لقد امعن النقاد القدامى في بحث الشعر من جميع نواحيه تفصيلا و تدقيقا على حد الافراط احيانا، و لم ياخذ النثر حقّه مثل الشعر و هذا لاسباب كثيرة منها سيطرة الشعر في العصور القديمة ابتداء من العصر الجاهلي عند السواد  الاعظم من الناس على مختلف توجهاتهم و مذاهبهم ، و قد تحدثوا على النثر لا باعتباره فنا قائما بذاته بل تحدثوا عنه كجزء من البلاغة او البيان حديثا يتسم بالابهام خاليا من التخصيص او التحديد.