- عام
- المحور الثالث ظاهرة انفجار المعلومات والثورة المعلوماتية
المحور الثالث ظاهرة انفجار المعلومات والثورة المعلوماتية
المحور الثالث ظاهرة انفجار المعلومات والثورة المعلوماتية
اولا /- ظاهرة انفجار المعلومات Explosion Information:))
يعيش العالم في هذا الوقت تحت تأثير تكنلوجيا الاعلام والاتصال وهي احد سيماته ومن اهم مرتكزات تطوره وهذا التحول البنيوي والانتقال المعرفي جاء نتيجة لثورة المعلومات صاحبتها ثورة اتصال واعلام اخذت مسميات متعددة على رغم اختلافها ومضامينها الا انها جاءت بناء على تلك الثورة التي انتقلت فيها الحياة البشرية من ثورة الزراعة في العصور القديمة الى الثورة الصناعة في الحصور الوسيطة والحديثة ثم هي اليوم ثورة المعلومات وثورة المعلوماتية أو مجتمع المعلومات أو الانفجار المعلوماتي والمعرفي ، إلى غير ذلك من مصطلحات قاموس عصر التكنلوجيا المتسارع والمتطور وحقبة التقنية غير المستقرة والاكثر كثافة وانتشارا .
و أمام هذا الانفجار الضخم في المعلومات و حتمية تعامل الفرد والمجتمع مع التكنلوجيا الاعلام والاتصال للاستفادة من تلك المعلومات يشكل ذلك تحديا نسمح بتسميته بثورة المعلومات ، التي تترجم لاحقا الى معارف وخبرات متنوعة ومتخصصة تشكل بيئة منتجة في العديد من الميادين الاقتصادية الاجتماعية التعليمية الامنية ....الخ
وحتى نفكك هذا التداخل في المفاهيم ونصل الى تحديد كنه كل مصطلح على حدا سوف نتناول بشيء من التعريف الى كل من تلك المفاهيم ثم نتطرف الى ظاهرة ثورة المعلومات كما سيأتي :
1/- مفهوم المعلومات Information:
1-1/تعريف المعلومات:
تعددت محاولات المتخصصين والمفكرين في وضع تعريف موحد للمعلومة حيث فاقت تلك المحاولات الى اكثر من 400 تعريف حسب ما تشير اليه بعض المصادر وذلك راجع لثراء وتنوع المفردات والمعاني التي تتسم به كلمة المعلومة بثراء مفرداتها وتنوع معانيها اذ نجد لها علاقة وارتباط بجميع وظائف العقل ومنه تتصل بالعلم والمعرفة والتعليم والدراية والإحاطة والإدراك واليقين والوعي والإرشاد والإعلام والشهرة والتوعية والتميز والتسيير
المعلومة لغة :
المعنى اللغوي للمعلومات يرتبط بالعلم فالمعنى اللغوي : كلمة المعلومات مُشتقة من الفعل علم، وتدل على الإحاطة ببواطن الأمور والوعي، والإدراك بالاشياء .
المعلومة اصطلاحا :
ولقد عرفها المعجم الموسوعي للمصطلحات المكتبية أنها:'' تلك البيانات التي تمت معالجتها لتحقيق هدف معين ولاستعمال محدد لأغراض معينة إضافة إلى المساهمة في اتخاذ القرارات''، حسب هذا التعريف فالمعلومات عـبارة عـن بيانات أو معطيات تم تداولها بين الافراد والمجتمعات وتناقلها بغية الوصول إلى تحقيق المعرفة، ومنه المعلومة هي اساس اتخذ القرار من طرف مستقبلها بعد ترسخ الاعتقاد والتقدير
كما انها عرفت من طرف قاموس البنهاوي بأنها " الحقائق الموصلة أو الرسالة، تستخدم لتمثيل حقيقة أو مفهوم باستخدام وحدة وسط بيانات، ومعناه عملية توصيل حقائق أو مفاهيم من أجل زيادة المعرفة''.
وعرفت ايضا بأنها :''الحقائق والأفكار الناتجة عن البيانات، حيث تكتسب من خلال الاتصال أو البحث أو التعليم أو الملاحظة''.
وحسب التعارف السابقة نخلص الى ان كلمة معلومات لها معاني متعددة، وتستخدم في العديد من السياقات المختلفة وهذا ما ميزها بتشتت في المعنى وغموضها في المبنى لأنها شيء غير محدد المعالم فلا يمكن رؤيتها أو سماعها أو الإحساس بها فنحن نحاط علما في موضوع إذا ما تغيرت حالتنا المعرفية بشكل ما.
1-2 خصائص وانماط المعلومة :
1-2-1/خصائص المعلومة:
حسب التعريفات السابقة وغيرها يمكن وضع جملة من الخصائص من اهمها :
- الشكل: تتخذ المعلومة اشكالا مختلفة قد تكون الـمعلومة على شكل كم، قيمة أو بيانات فكرة ....
- الـمنشأ: لكل معلومة مهما كان انتماؤها النظامي مصدرها الأول ومنبعها الذي وجدت منه.
- التوقيت: عامل الزمن مهم في قيمة المعلومة اذ عدم وصول الـمعلوة في وقتها المناسب تكون عديمة الفائدة.
- الدقة: تقاس بالعلاقة بين الـمعلومات الصحيحة و مـجموعة الـمعلومات الـمتوفرة و لعدم الدقة هناك أخطاء بشرية و واخرى آلية
- الإيـجاز: إيـجاز الـمعلومات يؤدي إلى وضوحها بشكل جيد
- الشمولية: تعني احتواء الـمعلومات الـمتوفرة للحقائق والبيانات الأساسية التي توضح المعلومة .
- الـملائمة: هي تلك التي توافق أو تطابق الاحتياجات في مجال معين.
- التكرار: قابلة للتداول والتكرار وتطرح للاستخدام.
1-2-2/أشكال الـمعلومات:
للـمعلومات اشكال متعددة يتلقاها الفرد في حياته اليومية وايضا المؤسسات والتنظيمات التي تفيدهم في مجال اهتماماتهم وهي على النحو التالي:
- الـمعلومات النصية: هي نصوص مكتوبة تنقل إلينا معرفة عن أشياء مـختلفة، و هي أكثر أشكال الـمعلومات انتشاراً، و من أمثلتها نصوص الكتب و الـمقالات الصحفية و غيرها مـما يعتمد على الشرح الـمكتوب لإيصال الـمعلومات إلى الآخرين .
- الـمعلومات الرقمية: هي التي تتكون من أرقام ذات دلالات مـحددة تشير إلى مقاييس الأشياء معينة تـحدد مستوى الأداء أو الكمية أو الطول أو الحجم أو الوزن أو الـمسافة أو الزمن وغير ذلك مـما يعبر عنه بالأرقام.
- الـمعلومات البيانية: هي الـمعلومات التي تكون في شكل رسوم بيانية توضح العلاقة بين متغيرين مثل العلاقة بين السرعة في قيادة السيارات و عدد الحوادث الـمرورية .
- الـمعلومات الـمصورة: هي الـمعلومات التي تستنتج من خلال الصور، حيث تدل الصورة على مضامين و معان كثيرة مثل الصور التي تنقل معاناة بعض الشعوب من الفقر و الحاجة أو تشير إلى ما تنعم به شعوب أخرى من مظاهر الرفاهية و سعة العيش.
1-3/ طيف المعرفة :"- من البيانات إلى الحكمة:"
هناك ملاحظة مسجلة تتعلق بصعوبة التمييز بين مفهوم كل من البيانات(Data )، والمعلومات ،(Information) والمعرفة (Knowledge) إلا أنه يكاد أن يكون هناك نوع من الترابط بين مفاهيم هذه الألفاظ تشكل فيما بينها طيف يسمى بطيف المعرفة . والذي يمكن توضيحه على النحو التالي:
- البيانات: البيانات هي المادة الأولية و المعطيات البكر التي تستخلص منها المعلومات وهي المادة الاساسية و الخام الاولى والمتمثلة في الرموز أو الأرقام أو الجمل أو الكلمات يمكن للإنسان تفسيرها أو تحليلها وقد تتداخل احد البيانات والمعلومة .
- المعلومات: فهي نتيجة تجهيز البيانات مثل النقل أو الاختيار أو هي: نتائج التفسير والتحليل والتي عادة ما تأخذ شكل تقرير مبدئي من هذه البيانات. وهذا ما أكده الأستاذ الدكتور محمد فتحي عبد الهادي رأيا لروبيرت هايس ROBERT HAÏS في المعاني المتعددة للمعلومات حيث يقول إنها :"ربما ترى كإشارات أو هي منتج عملية نقل أو اختيار أو تنظيم أو تحليل أو معالجة البيانات. وإن البيانات هي رموز مسجلة في حين أن المعلومات هي الإعلام أو الإخبار''، بينما يرى هايس :''أن للمعالجة على الأقل أربع مستويات هي: النقل وهو أسهل هذه المستويات والاختيار والتحليل وأخيرا الاختصار.''
فالمعلومات فهي ناتج معالجة البيانات، تحليلاً وتركيباً، لاستخلاص ما تتضمنه هذه البيانات، أو تشير إليه، من مؤشرات وعلاقات و ومقارنات وكليات وموازنات ومعدلات وغيرها، من خلال تطبيق العمليات الحسابية والطرق الإحصائية والرياضية والمنطقية، أو من خلال إقامة النماذج وما شابه.
المعلومات = البيانات + المعنى.
- المعرفة: وهي الأفكار والمفاهيم والحقائق الناتجة عن مجموعة هذه التقارير.9 كما أنها " الحصيلة النهائية لتجميع وتقويم وتنظيم البيانات والمعلومات بشكل مفيد ذا مغزى في ضوء الخبرة، حول موضوع أو شيء معين، في مرحلة معينة( فهي قابلة للزيادة والنمو والنضج )"،10 ويرى دانيال بورستين BOORSTIN في مؤتمر البيت الأبيض للمكتبات وخدمات المعلومات عام 1979 أنه يمكن إعلام أو إخبار الشخص Can be informed وليس القول بأنه يمكن جعل الشخص عارفا أو معرفيا one can be knowledged.11، هذا يعني أن المعلومات في الأساس هي خارجية يمكن تلقيها أما المعرفة فهي داخلية لا يمكن تلقيها ولكن يجب خلقها وتشكيلها داخليا بناء على رصيد معلوماتي كبير تكون ضمنية Tacit وإذا ما دونت ورقيا أو الكترونية تصبح صريحة Explicit.
المعرفة = المعلومات المختزنة + القدرة على استعمال المعلومات
- الحكمة: وهي" الانتفاع من المعرفة المتجمعة ...كما تمثل حصيلة أو رصيد خبرة ومعلومات ودراسات طويلة يملكها شخص ما في وقت معين، وهي الطاقة الذهنية التي نطبقها على سابق معرفتنا وشواهدنا لتوليد الأفكار واكتشاف العلاقات وبرهنة النظريات واستخلاص البنى الحاكمة، أي أنها تطبيق المعرفة المحتواة في الرأي أو الحكم الإنساني والذي يدور حول معايير أو قيم معينة. ".
2/- مفهوم المعلوماتية :
تشير بعض المصادر الى ان مصطلح المعلوماتية قد صاغه عالم الكمبيوتر الألماني لأول مرة باسم "كارل شتاينبوش "عام 1957 من خلال بحثه المنشور الذي يحمل عنوان "المعلوماتية: المعالجة التلقائية للمعلومات". ثم تم استخدام مصطلح المعلوماتية لاحقا وارتباطه مع علوم الكمبيوتر حيث تُترجم عادةً الكلمة الألمانية "Informatik" إلى اللغة الإنجليزية على أنها كمبيوتر أو علوم الحوسبة في عام1994 ( جامعة اسكتلندا) ، اين أعطي المعنى العام للمعلوماتية والتي تشير الى "دراسة هيكل الخوارزميات والسلوكيات وتفاعلات النظم الحاسوبية الطبيعية والاصطناعية".
وقد تم وضع مجموعة من التعاريف والتي تم استنباط منها جملة من الخصائص يمكن ان نتطرق اليها كما سيأتي :
2-1/تعريف المعلوماتية :
كباقي المصطلحات المعقدة ذات الاستخدامات الواسعة والمتعددة لا يوجد حتى الآن معنى عالمي للمعلوماتية لأن لكل المنظمات المختلفة ، التعليمية أو الاقتصادية او غير ذلك ، تضع معنى خاص بها. ولكن كل هذه الطرق المختلفة لتحديد المعلوماتية ما زالت تلتزم بنفس جوهرها وهي دراسة وتطبيق تكنولوجيا المعلومات والمعلومات في العمليات اليومية.
فمصطلح المعلوماتية باللغة الإنجليزية يعرف ب (Informatics)، وهو مصطلح مستحدث، ومشتق من كلمة معلومات، والتي تعود للأصل الثلاثي (عَلمَ).
ومن ثمة هناك محاولات لوضع تعاريف لهذا المصطلح منها :
- تعرف المعلوماتية بأنها :"العلم الذي يهتم بدراسة الأساليب الفنية المنظمة لمعالجة البيانات من اجل الحصول على المعلومات، وذلك من خلال توظيف نظريات وتقنيات تتعلق بالتخزين والتوزيع والاسترجاع للمعلومات" ومن خلال هذا التعريف نستخلص ان أن المعلوماتية لا تقتصر على جمع المعلومات، وإنما يمكن اعتبارها علم يعتمد على الوسائل التكنولوجية في تنظيم البيانات والمعلومات.
- كما تعرف بأنها: التدفق الهائل من المعلومات في شتى مجالات المعرفة وإتاحة وتوفر المعلومة عن طريق الوصول إليها وتبادلها وحفظها واسترجاعها بكل سهولة وسرعة وتنوع أسلوب الوصول لها من خلال مستحدثات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وتخطي حدود الزمان والمكان."
- وتعرف أيضاً، بأنها: الاستخدام السليم لتكنولوجيا المعلومات الحديثة، من أجل التعرف على أفكار جديدة، والاستفادة منها أثناء تطبيقها واقعياً"".
ومن خلال ما تقدم من مجموعة متنوعة من التعريفات نلاحظ انه أصبح مصطلح المعلوماتية مرتبطاً بالعديد من المجالات المختلفة في المجتمعات البشرية، مما أدى إلى تطورها بشكل ملحوظ؛ لأنها اعتمدت على توفير كافة الطرق المناسبة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية الحديثة، وخصوصاً الحواسيب التي صارت جزءاً رئيسياً من أجزاء الحياة اليومية، وهذا ما ظهر واضحاً؛ بسبب وجودها بأغلب الأماكن كالمنازل، والمدارس، ومنشآت العمل، وغيرها، لذلك صار للمعلوماتية تأثيرٌ كبيرٌ على حياة الإنسان، وكل فرد يستفيد من أدواتها، ووسائلها بالطريقة التي تتوافق مع المجال الذي يستخدمها فيه.
2-2/خصائص المعلوماتية: توجد مجموعة من الخصائص التي تتميز بها المعلوماتية وهي:
- سهولة التمكن والوصول إلى المعلومات والبيانات سواء عبر سهولة الوسائل او من خلال فترة زمنية قصيرة.
- توفر القدرة على نقل المعلومة، ونشرها في أكثر من مكان وزمان.عبر اجهزتها ووسائلها المتاحة .
- تسمح بإمكانية دمج المعلومات معاً، من أجل الوصول إلى فكرة جديدة ومفيدة.
- لها القدرة المستمرة على التخزين مما تيسر وفرة المعلومات والبيانات .
- تتسم بتنوع المصادر وتختلف عن المصادر الأخرى
- توفر القدرة على الاستنتاج والتحليل المستمر للمعلومات عبر برامج ووسائط معدة لهذا الغرض.
2-3/نتائج المعلوماتية : تسعى المعلوماتية لتحقيق عدة نتائج مهمة منها:
- نمو الإنتاج الفكري: إن المعلوماتية تساهم مساهمةً واضحةً في نمو الإنتاج الفكري، فقد ساعدت على توفير العديد من الوسائل المتخصصة بالبحث، والاستكشاف، والدراسة من أجل الوصول لمجموعة من المعلومات التي تؤدي إلى إعداد العديد من الإنتاجات الفكرية الحديثة، هناك من يرى أنّ معدل النموّ السنوي للإنتاج الفكري وصل إلى (12.5%)، ومعنى هذا أنّ حجم المعلومات يتضاعف كلّ ثماني سنوات! وتبيّن الإحصائيات أنّ الإنتاج السنوي من المعلومات مقدر بعدد الوثائق المنشورة يصل إلى حوالي (13-14) مليون وثيقة..
- تنوع مصادر المعلومات ساهمت المعلوماتية بتنوع مصادر المعلومات، فلم يعد مصدر الحصول على معلومة ما مقتصراً على مكان معين، أو شيء ثابت، بل صار من الممكن الحصول على المعلومة الواحدة من عدة مصادر مختلفة، ومتنوعة بالآراء الفكرية، والعلمية، وهذا ما ساهم في جعل طرق التعلم، والمعرفة تتميز بسرعة، وسهولة الحصول عليها، ودون الحاجة إلى الكثير من الجهد، والوقت.
- انتشار الثقافة المعلوماتية لقد أسست المعلوماتية لانتشار فكر ثقافي يعتمد عليها، فأطلق عليها مسمى الثقافة المعلوماتية، والتي تشير إلى استخدام كافة الأدوات، والوسائل التكنولوجية الحديثة في الحصول على المعلومات، فصار من الممكن لأي شخص يمتلك اتصالاً مع شبكة الإنترنت، أن يحصل على المعلومة التي يريدها خلال فترة زمنية قصيرة، ليصبح من السهل وجود ثقافة معلوماتية عند جميع الأفراد مهما كانت أعمارهم، أو مستوياتهم التعليمي
ثانيا/- مفهوم الثورة المعلوماتية:
مما سبق يمكن القول أن الانفجار المعلوماتي (حوامل ومضامين) واكب تعدد السبل للوصول إلى المعلومات والنفاذ اليها عبر قواعد تخزينها و تداولها بين الفضاءات عبر وسائل الاتصال والوسائط التكنلوجية المتاحة .
إلا أن هذا الانفجار في المعلومات لم يفرز إلا في القليل النادر "انفجارا معرفيا" لذلك فإن نسبة ما يتحول من معلومات إلى معارف غالبا ما يكون قليلا أو لنقل متواضعا بالقياس إلى وفرة المعلومات ووفرة حواملها.
1/تعريف الثورة المعلوماتية :
1-1-التعريف اللغوي:
جاء في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي تعريف و معنى ثورة المعلومات وثورة المعلوماتية والذي وضع لهما تعريف موحدا تقريبا حيث عرفهما على انهما :
"التقدُّم الهائل في تكنولوجيا المعلومات والاتِّصالات، الذي أعطى قدرة فائقة للحركة المعلوماتيّة على المستوى العالميّ بتجاوز كل حواجز القوميّات".
وعلى هذا النحو انه من المهم الاشارة الى ان هناك ترابط بين مفهومي ثورة المعلومات وثورة المعلوماتية مع الابقاء على الاختلاف في بعض التفاصيل الا اننا في السياق العام ناخذ بالمشترك فيما بينهما ونحاول ان نعتمد على بعض المقاربات المفاهيمية لكل واحد منهما
1-2 التعريف الاصطلاحي :
تعرف الثورة المعلوماتية اصطلاحا بانها:" الطفرة التي حدثت في عالم المعرفة و البيانات في الآونة الاخيرة ، و التقنيات المذهلة التي توصل اليها الإنسان لمعالجة البيانات الخام و التوفيق فيما بينها لتحويلها الى معلومات و أرقام تفيد في بناء المجتمعات و الحضارة الإنسانية"
كما تعرف الثورة المعلوماتية بانها :"العلم الذي يهتم بالأسلوب الفني المستخدم في الحصول على المعلومات ومعالجتها، إذ تقوم معالجة البيانات علي نظريات خاصة بعملية تخزين المعلومة، وتوزيعها، وطرق استرجاعها، كما ترتب على الثورة المعلوماتية تطورات هائلة في مختلف مجالات الحياة."
2/-نشأة و ظهور ثورة المعلوماتية:
لفظ الثورة يدل على حدوث تغيير أو تعديل في الشكل الجوهري أو البناء الشكلي لجميع المجالات، وقد ظهر مصطلح الثورة المعلوماتية والتي اشارت اليه العديد من المصادر الى بداية الثمانينات من القرن الماضي، وذلك مع تزامن ظهور الانترنت والاستخدام الواسع للحواسيب وخاصة الحاسوب الشخصي الذي صار حينها تملكه أمراً يسيراً،
وقد عمل المختصون في مجال المعلوماتية وتكنلوجيا المعلومات على معالجة مختلف التقنيات التي تجعل عملية اقتسام الوقت وتشارك المعلومة على نطاق واسع أمراً ممكناً، مما دفعهم بالتفكير في جعل الفرد من خلال الحواسيب الخاصة ان يكون جزءا من الثورة في مجال المعلوماتية حيث أضحت وقتئد الحواسيب الشخصية متشابكة بالقدر الذي يسمح بتشغيل شبكة الانترنت ومختلف وسائل الاتصال والاعلام الحديثة على نطاق واسع مما شكلت منصات لتبادل المعلومات والبيانات و الوثائق وإرسالها في الوقت نفسه وهو ما نسميه بالثورة المعلوماتية . وبالتالي تعد تكنولوجيا الاعلام والاتصال الحديثة أهم الإسهامات التي أفرزت هذه الثورة المعلوماتية التي مست كل مجالات الحياة كما هو الحاصل اليوم.
ولذلك نجد الثورة المعلوماتية قد اسهمت بشكل كبير وواسع في تحقيق عملية الاتصال والتفاعل الاجتماعي المتبادل عن طريق إرسال الوثائق والبيانات والمعلومات المختلفة على شكل مستندات وصور واصوات .كما انها شكلت اساس في تحليل تلك المعلومات والبيانات وكانت سببا رئيسا في تضخم المعلومات وسهولة الوصول اليها مكانيا وزمانيا مما تجعلها تعتبر السبب الرئيسي في ظهور مجتمع المعلومات المتمثل في القدرة على الحصول على المعلومة وإنتاجها وتعديلها وتغييرها على نحو يتفق مع المستخدم.
3/-مظاهر الثورة المعلوماتية :
ظاهرة انفجار المعلوماتية حدث مهم تميز به عصر المعلومات وتشير الى اتساع المجال الذي تعمل
فيه المعلومات وتكنلوجيا الاعلام والاتصال والتي تشمل كافة مجالات النشاط البشري
وتتخذ ظاهرة انفجار المعلوماتية عدة مظاهر هي:
3-1ـ النمو الكبير والمتسارع في الانتاج الفكري : الثورة المعلوماتية تعتمد على المعلومات والبيانات الى جانب بين العوامل الاخرى والتي هي عبارة عن ترجمة لأفكار ومفاهيم ونظريات ومعارف في مجالات مختلفة وميادين متنوعة ، وقد أدى هذا التزايد المفرط في استخدام المعلومات عبر تكنلوجيا الاعلام والاتصال الى زيادة وكثافة كم وكيف المعلومات والبيانات .
وعلى هذا النحو قد تم تسجيل عبر الاحصائيات بزيادة التعقد والعمق في كم وكيف المعرفة، اين تم رصد المعلومات العلمية والانتاج الفكري عموما تزايد ما يقارب 13 % سنويا، ، وأن هذه النسبة من المتوقع ان ترتفع إلى حوالي 40% بسبب النظم المعلوماتية الدقيقة وزيادة أعداد العلماء وفروع المعرفة والجامعات ومراكز البحوث .
3-2/ تشتت الانتاج الفكري:اذ لم تقتصر الثورة العلمية والتكنولوجية على علم واحد بعينه وانما شملت العلوم الاجتماعية والنفسية. العلوم الطبيعية، والسياسية والقانونية والامنية والطبية ....
3-3-ـ تنوع مصادر المعلومات وتعدد أشكالها: التقدم الهائل والسريع في وسائل الاتصال ونظم نقل المعلومات الإلكترونية ، متجاوزة بذلك الحدود الجغرافية، و الزمانية بين مناطق العالم المختلفة، كما نشر المعلومات على اختلافها من حيث المضامين والاشكال التي يتم تناقلها وتداولها في كل لحظة من الزمن ساهمت في تنوع المصادر وتعدد اشكالها التي اتاحته الثورة المعلوماتية وهي ايضا احد مميزاتها .