لطالما اعتبرت الجزائر محل أطماع الدول الاستعمارية الكبرى نظرا لما تمتلكه من مميزات، وفي هذا الإطار وقعت تحت نير الاحتلال الفرنسي سنة 1830م، ودوافع ذلك كثيرة ومتنوعة، حاولت فرنسا بسط نفوذها بشتى الطرق والوسائل، وطبقت مختلف القوانين التي تخدمها بالدرجة الأولى من منطلق أن الجزائر قطعة فرنسية، وطوال فترة الاحتلال الفرنسي يجب ان نؤكد على أن المقاومة الوطنية بمختلف أنواعها والعسكرية، السياسية والثقافية..) لم تتوقف، وكانت المقاومة الوطنية في كل مرة تتطور وتتكيف حسب الظروف الاستعمارية، وبعد الحدث العالمي الكبير المتمثل في الحرب العالمية الثانية، وما نتج عنها بالنسبة للجزائريين الذين استعملوا جميع الوسائل لمواجهة فرنسا، فكان الحدث الأبرز هو حدوث مجازر الثامن ماي سنة 1945م، هذا الحدث الكبير في تاريخ الجزائر المعاصر والذي مثل نقطة تحول كبيرة في تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية، فكان بذلك بداية النهاية للاستعمار الفرنسي في الجزائر، حيث ادرك الجزائريون ان منطق القوة هو الذي يمكنه حسم المعركة، وان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بمثلها، لتبدأ عمليات التحضير للثورة المسلحة التي تم انطلاقها بتاريخ الفاتح من نوفمبر 1954م، وهي الثورة التي حقق من خلالها الجزائريون الاستقلال الوطني الذي تم افتكاكه بالقوة
- منشئ مقرر دراسي: BEN FATMA Samia