-          محاور المقياس

  • علم النص
  • نحو النص
  • نحو الخطاب
  • معايير  تحليل الخطاب

المحاضرة الأولى: ديباجة عامة للمقياس:

  نربط الديباجة العامة  لمقياس  ببعض العناصر ليتسنى للطالب )المراجعة( على أساس ربط العلائق أثناء التحليل وتظهر العناصر كمايلي:

-          قديما كان التميز بين النحو  وعلم اللغة مرتبط على أساس  القواعد الضابطة من اللحن ، وألفاظ اللغة ومعانيها

-           نشأت اللسانيات في القرن  الخامس  على أساس أنها تحويلية ، وقد عرفت القرون الماضية التميز بين لسانيات  النص ولسانيات الجملة ، حيث طرح الخطاب تحديات  تمثلت  في الصوت  والتراكيب والدلالة ، انفتحت اللسانيات على الخطاب ) الجملة والنص ( من اجل تلقي المعرفة

-          وعلم النص كما  قال )ديسي سوسير (إن الإنسان لايعبر  بكلمات منفصلة  ،وسار معه على نفس الخط هلمسليف،  بينما  عبر باختين ان التكتل اللغوي  لازال  ينتظر التأسيس ،

-           إما  علم النص  فانه  يشير إلى جميع  أنواع النصوص  حسب  مجموعة  كونسطانس.

-          لسانيات النص  هي  نظرية في علم التأويل  حسب كوزريو

-          النظام اللساني  يقوم على أعراف  منها القصد  التناص   والمقامية  الإعلامية  والقبول

-          فأما  القصد:  يقصد به هدف النص

-          التناص:  حسب جوليا  ،  ترحال  النصوص وتداخلها فيما  بينها  في  فضاء النص

-          المقامية : يحكم المقام في الدلالة النص  حسب دي  بوجراند

-          الإعلامية   إكمال الوظيفة  لبعض الدلالات التبليغية

-          المقبولية  إظهار  موقف   المتلقي  من النص

-          الملاحظة:  إن النص  يقوم على التماسك وهو الحاجة الدالة على الخطاب

من خلال الديباجة العامة التي تضمنت  بعض  من الاطاريح التي  وضعها الفقهاء، بخصوص.

المحاضرة الثانية  الإطار المفاهيمي :

    تقوم اللسانيات  في  هاته المقدمة  بالكشف عن  بعض المفاهيم التي  يجب على الطالب الاهتمام  بها  قبل  الدخول  إلى  صلب المحاضرات  الخاصة  بالمقياس:

ويتعلق الأمر  بمايلي:

-          لسانيات النص:  تسعى إلى  مايلي  :

-          الكشف عن الأبنية السطجية والبلاغية

-          البحث عن  علاقات الترابط  والتناغم

-          الكشف عن العلاقة  بين القارئ والنص

أ‌-                   أدوات الترابط:

  •  نذكر منها  قيد الشيوع الذي يتمثل في  قبول الجمل  دلاليا عند العامة من الناس ويركز على  رؤية العالم 
  •  أدوات الربط الواضحة  والمتمثلة  في الأدوات النحوية المادية  كالوار  والفاء العاطفة  وأدوات النداء  وغيرها  بينما  التربط  التظميني   يقوم على  علاقة   الحوار  بالدلالات  والتناسب  بينهما  حسب  نظرية الحقول الدلالية.

أولا:مفهوم اللسانيات: 

    يعود مفهوم اللسانيات إلى اشتقاق مصدر الكلمة مفرد و مرتبطة باللسان،  وكما هو معلوم إن اللسان، يرتبط  بجهاز النطق ،  وما يخرج منه  من صوت، الأمر الذي  جعل الفقهاء  يخلطون في البداية بين اللسان  كوحدة  لحمية  وظيفيتها الإفصاح  وإخراج الحروف  وبين  منظومة الحروف المخزنة في  الذاكرة  والتي  قيض لها ان تخرج عبر اللسان ،.

   والمنظومة الكلامية مجتمعة تخرج  من اللسان ، مرة  تلو الأخرى  ،

   هذا التشكل الثلاثي أدى إلى أمرين مهمين في  بداية   تكون  لسانيات النص  أولهما   الخلط الواضح بين  مصطلحات اللسان  والنص  والمعجمية والكلام   حتى  صارت  مصطلحات اللسانيات  أشبه في التعقيد المتخصص  لمصطلحات التصوف ، والأمر الثاني  هو  التداخل  الغرائبي  لكثير من الوظائق  التي فسرتها  علماء الاتصال  اللغوي ،  لهذا نقول في  مفهوم اللسانيات. ننطلق ممايلي:

-          اللسان

    ننطلق  أولا من اللسان:  باعتباره  من الناحية الشكلية  أداة أو  آلة   فيزيولوجية  مهمتها  إحداث النطق،  لأنه من عدما   لا يمكن ان  ينطق في الإطار المعقول عكس  الكلام  الذي يستعمل ملفوظات   حركية طور أبجدياتها  علماء اللسان  ،  فاللسانيات هي تلك النصوص  أو الجمل أو السياقات  التي تخرج  من  قبل  المرسل و  يتلاقاها  المستقبل في شكل عمل منظومة  شاركت في  صناعته  أداة العقل  والذاكرة واللسان .

    هذه المنظومة اسماها  فقهاء اللغة واللسان   كشانون  وويفر  ورمان  وجاكسون  وفان  ديك  وكورزية  بالرسالة .لنبسط اكثر ، للمهتم .

  إن اللسانيات  بصيغة الجمع ، النصوص والأغراض المنظمة  التي  تخرج  عبر اللسان  وتترجم  إما  مكتوبة أو  شفوية ،  فأمر اللسانيات من ناحية التشكيل  هو  اللسان  النصاني  بحروفه  وجمله المثيرة  جدا.

 

 

 

لتفسير اللسانيات  تجدر الإشارة  إلى  ذكر مايلي:

-          النص

-          اللسان

-          إما النص text  نقصد به المفردات  والتراكيب  والجمل

-          السياق  الظروف لخارجية والمؤثرات.

ثانيا  مفهوم الخطاب ؟ 

-          انتقل  مصطلح الخطاب على غرار البنيوية والتفكيكية

-          يعرفه  كل من   الفقهاء:

-          1- هاريس   بان الخطاب هو منهج في البحث عن أي  مشكلة  من  عناصر  مثيرة  سواء كانت لغة أو  بنينة  شاملة

-          2- بنفست:  يعني له  كل تلفظ يرض متكلما

-          3- تودوروف: هو فعل  كلامي  يسمع فيه نية التأثير

-          4- فوكو:  يقول إن النصوص  والأقوال  ومجموع الأفعال   هي نظام  بنائها  وبنيتها منطقية

-          5-رايول يرى ان الخطاب هو مجموعة منسجمة من الجمل  أو هي متاولية  من الجمل  المشكلة للرسالة

-          5- بيير زيما يعرفه أته  وحدة اكبر من الجملة فهو نموذج  تشحيص  سردي

ماالفرق بين الخطاب والنص؟

بعض الدارسين  لايعترفون  بوجود  اختلاف  لان كلاهما مرتبط بالدراسات اللغوية  وكلاهما  يبحثان في البناء  ووظيفة  وحدات اللغة

آخرون  يرون ان الخطاب  يتشكل من نصوص  وممارسات اجتماعية  وقد ميز هودج  وكريس  بينهما باعتبار إن الخطاب  هو العملية الاجتماعية   التي تكون النصوص  متضمنة فيه  وتحليل النص  جزء من  تحليل الخطاب

ماهي دورة الخطاب؟

يتألف نموذج التواصل  بين المرسل  للرسالة والمتلقي  مما يلي:

1-    المرسل  هو  شخص عاقل  يحمل من الثقافة والمعرفة ما يؤهله  لممارسة عملية التأويل

2-    الرسالة:  مجموعة من الجمل  والوحدات   يظن أنها تؤدي إلى  معني  حسب  ماذكره  دي  سوسيير،  وتتألف  من السياق  والنص   واللغة  والبلاغة

3-    المستقبل هو المتلقي  وهو  فرد من المفروض ان  يتزود  بالمعرفة  لرجع الصدي

4-    رجع الصدى  هو  قياس  الفهم والانتباه من  وصول الرسالة إلى  ذهن   القارئ

 

 

ما هو دور اللغة ؟:

  تعرف اللغة على أنها "مجموعة وحدات صوتية متراصة ومتتابعة يشكل مجموعها فكاوحلا لعقدة ما،وتتابع وحداتها الصوتية،يعطينا" متصور جميل" تنشرح له الذات من "الداخل "عندما يتفق الأفراد على صبغته وعدم الاتفاق على الصيغة يولد "المتخيل الأسطوري " قال "ماكس مولر"  إن الأسطورة نشأت عن قصورفي اللغة مما أدى إلى أن يكون للشيء الواحد عدة أسماء كما أن الاسم الواحد يطلق على عدة أشياء ،وسواء اتفقنا معه أوإختلفنا فإن هناك طرح جميل في "صياح مولر" هو" تعدد الأسماء للشيء الواحد ، المنطلق الذي منه يتدخل المحدد اللغوي في إنشاء المجتمع .

 

   إذا ما طبقنا "أشكال إعطاء الاسم الواحد  لعدة أشياء"الأمر ذاته ليس "قرينة كلامية "نكتبها ونكتفي بل هي عملية تركيبية (ميكانيكية )تتم بين الأشكال والوحدات الصوتية (المتفق عليها مسبقا)،وهوما يصطلح على تسميته (بالبنية التشكيلية)،نقصد ب"البنية التشكيلية"تلك الكيفية التي يلد بها "المعنى"من التزاوج بين شكل "شيء "و"الوحدة الصوتية"؟.

-          ماهو دور اللغة التواصلي ؟  :

        يقصد بسوسيولوجية  اللغة "الاندماج الجمعي" بالمتفق عليه لغويا (معرفة ما صارعليه البناء اللغوي كقمة نهاية المعنى).، هذا إذا أمنا إن "للمعنى نهاية"، أجدني "متحيرا" و"متحيزا" للكلام بأن "نهايات المعنى" نسبية مثلها مثل "الحقيقة" الوجود لها إلا في "صياغ المعنى" و"المعنى ليس له نهاية ولا عمر" مثل "تكيفه الأشياء وتحوله كالحرباء "تعكس ألوان الطبيعة على جلدها ولكن لا لون لها  "النفسي" هوالمجسد الناجح لسيولة المعنى .

    لنوضح أكثر إذا كان"النص في حكايته وحركته"(القصيرة ،الفقرة )والكبيرة"القصة" يشكل مجتمعا صغيرا له عاداته وتقاليده وتضحياته، يحافظ عليها مجبرا من عدم فقدها،فإننا  نجد إن أسمى ما في مجال "الحركة العريقة " "مجال الأصل " نص الرصين " الذي يحيا بداخل النص ويحتوي على كل التبينات الحقيقية المميزة لمنبت " النص "     

      إن اللغة هي "المفسر"لهذه الحركة الشخوص "المتراكمة" تكون بحاجة إلى البوح من الصميم لهذا عدد علماء اللغة أركانها بين "دال ومدلول "(1)وأخذت العلوم كلها" وصفة التعدد"من استعمالاتها الأولى وكل مجال "علمي ابستيمولوجي "عدد طرائقه" ونأخذ على سبيل المثال الأغراض الأدبية :

- الشعر هو"فن وتقنية لغوية"يرتبط بين الصناعة اللغوية(التقنية)"نعتبره ترسيخا لفنيات اللغة (الدال والمدلول )،والمتحدث" الذي نعتبره "لغوي" (له دراية بحركة الصوت النحوي) .

       - هو "المقيل نفسه "للتعبير عن أي شيء "الظاهرة" وكل ظاهرة لها" صياغة  اجتماعي مهما كان نوعها "حقيقي أغرائبي" فالشاعر الموهوب (صاحب الخصوصية في ترسيخ نظام الشعر) ينقلنا بعملية ميكانيكية يسميها الفقيه فيكو(التحول)(2) وأسميها النقل، لكون التحول ليس كالنقل .الى مجال خصب

- إن"النص"الشعري في حالة "الموهبة"،لابد أن تجتمع عليه وفيه دلائل اجتماعية ، كيف ذلك ؟ الأمر في غاية البساطة،نأخذ مثال : لمقطعين شعريين ل"أروى بنت عبد المطلب بن هشام"  ترثى أباها عبد المطلب

بكيت عيني وحق لها البكاء                  على سمح سجيته الحياء

على سهل الخليقة ابطحي                    كريم الخيمة نيته العلاء.

 

 

 

 

ما هي "الدلائل الاجتماعية الظاهرة في المقطعين ؟"ونقصد ب"الدلالة ":الوعي بالانتساب إلى الظاهرة و"ليس المعنى".

 سنخرج هذا الوعي من (الظواهر التالية) :

-          الصدر الأول :'( وعي البكاء وقرينته) " العين ".

-           العجز في البيت الأول كاملا ومنه ( الحياء وقرينتها الخصلة )

-           البيت الثاني ( الصدر الأول ) وعيه المتخلف قرينة المميز.

-           العجز الثاني دليلة ( الكريم) وقرينه الأصل ..

نحاول أن نستخرج الظواهر الاجتماعية في المقطعين (1)كما ورد في تشخيص "الدال و المدلول" وهي " البكاء - العيون ، الحياء ، التفرد ، الكريم ، الأصل، ما بين أيدينا الآن ظواهرإجتماعية ترتبط ارتباطا نفسيا فيما بينها ؟ كيف؟ لولا الفقد لما ذرفت العين ( يقصد هنا في البيت على سبيل وحدة الجزء)الحياء ظاهرة مميزة عند البعض من خاصة المجتمع والكرم عند المتأصل،ساهمت ( ميكانيكية البيتين لغويا) في توضيح" أنتساب النص إلى المجتمع"،

وهذا أول الأمثلة المبينة" لسوسيولوجية  اللغة  "، نأخذ مثالا أخرا : قال الزيران ()                                                                

 فلن أصالحهم مادمت ذا فرس  *** واشتد فيضا على الأسياف إيهامي

تظهرا لدلائل في الصدر :  الصلح والثراء .وفي  دلائل العجز : القبض ،السيف .

    وكل "الدلائل" ظواهرها اجتماعية، إذ ثمة علاقة ميكانيكية بين ( التمثيل اللغوي ) للكلمة الظاهرة الاجتماعية  ذلك يجعلنا نقدم ملاحظة حول مؤامرة التأثير اللغوي ( استعمال المصطلح ، المتضمن ) للدلالة على عمق وجسامة الظاهرة .

يقول أبو تمام (2):

ومشهد بين حكم الذل منقطع                         حباله بحبال الموت تتصل

ضنك إذا خرست أبطاله نطقت                      فيه الصارم و الخطية الذيل

يتم تقسيم الانتساب بالوعي كمرايلي :

1-    باستعمال الهرم المعتدل لكل صدر ولكل عجز

 

ماهر أسلوب تحليل الخطاب؟

إن الصلة الدالة على تحليل الخطاب من الناحية اللغوية معناها  تفكيك وتصفية الشيء من  كدوراته أو كشف مكنوناته التي تزيد دائما في  قيمته  .

  ومن الناحية الاصطلاحية فان تحليل الخطاب  يجب ربطه بالعمل البنيوي الذي يسعى إلى التفكيك والتوضيح باستعمال كل العناصر  السيميولوجية والسميائية  والتفسيرية وحتى التأويل  لنخرج   في الأخير  بعمل جمالي  وذو معرفة علمية .فهو ارتباط  ضمني تشاكلي بين  الأجزاء والكل في أي عمل  وكان المحلل  يمارس السحر في إيجاد العلائق وسنتعرف على أدوات  التحليل  المضافة إلى النص والمعروفة سابقا  من حيث العمل المنهجي الذي يتطلب الشكل والمضمون.

والخطاب برمته كما اشرنا  هو نص أو موضوع النص يقع عليه الحدث   أو الفعل   يسميه الكثير  قال الفيروز أبادي إن الخطاب  هو الكلام المنثور المسجع  ، لهذا  يقال خطيب وبليغ وقصيح  فهو في  رأينا نص  مكثف بالمحسنات  والأدوات، وحسب ابن المنظور فان الخطاب من يفصل بين   الحق والباطل  ويميز بين الحكم  وضده ، وفي قول أخر   هو الحكم بالبينة .

 

  ووردت في القران الكريم معاني )وإذا خاطبهم الجاهلون قال  سلاما.(وقد زاد الخطايا  لمعانا  باقترانه  بالضبط المدقق لمعانيه  حتى اجزم الفقهاء انهم  بصدد استخراج نص عال   المستوى ، وهو ما كان محل أراء متعددة  بين النيسابوريين واليعقوبين في أزمان مضت ، وقد خطى الأوربيون نفس منحى العرب من خلال تبجيل   النص  بظهور الرومانسية  في انجلترا  وتعاملها مع الأدب الفرنسي، وويعود الفضل   إلى مشال فوكو في  تفسيره  بنيويا  للخطاب  بقوله  هو الميدان العام لمجموعة لمجموعة المنطوقات وأحيانا أخرى  مجموعة أخرى من المنطوقات، وأحيانا أخرى  ممارسة لها  قواعدها

ونعرض لابنائي الطلبة بثلاث من  النصوص التحليلية:

باعتماد الالية التالية :

-          تحليل  لتيمة وعتبة النص الأولى  وهو العنوان  والعلاف  سيميولوجيا

-          حصر افكار الشاعر   في البداية بعد القراءة

-          الربط العلائقي  بين   الافكار والاستشهاء  بمقولات الاعلام

-          تفسيم الفصيل النقدي   او القرائي الى فقرات.

-          النتيجة والخلاصة الادبية  التي تعتمد على القيمة الادبية  للنص   وفي النموذجين الموالين  سيتعرف الباحث والطالب على   هاته   الاداة التحليلية .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

النموذج الاول: تحليل  قصيدة شعرية للروائية والشاعرة  المصرية سمية الالفي

الخميائية المعقدة في تجربة جديدة وفريدة للشعر الحرلشاعرة الغور السحيق سمية الالفي .....  

 

 يهاالخميائي نحن نقيم حيث لانصل" بهذا المدخل الرناق ندخل إلى ديوان الشاعرة المصرية سمية الألفي"كائنات تدق مساميرها في الهواء " لنغوص في عمق البوح، الثري من داخل أغوار أغوارها مفتتين 'صحوة التعبير الراقي ،في جمله  وتنفسه' ثم  في جداريته الإجتماعية حتى نصل كما وصلت كائناتها الهوائية الى تجذير طاقية التعامل الحركي  عند شخوصها.

أولامن تكون الاديبة الراقية سميةالالفي (مصرية من بور سعيد، قلمها أممي شحاذ يكن كل الحب للجزائر، رئيس قسم الاداب بجريدة بور سعيد اليوم ومصر الكنانة المصرية ).

 دخلت مارا على أدبها"صراخها الشعري" وجدت فيه لمسات جمالية أشبه بمكانيزم   الحركة والسكون عند ماكسيم جوركي في سؤاله للبحر، وبترنيمات لوكريرا.عند اليونان .

    تبدا الشاعرة صهوتها بنداء إلى شاعرتطلب منه أن يغسل يديه من رائحة خنجر إستله  النص،  تحاكي إبداع  الجريمة في  حق النصوص من الداخل،لأن (التغابن) قد يحدث على جدارالنص من الخارج،إذا ما ترصد له قناص (ناقد) تنصحه بالإنتباه وكانها  تضع أمامة 'إشارة منع' لأنها تعلم تمام العلم أن بوحها ربما يسطع عليه من شروق العتمة النقدية ، وهاهي من جديد تقول في حلق اللغة لكي تتخفى وتظهركالسراب إيقونة "مكابدة "بين الضهوروالضمأ، وأنت أيها الذي تتجول في باطنها، تحصى ألآمها منذ مدة تصارع سنوات كانها الحرب، لماذا تدلف بكيانه صوب الكبد التى تفتت عقالها من شدة التصويبات غير الناجحة؟ رغم أن الرئتين لم  يعد لهما وقاربعدما تفتت الكبد،إلا أن  يدلين بزغرودة،عابرة للمواجع، يستجيب في عمقها،يصف لها المحيط ،وهي في حالة شبه  غيبوبة يطلعهاعلى أحوال البحارة ويومياتهم مع الملح للتجفيف صورة (سيمائية رائجة)،تحمل معها  ملحقات  ثنائية التشاكل كوصف حانة، وتقمصت الشاعرة إيقونة القداحة لتنطق بإسمها .

      إنها معروضة للنشوة والزفيرـ تخالها تحفة نادرة مكتشفة ،كل إمرئ لحملها صورة ، وهي تتلوى من فعل الضغط المتواصل  لإبهامات وسبابات بائعي السمك ورهبانه،ولايرتاح لها بدن إلاوهي تعتلي شعور الغربة عند المتغربين اللاهثون في البعد، مترامية أطرافهم "ما كانوأ إلا هي" في صورتها القترية منجل " يدق الرأس، ويخرج الأحشاء، ولهب،ومصافحة شبح،ينظرالى أنسية مباشرة، تجميع "سمية" قوي لملفوظات ممنوعة البوح علىضعاف النفوس، ولكنهم على صهوة "نصل الكلمة" تجيب غير مبالية أولئك الذين يقحمون أسفنجة "للم الشتات لاهم لهم إلاتباريج  الجيفة والأشلاع المترامية، تنقصهم (فتوى) بشانها يتغامزون .

   ويتلاسنون كل من أجل جيفة الجدل، تتخطى من جديد عبق الإنزال في صورة بائسة عندما تحمل 'القطارات'الموتى وتعود  بأنصاف الرجال.

     هناك يظهر"لهاعبق الحكمة"وهي تساوي بين مكنوناتها وذلك  الشكل الدائري، الذي يبدع المعنى بكل واقعية،تعود في ومضية حركيتها الى ذلك الطفل الذي إستلهم حقائق جديدة من حوارها الشاق مع(الجني)،وكانها تزفرفيه من منظرياتيهاعنوة من منظرالفتيلة وهي تدرعلى نفسها معلومة بفعل الصابون الذي ينتقل الى كومتها، يبقرها الى حد(التلاشي) بحبات صابونية تتفرقع كانها مفرطقات  في عرض المحيط المظلم ،لأن المكان"مسكون"بجني حاور"طفل أنسي"من يكون في صياغاتها مجلبا لهذا التلوح إلامتن الشاعرة الداخلي، لا يأبه  بإنحدارية الشلالات الغارقة والمارة بسرعةالى مملكة الإختلاف،وحتى الموت لأن مرافيئ النعوش لا زال يستهويها  بعبقية مالها مثيل،هي الراحة عندها في أسمى الصور،ولاميزة لها إلاالبوح بالجهرلكونها تكره أن تتمتم كالعجائزالخرفة الخربانة ، رغم أن الملاذ،لم يكن إلافي وسط الأشباح من يستوقفها ويعرج إليها، (طفل يعطيك مابين الحب والحروب..مابين الولادة الطبيعية والقيصرية ) معنى بحضور حشرة متقلبة  في  طوافها..والمكان القصي كان أمامها وهي هاربة الى الأخر المظلم..

نجحت  الشاعر في صبر الداخل ومواءمة المعاني لكثير من  الاشياء الملحقية  بالمحيط الذي تعيشها  في سياغه  قبل  التشكيل المعنوي ، وهاهي  تعود  للتعوذ  من  فعل التمائم  والرتيمة المعلقة التى  تحوي على طلاسم  بيانية تشبه  العقائد  الدمياطية،  فلا هي  بادية بمنظر السعيد  ولا الشقي، تتهوه  ملء اغوارها في  الانغلاق واللافتوح،  ترى نفسها متغربة في  جلجلة نفسهاـ تغيب في  حالة النشوى يدغدغها  كلمات  مجلبة ،  لاصفير يواكب قرارها  سوة  النجوم، التى صارت  في  توليد  معانيها  تصفر بدلا الشياطين ، ربما هي مدركات  الاغتراب، ينزع  عنها حوط رباني فصفير النجوم كان  بمثابة مطاردة معنوية  لمن  استرق السمع  من  الملا العلوي، لم يوقضها  من  فرارها  سوي ابتهالات  الارض.من فيوض التسبيح..تجلس مقابلة للبحر المسكون بالغرائب

   تجلس اليه جهوريا،تسألها في" شكل بياني"ولكن قبل ذلك رفعت رأسها الى السماء، وقت  الغروب(أيتها السماء، التي تطرق الزمن  في ساعة رملية )،يظهرلها الوجع، شيئ عادي قد يحسه أي كان لكن عندما يتعلق المقام (بتوليد المعنى) .

    تستديرعجلة التشكيل "يظهر الوجع"، ويظهرمعه الصدأ( كناية عن التيتانوس)، يتلحف الحلم عياراته من أبخرة الروح كالذي يغيب وعيه في حضرة دروايش لعله يرى ( من تعاويذ الوهم ونهاية الرغبة ) تتشتت الشاعرة في مخيالها بين الرغبة المصلوبة في حضرة العشاق وبين ديجورالعتمة في سوداوية الماء ،فلم يعد له حكمة، وكأن اللون الأزرق للسماء وليس للماء،تحته تظهرمائدة ..مزركشةبكل اشياء،الفوضى الموت،التردد، الدموع،الندم،الأنين هذه الأشياء.تؤلم الغيركما تؤلمها، تتصورالشاعرة في غيابات  نهرها..الشمس قابعة  مكانها تزيل النعم ودافعية اللجوء الى الخشب.وتترصد في مخيالهاأساطير"إسبرطة" عندما لوحظ عربات الجر تجرالريح الى مليكات الوصف..

      تذهب الشاعرة ببلاغة برغماتية الى توضيح وجوبية الواقع بتوجيه منطق النزوة ( في شكل حرب ) وهذه إستدارة تعكس إمتلاء قريحتها بمعجمية الثورة،التى ترتكز دائما على أمل متواصل ،هنا تظهرإنسيابية المعنى مؤججة بموفورالمصطلح ،مما يغني مدركات  نقد المعني بشي من الوضوح عندما نبحث في عمقها عن الثورة والأمل ،وهذا الاخراج ‘نما يعكس ما ترتب عن  فكرية الثورة عند  الشاعرة ،ولون أسلوبها المفتت للمعنى يتعتمد على الوخزية( إبهار المتلقي ) كقولها أنظر لا  أراني ..أراك)

     تتصف بمعنى أخروهو(البوح) في حقيقة ماهية عليه بإجادة المشبه بها،.

     كانت الشاعرة صبوحة بيضاء،ذات قدرة ،وعمل تتفجرمنها الأحاسيس لكونها إمرأة وشبهت نفسها بقدم إمراة . وصف يدق على أمرين ،أمريعول على النشاط وأمر يرتطز على التميزبقولها"يشبه قدم إمرأة"..لوإستعملت شيئاأخراغيرالقدم..لكان قد أوصلنا الى تبريرمعنى الإطفاء في الليل من قبل إمرأة قالت (تتطايرمنهاالمعجزات..تطفئ الليل..وإزدحام التاليل في كف السماء) كل هذا يوصف الجمال اللمسي لبشرة الانثى المنعاج العطبول التي لم يمسسها قصر ولا طول ، الممتلئة بتاليل اللذة...

   واقتراح الشاعرة للذات من أجل هدف في المعنى العام، لأنها أرادت أن تعلمه "خطوات الحنية" والإقراربغورالمرأة  السحيق، في طلب الحكمة،فهي الحكمة إذن جالسة ( في قلبيها )" أسند جسدي على الغروب..وأقول للحكمة هنا قلبي..وهناك).

     المراة المتميزة‘ في نظرها تحمل صفات مثالية (ذات بصر ثاقب،تحدق في المستقبل) تكلؤها مضامين المرأة العادية (النظر على الكف، إستشراق المستقبل، والحديث الكهنوتي ) في عرفنا طقوس ولكن الشاعرة أصابت في نقلها لأنها حقائق كامنة في جسد المراة العربية،حتى ولووصلت الى أرفع المكانات في العلوم .تتدحرج هناك "مقطعية المشهد في عرى مسرح غوغول ينزاح الضوء تدك الظلام وتظهرأشياء جديدة، إنها الأخر، قد يكون رجل هذه صفاته( حامل اللفظ،الحارق ) الموجع ترك أثارا(حرق الروح الصافية " غرفة يزينها تشرين بثلوج خجولة " هي حتما غورالشاعرة الخجولة لحالمة).

      يبدأ عد تنازلي لوجعها ومعها يظهر اليوم الموالي مخربشا بالحديد والصدأ، أول قطرة حزن سقطت من غيمة صدئة، توزعت  على زرقته وكانها لم تسقط أو ذاب مفعولها، تتوجه  بعينيها غائرتين الى السماء تفتحهما وقد ألهبتها زرقة البحر بابا  لعلها ترى منه  لون الصدأ، ترى سخونة وحرارة في غيرموسمها .

  كانت بارعة بالإشارة الى هذا عندما إستعملت الحديد.،العنب الاسود ..البكاء كلها إيقونات دالة على إنفعال ساخن.أدى الى تغيب نظرة الجمال العادية،ولربما أدى بها إنفعال العنب الأسود الى البحث عن منظرطفل في الحديقة لتسقطه كهلا،على أسر الصباح يلعب ويختفي ..كمثل الحزن والفرح بينهما رواح ومجئ،وتؤكد هي يقينهاولا إخطارها ولو ببند حرف أو أخت كلمة بذلك التسرب المفضي الى جبروت القلب أحرقه صهد اللضى وأبكاه غريق الدمع الأسود لدرجة أنها أصبحت ترى النخل في عقم البحر( إرتحاب مكاني يدخل عنوة في غورالشاعرة ) تصده بفائدة إرتواء الأرض (دلالة مؤكدة)على أنها أخطأت في إسقاط النخلة في البحر (كقولها ويستقي الحزن أليفا كلما أخطأ تهجية المكان ).

    من اريج هذا التفاعل تظهر صورة غورية حيث ولدت الشاعرة فراشة من البحر دون أن تمدد هذه  الولادة ،وهو إستهداف في رأي لتغويرالمعنى أكثرعلى الأقل،كان "المشد الأول" دالا لكنها ولدتها قسريا في غرفة مظلمة وخافية عن الأعين، تمثل فراشتها  حزن جديد، تتطاير مرحليا عبر ثلاث محطات " تجاوز ثقب القلب..وما يدل على ذلك إنسياب الغمام الأسود،يغطي أشعة الشمش (تتكسر أمواج الشمس) وياتيها الليل فجأه في غمرة حديثها عن الشمس تشرب لبن القمر، والمحطةالثانية فيبيتها على السلوك أن الحداد لايترددها في توزيع الفوضى التقززية السينية ( يشد على أسنانه دفعا بالألم)حتى تسقط قطرة دما مهجنة ،خرجت توا من عنق الرحم لتنساب إلى الارض دافئة..حصل أن خرب الحداد طريقها ياله  من قاس..تعود الى وضع يديها على الرأس،تحمي رأسها من صدمة وقوع الشي الكبير، ينتابها الخوف الذي ينتاب أي أنثى ( قبل ان تبتلعنا فراشة ) تعود تحمى جنينها في الأعماق من خطر الرياح وإنسيابية المياه التى فتحت لها روحها من الداخل ، الروح  النقية العفيفة الطاهرة مثل خلود يوسف في الطهر رغم ( الكاد) وكاد أن  يهيم بها، رغم قرعميات البئر والسجن والقافية ..

     إن هذا الإسقاط معروفة بها البراعة المصرية إستعملها "نجيب محفوظ" في رواية أولادحارتنا بقوله  على إدريس، إبليس الشقي، لكن الشاعرة إستعملت يوسف في هدفه، بينما نجيب في هدفه من الغورالسحيق لأن تصرفات إبنه إدريس كانت شيطانية والاعيب قيل عنه في التسمية وربنا يقول "من أولادكم من هم عدو لكم فاحذروهم" .

 يوسف عليه السلام عندمها..طوطامية الجمال،رفعوية الدرجة في التاويل..قهرية المعاناة (البئر)، بين هذه المتتاليات وكأنها تبحث عن مقارنة مع نقيضها( المال..والغواية..والرجل الذي لم يتبق من عمره الكثير ) تدور بينهما أحاديث جميلة ( تدفع  بالموت  في  الصحوة...تتبادل اليرقات...تستنفر..ما تبقى من  إحتياطي عمرك) بين كل هذا التداعيات يظهرأن التقاذف والتراشق في هذا العمر الحبيس إنماهوتكوين رجل لازال يطلب الرقص مع الحياة ،ولوعلى قدم واحدة ...فاين هي الساعة والساعة...(دين .وعبادة ) ترشقها وهوتحت شجرة...كانها هو ( تعايره ) بالشيب. (يساومها الدود على ماتبقى )،

   عندما يدك الليل لاشيئ سوى..".قرنفلات."..لايعرف لها إسم ولا مكان ...تفكر تفكيراعميقا تلك الشجرة التى قست عليها الشاعرة ، وكان شريط العمريمروهي تحاسب قاضية في مكانها، مبهورة بشي قياسي فيها..ربما هو الجمال ..اللامتطافئ في غورها..المسكين ( الفرس المرنح )..لازال كالفرس لأنه رجل ..تربك حالته عندما تكثرلديه الأمنيات والعمر جرى،تقضم  ظهرة حبة عشق الى عهدها الجميل عندما كانت ترتطم من العشرين..مسكين هذا الفرس المترنح أنسته سيقانية البيانو ( نكسة في لحن البوح البعيد بنغمة ياليل ياعين على أيام المتعة الزائدة..التي ذكرتها الأقاصيص في "سيوطيات القرن الماضي "من علوم الإيضاح،( تضع كل ما اتيت  في......تلعق بركبتك.. كاس الخمر..تجد لاشي......ولا..)ولوكان البحر ..في عمقه وملوحته وصفائه فهومتعة السنوات الآفلة،

     إظهري الآن على جماليتك مابال الفراشة (تزق) في وحلها على بحرها ومن يراها ولامجهرا رقميا يراها، أقول الأن أيها  الغائرة في  عمق" رجل "أراد أن يرجع الى زمن جميل  لم تقدر الأقدار حين كان يريد أن يشرب من برثنها والشعرالمنهمر..أراد أن  يظفره في لحظة واحدة وليس ب20 أصبعا..كان من حقه أن يتقد بسبب ان الأرض لم تكن كائنة(لا في سمائه، ولامحيط أقلامه..كان رجل مثل الأخرين)،فهوعلى أقرانه كان الفجرمطاردا لهم، يتشاعرون ويلومون أحزانهم،وحسنا فعلت..أيتها المتكلمة" الشاعرة " لا ينفع التشابهو لاالمقاربات كان اللعب بالعشق كحبة النرد، تتبعها( دومينو في زمن الحوات والبحراوعلى أزقة الأزبكية أوليالي الحلمية "ماأروعك ياعكاشة" وأنت تلهث وراء ذلك لم يكن الحديث ولاالأحاديث في طولها  سوى على نرجسية( ملاك صغير ) يستهوي الرجال بمسامية وخرافيه اللمس يطبعها "لذة"..ليست كلذات "الجال.".أو سروال أبونص..

       كانت ملائكية..تدق ناقوس الؤد الرحيم في ذواتنا..هكذا يريد ان يقول الكائن الهوائي المترنح )..ولما أيقنت الشاعرة..غضبية الروح المتمردة فيها..هدأت من روعها وإعتبرت ما كان 'عفاعنه الزمن،' وهوأشبه بلحظات غربة نعدها سنون،وماهية بذلك  تمرمر العين ..وهيهات يكون الإطباق بين " الحاضر والماضي."

      أدركت الشاعرة بهوس أنه يجب أن تسافرالى الماضي لعلها تصنع شيئا أوتحجب شيئا ما، أرادت  أن  تعبرعن أنوثتها  الشاقة ، ربما تستحضر ما أرادت أن يجمع من ذكريات مثلها مثل الحمامة الواقفة بوهن السنون..وتعود لتستعرض أنوثتها المتمرقة على إكناته كرجل وهي من الداخل تبكي وتبكي لدرجة البوح، تدعي وتتضاهر أنها ليست صريعة ولم يتغشاه  ذلك  الماضي و تنتصب في حالة بطولية ( أقل من خطوة واقفة اليك) وهي ساكتة عالمة بأحوالها (لم أكن يوما..غير نطفة تتحرك ببطء في جسد الميت..لم  أكن يوما..غير صمت ينزف من هدير مشبوه.)

       تنبلج الشاعرة سمية الالفي بإستعمالها لإيقونات الحركة السريعة لتنقل الماضى الى الحاضر تحضر "مرآة" ترى صورة العنكبوت ناشرة الواحها ،بملق الضباب تبني فوقه أبراج عالية وأصوارهامانية، لكنها لم تتذكر وهي تسيئ من وقع الأنانية أي شي مرعلنا أوجهرا كالحلم، إلاوكان  له جواب ولاحتى القلم في نقيقه الحار،لم تتذكر شياهته على الوجوه، وقد أراك منظرا يخرج  القلم من  عقله.رأك كان ضيق صدرك..كرقيك الى السماء منخنقا تشويك ورائح  الجعة وما صنع الكافر من لذة لغوب، وقد تمروح المكان برمته بنظر مطاردة الفرادشيكوكية أو قل كريستية ( نسبة الى رويات لآجاتا كريستي) لاشي به إلا وهو يعاقر خمرة لبوس تملكته في حالة هستيرية، يجلس كالمجنون يلاحق الليل حسبه أنثوى ما بال الفرس الهوائي المرنح...قد تهاوى ومن  العمق رأت الشاعرة  أنه كان مثالا وقدوة، لرسم النبل تشتهيه ، كانها يحن الى عناق طويل.

       تعترف غائرة أنهاكانت(غير قطرة تعبر فوق خيط الممكن الندي ،انام) أيا سيدها. كيف يخالك الأمروأنت تنهي ملكيتك..وتضن أن اللصوص مبعدين..كلا لأن  دمك رضعت شطائره..كومة من ذئاب، فلا تتصور أنك تفجع..فالأمر سيان..عندما تجدها خاوية على عروشها..ثمة طحالب الزمن المتخفي في رائحة الحانات، لن تشي بك الى أسماك القرش لأنها اصلا لن تاكلك  بلا لون..واذا ما غاب لونك أسعد باوصاف...الكآبة ' السواد،الغموض..) لم يتبق لك شي وأدوات قلبك العادية لا تجدي نفعا وكانك تكتب بالماء..حيث لا حكمة..تسترنا قلب قديس تتجمد ذنوبنا  دونه لحظة الاعتراف،ولو قد يهجرك الزمان ولاحتى عصير بعوضة شهقت  لما أخرجت  لتقتل إنسان أو ترسم على مساحاته  قبة دائرة أو أو رمز شيطان رجيم..على قمة أحد

      تعبر الشاعرة من وسط الألم "بروعانية" تطلب من الفارس  الهوائ المترنح ان لايستسلم،  وهو يدق مساهيره ، تصنع أحداثه  ويصدقها وتطلب صموده..( ومضة إخراج سينمائية تملي له المشهد من خيالها، ثم تطلب منه أن لايبدع  إلا بسلطتها ) مخرجيات  في التملك ، قلت تطلب منه لايستسلم كل (هزه شوق) يرى نفسه.( الفسيفيساء) تامره أن  يتناساها( أوقد عليه السحاب) ولتغتسل على كلمات المؤذن،أوأعبث بالكلمات الى درجة التمزيق،وحاول ما إستطعت ان تحمل خنجرا(قلما) وأكتب نهايتك، وإنطلق من  جديد..من  بداية وجودها أمامه..هنا تحاول الشاعرة أن ترسم مساحة جديدة، لمشهد أخرلا يقل إحترافا وإختراقا من الأول،تصورله ذلك الشيئ الذي يكتنفها من الداخل بمثابة غيمة لاتعرف وجهتها بعد.حددت مكان بالرحب الفسيح  (ميدان).حدثت لها  اشياء مروعة (في صفحة رسم ممزقة ).بين  العقدين الثالث والرابع مكمن الوجع.،يتحرك رغم أنه لايملك الحراك..وقد رمته بالسكون الداهش، إليه ليصير حقيقة تحاصرمكان غرفتك  في الماضي (كحقيقة على زجاج نافذة مهملة )..

     وهنا تصورالشاعرة  سمية أملها في الروعة الإبداعية لامتزاج  جسدين وهي متاكدة ،تشترط أن تعيد ممتلكاتك لاتتخلى عنها أيها  الفارس،وهنا يحضرني إستعمال غريب للشاعرة حين تذكرممتلكات الفارس الهوائي المرنح، تربطه بالذئاب..وهو إهليج راقي في  سماوية الابداع..فالصديق..غير الصالح حتما هو" الذئب "لا يميز بين الغنم..يحتقر النائ (يرى النجوم واطئة)، يربط حياته  بالتلاعب على عرين(صغارالاسود..وشبلات الاسماك)ولاموسيقى له ولاوترتقول الشاعرة سمية (يجتر ذكرياته من لعاب الاسماك،..الوتر الممزق...من النور يمنحه  قربانا للالهة المنسية ).

     تعود الشاعرة الى لحظات العزلة ترى نفسها وتحدث الأخربعنجقية الدلال تارة وتارة تلك المسكينة الرؤوم، ما يوجد خلف الصورة هو إمرأةل "رقيقة ترثى لأحوال العابرين على مجرتها،" وتثطلع دابرها بإيحاء الغموض عندما رقصة الموت أثناء إنهزامها امام مراثي المبعدين اواللا سائلينن ونحن نرى هنا "التقاطع اللفظي" بين ماهو واقعي وبين ماهو خيالي، بظهر في قولها في مقطع  واحد إمرأة تمنح نفسها.(واقعي).لهزائم العابرين( غموض ) مفروم ببنت نبضة عند كل مكلوم..وعلى العموم يتصدى مثل هذا المعنى الى إخراج تناصي أكثر تعقيد ، لهذا  فالشاعرة على حنيتها وعفتها تحاول أن تخرج من الكلم لكنها تلد ولادات عشوائية لكائنات أقل ما يقال عنها "ميتافيزيقية" تبحث عن التميز والفردانية وهذا شي إيجابي في المبدع، فعندقولها(رقصة الموت على حافة غيمة سوداء) لوحاولنا إستخراج  قييم سلبية  في المقطع نجد المقطع  كله  قيمةسلبية ( تترجم دلالات الحزن ) ،خذ بالك من الكلمات التالية "1-الموت-2-الحافة.-3-السواد" ،إستعملت الشاعرة ثلاث معاني سلبية ، لدلالة على معنى واحد، وهذا رغم أنه مفرط  في الإبداع ، مما يعكس 'موسوعاتية المعرفة الكآبية عند الشاعرة'، الا أن الأمر يبقى ناقصا وبحاجة الى كلمة ضخمة ( دلالة حزنية ) لتجمع كل ذلك التناص الغريب..ولنعود الى تفحيص 'معبرية المحاكاة' وهل عبرت الى المحاكاة؟ في هذا المقطع..( الملوك..وهم يتمتعون بشق الانكسار..مثل الجنود..عادوا يحتفلون بموتهم..عندما يمتلئ الليل بالطرائد...تسيرخلفك القطط..) تناولت إختلاقات دلالية في قمة الحبكة للمرورالى محاكاة جميلة أوإسقاطية على عدة أوجه..الملوك. القناصون، فهي في هذا السياق "تدمج بين وسطين"  الوسط الأول لايمثل غير ساحة الوغى وكأنها  إختلقت (نصواصا) بحاجة الى( تناص ) الملوك عندها ليسوا من مرتدي "التاج الملكي" ،بل هم في أغلب الضن (مثال الطهر)..ولذلك يمكن أن تعبرالمعنى بنوع من الصدق،إذاما حاكت الشاعرة فعل القناصين..ترديف للمعنى يقابله تخطيط متشكل لإرواء "بنية نص جديد" بحاجة الى تناصية ،( تتسكع حولك الحانات..تشربك البئر المعطلة..تجد لاشي...ولا شي، يحرقها الشبه، )تنقل الشاعرة كما أشرنا  إليه في البدأ" سريع الحركة" وفي بعض الأحيان " غامض "وكأنها تستعمل "طلسمات مكانية" كالحيل الخادعة للاهام أن  الحركة "تمت "ولكنها هي مازالت في مكانها، للنظر في متوسط حركتها داخل المقطع (إنسان لا يتحرك.( يقابله ميت )..بالكلية ويتحرك بالبطئيةيقابله مشلول.. وبين الميت والمشلول عقدة منطق، الأول لايتكلم إلا اذا إستعملت أداه  التشبيه كاإنزال الكاف على ملفوظ الميت..وإلا فالنص يدورحول مشلول. يتهاوى جسمه..لكن قربته من الوفاة عند قولها ( ويعلوبك الإحتضار الى سجن إسمك)..جعل المعنى يتفتت من جديد..وكانها الأخر يحتضر...

    ولما نشطط على معايير "التوليد في التناص" لايمكن أن نجد للشاعرإلامعبر إنتاج (تزويج المعنى)(وينشأ ذلك جسدين وهولا يكون ذافائدة ،الاإذا إحترم شروط وضعتها.(منها..التاصيل وهوما قصدت به  في قولها (لاتتخلى عن  ممتلكاتك)،ثم الردع والتجنبية عند قولها ( مثل ذئب مريض تتبعه السناجب) تجنب الذئب "الصديق الذئب" أمر"مفروغ " منه لتحقيق التزويج المعنوي وتحكي مبررات جميلة جدا لإختيار" الصديق البرئ "الصديق الذئب تنجذب عليه صفات (الغرور في قولها يرى النجوم واطئة ) ومعروف بفوضوية الأشياء، ويلعب على أسطح الذكريات.. ونسجل إعجابي بما نجم عن  توظيف المثير الغريب في كل مقاطعها، بحيث أن القارئ يضيع فعلا إذا لم تكن  لها قوة بنا سيميولوجية وحي لسيمائية العنوان، كل شطرمن رذاذها هوعطرمن الهوس المعقد مثل  كاثغاث أحلام..( إني ارى كأن الطير تأكل من راسي) على هذه  الشاكلة يذهب معنى سمية الالفي..

ونحن نتبين في الذات  الغائرة للشاعرة وجدنا انه  من الضروري قياس ضغط الإغراء والإفتتان عند الآخر الآئل الى التوعك

     تنصب المبدعة "ثلاثة اشياء ضرورية لقياس متوسط الاغراء "وهي ( اللهو-الشرب-الاستلطاف بالقرب)مثل هذا المعايير يلجأ اليها ' المتوحد في حاله' مشبهة الوضع ( بمفاوضات الحروب الباردة على الطاولات المستديرة ) تكون الحروب بحاجة اليها..ومثل هذاالوضف الخلاق أسقطته الشاعرة لتعبرعن ثورانية الأفكارعندها وعند المعتل..فلابد لهما من طاولة لقياس مفعول النفور..وعمت أمثلة على ذلك قائلة ( مثل بروميثوس.تخوض البرد والمرض..مثل ديدات تحفر عتبةالغياب..مثل إمرأة محشوة  باللحظات  الميتة ..من رمادية تحدث هناك.. والنسيان عند المبدعة نوع من الفطنة والوجودية التى ترمز للأشياء من وجودها،فلا منظر الغراب والمدفأة على السطح وقد يكون الغارب إنسانا بجانب المدفأة حورها القرب القذرإلى غراب إما شبهة في  اللون .فمهما كانت رنات  الذباب 'عاصفة أو تكسرت أجنحتها على النوافذ المهملة ...

   إن تلك الأشياء لاتريد أن تنساها إنما تتولد من جديد في شكل عرائس من  ورق..ذكريات عامة ومتعة جسدية (شهوة رجل عاريا من  إسمه..) تعبر الى حيث لايوجد الا في ذهنه ..بعدما صار لا شي أجوف من أجوف.. رغم أن شخضية صغيرة من ملاحة الحياة كانت ستتدخله  الى غورها..

    لاشك أن وراء الإغراء والإفتتان و"الوحدة الموجونية" تحدث فوضى في الأمكنة والأزمنة، كيف ياترى تمثلت عند سمية الالفي فوضوية الامكنة، ؟ دون شك كانت الحانات هي المنطبق الأول الذي تتبجح به الفضيحة على هيكلها..ثم  الشوارع الخالية إلامن  القطط والنساء المعدومات بدون عنوان..أو مموسات اللذة العابرة دون شك كما أكدت الشاعرة بإجتماع تلك الدلائل تحدث تراتيب الفوضى ...رغم حدوثها إلا ن المبدعة لازالت تحفر في الغورتبحث عن براهين حاضرة ، وما كان أمامها إلا أمكنة جامدة .إحتوت  على حركة النساء المهملات ،لكن ليس كل الليل هومجال للفوضى فلا دليل..فلا النجوم ولاالبئرالراكدة..ولاحتى القافلة النائمة كانت مرتعا..لزوليخا ،هذا العنوان الجديد المقذوف ،فجاة بعد كل تلك المعاناة يظهرمنتصرا.. وكاني بها تريد  أن  تستنهض الحب في زمن  الكوليرا على طريقة غابريل غارسيا ماركيز..لا إطار يحرك العنوان..وإن كان مقتبسا، فلا فرصة لوجوده...رغم أنها طرحت مجتمعا  واجرت لتوها صبرا للأراء قسمناه  كمايلي:

-الامس( الذكريات) هل كانت امرأة عنيدة ممسوسة مغرورة

-الامس ( الذكريات ) هل كان كالطفل  بريئ خائف..

لم تجد اجابات سوى ان  تقوم  بتشكيل وضع  جديد اقامته  على المحاور التالية :

-          اخراج الكلمات  العارية.

-          انقاذ الغرقى  المهملين

-          المضي الى الاغتراب

-          رزع  اليرقات

     جملة محاورالتشكيل ،جعلت المبدعة تبدع أكثر في محور، أما إخراج الكلمات العارية ، كانت من أجل أن تغتسل في النهر،  وتنقذ الغرقى من مثيلاتها، وأما الإغتراب لم يكن إلا طلبا لنصح من الرفاق، أم زرع  اليرقات فهو الرجوع  الى نعومتها وموشحات جمالها في قولها ( أزرع اليرقات ...ربما  تعرفني حين  تطفو روحي، تعرفني ذراع كانت لي يوما...تتدلى من سماء حمراء..فاعود أدخل مسامي جلدي......

     رغم  أني اكتشفت  فوضى الأشياء الاأنها فسحت مجال القنوط، وأرادت الشاعرة سمية أن تحتضن " المنون" في شكل تفقد مشكلة مسالك اليه وضحتها كمايلي: في سؤالها الخبري ماذا؟..لازرسفيلد..ولو الشرطية..تقاعس في الإستفهام مخبول بالشرط

-استفهام( الف الأنا عصا موسى) الشرط  من أجل الغياب

-استفهام (وظيفية الدود) الشرط تعبير عن الحيرة

-استفهام ( الندم) الشرط( يتولد الطعم  الجديد(  وبتحقق الشروط يحدث أن تتحول الحياة الى مرقص ثاني يشهد فوضوية جمالية للمكان والزمان وتتعالى طقوس الكهان وتتنحى الأحزان ..ويحدث الشيئ الذي لايجب أن يكون لصيروة الحالي اليه..

     الامس في حكمة الشاعرة يرتكزعلى الضن الشبيه فهي تطرح إحتمالات للقارئ و"للفارس الهوائي "  المترنح وكانها  تبحث عن إجابات غير شافية ولهذا فان الماضي أوالامس إتخذ له عدة أشكال نذكرها.

        -الامس الخطيئة:( تعطي تشبيه  لأسطورة "نركسوس " القابعة في خيالها بما في ذلك من جوانب للخطيئة

      -الامس بريئ ( تعطيه تشبيه الطفل) وتقوم داخل الماضي باحداث حركة إحياء لأشيائها مقدمة النصح للفارس المرنح

      -الامس مساء (تصنع فيه الذكريات القريبة قائلة " ساعيد تشكيل العالم.، ولها قصمة مع المساء، تلبسه  إحياء من غفوتها " إن المساء لايحضر حفلة تنحنى فيها الأحزان..يحدث هذا..أن لايداهمك أي شي..وتكون قد إستنفذت البحرمن كفيك..." فهي تكره  التدمع على أحزان فاشية،ذكرت بعضها كانها كتاب وهي في اللمم فارغة المحتوى، وتعود أدراجا للبحث عن الحزن من خلال دواعي ذكر الموت كل ليلة من خلال "قراءة أنطولوجية " لفكرة الكواكب كل ليلة يبحث فيها الموت عن مزاوجة ليلة لاتنتهي فقط لتعبرعن جنون في خلوة جنسية "هوالمغامرة الكئئيبة لكل ليلة...نحو شهو الخلود.." وتسرف على نفسها من  الهلوسة من عبق ماضي "الامس."..وهي تسترسل قمة التأثير في أحوالها بعد الموت..فهي تعد عدا تنازليا إذ تجعل الموت قي قمة الهرم والعزلة  هي قاعدة الهرم وأوسعتها "العزلة"ضربابحركات متناسقة تجبرالشاعرة سمية الالفي من غورها على أفعال ( العزلة التي تجترني كي أفكر..واشك..وأقبل.وأرفض.وأنحاز. و أتخلى.وأمدح..وأحسم.لأكون هذا العبث) إذا كما رأينا في قولها العزلة هي حياتها بل هي سبب الحسم في قرارتها.تعود من جديد خارج الهرم ، لينتفض مرسوم الطفل الخجول في أكناتها وهو يلهو بدمية عارية ( الفارس المرنح أصبحت عزلة نوعا من تراجيديا مكان سيبقي " يلهوبدمية عارية ..ضل يدفن في الفراغ..ويستمني في القبر..لأكون هذا العبث..." وفي نصاعة محياه (الطفل) تنتقل الشاعرة الى الشمس بحثا عن الوضوح مفصحا عن إيمانها أن  الليل يعق النهار ( الشمس)ليضئ أرض ( الفارس الهوائي المرنح) الذي تغير في صور الاستيتيك. "نحو أرض ترتدي حذاءا رديئا" إنه عالم كله  حركة وقهقهة ونقرالحوافر وتستمرفي دواعي حركة الهنود حول الضوء، عندها تخرج الشاعرة سمية من هذه الطقوس ترى الموت يتصاعد الى تلك الأشياء الحزينة تمزقها..وهي  رمزية عن الصفح الجميل لخطايا الفارس المترنح..تتجول بعد هذا الغفران في عالم محطم ،كانت تأنفه الشاعرة في غورها غيرمبالية وإذا به ينبت في قدريتها بعد التصفح حركة جديدة ( كما أظهرها البطل الرابع  في أساطيرها وهوزوربا) وكيف أنها كانت حبيبة لهما الإثنين تبادرالى وصف لولبة السنوات  القادمة  في خيالها وتتمنى  أن  تكون مثل  حديقة "بوبولينا"  حببيبة زوربا.. لتجابه الموت..وهي مدركة أنه ملاقيها يوما..سواء كان حبيبا بسبب قدرية الأرتباط سلكتها لكن لن  تسيرصوبها بالخداع،والكبت، وعدم البوح، تسكنه روح صوفية تقدرفي ذاتها نظرية الحلول عند الشيخ الجيلي" نحو كيمياء الماء والنار..نحو إحلال الروح..والتصاق الأجساد بالغابات..نحوالمرض والهرب..والخلاص ص 40" تحولها هذه الومضة الصوفية  الى الإعتراف" مثل إمراة فقدت جناحيها..وهي عائدة من الأساطير..من عالم الشفقة..ومتاهة الشك"يشدها الحنين الى تركيبة الحبل  السري( نحو طفل ولد من سلالة تعبق بالأكاذيب..مشدودا بين طرفي السماء..مثل كرات نارية..

     نلاحظ مما سبق إبتداءا  من  الصفحات 38/39/40 أنها عددت أوصافا جديدة للموت، الموت لم يكن هادم اللذات بل هو اختفاء للمنتغصات وأعدت شرطا لذلك منها حتى يحدث الرناق..الممتع الذي يشتهية وهوالإبتعاد عن كل رائحة جميلة( أبخرة رخوة ص41) وقبل ذلك عليك بالإعتراف بالإنخفاض

النموذج الثاني:

 

      لم تعد للشعرية "بيانات هوية" تشبه تقاسيم الجوازات العمرية للعبور إلى الأخر ،هناك مسافات، ومساحات، تفصلنا عن الأحبة أو الأعداء.

      (بلوغ) تلك "المسافات" أو "التقرب منها" قد يحرق الاجساء  كما  قد يزيل" الران "من على القلوب التي أقفلت "صبحا"، وتهاوت على  مكاوي  الزمن الأخرق، بين مسافات الاحتراق  والبلوغ .

     وجدت هذه "الملاءة الشعرية الجميلة" أمامي  فانتبذت  لها  "مكانا قصيا" في  اغلى  زاوية تحت  شجرة الدر دارة التي بايعت  تحتها  الأعراب  سيد المقاومة ورجل  المالكية عبدا لقادر  القيطني الحسني ..

     تطاولت على" الظل" بحركة جسدية كنت  تعلمتها  أيام  طالب عبدا لرحمان  ببن عكنون من عند صديقي الأستاذ لباد إبراهيم...

   فتحت عيوني على "عين اللصق" (مدارا ومزاره وقلقلة من  الدخل)، لعلي أجد شيئا يفجر مابي  من إعجاب تجاه هذا  "المثال الاستقامي من الند إلى الند".للشاعرة اللبنانية فلوراقازان..

اولا: حوار الضد ومتاهة غريماس...

      يتدخل منذ البداية "حوار الضد" في (المعنى) والمصطلح، فعندما نقتحم( وهو سلوك عدواني) لايعطي للشاعرية معنى "سوى العنف"،ثم يتململ العنف إلى "مادة أكثر" عنفا، وهي الأسلاك الشائكة، يرتد هنا (العنف بالعنف )وهذا  "مظهر تيماوي"جميل اقل ما يقال عنه "تشكيل نصي" قريب من "عتبة تناصية".

    ثم يأتي الحوار "قرينة لفظية" موسعة "للتلين وإعادة النصاب إلى مجراه"، فالاقتحام لم يعد عنيفا باستعمال الأداة فقد غيرتها وفق منطلق غريماسي  فجاء" النقيض صارخا  "بدون توقف ، فالحوار هو نقطة "الكبس "في  قلب المأساة، لتولد لنا فيه أداه  ذات بعدين  بعد صريح أثناء "المقابلة والمواجهة الندية "وبعد يعتمد الدليل  وإلا لما  وضعت  "صفة المقابلة الندية ".

اولا:التقاين الاسطوري

    وكأني بالشاعرة تملك  دلائله  لتبرر ما تقول..تبدا العتبة في" التجلي" من خلال  الحوار  باستعمالها  ملفوظ  قالت  وهنا يعزز" النطاق" الحوار ، يعني  ماذا  حدث  بالضبط ؟ لتبرير الاقتحام  الشائكي في  الناحية المعروفة  باللين "قالت" لتبرر "أشياء"قد لاتعبر سوى عن  ضعفها اتجاه  ماذا  تريد أن  تظهر،  وكأنها "انتفخت "(بغيض الملاءة)  ثم  رجعت إلى جولتها بعدما غابت صولتها..ركبت "أشعار جندوبية" تفوح برقة الفصيح شعرا دونته على  دواوين رائقة كأنها الندى (لقد أطلقتُ الفصاحةَ في دواوين النّدى)، وحورت حروفها إلى "تقاسيم الهوى" كما تفعل أي أنثى  سلطانةاو "حيرانة " من خلال بسطها "لحبكة الملاءة" التي يظهر أنها باينتها بإدراجها "كإيقونة "للدخول إلى عالمها الحسي  (وشرَّعتُ ملاءة الحرفِ لحواسِ الهَوى) وتستل من عالم الطلاء( مرش شجي تقارع به هوس الذكرى التي غيبت فيها عناصر من "أنزيماتها الفعالة "لأنه يظهرعليها الشحوب من خلال  داء العشق والحنين إلى الذكرى (سأَطلي شحوبي لأبدو ذكرى جميلةً) وتتماثل "لفلورا" نخب الإخفاء من جديد، مخافة إن تفقد شعورا بكرامتها  وهي تطلي ما تبقى من  ثورتها (لكن أريدك أن تعلمَ) ..

    تعرض ألان في صحوتها "سبب شحوبها "الذي لاتريد  للذي اقتحمت اصواره  إن " يعلم" وهنا نتحدث عن " المخارفة أو تدوين السطوة الأسطورية " تقول ندا لند..ولا تريده أن يعلم..  فبأي شيء  ستوجهه إن كان  شحوبها  ظاهرا  ولا تريد له أن يراها ، فإذا  "السيدة هنا "في " حيرة من أمرها "كأنها  تعيش  تخاريف أو عدم  تأكد، وخاصة لما يكون الجسد خاويا ولا هوية فيعني ذلك هو "الموات " (أنني أحيا ما بين جسدِ خِواءٍ بلا هُوُيَّة،وملوحةَ عينٍ حارقة الدَّمعِ) لقد تباكت وانتشت على شحوبها وكأننا نستمع إلى أسطورة "علي  بابا" فانا أوجه لها  سؤالا: أين  اكتسبت  اقتحام الاصوار  بالعين الدامعة على الدوام أم بالخواء وانفصام الهوية ؟،  "حيرتينا ياسيدة" ولم تكتف بعدما  قلت  انك  "لاتريدين"  من أن يعلم وهاقد تقولت بعظمة لسانك  "أن  الحزن   أصبح مجندلا على الأغصان المشاغبة، فكيف  يكون الشحوب  ثم تتأرجح الأغصان كأنها مشاغبة (تُجَندِلَ حزني على أغصانِكَ المُشاغِبة) .

ثانيا :رعشات الضنون

     "التودد" لم يعد يجدي  نفعا، وأنت  تتناقصين في  كبرياءك، ولا اعرف ماذا  جنت "الملاءة "لحد  ألان رغم إن  شكلها  يشبه الظل ، واللحظة التي تقصدين اضن أنها  "خاملة" وليست  "حارقة"  بقولك (لِمَ لا تَشُدُّ ملاءَة الظِّلِّ على جسدِ اللحظةِ المُحْتَرِقة ؟) وكيف يشمر عن كبرياءه وأنت من  صنعت له ذلك  فقد أسقطت  كبرياءك(شَمِّرْ عن سَاعِدِ كبريائِك) ومهما كان "مقود القص " لديك فلايمكن لنا إن  نتصور ساردا أو حكيا  نقيا  مليئا  بالشفقة يذكر أنسانا أعياه التململ وهو منزوي في زاوية يعبق بأنفاسه بشربة غازية(لا تململ وخُذْ من رئةِ الدخانِ نفسًا عميقًا
واخْتَرقْ احْتراقِي بشفاهِ الصّمتِ) ويظهر انه  ظل صامتا وهي من تحاول إنطاقه  بتضخيمها لما هو  غير  متحرك فيها فقد أخرست إجاباتها ،بعدما دعت  للنطق وتقول أنها  اقتحمت  اصواره(لِمَ أستسلم للحصارِ في باطنِ عقل) وهل كان  ذلك كلها بسبب تهميشة  "ظن" مأثوم من تواريه حولها  (إن بعض الظن اثم )(ثَقَبتُ جدَارَه بمسمارِ الظَّنِ ؟!)
ان لم يتكلم بفعل الظن فكيف تظهرالشمس ومن اين ياتي دفؤها ؟(وسؤالٌ في تغريدةِ ذهنٍ
هَلِ القلبُ الذي يُؤنِسُ جمودَك شمسُهُ دافئة ؟) ان  كانت سطوتك في  التخمين لنفسك فانا اضن  ان هذا  لايكفي لانه  لم  نعد نسمع  انك  تعرفين "خيوطه مرة دافئة ومرة بالبرد جامدة"(أم هو مجروحُ الهوى بالبردِ ؟)، لم نر غضبا ولا حتى  سردا  فانت تنتقين عبارات ليست سردا فلاداعي ان تغضبيه(أثارَ غضبَهُ هذا السَّردُ،وهانت تقولين (فَشَخَصَتْ عيناهُ بغضبِ الشوق) دخلت الشاعرة اطوار قلبه وتقمصت قوله واعدمت  لسانه  (اِبتسمَتْ كُلُّ حواسي النرجسيّةِ بمكرٍ
وقالتلا تنظُرْ إليَّ بعينٍ آنيةٍ..بَلِ انُظُرْ إليَّ بعينٍ حانيةٍ دون مؤامرة) هذه  تقيؤات  بواطنها  من  الشك والاثم،

ثالثا: الاعتراف الحارق:

    احترقت الكاتبة واقتحمت  اصواره ، واعترفت ان استخفاف حبيبها و"حطه العين" عنها  (فما من غطاءٍ دافىءٍ يسعني بَعْدَك) قد اعياها ذلك  لدرجة المرض ( وقشعريرةُ الصقيعِ لا تقتلُهُا المُكَابَرة) فهي لم تعد تريد أي  شيئ  سوى انها تخفف عنه الحزن رغم انها لم تقص علينا أي سرد يبين حزنه(أريدُ فَقَط التخفيفَ من وطأةِ الحزنِ) فحبيبها يظهر انه انقطع عن الكتابة واصبح يرافق انفاسه المرتبطة على خرطوم سجائره(هلا أعرتني انتِبَاهَ أنامِلكَ السَّرمدية) ثم انتبهت وادركت انه لم يكتب عنها شيئا (أم أنَّكَ ستتركني أرحلُ مرتديَةً عباءةَ الكآبةِ،بانتظارِ نبرةِ اللهفةِ المُجندَلةِ) وسيتركها من اجل الذكرى كما تقولين (على أعتاب الذكرى ؟!نعَمٌ ولا، أم لا ونَعَمْ ؟!)، ومع ذلك تريد الشاعرة أن تتظاهر بالصبر والرفعة بقولها (اِمتصاص، سأحاول أن أمتصَّ اختِنَاقِي، أترُكُ نافذةً مفتوحةً لهَمسِكَ بين غفوةٍ وصحو) عجبت لك «تدركين أمرك "مع الغائب بين فوران سجائره ثم تعيدين طرح أسئلة غير معلنة (قل لي..كيفَ تُترجمُ ثقافةَ وَلَهِ العينِ ؟!.. العينُ التي لن تُفرِغَ ذخائرَها) ومهما عملت  فأنت تمارسين "منولوغا " جميلا..حول تداعيات حب من طرف واحد (في مهجةِ الضّوء  وسأعصرُ شَجَني و أجعلُ من ضحكتي الكامدةِ المزيفةِ
على مِبسَمِي المضيءِ بالوُدِّ؛لأقولني وأقولَكَ) لانرى وجه لتوظيف الاقتناع للفجر الذي سيكون أي شيئ ،الا ذلك النافث من زواياه عبق  سجائره فلا تنتظري ردا  من أردت  ذلك.(حتى يقتنعَ الفجرُ وينبثقَ عطرُ الردّ) ِ
أن توظيف السياق كان موفقا  إلا اني رأيت وهذا اعتقاد أن "السرد مبتور" وعدم  وجود عقدة بالكاد جعلني نفهم من مستوى (تبئيرك) حول مسمار الظن  لكن  كان  ذلك غير "كافيا"  لأننا  كنا  بحاجة إلى  معرفة المزيد  رغم إن  اللغة موجودة  لديك  لكن  عدمت  استعمالاتها  وأكثرت من ملفوظات العتاب على نفسك...هذا ما أردت قوله في إبداعك فلتأخذ بما رأيت

 

النموذج الثالث

وألم طفلــــــــــة

قصة قصيرة / بقلم جنات بومنجل*

    دارت في الخلد" قضية"، متابعة قصة "الم طفلة للقاصة جنات بومنجل "،لوقوع "تشاكل بينها وبين قصة قصيرة قرأتها في موقع غربي مترجمة للكاتبة الاسبانية زينوا ست.".حول "الم المراهقة"، فأردت أن اشتغل على مقارنة على طريفة فان تيجم لعلي استقري ما يجود به الخاطر على الجديد المبعد في روي جنات..

      مهما يكون "التغني" أو التئبير عن "الحمان والرأفة" فلن يتعدى أصوار ولا مناحي الأمومة ،مهما كانت الدرجات، لان "الفطرة الالهية"غالبة في جميع الأحوال..

    وهي المبهرة إلى حد ان "الإنسان" قد لايجد التعبير عندما يمر أمامه "موقف عاطفي "، يختص بالبراءة حتى وان الأمر أصبح ليثير الكثير من الاشمئزاز عندما ننظر إلى "اغتيال الطفولة" بعين حولاء، وذلك هوالجانب  المحيير في الذات البشرية

"قصة جنات" قبل إن نسلط عليها قضية المستويات على قول مرتاض ، فانه يجب  التجذير "لقراءة العنوان "في  حد قوالبه المصطنعة إبداعيا..ربما لا نجد أثناء "التشخيص الأولي" لسيمائية العنوان إلا النظر في "العتبة النصية" من الناحية الاستتيكية ،فيندفع أمامنا عنصر "التباين" بين مؤشرين الأول يختص بالألم، ولست هنا  في "معرض شرح الألم "، لأننا نعيشه على سبيل "النعم "في حياتنا اليومية وبين مصطلح الطفلة ( رمز الحنان والتحنان والحنية ) ومن تعارضهما يظهر أن الآتي سيكون "على النقيض في مربع غريماس،" وربما تكون "الكاتبة" قد رسمت في مخيلتها الانطلاقة من شيئ منيت به ،لتكتشف ان ابنتها "تؤمن بنقيضه"، وهنا يظهر من العنوان "نوع" من حتى لانقول "صراع" وإنما "اكتشاف القبلي" الذي كان سائدا في الذات الحاكية، التي يظهر أنها تريد إن ترسم لنا حدود لألم الطفولة...

متابعة الألم..وفصول من الانا الشخصي...

    يتردد" طورس الخوف "في عالم الطفلة، وهي تأوي إلى الفراش للركون إلى فراشها المحتوم ،ضمن "سباتي الليل"، تنزاح على القاصة "محنة ألحكي"، لان الطفلة هي التي بادرت بسؤالها الفلسفي ( - أمي .. لا أريد لهذا العالم أن ينتهي، قد يكون "القبلي "عند الطفلة، "حكاية سمعتها" أو" قراتها ا وفيلما شاهدته"، يكون هنا "الخلفي" من المعرفة قد تشكل ربما دون "علم القاصة"، وهذا ما نلاحظه من "مبهر عند طفلتنا الحالية" كثير من "تناصاتها" تخرج من "أفواه بريئة" لكنها في بعض المرات تحدث" مثار العجب "الدرجة الذهول، وهو ما لمسناه في  رد  القاصة (هكذا فاجأتني )..

     اذن هنا يتكلم "المنطق السليم "سؤال فلسفي ودهشة القاصة (الوالدة ) وهذه نسخة من بيان هوية القاصة الذي يفصح عن "ميزة الواقعية في الطرح دون تعرجات"..وما أثار ني هو تلك "الحلقة التواصلية" في أسلوبية القاصة بقولها (وأنا أروي..) أي أن الكاتبة قطعت قصها "لغرابة السؤال"، من جهة وتكون بذلك قد قطعت علينا لمسة جميلة  لو ذكرت فصلا من روايتها للطفلة إلى درجة أن سألت ذلك السؤال.. وهذا كان سيكون جميلا لو تم ،وإنما اكتفت بالإشارة (تفاصيل قصة علي بابا واللصوص الأربعين..) وما يوحي إلى قصها وتمكنها  من إرادة العرض أنها أدرجت ( تشاكلية قياسية) تتمثل في إذعان للموهبة عند سطوتها القائلة (مقلّدة صوت البطل ) وهو تقليد لما سبق لأنه جرى العرف العائلي إن نقلد في بعض الأحيان أصوات إبطالنا  الساكنين في حماقاتنا أو سذاجتنا منذ كنا صغار..لغاية هنا القاصة كانت موفقة في الأسلوب و المنهج والمنطقي في إدارة الحالة أو وصف الوضعية من جميع  زواياها وهنا أحييها، لكن هل ستستمر بنفس الكيفية لنرى ذلك..

    يقودنا "صوت التقليد" إلى معرفة ماهو المقطع المعني  بالوصف(وهو يصرخ بأعلى صوته " افتح يا سمسم ) لنا إن نتصور حركة غنتها " بتضخيم ملفوظ افتحححياسسمممسم"..ولكنوها واقعية فلم تخف ارتباكها مما قد يصدر من ابنتها، هل تكون هنا قد علمت ، أو أنها سمعت مقطعا من قصتها حتى تبين لنا "حبكة "ما سيأتي في مابعد لألم بالنسبة لها  إن هناك شعورا  قد أربكها...( كان شعورًا مباغتًا أربكني) يحدث في متتاليات القاصة قصم بإنشاء موسوعة من ملفوظات " الهزل والضحك واللعب وقتل الوقت "،(نظرت إلى ملصقات فئرانها الصغيرة والثليجة البيضاء والسناجب والضفادع على الجدران، وجلت ببصري نحو عرائسها المستلقية قرب وسادتها ومطبخها الصغير، واللعب المرتبة بعناية على الرّف العلوي من سريرها وفوق مكتبها الأبيض، والطاولة الصغيرة التي رصّت عليها مجموعة قصصها وكتبها التعليمية، حيث تقضي ساعات طويلة في وضع كل شيء في مكانه، وقبل أن أعلّق على أمنيتها) أكملت عرض منجد الألعاب والغرفة الساحرة الواسعة  في "عالم الطفلة" التي  انقضت معها  شجون  الألم ،الذي سرعان  ما تبدد عندما  تضيف الكتابة  "جرعات  من  بوح  الألم"، وهي البحث عن ما  يجعل القمر مستنيرا  من أهبة السماء الزرقاء فهي لم  تكن  إلا  همسا  من" شفايف عذبة لطفولة  صامدة  في عراكها بين  الأبيض  والزرقة التي  لا تأتي  إلا بعد إن  يطلع النهار  ويبرق إليها  من حنايا النافذة  جرعات  متسلسلة من  "يعسوب ازرق " قد  يغط على  جبينها  أو  على خدها  الأيسر أو الأيمن  كلما  "كل"  ضوؤها(قالت: - أريد أن نلون هذا السقف باللون الأزرق،ونزرع فيه قمرا ونجوما) ترتحل  القاصة في ملفوظ  الدفينة بين الأبيض والأزرق(.كان سقف الغرفة أبيضاً، ببعض البقع البنيّة التي يتركها جهاز التكييف صيفًا وكلما دهناه  ظهرت تلك البقع العنيدة من جديد، احتجنا إلى دلو من الطلاء الأزرق، وعدد من النجوم الفضية التي وضعناها متفرقة في فضاء هذا السقف وقمر ذهبي..) .

افرزات المتخيل..وجرأة الطفولة..

    يتصاعد المتخيل القابع في ذاتها يصنع منها بهرج خلقيا لطابعة فضائية وهمية وتتوهم معها الطفلة في طفرة خياليا قائلة ( قالت: هل لي أن أعدها ؟ ( قلت:حذر وكان بها إن لابتدعها تعد النجوم لان في في هذا الأمر سياق معتل وإلا ستصحو الطفلة ذات يوم تطلب عد النجوم كان يجب إن توقف الاستحالة ولا تتفنن في إعطاء جرعات جريئة من الحنان المفرط وإلا أصبح المقدار فائضا..( قلت : طبعا هي نجومك، لامعة لأجلك..) تتدخل الطفولة براءتها لتصح خطا كبيرا لوالدتها قائلة (- قالت: إن النجوم كثيرة ولكن هناك قمر واحد) إجابتك ياسيدتي لم تكن  واضحة للطفلة هي  كانت تقول  لك كثيرة وأنت تقحمين الأطفال  وتنعتينها  قمرا  وهي  لا تعرف  ذلك  لان  ما  قبلها  ليدل  على  انك  وصفتيها  بالقمر (- قلتُ: إن الأطفال كثر في العالم ولكنك قمري أنا ،) ويحدق الانتقال من  لقطة  الى  لقطة دون  ربط  وهي  تومئ  لك  بان  لتضعي الأشياء على المكتب  لأنها  ربما  تتحول  إلى  وحوش..فنظرها  كان  شاخصا  حول  تلك الملفوظات  البشعة  التي  قد تسقطها  فجأة على  اللعب  المجمعة عل  المكتب ( الانتقال  بين  مكانين  من  سقف قمرى  نجومه  كثيرة إلى  مكتب  أو  فضاء  حامل  لوحوش  ربما  قد  تكون  كثيرة  ) هذا  الإسقاط  ألتداخلي  إنما  يبين  إن  القاصة  كانت  تريد  إن  تسرد  لنا  سردا  خفيا  يبين  إن  الطفلة  تتمتع  بذكاء ( ثم أردفت : - لا تضعي أشياءً على مقعد المكتب يا أمي، فقد تتحوّل ليلا إلى وحوش..) وتتنقل إلى فضاء أخر سياسي بعدما بررت القاصة سؤال بأنتها عن وضعية الألعاب..وتبريرك  سيدتي لم  يكن  صائبا لان الطفلة  لم  تكن محضرة  لترى الوحوش  فهي  كانت تحمل  حكاية أو  مشهدا  للوحوش  ولا  مجال  للتصوير ألذ  منحتيه  في  نظري لان  انعكاس  ضوء المصباح كان  يزهر  قبل  فبليل على  السطح  ليخرج  لها  وحوشا  سابعة  ،  قم  هاهي نفس  الطفلة  تقرع  موضوعا  أخرا  في  ضل  سفر الامكنبة هذه  المرة  بنبرة الحزن  (فجأة لمحت بريق دموع في عينيها الجميلتين.. لاذت بحضني وهمست..أمي لا أريد لأحبتي أن يرحلوا، لا أريدك أن ترحلي ، لا أريد أن أشيخ ..) نقلت  الكاتبة  مجموعة أحاسيس  خطيرة في ابنتها التي  يظهر أنها  تعاني  بين  اللوعة  والحسرة، واليأس والخوف الشديد من نفسها  مما  يعكس إن  الألم  لم  يعد  ألما  بل  هو  مرض  نفسي  قد  يكال  بطلتها  لو استمرت  في  هذا  الإطراء، وإيقونة النظر إلى السماء جميلة  لأنها  تذكر الطفلة  بالخالق  البارع   تصويرك كان  جميلا  في  بلورة  تصرفه الصحيح  الذي  يؤدي باعتقادها  أنها  الله  بعث  لها  بتلك  اللعب  إمام  سريرها، لتعتقد  واجمة في  ذلك  التصرف الملائكي، فهنا  الأمر  لم  يعد  ألما  بل  كان عبارة عن  تشكل  موسع لمجموعة  من  الحالات  النفسية  التي حاولت  القاصة إن  تلصقها في  الطفلة  رغم  صغرها،  فلا يمكن  إن  يكون  التغني  بالطفولة  إلى  هذا  الحد  بل  كان  يجب  إن  ترمقي  الطيع ها  بصعوبة  الحياة وان  الملائكة تقترن  بحسن التصرف فكان  لا  يجب إن  تربطيها  بالماما  لتتحول إلى ملاك في  نظرها  وقد لمحت انك  وهي  واحد  فان ا  ذهب الباب  فساوتك كانت  واضحة في  عدم الإشارة إلى  البابا  الذي من المفروض في  هذا  السن  إن  تسال  عنه  البنت  وخاصة في  أعياد  الميلاد،  هل  هذا  نسميه انتصار  لق  ككاتبة  في خنق كلمة  بابا  من  حنجرة  الصغيرة  أم هي  عاطفة عابرة ..(: - إنّ الله خلق الجنة لتعيش فيها الملائكة وأنت ملاكي..... ابتسمت، والتصقت ني في هدوء واضح.......... / يا أحلى أسم في الوجود ،، مااااما ..!).في الختام رأينا إبداعا  لكن تقاسيم  الإحكام  والحبكة كانت  متداخلة...أرجو ا إن تستعملي التبرير إثناء تبني المواقف وحتى ولو كانت في حد ذاتها مسقطة عل أبناء صغار بحجم العصافير..
ــــــــــــــــ
*
أديبة جزائرية مقيمة بالإمارات