تقديم للمحاضرات

محاضرات النص النثري القديم لطلبة ماستر ماستر سنة أول تخصص: الأدب القديم ونقده السداسي الثاني، متضمنة الأجناس النثرية المختلفة من حكم، وأمثال، ووصايا، وخطابة تتيح الطلبة معرفة بالكتّاب والخطباء العرب الكبار، في مختلف العصور والأقاليم،وأهم الفنون النثرية التي كتبوا فيها، وأجود نصوصهم، وأهم معانيها، مما توافر من نصوصهم ذلك أن هذه المادة النثرية التي وصلت إلينا من العصر الجاهلي قليلة نسبيا على اعتبار أن الخطاب النثري الجاهلي ظل شفاهيا يتداوله الرواة حقبة من الزمن، ولم يدخل حيز الكتابية إلا أواخر القرن الثاني الهجري، مما جعله يتعرض للتحريف والتزييف، فضلا عن ضياع كثير من نصوصه لصعوبة حفظها بالاستناد إلى قول أبي عمر بن العلاء (ت 154 هـ): "ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا قلة، ولو جاءكم وافرا، لجاءكم علم وشعر كثير"، وهذا القول ينطبق على الشعر والنثر على حد سواء.

وقد تطور الخطاب النثري في الأدب العربي مع تطور الحياة العقلية والحضارية للأمة العربية إذ بمجيء الاسلام ازداد الاهتمام بالكتابة، لأن الانتقال من النزعة الشفاهية إلى النزعة الكتابية على مستوى الابداع والفكر، قد حدث مع نزول القرآن الكريم، وإن من البيان لسحرا.

وعلى الرغم من وجود أجناس نثرية تبدو ذات صبغة شفهية كالخطابة، وأخرى ذات صيغة كتابية كالرسائل، إلا أن الأمر يظل نسبيا، فأغلب النقاد القدامى لم يفرقوا بين ما هو شفهي من الأجناس الخطاب النثري، وبين ما هو كتابي، فهذا "أبو هلال العسكري" يقول على الرسائل و الخطب: "و لا فرق بينهما إلا أن الخطبة يشافه بها، والرسالة يكتب بها، والرسالة تجعل الخطبة، والخطبة تجعل رسالة"