الملخص:

      تعامل الاستعمار الأوروبي مع شعوب القارتين الإفريقية والأسيوية بأسلوب المنتصر والمسيطر، بل بذهنية الأبيض المتفوق على بقية الشعوب في العالم، فاستأثر بموارد تلك الدول لخدمة مصالحه، وعمل جاهدا على تهميش أصحاب الأرض الأصليين وقمعهم وتقرير مصيرهم بعيدا عن ادني حقوق الإنسانية.

      فمن خلال جملة هذه المحاضرات سيتمكن الطالب في مستوى السنة الثالثة ليسانس، تخصص تاريخ من معرفة تلك العوامل التي ساعدت في تبلور الفكر التحرري لدى الشعوب المضطهدة في القارتين الإفريقية والأسيوية، والتي كانت بمثابة الحافز لها لتبحث عن موقعها الصحيح وسط كل الأحداث العالمية التي أفرزتها الحرب العالمية الثانية من وعي كبير لدى تلك الشعوب، وهو ما جعلها تقود حركات تحررية ضد مختلف القوى الاستعمارية، فكانت الظروف مواتية لإنجاح العمل التحرري، وهنا سيتعرف الطالب على عدة نماذج لحركات التحرر في كلا القارتين، ثم يتعرف على أهمية الدور الذي لعبته الثورة الجزائرية كنموذج تحرري عالمي في تحرير مختلف شعوب القارة الإفريقية.

     وبما أن الدول الضعيفة في القارتين الافريقية والاسيوية التي استقلت حديثا، وجدت نفسها أمام وضع دولي صعب، حيث تراجعت القوى التقليدية الاستعمارية، وظهرت على الساحة قوتين متناقضتين هما الو.م.أ والاتحاد السوفييتي، سعت كل منهما إلى استمالة الشعوب الضعيفة إلى صفها، فكان رد فعل تلك الشعوب الحديثة الاستقلال هو تأسيس منظمة حركة عدم الانحياز للحفاظ على استقلالها.