مدخل لمحاضرات السداسي السادس:

         عرفت الخلافة العباسية في عصرها الثاني- عصر الضعف والانهيار- عدة محطات تاريخية ولعل أهمها تلك الكيانات السياسية التي انفصلت عنها، والتي برزت بأيجابياتها وسلبياتها، فضلا عن ازدياد المد الشيعي الذي بات يهدد أمن الخلافة السنية حتى في عقر دارها، إذ سيطرت الامارة البويهية الشيعية على مركزها، وفي نفس الوقت مد النفوذ الفاطمي الاسماعيلي توسعه على مصر والمناطق المجاورة لها، كما سيطر القرامطة على عدة مراكز في العراق وبلاد الشام واليمن والبحرين، وأصبحت الخلافة الرجل المريض الذي سينقض عليه المغول بعد دخولهم أراضي الدولة الخوارزمية التي كانت بمثابة السد المنيع يحمي الخلافة الاسلامية، وبسقوطها يتعجل سقوط بغداد وتسقط معها هيبة المسلمين، التي سرعان ما يتم إسترجاعها مع دولة المماليك بقيادة الظاهر بيبرس وقطز في معركة عين حالوت التي تكسر فيها شوكة المد والزحف المغولي في بلاد الشام.