• عام

    • المحور الاول مدخل إلى تكنولوجيا الإعلام والاتصال:

       

      تكنلوجيا الاعلام والاتصال  مركبة من عدة مصطلحات تتضمن مفاهيم متعددة  ولها تطبيقًات للعلوم المُستخدمة  في سياق المصطلح لحل المشكلات التي تطرا ،  كما ان هذا العنوان يضمن  موضوعات مختلفة عن بعضهما بعضًا، ولكنها تعمل  معًا لإنجاز مهام محددة  ، أو حل مشكلات. في حياة الافراد والمجتمعان وحتى الحكومات  على اعتبار انه يمكن   تطبيقها في جميع مجالات الحياة اليوميّة، إذ تُستخدم في العمل، والاتصالات، والنقل، والتعليم، والتصنيع، والتجارة، والامن  وغيرها من الاستخدامات  والتعاملات.

      وعلى هذا النحو سوف نتطرق الى مفهوم كل مصطلح  ونبين العناصر المرتبكة به كما سياتي :

      اولا/- مفهوم  التكنلوجيا :

      1/- تعريف التكنولوجيا:

      -       يشار الى ان  أصل كلمة  التكنولوجيا إلى  العصر اليوناني  ، فهي كلمة  تتكون من جزئين هما (Techno) تعني التشغيل الصناعي، والثاني (Logos) أي العلم أو المنهج، لذا تكون بكلمة واحدة هي علم التشغيل الصناعي.

        ويمكن تعريف التكنولوجيا على إنها :"تطبيق الإجراءات المستمدة من البحث العلمي والخبرات العلمية لحل المشكلات الواقعية"، وهذا التعريف يشير الى معنى  واسع   اذ لا تعني التكنولوجيا هنا الأدوات والمكائن فقط بل  تشمل مجمل المعارف والخبرات  و النظريات و المناهج العلمية  وكل ما توصل اليهه  معرفي بشكل تراكمي  هو اساس التكنلوجيا ،ولا يقف فقط عند استخدام  الادوات والآليات ،بل يأخذ بالتطور العلمي  كأساس للتكنلوجيا  والتي تهدف  إلى تحسين الأداء البشري في الحركة التي تتناولها.

       كما ان التكنلوجيا تُعرَّف كذلك في هذا السياق  :''بأنَّها مصدر المعرفة المكرّسة لصناعة الأدوات، وإجراء المعالجة، واستخراج المواد، '' وهذا التعريف يشير الى  استخدام العلم و المعرفة للوصول الى  الوسائل والمواد غير ان التطور الحديث للتكنلوجيا  يعمل بشكل  متوازي بين المعرفة والعلم من جهة وبين استخدام الآليات والوسائل والاستثمار في الموارد المتاحة من جهة اخرى .

      و تعريف  ايضا بانها  :" جهد إنساني و طريقة للتفكير فى استخدام المعلومات والمهارات والخبرات و العناصر البشرية وغير البشرية  والوسائل المتاحة فى مجال معين وتطبيقها  فى اكتشاف وسائل اخرى  لحل مشكلات الإنسان وإشباع حاجاته وزيادة قدراته''

       ومن هاته التعاريف يتبين ان مصطلح التكنولوجيا  يأخذ الشكل التداولي الواسع بين الافراد والمجتمعات  على اختلاف  فهمه بينهم ، ويتّم استخدامها لإنجاز المهام المختلفة في الحياة اليوميّة؛ لذا يُمكن وصفها على أنّها المنتجات، والمعالجات المُستخدمة لتبسيط الحياة اليوميّة.

       

      2/- خصائص التكنولوجيا :

      2-1/- التكنولوجيا علم  تطبيقي : فالتكنلوجيا هي علم قائم بذاته ومستقل له أصوله وأهدافه ونظرياته ومناهجه

                                         يسعى لتطبيق المعرفة تمس مختلف مناحي الحياة البشرية وحل مشكلاتها

      2-2/- التكنولوجيا  نظام : فهي عملية تشتمل مدخلات وعمليات ومخرجات وتستند على وسائل العصر المتاحة وتستخدم المواد والموارد الممكنه  المختلفة وتستعمل  بشكل شامل لجميع العمليات الخاصة بالتصميم والتطوير والإدارة و الصناعة  و غيرها  فهي ديناميكية  تتسم بحالة من التفاعل النشط  و المستمر بين مكوناتها

      2-3/- التكنولوجيا هادفة ومتوائمة : اذ  تهدف للوصول إلى حل المشكلات التي تعترض البشر والمؤسسات والحكومات  و متطورة ذاتيًا تستمر دائمًا فى عمليات المراجعة والتعديل والتحسين.

      3/-عناصر التكنولوجيا :

      ا/- الإنسان: يعتبر الإنسان أهم عنصر من بين العناصر الأخرى التي تشكل التكنولوجيا، فهو الذي يحدد احتياجاته وبناء على هذه الاحتياجات يقوم بوضع الأهداف التي من خلال تحقيقها يتمكن من تلبيية هذه الاحتياجات. فبتوافر العناصر الأخرى يقوم باستغلال ما وهبه الله له من عقل لوضع الخطط وصياغة إجراءات التنفيذ وعمليات التقييم وهذا بمجمله يقوده إلى التطبيق التكنولوجي.

      ب/-. المواد: يأتي هذا العنصر في المرتبة الثانية بعد الإنسان من أجل الوصول إلى التطبيق التكنولوجي. فالمواد موجودة في متناول أيدينا بصور وأشكال مختلفة وحاجة الإنسان للاستفادة من هذه المواد المتنوعة والمستمرة. فهي متنوعة بتنوع طبيعة هذه الحاجة فهو يحتاج الأخشاب لصناعة الأثاث المنزلي والورق والمراكب الشراعية. وهذه الحاجة مستمرة كون حياة الإنسان في تطور ونمو وزيادة وبالتالي فحاجته للمواد لا تتوقف عند حد معيّن.

      ج/- الأدوات والوسائل : وتشمل جميع ما يلزم الإنسان في عملية التعامل مع المواد وصياغتها وتشكيلها بالصورة المطلوبة والتي تلبي حاجاته. فقد تكون آلة أو جهازا أو ما شابه ذلك يتمكن الإنسان من خلالها التعامل مع المواد بطريقة أو بأخرى لكي تتم الاستفادة من هذه المواد.

      4/-التطور التاريخي للتكنولوجيا :

      مرت التكنولوجيا  بمراحل متعددة فهي متطورة  ومتناسبة و مسيرة الانسان  فقد تخطت  العديد من المراحل الى ان اصبحت بالشكل الذى هى عليه في عصرنا الحالي الذي انفجر امام ثورة تكنلوجية والرقمية    تذ غزت  العالم  وصارت جزء اساسي من حياة الشعوب والافراد والمؤسسات  والتي  يتم الاعتماد عليها في ادارة الشؤون العامة والخاصة المتعددة في جميع مناحي  الحياة .

      وهذا التطور  الحاصل في التكنلوجيا والانتقال من مرحلة الى اخرى  يتوازى و  تاريخ الإنسانية عبر مراحلها المختلفة، حيث نجد  علاقة الإنسان بالتكنولوجيا بدأت منذ  ببداية استخدامه للأدوات المحيطة به في الطبيعة واستخدامها في الحصول على الطعام وحماية نفسه من الوحوش البريّة ثم تطورت عبر سلسلة من المراحل الى ان صارت الى ماهي عليه اليوم

      4-1/- التكنلوجيا في العصر القديم  :

      ويبدا من  الحقبة الأولى من  تاريخ البشرية  وتعود تلك الفترة  ما قبل التّاريخ  وتسمى بالعصر الحجري وقد بدأت تلك الفترة  أي قبل نحو 2.6 مليون سنة في قارّة إفريقيا حيث نجد الانسان قد اعتمد في تسيير شؤون حياته على ما توفر لديه من مواد وما فهمه من محيطه  ولذلك نجد الحجر كان المادّة الخام الرّئيسيّة التي اشتق منها جميع أدواته التي تعينه على استمراريّة حياته وإنجاز مهامه اليوميّة حيث اخترع المطارق والحجارة الحادة على شكل سكاكين والتي استغلت  في  قطع  و تشذيب الأخشاب وحفر العظام و استغلالها في الصيد و تقطيع اللحوم و اكتشف الانسان  بعد مدة النار   والتي سهلت حياة الإنسان القديم، اذ بها  استطاع أن يطوّر من أدوات الصيد ويصنع الأواني الفخاريّة ومن ثمّ الزراعة التي دفعته الى التفكير  في  تملك مصادر مياه دائمة من  بناء السدود، وكان السومريّون في العراق أوّل من قام بذلك بدلاً من الاعتماد الكليّ على مياه الأمطار،

       كما ان النار كانت عامل اساسي في تطور  استخدام المعادن مثل  البرونز النحاس  والحديد والتي نقلت البشرية الى حقبة اخرى من الزمن صارت فيها القوة اكثر واستخدامات واسعة لتلك المعادن وتطويعها

      4-2/ التكنلوجيا في العصر الوسيط:

       هذا العصر ظهر فيه الاسلام  الذي ساهم في  نقل الحضارات البشرية  وتشاركها مع  غيره من الحضارات الاخرى  حيث ان الفتوحات الاسلامية وتنقل المسلمين  الى مناطق متعددة من العالم  نقل

      المعارف والعلوم و تقنيات المحاصيل الزراعية ، إضافة إلى ترجمة العلوم الفلسفية والتطبيقية اليونانية القديمة إلى اللغة العربية وتطوير تلك المعارف واستخدامها في العديد من الصناعات التطبيقية، تمّ اكتشاف طرق جديدة للتجارة البحرية بفضل الخبرات العربية واختراع الاسطرلاب والبوصلة

      خلال هذا العصر في تقارب الشعوب، وأتاح للبشرية التعرف على الكثير من الثقافات العلمية المختلفة.ممّا أدّى إلى دخول أوروبا مرحلة الثورة الصناعية بعدها بوقت ليس بالطويل.

      4-3/ التكنلوجيا في العصر الحديث :

      مع بدايات القرن الثامن عشر أصبح القطن يمثل أحد أهمّ الصناعات التي ساعدت على تراكم الثروة في دول بريطانيا والولايات المتحدة، وصاحب ذلك ابتكار المحركات البخاريّة التي ساهمت في إحداث ثورة كبرى في وسائل النقل البريّ والبحريّ في العالم، وتلى ذلك اختراع الكهرباء والهواتف وصناعة الديناميت الذي استخدم بشكل أساسي في صناعات التعدين حول العالم، وساهمت الموجات الإذاعيّة في تشجيع الناس على الاستهلاك.

      كما دفعت  الحرب العالمية الأولى والثانية   نحو  تطور التكنولوجيا الحديثة، حيث  كانت الحاجة  الى تطوير القدرات العسكرية  من طائرات ودبابات  ثم  ضرورة اكتشاف قدرات قتالية وعسكرية اكثر فتكا وقوة  مما ادى الى ظهور الطاقة الذرية والنووية  التي كانت العامل الأهم في إنهاء الحرب العالمية الثانية ، ومن بعدها تم استخدام تلك الطاقة في الصناعات الحديثة من خلال توليد الكهرباء واستخدامها في المحركات الكبيرة للغواصات على سبيل المثال وتزامن ذلك التطور مع تطور التكنلوجيا الحديثة

      التي غيرت حياة جميع النّاس في هذه العصر  فقد أصبحت تُرافقُ الأشخاصَ في جميع الأوقات سواءً كان ذلك عن طريق الهواتف الذكيّة، أو الحواسيب، أو وسائل التّكنولوجيا، التي دخلت في جميع الصّناعات والبضائع كالسّيّارات والطّائرات وغيرها، ورغم الجوانب السّلبيّة التي نَتَجَت عن سوء استعمال التّكنولوجيا والتي يُعارضُها كثيرٌ من النّاس، إلّا أنّه لا شكّ بأنّ التّكنولوجيا الحديثة قد جلبت النّفعَ الكبيرَ لحياة الإنسان، وأسهمت بشكلٍ كبيرٍ في تطوّره.

       

      ثانيا/-  مفهوم الإعلام  :

      وظيفة الإعلام تتمحور حول ربط الافراد والمجتمعات بالأحداث التي تدور حولهم  و إعلام الجمهور بذلك من أجل تكوين مجموعة من الآراء العامة وتكوين وعي عام مجتمعي ، وهذه الوظائف تختلف من حيث  الحياد وكذلك الموثوقية والمصداقية ؛ لأنّه في النهاية يجب أن تنفع الناس والجمهور.

      1/- تعريف الاعلام :

      الاعلام لغة : هو  الإبلاغ، الإفادة، نقل معلومة لشخص ما وتأكيد درايته بها

      الاعلام اصطلاحاً : بأنه : نشر للمعلومات والأخبار والأفكار والآراء بين الناس على وجه يعبر عن ميولهم واتجاهاتهم وقيمهم بقصد التأثير"

      هذا التعريف قد ركز على التعبير عن ميول الناس واتجاهاتهم وقيمهم ؛  و لم  يقف فقط على ما تضمنه المعنى اللغوي للإعلام وهو مجرد الإخبار والتبليغ بوجه سريع ؛ بل تجاوزه إلى معنى يتناسب مع وظيفته الحديثة،

      كما يعرف  الاعلام على انه : تلك العملية التي يترتب عنها نشر الاخبار والمعلومات الدقيقة التي ترتكز على الصدق والصراحة  ومخاطبة عقول الجماهير وعواطفهم السامية، والارتقاء بمستوى الرأي ويقوم على التنوير والتثقيف مستخدما اسلوب الشرح والتفسير المنطقى" ونلاحظ من هذا التعريف ان للإعلام مرتكزات تنطلق من الصدق في نقل المعلومة وموثوقيتها والوصل  بها الى صناعة راي  ينسجم مع قيم  المجتمع ولا يمس بمشاعره المختلفة.

      2/-وسائل الاعلام :

      2-1/-الوسائل المكتوبة : كالجرائد والمجلات والدوريات والمنشورات والملصقات بمختلف أنواعها والاعلانات الاشهارية المطبوعة. 

      2-2/-الوسائل المرئيّة والمسموعة : وتتمثل في الراديو والمذياع   ،التلفاز والقنوات الفضائية والسينما. الوسائل السمعيّة، كالمذياع.. ..

      2-3/-السائل إلكترونيّة والرقمية : كالمواقع الإخبارية الإلكترونية والمجلات الإلكترونية والمدونات ، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات المحادثات والتواصل المجانية المختلفة ، والمنتديات الالكترونية .

      3/- نشأة وتطور الاعلام :

       الاعلام كغيره من الميادين مر بالعديد من المراحل  وشهد تطورا عبر سلسلة من الزمن لا من حيث المحتوى ولا من حيث الوسائل التي استخدمها وهو مواكب  لتطور الحقل المعرفي لدى الإنسان عبر الزمن ،كما كان له دورُ بارز في نشر الأخبار المختلفة  والمعلومات والأحداث والأنباء المتعلقة بالعديد من المجالات منها  الاجتماعية والسياسية والاقتصادية و العسكرية  وغيرها وهو بذلك يعد  اداة في تطوير التكنولوجيا من جهة  وايضا يستغل كل ما توصلت اليه  التقنية لتطوير ذاته  حيث ظهرت العديد من الوسائل عبر حقب زمنية متعاقبة كما سياتي :

      3-1/- الطباعة : ساهمت الطباعة  في فتح آفاقٌ واسعة  في نشر المعارف والافكار بين الافراد والشعوب ،  والتي تم تداولها عبر الكتب والجرائد  فبعد اكتشافها احدثت نقلة نوعية في تطوير الإعلام الجماهيري، فنجد كمثال ا على ذلك نه  بعد اختراع آلة الطباعة  من طرف  الالماني جونتبرغ سنة 1436م، استعملت صحيفة التايمز اللندنية مطبعة بأسطوانتين تعمل لأول مرة بالبخار، فتمكنت من طبع 1100 نسخة في الساعة، وتوالت اختراعات المطابع في أوروبا وأمريكا التي ركزت على الفاعلية والسرعة في عمليات الطباعة، فازدهرت عمليات الطبع والنشر المختلفة مستهدفة الصحف والمجلات والدوريات، واشتدت المنافسة بين من يطبع أكثر ومن يصل إلى أبعد نقطة، ومن يوصل الأخبار والمعلومات في وقتها إلى أكبر شريحة من أفراد المجتمع.

       وبذلك نجد  الطباعة ساهمت في تطوير   الصحافة المكتوبة  اين انتشرت عشرات الصحف في أمريكا بين المهاجرين رغم قلة مراكز الطبع، حيث كان لهذه الصحف دور في نيل الاستقلال والتأثير على الرأي العام، وفي سنة 1814 تطورت صناعة الورق وتقنيات الطباعة وبلغ عدد الصحف الأمريكية ما يقارب 350 صحيفة، ما عمل على انتشار الصحف. وإبّان الثورة الصناعية ازداد عدد الصحف المطبوعة مع وصول سرعة الطبع لأكثر من 10 آلاف ورقة في الساعة، فظهرت أول مجلة أسبوعية مصورة، وخلال الحرب الأهلية الأمريكية ازداد طلب المواطنين للأخبار بشكل كبير وغير مسبوق ما منح الصحف والصحفيين أهمية أكبر من السابق، وفي عام 1910 اكتملت الملامح الرئيسة للصحف الحديثة، لكنها ظهرت فعليَا مع نهاية الحرب العالمية الثانية.

      3-2/-الإذاعة: حيث نشأة الإذاعة بعد الأبحاث والتجارب المستمرة للفيزيائي الإيطاليّ جاليليو ماركوني، الذي عمل على ايصال الموجات الهيرتزية على بعد 400 متر ولأول مرة في تاريخ الاتصالات اللاسلكية عام 1896م، ثم طورها لألفي متر، ثم إلى 46 كلم عام 1899م، إلى أن حقّق النجاح الأكبر عام 1901م عندما ارسل موجات الراديو عبر المحيط الأطلسي بين كونوول ونيوفوندلاند حيث بلغت المسافة بينهما ما يقارب 3200 كلم، ثم قام ماركوني الإرسال الإذاعي من بيته عام 1921م، وكان أول بث لها نقل حفلات موسيقية بلندن، وقالت مصادر أن أول بث كان نتائج الانتخابات الأمريكية من محطة نيويورك، ثم وقع ماركوني شراكة مع هيئة البريد البريطانية على تشغيل نظام للبث الإذاعي الممثلة بشركة bbc.

      3-3/-التلفزيون: حيث بدأ تطور التلفزيون منذ عشرينيات القرن الماضي في أمريكا، بعد التجارب والدراسات التي قام بها العلماء في مجال التصوير الضوئي والاتصالات السلكية واللاسلكية والكهرباء، حيث استطاع العالم الروسي فلاديمير زوريكين أن يخترع جهاز الإيكونوسكوب "عين كاميرا" التلفزيون الإلكترونية، وفارتزوورث طوّرَ كاميرا التلفزيون الإلكترونية، والين بدومنت الذي اختراع أول جهاز استقبال منزلي للتلفزيون وعمل على تطوير شاشات الاستقبال، وفي بريطانيا أجرى العالم جون لوجيب بيرد العديد من الأبحاث لعرض الصورة تلفزيونيًا.[٥] في عام 1927 تم إرسال صورة تلفزيونية بالدارة المغلقة من واشنطن إلى نيويورك، وفي عام 1935 قامت شبكة NBC بإنشاء محطة نيويورك وبث برامجها بطريقة منتظمة، وعام 1940 قامت شركة RCA بتصوير مدينة نيويورك من الجو بواسطة جهاز متنقل حيث نقلت على التلفزيون، حتى وصلت التلفزيون اليوم لتقنيات الأقمار الصناعية والصورة فائقة والوضوح.

      3-4/-الصحافة الإلكترونية:  تعدّ الصحافة الإلكترونية نتاج التطور الهائل الذي شهدته تكنولوجيا الحاسب الآلي، والفضل في ظهورها يعود إلى محاولات الباحثين والصحفيين المتعددّة لإنتاج صحيفة غير ورقية، يمكنها أن تقوم بوظائف الصحيفة المطبوعة، وذلك من خلال استغلال الإمكانيات الاتصالية لشبكة الإنترنت، ويتوقع الباحثون في هذا المجال أن تقود المحاولات المستمرة لتطوير الصحافة الإلكترونية لتصبح مقدمة على الصحافة الورقية، على اعتبار أن السبيل الوحيد لبقاء الصحافة كوسيلة اتصال جماهيري يمكن تطويرها إلى وسيلة إلكترونية، كان هذا حديث موجز مفصل عن نشأة وسائل الإعلام.

      ثالثا /- مفهوم الإتصال:

      للاتصال اهمية شديدة  في حياة الإنسان وتكوين المجتمعات  منذ زمنٍ بعيد؛   اذ يعمل على   استقرار الحياة الإنسانية وتطورها، ويسعى الى نمو الفكر الإنساني وصناعة الحضارات ،  فهو المعيار الذي يُقاس به مدى رُقيّ الأمم والحضارات،  من خلال تعددت الوسائل والأساليب التي استخدمها الإنسان في حياتهِ للتواصل مع الآخرين، وللتعبير عن الأفكار، والآراء التي يحملها، والمشاعر والأحاسيس التي تختلجه.

      1/- تعريف الاتصال:

      ا- لغة : والاتصال لغة كلمة مشتقة من مصدر "وَصْل" الذي يعني أساساً الصلة وبلوغ الغاية

      ب- اصطلاحا: يرى عالم الاجتماع " تشارلز كولي " بأن الاتصال يعني  ذلك الميكانيزم الذي من خلاله توجد العلاقات الإنسانية وتنمو وتتطور الرموز العقلية بواسطة وسائل نشر هذه الرموز عبر المكان، واستمرارها عبر الزمان،وتتضمن تعبيرات الوجه والإيماءات والإشارات ونغمات الصوت والكلمات والطباعة والبرق والهاتف "

       و عند  النظر في اشتقاق كلمة الاتصال بالغة الاجنبية  نجد الاشتقاق communication وهو الكلمة اللاتينية communisالتي تعني الشيء المشترك وفعلها communicare أي يذيع أو يشيع ، وبذلك عندما نقوم بعملية الاتصال  فإننا نحاول أن نشترك في المعلومات والأفكار والاتجاهات ونكوّن علاقة مع شخص أو مجموعة من الأشخاص، لهذا فمرادف فعل يتصل هو يشترك

       وعلى هذا النحو يمكن ان نضع مفهوما  للاتصال على أنه :" تبادل مشترك للحقائق أو الأفكار أو الآراء أو المعلومات مما يتطلب عرضا واستقبالا ، يؤدي إلى التفاهم بين كافة العناصر بغض النظر عن وجود أو عدم وجود انسجام ضمني ، فهو عملية تفاعل اجتماعي معلوماتي هادف".

      2/-عناصر الاتصال:

      للعملية الاتصالية خمس أركان أساسية لا يمكن لها أن تتم إلاّ إن توافرت كلها وبذلك فهي  العناصر اللازمة لإتمام عملية الاتصال وهي  على التوالي:

      ا/- المرسل:  تبدأ عملية الاتصال من خلال المرسل، ويُسمّى أيضًا المتّصل أو المُصدِّر، يمتلك المرسل نوعًا من المعلومات، سواء كانت أمرًا أو طلبًا او سؤالًا أو فكرة، ويرغب في تقديمها للآخرين؛ لذا، عليه تحويل المعلومات أو الرسالة إلى شكل يُمكن فهمه، وذلك باستخدام لغة مشتركة أو لغة إلكترونية أو أيًا كان، ثمّ نقلها للمستقبل.

      ب/- المستقبل ( المرسل اليه): المستقبل هو الشخص الذي تُوجّه إليه الرسالة، ويُسمى المُتلقي أيضًا، وليتمكّن المستقبل من فهم المعلومات القادمة إليه من المرسل، عليه أن يكون قادرًا على تلقّي المعلومة أولًا، ومن ثمّ معرفة تفسيرها.

      ج/-الرسالة : تُمثّل الرسالة المضمون أو المحتوى المعلومات التي يريد المرسل نقلها  وتشاركها و المستقبل، إلى الجانب المكتوب أو اللفظي الذي تتضمنه الرسالة، فهي تشمل أيضًا لغة الجسد ونبرة الصوت، وباجتماع الرسالة مع المرسل والمستقبل ستكون عملية الاتصال قد تمّت فعلًا بشكلها المبسط.

      د/-الوسيط: الوسيط أو القناة هو الوسيلة التي يتم نقل الرسالة والمعلومات عبرها؛ فمثلًا، الوسيط بالنسبة للرسائل النصية قد يكون الهاتف المحمول.

      ه/-الاستجابة: عندما يتم إرسال الرسالة، واستلامها وفهمها، تكون عملية الاتصال قد تمت بنجاح، والمستقبل هنا بدوره يستجيب للمرسل بما يُشير إلى فهمه للرسالة، قد يكون ذلك عبر التعليقات المباشرة كالردود المكتوبة أو الشفهية، أو بقيامه بفعل معين كاستجابة للمعلومات.

      3/-انواع الاتصال:

      للاتصال اربعة انواع  وهي كما يأتي:

      ا/-الاتصال الشفهي: الاتصال الشفهي أو اللفظي هو استخدام اللغة كوسيط لنقل المعلومات سواء عبر التحدّث أو من خلال لغة الإشارة، ويشمل الاتصال الشفهي العروض التقديمية، ومؤتمرات الفيديو، والمكالمات الهاتفية، والاجتماعات والمحادثات التي تتم بين الأفراد.

      ب/-الاتصال المكتوب: هو الاتصال الذي يستخدم عملية الكتابة أو طباعة الرموز كالأخر والأرقام لنقل الرسالة، وتُستخدم لمشاركة المعلومات من خلال الكتب، أو النشرات، أو المدونات، أو الرسائل أو المذكرات أو غيرها، وتشمل أيضًا رسائل البريد الإلكتروني والمحادثات الإلكترونية.

       ج/-الاتصال غير اللفظي: وهو الاتصال عن طريق استخدام لغة الجسد أو الإيماءات أو تعبيرات الوجه بهدف نقل المعلومات للآخرين.

       د/-الاتصال البصري: وهو الاتصال الذي يعتمد على نقل الصور الفوتوغرافية، والفنون، والرسومات، والمخططات والرسوم البيانية لنقل المعلومات.

      مقدمةالمحور الثاني : مبادئ ومشتملات تكنلوجيا الاعلام والإتصال الحديثة