UNIV-DJELFA

نشأت الاسواق المالية كنتيجة حتمية لتطور النشاط الاقتصادي وخاصة بعد الثورة الصناعية، حيث اصبح لرأس المال الدور الاساسي في عملية الانتاج، فبعدما كانت اغلب السلع المتداولة سلع كثيفة العمل اصبح هناك سلع اخرى كثيفة رأس المال، ما نتج عنه تطور دور رأس المال في عملية الانتاج.

     إن السوق المالي يستمد مفهومه من السوق بشكل عام و هذا الأخير يمثل الوسيلة التي يلتقي من خلالها البائع و المشتري بغض النظر عن المكان المادي للسوق.و لقد أدى طابع التخصص في الأسواق إلى نشوء وحدات متخصصة من الأفراد و الشركات للمتاجرة و تقديم خدمات الوساطة في السوق المالي و منه فالسوق المالي هو الاطار الذي يجمع الوحدات المدخرة التي ترغب في الاستثمار و وحدات العجز التي هي بحاجة إلى الأموال لغرض الاستثمار عبر فئات متخصصة و عاملة في السوق و توفر قنوات اتصال فعالة.

والدارس لموضوع الاسواق المالية يلاحظ أن هناك خلط بين السوق المالية وسوق رأس المال حيث تعتبر هده الأخيرة على غرار الأسواق الأخرى، من الاسواق التي يتدخل في تنشيطها عدد من المتعاملون كالمستثمرين السماسرة  والوسطاء ، من خلال إصدار أوامر البيع والشراء للأوراق المالية سواء كانت أسهم أو سندات أو على أي نوع أخر من الأوراق في شكلين اساسيين للمعاملات الحاضرة والآجلة، و تعتبر سوق الأوراق المالية هي الأخرى من جناح اخر من اجنحة سوق رأس المال الذي يعد بدوره أحد جناحي سوق المال في أي بلد و عادة ما ينصرف سوق المال إذا أطلق بدون تحديد إلى سوق الأوراق المالية او سوق القيم المنقولة و هدا هو المفهوم الضيق لسوق المال ويطلق عليه مصطلح البورصة ايضا.