Help with Search courses
   تعرض التراث العربي المخطوط لآفات ونكبات كبيرة بسبب الحروب والفتن والأحقاد والجهل، وبسبب العوارض الطبيعية من الزلازل والفيضانات  والرطوبة والقوارض وغيرها. وكان أكبر ما تعرض له هذا التراث من بلايا هو حرق الكتب من قبل الغزاة والفاتحين، وذلك ما فعله التتر في البلاد الإسلامية التي استولوا عليها، لقد خرب هولاكو بغداد، وأحرق مساجدها، وكان من ذلك تدمير وحرق خزائن دار الحكمة، والخزائن والذخائر العباسية الثمينة التي كانت مكنوزة في قصور الخلفاء والأمراء وأثرياء الناس، فذهبت بذلك خزائن دار الحكمة والمدرسة النظامية والمدرسة المستنصرية، وغيرها من خزائن الكتب العامة والخاصة، وألقي بعضها في دجلة. ولم يقتصر الخراب والبلاء على الغزاة الأجانب، بل كان للفتن الطائفية  والمذهبية الآثار السيئة والبلاء العظيم. ومن الخزائن ما ذهبت حرقا وإتلافا بيد أصحابها لما أصابهم من يأس وإحباط وقنوط، وأما البلاء الآخر فهو غرق الكتب أو غسلها بالماء أو دفنها أو إتلافها، وأما السرقة والنهب فأخف بلاء، لأن الكتاب ينتقل من مالك إلى آخر غصبا ونهبا.

انية ماستر تاريخ مقياس ملتقيات