يحتل السيكوسوماتيك مكانا بارزا في عصرنا الحالي يفوق مكانة باقي التخصصات السيكولوجية، وذلك لأنه في تقدم سريع ومستمر، والمتخصصون في هذا المجال قلائل، لأن الأطباء مازلوا لا يتقبلون فكرة وحدة النفس والجسد، وهذا ما ينعكس سلبا على حالة المريض ويؤدي إلى تدهور صحته، وفشل المحاولات في علاجه، وقد لوحظ نجاح بعض الأطباء في علاج مرضاهم  لاهتمامهم بالأسس السيكولوجية أكثر من الأطباء ذوي الكفاءة العالية، لأنه عادة ما يميل المتخصص إلى الاهتمام بالعضو الذي هو موضوع اختصاصه في حين يتناقص اهتمامه بالمريض ككل متكامل أكثر فأكثر، لأن التخصص الزائد يؤدي الى تضييق العناية بالمريض، فأخصائي جهاز الهضم ينظر على المريض من خلال القرحة وأخصائي مرض القلب ينظر إلى المريض من خلال ضغط الدم المرتفع، فلا يمكن علاج العضو دون الأخذ بعين الاعتبار عوامل القلق والانفعال، والعمل بمبدأ علاج المريض وليس المرض. فأغلب الأطباء جاهلون للأسس السيكوسوماتية والعلاج النفسي الذي يحتاج إلى مهارة وخبرة ودراسة شاقة لا تقل عما هو عليه في الدراسات الطبية التي تخلو تقريبا من مناهج الطب السيكوسوماتي، ويندر أن تربط بين العلوم الطبية والعلوم النفسية. ومن المؤسف أن الواقع يرينا أن مراكز الصحة   مقسمة إلى أقسام متخصصة ومستقلة عن بعضها، والتعاون فيما بينها قليل، علاوة على ما بينها من صراع وتنافس، فهناك مؤشرات تشير إلى وجود نوع من العداء أو التنافس بين الأطباء والنفسانيين، فهناك حتى من الأطباء من لا يعترف بانتساب السيكوسوماتيك إلى العلم بل هو ميدان الفلسفة، بسبب نظرة دونية للدراسات السيكولوجية وتعصب فكري لتخصصهم، فهم يميلون إلى الاعتراف بأن كل مرض ينشأ عن سبب عضوي منفرد، فالمريض الذي يتعرض لعدة فحوصات ولا يستجيب للأدوية ولا تتحسن حالته، يسبب تهديدا لكفاءة الطبيب الذي يثق في معرفته العلمية، مما يجعله يرفضه ويتخلى عنه بدلا من الاهتمام بعلاجه، وتكون حالته بذلك عرضة للتفاقم والتدهور. فالحاجة إلى تضافر الجهد والتعاون بين الأطباء والنفسانيين أمر ملح لأن السيكوسوماتيك يسد الثغرة بين الطب وعلم النفس، فلكي يستفيد المريض من علاج فعال وشامل لابد من الوعي بالنواحي الانفعالية والفسيولوجية والحيوية ومعرفة كيف تتفاعل هذه المكونات فيما بينها. فالسيكوسوماتيك هو النظرة الشاملة للمريض الذي له نفس وجسد لا يقبلان الانفصال.