خيارات التسجيل

ما من شك في الحاجة إلى لسانيات النص  أصبحت  ملحة للتطور الذي حصل في الكثير من المفاهيم اللسانية و النقدية الحديثة في التعامل مع الظاهرة الأدبية  بشكل خاص في سياق تحليل  الخطابات  على اختلاف  أشكالها ، فانبثقت لسىانيات النص" linguistique textuelle"  لتتجاوز الدراسة  اللسانية  الجزئية المبنية على وصف مستوى لساني محدود دون التطرق إلى علاقة التضام التي تربطه بسائر المستويات  الأخرى ،  و الفاحص لكثير من الدراسات النصية  في الملتقى و كذا قواعد إنتاج النصوص و فهمها و تأويلها  بمراعاة التفاعل و الترابط  بين الأبنية النسقية ( النصية ) من ناحية  و الدلالية  من ناحية  ثانية . وعلى هذا الأساس  اجتذبت النصوص علم النحو بناء على  وجود تلك  المذاهب  باتجاهاتها النصية ، هذا التيار العلمي الجديد الذي تخطى الحد الكلاسيكي الي  وضعه " بلومفيد"   Bloomfield للتحليل  اللساني ليجعل  من النص مادته الأساسية و التعامل معه وفق رؤية شمولية بعده ك و ليس مجرد تتابع من الجمل  تدرس منفصلة ، و يقوم هذا العلم في تحليله للنصوص  على قواعد تركيبية و دلالية و منطقية لتقدم شكلا جديدا من أشكال تحليل بنية النص و تصور معايير الاتساق و الترابط و الانسجام و النصية و المقامية.
     تعد لسانيات النص منهجا لسانيا  يعني بدراسة نسيج النص انتظاماً و اتساقا و انسجاما ، أي أنها  تبحث عن الآليات الشكلية و الدلالية التي تسهم في بناء النص ، إضافة إلى أنها تجاوزت البحث على مستوى الجملة إلى النص أو الخطاب ، بحجة أن التحليلات على مستوى الجملة لم تعد كافية لتغطية النص ، فكان الانتقال الآلي لسانيات النص أمراً متوقعاً و اتجاها  أكثر تعالقا مع طبيعة الدراسة اللسانية   .
لا يمكن للضيوف الوصول لهذا المقرر. يرجى محاولة تسجيل الدخول.