إن المعرفة وإقامة البرهان، وتقرير المفاهيم تعتمد إعتمادًا كبيراً على المقارنة، فمقارنة الإنسان للطبيعة والمجتمع جرت معا في الوقت الذي ظهر فيه، وقد كانت المقارنة معروفة منذ القدم ولكنها فقدت أهميتها في القرون الوسطى، ولم تبعث من جديد في أوروبا إلا في القرن 18م-19م وذلك بالإرتباط مع تقدم العلوم ومنها علم المناهج، علما بأن البحث العلمي وعملية المعرفة هي عمليات المقارنة، أي مقارنة تساعد البحث العلمي، وكثيرا ما تقتصر على تبيان أوجه الشبه والإختلاف بين الظواهر المدروسة. والمقارنة تستخدم من قبل الناس في جميع أوجه نشاطهم، رغم أن المقارنة كمنهج قائم بذاته حديث النشأة ولكنها قديمة قدم الفكر الإنساني، فقد استخدمها "أرسطو" و"أفلاطون" كوسيلة للحوار في المناقشة قصد قبول أو رفض القضايا والأفكار المطروحة للنقاش.
- منشئ مقرر دراسي: CHAOUCHE SID ALI