يعد مفهوم المقاولاتية (الريادة) أحد المفاهيم التي حظيت باهتمام وجدل كبيرين في أوساط الباحثين والكتاب في أدبيات الاقتصاد والتسيير، ولقد تغيرت الترجمة العربية لمصطلح (entrepreneur) ثلاث مرات خلال العقود الأخيرة فقد كانت منظم ثم مقاول ثم تحولت إلى ريادي. وتتكون المقاولاتية من عنصرين رئيسيين وهما المقاول والفرصة. إذ تعتبر الفرصة نقطة الانطلاق لأي مشروع فلا يمكن تصور مقاولاتية دون فرصة. والمقاول يمكنه وضع التصور الصادر عنه أو من أفراد آخرين في خدمة أعماله. ومنه، فالمقاولاتية تعتبر توجه يدرس العملية التي يقوم من خلالها المقاولون بتحديد واستكشاف واستغلال فرصة. كما تعتبر عملية بواسطتها تكشف الفرص وتقيم وتستغل لخلق منتجات وخدمات مستقبلية، أي هي خلق واغتنام فرصة والسعي وراءها بغض النظر عن الموارد المتحكم فيها حاليا. وبذلك فهي مجموعة الأنشطة التي يقوم من خلالها الفرد المقاول بالاقتصاد والتوفيق بين الموارد (المعلوماتية ، المادية، البشرية...). وقد عرف المشرع الجزائري المقاولة بموجب المادة "549" من القانون المدني على أنها عقد ينتهي بمقتضاه أحد المتعاقدين أن يضع شيئا أو أن يؤدي عملا مقابل أجر يتعهد به المتعاقد الآخر.