Print bookPrint book

تعريف الحجاج

الموقع: UNIV-DJELFA
مقرر دراسي: البلاغة الجديدة ونحو النص / د.الحاج براهيمي
كتاب: تعريف الحجاج
Printed by: Visiteur anonyme
Date: Saturday, 23 November 2024, 3:15 AM

1. تعريف الحجاج لغة

-1- تعريف الحجاج

1-1- لغة:

جاء في لسان العرب في مادة "ح ج ج" : " ...يقال حاجَجْتُه أُحاجُّه حِجاجاً ومُحاجَّةً حتى حَجَجْتُه أَي غَلَبْتُه بالحُجَجِ التي أَدْلَيْتُ بها ..والحُجَّة البُرْهان وقيل الحُجَّة ما دُوفِعَ به الخصم وقال الأَزهري الحُجَّة الوجه الذي يكون به الظَّفَرُ عند الخصومة وهو رجل مِحْجاجٌ أَي جَدِلٌ والتَّحاجُّ التَّخاصُم وجمع الحُجَّةِ حُجَجٌ وحِجاجٌ..." [1]

و عرف الجرجاني الحجة فقال: " الحجة ما دل به على صحة الدعوى، وقيل الحجة والدليل واحد" [2]

وعرف الكفوي الحجة فقال: "الحجة بالضم البرهان.. وما ثبت به الدعوى من حيث إفادته للبيان يسمى بينة ومن حيث الغلبة به على الخصم يسمى حجة"[3] فأعطى الكفوي صفة الحجة لما يغلب به لا لجملة ما يثبت به الدعوى.

وأما كلمة حجاج التي نقصدها فهي مصدر وليست جمعا، والفعل حاج صيغته فاعل، ووزنه فالّ[4].

 ومقابلها الأجنبي l’argumentation،

والحجة مقابلها: l’argument،

والفعل حاج مقابله: argumenter

 

   وفي اللغة الفرنسية كلمةArgumentation  تشير إلى عدة معان متقاربة أبرزها حسب قاموس روبير Le Robert " القيام باستعمال الحجج، وكذلك هو مجموعة من الحجج التي تستهدف تحقيق نتيحة واحدة، وهو كذلك فن استعمال الحجج أو الاعتراض بها في مناقشة معينة" [5]

 



[1]  ابن منظور، لسان العرب، مادة "ح ج ج"

[2]  علي بن محمد بن علي الجرجاني:: التعريفات، تحقيق ابراهيم الأنباري، دار الكتاب العربي - بيروت، ط1، 1405هـ، ص112.

[3]  الكفوي ، الكليات، ص 406.

[4]  الصيغة نموذجية والوزن ليس ذلك

[5] Le Grand Robert, Dictionnaire de la langue français, 1er rédaction, paris, 1989, p535.

2. تعريف الحجاج اصطلاحا

1-2- اصطلاحا:

الحجاج إجراء يستهدف من خلاله شخص ما حمل مخاطبه على تبني موقف معين عبر اللجوء إلى حجج تستهدف إبراز هذا الموقف أو صحة أسسه، فهو إذن عملية هدفها إقناع الآخر والتأثير عليه[1]

ويعرفه دومينيك مانغينو Dominique Maingueneau  بـأنه:" آلية موجهة إلى جعل بعض النتائج مقبولة من قبل جمهور معين في ظرف معين" [2]

وهناك تعريف آخر يحيل على مفهوم الخطاب، وبالتالي يهتم بقطبي العملية التخاطبية، إذ "الخطاب الحجاجي هو خطاب موجه، وكل خطاب يهدف إلى الإقناع يكون له بالضرورة بعد حجاجي" [3] فبمجرد ربط الحجاج بالخطاب نفترض مرسلا ومتلقيا، وهدف الحجاج هنا وغرضه التأثير في المتلقي عن طريق الإقناع أو الإفهام، غير أن طه عبد الرحمان لا يقر بفصل الحجاج عن الخطاب، فليس هناك خطاب حجاجي وآخر غير حجاجي، إذ يقر بقاعدة مفادها أن :"لا خطاب بدون حجاج"[4] وبالتالي فإن الخطاب عنده يقوم على العلاقة التخاطبية والعلاقة الاستدلالية معا، والعلاقة الثانية هي علاقة أصلية يتفرع عليها سواها ولا تتفرع على سواها، أي أنه إذا تضمن الخطاب علاقة تخاطبية يجب ردها إلى العلاقة الاستدلالية.. "والمنطوق الذي يستحق أن يكون خطابا هو الذي يقوم بتمام المقتضيات التعاملية الواجبة في حق ما يسمى بالحجاج، إذ حد الحجاج أنه كل منطوق به موجه إلى الغير لإفهامه دعوى مخصوصة يحق له الاعتراض عليها"[5]

ويركز برلمان وتتيكاه في تعريفهما للحجاج على تقنيات الحجاج وآلياته، فموضوع الحجاج عندهما هو " درس تقنيات الحجاج التي من شأنها أن تؤدي بالأذهان إلى التسليم بما يعرض عليها من أطروحات أو أن تزيد في حالة ذلك التسليم" [6]

 



[1]  أبو الزهراء، دروس الحجاج الفلسفي، مجلة الشبكة التربوية الشاملة، 2008، ص5.

[2] Dominique Maingueneau : Pragmatique pour le Discours Littéraire, Bordas, Paris, 1990, p35.

[3] الحواس مسعودي، البنية الحجاجية في القرآن الكريم، سورة النمل نموذجا، مجلة اللغة والأدب، ملتقى علم النص، ع12، 1997،ص 330.

[4]  طه عبد الرحمان، اللسان والميزان، ص213.

[5]  نفسه، ص226.

[6]  عبد الله صولة، الحجاج: أطره ومنطلقاته وتقنياته من خلال مصنف في الحجاج، الخطابة الجديدة لبرلمان وتتيكاه، ضمن فريق البحث في البلاغة والحجاج: أهم نظريات الحجاج في التقاليد الغربية من أرسطو إلى اليوم، إشراف حمادي صمود، المطبعة الرسمية، تونس، دط، دت مجلد XXXIX، ص299.

3. مماهاة العرب بين الجدل والحجاج

1-3 مماهاة العرب القدماء بين الحجاج والجدل:

 

كلمة حجاج في اللغة العربية موجودة من القديم، مع وجود مصطلحات أخرى عند الأصوليين وعلماء العربية التي تدل عليه، إذ إنهم لم يوحدوا المصطلح حول هذه الظاهرة، والمصطلح الشائع كان "الجدل" وكان معروفا عند علماء الكلام والأصوليين، فهذا أبو الوليد الباجي ألف كتابا سماه " المنهاج في ترتيب الحجاج" وهو كتاب أصولي، موضوعه المناقشات والمناظرات التي تكون بين المذاهب في طرق الاستدلال، ويقول مؤلفه: " أما بعد، فإني لما رأيت بعض أهل عصرنا من سبيل المناظرة ناكبين، وعن سنن المجادلة عادلين .. أزمعت على أن أجمع كتابا في الجدل"[1] وهذا يدل على أن الجدل عندهم مرادف للحجاج.



[1]  الباجي أبو الوليد، المنهاج في ترتيب الحجاج، دار الغرب الإسلامي، ط2، 1987، ص7.