي السائد، والتفاعلات الداخلية عبر الأجهزة المتعددة.

3- المدخل البيئي:

ويركز على السلوك السياسي ومدى تعلقه بالبيئة الداخلية (الاقتصادية، الاجتماعية، الرأي العام، الأحزاب) والخارجية وما تتضمنان من قيود على حرية حركة القيادة، أو من فرص تلعب دور الموارد والمساندة للقيادة.

IV- الاقتراب النسقي: (النظمي)

لقد استند الاقتراب النظمي فكرته الأساسية من «النظرية العامة للنظم» التي تعد المنطلق النظري التحليلي لجميع المستخدمين لمفهوم النظام في تحليلاتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ومن بين أهم رواد هذا الاقتراب هو عالم السياسة الأمريكي «ديفيد إستون» الذي نظر إلى الحياة السياسية على أنها نظام (نسق) سلوك موجود في بيئة تتفاعل معها أخذا وعطاء من خلال فتحتي "المدخلات"  Inputs و"المخرجات" Outputs وأن هذا النسق بمثابة كائن حي يعيش في بيئة فيزيائية مادية، وبيولوجية، واجتماعية، وسيكولوجية.[36]

وهو نسق مفتوح على البيئة التي تنتج أحداثا وتأثيرات يتطلب من أعضاء النسق الإستجابة لها.

ولقد بنى "إستون" إطاره على مجموعة من المفروض التي تعتمد مجموعة من المفاهيم التي أدخلها إلى حقل الدراسات السياسية والتي تعينه في دراسة النظم السياسية، ومن هذه المفاهيم:

1- مفهوم النظام:

هو « مجموعة من العناصر المتفاعلة والمترابطة وظيفيا مع بعضها البعض بشكل منتظم، بما يعينه ذلك من أن التغير في أحد العناصر المكونة للنظام يؤثر في بقية العناصر».

والنظام السياسي عند إستون هو بنيان نظري واسع كامل رمزي، ويتكون من مجموعة من المتغيرات بغض النظر عن العلاقات الموجودة بينهما، هذا النظام يعيش في بيئة يتبادل التأثير معها.

2- البيئة:

وتعني كل ما هو خارج النظام السياسي ولا يدخل في مكوناته، غير أن كلا من النظام والبيئة يؤثر بعضهما في البعض الآخر، وتنقسم البيئة إلى بيئة داخلية تتمثل في (الاقتصاد، الثقافة، البناء الاجتماعي، أو الشخصية) وتمثل هذه الأنساق مصدر الضغوط والتأثيرات المتعددة والتي تعمل على تولية الشروط التي يتوجب على النظام السياسي أن ينشط ويتحرك في ظلها.

أما البيئة الخارجية للمجتمع، ويتضمن كل الأنساق الواقفة خارج المجتمع المعني، وتتمثل في الأنساق الدولية (السياسية، الاقتصادية، الثقافية) وتشكل النسق الدولي الكلي.

3- الحدود:

هذه الحدود التصورية بين النظام السياسي وبيئته تختلف من مجتمع إلى اخر وتتأثر بالقيم والأوضاع الاجتماعية والثقافية السائدة.

4- المدخلات:

هي كل ما يتلقاه النظام السياسي من بيئته الداخلية أو الخارجية، وهي جملة التغيرات التي تحدث في البيئة المحيطة بالنظام والتي تؤثر فيه، وهي تلك الأحداث الخارجة عن النظام، ولكنها تعمل على تبديله وتغيير، أو التأثير فيه بأي صورة كانت.

والمدخلات يمكن اعتبارها كمؤشرات لاختصار التأثيرات المهمة في تشكيل الضغوط التي تعبر الحدود الموجودة بين الأنساق المناظرة والنسق السياسي، ويقسم إستون المدخلات إلى:

المطالب: تمثل حاجات الأفراد والمجتمع وتفضيلاتهم المتنوعة، حيث تتوجه إلى النظام السياسي في صورة مطالب تستدعي استجابة السلطات لها بصورة أو بأخرى.

التأييد: ويأخذ شكلين حسب تصنيف "إستون"، التأييد الصريح، ويتمثل في تأييد أي فرد لمجموعة من الأهداف، والأفكار، والمؤسسات، والأفعال، والمؤسسات، والأفعال والأشخاص، كأن يؤيد فرد فرداً آخر في الانتخابات بالتصويت لصالحه أو القيام بحملة انتخابية له، هذا التأييد يمكن أن يكون بالأقوال والأفعال أو بهما معاً، وهناك التأييد الضمني وهي شكل من السلوك الذهني وهي توجّه يتخذ شكل مجموعة من الاتجاهات أو الاستعدادات للعمل لصالح طرف أو قضية معينة.

5- التحويل:

هي مجموعة النشاطات والتفاعلات التي يقوم بها النظام ويحول عن طريقها مدخلاته المتمثلة في المطالب والمساندة والموارد إلى المخرجات (قرارات، سياسات، إعلام، أفعال) والتي تصدر عن أبنية النظام السياسي، فعملية التحويل تتم داخل أبينة النظام السياسي وتتولاها أجهزته المختلفة، حيث تقوم بعملية التصفية والترتيب، والتقديم والتأخير للمطالب حسب الأهمية والحساسية.

6- المخرجات:

وتتمثل في مجموعة الأفعال والقرارات الملزمة والسياسات والدعاية التي يخرجها النظام السياسي، فهي ردود أفعال النظام أو استجاباته للمطالب الفعلية أو المتوقعة التي ترد إلى النظام من البيئة، فهي وسيلة تفاعل بين النسق وبيئته، وهي التعبير عن النشاط الداخلي للنسق، وتمثل المخرجات النقطة الختامية في العمليات المعقدة التي عبرها تتحول المطالب والتأييد والموارد إلى قرارات وأفعال، وتمثل المخرجات طرفي النسق والبيئة، وهي التي تبين طريقة تصرف النظام السياسي إزاء البيئة.

7- التغذية الإسترجاعية:

وهي طريقة مفيدة يقوم بها النظام السياسي بتقويم ذاته، وإضاح إختلالاته، وهي معيار لتقويم فاعلية النظام السياسي أو عدم فاعليته، وبالتغذية الإسترجاعية يستطيع النظام السياسي أن يعرف ماذا حقق وماذا لم يحقق من أهدافه، أو هل إقترب من أهدافه.

استخدام الاقتراب النظمي:

يستخدم هذا الاقتراب في دراسته النظم السياسية، والمؤسسات السياسية المختلفة، والبرلمانات، والأحزاب، والجماعات، وفي صناعة القرار، كما يستخدم في دراسة السياسة الخارجية، والمنظمات الدولية، والنظم الإقليمية.


 

نموذج إستن للنسق السياسي (المصدر: محمد شلبي، المنهجية في التحليل السياسي، ص 140.)

عملية

المدخلات

البيئة الإج الداخلية

البيئة الإج الخارجية

النظام البيولوجي.

نظم الشخصية.

النظام الإج.

النظام البيئي.

النظم السياسية الدولية.

النظم الإيكولوجية الدولية.

النظم الإج الدولية.

البيئة الكلية.

حلقة التغذية الإسترجاعية

تدفق التأشيرات البيئية

المطالب

التأييد

النظام السياسي

عودة المعلومات

عودة المعلومات

المخرجات

السلطات

التحويل

                                                                                                                              

IV- اقتراب نظرية اللعب:

-       تعريف نظرية اللعب.

-       عناصر النظرية.

-       أنواع اللعب.

-       تقييم الاقتراب.

* تستخدم نظرية المباراة في دراسة المسائل الاسترجاعية المتعلقة بالمنافسة والصراع على المكاسب فهي أسلوب منطقي ورياضي يستخدمه رجل السياسة أو الفاعل السياسي، من أجل تحقيق المكاسب، وتجنب الخسائر.

فنظرية الألعاب هي إطار للتحليل أكثر من كونها نظرية علمية، فهي إطار تحليلي يفترض أن الموقف محل الدراسة يتكون من فاعلين، ومن قواعد تحكم طريقة اللعب، وتحدد مركز الخاسرين والمنتصرين، ويكون في حوزة كل لاعب وتحت تصرفه قدر من الموارد التي تعيّن قواعد اللعبة وكيفية استخدامها.[37]

تعريفها:

يعرفها «مارتن شوبيك» على « أنها طريقة لدراسة صناعة القرار في حالة الصراع.»

ويعرفها «توماس شيلنبج» على « أنها طريقة معنية بأوضاع يكون فيها السلوك الأفضل لكل طرف معتمدا على قدرته على توقع ما سيفعله الطرف الآخر وهذا يعني التمييز بين ألعاب الاسترجاعية وألعاب الحظ.»

* وبصيغة أخرى، فنظرية اللعب تفترض وجود مجموعة من متخذي القرارات الذين تتداخل أهدافهم، التي يعملون من أجلها، والذين يتوفر لكل منهم بعض السيطرة الجزئية أو المحدودة على الموقف الذي يتعاملون جميعا معه، وخططهم وإستراتجيات الحركة التي تنفذها هذه الأطراف غير محكومة لمصالحهم وحدهم، وإنما تأخذ في اعتبارها كذلك مصالح الآخرين.

فالفاعل السياسي (سواء كان حزبا، أو تكتلا، أو دولة) باستخدامه نظرية الألعاب، فإنما يتصور الفاعل الآخر الذي ينافسه أو يتصارع معه على مجال ما، على أنه فاعل عاقل وذكي يمتلك من الأساليب والإمكانات ما يمتلكه هو.

واللاعب يستخدم كل الوسائل الممكنة (المتاحة) ويسعى لتوظيفها، فهو يستخدم الحيلة، وإخفاء الحقيقة والتمويه، والتحالف، وغير ذلك من الأساليب، ما يتصور اللاعب أن غيره (الطرف الآخر) يستخدم الوسائل نفسها من أجل الفوز بالهدف محل التنازع.

عناصر النظرية:

1-  اللاعب: ويمثل وحدة إتخاذ القرار المستقلة في المباراة.

2-  القواعد: وتحدد كيفية إستخدام الموارد المتاحة في المباراة، حيث أنها تحدد لكل لاعب مدى الخيارات المتاحة أمامه.

3-  الإستراتجية: وتحدد تحركات اللاعب في حالة تحرك الخصم في إتجاه النتيجة (المحصلة).

4-  النتيجة: والتي يحصل عليها اللاعب كنتيجة لإتباعه إستراتجية معينة، ويعبر عن المحصلة عادة بتعبير رقمي.

أنواع اللعب:

من بين أهم أنواع اللعب هما:

أ- اللعبة الصفرية:

وتعني كل مكسب يحققه أحد أطراف اللعبة يمثل خسارة مقابلة للطرف الثاني، وتعبر عن التعارض المطلق بين الأطراف المتصارعة.

ويفتقر الطرفان إلى الاتصال فيما بينهما، فلا تفاوض ولا مساومة، وكل طرف يشعر بغياب المصلحة المشتركة.

ب- اللعبة غير الصفرية:

حيث لا تكون مصالح الأطراف متعارضة تعارضا مطلقا، ولكن يمكن لكل منهما أن يكسب دون أن يمثل الكسب خسارة مطلقة للطرف الآخر.

وتلعب المساومة والتنازلات المتبادلة دورا مهما، ومحصلة اللعب لا تساوي صفرا واللعبة تضم جانب المنافسة والتعاون معا.

* ويقترن بنظرية اللعب استخدام أسلوب المحاكاة، ويشير إلى سعي الباحث لمعرفة جانب معين من ظاهرة معقدة، ويتم ذلك بإيجاد بيئة مشابهة لبيئة الظاهرة المعقدة، وذلك بملاحظة ما يجري في هذه البيئة لاكتشاف الجانب المقصود.

كما تستخدم نظرية اللعب أسلوب المساومة، والذي يقوم على التنازلات المتبادلة من أجل المصلحة المشتركة.

نقد الاقتراب:

- تهمل الصراعات الإيديولوجية، وتهمل الجوانب الأخلاقية.

- لا تولي أهمية لعنصر المفاجأة.

- تبالغ في عنصر الصراع على حساب التعاون والوفاق.

- تفترض أن اللاعبين بنطاقات من مستوى واحد.

- تهمل الآثار السيكولوجية وتبالغ في عقلانية القرار.

الفرضيات:

            هي تخمين أو استنتاج يصوغه ويتبناه الباحث مؤقتا لشرح ما يلاحظه.[38]

       وهي علاقة سببية بين متغيرين إحداهما السبب والآخر نتيجة

       وهي اقتراح قريب إلى التصديق يقدم لتفسير واقعة أو مجموعة من الوقائع أو ظاهرة أو مجموعة من الظواهر المترابطة سبق للباحث أن لاحظها.[39]

I- اختبار الفرضيات:

       أ. طريقة الحذف: هو حصر جميع العوامل والأسباب ذات العلاقة بالمشكلة أو الظاهرة، ثم اختبارها، بحيث يتم حذف كل عامل الذي يثبت عدم أو ضعف تأثيره في المشكلة.

       مثال: (تراجع إنتاجية الخضروات، الأسباب هي: نقص المياه، نوعية التربة، نوعية البذور، سوء الإدارة...)

ثم يثبت ضعف أو قوة تأثيرها، بحيث يتم استثناءها ثم يبقى التي ذات التأثير الكبير.

       ب. طريقة التجربة الحاسمة: يحاول الباحث في مثل هذه الطريقة الوصول إلى فرضين متناقضين، ومن ثم يبرهن على عدم صحة أحدهما، وبالتالي يتأكد من صحة الفرض الآخر.

       ج. استنباط المترتبات: هو استنباط المترتبات التي ينبغي أن تحدث إذا كانت هذه الفرضية صحيحة، ومن ثم يجري اختبار هذه المترتبات للتأكد من صحتها.

       مثال: للتأكد من شخص أنه كاتب وذلك بالتأكد من مجموعة من المترتبات التالية: مسجل في إتحاد الكتاب قام بنشر كتب ومقالات، يمدّك مكتبة، ..... وهكذا ومن خلال المترتبات وإثبات صدق صحتها أو عدمه نستطيع إثبات أو نفي صحة الفرضية.

       طريقة التلازم النسبي في مثل هذه الطريقة يقوم الباحث بالمقارنة بين ظاهرتين وتحديد المتغيرات التي تطرأ عليهما بشكل مستمر من أجل التأكد من وجود علاقة بينهما ومن أمثلة ذلك.

- انخفاض معدل المواليد عند المشتغلين في قطاعات اقتصادية غير قطاع الزراعة.

- ارتفاع معدل المواليد كلما انخفض مستوى معدل دخل الأسرة.

في هذه الدراسة فإن التلازم قد يكون طرديا أو عكسيا.

* هناك عدة طرق أخرى يمكن بواسطتها اختبار الفرضيات.

مثل: طريقة المقارنة النظرية، طريقة الاختبارات البيانية وهناك طريقة أساليب إحصائية (T)،(F)،(K2)

II- المتغيرات:

       المتغير       : ميزة خاصة بأشخاص، أو بأوضاع مرتبطة بمفهوم والتي يكن أن تأخذ قيما متنوعة.

       المتغير المستقل (التجريبي)- إن المتغير المستقل هو العامل الأساسي المؤثر في الظاهرة موضوع البحث، فيقوم الباحث بإدخال تغيير عليه لمعرفة الذي يحدث في المتغير التابع.

       المتغير التابع (المعتمد)- هو العنصر أو العامل أو الجانب الظاهرة المراد قياسه فإذا كان المتغير المستقل تأثير على المتغير التابع فالنتيجة أن المتغير التابع (الظاهرة المدروسة) يتغير بتغير المتغير المستقل.

             مثال توضيحي: المعلم والتحصيل الدراسي لدى التلاميذ

                    المعلم: متغير مستقل

- يجب أن يكون له تأثير في المتغير التابع (السبب أو المؤثر)  التحصيل الدراسي: متغير تابع

- متغير يؤثر فيه المتغير المستقل (الظاهرة المدروسة)

                    هدف البحث هو:

- تحسين مستوى التحصيل الدراسي.

- وذلك بإدخال تغييرات على ظروف المعلم ( أي ربما الظروف إج، المادية، المالية والنفسية للمعلم)

(المتغير التابع يتبع في تغييره المتغير المستقل)

             المتغير الوسيط (الثالث)- هو متغير بين المتغير المستقل والمتغير التابع.

- إن الانتقال من المتغير المستقل إلى المتغير التابع يتطلب تدخل عاملا آخر بين الاثنين.

مثال: النظريات الحديثة تقول أن التنوع في قوة العمل تساهم في الارتقاء بمنظمات الأعمال، وذلك إذا توافرت لدى المديرين القدرة على الاستفادة من هذا التنوع مثل المهارة الإدارية والدراية بتشجيع المواهب المختلفة والتنسيق بينهما، فالمهارة الإدارية هي المتغير الوسيط.

III- جمع وتصنيف وترتيب المادة العلمية:

       تحديد المادة العلمية اللازمة وجمعها (المعطيات الكيفية)  - إن تحديد وتدوين المعلومات اللازمة للكتابة في بحث معين من الأعمال التي تأخذ جهدا ووقتا كبيرين، ولعل أخطر ما يعرض البحث العلمي للانهيار، أن يجمع صاحبه كل ما يتصل بعنوانه من مادة علمية دون غاية، باختيار وتصنيف ويجب على الباحث أن يحدد كل ما يتصل بنقطة واحدة من عناصر الموضوع، ويستبعد كل ما ليس له صلة بالموضوع والطريقة التقليدية المتبعة هي على النحو التالي:[40]

1- أن يخصص عناوين خاصة بالمعلومات المقتبسة مما يسهل تصنيفها.

2- أن يخصص كل فكرة يدونها ببطاقة مستقلة، قد يضيف إليها بعض المعلومات فيما بعد.

3- أن يستعمل الجانب الأيمن من البطاقة لعنوان المعلومات التي تحتويها الباقة ويسجل في نهايتها اسم المؤلف وعنوان الكتاب ورقم الصفحة.

* والطريقة النظامية لتنظيم البطاقات هي:

1/ توزيع البطاقات في مجاميع خاصة بحسب: الموضوعات أو الخطة أو المنهج المتبع بالبحث.

2/ وضع كل مجموعة في ملف مكتوبا عليه عنوان موضوع كل مجموعة وعمل فهرسة مختصرة لمحتويات كل منها تحت العنوان العام.

3/ وضع أرقام متسلسلة لكل مجموعة من الملفات، أو تسلسل الموضوعات كما وردت في خطة البحث.

4/ تخصيص بطاقات معينة لوضع فهرس عام لما تحويه الملفات لتعميم الحصول على البيانات المدونة في البطاقات بشكل مفصل.

       جمع المادة العلمية (البيانات الكمية): إن البيانات التي يقوم الباحث بجمعها نوعان: بيانات ثانوية وأخرى أولية، فالأولى تم جمعها في فترات زمنية سابقة ونشرت دون أن يكون لها اتفاق مع أهداف الدراسة التي يقوم الباحث في حينه، وذلك لاختلاف المضمون والنتائج مع البيانات أما الأولية فهي التي تم الحصول عليها من خلال دراسة الباحث.

تتميز البيانات الثانوية بسرعة جمعها والاستفادة منها، وما على الباحث سوى التحليل والمناقشة، أما البيانات الأولية فيتم الحصول عليها من خلال مراحل البحث العلمي، بواسطة المسوحات الشاملة أو العينات. وهناك أربع طرق رئيسية هي: المقابلة والملاحظة والاستبيان والأساليب الإسقاطية وهي أصعب وسائل التحليل والدراسة ردود الفعل، وأساليب أخرى. ونشير أن أهم ما يميز البيانات الأولية هو إتقان وانسجام ما يتم جمعه مع أهداف البحث أو الدراسة موضوع الاهتمام بالإضافة إلى شقة الباحث لما حصل عليه من معلومات أو بيانات، ويلجأ إليها عادة في حال عدم توافر البيانات الثانوية أو عدم كفايتها، أو رغبة من الباحث بمزيد من الدقة والتأكد.

       إعداد المادة العلمية تحضير المعطيات (التفريغ –التخزين): بعد أن يجمع الباحث المادة العلمية يقوم بتجهيزها وإعدادها للخزن، ومن ثم التحليل ويتم ذلك بتدقيق ما حصل عليه من مادة علمية سواء من مصادر مكتبية، أو دراسات ميدانية، ففي حال حصول الباحث على بيانات بواسطة الاستبيان أو المقابلة أو الملاحظة، فإن التدقيق هنا أمر ضروري للخروج بنتائج موضوعية دقيقة بعيدة عن أهداف شخصية أو ذاتية من الباحث، بحيث تبين للباحث مدى دقة المبحوث في إجاباته، وفهمه أو عدمه لبعض ما ورد في الاستبيان مثلا، ملء الاستبيان من المبحوث ذاته والجدية في الإجابة عن الأسئلة، وعدم الإجابة على بعض الأسئلة، أو السهو من قبل المبحوث أو عدم  فهم المبحوث الهدف من السؤال، أو ترك بعض الأسئلة دون إجابة بشكل مقصود من المبحوث. سرية المعلومات المطلوبة أو لكون الأسئلة شخصية أو....

       هذا وتستبعد الاستبيانات التي تكون فيها نسبة عدم الإجابة عن الأسئلة (25%) أو ما يزيد إلا في حالة كون الأسئلة غير المجاب عليها ليست ذات أهمية عالية حيث يتم القبول الاستبيان وتدخل في عملية التحليل وأفضل طريقة لمعالجة الأسئلة الفارغة هي الاعتماد على إستبانات الأشخاص الذين أجابوا على أسئلة الاستبيان وأما الإستبانات التي ترد فيها أسئلة فارغة من الأجوبة، فيتم معالجة الأسئلة الفارغة بإيجاد الوسط الحسابي لإجابات المبحوثين الذين أجابوا عن السؤال المعني، ومن ثم إعطاء ذلك الوسط للذين لم يجيبوا عن السؤال، أو الوسط الحسابي للأسئلة التي تحت الإجابة عنها في الاستبيان، وإعطاء ذلك الوسط للأسئلة التي لم يتم الإجابة عنها، وفي هذه الحالة يجب توخي الحذر من معالجة المجموعات المتجانسة واختيار الإجابات المحتملة للسؤال وبشكل عشوائي، وإعطاء تلك الإجابة للأفراد الذين لم يجيبوا عن ذلك السؤال.

       يأتي بعد تدقيق الإجابات ترميز البيانات، ولا تقتصر عملية الترميز على البيانات غير الرقمية حيث تعطى لها أرقام بل تستخدم أيضا مع البيانات الرقمية ذاتها، وتتمثل عملية الترميز بالتعبير عن الإجابات بطريقة مختصرة ومقبولة للقراء من قبل الحاسوب، في حال كون الإجابة محددة بخيارات معينة أو بأرقام، وتتم هذه العملية بإعطاء كل قسم من الاستبيان حرف معين ثم ترقم أسئلة كل قسم، بشكل متسلسل مثال ذلك:

       القسم الأول حرف (A) وترقم الأسئلة: (A1،A2 ، A3 ....) وعلى نحوه القسم الثاني والثالث وهكذا ..... وفي حال تعلق السؤال بالجنس فإنه يعطي للسؤال الرمز (A2) ثم تعطى الإجابات الرقم: (1) للذكور و(2) للإناث.

       ثم تدخل البيانات لحاسوب تمهيدا لإجراء التحليل اللازم لها، ويتم ذلك إما بإدخال المباشر أو باستعمال نماذج معدة خصوصا لذلك، حيث تفرغ البيانات في هذه النماذج، ثم تدخل إلى الحاسوب، بعد تقسيمها إلى خانات وأعمدة ويعطى لكل استبيان سطر أفقي ويخصص كل عمود لتفسير أو سؤال.

وهناك عدة أساليب لتخزين المعلومات ومن بينها التخزين على الجداول، وهي الطريقة الشائعة في علوم مختلفة، وجداول التخزين تختلف عن جداول النتائج، حيث تجمع الأولى الأرقام والنسب المئوية التي يحصل عليها الباحث من عدة مصادر ومراجع، وشكلها الأولي أما جداول النتائج فهي نتيجة للتنسيق وتشذيب الجداول الأولية لاستخراج المطلوب منها بحيث تتماشى مع موضوع البحث.

وهناك تخزين آخر هو التخزين على الخريطة وتعتبر هذه الطريقة من أفضل الطرق لبعض الباحثين كالجغرافيين، كما هناك التخزين بواسطة البطاقات المثقوبة وتستعمل فيها آلة خاصة للثقب (ثقوب بدلا من الكلمات).

       تحليل المعطيات: التحليل هو عملية ذهنية تتضمن تفكيك الواقع إلى عناصره بهدف معرفة بيعته.

       يتم تحليل المعطيات على أساس حركة الفكر هذه التي تفحص كل ظاهرة أو كل ملاحظة يهدف استخراج النتائج الدالة بالنسبة إلى مشكلة البحث أننا نتقصى بدقة وبطرق مختلفة المعطيات التي تهدف من خلال الحصول عليها إلى بلوغ أكبر قدر ممكن من المعاني على أساس ما كنا نبحث عنه منذ البداية، ويمكن اختصار رق العمل هذه إلى أربعة أنواع أو زوايا للتحليل، التحليل الوصفي التحليل الفهمي والتحليل التصنيفي.

- التحليل الوصفي: تحليل يهدف إلى عرض مفصل لموضوع ما .

- التحليل التفسيري: تحليل يهدف إلى وضع عناصر الموضوع في علاقة بعضها البعض.

- التحليل الفهمي: تحليل يهدف إلى فهم الواقع من خلال معاني يعطيها الأفراد لتصرفاتهم.

- التحليل التصنيفي: تحليل يهدف إلى جمع الظواهر أو عناصر الواقع حسب مقاييس متنوعة.

ويعد تحليل المادة العلمية (تحليل المعطيات) من أهم مراح البحث العلمي وأدقها، وأهم صفة يجب أن تتوفر فيه عليها تتوقف التفسيرات والنتائج، وفيها يكشف الباحث عن العناصر المقومة للموضوع، أي تفكيكه إلى مجموعات ثم تحليل كل مجموعة ثانوية إلى عناصرها الأولية، آخذين بالاعتبار ترابط هذه المجموعات، ومعرفة خصائص كل عناصر على حدة، وبيان نسبته في تركيب الظاهرة والصلات التي تربطه بالعناصر الأخرى، أي أن يولي الباحث هذه المرحلة من مراحل البحث العلمي أكبر قسط من الاهتمام والعناية والحذر واليقظة آخذا بالاعتبار أموراً هامة يعتمد عليها نجاح بحثه هي:

منهج البحث: وهي الطريقة المؤدية إلى الكشف عن الحقيقة ووسيلة البحث ما يستخدمه الباحث من استبيانات ومقابلات ومراجع .... والمداخل أي كيفية تناول موضوع البحث بالدراسة، هذا وإن أسلوب التحليل يحدد أسلوب جمع المعطيات، كما يحدد نوعية المؤشرات أو أسلوب قياس المتغيرات التي هي مادة التحليل، أي قياس المتغيرات وتحديدها على نحو معين لخدمة غاية تحليلية معينة .

ويتبع الباحث في تحليله المادة العلمية ما يلي:

1- عزل العناصر المؤلفة الموضوع، أي تفكيكه إلى مجموعات ثانوية، ومن ثم يقوم بتحليل كل مجموعة ثانوية إلى عناصرها الأولية.

2- يستخدم الباحث بهدف الكشف عن العلاقات الثابتة بين العناصر، إعادة التأليف بين العناصر التي فرق بينها التحليل، ليتأكد من صدق نتائج التحليل.

3- تنتهي عملية التحليل إلى ظاهرة متباينة مختلفة فيما بينها من حيث الخصائص والعلاقات ويقوم الباحث بتصنيف هذه الظاهرات، ثم يؤلف بينها داخل إطار مكاني وزماني بهدف الحفاظ على طابعها الخص.

       وهكذا يحاول الباحث الكشف عن العلاقات بين الظاهرات أي عن القوانين الخاصة، وذلك بواسطة التأليف بين العناصر، وبهذا فإن التركيب يصبح متمما للتحليل، أي أنه لا تحليل بدون تركيب ولا تركيب بدون تحليل.

             - استدلال يهدف إلى إعطاء دلالة للتحليل.

- ليس من السهل دائماً فصل التأويل عن التحليل لأنه هو الآخر يعتمد أيضاً على المعطيات لكنه يبحث في الذهاب إلى أبعد من ذلك ليس في استطاعة أي أحد القول إن الأمر لا يتعلق بتحليل دقيق، فعلاً إننا لا نهدف في هذه الحالة سوى تجاوز المشاهدات البسيطة.

- يظهر التأويل، كأنه عملية ذهنية متميزة عن التحليل ومرتبة به في نفس الوقت، ولهذا نجد في معظم الأحيان تأويلات في تقارير البحث، مدمجة مع تحليل المعطيات أكثر مما هي موضوعة في محور مستقل، ما عدا في البحث التجريبي أو المخبري.

       إن التأويل يسمح مثل التحليل بالميل نحو ملاحظة الواقع على أساس فرضية الانطلاق هذا سيؤدي بنا بالتالي إما إلى مراجعة التنبؤ الأصلي أو حتى النظرية التي يندرج ضممنها هذا التنبؤ إذا ما كانت الفرضية غير صحيحة وإما بإثراء المشكلة المروحة للدراسة باعتبارات نظرية وميدانية جديدة إذا ما ثبت صحة الفرضية بفضل التأويل الذي ما هو إلا عبارة عن استدلال منقي، سيبرهن الباحث على قدرته الاستدلالية وتفتح ذهنه معبراً في نفس الوقت عن وجهة نره الشخصية، إن التعبير عن وجهة نظر شخصية لا يعني أن يكون الباحث أقل صرامة أو أن يبتعد عن جوهر ومرامي التحليل، بل يعني فقط الإتيان باعتبارات جديدة انطلاقا مما توحي به النتائج.

الاستمارة (الاستبانة):

I- تعريف الاستمارة:

       تقنية مباشرة للتقصي العلمي تستعمل إزاء الأفراد وتسمح باستجوابهم بطريقة موجهة والقيام بسحب كمي بهدف إيجاد علاقات رياضية والقيام بمقارنات رقمية.[41]

- أداة لجمع المعلومات المتعلقة بموضوع البحث عن طريق استمارة معينة تحتوي على عدد من الأسئلة، مرتبة بأسلوب منطقي مناسب، يجري توزيعها على أشخاص معينين لتعبئتها.

- الاستمارة مجموعة أسئلة تطرح لأفراد عينة البحث والتي تعطينا إجابات قابلة للعرض والتحليل والتفسير والتعليل والتركيب للوصول إلى نتائج تجيب على تساؤلات الإشكالية وفرضيات البحث، كما تخدم هدف البحث.

II- مميزات الاستمارة:

- المضمون

- الشكل

- الكلمات

- التنظيم

- تتميز الاستمارة بأنها حيادية، فإذا كانت أسئلتها مستقلة تسمى بالاستمارة وأما إذا أتت في المقابلة فتدعى استمارة الاستبيان، وأما إذا جاءت في الملاحظة فتدعى باستمارة الاستبار.

- الاستبار فهو مقابلة شخصية مع أفراد قد يجيدون القراءة أولا يجيدونها وكذلك الكتابة.

- هناك 3 فروق بين الاستمارة وسبر الآراء وهي موضوع الأسئلة مجموعة الأفراد المستهدفين وعدد الأسئلة.

 

أنواع الأسئلة المستخدمة في الاستبانة (الاستمارة):

       الأسئلة المغلقة أو المحدودة أو المقيدة وتقييمها حيث يطلب من المفحوص اختيار الإجابات الصحيحة من مجموعة الإجابات الممكنة أو المحتملة لكل سؤال ويطلب من المستجيب اختيار أحدها أو أكثر، أي أن يقيده في اختيار الإجابة ولا يعطيه الحرية الإدلاء بالإجابة من عنده مثل: نعم، لا ، قليل، نادر ...

ويمتاز هذا النوع من الأسئلة بالمميزات الإيجابية التالية:

- الإجابات محددة وموحدة مما يمكن الباحث من مقارنة بسهولة.

- سهولة عملية تصنيف وتبويب وتحليل الإجابات، مما يوفر الوقت والمال على الباحث.

- وضوح المعاني والدلالات وتقليل الحيرة والغموض لدى المستجيب.

- اكتمال الإجابات نسبيا والحد من بعض الإجابات غير المناسبة.

- سهولة التعامل مع الأسئلة التي تحتوي إجاباتها على أرقام مثل العمر والدخل.

- ارتفاع نسبة الردود على الاستمارة.

أما عيوب الأسئلة المغلقة فهي:

- أنها تقيد المبحوث في إجابات محددة مسبقا، كما أن الباحث يغفل عن بعض الإجابات أو الخيارات أحيانا.

- من السهل على المستجيب الذي لا يعرف إجابة للسؤال أن يجيب بطريقة عشوائية.

- صعوبة تعبير المستجيب عن رأيه، مما يؤدي إلى إحباطه لعدم توفر إجابة مناسبة بالنسبة له.

- صعوبة التحقق من صدق إجابة المستجيب.

       الأسئلة المفتوحة أو الحرة وتقييمها هو فيه يترك للمبحوث حرية الإجابة والتعبير عن آرائه بالتفصيل وبطريقته ولغته وأسلوبه الخاص الذي يراه مناسبا للإجابة عن السؤال المطروح، ويستخدم هذا النوع من الأسئلة عندما لا يكون لدى الباحث معلومات كافية عن موضوع الدراسة ويرغب الحصول على معلومات موسعة وتفصيلية ومعمقة حول الظاهرة، أو المشكلة، ويمتاز هذا النوع من الأسئلة ب:

- يمكن استخدامها في حالة صعوبة حصر الإجابات في خيارات محددة.

- تسهل على المستجيب التعبير عن نفسه وتوضيح رأيه حول الموضوع.

- تعطي المجال للخلق والإبداع في الإجابة لدى المستجيب.

- شعور المستجيب بأهميته وأنه لم تفرض عليه الإجابات.

عيوب الأسئلة المفتوحة:

- احتمالية الحصول على إجابات غير مناسبة للسؤال.

- صعوبة تصنيف الإجابات وتحليلها من قبل الباحث.

- صعوبة المقارنة بين أفراد العينة لأن الإجابات غير محددة.

- يتطلب هذا النوع من الأسئلة مهارات كتابية متقدمة لدى المستجيب (المفحوص).

- قد تكون الأسئلة عامة أو غامضة يصعب على المستجيب فهمها وإدراكها.

- تتطلب وقتا أطول مما يؤدي إلى الملل وعدم إعطاء إجابات كاملة.

- قلة نسبة الردود في هذا النوع من الأسئلة.

- قد يجيب المبحوث على السؤال بطريقة مختلفة لا تفهم.

       الأسئلة المغلقة المفتوحة     * يتكون من أسئلة مغلقة يطلب من المفحوصين اختيار الإجابة المناسبة لها، وأسئلة مفتوحة تعطيه الحرية في الإجابة.

مثال: هل تعتقد بوجود عوائق أمام الصادرات الوطنية

نعم        لا 

إذا كانت الإجابة "نعم"، فما هي أهم هذه العوائق؟

أنواع الاستمارة أي طرف إرسال الاستبيان       يمكن للباحث أن يرسل أو يوزع الاستمارة أو الاستبيان بطرق:

- باليد مباشرة (بالمقابلة).

- بواسطة البريد التقليدي (العادي-رسالة).

- عن طريق الهاتف.

- عن طريق الفاكس fax.

- عن طريق البريد الإلكتروني (الأنترنت).

III- خطوات تصميم الإستمارة:

1- تحديد موضوع الدراسة بشكل عام والموضوعات المنبثقة عنها.

2- صياغة مجموعة من الأسئلة حول كل موضوع فرعي بحيث تكون جميع هذه الأسئلة ضرورية وغير مكررة.

3- إجراء اختبار تجريبي على الأسئلة (الاستبيان) عن طريق عرضها على عدد محدد من أفراد مجتمع الدراسة قبل اعتمادها بشكلها النهائي، والطلب منهم التعليق عليها، ومدى تغطية الإنسان لموضوع الدراسة.

- عرضها على عدد من المحكمين المتخصصين.

4- تعديل الاستبيان بناء على اقتراحات السابقة، وطباعتها بشكلها النهائي، متضمنة مقدمة عامة لفقرات الاستبيان.

5- توزيع الاستبيان على عينة الدراسة بالطرق المناسبة.

الأمور الواجب مراعاتها عند صياغة أسئلة الاستبيان:

- يجب صياغة أسئلة  الاستبيان بشكل واضح وبلغة سهلة.

- تجنب الأسئلة الطويلة قد تضلل المبحوث.

- يفضل البدء بالأسئلة السهلة ثم التدرج إلى الأكثر صعوبة.

- يفضل البدء بالأسئلة العامة ثم التدرج إلى الأسئلة الخاصة.

- يفضل أن تأتي الأسئلة التي حول موضوع معين مع بعضها البعض، حتى تتجنب تشتيت المبحوث.

- التأكد من أن محتوى ينطبق على جميع أفراد العينة.

- تجنب الكلمات مرنة المعنى مثل: على الأغلب، أحيانا...

- تجنب ازدواجية الأسئلة (أكثر من معلومة في سؤال واحد).

VI- تقييم الاستمارة:

إيجابيات الاستمارة:

- تعتبر الاستمارة أقل أدوات جمع البيانات تكلفة، سواء بخصوص الجهد المبذول أو المال.

- إمكانية الحصول على بيانات من عدد كبير من الأفراد عن طريق الاستمارة في أقل وقت ممكن.

- تتميز الاستمارة بسهولة التقنين والتفريغ.

- تساعد الاستمارة على الحصول على البيانات التي قد يصعب الحصول عليها بأدوات جمع البيانات الأخرى.

- يوفر البحث بالاستمارة وقتا كافيا للمبحوثين للتفكير في الإجابة عن الأسئلة.

- بإمكان الباحث ملأ الاستمارة عن طريق المقابلة أو الهاتف أو البريد أو التلفزة .....

- يشعر المبحوث بالحرية التامة في الإجابة عن الأسئلة.

- تكون إجابات المبحوثين مرتبة ومنظمة وحسب وجودها في الاستمارة.

- لا تحتاج الاستمارة إلى مهارة في توزيعها.

- قد تقلل من التحيز سواء من قبل المبحوث أو من قبل الباحث.

 

سلبيات الاستمارة:

- قد يفقد الباحث اتصاله المباشر بالمبحوثين، مما يحرمه من ملاحظة ردود فعل المبحوثين تجاه بعض الأسئلة.

- قد لا يصلح البحث بالاستمارة للمبحوثين الذين لا يحسنون القراءة والكتابة.

- قد يحتاج بعض المبحوثين إلى بعض التوضيحات ولا يمكنهم الحصول عليها في حالة الإستمارة البريدية.

- قد تقل البيانات المجمعة عن طريق الاستمارة ولا تمثل مجتمع البحث تمثيلا صحيحا.

- قد يشعر المبحوثين بالملل وبخاصة إذا كانوا يمثلون عينة بحث لعدة بحوث.

- قد تكون بعض أسئلة الاستمارة بحاجة إلى وضوح وتفسير لكي يفهمها المبحوث، ويكون الباحث غائب عن المبحوث.

- قد تصعب العودة إلى المبحوثين في حالة حاجة الباحث الرجوع إلى المبحوثين.

- قد تتضمن الاستمارة أسئلة متشابهة ومتداخلة، مما قد يتعذر عن المبحوث فهم بعض الأسئلة.

- قد يكون المبحوثين غير مباليين لكتابة إجاباتهم عن الأسئلة، بقدر ميولهم إلى الحديث والمناقشة عند الاستجواب.

- قد يمسك بعض المبحوثين بعض استمارات البحث دون الإجابة عليها وإرجاعها إلى الباحث، مما يؤثر سلبا بنقصان الإجابات عن الأسئلة، وبالتالي نقصان في عدد أعضاء عينة البحث (نقصان في حجم العينة).

- يصعب تحديد من لم يقم بإعادة الإستبيان، لأنه لا تذكر عادة معلومات تدل على هوية المستجيب لأسباب عديدة.

- قلة طرق الكشف عن الصدق والثبات.

- وجود أسئلة غير مجاب عليها من قبل المستجيبين لأسباب تتعلق بنوع الأسئلة، أو لأسباب أخرى.....

- يتأثر صدق الإجابة بوعي الفرد ودرجة اهتمامه بالظاهرة أو المشكلة أو البحث.

المقابلة:

            لقد عرف انجلش المقابلة على أنها: "محادثة موجهة يقوم بها فرد مع آخر أو مع أفراد، بهدف حصوله على أنواع من المعلومات لاستخدامها في بحث علمي أو الاستعانة بها في عمليات التوجيه والتشخيص والعلاج"[42]

I- شروط المقابلة:

- ضبط وتحديد نوع المقابلة.

- ضبط وتحديد هدف إجراء المقابلة.

- إعلام المبحوث بموضوع وهدف البحث.

- وضوح كتابة ولغة ومفاهيم محاور المقبلة.

- ضرورة مراعاة الظروف الزمنية الملائمة للمقابلة.

- ضرورة مراعاة الظروف المكاني المناسب للمقابلة.

- مرونة وفهم أسلو الحوار في المقابلة.

- انتباه الباحث وتركيزه في الحوار.

- ضرورة تمكن الباحث من موضوع بحثه ومن محاور المقابلة.

- فطنة الباحث لعدم إحراج المبحوث.

- تسجيل إجابات المبحوث.

- تنظيم وتنسيق ترتيب محاور المقابلة.

II- أنواع المقابلات:

       هناك مقابلات حسب العدد وهي:

1- المقابلات الفردية 2- المقابلات الجماعية.

وهناك مقابلة على أساس درجة الحرية وهي:

1- المقابلة المفتوحة: وفيها يعطى المبحوث الحرية في أن يتكلم دون محددا للزمن أو للأسلوب، وهذه قد تعطي معلومات ليست ذات صلة بالموضوع.

2- المقابلة شبه المفتوحة: تعطي الحرية للمقابل بطرح السؤال بصيغة أرى والطلب من المستجيب مزيداً من التوضيح.

3- المقابلة المغلقة: وهي التي لا تفسح المجال للشرح المطول بل بطرح السؤال وتسجل الإجابة التي يقررها المستجيب.

- وتستخدم في المقابل نفس أنواع الأسئلة التي يستخدمها في الاستبانة، ولكنها تطرح بشكل شفوي أثناء المقابلة.

III- كيفية إجراء المقابلة:

- إعداد استمارة المقابلة إعدادا دقيقاً.

- معرفة الباحث بموضوع الدراسة تماماً وبثقافة وخلفية المستجيبين.

- تحديد الأفراد الذين ستتم مقابلتهم مكان وزمان المقابلة.

- يقدم الباحث نفسه بطريقة لائقة ومقبولة ويذكر الهدف من دراسته وأهمية المعلومات التي سيقدمها المستجيب وأنها سوف تستخدم فقط لأغراض البحث العلمي.

- يطرح الباحث السؤال ويعطي الفرصة للمستجيب للعبير عن نفسه وتوضيح وجهة نظره، وعدم إجهاد المستجيب بالأسئلة الكثيرة.

VI- تقييم المقابلة:

       ايجابيات المقابلة:

- تصلح المقابلة في جمع البيانات التي يصعب أو يستحيل جمعها بالأدوات الأخرى.

- أن المقابلة تتميز بالدقة في اختبار وتقييم وتقويم ومعالجة المشاكل والإشكاليات الإنسانية.

- بيانات المقابلة تكون أكثر وضوحاً، لكون دوران الحديث في يحاور البحث ما يسمح للباحث إعادة طرح الأسئلة بعدة طرق.

- سهولة حصر وترتيب الإجابات وتوسيعها مع المبحوث لكون الباحث حاضراً مع المبحوث.

- توفر المقابلة مؤشرات بحثية مساعدة ليست لفظيةـ تقوي استجابة المبحوثين وتوفر لم الجو المريح في إجاباتهم.

- يستفيد الباحث من المقابلة في الحصول على معلومات إضافية تخدم بحثه من خلال خواره مع المبحوثين.

- ضرورة استخدام في بعض الحالات (أميين-صغار السن ....)

- ارتفاع الردود مقارنة بالاستبيان

       سلبيات المقابلة:

- ارتباط صدق المعلومات رغبة المبحوث في التعاون مع الباحث.

- قد يصعب مقابلة عدد كبير من المبحوثين لاستغراقها وقتاً.

- تأثر طبيعة المعلومات بتأثر حالة الاجتماعية والنفسية لكليهما.

- قد يقتضي مساعدة شخصين وقد لا يكون مؤهلين لمثل هذه الأداة في منهجية البحث العلمي.

- قد يصعب التقدير الكمي لبعض إجابات المبحوثين.

- صعوبة التسجيل وقد يتعرض للأخطاء في تسجيل المعلومات ويقع فيما يلي:

- قد ينسى الباحث أو يغفل عن عوامل ضرورية.

- قد لا يتذكر الباحث ما قاله المبحوث.

- قد يصعب على الباحث ربط العلاقات السببية السليمة بين الحقائق.

- قد يصعب على الباحث تتبع وقائع إجابات المبحوثين.

- صعوبة الوصول إلى بعض الأفراد ومقابلتهم شخصياً بسبب مركزهم أو بسبب أن المبحوثين خطرين.

- قد يتحيز المبحوث ليظهر بشكل مناسب أمام الباحث.

- تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين من الباحث وقد يحتاج إلى تكلفة إذا كان المبحوثين بعيدين عن بعضهم البعض تستلزم التنقل.

الملاحظة:

I- تعريف الملاحظة:

       - عبارة عن عملية مراقبة أو مشاهدة لطبيعة عوامل الظواهر والمشكلات والوقائع والأحداث ومكوناتها المادية والمعنوية ومتابعة حدوثها واتجاهاتها وعلاقاتها، ويتم كل ذلك بأسلوب علمي دقيق ومنظم وهادف ومخطط، بغية الوصول إلى فهم الظاهرة وتفسيرها وتحديد العلاقات بين متغيراتها، ومن ثم التنبؤ بحدوث الظواهر وأثرها وبالتالي المقدرة على توجيه تأثير الظواهر لفائدة الإنسان.[43]

       - ويعرف "دوكاتلي" بأنها عملية المشاهدة والانتباه الذهني الإرادي والموجه نحو المعلومات المتعلقة بموضوع بحث محدد ومضبوط الأبعاد والأهداف.

       - تعني تلك المشاهدة المباشرة الموجهة والمضبوطة والمحددة الأهداف والمحكومة بإطار مرجعي نظري وبناء منهجي ميداني للإحاطة بموضوع البحث، وعن طريق هذه المشاهدة تمم عملية جمع المعلومات والبيانات العلمية لتزويد وإثراء موضوع البحث بمادة علمية تخدم البحث.

II- خطوات إجراء الملاحظة:

1. تحديد بدقة موضوع ومحاور الملاحظة (هدف الملاحظة).

2. تحديد وضبط الفرد أو الجماعة أو العينة التي تجري عليها الملاحظة.

3. إعداد بطاقة الملاحظة ليسجل عليها الباحث المعلومات.

4. ضبط طريقة التسجيل كان يكو التسجيل مع بداية الملاحظة أو الحديث مع المبحوث أو بعد الانتهاء من الملاحظة.

5. التأكد من صدق ما يلاحظه الباحث وذلك بمقارنة ملاحظاته بملاحظات غيره في الموضوع، أو إعادتها مرة أخرى.

6. تسجيل ما يتم ملاحظته مباشرة، خيفة النسيان.

III- أنواع الملاحظة

       من حيث طبيعتها: الملاحظة البسيطة

وتستخدم في الدراسات الاستكشافية حيث يلاحظ الباحث ظاهرة أو حالة دون أن يكون لديه مخطط مسبق لنوعية المعلومات أو الأهداف أو السلوك الذي سيخضعه للملاحظة.

تجري تلقائيا في ظروفها الطبيعية.

             الملاحظة المنظمة:

ويحدد فيها الباحث الحوادث والمشاهدات والسلوكيات التي يريد أن يجمع عنها المعلومات، وبالتالي تكون المعلومات أكثر دقة وتحديداً عنها في الملاحظة البسيطة، وتستخدم الملاحظة المنظمة في الدراسات الوصفية بكافة أنواعها.

       من حيث:

- القائمين عليها

- عدد من يلاحظهم الباحث الملاحظة الفردية

وهي التي يقوم بها شخص واحد أو ملاحظة شخص واحد.

             الملاحظة الجماعية

وهي التي يقوم بها أكثر من شخص أو ملاحظة أكثر من شخص.

       من حيث دور الباحث فيها  الملاحظة بالمشاركة

وفيها يشارك الباحث حياة مجتمع البحث وعادة ما يعيش الباحث مع مجتمع الدراسة ويشاركهم في نشاطاتهم وفي سلوكياتهم وممارساتهم المارد دراستها دون أن يعرفوا ذلك.

 

       الملاحظة بدون مشاركة:

وفيها يقوم الباحث بأخذ موقف أو مكان ويراقب منه الأحداث أو الظاهرة أو السلوك دون أن يشارك أفراد عينة الدراسة بالأدوار التي يقومون بها.

       أخرى - الملاحظة المباشرة والملاحظة غير المباشرة (حسب مشاركة الباحث).

- الملاحظة المحددة والملاحظة غير المحددة (حسب الهدف).

- الملاحظة المقصودة والملاحظة غير المقصودة (حسب الهدف).

VI- تقييم الملاحظة

إيجابيات الملاحظة:

- قد تكون الملاحظة أفضل وسيلة لجمع المعلومات حل كثير من الظواهر والحوادث.

- تسمح الملاحظة بتسجيل السلوك وقت حدوثه.

- المعلومات والبيانات تكون دقيقة نظراً لملاحظة الظاهرة في ظروفها الطبيعية.

- إمكانية إجراء الملاحظة على عدد قليل من المبحوثين.

- تسمح بالتعرف عل بعض الأمور التي قد لا يكون الباحث قد فك بأهميتها.

- توفر بيانات أو معلومات كمية ونوعية.

سلبيات الملاحظة:

- قد تستغرق وقتاً وجدهاً وتكلفة مرتفعة بعض الأحيان.

- قد يغير بعض المبحوثين سلوكاتهم تصرفاتهم عندما يشعرون بأنهم تحت الملاحظة.

- قد يتأثر الباحث بالذاتية أو التحيز بسبب تعامله مع المبحوثين.

- قد يتعرض الباحث للخطر في بعض الأحيان (قبائل البدائية – الأفراد العدوانيين ....)

- هناك بعض القضايا والمشكلات والسلوكيات الخاصة بالأفراد والتي من الصعب وأحياناً من المستحيل ملاحظتها كالجريمة، علاقة الزوجين.

العينات:

I- تعريف مجتمع البحث (مجتمع الدراسة):

       - إن مجتمع البحث في لغة العلوم الإنسانية هو: مجموعة منتهية أو غير منتهية من العناصر المحددة مسبقاً والتي ترتكز عليها الملاحظات.[44]

       - مجموعة عناصر لها خاصية أو عدة خصائص مشتركة تميزها عن غيرها من العناصر الأخرى والتي يجري عليها البحث أو التقصي.

       - كامل الأفراد أو الأحداث أو المشاهدات موضوع البحث أو الدراسة.

* لكي يكون البحث قبولاً وقابلاً للإنجاز، لابد من تعريف مجتمع البحث الذي نريد فحصه، وأن نوضح المقاييس المستعملة من أجل حصر هذا المجتمع.

II- تعريف العينة:

       - مجموعة جزئية من مجتمع الدراسة يتم اختيارها بطريقة معينة.

       - جزء معين أو نسبة معينة من أفراد المجتمع الأصلي، ثم تعمم نتائج الدراسة على المجتمع كله، ووحدات العينة قد تكون أشخاصاً كما تكون أحياءاً أو شوارعاً أو مدناً أو غير ذلك.

المفردة: أحد الأفراد أو المشاهدات التي يتم اختيارها ضمن العينة.

III- تعريف المعاينة:

       - مجموعة من العمليات تسمح بانتقاء مجموعة فرعية من مجتمع البحث بهدف تكوين عينة.

       - مجموعة من العمليات تهدف إلى بناء عينة تمثيلية لمجتمع البحث المستهدف، يوجد نوعان وهما المعاينة الاحتمالية وغير الاحتمالية.

       - هي التي تحدد نوعية العينة التي سيجرى عليها البحث.

VI- أنواع المعاينات:

       معاينة احتمالية: يكون فيها احتمال الانتقاء معروفاً بالنسبة إلى كل عنصر من عناصر مجتمع البحث والذي يسمح بتقدير درجة تمثيلية للعينة. (اختيار الأفراد بشكل عشوائي)

       معاينة غير احتمالية: يكون فيها احتمال انتقاء عنصر من عناصر مجتمع البحث ليصبح بتقدير درجة تمثيلية العينة المعدة بهذه الطريقة (اختيار الأفراد العينة بشكل غير عشوائي) وذلك بسبب: استحالة وصول هذه العناصر أو كبر حجم مفردات مجتمع الدراسة.

       أسباب اللجوء إلى العينة:

- إنها أقل كلفة من طريقة الحصر الشامل (جميع الأفراد)

- اختصار الوقت والجهد للوصول إلى النتائج وبما يحقق أهداف الدراسة.

- دقة كبيرة في النتائج خصوصاً في حالة التجانس النسبي بين أفراد مجتمع الدراسة.

- التجانس التام: عندما تكون عناصر المجتمع متجانسة بشكل تام فإن نفس النتائج يمكن الحصول عليها سواء أجريت الدراسة على كامل المجتمع أو أجزاء منه.

- تلف العناصر نتيجة المشاهدات عليها، لمعرفة مدى صلاحية منتج معين من معلبات لا يعقل فتح جميع العلب للفحص والمعاينة.

- عدم إمكانية حصر مجتمع الدراسة.

- حساسية التجربة: إذا كان موضوع الدراسة طريقة لتعليم شيء ما فلا يعقل تطبيق الطريقة الجديدة على جميع الطلبة حتى يثبت من فعاليتها.

V- الشروط الواجب توفرها في العينة:

- أن تكون العينة ممثلة للمجتمع الأصلي: أي تكون شاملة لجميع خصائص المجتمع الأصلي.

- أن تكون لوحدات المجتمع الأصلي فرصاً متساوية في الاختيار: فإذا ضمنا تساوي فرص الاختيار لجميع الأفراد، تحصلنا على عينة ممثلة للمجتمع الأصلي في غالب الأحوال.

مراعاة مصادر الخطأ في العينة:

خطأ الصدفة- ينشأ هذا الخطأ من الفروق بين أعضاء العينة وأعضاء المجتمع الدراسة كله فكلما اقترب حجم العينة من حجم المجتمع الدراسة اقترب خطأ الصدفة من الصفر.

خطأ التحيز- وينتج هذا الخطأ عادة عندما لا يتم اختيار أعضاء العينة بطريقة عشوائية وعن باقي الأخطاء والتالي ذكرها:

خطأ الاختيار العشوائي: - عند اختيار العينة يجب أن نعطي لجميع أعضاء مجتمع الدراسة فرصاً متساوية في الاختيار، حتى تكون ممثلة تمثيلاً صحيحاً لجميع المجتمع الأصلي.

عدم دقة الإطار وكفايته: - يحدث التحيز عندما يرجع الباحث إلى إطار لا يضم كل الفئات التي يتضمنها البحث.

عدم الحصول على البيانات من بعض مجتمع البحث:

- يحدث عندما لا يتمكن الوصول إلى بعض أعضاء المبحوثين، فلا يقوم بأخذ البديل الطريقة الإحصائية لضمان الموضوعية في الاختيار، بل يكتفي بالجزء الذي عنده من البيانات.

IIV- خطوات اختيار العينة:

1. تحديد وحدة العينة.

2. تحديد الإطار الذي تؤخذ.

3. تحديد حجم العينة.

4. تحديد طريقة اختيار العينة.

أنواع المعاينات (أنواع العينات) المعاينات الاجتماعية (العينات العشوائية) العينة العشوائية البسيطة يتم في هذه الطريقة حصر ومعرفة كامل العناصر مجتمع الدراسة الأصلي، ومن ثم الاختيار من هذه العناصر، ويعطي لكل عنصر فرصة الظهور في العينة المختارة. (السحب العشوائي من هذه العناصر)

العينة الطبقية البسيطة:

يستعمل في الحالات التي يكون معروفاً فيها أن المجتمع اختلافات منتظمة، وفي هذا النوع من العينات، يضع  الباحث شروطاً معينة لاختيار أفراد العينة بحيث تمثل العينة جميع فئات المجتمع المدروس، وبنفس نسبة وجودها، وبعد تقسيم المجتمع إلى فئاته المختلفة، يعتمد الباحث الطريقة المتبعة في اختيار العينة العشوائية ضمن فئات (طبقات) المجتمع المدروس.

العينة المنتظمة:

وهي شكل من أشكال العينة العشوائية، يتم اختيارها في حالة تجانس المجتمع الأصلي وتوافر إطاره، وسميت منتظمة لأننا نختار فيها مسافة ثابتة منتظمة بين رقم مفردة ورقم المفردة الذي يليه.

العينة العنقودية:

يلجأ فيها الباحث إلى تحديد أو اختيار العينة ضمن عدة مراحل:

1. يتم تقسيم مجتمع الدراسة إلى شرائح حسب معيار معين.

2. اختيار شريحة أو أكثر بطريقة عشوائية، واستبعاد الشرائح الأخرى.

3. تقسم لشريحة لمختارة إلى شرائح جزئية أو إلى فئات جزئية.

4. اختيار شريحة أو أكثر من شرائح هذه الأخيرة التي تم تقسيمها مؤخراً وبطريقة عشوائية أيضاً وهكذا يستمر الباحث حتى يتم الوصول إلى الشريحة النهائية، لكن يؤخذ عليها لعدم تمثيلها لمجتمع الدراسة الأصلي (عدم التجانس).

 

 

IIIV- المعاينات غير الاجتماعية:

(العينات غير العشوائية) العينة العمدية:

       يعتمد الباحث فيها أن تكون معينة ومقصودة لاعتقاده أنها تمثل المجتمع الأصلي تمثيلاً صحيحاً ويستخدم في:

- في بحوث الرأي العام.

- دراسة المواقف السياسية لجمهور في حالة مظاهرة.

- في اختيار قرية واحدة تمثل المجتمع الريفي على اعتبار أن هذه القرية تتضمن خصائص مختلف القرى.

العينة القصدية (الفرضية):

       تستخدم في الدراسات الاستطلاعية التي تتطلب القياس أو اختبار فرضيات محددة، وبخاصة إذا كان مجتمع البحث غير مضبوط الأبعاد، وبالتالي فلا يوجد إطار دقيق يمكن من اختيار العينة عشوائيا ففي مثل هذه البحوث يلجأ الباحث لاختيار مجموعة من الوحدات التي تلائم أغراض بحثه ويسمى هذا النوع من العينات بالعينة الفرضية أو بالعينة القصدية أو بعينة الصدفة.

العينة الحصصية:

       تستخدم أيضاً في الدراسات الاستطلاعية، وفي قياسات الرأي العام، فإذا أراد الباحث معرفة رأي شرائح المجتمع في حدث ما فيقوم باختيار عينة حصصية، أي يأخذ حصة معينة من كل شريحة في المجتمع، كأن يأخذ حصة من شريحة الطلبة، وثانية من شريحة كبار السن المتقاعدين، وعليه فكل شريحة من هذه الشرائح لها حصة في العينة.

عينة كرة الثلج:

يستخدم هذا النوع عموماً في دراسة فئات المنحرفين مثل متعاطي المخدرات، وهذا ما يجعل من الصعب أحياناً إعداد قائمة بأسماء متعاطي المخدرات، ولذلك يلجأ إلى مقابلة شخص واحد وبعد إجراء المقابلة معه، يطلب منه أن يدله على متعاط ثاني وبعد إجراء المقابلة مع الثاني يطلب منه أن يدل على ثالث، وهكذا فتكبر عينة البحث شيئاً فشيئاً حتى تصير عينة تمثل مجتمع البحث فمثلها كمثل كرة الثلج التي تكبر في الحجم كلما تدحرجت متراً بعد متر، ويسمى هذا النوع من العينات بعينة السلسلة وبالعينة الدورية.

العينة النمطية:

- تشبه العينة العمدية (الاعتقاد أنها تمثل المجتمع الأصلي).

- العينة النمطية (الاعتقاد أنها تمثل أحسن تمثيل لموضوع الدراسة)

- هي سحب عينة من مجتمع بحث بانتقاء عناصر مثالية من هذا المجتمع.

مثال: كأن نقوم ببحث حول طبيعة الاحتمالات الاجتماعية للطلبة فيمكننا أن نقرر توجيه اهتمامنا إلى الطلبة المسجلين في العلوم الإنسانية والاجتماعية لأننا نعتقد منطقياً أن هؤلاء هم أكثر اهتماماً بالمسائل الاجتماعية أكثر من غيرهم.

IX- تقييم العينة (مزايا وعيوبها):

إيجابيات العينة:

- تمثل المجمع الأصلي، أي أفراد مجتمع البحث.

- العينة تغني الباحث عن الكثير من الوقت والجهد والمال عكس إذا أخذ جميع مفردات الظاهرة.

- تحقق العينة أهداف الباحث، إذا تمت وفق شروط مضبوطة.

- استخدام العينة أهداف الباحث، إذا تمت وفق شروط مضبوطة.

- إذا كان المجتمع المدروس متجانساً، فإنه يمكن تعميم النتائج على جميع أفراد هذا المجتمع.

سلبيات العينة:

- عدم إمكانية العينة حصر كامل عناصر مجتمع الدراسة الأصلي إذا كان متبايناً.

- يتطلب اختيار العينة في المجتمع الأصلي المتباين زيادة في حجم العينة لتشمل أفراد جميع الفئات.

- بعض التصميمات التجريبية تتطلب وجود مجموعات تجريبية ويعني هذا أن نختار حجماً كبيراً للعينة بحيث تمثل أفراد المجتمع الأصلي.

- النتائج الدقيقة تتطلب عينة كبيرة الحجم، بهدف تعميم النتائج على المجتمع الأصلي الكبير.

- قد لا يكون أسلوب البحث المستخدم مناسباً للاختيار.

- قد لا تتوفر الدقة اللازمة في الاختيار في هذه الحالة لا تمثل العينة المجتمع الأصلي كما يجب.

 

 

 

 

 

 

 

المراجع المعتمدة:

 

انجرس، موريس، منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية. (ترجمة: بوزيد صحراوي، كمال بوشرف، سعيد سبعون)، ط2. الجزائر: دار القصبة، 2006.

بوحوش، عمار، الذنيبات محمد محمود، مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث. ط4. الجزائر: د م ج، 2007.

شلبي، محمد، المنهجية في التحليل السياسي. ط4. الجزائر: دار هومة، 2002.

مصباح، عامر، منهجية البحث في العلوم السياسية والإعلام. ط2، الجزائر: د م ج، 2010.

القصبي، عبد الغفار رشاد، مناهج البحث في علم السياسة. ط2، القاهرة: مكتبة الآداب، 2006.

المنوفي، كمال، مقدمة في مناهج وطرق البحث في علم السياسة. القاهرة: جامعة القاهرة، 2009.

شروخ، صلاح الدين، منهجية البحث القانوني. عنابة: دار العلوم للنشر والتوزيع.

النجار، فايز جمعة، أساليب البحث العلمي. ط2، الأردن: دار الحامد للنشر والتوزيع، 2010.

شفيق، محمد، البحث العلمي: الخطوات المنهجية لإعداد البحوث الاجتماعية. الاسكندرية: المكتب الجامعي الحديث، 1985.



[1] - موريس انجرس، منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية. (ترجمة: بوزيد صحراوي، كمال بوشرف، سعيد سبعون)، ط2. الجزائر: دار القصبة، 2006، ص 46-47.

[2] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 48.

[3] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 50.

[4] - عمار بوحوش، محمد محمود الذنيبات، مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث. ط4. الجزائر: د م ج، 2007، ص 09.

[5] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 10.

[6] - موريس انجرس، مرجع سابق، ص 30.

[7] - نفس المرجع الآنف الذكر، 56.

[8] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 38.

[9] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 58.

[10] - محمد شلبي، المنهجية في التحليل السياسي. ط4. الجزائر: دار هومة، 2002، ص 14.

[11] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 15.

[12] - عامر مصباح، منهجية البحث في العلوم السياسية والإعلام. ط2، الجزائر: د م ج، 2010، ص 17.

[13] - عبد الغفار رشاد القصبي، مناهج البحث في علم السياسة. ط2، القاهرة: مكتبة الآداب، 2006، ص 32.

[14] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 59.

[15] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 199.

[16] - بوحوش، مرجع سابق، ص 12.

[17] - موريس انجرس، مرجع سابق، ص 84.

[18] - عمار بوحوش، مرجع سابق، ص 28.

[19] - كمال المنوفي، مقدمة في مناهج وطرق البحث في علم السياسة. القاهرة: جامعة القاهرة، 2009، ص 49.

[20] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 75.

[21] - بوحوش، مرجع سابق، ص 137.

[22] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 141.

[23] - رشاد القصبي، مرجع سابق، ص 241.

[24] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 252.

[25] - مصباح، مرجع سابق، ص 74.

[26] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 83.

[27] - صلاح الدين شروخ، منهجية البحث القانوني. عنابة: دار العلوم للنشر والتوزيع، ص 157.

[28] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 160.

[29] - مصباح، مرجع سابق، ص 106.

[30] - شروخ، مرجع سابق، ص 117.

[31] - القصبي، مرجع سابق، ص 273.

[32] - شلبي، مرجع سابق، ص 117.

[33] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 119.

[34] - القصبي، مرجع سابق، ص 219.

[35] - شلبي، مرجع سابق، ص 222.

[36] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 130.

[37] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 167.

[38] - المنوفي، مرجع سابق، ص 67-68.

[39] - نفس المرجع الآنف الذكر، ونفس الصفحة

[40] - فايز جمعة النجار، أساليب البحث العلمي. ط2، الأردن: دار الحامد للنشر والتوزيع، 2010، ص 38.

[41] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 76.

[42] - محمد شفيق، البحث العلمي: الخطوات المنهجية لإعداد البحوث الاجتماعية. الاسكندرية: المكتب الجامعي الحديث، 1985، ص 106.

[43] - جمعة النجار، مرجع سابق، ص 86.

[44] - نفس المرجع الآنف الذكر، ص 111.