Aide sur Search courses

جامعة زيان عاشور بالجلفة

محاضرات في مقياس "تقنيات البحث" (السنة الأولى ليسانس)

د/ ميلود فضة

 

 مقدمة:

       هذه مجموعة محاضرات في مقياس "تقنيات البحث" قدّمت لطلبة السنة الثانية نظام جديد (ل.م.د) وبعد ذلك لطلبة السنة الأولى؛ بحكم التعديل المستمر من طرف الوزارة، حتى استقر الأمر الآن على ثلاثة مقاييس في المنهجية؛ الأول هذا المقياس(تقنيات البحث)، خاص بالسنة الأولى، والثاني مقياس (منهجية البحث اللغوي) خاص بالسنة الثالثة تخصص: دراسات لغوية، وأما المقياس الثالث فهو (منهجية البحث الأدبي) يدرس للسنة الثالثة كذلك، تخصص: دراسات أدبية.

       وتكمن أهمية تدريس "تقنيات البحث"؛ لما للبحث العلمي من أهمية كبيرة في رقي وتقدم الشعوب والأمم، فالدول المتقدمة تولي له الاهتمام الكبير؛ من توفير للأموال، والوسائل، من أجل تحقيق إلى الرفاهية للإنسان، والمحافظة على مكانتها الدولية، وأمنها القومي، فالهدف الأسمى من إنجاز البحوث العلمية، هو الوصول إلى إيجاد حلول للمشاكل التي تؤرق البشرية، بالإضافة إلى المعرفة في جميع نواحيها. 

       وما يلاحظ على هذا البرنامج الجديد أنه يحتوي على جانبين؛ الأول مفاهيم نظرية؛ كمفهوم البحث العلمي، ومراحله، وشروطه، والأسلوب العلمي، وصفات الباحث، ومصادر البحث ومراجعه ... الخ كلها تحديدات نظرية، أما الثاني فيتحدث عن الجوانب التطبيقية؛ أو الأعمال يقوم بها الباحث، أو الإجراءات العملية؛ كاختيار موضوع البحث يتطلب من الباحث الرجوع إلى المصادر والمراجع في تخصصه وقراءتها، ونفس الأمر بالنسبة لإنجاز الخطة، والأمر ذاته أثناء جمع المادة العلمية، وكذا الحال لعملية التوثيق ...الخ تلاحظ أنها أعمال يمارسها الباحث، من بداية البحث إلى نهايته.        

      لقد قسمت هذه المادة إلى بابين كبيرين؛ تقسيما منطقيا يقتضيه نظام التدريس (السداسي الأول، والسداسي الثاني)، وما ذكرته سابقا بالنسبة للجانب النظري، والجانب التطبيقي؛ فالأول: محاضرات السداسي الأول، والثاني: محاضرات السداسي الثاني.

      وهذا ذكر لمحتويات المقياس كما جاء في برنامج الوزارة:

أولا_ محاضرات السداسي الأول:

            أ_ مفهوم البحث العلمي.

            ب_ البحث العلمي ومنهج البحث.

           ج_ بين المنهجية والمنهج.

            د_ أهداف البحث العلمي.

          ه_ منهج البحث العلمي والأسلوب العلمي.

           و_البحوث النظرية والبحوث التطبيقية.

             ز_ صفات الباحث.

             ح_ المكتبية (البحث البيبليوغرافي، أنواع البيبليوغرافية).

           ط_ مصادر ومراجع مادة البحث.

           ي_ أنواع البحث العلمي والدرجة العلمية.

           ك_ مجالات البحث العلمي وتطبيقاته.

ثانيا_ محاضرات السداسي الثاني:

            أ_ اختيار موضوع البحث.

            ب_ إشكالية موضوع البحث.

            ج_ رسم خطة البحث.

            د_ التوثيق.

            ه_ أنواع المصادر والمراجع.

            و_ جمع المادة وتوثيقها وتبويبها. 

            ز_ أسلوب كتابة البحوث العلمية.   

            ح_ الهامش ووظيفته.

            ط_ إخراج البحث وتبييضه.

            ي_ الفهارس.

ثالثا_ فهرس مصادر ومراجع المحاضرات.

رابعا _ فهرس موضوعات المطبوعة.

      لقد اعتمدت في بناء هذه المحاضرات على مصادر ومراجع مختلفة؛ حتى أحيط _ ما استطعتُ _ بجميع موضوعاتها وجزئياتها، وركّزت على تلك المراجع المتعلقة بهذا المجال، قديمها وحديثها، وما جاءت به المراجع المعاصرة في ميدان البحث العلمي، وفصّلت في أحايين كثيرة في موضوعاتٍ لم يُطلب فيها ذلك؛ لتعميم الفائدة لا غير.

      ويمكن أن أقول في النهاية، وبكل طمأنينة، أن الطالب(الباحث) إذا استوعب الموضوعات النظرية، والأخرى العملية، المتعلقة بهذا المقياس، وبالقراءة والمطالعة، والبحث، والمناقشة، وبمساعدة الأساتذة وذوي الخبرة، يستطيع أن يمضي قدما في طريق البحث عن الحقائق جديدة، سواء في بحوثه القصيرة، أو تلك التي ينجزها في مراحل أخرى في تدرجه، ويصبح في النهاية قادرا على إنجاز أي بحث، وفي أي مرحلة من تعلمه، بالشروط العلمية المتعارف عليها، وبالتالي يشارك هذا الباحث، أو ذاك، في مساعدة مجتمعه، وتطوير بلده، والنهوض به في مختلف المجالات. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أولا_ محاضرات السداسي الأول

 

 

أ_ مفهوم البحث العلمي.

ب_ البحث العلمي ومنهج البحث.

ج_ بين المنهجية والمنهج.

د_ أهداف البحث العلمي.

           ه_ منهج البحث العلمي والأسلوب العلمي.

          و_البحوث النظرية والبحوث التطبيقية.

ز_ صفات الباحث.

                                ح_ المكتبية (البحث البيبليوغرافي، أنواع البيبليوغرافية).

ط_ مصادر ومراجع مادة البحث.

            ي_ أنواع البحث العلمي والدرجة العلمية.

        ك_ مجالات البحث العلمي وتطبيقاته.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أ_ مفهوم البحث العلمي

 

أ.1_ البحث لغة.

       أ.2_ البحث اصطلاحا.

             أ.3_ تعريف البحث العلمي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أ_ مفهوم البحث العلمي:  

أ.1_ البحث لغة:

     اشتقت كلمة بحث من الفعل "بحث"، أي نقب عن الشيء وتعرف عليه من جميع جوانبه[1]، وهي كذلك بمعنى فتش، وسأل، واستقصى، وتحرى، واستقرأ، واستكشف، وطلب. وقد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ﴾ المائدة/31. فالبحث إذا: الطلب والتفتيش وتقصي حقيقة من الحقائق. وجاء في كتاب "العين" للخليل: البحث طلبك شيئا في التراب، تقول: أستبحث عنه، وأبحث، وهو يبحث بحثا. وورد في معجم مقاييس اللغة (ب ح ث) أصل واحد يدل على إثارة الشيء. ويقال: بحث عن الخبر، أي طلب علمه. وفي اللسان: طلبك الشيء في التراب، والبحث أن تسأل عن شيء، وتستخبر.

أ.2_ البحث اصطلاحا:

     عرفه الدكتور "علي جواد الطاهر" بقوله: (( البحث طلب الحقيقة وتقصيها، وإذاعتها في الناس ))[2]، وبسّط تعريفه "أحمد شلبي" فقال: (( البحث أو الرسالة، تقرير واف يقدمه باحث عن عمل، تعهده وأتمه، على أن يشمل التقرير كل مراحل الدراسة، منذ أن كانت فكرة حتى صارت نتائج مدونة، مرتبة مؤيدة بالحجج والأسانيد ))[3]. وممّا سبق نقول أن: البحث الأدبي: هو طلب الحقيقة الأدبية في مصادرها وإذاعتها. والبحث اللغوي: طلب الحقيقة اللغوية في مظانها وإذاعتها، وتختلف طرق الإذاعة؛ فيمكن وضع البحث في المكتبة كمرجع، أو في موقع مكتبة الكلية أو الجامعة، كما يمكن طبعه ككتاب ...ونشبر إلى أن مصطلح "البحث" عادة ما تضاف إليها كلمة "العلم"؛ فنقول: البحث العلمي، أو كلمات أخرى فنقول: البحث الأدبي، البحث اللغوي، البحث الاجتماعي...

      أما العلمي فهي كلمة تنسب إلى العلم، وهو ضد الجهل، ومعناه المعرفة والدراية والإدراك، ويتميز بالدقة والتنظيم.

      قال تعالى: ﴿ هل اتّبعك على أن تعلّمني ممّا علّمت رشدا﴾ الكهف/66، يقال: أعلمته بكذا، أي: أشعرته وعلّمته تعليما(العين للخليل، "علم")، وهو أصل واحد، يدل على أثر بالشيء يتميز به عن غيره...ومن ذلك العلامة، ويقال: علّمتُ على الشيء علامة، ...وتعلّمت الشيء إذا أخذت علمه[4]. أما العلم في الاصطلاح فقد عرفه "الجرجاني" بأنه: "الاعتقاد الجازم المطابق للواقع"، وقال الحكماء: "هو حصول صورة الشيء في العقل"[5]. وعرفه أحدهم بأنه: "جهد إنساني عقلي منظم وفق منهج محدد في البحث يشمل على خطوات وطرائق محددة، ويؤدي إلى معرفة عن الكون والنفس والمجتمع، يمكن توظيفها في تطوير أنماط الحياة، وحل مشكلاتها".

أ.3_ تعريف البحث العلمي:

      أما المصطلحان معا(البحث العلمي) فنشير هنا إلى أنه تنوعت تعريفاته، لكن معظمها أكد على دراسة مشكلة ما بقصد حلها وفقا لقواعد علمية دقيقة، نذكر من تلك التعريفات ما يلي:

_ بأنه عملية منظمة يقوم بها الباحث من أجل تقصي حقيقة من محددة، بشأن ظاهرة أو مشكلة معينة، تشكل موضوع بحثه. يسلك الباحث خلال عملية البحث العلمي طريقة منسقة ومنظمة تسمى منهج البحث، بهدف الوصول إلى حلول ملائمة للمشكلة التي يبحث فيها، أو الوصول إلى نتائج بصددها يمكن تعميمها على المشكلات المشابهة لها[6].

_ كما يعرف بأنه تلك الجهود التي يقوم بها باحث أو أكثر، لدراسة مشكلة معينة، من أجل الوصول إلى نتائج معينة، ويشترط في الجهود المبذولة أن تكون وفق مناهج وأصول معينة[7].

_ ويعرف كذلك بأنه: التقصي المنظم باتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة الجديد لها[8].

_ وفي العلوم الإنسانية يحدد بأنه "سعي وراء المعرفة باتباع أساليب علمية مقننة، أو أنه استقصاء دقيق يهدف إلى اكتشاف حقائق وقواعد عامة يمكن التحقق منها مستقبلا "[9].

     هذا وغيرها من التعريفات التي أعطيت للبحث العلمي، ويرى" كامل محمد المغربي"[10] أنه رغم اختلافها عن بعضها البعض من الناحية الشكلية إلا أنها تتفق في المضمون والجوهر؛ وهو أن:

_ البحث العلمي يعمل على تطويع الرموز والأفكار، للوصول إلى التعاميم المناسبة.

_ البحث العلمي هو وسيلة للاستقصاء المنظم والدقيق.

_ البحث العلمي يوصل إلى تطوير النظريات القائمة وتصحيحها.

_ البحث العلمي يتطلب تتبع خطوات معينة من ناحية جمع المعلومات واختيار الأدوات والمعدات القياسية، والتأكد من الصدق والثبات والموضوعية.

    وباختصار فإن البحث العلمي هو عملية ملاحظة الحقائق، والتعرف على معانيها ثم تطبيقها بشكل منظم في مشكلة معينة، ولذا فإن البحث العلمي هو عبارة عن منهجية في طرق ووسائل الدراسة في العلوم المختلفة تأخذ بمناهج المختصين في الميادين العلمية المختلفة والتنسيق بينها ومعرفة علاقتها وروابطها للخروج بنماذج عامة ترتبط منطقيا بالعقل الإنساني[11].

    وانطلاقا ممّا سبق يمكن أن نعرّف البحث العلمي بأنه: "هو دراسة مبنية على تقصٍّ وتتبّع لموضوع معين وفق منهج خاص لتحقيق هدف معين".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ب_ البحث العلمي ومنهج البحث.

 

ب.1_المنهج لغة.

                                                   ب.2_ المنهج اصطلاحا.

     ب.3_ أنواع المناهج.

                                                   ب.4_ منهج البحث وأدوات البحث.

                                                ب.5_ أهداف المنهج العلمي.

                                                   ب.6_ تعريف المناهج.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ب_ البحث العلمي ومنهج البحث:

ب.1_المنهج لغة:

     يقصد به الطريق أو المسلك؛ سلك، نهج، اتبع... قال تعالى: ﴿ لكلّ جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ﴾ المائدة/48. وعلى هذا نقول: طريق نهْجٌ وطُرُقٌ ونهْجةٌ ونَهَجَات ونُهُجٌ ونهُوج[12]. وفي بيت "ابن الرومي" يرثي أحد العلويين، في قصيدة طويلة مطلعها:

                                أمامك فانظرْ أيَّ نَهْجَيكَ تنْهَجُ؟      طريقان شتَّى: مستقيمٌ وأعوَج

     وأطلق على الكتاب النفيس الذي ضم خطب الإمام "علي" _ رضي الله عنه _ "نهج البلاغة"، وأطلق النهج للدلالة على الشارع "نهج ابن خلدون" أي شارعه... ومنه المنهَجُ والمِنهاج[13].    

     والمنهاج كالمنهج بمعنى واحد، وهو الطريق الواضح، قال "الخليل" (ت170ه): نَهَجَ الأمر، وأنْهَجَ: لغتان، أي: وضح، والمنهاج الطريق الواضح. وقال "ابن فارس"(ت395ه): أصلان متباينان: الأول: النهج: الطريق وهو مستقيم، ونهج لي الأمر: أوضحه، والمنهاج والمنهج: الطريق أيضا، والجمع مناهج[14]. وقال "ابن منظور"(ت711ه): أنهج الطريق: وضح واستبان وصار نهجا واضحا بيّنا، والمنهاج: الطريق الواضح[15]. لقد اتفقت المعاجم العربية اللغوية على أن المنهج هو الطريق الواضح الذي يتبعه الإنسان للوصول إلى غاية ما.

     تعبر كلمة منهج عن سلوك طريق معين وتترجم بكلمة Méthod إلى اللغة الإنجليزية، وهي تعود إلى أصل يوناني معناه: البحث أو المعرفة أو النظر المرادف لمناهج البحث، وتخضع إلى ظروف خارجية أكثر منها إرادية[16].

ب.2_ المنهج اصطلاحا:

     عُرّف بتعريفات عديدة ومتنوعة؛ حيث عرفه "عبد الرحمن بدوي" بأنه: (( الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم، بواسطة طائفة من القواعد العامة تهيمن على سير العقل، وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة )). وعرّف بأنه: (( فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار بهدف الكشف عن الحقيقة ))، وبأنه: (( ممارسة علمية يسعى صاحبها إلى الوصول إلى معرفة علمية، وفق قواعد معينة )). أو قل هو: (( الخطة التي اتبعها مؤلف الكتاب في علاج القضية التي اختارها موضوعا لبحثه، وقيامها على أساس المنطق، أو من الاستقراء، أو منهما معا، كما يراد بها استعمال المادة وتحليلها، ومناقشتها، وتقويمها ونقدها، وإعمال الرأي فيها، واستخلاص النتائج منها )). وهو كذلك: (( عدة أدوات استقصائية تستعمل في استخراج المعلومات من مصادرها الأصلية والثانوية، البشرية والمادية، البيئية والفكرية، تنظم بشكل مترابط ومنسق لكي تفسر وتحلل ويعلق عليها )).

    ويعرفه العلماء بأنه: "التنظيم الصحيح من أجل البرهنة على حقيقة لا يعرفها آخرون"، ويسمى بمنهج التحليل أو منهج التصنيف. ومن المناهج ما يجمع الحقائق ويفسرها ويستخلص دلالتها من خلال الاتجاه إلى الوصف الكمي أو الكيفي للتعرف على تركيبها وخصائصها[17].

    وفي عرف الجامعيين يراد بالمنهج النسق الذي تُرتب به أجزاء الإشكالية سواء أكانت أنساقا تاريخية مما يجعل الحوادث مرتبة وفق تتابعها الزمني، أو أنساقا موضوعية، تتقدم فيها الموضوعات العامة، وتذيل بها المسائل الفرعية، أو هو نسق منطقي يبدأ بالمقدمات لتليها النتائج.

    وخلاصة القول أنه، وإن اختلفت استعمالات كلمة منهج في ألفاظها، إلا أنها تدور في فلك معنى واحد؛ فهو الطريقة، أو الأسلوب،  أو الكيفية...، والمنهج واحد في جميع ميادين العلم والمعرفة، وهو التوفيق بين النشاط الذاتي المبدع، والمعلومات الموضوعية، والأدلة، والوسائل كما تظهر في سياق البحث. وتختلف المناهج باختلاف الظواهر المطروحة للبحث والدراسة، فما يصلح لظاهرة قد لا يصلح لظاهرة أخرى. واختصارا فكلمة "منهج" تدل على ((الطريقة (المنهج) المؤدية إلى الغرض المطلوب))[18].

    ولا شك في أن الإنسان قد عرف المنهج منذ القدم بفضل عقله المفكر، وتجاربه الكثيرة، وخبراته المتراكمة بحيث استخدمه لإشباع حاجاته، ومحاولة السيطرة على الطبيعة وتسخير كل ما فيها لفائدته. وتتوالى العصور، وتصبح كلمة منهج بمعنى النظر أو البحث أو المعرفة، ويصير لكل فيلسوف منهجه بدءا من الإغريق، مرورا بمن جاء بعدهم وانتهاء بحضوره في عالمنا المعاصر، بحيث صار لازما لكل عمل يقوم به الإنسان، ولا يجادل أحد في ذلك.

    والمنهج العلمي هو الدراية الفكرية الواعية التي تطبق في مختلف العلوم تبعا لاختلاف موضوعات هذه العلوم، وهو قسم من أقسام المنطق. وليس المنهج سوى خطوات منظمة يتبعها الباحث في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها إلى أن يصل نتيجة معينة، وبهذا يكون في مأمن من اعتقاد الخطأ صوابا أو الصواب خطأ.

     وفي القرن 16م ظهر الفيلسوف " فرانسيس بيكون" الإنجليزي (1561_ 1626م) و"ديكارت" الفرنسي (1596_ 1650م) اللذان كرسا جزءا كبيرا من أعمالهما من أجل تثبيت دعائم المنهج، ومن حينها شاع المنهج الاستدلالي في الرياضيات، والتجريبي في الطبيعيات، والشكي في الإنسانيات، وبذلك أحرز المنهج مكانة عالية في ميدان العلوم والمعارف ...[19]. وبالتالي تكونت فكرة المنهج العلمي بالمعنى الاصطلاحي المتعارف عليه.

     أما العلم الذي يبحث في الطرق التي يستخدمها الباحثون لدراسة المشكلة والوصول إلى الحقيقة فهو "علم المناهج".

ب.3_ أنواع المناهج:

     من المعلوم أن لكل بحث علمي منهج، أو مناهج معينة تناسبه، والمناهج متعددة؛ منها المنهج الوصفي، والمنهج التاريخي، والمنهج التجريبي، والمنهج الاستقرائي، والمنهج الاستدلالي...

     ويصنفها الباحثون إلى أنواع مختلفة، ويختلفون في تقسيمها إلى مناهج رئيسية، ومناهج فرعية، وعموما يمكن تقسيم هذه المناهج إلى ثلاث أنواع أساسية، هي: المنهج التاريخي، والمنهج الوصفي، والمنهج التجريبي[20]. وسنفصل بعد قليل في هذه المناهج الثلاثة.

     ويمكن تقسيم المنهج إلى نوعين[21]: منهج خاص: فلكل علم من العلوم موضوع، ولكل موضوع منهج خاص به.

   منهج عام: تختلف مناهج البحث العلمي باختلاف المواضيع، والقاسم المشترك بين مناهج البحث المختلفة هو المنهج العام، وهو عبارة عن مجموعة من العناصر المشتركة تسمى (مراحل البحث العلمي) ويمكن القول أن مناهج البحث هي مناهج فرعية، أو أساليب بحث تتبع منهجا واحدا هو المنهج العام[22].

ب.4_ منهج البحث وأدوات البحث:

    ينبغي عدم الخلط بين منهج البحث وأدواته؛ فمفهوم المنهج أعم بكثير من مفهوم الأدوات، فهذه الأخيرة تندرج في إطار المنهج الذي يغطيها، والمنهج يشكل وسيلة البحث التي تلائم مقاربة ظاهرة مهينة، وكلمة منهج تعتبر مع ذلك مفهوما غامضا يصعب تحديده، وإن كان علماء المنطق ومناهج البحث ونظريات المعرفة ( الابستمولوجيا) يجمعون على اعتباره مرتبطا بطريقة الاستدلال المتعلقة بكل علم من العلوم. فالمنهج المتبع في دراسة الرياضيات يتخذ طابع الاستنباط، بينما يتخذ في العلوم التجريبية أسلوب الاستقراء[23].

    ووظيفة المنهج في نظر "كابلان" 1964 لا تكمن في النتائج التي يحصل عليها، بقدر ما تتجلى في أهميته في المساعدة على فهم سيرورة البحث ذاته[24].

    إننا لا نستطيع تفضيل منهج على آخر خلال الإقبال على عملية البحث، وإنما طبيعة الظاهرة التي نبحث فيها هي التي تملي أو تفرض علينا استخدام هذا المنهج أو ذاك[25].

ب.5_ أهداف المنهج العلمي:

    إن الهدف الأقصى للخطوات التي يتسلح بها المنهج العلمي هي الوصول إلى الفهم الشامل للعالم الذي نعيش فيه. ولهذا، فإن الأمر لا يتعلق فقط بتحديد لجزء من الأسباب التي تؤدي إلى وقوع ظاهرة ما، وإنما الوصول إلى وصف وتفسير لهذه الظاهرة، والقدرة على التنبؤ بحدوثها، وفي معظم الحالات القدرة على إعادة إحداثها بعد توفر شروطها[26].

 ب.6_ تعريف المناهج:

    تختلف المناهج باختلاف المواضيع، ولكل منهج وظيفته وخصائصه التي يستخدمها كل باحث في ميدان  تخصصه، والمنهج أيا كان نوعه، هو الطريقة التي يسلكها الباحث للوصول إلى نتيجة معينة. فإذا كان البحث حول موضوع تاريخي، فإنه يتعين على الباحث أن يعتمد على المنهج التاريخي ... وفي بعض الحالات يجد الكاتب نفسه مجبرا على استخدام منهجين أو أكثر، وذلك إذا كانت طبيعة المشكلة التي يدرسها تتطلب ذلك[27].

ب.1.6_ المنهج التاريخي:

    المنهج التاريخي هو الطريق الذي يتبعه الباحث في جمع معلوماته عن الأحداث والحقائق الماضية، وفي فحصها ونقدها وتحليلها والتأكد من صحتها، وفي عرضها وترتيبها وتفسيرها، واستخلاص التعميمات والنتائج العامة منها، والتي لا تقف فائدتها على فهم الماضي فحسب، بل تتعداه إلى المساعدة في تفسير الأحداث والمشاكل الجارية، وفي توجيه التخطيط بالنسبة للمستقبل[28].

_ خطوات المنهج التاريخي:

      فصل "عمار بوحوش" و"محمد محمود الذنيبات" في الخطوات الأساسية للمنهج التاريخي نجملها فيما يلي[29]:

أولا_ اختيار موضوع البحث.

ثانيا_ جمع البيانات والمعلومات.

ثالثا_ نقد مصادر المعلومات والمادة التي جمعت.

رابعا_ صياغة الفروض وتحقيقها.

خامسا_ استخلاص النتائج وكتابة تقرير البحث.

ب.2.6- المنهج التجريبي:

     يعتبر المنهج التجريبي أقرب مناهج البحوث لحل المشاكل بالطريقة العلمية، والتجريب سواء تم في المعمل أو في  قاعة الدراسة، أو في أي مجال آخر ... هو محاولة للتحكم في جميع المتغيرات والعوامل الأساسية باستثناء متغير واحد ... حيث يقوم الباحث بتطويعه أو تغييره بهدف تحديد وقياس تأثيره في العملية[30].

     أو هو المنهج الذي يعتمد على الملاحظة والتجربة في دراسة المشكلات والظواهر المادية، ويتميز المنهج التجريبي عن غيره من المناهج في الجوانب التالية:

أولا: الملاحظة والتجربة.

ثانيا: مصادر المعلومات، والمصدر الأساسي للمعلومات في البحث التجريبي هو الواقع نفسه.

ثالثا: أساليب اختيار الفروض العلمية[31].

خطوات المنهج التجريبي:

     يمكن القول بأن خطوات المنهج التجريبي هي خطوات المنهج العلمي بوجه عام، فهي تبدأ أولا بملاحظة الظواهر أو الوقائع الخارجة عن العقل، ويعقب ذلك بوضع الفرض أو الفروض، ثم القيام بإجراء التجارب للتثبت من صحة الفرض أو الفروض، وأخيرا محاولة الوصول إلى القوانين التي تكشف عن العلاقات الموجودة بين الظواهر[32].

ب.3.6- المنهج الوصفي:

     حين يريد الباحث أن يدرس ظاهرة ما، فإن أول خطوة يقوم بها هي وصف الظاهرة التي يريد دراستها وجمع أوصاف ومعلومات دقيقة عنها، والمنهج الوصفي يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الواقع، ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعبر عنها تعبيرا كيفيا أو تعبيرا كميا. فالتعبير الكيفي يصف لنا الظاهرة ويوضح خصائصها، أما التعبير الكمي فيعطيها وصفا رقميا يوضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها ودرجات ارتباطها مع الظواهر المختلفة الأخرى[33].

خطوات البحث الوصفي:

     يذكر  الدكتور "كامل محمد المغربي" أن البحث الوصفي لا يعتمد على الملاحظة السطحية أو الوصفات العرضية في حل المشكلة قيد البحث، بل إنه يتبع الخطوات التالية[34]:

1- تفحص مجال المشكلة وموضوعها من جميع جوانبه.

2- تحديد المشكلة تحديدا دقيقا.

3- وضع الافتراضات المتعلقة بالمشكلة.

4- اختيار وتحديد طرق جمع البيانات والمعلومات.

5- الدراسة المبدئية لموضوع المشكلة وجمع البيانات وتصنيفها وتنسيقها في تنظيم معين بناء على أوجه الشبه والخلاف، ومبينا العلاقات القائمة بينها مع وصف للظواهر دون التعرض إلى الأسباب.

6- وصف النتائج وتلخيصها وتصنيفها ثم التوصل إلى التعميم.

7- تحليل التعليمات ثم تفسيرها علميا من خلال العلاقة بين النتائج والفروض.

8- كتابة التقرير البحثي بلغة واضحة وسليمة ومفهومة وعلى مستوى القارئ المقصود.

 

 

 

 

ج_ بين المنهجية والمنهج.

 

 

                                         ج.1_ تعريف المنهجية.

                                         ج.2_ التمييز بين المنهج والمنهجية. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ج_ بين المنهجية والمنهج:

      لقد حدث اختلاف لدى أهل الاختصاص في التفريق بين المنهج والمنهجية؛ فريق يرى بأن لا فرق بينهما في الاستعمال فكلاهما يؤدي معنى واحدا، ومنهم من يرى أنه هناك فرق بين المصطلحين، ونجد من يعتبر أن المنهجية هي علم المناهج، ولذلك سنحاول في الصفحات التالية أن نفرق بين تلك المصطلحات، رغم هذا التداخل والتقاطع بينها؛ مما أدى إلى هذا الغموض، مستعينين بما توفر لدينا من مراجع في هذا المجال[35].

ج.1_ تعريف المنهجية:

     المنهجية مصطلح محدث راج في الدراسات العليا الخاصة، وهي بمعنى العلم الذي يبين للباحث كيف يجب أن يقوم ببحثه. أو هي الطريقة التي يجب أن يسلكها الباحث منذ عزمه على البحث وتحديد موضوعه، ولغاية الانتهاء منه. أو تلخص المنهجية بأنها مجموعة الإرشادات والوسائل والتقنيات التي تساعد الباحث في بحثه[36].

     والغرض من المنهجية: تعليم الطالب طريقة البحث العلمي، وتنمية الروح العلمية لديه، مع تأكيدها على تسهيل مهمته في البحث وتجنبه ضياع جهده هدرا، إن موضوع المنهجية هو معايير البحث، وكتابة الحواشي، ووضع الفهارس ...إلخ.

ج.2_ التمييز بين المنهج والمنهجية: 

     استنادا إلى الاعتبارات التالية، حيث يمكن التمييز بين "المنهج" و"المنهجية" على الشكل التالي[37]:

- المناهج: هي وصف لأعمال العلماء المتقدمين وطرائق بحوثهم وأساليبهم، فالعلوم والبحث العلمي هي سابقات للمناهج، أما المنهجية فهي مجموعة معايير وتقنيات ووسائل يجب على الباحث اتباعها قبل البحث وفي أثنائه.

- المنهجية كالمنهج؛ لأنها تبين كيف يقوم الباحثون بأبحاثهم لكنها تختلف عنه في أنها "معيارية" في الوقت نفسه؛ لأنها تقدم للباحث مجموعة الوسائل والتقنيات الواجب عليه اتباعها.

- المناهج الدراسية: تختلف من علم إلى آخر؛ فللأدب مناهجه، وكذلك اللغة، وللتاريخ، والبيولوجيا ... أما المنهجية فواحدة عموما.

- تُطرح المناهج عادة للنقد والتقييم؛ فيفصِّل ما لها وما عليها، وأيها الأولى بالاتباع، وما هو المنهج المناسب لنوع محدد من الدراسات ؟ ... أما المنهجية فهي: معايير وتقنيات نلتزم بها لتوفير الجهد وعدم إضاعة الوقت، ولتسديد الخطى على الطريق الصحيح.

- المناهج مرتبطة بالمنطق وطرق الاستدلال والاستنتاج، ولذلك فهي تتطور ويتم تعديلها من حين لآخر، أما المنهجية فأصبحت، عموما، جملة قواعد ثابتة.

     وإضافة إلى ما سبق، يمكن أن نزيد ما يلي:

- ما يمكن أن نستنتجه من تعريف المنهجية والمنهج، أن المنهجية أشمل من المنهج، وما هذا الأخير سوى جزء لا يتجزأ من المنهجية.

- المنهج: مجموع الخطوات المنظمة تنظيما منطقيا بحيث تكون خاضعة لنسق مؤسس على حجج وبراهين محققة لنتيجة، والخطوات لها تسميات عدة تمتد من "القواعد إلى اللاقواعد"، وبهذا يغدو المنهج خطوات علمية، والمنهجية خطوات إجرائية، أو الطريقة التي تطبق بها القواعد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

د_ أهداف البحث العلمي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

د_ أهداف البحث العلمي:

      إن المقصود من الأهداف هو الغرض والغايات من إنجاز البحوث العلمية، ومنها اللغوية والأدبية، وهي إحدى الخطوات المهمة في سبيل إعداد البحوث، أو ما يصبو إليه البحث العلمي من الأطروحة أو الرسالة، أو قل هي النتائج التي سيتوصل لها البحث في النهاية، وهي لا تخرج عن الغايات التي ذكرها العماء، والهدف الأساسي من البحث العلمي هو الوصول نتائج علمية دقيقة وجديدة يمكن تعميمها بعد التأكد من صحتها، أو تعديل الحقائق العلمية، أو إضافة الجديد إليها، وإن الغاية من البحث العلمي عمّا وضعه علماؤنا القدامى، وهي:

_ اختراع معدوم (الاختراعات والاكتشافات ).

_ جمع متفرق (النصوص، والوثائق، والأحداث، والمعلومات).

_ إكمال (إتمام) بحث لم يتمّه مَن بحثه سابقا.

_تفصيل مجمل (الشروح، والحواشي، والتحليلات، والتفسيرات، وبيان لما هو غامض، لا سيما في التراث).

_ تهذيب مطول (اختصار المطولات التاريخية، والموسوعية، والأدبية).

_ ترتيب مختلط (إعادة تأليف معلومات غير منهجية).

_ تعيين مبهم (قضية خلافية ذات طابع جدلي أو سياسي، أو غير ذلك ...).

_ تبيين خطأ (المعلومات ولا سيما العلوم الاستدلالية كالرياضيات مثلا ).  

      ويمكن اختصارها فيما يلي: الاختراع، والجمع، والإكمال، والتفصيل، والاختصار، والترتيب، والشرح، والتصحيح.

      إذاً فإن البحث العلمي هو عرض مفصل أو دراسة معمقة تمثل كشفا لحقيقة جديدة، أو التأكيد على حقيقة قديمة مبحوثة، أو حل لمشكلة تعهد شخص بتقصيها وكشفها، ويعتمد البحث العلمي على المناهج المختلفة تبعا لموضوع البحث. و(( يميل البحث العلمي اليوم للتخصص ومعالجة أدق الجزئيات بالتفصيل، ويسلط الضوء على أسبابها وكيفية عملها ونتائجها، ويوازن بين الأمور ليبيّن صحيحها، ويهدف إلى إبراز حقيقة ما، أو أن يضع حلا لمشكلة ما؛ ثقافية، أو علمية، أو اجتماعية، أو أدبية، بل يسعى ليتوصل إلى اكتشاف جديد، أو ليطور آلة، أو نظرية معينة، أو هو قد يصحح خطأ شائعا، أو يرد على أفكار معينة ))[38].

      وقد يصل بالباحث إلى حكم بشأن ظاهرة أو حادثة جديدة لم يبحثها غيره، أو التنبيه إلى أمر لم يسبق لأحد أن نبّه إليه، وقد يشك في نتائج معرفية بصدد ظاهرة معينة تمت دراستها والقيام بإعادة دراستها بمنهج وأدوات مختلفة، ويقول أحدهم: "أن أفضل أنواع البحوث على الإطلاق هو الذي يحلّ، أو يساهم في حلّ مشكلة علمية أو فكرية تمس الواقع المعاصر أو المستقبلي للباحث". وأن يفيد في مجاله، والعلم عموما.

      وقد ورد في كتاب (الأصول المنهجية لكتابة البحث العلمي) لـ"نجوى الحسيني" و"محمد قبيسي" أن غاية البحث، سواء في مقالة أو أطروحة، تبقى واحدة وهي: الانطلاق من حيث انتهى الغير، والإسهام الممنهج في زيادة المعرفة الإنسانية، وقد يتجلى هذا الإسهام في ما يلي:

_دراسة أحد الموضوعات الشائكة المعقدة، والمختلف عليها بغرض إلقاء مزيد من الأضواء عليه، فنكسب مزيدا من العلم والمعرفة.

_ اكتشاف حقائق جديدة في موضوع يستحق الدراسة.

_ اكتشاف عوامل وأسباب جديدة _غير معروفة _ لحقائق موضوعات قديمة صارت من المسلّمات.

_ بعث أو خلق موضوع جديد من معلومات أو مادة متناثرة وترتيبها بصورة مبتكرة جديدة مفيدة.

_ تحقيق فهم جديد للتراث، عن طريق قراءة جديدة له ببحثه ضمن الطرائق المعروفة (أي استخدام منهج جديد مغاير للمناهج المستخدمة في دراسة التراث وفهمه).

      وكما يقول أحدهم: " أن أفضل أنواع البحوث على الإطلاق هو الذي يحل، أو يساهم في حل مشكلة علمية أو فكرية تمس الواقع المعاصر أو المستقبلي للباحث ".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ه_ منهج البحث العلمي والأسلوب العلمي

 

 

                                        ه.1_ منهج البحث في الأسلوب العلمي.

                                      ه.2_ الأسلوب العلمي.

                                      ه.3_ الفرق بين الأسلوب والمنهج.

                                      ه.4_ مميزات الأسلوب العلمي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ه_ منهج البحث العلمي والأسلوب العلمي:             

ه.1_ منهج البحث في الأسلوب العلمي[39]:

     تعني كلمة "منهج البحث" الخطوات التطبيقية لذلك الإطار الفكري. فمن الناحية اللغوية يتقارب كثيرا معنى كلّ من الأسلوب والمنهج، ولكن المقصود من المنهج هو التمييز والتوضيح والتفسير، ففي أي دراسة علمية تتخذ العمليات العقلية في ذهن الباحث تركيبا وتنظيما متكاملين يوجهان خطواته التطبيقية.

     ولتوضيح ذلك أكثر؛ يعتمد تمثيل الفكرة على أن نتصور وجود مشكلة ما، كأن نواجه شخصين: الأول يتخبط ويحاول أن يصل إلى حل ما لهذه المشكلة (قد يكون صوابا أو خطأ) ولكنه في كلتا الحالتين لا يعتبر محققا علميا؛ لأنه لم يسر في حلها تبعا لأسلوب ذهني يمكنه من التحقق من نتائجها. أما الثاني، فيعالج المشكلة بأسلوب علمي، أي أنه يسير في حلها بخطوات فكرية معينة _منضبطة _ يطلق عليها العلماء "خطوات التفكير العلمي"، وهذا ما يميز الباحث العلمي عن الشخص العادي.

ه.2_ الأسلوب العلمي:

     إن أسلوب الباحث جزء لا يتجزأ عن شخصيته، ولذلك يقول النقاد "الأسلوب هو الرجل"، فالأسلوب يتكون نتيجة لعوامل كثيرة منها ما هو فطري كالموهبة الإلاهية التي يتفاوت الخلق فيها، مثل الذكاء، ومنها ما هو مكتسب بالممارسة والمران والاجتهاد كالقدرة اللغوية والنحوية والإحاطة بها، ومنها القراءة الواسعة...، ومنها تباين الأفراد والمؤثرات النفسية التي تجعل كل شخص وسلوكه وتصرفاته، هذا هادئ مسالم، وذلك عدواني مهاجم، هذا متفائل وذاك متشائم، وهكذا فكل هذه العوامل من المؤثرات الظاهرة في أسلوب الصياغة. ومن المعلوم أن النقاد القدامى يقسمون الأساليب إلى أسلوب أدبي وأسلوب علمي وأسلوب صحفي، ووصفوا كل أسلوب بخصائص...[40].

    لقد بنيت جميع المخترعات والمكتشفات على الأسلوب العلمي في البحث، وهذا الأسلوب يتوخّى الحقيقة في ميدان التجربة والمشاهدة، ولا يكتفي باستنباطها من التأمل في النفس، أو باستنباطها من أقوال الفلاسفة الأقدمين، وقد يستخدم طريقة الاستنتاج في بعض مراتبه المتوسطة، ولا يستغني عن إنشاء النظريات لتفسير ما يجهله[41].

    إن المقصود بالأسلوب العلمي ليس الصرامة والجفاف التي قد تكون من صفات الكتابات العلمية المحضة مثل الرياضيات والفيزياء وغيرهما من العلوم التجريبية، ولكن الأسلوب الأكاديمي وسط بين الأسلوب العلمي المحض والأسلوب الأدبي العاطفي، وتفاديا للأسلوب الجاف، على الباحث أن يراعي الانسياب في جمله وتراكيبه...؛ كحركة المياه المنسابة في مجرى مائي خال من أي نوع من أنواع العوائق[42].

ه.3_ الفرق بين الأسلوب والمنهج:

1_ الأسلوب العلمي: هو تحديد الإطار الفكري للباحث، فمثلا نجد في الاتحاد السوفياتي، أي في النظام الاشتراكي السابق، أن الباحث لا يستطيع الكتابة إلا من خلال هذا الإطار النظري العقلي، وعلى هذا ليس باستطاعته التكلم عن النظام الحر، فالأسلوب العلمي هو بهذه المثابة يشكل الإطار العقلاني على الأرض[43].

2_ المنهج: تستعمل فيه الوسائل على الأرض تطبيقيا، وهو عبارة عن الملاحظة، التي تمثل بداية البحث العلمي، وهو يتطلب عقلا علميا ومنهجية واضحة الخطوات والغاية. مثلا: حينما خطّ "نيوتن" سقوط التفاحة فقد كان ذلك بعقل علمي توصل إلى دراسة مفهوم الملاحظة العلمية l'observation وعليه؛ وبناءً للملاحظة العلمية المستنتجة (وجمع الأدلة والمعلومات بالتضافر معها) وصل منطقُ البحث إلى الخطوة الثانية وهي الافتراض العلمي[44].

      وهناك فرضيات كثيرة قائمة تتطلب منا برهانا عمليا من خلال التجربة، فنقوم بذلك لإثبات الفرضيات أو لنقضها، فنصل بالنتيجة إلى حقيقة علمية ثابتة بالاختبار العلمي، ومن ثم نتوجه إلى صياغة القانون، وهو نتيجة الاختبار الأكيدة المصوغة والمنضبطة في شكل نظرية علمية، كقانون الجاذبية[45].

ه.4_ مميزات الأسلوب العلمي:

      تحدث "محمد صالح ناصر عن أهم سمات الأسلوب العلمي في موضوع "صياغة البحث وأسلوبه" في كتابه (منهج البحث وتحقيق النصوص)، وحدّد الأسلوب المقصود في البحوث الأكاديمية، فقال: (( ...لكن الذي يعنينا هنا هو الأسلوب الأكاديمي العلمي الذي تكتب به الرسائل والأطروحات الجامعية، وثمة أمور ينبغي توافرها في الصياغة الأسلوبية يمكن من خلالها اكتساب الصفة الأكاديمية نجملها فيما يلي: أولا: الوضوح..... ثانيا: الدقة......الانسياب...))[46].

      وسنفصل في سمات الأسلوب العلمي السابقة _حسب ما ذكره "محمد صالح ناصر" نقلا عن المرجعين المذكورين في هامش هذه الصفحة_:

أولا_ الوضوح:

      من أهم سمات الأسلوب العلمي أن يكون واضحا لأن الوضوح دليل فهم الباحث لما يقول؛ فكلما كانت المعاني واضحة لا لبس فيها ولا غموض كلما كانت الصياغة كذلك، وهناك من يعتقد أن صعوبة الأسلوب وغموضه مؤشر على عمق التفكير وهذه نظرية غير صائبة. فإن الأسلوب التعبيري الجيد هو تفكير جيد انتقل من اللامرئي إلى المرئي، وكما يقول الشاعر:

                  إن الكلام لفي الفؤاد وإنما           جعل اللسان على الفؤاد دليلا

    وكلما كان الفكر عميقا كان التعبير عنه واضحا. إن الكاتب الناجح هو الذي يحدد أفكاره أولا ثم يبحث عن الكلمات التي تلائمها وليس العكس. وإذا نجح في الوصول إلى تتطابق أدواته مع ما يفكر فيه فإنه يكون قد وصل إلى مرحلة الكتابة المثالية. وقد قال أحد الكتاب الغربيين: (( إن الكتابة المثلى هي في العادة تلك التي يتمثل فيها تزاوج مثالي بين الفكرة والكلمة )).

ثانيا_ الدقة:

     الدقة في الكتابة تعني أن تكون الجمل والألفاظ والتراكيب اللغوية متساوية تماما لما وضع لها من معنى في اللغة أو في المصطلح، أو منهما معا، مع ملاحظة أن بعض الألفاظ قد يتطور معناها من عصر إلى آخر بل من مكان إلى غيره ويتحمل اللفظ من المعاني بعد تطوره ما لم يكن فيه من قبل.

     وقد سبق أن قلنا إن الأسلوب العلمي غير الأسلوب الأدبي حتى وإن كان في مجالات أدبية واجتماعية، لأن الأسلوب الأدبي يعتمد أساسا على الألفاظ الموحية التي تحمل من العاطفة والخيال أكثر مما وضع لها فعلى الباحث في ميدان الفقه أن يحذر منها؛ إذ لا مجال في الصياغة الفقهية للأسلوب الأدبي.

     وليكن الباحث صادقا مع نفسه في عرض نتائجه التي توصل إليها، ولو لم توافق هواه ونظرته، متقيدا بالنظرة الموضوعية دون تعاطف أو تحامل، فإن أبرز صفات الأسلوب العلمي: التواضع، والأمانة، والصدق مع النفس ومع الغير، وعلى الباحث أن لا يتردد عن إعلان قصوره؛ إن تبين له أنه لم يصل إلى النتائج المتوقعة، وإنما ذلك هو غاية ما توصل إليه، وعسى أن يأتي باحثون آخرون للتوصل إلى نتائج أفضل، أكثر دقة وتحديدا.

     ومن مواصفات الدقة أن يحذر الباحث الاستطراد في العرض سواء أكان ذلك في أفكاره أم أدلته وتقسيماته أو نصوصه؛ لكي لا يتسم أسلوبه عندئذ بالحشو، وتجنبا لذلك يوصى الباحث أن يعرض أدلته بعبارات واضحة دقيقة، وينهي بابه أو فصله بتلخيص محكم موجز لما تم بحثه والتوصل إليه، ولو كانت نتيجة بحثه التردد والتوقف لمزيد من البحث والدراسة.

     إن الدقة وليدة خلق كريم وهو الأمانة العلمية، وهي من أخلاق الباحث النزيه الذي يحمل مسؤولية الكلمة، وكثيرا ما يواجه الباحث هذه المواقف إذا كان في صدد عرض أقوال الآخرين أو الرد عليها، فعليه ألا يعرضها اتباعا لهوى أو تعصب، ولتصاحبه الأمانة في حين ينقل بعض النصوص عن غيره اقتباسا نصيا أو تلخيصا أو اختصارا، والمقياس في هذه الحالة أن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به.

ثالثا_ الانسياب:

     تفاديا للأسلوب الجاف، على الباحث أن يراعي الانسياب في جمله وتراكيبه، بحيث يأخذ بعضها برقاب بعض في يسر وتتابع دون حذلقة أو افتعال مثل حركة المياه المنسابة في مجرى مائي خال من أي نوع من أنواع العوائق. وقد حدد بعض الباحثين صفات الأسلوب المنساب فيما يلي:

1_ تجنب الجمل ذات العناصر الكثيرة؛ أي الالتزام بالجمل التامة المكثفة المفيدة دون حشو أو إطالة.

2_ اجتناب الجمل التي تطول المسافات بين أجزائها الرئيسية؛ بأن لا تكون المسافة بين المبتدأ والخبر، أو بين الفعل والفاعل طويلة.

3_ تحاشي الاستخدام المفرط للأفعال المبنية للمعلوم؛ فإنها تقدم للقارئ الأفكار بأسلوب مباشر ومحدد.

4_ حذف الكلمات والجمل غير الضرورية، ومقياس الضرورة هنا أن يؤدي حذفها إلى إخلال بالمعنى، أما إذا كان حذفها لا يؤدي إلى شيء من ذلك عُلم أنها ليست ضرورية.

5_ حسن استخدام الفقرات وتوظيفها، والفقرة عبارة عن مجموعة من الجمل التي تدور حول فكرة واحدة ذات كيان مستقل ومتكامل، وإن كانت ذات علاقة وثيقة بما قبلها وما بعدها من فقرات، والقدرة على معالجة فقرات البحث وحسن توزيعها من الأمور التي تشد انتباه القارئ وتحفزه على مواصلة القراءة؛ لأنها تساعده على الفهم أولا، وتجعله يشعر بأنه ينجز جزءا من القراءة ثانيا، حين ينتقل من فقرة قديمة إلى فقرة جديدة، وهذا هو إحساس نفسي نشعر به جميعا عند القراءة.

    ولأن صفة الانسياب لا يمكن أن تكون مع التعثر في الأخطاء اللغوية والنحوية والصرفية، فعلى الباحث أن يحذر من الأخطاء التي تحط، ولا شك، من قيمة البحث...

    وخلاصة القول: إن للأسلوب الجيد مقومات أهمها دقة اختيار المفردات، واستعمال الجمل القصيرة الواضحة مع تنوعها وارتباط الفقرات وتعانق الأفكار فيها وتماسك الفصول وتتابعها وعدم الإسراف في الاقتباس خوفا من اختفاء شخصية الباحث وضياع أفكاره.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

و_ البحوث النظرية والبحوث التطبيقية

 

 

                                        و.1_ البحث العلمي النظري.

                                        و.2_ البحث العلمي التطبيقي.

                                        و.3_ الفرق بين البحث العلمي النظري والبحث العلمي التطبيقي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

و_ البحوث النظرية والبحوث التطبيقية[47]:

و.1_ البحث العلمي النظري:

     يهدف إلى تطوير المعارف الموجودة في مختلف مجالات العلم، كما يهدف إلى شرح وتوضيح البحث العلمي، حتى لم يكن من الممكن تطبيقه، ولا يقوم هذا البحث بدراسة المشاكل اللحظية، بل إن هدفه الأساسي تقديم الإجابات على أسئلة الفرضيات، لذلك يطلق عليه اسم البحث المجرد أو البحث الأساسي، ويعتمد هذا البحث على التأمل والاستدلال، ومن خلاله يقوم الباحث بقراءة كافة الدراسات المتعلقة بمجال بحثه، ويجب على الباحث عند قيامه ببحث من هذا النوع الالتزام بخطواته؛ وهي اختيار موضوع البحث، ومن ثم اختيار منهجه، وبعد ذلك تجميع البيانات من المصادر والمراجع، ثم يقوم بكتابة البحث مع ذكر المصادر والمراجع.

و.2_ البحث العلمي التطبيقي:

     هو البحث الذي يستخرج من خلاله الباحث نتائج يمكنه تطبيقها لظاهرة معينة، وبالتالي حل المشكلة المتعلقة بهذه الظاهرة، ويطبق هذا النوع من البحوث في عدد من العلوم؛ كالاقتصاد والعلوم الإنسانية وغيرها.

و.3_ الفرق بين البحث العلمي النظري والبحث العلمي التطبيقي:

_ البحث العلمي النظري يقوم على الكتابة الوصفية، فيقوم بعرض الحقيقة ويفسرها ويحللها، ويقدم النتائج لها، وكل ذلك على الورق؛ فهو يعتمد على العمل العقلي، وليس على العمل التجريبي، بينما البحث التطبيقي يقوم بإنتاج معرفة من خلال إيجاده الحل للمشكلة كي يعممه، ويجد هذا الحل من خلال القيام بالتجارب.

_ البحث العلمي النظري يتم إجراؤه من أجل الحصول على معلومات جديدة وزيادة المعرفة، بينما البحث العلمي التطبيقي يتم خلاله إيجاد حلول لمشكلة أو ظاهرة معينة.

_ يسعى البحث العلمي النظري إلى تطوير المفاهيم البحثية، بينما يهدف الثاني إلى تحديد المشكلات وإيجاد حلول لها.

_ مصادر المعلومات للبحث العلمي النظري تستمد من الكتب التي هي المصادر والمراجع، بينما يستمد البحث العلمي التطبيقي مصادره من أرض الواقع مباشرة.

_ على الرغم من وجود اختلافات بين النوعين، فإننا نستطيع استخدامها معا؛ فكل بحث يكمل الفراغات التي يتركها البحث الآخر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ز_ صفات الباحث

 

ز1- الرغبة.

         ز2- الصبر والجلد.

                  ز3-  التتبع وحب الاطلاع.

             ز4- التواضع العلمي.

           ز5- الثقة بالنفس.

                  ز6- المعرفة في الموضوع.

             ز7- الشك والتثبت.

   ز8- الموهبة.

                                                   ز9- الموضوعية.

                                                   ز10- الجرأة.

                                                   ز11- القدرة على المعالجة.

                                                   ز12- الأمانة العلمية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ز_ صفات الباحث[48]:

     رأينا سابقا، أن للبحث العلمي قواعد وضوابط وأهداف، وبقي لنا أن نتحدث عمّن يقوم بهذه المهمة الشاقة؛ من أجل الوصول إلى حقيقة ما، أو حلّ مشكلة ما، هذا الشخص هو الباحث، وليس كل إنسان مخول لهذه المهمة، فلا بد من توفر شروط ومواصفات ومهارات فيه، حتى تنطبق عليه هاته الصفة، ومنها:

ز1- الرغبة في العمل، والإقبال عليه، سواء أكان مشوقا أم غير مشوق.

ز2- الصبر والجلد، والمتابعة والمثابرة، وكثرة القراءة، وعدم التذمر.

ز3-  التتبع وحب الاطلاع، وبذل الجهد، والقراءة بنهم وعمق. وأن يلمَّ بكل ما كتب عن موضوعه من بحوث ودراسات وآراء.

ز4- التواضع العلمي: عندما يتوصل الباحث إلى نتيجة معينة لا ينبغي أن يكون ذلك سببا في التعالي والغرور والمباهاة على الآخرين. فمهما قدم الباحث من مساهمة علمية، فإنها لا تزال تعتبر مجهودا صغيرا جدا بالنسبة لما قدمه الآخرون من اكتشافات.

ز5- الثقة بالنفس وعدم الاستهانة بالكفاءة الشخصية والمهارة الذاتية. والثقة بالنفس تبنى على العمل والحفظ والذكاء والتذكر.

ز6- المعرفة في الموضوع، أو سعة الاطلاع: فالباحث الناجح هو الذي يختار موضوع بحثه في الحقل الذي يعرف فيه أكثر من غيره من الحقول. ولكن هذه المعرفة وحدها لا تكفي بل عليه أن يتعمق في الدراسة والتمحيص في موضوع بحثه، فيطلع على كل ما كتب عنه، ما أمكن.

ز7- الشك والتثبت: وذلك بعدم الاستسلام للبديهيات والأفكار العامة، فنقرأ الخبر مرة واثنتين وثلاث، نشك فيه ونتأمل ونناقش ونتثبت، ليس الشك من أجل الشك، بل الشك من أجل الفهم والتثبت والتوثيق والاطمئنان للوصول إلى الحقيقة واليقين، شكنا شك ناقد متفحص شك علمي حضاري، دون الاستسلام للأهواء، والتسرع في إطلاق الأحكام.

ز8- الموهبة: والتي تثريها الثقافة والمران، والموهبة وحدها لا تكفي إن لم يكن هناك التزام بالمنهج ووسائله وأسبابه، وإذا وجدت الموهبة يكون من السهل تنمينها بسعة الاطلاع والمثابرة والاستمرار في البحث، والتعرف على الأعمال الجيدة، وعلى أخطاء الغير.    

ز9- الموضوعية: أو عدم التحيز، وذلك بأن نحترم الآراء والأفكار والتاريخ والرجال، ولكننا لا نقدس شيئا ولا أحدا، وإذا فعلنا ذلك فقد جُرنا على الحقيقة وجانبنا الطريق الصائب، ووقعنا في التعصب والاستسلام للأفكار المسبقة، فلا بد من الموضوعية والعدل والتجرد من الهوى، والموضوعية في البحث تجنب الباحث الزلل، وهي أمر عريق في تراثنا، فقد اشترط العلماء المسلمون العدل في المحدّث، والمؤرخ، والراوي، والقاضي، والحاكم، والشاهد، وغيرهم.

    وتتمثل الموضوعية كذلك في[49]:

 - أن يعبر عنوان البحث عن المضمون بدقة.

- أن يكون الهدف واضحا ومحددا.

- أن ترتبط نتائج البحث بالدلائل التي قدمت دون تحيز أو بتر للمعلومات.

ز10- الجرأة: وهي أن تقول للباطل أنك باطل، وللحق أنك حق، بلا خوف ولا وجل، فليس في البحث صديق ولا عدو أكثر ما فيه من حق وحقيقة، فقد يصل الباحث إلى نتائج يصعب أن يذيعها وخاصة في المجتمعات التي تفقد هامش الحرية في طرح آرائها، فيكون هذا الباحث ضحية الجرأة. إن الجرأة تحقق لك نجاحا باهرا عندما لا يخضع الباحث إلى ضغط، فيغير بما يخالف الحقيقة، أو أن يستهويه الطمع فيكذب.

ز11- القدرة على المعالجة: أن يكون الباحث قادرا على إنجاز البحث الذي يختاره، من حيث الجهد والوقت والتكلفة المادية، فضلا عن المستوى المادي، ابتداء من اختيار العنوان، وتحديد الإشكال، ووضع الفروض، ومرورا بجمع المادة العلمية ومناقشتها وتحليلها واستنباط الأحكام منها لإثبات الفروض، وبالتالي الإجابة عن الإشكال المطروح، وأخيرا كتابة التقرير بالصفة المعروفة.

ز12- الأمانة العلمية: في النقل وعرض الأفكار وعزوها إلى أصحابها والإفادة منها، وذكر الفضل لأهله، والإشارة إلى المصادر والمراجع التي انتفعت بها أو تعلمت منها، فإن ذكر الفضل والإشادة بأهله دليل المروءة والأمانة، وسعة الاطلاع أيضا.

     والأمانة العلمية تقوم على[50]:

- عدم ذكر أفكار الغير دون الاعتراف لصاحب الفكرة بذلك.

- عدم استخدام أسلوب الغير دون الاعتراف بذلك.

- عدم النقل الحرفي دون الإشارة لذلك صراحة.

- الدقة في كتابة الهوامش من أجل التعرف على المصدر والتواصل إليه.

- عدم بتر الأفكار أو النصوص وإعادة صياغتها.

- عدم الاعتماد على مجموعة من المؤلفين المعروفين بالتحيز أو بعدم دقتهم وأمانتهم العلمية.

- عدم الاعتماد على مصادر ومراجع صدرت تحت ظروف معينة وقصد فيها الاستهلاك المحلي.

- عدم ذكر مرجع في قائمة المراجع لم يتم الاستعانة به في البحث.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ح_ المكتبية (البحث البيبليوغرافي، أنواع البيبليوغرافية)

 

 

 

ح.1_ الفهارس الموجودة في المكتبة.

ح.2_ التصنيف العام للكتب. 

ح.3_ الفهارس الموجودة في المكتبة.

ح.4_ فهارس أخرى موجودة في كل مكتبة. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ح_ المكتبية (البحث البيبليوغرافي، أنواع البيبليوغرافية):

     إن أسلوب جمع البيانات يختلف من موضوع إلى آخر، فبالنسبة للبيانات والمعلومات الموجودة في المكتبة، يتعين على الباحث أن يبحث عن مصادر بحثه في الكتب والمقالات المنشورة في المجلات العلمية. وإذا كانت الدراسة ميدانية، أو أن المعلومات المتعلقة بموضوع الباحث توجد خارج المكتبة، فإنه يتعين عليه أيضا أن يعتمد على منهجية علمية للحصول على المعلومات الأساسية لبحثه، وذلك باستعمال وسائل جمع البيانات المعروفة والمتمثلة في إجراء المقابلات والقيام بالملاحظات وتحرير الاستبيانات[51].

ح.1_ الفهارس الموجودة في المكتبة:    

     هناك نظام خاص في المكتبات تُرتب وفقه الكتب، و((البحث عن المراجع الموجودة في المكتبة يتطلب الإلمام بكيفية البحث عن المعلومات والتعرف على مصادر المعرفة العلمية، إن الفهارس الموجودة في المكتبة تعتبر هي المفتاح الرئيسي للحصول على المراجع التي يحتاجها الباحث. وفي العادة توجد عدة أقسام أو أنواع من الفهارس:

1_ فهرس خاص بعناوين الكتب.

2_ فهرس خاص بعناوين الموضوعات.

3_ فهرس خاص بأسماء المؤلفين ))[52].

     وكل كتاب مصنف بالمكتبة يحمل الرقم نفسه، سواء بحثت عنه تحت عنوانه، أو الموضوع، أو اسم المؤلف، وحسب الأسس لتصنيف الكتب، فإن جميع الكتب التي تعالج موضوعا معينا توجد في مكان واحد من رفوف المكتبة؛ حتى يتسنى للباحث أن يختار ما يناسبه وبأسرع وقت ممكن، ولهذا فإذا عثر الباحث على رقم أحد الكتب في الموضوع الذي سيكتب عنه، فبإمكانه التوجه إلى ذلك الرف الذي يوجد عليه الكتاب لكي يجد بقية الكتب في المكان نفسه. وفي مكتبات الجامعات بالمشرق العربي يتعين على الأستاذ أو الطالب أن يذهب بنفسه إلى أماكن الكتب ويختار بنفسه الكتب التي يرغب في استعارتها من المكتبة. أما في مكتبات المغرب العربي فالموظف في المكتبة هو الذي يتولى عملية إحضار الكتب لمن يطلبها[53].             

ح.2_ التصنيف العام للكتب[54]:

     حسب تصنيف ديوي العشري[55]، فإن جميع أنواع المعرفة تنقسم إلى 10 أقسام رئيسية، ومرقمة بالمئات، وهي:

العناوين الرئيسية                            الرقم الرئيسي                                Main Titles

1- المعارف العامة                              00  0                              1- Generalities

2- الفلسفة                                     100                         2- Philosophy       

3- الدين                                       200                       3- Religion           

4- العلوم الاجتماعية                           300            4- Social Sciences              

5- اللغة                                        400              5- Languages                   

6- العلوم البحتة                                500          6- Pure Sciences                   

7- العلوم التكنولوجية                                600                      7- Technology                          8- الفنون                                           700                8- The Art                      

9- الآداب                                          800            9- Literature                        

10- الجغرافيا والتاريخ                           900    10- General Geog. Hist.               

 

      وعن هذه الأقسام الرئيسية تتفرع العلوم الملحقة بكل قسم، وكل قسم فرعي يحمل 10 عناوين تندرج في ذلك التخصص. فلو أخذنا، مثلا، العلوم الاجتماعية لوجدناها تتفرع إلى فروع، وهي:

          300- العلوم الاجتماعية وأقسامها المتفرعة عنها.

          310- الإحصاء.

          320- العلوم السياسية.

          330- الاقتصاد.

          340- القانون.

          350 - الإدارة العامة.

            360- الخدمات الاجتماعية.

            370- التعليم.

            380- التجارة.

            390- العادات والتقاليد.

     وكل قسم من هذه الأقسام العشرة في العلوم الاجتماعية ينقسم بدوره إلى عناوين فرعية في تخصصات مختلفة، فلو أخذنا القانون الذي يحمل رقم (340) أعلاه، نجده ينقسم بدوره إلى التخصصات الآتية:

            340- القانون، وفيه نلاحظ التخصصات الآتية:

            341- القانون الدولي.

            342- القانون الدستوري.

            343- القانون العام.

            344- القانون الاجتماعي.

            345- القانون الجزائي.

            346- القانون الخاص.

            347- الإجراءات المدنية.

            348- أنظمة ودعاوى.

ح.3_ الفهارس الموجودة في المكتبة:

     وبالنسبة للفهارس الموجودة في المكتبة، من السهل على الباحث أن يحصل على المرجع الذي يبحث عنه، سواء بدأ بالبحث عن لقب المؤلف(وليس اسمه إلا في مكتبات الجامعات بالمشرق العربي حيث يتم تصنيف الكتب حسب اسم المؤلف وليس لقبه)، ففي المغرب العربي نستعمل التصنيف الأوروبي، والكتب تصنف دائما تحت لقب الكاتب، سواء كانت بالعربية أو بالفرنسية، كما يمكن العثور بسهولة على الكتاب الموجود في المكتبة بإلقاء نظرة على العناوين أو المواضيع[56].

ح.4_ فهارس أخرى موجودة في كل مكتبة[57]:

      مثلما يوجد فهرس بالمكتبة يشتمل على أسماء المؤلفين والمواضيع، توجد أيضا فهارس أخرى يمكن الاستعانة بها للتعرف على ما كتب في الموضوع الذي يرغب الباحث في الكتابة عنه. ومن هذه الفهارس نخص بالذكر المراجع الآتية:

1- فهرس المؤلفين                                           1- Author's Index 

2- فهرس الناشرين                                2- Publisher's Index                              

3- فهرس العلوم الاجتماعية  3- Index of Social Sciences                 

4- فهرس الأطروحات   4- Index of Theses                                                                           

5- فهرس المجلات         5- Index of  Journals                           

6- الكتب السنوية      6- Yearbooks                                       

7- الموسوعات     7- Encyclopedias                                       

 

     وكل هذه المصادر تساعد على تنمية معلومات الباحث والحصول على آخر المعلومات المتوافرة عن موضوعه.

      

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ط_ مصادر ومراجع مادة البحث:

 

        ط.1_ المصدر والمرجع.

                                               ط.2_ دراسة المصادر.

                                               ط.3_ الفرق بين المصادر والمراجع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ط_ مصادر ومراجع مادة البحث:

ط.1_ المصدر والمرجع:

     المصدر هو الكتاب الذي يحتوي على أخبار ونصوص نفيد منها في أبحاثنا، وغالبا ما تكون قديمة، وقد تكون معاصرة[58]، وتطلق كلمة المصدر عادة على كل ما له علاقة مباشرة بالموضوع من حيث اتصاله به اتصالا جوهريا[59]، ومن المصادر نستمد المادة الأساسية أو المادة الخام، كالنصوص الإنشائية من شعر ونثر، والمؤلفات التي أنتجها الأدباء، ودواوين الشعراء، إن كان البحث حول أديب أو شاعر، وكتب المؤلفين المعاصرين للشاعر أو الأديب في الموضوع نفسه، ويدخل في ذلك أيضا شروح الدواوين والروايات عنه، وقد يميز بين الديوان وشرحه بأن الأول هو المصدر الأصلي والثاني هو المصدر الفرعي[60].

      وقد ترقى المصادر إلى زمن الموضوع المبحوث عنه، ومنها ما يعود إلى زمان تالٍ، ويفضل الأقدم على ما يليه، مع ملاحظة أننا قد نجد في المتأخر م لا نجده في المتقدم[61].

      ومن هنا فإن أغلب الباحثين يرون أن المصادر نفسها تتنوع تنوعا واسعا، منها ما هو أصيل، ومنها ما هو فرعي ثانوي، فإذا جاز لنا أن نمثل بمصدر من الفقه أمكننا أن نضع في المصادر الأصلية كل ما يمت بصلة إلى دراسة القضايا العامة، لأن هذه الأمهات متخصصة في الموضوع ومؤلفوها مجتهدون إلى جانب شمولها على المسائل الفقهية المختلفة. بينما نجد مراجع في الفقه كمثل هذه الدراسات الحديثة التي تدرس قضية معينة مثل الزواج والطلاق، أو أحكام الدماء، أو غير ذلك، وهي ترجع في معلوماتها إلى تلك الأمهات، فإن هذه تعد مراجع[62].

      ولا ريب في أن أكثر المصادر أصالة هو ما كتبه مؤلفه بيده أو أملاه وأجاز روايته، ومعروف عناية القدماء بتأليف الكتب وتوثيقها، وما وضعوه لذلك من صور إجازات بالسماع والقراءة والمناولة، وهم بذلك إنما كانوا يريدون المحافظة على المصادر عند الكتاب، وقد تكون المجلة أو الجريدة أحيانا مصدرا، إنها كذلك بالنسبة للكتّاب فمنها نعرف أفكارهم وآراءهم، وننفذ إلى ما يمكن أن يحدث من تطور في أساليبهم وآرائهم ومواقفهم، ومن المصادر الأصلية أيضا المذكرات أو اليوميات فقد نجد في فيها من المعلومات العامة والخاصة ما لا نجده في الكتب المؤلفة، كما أن المقابلات التي تجري مع المعني بالدراسة تعد مصدرا لأنها تحتوي غالبا على معلومات جديدة أو طريفة لا توجد في المراجع الأخرى[63].

      وهناك كتب حديثة ألفها مؤلفون معاصرون في موضوعات قديمة، وقد اصطلح على تسمية هذه الكتب مراجع تمييزا لها عن المصادر القديمة، وإن كان بعض المؤلفين من يطلق تسمية المرجع على المرجع والمصدر، وقد يفرقون أحيانا بأن يقولوا مراجع أساسية ومراجع ثانوية، والأصح أن كلمة المصدر تذهب إلى المؤلفات القديمة، وكلمة المرجع يراد بها الكتب الحديثة التي يستعان بها في البحث لمعرفة القديم أو الحديث[64].

      بما أن المراجع كثيرة ومتنوعة فإنه يمكن تعريفها: بأنها كل ما كانت علاقته بالموضوع علاقة تفسير لجزئية من جزئياته، أي أنها لا تتناول جوهر الموضوع وقضاياه الأساسية[65].

      والمراجع تؤلف لعامة القراء ليرجعوا إليها للتزود بالعلم، ومؤلفوها رجعوا إلى المصادر واعتمدوا عليها في جمع مادتهم، فالمراجع زاد عامة القراء، والمصادر زاد المتخصصين، والذين يأخذون العلم والأخبار من منبعها الأصلي، وسمي المصدر مصدرا لأنه يصدر عنه العلم، فقد كانوا يستقون من المنبع أو النهر، يردون منه ثم يصدرون عنه بما حملوا من روايا وسقاء، فالمنبع أو النهر هو مصدر مائهم الذي نقلوه عنه، وصار الخبر والرواية التي تؤخذ من منبعها أو مستقاها القديم مصدرها الذي صدرت عنه[66].

      ولذلك لا يصح أن ننقل من المراجع الأخبار والروايات القديمة، لأن المرجع نقلها بدوره عن تلك المصادر، فينبغ الرجوع إلى الأصل، ونفيد من المراجع مما تذكره من مصادر، ونتعلم منها طرق البحث، وتفسير النصوص، ونقدها، ووجهات النظر، والاستنباط، وغير ذلك. إن القراءة في المراجع نتعلم منها أشياء، وتختصر لنا الطريق، وتذكرنا بأفكار، وتفتح لنا موضوعات، وتنبهنا إلى مواطن الضعف والزلل، هذا ولا ننسى أن فيها سلبيات ينبغي أن ننتبه لها، من ذلك سوء النقل أو سوء التفسير أو الميل والهوى في التعليل والتفسير، كأن يكون هوى عصبيا أو سياسيا أو مذهبيا، أو ما يعتري ذلك من أخطاء الطبع، أو السهو، أو سوء الفهم، فليس كل مرجع مرجعا[67].

      وقد تكون الكتب الحديثة أو المجلات مصادر، إذا كان الموضوع المبحوث معاصرا، فالمجلات والجرائد والكتب الحديثة تكون حينئذ مصادر، وما أُخذ شفاها من الأدباء والعلماء وذوي الشأن والصلة يكون مصدرا، وتشمل المصادر هنا سجلات الدواوين الحكومية، والإحصاءات، ومذكرات السياسيين، والأدباء ويومياتهم، ومسوَّدات المؤلف أو الشاعر المبحوث عنه، واستطلاعات الرأي المسجلة، ومن المصادر أيضا الأغاني والقصص الشعبية التي تتحدث عن أدب أمة، لأنها تصور طبيعة الأمم وعاداتها وتقاليدها، وصور التعبير عن آلامها وأفراحها[68].

     وخلاصة القول إن التفريق الدقيق بين ما يسمى مرجعا وما يسمى مصدرا يتعلق أولا وقبل كل شيء بالموضوع المعالج نفسه، فإن طبيعة الموضوع هي التي تحدد هذا الكتاب مصدرا أو مرجعا، ومعنى هذا قد يكون الكتاب الواحد مصدرا لبحث، في الحين الذي يكون فيه مرجعا لبحث آخر...[69].

ط.2_ دراسة المصادر[70]:

    يتتبع الباحث مصادره ويفحصها، وذلك بأن:

- يختار الطبعة التي حققت تحقيقا علميا، إذا كان الكتاب محققا، وإذا كان الكتاب غير محقق، وفيه عدة طبعات، نختار الطبعة الجيدة، التي تقل أخطاؤها، والطبع الأحدث هي الأحسن عادة، لم فيها من زيادات وتنقيح وتصويب، وهذا ليس شرطا، فقد تكون الطبعة الأحدث هي الأسوأ، وعادة ما تكون الطبعات الأوروبية هي الأشد عناية ولكن مع التحفظ.

- قد يكون من بين المصادر مصادر مخطوطة، فيدرسها ويبين قيمتها، ويشار إلى رقمها ومكانها في المكتبة، وقد تستعين بمخطوطة مع وجود مطبوعة، إذا وجدت نقصا في المطبوعة، أو خلافا أو خطأ.

- يحيط بالمصدر إحاطة تامة، ويستفيد منه قدر المستطاع. وتنقل منه مادة موضوعك، وكل ما تحتاج إليه، ولا تؤجل هذا العمل، فقد لا يتيسر لك الحصول الكتاب مرة ثانية.

- يحسن أن يكون للباحث مكتبة خاصة به، تتضمن أمهات المصادر، والمعجمات، وأمهات الكتب، والدواوين، وكتب اللغة والنحو والتاريخ، بالإضافة إلى الكتب المتعلقة بموضوع بحثك، أو الفترة الزمنية، أو البيئة أو العلم الذي تدرسه. إن المكتبة الخاصة توفر لك الجهد والوقت، وتتيح لك فرصة الرجوع إلى الكتاب، وتتيح لك وقتا كافيا للبحث.

- ينبغي الاحتفاظ برقم الكتاب، ومكان تواجد الكتاب في المكتبة التي تستعير منها، أو تقرأ فيها ليسهل لك الرجوع إلى الكتاب مرة ثانية وثالثة.

- تسجيل المعلومات الوافية عن الكتاب، عنوانه، واسم مؤلفه، وتاريخ وفاته، واسم المحقق والناشر والمطبعة وتاريخ ومكان الطبع، وعدد الأجزاء.

                                                     - تسجيل الملاحظات عن كل مرجع ومؤلفه وموضوعه، والأفكار التي تستفاد منه.

- يحسن كذلك أن يفيد الباحث من دوائر المعارف العربية والأجنبية، ومن مراجعها ومصادرها، وينبغي أن يفطن إلى أن المادة قد ترد في عدة مقالات.

- يستعين بالدراسات الحديثة، والرسائل الجامعية، وما في هوامشها من مصادر ومراجع قد تفتح له أبوابا جديدة ومعلومات قد تكون غائبة عنه.

- الإفادة من ذوي الخبرة والباحثين والمكتبيين والمختصين بالعصر أو الموضوعات القريبة من موضوعه.

- أن يكون على صلة دائمة بفهارس المكتبات وما يجد فيها من جديد، وكذلك يقرأ في المجلات الدورية المتخصصة والمجلات الجامعية والمجلات المعنية بالكتب، وزيارة معارض الكتب للوقوف على الإصدارات الجديدة التي لها صلة بموضوعه.

ط.3_ الفرق بين المصادر والمراجع[71]:

- إن المصادر هي الكتب التي تحتوي على المعلومات والعلوم الجديدة التي لم يسبق إليها أحد، فالمصادر هي الأصول، أما المراجع فهي كتب تعتمد في محتواها على المصادر، وقد تكون شروحا لها، والباحث لا يستعين بالمرجع كله، بل يبحث داخله عن الجزئية التي تفيد في بحثه.

- وبمعنى آخر، إن المراجع هي الدراسات الحديثة التي تعالج الموضوع من خلال استيعاب المادة الأصلية وتخرجها في ثوب جديد.

- ويمكننا التفريق بين المصدر والمرجع على أساس درجة الصلة بين ما في الكتاب من علم وبين موضوع البحث؛ فإذا كانت الصلة مباشرة فيُعدُّ مصدرا، وإن كانت غير مباشرة فيُعدّ مرجعا.

 

 

 

 

 

ي_ أنواع البحث العلمي والدرجة العلمية

 

ي.1- البحث الصفي.

ي.2- مشروع البحث.

 ي.3- الرسالة.

  ي.4- الدكتوراه.

                                           ي.5- بحوث نظرية.

                                           ي.6- بحوث تطبيقية.

                                           ي.7- البحوث الوصفية.

                                           ي.8- البحوث التاريخية.

                                           ي.9- البحوث التجريبية.

                  ي.10- بحوث من حيث الكم.

             ي.11- بحوث من حيث الكيف.

        ي.12- بحوث داخل المخابر.

         ي.13- بحوث خارج الجامعة.

      ي.14- بحوث استكشافية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ي_ أنواع البحث العلمي والدرجة العلمية[72]:

      تختلف البحوث في حجمها وأهميتها، وذلك حسب المرحلة الجامعية التي تنجز فيها، وحسب الظاهرة المدروسة، فهناك البحوث القصيرة، وهناك البحوث المتوسطة، وهناك البحوث الطويلة، وهناك من البحوث ما يخضع لطبيعة البحث ودوافعه، ومنها ما يخضع للمنهج المتبع في البحث، وهناك من يقسمها حسب الكم والكيف.

      والآن سنفصل في تلك الأنواع من البحوث:

ي.1- البحث الصفي:

      ويسمى كذلك "مقالا"، أو "تقريرا"، وهي بحوث تنجز في مرحلة من مراحل الليسانس، وتهدف إلى تدريب الباحث عل تنظيم أفكاره، وعلى استخدام المكتبة ومصادرها، ويطلق عليها عادة اسم "البحوث الصفية" لأن الطالب الجامعي يقوم بكتابة العديد منها خلال السنوات الجامعية، وفي كثير من الأحيان يطلب من الباحث إلقاء بحثه أمام زملائه في الصف، وقد لا يتعدى العشر(10) صفحات، في مدة قصيرة (من أسبوع إلى أسبوعين) لتسليم بحثه[73].

ي.2- مشروع البحث:

      ويسمى أحيانا "بحث التخرج"، وهو يطلب عادة كأحد متطلبات التخرج، وهو نوع من البحوث القصيرة، إلا أنه أكثر تعمقا من المقالة، ويتطلب من الباحث مستوى فكري أعلى ومقدرة أكبر على التحليل والمقارنة. حيث يتدرب الطالب على اختيار موضوع البحث وتحديد الإشكال، ووضع الاقتراحات اللازمة لها، واختيار الأدوات المناسبة للبحث، بالإضافة إلى تدريبه على طريق الترتيب والتفكير المنطقي السليم. وبمعنى آخر فليس المقصود بهذا البحث التوصل إلى ابتكارات جديدة، بل تنمية قدرات الطالب في السيطرة على المعلومات، ومصادر المعرفة في مجال معين، والابتعاد عن سطحية التفكير[74]، ويكون في حدود الخمسين صفحة[75].

ي.3- الرسالة:

      وهو بحث يرقى في مفهومه عن المقالة أو مشروع البحث، ويعتبر أحد المتممات لنيل درجة علمية عالية _ عادة ما تكون درجة الماجستير _ وتتصف الرسالة بأنها بحث مبتكر أصيل في موضوع من الموضوعات، أو تحقيق مخطوطة لم يسبق تحقيقها، أو أنها حققت في بعض جوانبها، ولاتزال هناك جوانب أخرى تحتاج إلى التحقيق. وتعالج الرسالة مشكلة يختارها الباحث، ويضع افتراضاتها ويتوخى أن تسهم النتائج التي سيحصل عليها في بلورة ابتكار جديد أو إبراز وجهة نظر جديدة، أو التوصل إلى علاقات وترابطات لم تعرف من قبل، ولم يسبق إليها باحث آخر. ولهذا فالرسالة تحتاج مدة زمنية طويلة نسبيا، وقد تتعدى حدود الطالب والأستاذ والصف إلى الجمهور وإلى أي قارئ آخر، حيث أنها في كثير من الأحيان تنشر وتقتبس وتنقد، وبذلك تصبح ملكا للجميع وجزءا من التراث الفكري[76]. وعدد صفحاتها في حدود المائتي (200) صفحة، ويشترط أن يسبق تحضير الماجستير سنة تحضيرية في مواد متخصصة جدا[77].

ي.4- الدكتوراه:

      هناك اتفاق بين رجال العلم بأن الأطروحة هي بحث علمي يرقى عن الرسالة في عمقه الفكري عادة، لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه. ولهذا فالأطروحة هي بحث أصيل، يقوم فيه الباحث باختيار موضوعه، وتحديد مشكلته، ووضع افتراضاته، وتحديد أدواته واختيار مناهجه، وتوقع معوقاته، معتمدا على نفسه، وذلك من أجل إضافة لبنة جديدة لبنيان العلم والمعرفة يعترف له بها الآخرون في مجال تخصصه. وقد تدوم لعدة سنوات، وقد تطول الأطروحة في حجمها لتغطي مئات من الصفحات أو أكثر[78].

      إن التقسيم السابق يتعلق بمراحل البحث، وبالإضافة إليه، يمكن أن نذكر تصنيفين آخرين أشار إليهما كثير من  الباحثين، فالأول يعتمد على طبيعة ودوافع البحث؛ وعلى ضوء هذا تقسم البحوث إلى:

ي.5- بحوث نظرية.

ي.6- بحوث تطبيقية.

      أما الثاني فيخضع للمنهج المتبع في البحث؛ فيكون من أنواعها:

ي.7- البحوث الوصفية.

ي.8- البحوث التاريخية.

ي.9- البحوث التجريبية.

      وهناك من يقسمها حسب الكم والكيف، فـ(( تتنوع البحوث من حيث الكم والكيف:[ي.10]_ من حيث الكم: هناك الأبحاث الصغيرة. ويكون هدفها تدريب الطلاب على كتابة الأبحاث، وتوسيع آفاق ثقافتهم، واحتكاكهم بالمكتبات، وحسن استخدام المصادر والمراجع، ويكون البحث بمقدار يتراوح بين 10_50 صفحة... [ي.11]_ من حيث الكيف: قد يكون البحث دراسة جديدة يعدها الباحث، ويقدم بها نفعا للناس، وقد يكون له أهمية كبيرة في موضوعه، ويكون في إبرازه للناس فوائد عظيمة، فيعمل الباحث على خدمته بكل طاقته، لكي يضعه بين أيدي الناس بشكل علمي واضح وميسر))[79].  

      ويمكن أن نضيف نوعين آخرين من البحوث؛ 12- الأول ينجز داخل المخابر المتواجدة في الجامعة، فالمخابر بين الفينة والأخرى تبحث في موضوع تخصصها، وفي نهاية كل عمل تعد بحثا هو حوصلة نشاطها، تارة يكون العمل جماعيا، وأخرى فرديا؛ كأن يقوم أحد أعضاء المخبر بإعداد بحث بمفرده؛ كابتكار جديد، أو بحث قديم بطرق ووسائل جديدة، 13- أما النوع الثاني فهو خارج الجامعة، في المؤسسات الصناعية؛ فالمنتوج، أيّا كان نوعه، قبل أن يخرج إلى النور، هناك بحوث تُجرى حوله قبل أن يُصنَّع، ونفس الأمر بالنسبة للفلاحة والزراعة...الخ.

14- بحوث استكشافية: هذه البحوث تهدف إلى وجود المشاكل التي تقف أمام الباحث وتكوين الفروض، وهذه البحوث تمثل الخطوة الأولى من خطوات البحث العلمي، وتتميز هذه البحوث بكونها مرنة وتعتمد على قدرة الباحث في خبرته على اكتشاف المتغيرات والظواهر، كما أن هذه البحوث لا تستطيع الإجابة عن أي فروض يتم طرحها خلال البحث. وتعبر البحوث الاستكشافية أقل تعمقا من البحوث الوصفية؛ لأن االبحوث الوصفية تزود الباحث بالعديد من المعلومات العميقة حول موضوع البحث، فهي تجمع البيانات وتحللها بدقة[80].

 

 

 

 

 

 

 

ك_ مجالات البحث العلمي وتطبيقاته

 

 

                                                    ك.1_ البحث العلمي ومجالاته.

                                                 ك.2_ مجالات البحث العلمي.

                                                 ك.3_ مجالات الدراسة في البحث العلمي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ك_ مجالات البحث العلمي وتطبيقاته[81]:

ك.1_ البحث العلمي ومجالاته:

      مجالات البحث العلمي من الأمور الرئيسية التي يجب توفرها لنهضة المجتمعات وتطورها، وذلك من خلال البحث العلمي وما يقدمه من نتائج وحلول للمشكلات التي تواجه المجتمع، ومجالات البحث العلمي تكاد لا تخلو من مجالات الحياة سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو تعليمية أو صحية أو غير ذلك. والبحث العلمي هو دراسة تفصيلية ودقيقة وعميقة لظاهرة معينة، ويتم من خلالها كشف المشاكل التي تواجه المجتمع، ويعمل على إضافة بعض المعلومات لحل هذه المشاكل بطرق وأساليب علمية عبر الوسائل البحثية، كما أن البحث العلمي عبارة عن كشف مجموعة من الحقائق لمحاولة تطوير وتقدم المجتمعات، وأخيرا هو دراسة الإشكاليات التي تقف أمام الإنسان ومحاولة حلها بأسلوب علمي.  

ك.2_ مجالات البحث العلمي:

1_ الحواسيب: أي علوم الحاسب الآلي الذي أصبح فرعا من فروع المعرفة المستقل عن العلوم الأخرى، وهذا العلم أصبح في السنوات الأخيرة من العلوم التي تشغل ذهن الكثير من الخبراء بسبب التطور المذهل الذي شهده، ويعمل الباحثون في مجال الباحث الآلي على دراسة الذكاء الاصطناعي، وقواعد البيانات، وابتكار لغات البرمجة وأنظمة التشغيل للأجهزة الإلكترونية والاتصالات السلكية واللاسلكية...

2_ الكيمياء: هناك العديد من الفروع التي تندرج تحت مجال الكيمياء مثل الكيمياء العامة والعضوية والطبيعية والحيوية، والكيمياء الغير عضوية، وكل هذه المجالات تعتبر ضمن مجالات البحث العلمي المبني على العديد من المعارف والمعلومات، فعلى سبيل المثال الكيمياء الحيوية تهتم بجميع العمليات التي تحدث داخل جسم الإنسان وعمليات التحول الغذائي.

3_ العلوم الاجتماعية: هذه العلوم خاصة بكافة العلوم الاجتماعية والنفسية، ويندرج تحتها العديد من التخصصات الفرعية التي يمكن تطبيقها بصورة عملية، فعلى سبيل المثال يمكن تطبيق أبحاث النفس الخاصة بالإنسان وكيفية تطوره والمشاكل التي تواجهه في المختبرات النفسية والشركات، وغير ذلك من العلاقة الإنسانية الذي يحاول البحث العلمي معرفتها وحلها.

4_ علم الأرض: علم الأرض من مجالات البحث العلمي الذي يهتم بدراسة الجيولوجيا، والتي تختص بكوكب الأرض، لذلك يهتم الباحث بدراسة المناخ وجميع مكونات الأرض سواء طبقاتها أو القشرة الأرضية وحركة الأرض، وأيضا دراسة الصخور وأنواعها، والحفريات الصخرية والمعدنية، كما يمكن للباحث أن يبحث في جميع سطح الأرض لإخراج جميع المعلومات العلمية، ومجال علم الأرض يدخل أيضا في علوم البيئة التي تعمل على تحسين الحياة البيئية للإنسان.

5_ علوم الحيوان: هذا الفرع من فروع مجالات البحث التي يقوم بدراسة الحيوان والبيئة التي يعيش فيها، وعلاقة  الإنسان بإنتاج القيمة الاقتصادية والغذائية التي يقدمها الحيوان، كما أن هناك بعض الدراسات التي تعمل على زيادة إنتاجية الحيوان وإمكانية تكاثرها، وكيفية علاج هذه الحيوانات من الأمراض التي قد تصيبها.

6_ علوم النبات: يهتم البحث العلمي المبني على دراسة علوم النبات يهتم بكل ما يخص المجال الزراعي من خلال الحفاظ على المحاصيل ورعايتها من الآفات الزراعية، والحفاظ على التربة الصالحة للزراعة وحمايتها من أن تكون بورا، وكيفية تطور سلالات جديدة من النباتات، ومعرفة علم الجينات النباتية المختلفة، كما أن علوم النباتات تدخل في بعض الفروع الخاصة بعلم الوراثة وعلم البيئة.

ك.3_ مجالات الدراسة في البحث العلمي:

      لا من أن يعرف الباحث العلمي طرق تحديد الدراسة، وموضوع الدراسة لإعداد البحث العلمي؛ لكي يقوم بعمل بحث خال من وجود أي خطأ أكاديمي.

1_ المجال المكاني: لا بد من وجود حدود مكانية لعمل دراسة البحث العلمي، وهذا البعد المكاني يساعد الباحث في تحديد وحصر موضوع الدراسة.

2_ المجال الزماني: المقصود به المدة أو الفترة التي يحتاجها الباحث لجمع البيانات والمعلومات العلمية الخاصة بموضوع الدراسة، وليس المقصود بها الفترة التي يحتاجها الباحث للبدء والانتهاء من الرسالة، وهذا المجال أحد حدود البحث الرئيسية، ويجب على الباحث الأخذ في الاعتبار المصادر العلمية التي يستخدمها.

3_ المجال البشري: هذا المجال يمثل عدد الأفراد المشاركين في البحث العلمي، أي عينة من المجتمع حتى توضح التطبيق الفعلي للدراسة في الواقع، وهذه تعتبر من مجالات البحث العلمي.   

 

 

 

 

 

 

ثانيا_ محاضرات السداسي الثاني

 

                                                                                                      

                                  أ_ اختيار موضوع البحث.

                                      ب_ إشكالية موضوع البحث.

                                      ج_ رسم خطة البحث.

                                      د_ التوثيق.                         

                                      ه_  أنواع المراجع.

                                      و_ جمع المادة وتوثيقها وتبويبها.

                                      ز_ أسلوب كتابة البحوث العلمية. 

                                      ح_ الهامش ووظيفته.

                                      ط_ إخراج البحث وتبييضه.

                                      ي_ الهامش.

 

 

 

 

 

أ_ اختيار موضوع البحث

 

                                                 أ.1_ الدقة.

                                           أ.2_ الوضوح.   

                                           أ.3_ الجدة.  

                                           أ.4_ أهمية الموضوع.

                                           أ.5_ وفرة المادة العلمية.   

                                                أ.6_ وفرة المصادر والمراجع. 

                                                أ.7_ مناسبة المرحلة والوقت.   

                                           أ.8_ الحصر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أ_ اختيار موضوع البحث:

    في الحقيقة هناك خطوة هامة جدا تسبق اختيار موضوع البحث، وهي القراءة الواسعة في مصادر ومراجع تخصص الباحث، ليتكون لديه رصيد معرفي يستطيع به أن يحدد عنوانا مناسبا للمرحلة التي يدرس فيها، ويستفاد من هذه القراءة كذلك في إنجاز فهرس للمصادر فيما بعد؛ لأنه يكون قد سجل قائمة بالكتب التي قرأها، كما تساعد في رسم خطة أولية للبحث المختار. 

     ويتعين على الباحث أن يعثر على موضوع شيق، يتفق مع ميوله ورغباته. فغموض المواضيع، وعدم استقرار رأي الباحث على أو الطالب على موضوع معين يحظى باهتمامه يترتب عليه عدم إلمام بالموضوع، وقلة حماسه للقيام بالأبحاث، وعدم بذل الجهد المطلوب لتحقيق الغاية المنشودة[82].

     وكما ذكرنا سابقا، في شروط اختيار الموضوع، فإنه يجب أن يكون جديد مبتكرا غير مطروق، وأن يكون واضحا، وأن تكون هناك مشكلة تستدعي الحل...الخ، وفي هذا السياق، يذكر "عمار بوحوش" و"محمد محمود الذنيبات"[83] أنه يستحسن أن يسأل الباحث نفسه عدة أسئلة تتعلق بالبحث، قبل أن يقدم على المشروع، وتتلخص هذه الأسئلة في الآتي:

1- هل تستحوذ المشكلة على اهتمام الباحث ورغبته؟.

2- هل هي جديدة؟.

3- هل ستضيف الدراسة التي تجول بخاطره إلى المعرفة شيئا؟.

4- هل يستطيع الباحث القيام بالدراسة المقترحة؟.

5- عل المشكلة نفسها صالحة للبحث والدراسة؟.

6- هل سبق لباحث آخر أن سجل للقيام بهذا البحث؟.

     إن اختيار موضوع للبحث ليس بالأمر الهين، بل يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط نجملها في الآتي:

أ.1- الدقة: أي أن نختار موضوعا محددا بدقة؛ فلا يمكن أن نضيف فيه أو ننقص. والدقة في الكتابة، كما يذكر "محمد عثمان الخشت"[84] تعني أن تكون الجمل والألفاظ والتراكيب اللغوية متساوية تماما لما وضع لها من معنى في اللغة أو في المصطلح أو منهما معا، مع ملاحظة أن بعض الألفاظ قد يتطور معناها من عصر إلى آخر، بل من مكان إلى غيره، ويتحمل اللفظ من المعاني بعد تطوره ما لم يكن فيه من قبل.

أ.2- الوضوح: أي أن يكون البحث واضحا لا لبس فيه ولا غموض. و(( الوضوح دليل فهم الباحث لما يقول فكلما كانت المعاني واضحة لا لبس فيها ولا غموض كلما كنت الصياغة كذلك...))[85]. وعلى الباحث أن يتجنب (( الموضوعات المبهمة التي لا يستطيع فيها أن يخرج بتجربة أو رؤية صحيحة من بحثه ))[86].

أ.3- الجدة: والمقصود بها أن يكون البحث جديدا مبتكرا غير متناول،  فـ (( على الباحث أن يبتعد كليا عن النقل الجاف، والتقليد والترجمة المتعسفة التي لا تخدم اللغة، ويبتعد كذلك عن التكرار الممقوت ))[87].

أ.4- أهمية الموضوع: أي أن يضيف أو يقدم شيئا للمعرفة أو للمجتمع، وبمعنى آخر أن يعطي حلولا لمشكلات تؤرق البشرية. وهناك في المقابل من البحوث ما هو جديد، ولم يبحث من قبل، ولكن ليس له قيمة علمية تدعو إلى بذل الجهد في إنجازه. و(( تظهر أهمية البحث في شد انتباه الدارس وكذا الدارسين، وعلى ذلك يجب ألا يكون مجال البحث تافها أو غريبا أو مشوشا لا يؤدي إلى نتيجة، ولا يدفع البحث العلمي إلى الأمام. وتكمن أهمية أي بحث في مدى معالجته للمجتمع والإنسانية، وعلى هذا فالبحوث التي لا نتيجة أو صعب عليها تصوير مشاكل المجتمع هي بحوث لا فائدة من ورائها، ولا تستحق أن تدرج في قوائم الدراسات الأكاديمية أو البحوث العلمية الأصيلة ))[88].

أ.5- وفرة المادة العلمية: إن وفرة المادة العلمية من وفرة مصادرها ومراجعها.

أ.6- وفرة المصادر والمراجع: عندما يختار الباحث موضوع بحثه، يجب أن يتمعن في مصادره، هل هي كثيرة أم قليلة؟ وهل بالإمكان الحصول عليها بسهولة أو يسر؟... و(( إن وفرة المصادر تعلم الطالب البحث والموازنة والمناقشة والمقارنة والاختيار، ويكون بحثه مستندا إلى أسس راسخة، ووثائق معتمدة، فيكون الكلام موثقا، والآراء مدعمة بأسانيدها))[89].

      ومصادر البحث هي مهمة لأي بحث يكتب أو ينشر، فلا بد من اطلاع الباحث على مصادر البحوث السابقة ومدى صلتها بالبحث المراد عمله، وعليه أن يتجنب البحوث القليلة المصدر، و أن يلم بكتب التراث القديمة والحديثة[90].

أ.7- مناسبة المرحلة والوقت: أي أن لكل مرحلة موضوع بحث يتناسب معها؛ فالبحث في مرحلة الماستر له حجم معين، والبحث في مرحلة الدكتوراه له حجم أكبر، وهكذا ...هذا من جهة، ومن جهة أخرى طبيعة البحث هي التي تفرض المرحلة التي ينجز فيها، أما بالنسبة للوقت؛ فيجب أن نختار موضوعا يناسب الوقت الذي ينجز فيه، فمن غير المعقول اختيار موضوع يدوم عشر سنوات، من البحث والجمع، لمرحلة جامعية مدتها خمس سنوات مثلا.

أ.8- الحصر: الحصر من الموضوعات المهمة في البحث العلمي، لقد أصبح من الضروري، عند اختيار البحث، أن نتناول جزئية معينة في أي مجال علمي؛ حتى نحيط بالموضوع، ونصل إلى نتائج واضحة بينة، وعلى النقيض من ذلك، عند اختيارنا لموضوع طويل وواسع ومتشعب؛ لا نعطي له حقه من البحث، ولا نصل فيه إلى نتائج واضحة يمكن تعميمها.

وقد حدد الدكتور "عبد الرحمن عبد الحميد علي"[91] المقومات الخاصة بالبحث العلمي وشرحها، والتي تُبرز أهميته، حتى يستطيع الباحث- على حد تعبيره - أن يخرج بحثا قويا عليه ملامح الأصالة، وتظهر من خلاله الجدة والابتكار، وهي كالآتي:

_ مصادر البحث.

_ انفرادية البحث.

_ أصالة البحث.

_ أهمية البحث.

_ الأفكار الجديدة في البحث.

_ مشكلات البحث.

 

 

 

 

 

 

 

 

ب_ إشكالية موضوع البحث

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ب_ إشكالية موضوع البحث:

    بعد اختيار الموضوع تأتي خطوة أخرى هامة هي الأخرى، وهي إشكالية البحث، ويجب أن تعبر بدقة عن العنوان المختار، وتصاغ على شكل سؤال أو عدة أسئلة. وعلى الباحث أن يحس بمشكلة البحث، و(( إذا عرفنا المشكلة تعريفا بسيطا، وهو أن يشعر الفرد بعدم الراحة اتجاه شيء ما، وأن يشعر بالقلق، تجاه ذلك الشيء، فإن المشكلة بالضرورة هي الشيء الذي يسبب ذلك القلق، وبالتالي تتطلب إجابات شافية على تساؤلات الفرد واستفساراته. فالإحساس بالمشكلة مرتبط بالفكرة، والتفكير لإجاد الحلول المناسبة، وبذلك فإن الإحساس يصبح منبها للفكر، ومحكا أساسيا للتفكير ))[92].

    ويتفق العلماء والباحثون أن مرحلة اختيار المشكلة وتحديدها من أصعب المراحل التي يواجهها الباحث، ولربما أنها أصعب من إيجاد الحلول، بسبب ما يترتب عليها من دراسات وافية لجميع نواحي المشكلة وتحديد منهج البحث والاتصال بالمختصين، في مجال تلك المشكلة، ووضع خطة البحث والأدوات التي يستخدمها الباحث، والمراجع التي ينوي الرجوع إليها للحصول على البيانات والمعلومات[93].

    وفي تحديد المشكلة، يرى "كامل محمد المغربي"[94] أن على الباحث أن يتبع القواعد الأساسية، وهي:

- وضوح موضوع البحث.

- تحديد المشكلة: وهي أن تصاغ صياغة واضحة، بحيث تعبر عما يدور في ذهن الباحث، وتبين الأمر الذي يرغب في إيجاد حل له. وتصاغ بشكل سؤال يتطلب إجابة محددة.

- وضوح المصطلحات: أن يعبر بوضوح عن أفكاره، وذلك بتحديد المصطلحات المتعلقة بالمشكلة، حتى يتضح معناها وتحدد معالمها وصفاتها؛ وذلك تفاديا لأي لبس في الفهم أو التفسير...ويجب عدم الخلط بين هدف البحث المشكلة التي يعمل على حلها. فهدف الدراسة هو السبب الذي دفع الباحث إلى الدراسة مبينا قيمة البحث والمنافع التي تجنيها من النتائج التي نخلص إليها. ويشار إلى الهدف عادة بكلمة "لماذا".

    أما مشكلة البحث فهي التي يرغب الباحث في التوصل إلى حلها ويشار إليها بكلمة "ماذا".

 

 

 

ج_ رسم خطة البحث

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ج_ رسم خطة البحث

     بعد اختيار الموضوع، وتحديد إشكال له، ترسم خطة البحث، (( والخطة خطتان؛ الأولى مختصرة تكون الهيكل العام للبحث في صورته العامة، أما الثانية فهي الخطة المفصلة التي تعتمد في البحث وتتضمن كل الجزئيات والتفاصيل، ولا تغادر كبيرة ولا صغيرة، وهذه تكون دليل الباحث التي ترسم خط سيره ))[95].

     والخطة في البحث تقابل خارطة المهندس لمشروع البناء، أو تصميم الخياط، وصانع السيارات والطائرات، وأي عمل لا يسير وفق خطة محكمة مصيره الضياع والخطأ، ضياع الجهد والمال والوقت، وأصبحت الخطة ضرورية حتى للوصول إلى غاية، فعند السفر ترسم _ ولو في الذهن _ خطة تعرف منها خط السير، وأي طريق أنسب وأسلم وأقل جهدا وكلفة، وكم يستغرق من الوقت، وكم يتطلب من مال[96].

     ومن المعلوم أن لكل موضوع خطة بحث، وتسمى بـ"التصميم الأولي" كذلك؛ لأنها قد تعدَّل من حين لآخر حسب المادة العلمية المجموعة، وفي نهاية البحث تصبح خطة نهائية، وتقسم عادة إلى: مقدمة، ومدخل أو تمهيد، ووحدات( ونقصد بها الفصول والأبواب والمباحث )، وخاتمة، وفهارس.

      ويقول "يحي وهيب الجبوري" أن هناك نقاطا يحسن مراعاتها عند رسم الخطة[97]، وهي:

- أن تعبر الخطة عن الموضوع: تحيط بكل جوانبه وأبعاده.

- التبويب: يقسم الموضوع إلى أجزاء؛ فصول أو أبواب... ويتضمن كل جزء تفصيلات الموضوع داخل هذا الجزء، ويراعى أن تكون الأبواب والفصول مرتبة وفق منطق سليم، ونظام خاص مدروس، كأهمية الفصل أو الموضوع، أو ترتيب الزمن، أو التوزيع المكاني...ويرعى هنا أيضا أن تكون الأجزاء متناسبة ومتقاربة في الحجم؛ فلا يكون فصل بعشر صفحات، وآخر بمائة صفحة، وإنما يكون هناك تناسب وتوازن، وكذلك أجزاء الكتاب وأبوابه تكون متقاربة، ويكون لكل باب أو فصل وظيفة حقيقية في البحث، بحيث لا يمكن الاستغناء عنه، ويكون مرتبطا بما قبله وما بعده ترابطا منطقيا عضويا، ولا يكون هذا التقسيم شكليا أو تعسفيا، وإنما هو استجابة طبيعية لحاجة الموضوع، فموضوع يقسم إلى بابين وفي كل باب ثلاثة فصول، وآخر لا يحتاج إلا إلى ستة أو سبعة فصول دون حاجة إلى أبواب، وهكذا...

- المقدمة: ومما يكمل الفصول والأبواب وجود المقدمة، التي ترد في كتبنا العربية باسم المقدمة، أو خطبة الكتاب. يبين فيها سبب اختيار الموضوع وأهميته ومنهجه في البحث، مع فكرة عن محتويات البحث والمصادر، والصعوبات والدراسات السابقة، والإشكالية.

- وقد يلي المقدمة عند الضرورة التمهيد أو المدخل، وقد يسمى التوطئة، وقد يسميه البعض (بين يدي الكتاب)، والمدخل توطئة للبحث، تذكر فيه المعلومات الضرورية التي لا مكان لها في الفصول، ويكون ذكرها ضروريا موضحا لطبيعة البحث، وأوسع مما تتحمله المقدمة.

      والمدخل كما هو معروف يعالج المجال العلمي الذي تندرج ضمنه الإشكالية.

- وبعد الأبواب والفصول تأتي الخاتمة، ومن عناصرها أن تكون فيها نتائج للبحث، أو خلاصات له، أو تصور  موجزة لمستقبل البحث في الإشكال المدروس.

- ثم الفهارس، وبعض البحوث تستوجب عمل ملاحق، وكثيرا ما تتضمن الملاحق الجداول والاستبيانات، أو الرسوم أو الخرائط، أو المصطلحات التي تقتضيها طبيعة بعض الأبحاث. وبعد ذلك جريدة أو فهرس المصادر والمراجع.

- هذه الخطة قد تكون عرضة للتبديل والتغيير والحذف أو الإضافة، وذلك وفق طبيعة المادة والآراء المستجدة هي التي تحدد مسار الخطة وتحدد معالمها.

- العناوين: عناوين الأبواب والفصول ينبغي أن تكون واضحة معبرة عن الفكرة، محيطة بها بعيدة عن الإبهام والغموض والتعميم، شاملة لكل ما يستوعبه من جزئيات.

     ويمكن تقديم نموذج عام لخطة بحث على الشكل التالي:

- مقدمة.

- مدخل(تمهيد).

- الوحدات(الأبواب والفصول والمباحث... وعناوينها).

- خاتمة.

- الملاحق، إن وجدت.

- الفهارس بمختلف أنواعها.

      وسنفصل في هذه العناصر في موضوع إخراج البحث وكتابته.

 

 

 

د_ التوثيق

 

 

     د.1_ تعريف توثيق المراجع في البحث العلمي.

   د.2_ أهمية كتابة المراجع في البحث العلمي.

  د.3_ أنواع توثيق المراجع في البحث العلمي.

د.4_ ملاحظات حول الاقتباس.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

د_ التوثيق[98]:

د.1_ تعريف توثيق المراجع في البحث العلمي:

     يمكن أن نعرف توثيق المراجع في البحث العلمي بأنه: "الإشارة إلى مصدر المعلومة أو البيان الذي أورده الباحث العلمي في البحث أو الأطروحة، للحفاظ على مجهودات وحقوق المؤلفين الأصليين". وعرفه آخرون بأنه: "أحد العلوم التطبيقية التي تهتم بتبويب وتنسيق المعلومات التي يُستعان بها في خطة البحث العلمي؛ لحفظ نواتج الإبداع الذهني البشري".

المفهوم الحديث لتوثيق المراجع:

     لا شك أن التعريف الاصطلاحي لتوثيق المراجع في البحث العلمي يختلف من وقت لآخر، وفقا لوسيلة استياق المعلومات التي يتحصّل عليها الباحث، وفي الوقت الحالي أصبح هناك العديد من الوسائل في يد الباحث العلمي؛ للحصول على البيانات مثل الطرق التقليدية التي تنقسم إلى الكتب، والصحف، والمجلات، والنشرات الدورية، والأوراق العلمية، أو عن طريق المواقع الإلكترونية، لذا يمكن أن نُعرّف توثيق المراجع في البحث العلمي من هذا المنطلق العصري بأنه: "الحصول على المعلومات عن طريق الكتب الورقية أو النصوص الإلكترونية، ثم بعد ذلك ترتيبها بأسلوب منهجي وفني؛  من خلال التصنيف والفهرسة.

د.2_ أهمية كتابة المراجع في البحث العلمي:

_ إن الأمانة العلمية تقتضي عند الحصول على البيانات أو المعلومات من مصدر معيّن أن تتم الإشارة إلى مؤلف المصدر، حفاظا على حقوق الغير.

_ لا يتضمن البحث العلمي كل الجوانب المتعلقة بكل فقرة أو مصطلح، بل إن الباحث العلمي يشير فقط إلى ما يخدم خطة البحث من معلومات أو مصادر، ويفيد توثيق المراجع في البحث في إمكانية رجوع القارئ إلى مصدر المعلومة؛ من أجل الحصول على قدر أكبر في حالة الرغبة في الاستزادة.

_ تُعدّ كتابة المراجع في البحث العلمي دليلا على حسن اطّلاع الباحث، وتتبّعه للعديد من الدراسات السابقة؛ لاكتساب المعلومات والأفكار التي أوردها في خطة البحث العلمي.

_ يُمثّل توثيق المراجع أهمية كبيرة؛ من أجل تعرّف الباحث العلمي والقُرّاء والمناقشين على مدى حداثة البيانات الواردة في البحث العلمي، من خلال كتابة تواريخ النشر الخاصة بالمراجع، ومن المعروف أن أهم من شروط الأبحاث العلمية الحصول على المعلومات الجديدة التي تخصّ موضوع البحث، ويستند إلى نهاية ما توصّل  إليه الأخير، ثم يبني عليها رؤيته وصبغته الخاصة.

_ يُعتبر توثيق المراجع في البحث العلمي حماية للباحث من التحريف؛ حيث إن هناك بعض الباحثين الذين يقومون بالاقتباس من الغير مع تغيير في طريقة الصياغة؛ من أجل الوصول إلى أهداف معينة تدعّم أفكارهم غير السوية، والتوثيق يحمي من ذلك.

_ كتابة المراجع مصدر مهم للمعلومات بالنسبة للباحثين الذين ينتمون إلى ذات التخصص، في حالة الرغبة في الحصول على معلومات في ذات المجال.

د.3_ أنواع توثيق المراجع في البحث العلمي:

     هناك العديد من أنواع توثيق المراجع في البحث العلمي، مثل طريقة "هارفارد"، وطريقة "جمعية اللغات الحديثة" "MLA"، غير أن أكثر تلك الطرق استخداما من قبل الباحثين، طريقة جمعية علم النفس الأمريكية "APA"، ويتم استخدام تلك الطريقة على مرحلتين:

*المرحلة الأولى: في متن الموضوع: تتم كتابة اسم العائلة للمؤلف، ثم نُتبعه بسنة النشر فيما بين قوسين.

          _ توثيق المراجع في البحث العلمي لمؤلف واحد:

             مثال: قام السنوسي(1990) بدراسة مختصرة حول ...

          _ توثيق المراجع لمؤلفين:

             مثال: قام السنوسي والقاسمي(1996) بدراسة مختصرة حول...

          _ توثيق المراجع لثلاثة من المؤلفين أو أكثر:

          _ في حالة ذكر المرجع للمرة الأولى: يتم ذكر جميع المؤلفين.

          مثال: قام السنوسي والقاسمي والسعدي(1970) ...

           _ في حالة ذكر المرجع للمرة الثانية: يتم ذكر المؤلف الأول ويُتبع بكلمة وآخرون.

          مثال: قام السنوسي وآخرون(1950) ...

          _ في حالة الاقتباس النصي لفقرة من مرجع:

          _ في حالة كون النص أقل من أربعين كلمة تتم كتابته ضمن المتن داخل قوسين، ثم يتم ذكر رقم   الصفحة التي تم الحصول على النص منها. مثال: أشار سعيد، والخطاطبي(1997، ص80) "إلى أن أهم عوامل نجاح العلاقة الزوجية، هي الرضا بما قسمه الله".

          _ في حالة أن النص المنقول أكثر من أربعين كلمة تتم كتابته بصورة مميزة أو فقرة منفصلة عن متن البحث العلمي. مثال: قال سعيد، والحطاطبي(1997، ص85) "يعدّ غياب الزوج لفترة زمنية طويلة عن المنزل أحد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الجفاء في العلاقة الزوجية، وعلى الرغم من أن ذلك الأمر قد يكون لأسباب خارجة عن الإرادة، كون عمل الزوج قد يتطلب السفر، إلا أنه من المفضل في تلك الحالة أن يصطحب زوجته معه".

         _ في حالة توثيق التراجم في مضمون البحث: تتم كتابة التاريخ الأصلي للترجمة، وبعد ذلك التاريخ الذي تُرجم في البحث. مثال: أشار ستيفن(2005/1960).

         _ في حالة توثيق عدة أعمال في مضمون البحث: مثال: ساعدت المكتشفات الطبية الحديثة في تطور عمليات زراعة الشعر(السعدي، 2003، الإمام، 2007، أمين، 2010).

*المرحلة الثانية: في صفحة المراجع "قوائم المراجع":

         _ توثيق المراجع في البحث العلمي لمؤلف واحد: مثال: الخطاطبي، عبد الله(1988)، دراسة تربوية متخصصة، القاهرة، دار اللؤلؤة.

        _ توثيق المراجع في البحث العلمي لمؤلفين: مثال: الخولي، العماوي، زياد(2001)، تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، الإسكندرية، دار النشر الأصيل.

        _ توثيق المراجع في البحث العلمي لثلاثة من المؤلفين أو أكثر: مثال: الزهري، جابر، المتوكل، سمير(1993)، وسائل التعليم عن بعد، دبي، دار المحروسة.

        _ توثيق المراجع التي لا يوجد لها مؤلف: _ مثال: طريقة انصهار المعادن(1964)، القاهرة، مطبعة الرحمة.

       _ توثيق المراجع لمنظمة وفي ذات الوقت تقوم بعملية النشر: المؤسسة العامة للمحافظة على الآثار(1992)، التراث الوطني، عمان، الأردن.

       _ توثيق التراجم: مثال: كاسبرزاك(2016)، القيمة الغذائية للحبوب(ترجمة عمرو عبد الواحد)، القاهرة، مكتبة رماح الجبري (العمل الأصلي تم نشره خلال عام 1976).

       _ توثيق مقالة من كتاب: مثال: فوزي، تحسين(1988)، التصنيف(محرر)، أهمية التدقيق اللغوي(ص:20ص:25)، القاهرة، جمعية الشرق الأوسط.

       _ توثيق مقالة في النشرات العلمية الدورية:  مثال: قطب(1999) النظريات الاقتصادية المعاصرة، الموسوعة التجارية، 2(1)، 14_16.

وفي حالة وجود أكثر من مؤلف يتم ذكرهم في البداية مع وضع فاصلة بين كل منهم.

       _ توثيق أوراق العمل التي يتم تداولها في الندوات: مثال: سعاد، أحمد الهويدي(2008، ديسمبر)، أثر تلوث البيئة على صحة الإنسان، ورقة علمية مقدمة في مؤتمر التلوث البيئي، القاهرة، جمهورية مصر العربية.

       _ توثيق المراجع لسائل الدكتوراه أو الماجستير غير المنشورة: مثال: عبد الرحمن، جمال(2016)، دور الخدمة الاجتماعية في البيئة المدرسية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة طنطا، الغربية، جمهورية مصر العربية.

د.4_ ملاحظات حول الاقتباس:

1- الاقتباس قد يكون اقتباسا حرفيا...وقد يكون اقتباسا غير مباشر، وفي هذه الحالة الأخيرة يكون الاقتباس للفكرة وليس للكلمات نفسها[99].

2- بالنسبة للاقتباس الحرفي، فلا بد أن نفرق بين الاقتباس الذي يتجاوز أربعة أسطر، والاقتباس الذي يقل عن أربعة أسطر. ففي الحالة الأولى، لا بد أن يكتب الباحث الأسطر المقتبسة بما يظهر بوضوح، أنها ليست من إنتاجه، ويشترط في هذه الأسطر أن تكون في وسط الصفح، والسطور قريبة من بعضها البعض[100].

وهذا مثال للاقتباس الحرفي للنص الذي يتجاوز أربعة أسطر:

             "بعد أن تنقل ما في الجذاذات، وتربط بين أجزائها، وتعلق عليها، وتناقش ما فيها، بعد ذلك تبقى ثغرات في البحث وأشياء تحتاج إلى استكمال وإعادة نظر، من ذلك كلمات تحتاج إلى توضيح، وعبارات ونصوص تحتاج إلى ضبط بالشكل، أو كلمات تضبطها لتزيل عنها اللبس أو خطأ نحوي هنا، أو استعمال لغوي غير سليم هناك، وهنا تفصيل يحسن إيجازه، أو تكرار يجب حذفه، أو نقص عليك إكماله...وتنظر في الهوامش فتجد بعض المصادر متأخرة وقد قدمتها، فتقدم ما حقه التقديم، والعكس، إذا بدأت باسم المؤلف ، فيجب أن يستمر منهجك كذلك، وإذا أشرت إلى العنوان فوحد الإشارة إليه في كل هوامش البحث، وتنظر في الفصول وتناسبها من حيث الطول؛ فتجعلها متقاربة في الحجم، وإذا رأيت هناك حاجة للحذف فاحذف أو الإضافة فأضف، ويحسن أن تستعمل الرموز والاختصارات في الهامش، وقد تكون قد استعملت صيغة الأمر في الإشارة إلى الهامش فقلت: انظر، وقابل، ولاحظ، فينبغي أن تتجنب هذا، وتستعمل صيغة المبني للمجهول؛ فإنها أكثر لياقة وأدبا، فقولك(ينظر) خير من (انظر)، و(يراجع) خير من (راجع)..."[101].

 

      إن الاقتباس الحرفي الذي يتجاوز أربعة أسطر، يتميز باكتمال الفكرة، وفيه يحرص الباحث على اقتباس النص الطويل؛ لكي يضح فكرته بدقة، ولا داعي للتعبير عنها بأسلوب آخر[102].

3- بالإضافة إلى الاقتباس الطويل، فهناك الاقتباس القصير الذي لا يتجاوز أربعة أسطر، وهو الشائع جدا[103].

مثال للاقتباس القصير الذي لا يتجاوز أربعة أسطر:

      عُرّفت الخاتمة من طرف نجوى الحسيني ومحمد قبيسي بقولهما: "هي نهاية البحث، وتتضمن الأفكار الأساسية الواردة في البحث، والنتائج الجديدة التي تمخض عنها، والاقتراحات والنظريات التي يعرضها الباحث، والثغرات والنواقص التي لم يتمكن من حلها"[104].

4- في بعض الأحيان، يكون الاقتباس شبه متقطع، أي أن جملا مأخوذة من مقطعين مختلفين...وفي هذه الحالة، لا بد من وضع بعض النقاط في السطر للإشارة إلى ذلك[105].

مثال عن الاقتباس المتقطع:

     "وهناك طريقتان لنقل المعلومات؛ طريقة الأوراق، وطريقة الجزازات، والطريقة الأولى هي طريقة ( الدوسيه) الملف المقسم، وهي الأوراق التي يمكن تحريكها وحفظها في ملف معد لهذا الغرض، فيكتب الطالب على وجه واحد من الورقة، يترك في أعلى الصفحة مسافة يسجل فيها اسم المصدر الذي ينقل عنه ورقم الصفحة واسم مؤلفه...في الجهة اليسرى، ويكتب في الزاوية اليمنى العنوان الذي يدل على المادة المنقولة، ويترك في الهامش الصفحة مكانا للتعليق والملاحظات ..."[106].

      فالنقاط التي توجد بين الجمل تدل على حذف بعض العبارات، والجمل التي لا يراها الباحث ضرورية في الفقرة المقتبسة قد تم حذفها، وذلك دون أن يفقد النص معناه الأصلي[107].

5- يتم الاقتباس وفق طرق مختلفة تتمثل في[108]:

- نقل النص كاملا دون تغيير فيه، ولا بدّ من وضع النص بين قوسين؛ حتى لا يتهم الباحث بانتحال النص.

- اختصار النص، وتلخيصه في حالة إذا ما احتاج الباحث إلى اقتباس موضوع كامل أو فكرة كاملة تشغل عددا كبيرا من الصفحات.

- إعادة صياغة النص بأسلوب الباحث.

6- الاقتباس في الهامش:

      والاقتباس قد يكون في الهامش؛ وذلك لتدعيم وجهة نظر الباحث أو إظهار رأي مخالف للرأي الموجود في النص، وفي العادة تكون الفقرة على صفحة واحدة، وإذا كان الاقتباس طويلا، والهامش لا يكفي، فيمكن مواصلة كتابة الهامش في الصفحة التالية، ولكن بوضع إشارة انتقال الكتابة في نهاية الهامش =، ثم يضع نفس الإشارة = في بداية الهامش على الصفحة الموالية[109]، ثم يذكر في نهاية ذلك الاقتباس في الهامش، المرجعَ والصفحةَ.

      وختاما لهذا الموضوع نستشهد بقول لعمار بوحوش ومحمود الذنيبات عندما تحدّثا عن "الموضوعية العلمية في التوثيق"، وصعوبة التوثيق فقالا أن (( التوثيق عملية صعبة للغاية؛ لأن من الصعب التفريق بين نقل المعلومات، والاستشهاد ببعض المعلومات، أو تعزيز وجهة نظر الباحث، أو التمهيد لفكرة مضادة للفكرة الأصلية، فالباحث عندما يكتب، يحاول أن يعطي انطباعا بأنه ملتزم بالموضوعية والأمانة العلمية والاستعانة بآراء الآخرين، لتدعيم وجهة نظره، لكنه في واقع الأمر، يعبر عن وجهة نظره، ويدافع عن القيم التي آمن بها، ويستعرض الأفكار التي تبدو له مهمة، ومعبرة عن الموضوع. وبناء على هذا: فإن الموضوعية والأمانة العلمية، والتحلّي بروح الدقة والصدق في معالجة الموضوع هي أشياء نسبية ))[110].

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ه_ أنواع المراجع

 

    ه.1_ أنواع المراجع.

                                            ه.2_ طرق توثيق مصادر ومراجع البحث العلمي.

                          ه.3_ ملاحظات حول توثيق المراجع.

                                 ه.4_ طرق ترتيب قائمة المصادر والمراجع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ه_ أنواع المراجع:

     ذكرنا سابقا أنه على الباحث أن يقرأ كثيرا؛ ليختار موضوعه، ويحدد إشكاله، ويرسم خطته الأولية، وبالإضافة إلى جمع المادة العلمية، يستفاد من قائمة المصادر كذلك، صنع فهرس المصادر والمراجع؛ وذلك بترتيبها هجائيا في نهاية البحث. كما عرّفنا المصدر والمرجع(محاضرات السداسي الأول)، والفرق بينهما، وبعد قليل سنتحدث عن أنواع المراجع.

ه.1_ أنواع المراجع:

     إن المراجع التي يستعين بها الباحث في إنجاز بحثه، ابتداء من اختيار الموضوع، وتحديد الإشكال، وإنجاز الخطة، ومرورا بجمع المادة العلمية، ومناقشتها وتحليلها، وصولا إلى النتائج، هي كثيرة ومتنوعة؛ فمنها المؤلفات، والكتب المترجمة ، والمجلات، والرسائل والأطروحات، والموسوعات والمعاجم، والمواقع الإلكترونية.

     وفي موضوع المكتبة تحدث الدكتور "كامل محمد المغربي" عن أنواع المراجع المكتبية[111]، وذكر منها ثمانية أنواع وعرفها تعريفا دقيقا وشاملا، مع أمثلة لكل نوع، نوجزها في الآتي:

1- مراجع عن كتب:

    هذا النوع من المراجع يتناول الكتب، ويتحدث عنها ويعرف القارئ بها. ومن أنواعه: فهارس المكتبات،  والمطبوعات الحكومية، والرسائل العلمية...الخ

- فهارس المكتبات:

     تقوم المكتبات الكبيرة عادة بإصدار فهارس دورية بمقتنياتها من المطبوعات المختلفة - الكتب والدوريات - وذلك لتكون في متناول الباحث، وتعريفه بهذه المقتنيات بيسر وسهولة، مثل فهرست الكتب الإسلامية الموجودة في المتحف البريطاني.

- المطبوعات الحكومية:

     وهي من المراجع الهامة، لأنها تمثل مصدرا زاخرا بالمعلومات، للإجابة على الاستفسارات والتساؤلات الخاصة بالأنشطة الحكومية، كالإحصاءات الرسمية، والتربية والتعليم، والدفاع والعدل، وغيرها.

- الرسائل الجامعية:

     وهي ما تقدم للجامعات والمعاهد للحصول على درجات علمية. والرسائل عبارة عن أبحاث أكاديمية مكتوبة، يعالج كل منها نقطة علمية معينة في موضوع علمي، أو أدبي، أو اجتماعي، يستفيد منها المجتمع العلمي والإنساني.

2- الدوريات:

     تعرف الدورية بأنها مطبوع يصدر في حلقات متعاقبة وفترات منتظمة - أو غير منتظمة - وتبرز أهميتها في أنها تقدم آخر ما توصل إليه العلم، في مجال ذلك التخصص، وتقسم الدوريات إلى ثلاثة أنواع، وهي: الصحف، والمجلات، وكشافات الدوريات.

3- كتب عن كلمات:

     وهذا يضم القواميس والمعاجم بجميع أنواعها. وهي تقوم بترتيب هجائي لكلمات اللغة، مع شرح لمعاني كل منها، وكيفية نطقها، ومرادفاتها، أو أضدادها، أو اختصاراتها، أو مدلولاتها، ومن أشهرها: قاموس "اوكسفورد"، و"لسان العرب" لابن منظور...

4- كتب عن الأماكن:

     ونعني بذلك الأطالس والقواميس الجغرافية، حيث تبين مواقع الأماكن من بعضها البعض، وأماكنها من خطوط العرض والطول...

5- كتب عن الناس:

     وهي مراجع تختص بالعنصر البشري، وسيرة الأشخاص ونشاطاتهم، فهي تعطي القارئ نبذة مختصرة لحياة الشخص.

6- دوائر المعارف والموسوعات:

     تقوم الموسوعات بتغطية جميع الموضوعات، التي عرفها الإنسان بشيء من الاختصار المفيد، ولذلك فهي أصلح المطبوعات للتثقيف النفسي، وتتضمن الموسوعات الحوليات والكتب السنوية، وهي تصدر كل عام بشكل منتظم، وفيها الكثير من المعلومات، التي تتعلق بالأحداث العالمية الحديثة(الجارية). وأشهر الموسوعات هي:

Columbia  Encyclopedia

Encyclopedia  Britanica

Encyclopedia  American

 

7- المراجع التاريخية:

     وهي التي تهتم بالأحداث التاريخية في العالم بشكل عام، وتكون الأحداث التاريخية مرتبة بتسلسل زمني.

8- المراجع المتخصصة:

     تعنى هذه المراجع بموضوعات مختلفة في شتى نواحي المعرفة الإنسانية، لهذا فهي متعددة ومختلفة لاختلاف المواضيع، ومن أشهر المراجع، مراجع الديانات، ومراجع الفلسفة، ومراجع الاقتصاد والتجارة، والمراجع الحكومية، والسياسية، ومراجع المكتبات، وغيرها.

     هذا عن أنواع المراجع التي تحتويها المكتبة، أما عن أنواع المراجع التي نصادفها عادة في البحوث العلمية المنجزة، فيمكن أن نختصرها فيما يلي:

- المخطوطات.

- الكتب العربية.

- الكتب المترجمة.

- الكتب الأجنبية.

- الدوريات.

- الرسائل والبحوث الجامعية.

- المواقع الإلكترونية.

ه.2_ طرق توثيق مصادر ومراجع البحث العلمي[112]:

      من الخطوات المهمة جدا في البحث العلمي كتابة وتوثيق المصادر والمراجع بطرق سليمة، وتتمثل هذه الطرق في الكتابة على هذا النسق:

- اسم المؤلف، اسم المرجع، مكان النشر، رقم الطبعة، دار النشر، بلد النشر، سنة النشر، الصفحة.

- في حالة إذا كان الكتاب مترجما تتم كتابة المرجع كما يلي: اسم المؤلف، اسم المرجع، اسم المترجم، مكان النشر، دار النشر، سنة النشر، الصفحة.

- إذا كان المرجع دورية: اسم المؤلف، عنوان المقالة، اسم الدورية، رقم العدد الخاص بالمجلد، تاريخ الصدور، الصفحة.

- إذا كان المرجع عبارة عن صحيفة: اسم الكاتب، عنوان المقال، اسم الصحيفة، تاريخ صدورها، الصفحة.

- إذا كان المرجع عبارة عن بحث مقدم لمؤتمرات علمية: اسم المؤلف، عنوان البحث، موضوع المؤتمر، مكان انعقاد المؤتمر، تاريخ انعقاده.

- إذا كان المرجع عبارة عن موقع إلكتروني: اسم الموقع، اليوم، الشهر، السنة.

ه.3_ ملاحظات حول توثيق المراجع:

1- في النقطة الأخيرة، وهي توثيق الموقع الإلكتروني، يمكن أن نضيف إليه تاريخ الاطلاع، والساعة؛ فيكون توثيقه كالآتي: اسم الموقع، تاريخ النشر، تاريخ الاطلاع، الساعة.

2- إذا مقالا أو موضوعا مشورا في موقع إلكتروني، يوثق _ انطلاقا ممّا ذكرته في الملاحظة الأولى _ كالآتي:

اسم المؤلف، عنوان المقال، الموقع، تاريخ نشره، تاريخ الاطلاع، الساعة.

3- إذا كان المرجع رسالة أو بحثا جامعيا، فتتم كتابتها كما يلي: اسم الباحث، عنوان الرسالة، نوعها(درجتها)، اسم الجامعة، البلد، السنة الجامعية، الصفحة. وهناك من يضيف اسم المشرف بعد عنوان الرسالة.

4- في قائمة المراجع، نحذف أرقام الصفحات للمراجع وتُرتّب ترتيبا ألفبائيا، أو أبجديا.  

5- تُرتَّب أنواع المراجع فيما بينها في البحث العلمي، حسب أهميتها بالنسبة للموضوع؛ فإذا كان هناك استشهاد بالقرآن الكريم، جعلناه أول المراجع؛ لقداسته، وكان البحث باللغة العربية، بدأنا بالمراجع العربية، ثم الأجنبية، والعكس صحيح، وهناك من الباحثين مَن يفصل بين المصادر والمراجع؛ فيبدأ بالأولى ثم المراجع، وهناك من لا يفصل بينهما؛ فيجعلهما في قائمة واحدة، ويرتبها.

3- يخضع كلّ نوع من المراجع إمّا للترتيب الهجائي (ء، ب ت ث، ج ح خ، د ذ، ر ز، ...)، أو للترتيب الأبجدي (أ ب ج د، ه و ز، ح ط ي، ك ل م ن...)، وهذان الترتيبان هما الشائعان والمستخدمان.

ه.4_ طرق ترتيب قائمة المصادر والمراجع[113]:

     هناك طرق مختلفة لكيفية ترتيب قائمة المصادر والمراجع في نهاية البحث، ومنها:

- الترتيب حسب النوع: وفي هذه الحالة يتم ذكر الكتب أولا، تليها الدوريات، ثم الوثائق الرسمية، ثم الدراسات، والأطروحات ...إلخ.

- الترتيب حسب الحروف الأبجدية.

- الترتيب حسب تاريخ الصدور.

- الترتيب حسب الورود في البحث.

- ترتيب المراجع العربية ثم الأجنبية.

 

 

 

و_ جمع المادة وتوثيقها وتبويبها

 

 

 

و.1_ طرق التدوين والاقتباس.

  و.2_ إعداد الجذاذات وتوزيعها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

و_ جمع المادة وتوثيقها وتبويبها:

     بعد أن ينتهي الباحث من إعداد خطته، وفحص مصادره ومراجعه، تأتي مرحلة أخرى، وهي نقل المعلومات من هاته المصادر (( وهناك طريقتان لنقل المعلومات؛ طريقة الأوراق، وطريقة الجزازات، والطريقة الأولى هي طريقة ( الدوسيه) الملف المقسم، وهي الأوراق التي يمكن تحريكها وحفظها في ملف معد لهذا الغرض، فيكتب الطالب على وجه واحد من الورقة، يترك في أعلى الصفحة مسافة يسجل فيها اسم المصدر الذي ينقل عنه ورقم الصفحة واسم مؤلفه...في الجهة اليسرى، ويكتب في الزاوية اليمنى العنوان الذي يدل على المادة المنقولة، ويترك في الهامش الصفحة مكانا للتعليق والملاحظات ...))[114].

      أما الطريقة الثانية المفضلة، وهي الأسهل في تحريك الأوراق وحفظها وترتيبها والعثور على المادة المطلوبة، وهي طريقة البطاقات أو الجزازات، وقد تسمى الجذاذات، والبطاقة من الورق المقوى بحجم 10×14سم، أقل من ذلك أو أكثر...ويمكن أن يقطع الطالب أوراق الكتابة في الحجم الذي يناسبه، على أن يكون الحجم واحدا متساويا، وقد تكون البطاقة مسطرة أو غير مسطرة، وقد يطبع في رأس البطاقة كلمات مثل: اسم الكتاب، اسم المؤلف، تاريخ الطبع، وغير ذلك[115]

      وهناك ضوابط للعمل بالجذاذات، ذكرها العلماء، نوجزها في الآتي:

- أن نكتب على وجه واحد منها.

- أن نكتب فيها نصا واحدا فقط، أو فكرة واحدة، مع ذكر اسم المرجع والصفحة.

- أن نكتب التعليق المناسب أسفل النص، ونضع النص بين علامتي التنصيص.

- أن نضع بطاقات الفصل الأول مع بعضها بواسطة حزام مطاطي، ونفس الأمر بالنسبة للفصل الثاني، والثالث... أو وضعها في أدراج...

- أن تكون في حجم واحد؛ حتى يسهل ترتيبها وتصنيفها، والاحتفاظ بها.

- ويمكن استعمال البطاقات الملونة؛ البطاقات ذات اللون الأبيض للفصل الأول، والبطاقات ذات اللون الأصفر للفصل الثاني...وهكذا.

- أن يكتب في أعلى الجذاذة عنوان الفصل أو المبحث بقلم الرصاص؛ ليتسنى له تغييره إن أراد ذلك.

- أول ما يسجل في البطاقة بعد عنوان الفصل أو المبحث، المصدر، ومؤلفه، والمعلومات الأخرى.

     وهذا نموذج لذكر المعلومات في البطاقة[116]:

 

                                                                                                                                                                                           

1_ عنوان الفكرة التي يشتمل عليها الاقتباس ومكانها من البحث.    

2_ نص الاقتباس.

3_ مصدر الاقتباس.

 

 

و.1_ طرق التدوين والاقتباس[117]:

- تبدأ بأقدم المصادر، فتنقل منه المعلومات المتعلقة بالبحث، وفق الخطة التي أعدت.

- ليكن النقل دقيقا وبخط واضح، ولا تكتب على ظهر الجذاذة، واستعمل أكثر من جذاذة إذا كان الخبر طويلا، واجعل للجذاذات أرقاما متسلسلة إذا كان الخبر طويلا.

- ألا يكون النص المقتبس طويلا.

- تلخيص الفكرة: وهو تلخيص مجمل النص يدونه الباحث بأسلوبه ولغته، وهنا ينبغي أن يشير في هامش بحثه إلى ما يدل على أن الأفكار ليست له، وإنما هي منقولة عن مصدر ما بتقديم (ينظر) أو(يراجع) أو ما شابه ذلك.

- إذا حذفت كلمة أو أكثر أو عبارة من الاقتباس جعلت نقطا أفقية هكذا(...) مكان المحذوف.

- وضع النص المقتبس بين قوسين، أو ما يسمى علامات التنصيص.

- تسهيلا لعملية المراجعة والوصول إلى المادة العلمية بأيسر الطرق، يوصى الباحث بكتابة عنوان الفصل أو المبحث على ظهر كل بطاقة؛ ويضعها في ظروف.

- يخصص بالإضافة إلى بطاقات المعلومات بطاقتين: الأولى لمؤلف الكتاب وتاريخ وفاته والمعلومات عنه، والثانية لاسم الكتاب ومحققه وتاريخ طبعه واسم المطبعة والبلد الذي طبع فيه، وغير ذلك من المعلومات التي تتصل بالكتاب.

- عندما ننتهي من جمع المادة في المصدر، نجمع البطاقات ونحزمها بحزام مطاطي، مع بطاقتي الكتاب والمؤلف، ونضعها في ظرف نكتب عليه اسم المصدر، أو نضعه في درج خاص بذلك.

- ثم نتناول بعدها المصدر الثاني الذي في قائمة مصادرك، وتعمل فيه ما عملته في المصدر الأول، ثم تربط جذاذات هذا المصدر، وتحتفظ بها في الظرف أو الدرج أو العلبة، وهكذا تنتقل إلى المصدر الثالث، والرابع... والأخير.

- ننقل من المرجع ما نستفيد منه من وجهات النظر، وإنه يفيدنا في معرفة المصادر التي نجهلها، وإلى ما يحويه من أفكار ومناقشات ووجهات نظر...

      إن الجذاذات مفيدة للباحث؛ فهي تسهل عملية جمع المادة، وتوفر الجهد والوقت، وتفيد في موضوعات أخرى لها صلة بالموضوع الأول...

و.2_ إعداد الجذاذات وتوزيعها:

      بعد الانتهاء من جمع المادة العلمية في الجذاذات، نأتي إلى فرزها وتوزيعا حسب الخطة من فصول وأبواب...فإذا كانت الفصول أربعة كانت البطاقات في أربع مجموعات، وهكذا، (( وبمقابلة المادة المجموعة المصنفة وعرضها على الخطة، سيجد الحاجة إلى تعديل الخطة أو تحويرها، أو تغيير بعض فصولها، أو إضافة فصل آخر، وفق المادة المجموعة، وعندئذ يمكن تعديل الخطة بصورة رسمية قبل بدء بالكتابة، وقد يحدث التعديل أثناء الكتابة... فطبيعة المادة المجموعة هي التي تحدد مسار الخطة))[118].

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ز_ أسلوب كتابة البحوث العلمية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ز_ أسلوب كتابة البحوث العلمية:

     إن جمع المادة أمر ميسور يستطيع أي شخص أن يقوم به، ولكن الاستفادة من هذه المادة، وكتابة البحث المطلوب يتطلب مهارات خاصة، وذوقا وذكاء، وموهبة، ومقدرة على انتقاء المادة، ووضعها في مكانها المناسب، واستبعاد ما لا ضرورة له أو تأجيله، حتى يوضع في موضعه المناسب[119].

     وههنا يقرأ الباحث الجذاذات قراءة متأنية، ثم يبدأ بكتابة المعلومات وفق الخطة، ويربط الفقرات بعضها ببعض، ويعلق عليها، إذا وجب ذلك، و(( على الباحث ألاّ يجعل من نفسه مجرد ناقل ومرتب للأفكار، بل ليكن له رأي وموقف، لأنه باحث وناقد وخبير، ولكن في ثقة وتواضع العلماء))[120].

     إن الباحث في هذه المرحلة يستشهد بالنصوص المجموعة في الجذاذات، يحللها ويناقشها ويستنبط منها؛ ليخرج بأحكام تثبت صحة أو بطلان الفروض، فإن أثبت الفروض، يكون في النهاية قد أجاب عن الإشكال المطروح، إنه في مرحلة النقد بالدليل؛ فهو(( عندما يريد أن يثبت فكرة أو ينقض فكرة، لا بد أن يدلل على صحتها أو خطئها بأدلة واضحة صريحة... ))[121].

     يمضي الباحث في الكتابة وفق الخطة، يقتبس المعلومات التي في الجذاذات، يدونها حرفيا حينا، ويلخصها في حين آخر، وقد يشير إليها إشارة موجزة، وقد يناقش ما يستوجب المناقشة، ويعلق عند الضرورة، يدعم فكرة هنا، وينقض فكرة هناك، وفق تصور شامل للموضوع، وفي تسلسل منطقي للأفكار، ويلتزم بحدود الموضوع لا يخرج عنه مستطردا، ولا يقتطع منه مختصرا، ولا يسهب فيه تجاوزا، بل يكون القصد والاقتصاد دأبه، إن الاستطراد سبب في اضطراب الموضوع، فهو يذهب بوحدته وتماسكه وانسجامه، ولا يقف الاستطراد عند الأفكار الجانبية فحسب، بل يشمل إضافة فصل أو باب للرسالة ليس له صلة وثيقة بها، وكذلك إقحام فقرة أو فقرات في ثنايا البحث لا يتطلبها السياق، وكذلك يشمل الاستطراد أو الخروج إلى موضوعات هامشية توضيحية تغير مسار البحث وتقلل من أهميته، وتفكك وحدته وتماسكه[122].

      وإذا نقل الباحث فقرة أو فكرة يجب الإشارة إلى ذلك في الهامش، وينبغي أن يظهر أسلوبه في البحث، باديا للعيان، يحس به القارئ ويشعر به؛ يعرف أنه لصاحبه، لا لطه حسين، وشوقي ضيف، والعقاد...

      هذا، وقد ذكر "محمد صالح ناصر"[123] نقلا عن "محمد عثمان الخشت" في كتابه (فن كتابة البحوث العلمية) أن الأسلوب الأكاديمي العلمي الذي تكتب به الرسائل والأطروحات الجامعية، ينبغي أن يتسم بصفات منها:

- أن يكون واضحا، لأن الوضوح دليل فهم الباحث لما يقول.

- أن يكون دقيقا، والدقة في الكتابة تعني أن تكون الجمل والألفاظ والتراكيب اللغوية متساوية لما وضع لها من معنى في اللغة أو في المصطلح أو منهما معا.

- أن يكون مُنسابا(الانسياب): من مواصفاته تجنب الجمل ذات العناصر الكثيرة، واجتناب الجمل التي تطول المسافات بين أجزائها الرئيسية، بأن تطول المسافة بين الفعل والفاعل طويلة مثلا، وحذف الكلمات والجمل غير الضرورية. وحسن استخدام الفقرات وتوظيفها. فالأسلوب الاكاديمي وسط بين الأسلوبين؛ الأسلوب العلمي المحض، والأسلوب الأدبي العاطفي.

       ولا بد من سلامة اللغة، وجمال الأسلوب، فعلى الباحث أن يتجنب تكرار الألفاظ والجمل، وذلك باستعمال المترادف. وأن يستعمل الكلمات المعاصرة الواضحة، ويتجنب الغريب والكلمات المهجورة. ولابد من الابتعاد عن الكلمات والعبارات الأجنبية، إلا إذا كانت عبارات اصطلاحية، أو أن يرجع في المصطلحات الأجنبية إلى ما يقابلها في العربية. وأن يبتعد في لغته عن التلاعب اللفظي والتعقيد وأن تكون العبارات وضحة تميل إلى الإيجاز، ويتحاشى الفواصل الطويلة  ما أمكن بين الفعل والفاعل، والمبتدأ والخبر، وأن يبتعد عن السجع، وإذا عالج نقطة في مكان، فلا يكررها في مكان آخر، وإنما يشير إليها، ويحيل عليها في الموضع الآخر...[124].

       ويعتبر الاقتباس من الأمور الأساسية في البحث، وله ضوابط، منها[125]:

- أن يكون من المصادر الأصلية.

- نقل النص بأمانة، ولا يتصرف فيه بالتقديم أو التأخير.

- يحصر النص المقتبس بين قوسين صغيرين في بدايته ونهايته، والإشارة إلى مصدره في الهامش.

- ألا يتجاوز طول الاقتباس عن ستة أسطر، وفي هذه الحالة يوضع بين علامتي التنصيص (( )). أما إذا تجاوز النص المقتبس ستة أسطر إلى صفحة، فإنه لا يوضع في هذه الحالة بين قوسين، ولكنه يصغر حجمه، ويترك فراغ بينه وبين السطر الذي قبله، والسطر الذي بعده، ويكون الهامش عن يمين النص وعن يساره أوسع من الهامش الأبيض في بقية البحث.

- إذا تجاوز الاقتباس صفحة، فلا يجوز في هذه الحالة الاقتباس الحرفي، وإنما يصوغ الباحث الفكرة بأسلوبه، ويشير في الهامش إلى المصدر أو والمرجع الذي اقتبس منه.

- أن يراعي الباحث الانسجام في النصوص المقتبسة، ويربط ما قبلها بما بعدها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ح_ الهامش ووظيفته

 

 

       ح.1_ استخدامات الهوامش.

      ح.2_ أين توضع الهوامش؟

ح.3_ طريقة الإحالة.

ح.4_ كيفية ترقيم الهوامش.  

                                         ح.5_ كيفية كتابة بيانات المراجع لأول مرة في الهامش.

    ح.6_ ملاحظات حول تدوين بيانات المراجع. 

                                         ح.7_ طريقة تدوين بيانات مراجع سبقت الإشارة إليها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ح_ الهامش ووظيفته[126]:

      سنعرض هذا الموضوع في عناصر هامة، هي: الهوامش، وطريقة الإحالة، وكيفية كتابة بيانات المراجع لأول مرة في الهامش، وملاحظات حول تدوين بيانات المراجع، وطريقة تدوين مراجع سبقت الإشارة إليها. 

ح.1_ استخدامات الهوامش:

      إن استخدام الهوامش أمر لا يخلو منه أي بحث أكاديمي، بل إن هذا الاستخدام عرف في كتبنا التراثية يعبر عنها الحواشي. ولها أهمية في جميع البحوث الأكاديمية، ولا بد من مراعاة الدقة المتناهية في ترتيبها والعناية بها، لأن البحث العلمي يعتمد على التوثيق. وبما أنه لا بد من التفريق بين المعلومات التي ينبغي إيرادها في المتن، وتلك التي ينبغي إيرادها في الهامش، فالهوامش تستخدم في:

- الإشارة إلى المصدر أو المرجع الذي اقتبس منه النص المذكور في المتن أعلاه.

- إعطاء أسماء مراجع إضافية تؤيد الفكرة المذكورة.

- ذكر نص مساعد لتأييد النص المذكور في المتن.

- شرح متمم لفكرة مجملة جاءت في صلب البحث.

- شرح بعض المصطلحات.

- التعريف بمكان أو شخصية مجهولة أو مغمورة.

- تخريج الآيات القرآنية، وتخريج الأحاديث النبوية وتحقيقها.

- الإحالة الداخلية بمعنى إرجاع القارئ إلى موضع أو مواضع أخرى في البحث تعرضت لنفس الفكرة.

- الإحالة الخارجية على نصوص مذكورة في بحوث أخرى تناولت أمرا يتعلق بما في المتن.

- التنويه بفضل من قد يكون قد قدم للباحث اقتراحا أو مساعدة ما.

ح.2_ أين توضع الهوامش؟:

       توجد ثلاثة أماكن يمكن أن نضع فيها الهوامش:

      1- الموضع الأول: أسفل الصفحة.

      2- الموضع الثاني: نهاية الفصل.

      3- الموضع الثالث: آخر البحث.

       وليس هناك اتفاق بين الباحثين على أفضلية موضع على آخر، ولكن التجربة تدل على أن مكانه هو أسفل الصفحة لسهولة قراءتها ومتابعة المعلومات فيها.

ح.3_ طريقة الإحالة:

       يمكن للباحث أن يحيل قارئ بحثه على الهوامش مستخدما الأرقام العددية أو النجوم أو الحروف الأبجدية، والأيسر غالبا استخدام الأرقام، وهو ما عليه معظم الباحثين، ولكن يفضل في الرسائل المتخصصة في مجال الرياضيات، استخدام الحروف الأبجدية، لأنها تجنب القارئ الخلط بين الأرقام الأصلية في المتن وبين أرقام الهوامش العددية.

ح.4_ كيفية ترقيم الهوامش:

1- الترقيم المنتهي بانتهاء الصفحة: وفيه يضع الباحث هوامش كل صفحة بشكل مستقل حتى تنتهي الصفحة، فإذا جاءت صفحة جديدة ابتدأ الترقيم من جديد.

2- الترقيم المتوالي الكامل: ويرقم الباحث رسالته كلها من بدايتها إلى نهايتها ترقيما متواليا.

3- الترقيم المتوالي الفصلي: ويرقم في الباحث هوامش الفصل من بدايته إلى نهايته ترقيما متواليا.

       وتعتبر الطريقة الأولى هي الأفضل؛ لأنها تسهل متابعة الأفكار، وتجنبنا الكثير من المزالق التي قد تطرأ أثناء الطبع، فقد يتراءى للباحث حذف هامش أو إضافة آخر، فإذا كان متبعا الطريقة الأولى سهل عليه الأمر.

ح.5_ كيفية كتابة بيانات المراجع لأول مرة في الهامش:

       عندما يَرِدُ المرجع لأول مرة فإن بياناته تكتب كما يلي:

- اسم المؤلف، عنوان الكتاب، دار النشر، البلد، الطبعة، السنة، الصفحة.

ح.6_ ملاحظات حول تدوين بيانات المراجع[127]:

1- إذا كان المرجع أجنبيا يدون بلغته ولا يترجم.

2- عند نقل نص من مصدر نضعه بين علامتي التنصيص، وهي أربعة أقواس صغيرة(( ))، وعند انتهاء النص رقما بين قوسين، ونضع مثله في الهامش، وتشير إلى المصدر مختصرا، كأن تقول:الطبري5/60.

3- وإذا ورد الخبر في أكثر من مصدر، تذكر المصادر وفق قدمها في الهامش، كأن تقول:

( ابن سلام1/112، الأصبهاني7/30، ابن خلكان3/32، البغدادي1/140).

4- إذا اشترك ثلاثة مؤلفين يكتب اسم المؤلف الأول فقط مع إضافة كلمة وآخرون، أو زملاؤه.

5- إذا كان الكتاب مترجما إلى اللغة العربية نضيف بعد اسم المؤلف اسم المترجم والمُراجع إن كان، مثل: مالك بن نبي، الظاهرة القرآنية، ترجمة: توفيق شاهين، مراجعة وتقديم....

6- إذا كان الكتاب لاثنين، نذكر اسميهما معا، ثم عنوان الكتاب، والصفحة.

7- إذا نقلت خبرا عن كتاب لم تطلع عليه بسبب تعذر وجوده، ونقلته عن كتاب آخر، تذكر الخبر من الكتاب الأول ورقم الصفحة، ثم تقول: عن كتاب فلان، ص كذا. مثل: الدمياطي، فضل الخير، ص:40، نقلا عن الرسولي، الأقوال الكافية، ص:70.

8- وإذا كان الاقتباس من مجلة أو صحيفة فينبغي أن تكون الإشارة إلى عنوان المقال واسم الكاتب واسم المجلة ورقم العدد وتاريخه ومكان صدور المجلة أو الصحيفة، مثال ذلك: إجازات السماع في المخطوطات القديمة، صلاح الدين المنجد، مجلة معهد المخطوطات العربية، القاهرة، المجلد الأول، سنة 1955، ص:232.

9- إذا كان المصدر مخطوطا يذكر أنه مخطوط، ويذكر اسمه، واسم مؤلفه، ومكانه في المكتبات، ورقمه.

10- أما المحادثات الشفوية أو المحاضرات غير المنشورة، فيشار إليها بأنها حديث شخصي مع المعني بتاريخ كذا، على أن يستأذن صاحب الحديث بذلك، وكذلك إذا كانت محاضرة عامة يذكر اسمها وتاريخها، والإذن بالإشارة.

11- إذا كان الاقتباس من رسالة علمية غير منشورة، فإن البيانات تدون على النحو السابق بإضافة اسم الجامعة التي ناقشت البحث، والسنة الدراسية التي نوقشت فيها، مثل:

مبارك بن عبد الله الراشدي، الإمام أبو عبيده التميمي وفقهه، رسالة دكتوراه، الحلقة الثالثة( غير منشورة)، الجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدين، تونس، 1989.

12- معلومات النشر لا تدون في الهامش إلا مرة واحدة في البحث، أي حين يرد ذكر المصدر لأول مرة.

13- إذا كان الكتاب مُحقّقا يُذكر فيه اسم الكتاب كاملا، اسم مؤلفه، واسم المحقق إن كان الكتاب محققا، ورقم وجوده في المكتبة التي يتواجد بها إن كان مخطوطا، كما يذكر مكان الطبع، وتاريخه[128].

14- ترتب المراجع ترتيبا هجائيا، بحسب اسم الكتاب، أو اسم المؤلف، وتذكر معلوماته الشكلية على النحو التالي: عنوان الكتاب، اسم المؤلف، دار الطبع، البلد، الطبعة، سنة الطبع.

15- إذا لم يذكر تاريخ الطبع، أو الطبعة، أو المطبعة، في المراجع، يشار إلى ذلك بالاختصار الآتي:

-  د. ت: اختصار لعبارة "دون تاريخ".

-  د. ط: اختصار لعبارة "دون طبعة".

-  د. مط: اختصار لعبارة "دون مطبعة".

     أو يشير المحقق في مقدمته إلى عدم ذكر بعض المعلومات البيانية لبعض مراجعه, وبالتالي يغضُّ الطَّرف عنها في فهرس المصادر والمراجع.

16- حدد "عبد الهادي الفضلي " تنظيم قائمة المصادر والمراجع بإحدى الطرق[129]:

 - البدء باسم الكتاب وفق الترتيب الألفبائي، أو وفق الترتيب الزمني.

       - البدء باسم المؤلف وفق الترتيب الألفبائي، أو وفق الترتيب الزمني للوفاة.

       - البدء بلقب المؤلف وفق الترتيب الألفبائي، أو وفق الترتيب الزمني للوفاة.

       - اتِّباع إحدى الطرق المتقدمة مع توزيع الكتب حسب موضوعاتها.

     ويؤكد على ذكر بيانات المراجع في كل طريقة، فمثلا الطريقة الأولى: _ اسم الكتاب، اسم المؤلف فلقبه (تاريخ الوفاة )، اسم المحقق أو المحققين، أو اسم المترجم، اسم المراجعين، (مكان النشر: جهة النشر، تاريخ النشر)، عدة الطبع[130].

ح.7_ طريقة تدوين بيانات مراجع سبقت الإشارة إليها:

- إذا تكرر ذكر المرجع مريتن متتاليتين، دون أن يفصل بينها مرجع أو مراجع، في هذه الحالة تكتب بيانات المرجع في المرة الأولى، ونكتفي في المرة الثانية بكلمة (المرجع السابق)، إذا ورد ذكر المرجع في الصفحة الأولى، و أعيد ذكره في الصفحة الموالية دون فاصل، أما إذا ذكر المرجع مرتين متتاليتين في نفس الصفحة، حينئذ نكتب كلمة (المرجع نفسه)، ثم رقم الصفحة.

- ونفس الأمر إذا بدأت بعنوان الكتاب.

- إذا كان للمؤلف أكثر من كتاب، يجب أن نعيد ذكر عنوانه، في كل مرة.

- إذا كان للمؤلف كتاب واحد، وتكرر ذكره، ويوجد بينهما مرجع آخر أو عدة مراجع، في هذه الحالة نكتفي بذكر اسم المؤلف، بعدها فاصلة، ثم كلمة (مرجع سبق ذكره)، هذا إذا بدأت باسم المؤلف.

- أما إذا بدأت بعنوان الكتاب، فلا حاجة لذكر كلمة (مرجع سبق ذكره).

-الرجوع إلى عمار بوحوش ص: 156، 157، وما بعدها،  للإضافة والإثراء.

 

 

 

 

ط_ إخراج البحث وتبييضه:

 

 

         ط.1_ إخراج البحث وكتابته.

ط.2_ تبييض البحث.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

     نتحدث في هذا الموضوع عن تقنيات الكتابة، وصفحة العنوان، شكلها ومضمونها، وعن فضاء الصفحة، والهوامش، وحجم الخط، وكتابة أسماء الأعلام والمصطلحات، وعلامات الترقيم.

ط.1_ إخراج البحث وكتابته:

      بعد أن تنقل ما في الجذاذات، وتربط بين أجزائها، وتعلق عليها، وتناقش ما فيها، بعد ذلك تبقى ثغرات في البحث وأشياء تحتاج إلى استكمال وإعادة نظر، من ذلك كلمات تحتاج إلى توضيح، وعبارات ونصوص تحتاج إلى ضبط بالشكل، أو كلمات تضبطها لتزيل عنها اللبس أو خطأ نحوي هنا، أو استعمال لغوي غير سليم هناك، وهنا تفصيل يحسن إيجازه، أو تكرار يجب حذفه، أو نقص عليك إكماله...وتنظر في الهوامش فتجد بعض المصادر متأخرة وقد قدمتها، فتقدم ما حقه التقديم، والعكس، إذا بدأت باسم المؤلف ، فيجب أن يستمر منهجك كذلك، وإذا أشرت إلى العنوان فوحد الإشارة إليه في كل هوامش البحث، وتنظر في الفصول وتناسبها من حيث الطول؛ فتجعلها متقاربة في الحجم، وإذا رأيت هناك حاجة للحذف فاحذف أو الإضافة فأضف، ويحسن أن تستعمل الرموز والاختصارات في الهامش، وقد تكون قد استعملت صيغة الأمر في الإشارة إلى الهامش فقلت: انظر، وقابل، ولاحظ، فينبغي أن تتجنب هذا، وتستعمل صيغة المبني للمجهول؛ فإنها أكثر لياقة وأدبا، فقولك(ينظر) خير من (انظر)، و(يراجع) خير من (راجع)...إن قراءة المسودة هذه هي نقد لها، واستدراك عليها، وإعادة تنظيمها، وصقل لأسلوبها واستكمال لنقصها[131].

       في الكتابة على الباحث أن يراعي علامات الترقيم، وأماكنها في النص( النقطة، الفاصلة، الفاصلة المنقوطة، التعجب، الاستفهام، النقطتان( : )، والشرطة ( _ )، وعلامة التنصيص ((   ))، والقوسان (  )، وعلامة الحذف( ... )، والمعقوفتان [  ]، والهلالان القرآنيان ...).

      وفصل "يحي وهيب الجبوري" في الضبط بالشكل، والرسم الإملائي واللغة، والاختصارات تفصيلا جيدا ودقيقا منه[132]:

      لابد من وضوح المعنى في البحث، وسلامة العبارة، وإزالة اللبس الذي قد يعتري بعض الألفاظ، بضبطها بالشكل، إن تشكيل كلمات البحث غير مطلوب، إلا إذا كانت بعض ألفاظه وعباراته يغمض معناها، ويلتبس بغيرها، فعندئذ يزال هذا اللبس والوهم بضبط الكلمة أو جزء منها بالشكل، ويضبط من الكلام الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والنصوص الشعرية، والنصوص النثرية؛ كالخطب والأمثال، وما تنقله من أقوال القدامى. ولا يشترط أن يكون الضبط كاملا لكل حرف حركة، وإنما يضبط ما هو ضروري، ولا بأس أن يضبط الشعر كله إذا كان العمل تحقيقا، وأما ما يضبط من كلمات البحث:

- الأفعال المبنية للمجهول.

- الكلمات التي فيها حروف مشددة.

- الكلمات التي فيها حروف ساكنة ومتحركة.

- اسم الفاعل واسم المفعول الذي أوله ميم، كالمُرسَل والمُرسِل.

- ضرورة وضع نقطتي الياء لئلا تلتبس بالألف المقصورة مثل: يرمي ويرمى، ويهدي ويهدى...

- العناية بكتابة الهمزة ومعرفة مواضعها.

- وغيرها من قواعد الإملاء.

- معرفة الفروق اللغوية، والتفريق بينها؛ كالعِشاء: وقت الصلاة، والعَشاء: طعام العشاء، والغِذاء: الطعام والشراب، والغَداء: أكله وقت الظهر...

- من سمات البحث الجيد، الميل إلى الإيجاز والاختصار، واستعمال الرموز؛ من مثل:

ه: التاريخ الهجري.

م: التاريخ الميلادي.

ق م: قبل الميلاد.

ص: صفحة.

مط: مطبعة.

ط: طبعة.

ط.2_ تبييض البحث[133]:

     بعد مراجعة المسودة، يلجأ الباحث إلى تبييضها؛ وذلك بالكتابة بخط واضح، ويترك مسافة من اليمين، وأخرى من اليسار، ويلتزم بعلامات الترقيم والهوامش، ويترك مسافة عند بداية السطر، ويكتب العناوين بخط أكبر، ويكون ترتيب البحث أو الرسالة كالآتي:

1_ صفحة العنوان:

    تكون أول ورقة يكتب على وجهها:

- عنوان الرسالة.

- اسم الطالب.

- الدرجة العلمية المتقدم لها.

- اسم الكلية أو المعهد وكذلك القسم.

- العام الدراسي.

    ترتب هذه المعلومات  وتكتب على غلاف الرسالة عند تجليدها.

2_ محتويات الرسالة، وتشمل:

- المقدمة.

- فهرس المادة العلمية ( الأبواب والفصول ).

- فهرس الملاحق والوثائق والجداول والرسوم، إن وجدت.

3- المقدمة:      

     هي آخر ما ينجز؛ لأنها تحوي على أشياء لا يمكن للباحث معرفتها إلا من خلال ممارسة البحث، والحديث فيها يتناول مسائل تم إنجازها فعلا، وهي بعض النقاط الأساسية التي لابد منها، ولا شك أن مادة المقدمة كانت قد اختمرت في ذهن الباحث أثناء جمع المادة في البطاقات، وأثناء الكتابة في المسودة، وربما سجلت بعض أفكارها في هذه الورقة أو تلك لئلا تنسى، تجمع أشتات ما سجلت وتعيد تنظيمها، وتكون المقدمة مركزة وموجزة، تتناسب وحجم الرسالة، بحيث لا تزيد عن خمس أو ست صفحات، وهي تشتمل عادة على النقاط الآتية:

- تحديد الموضوع، وبيان أهميته وطبيعته وحدوده في الزمان والمكان.

- الدوافع الذاتية والموضوعية.

- من سبقك إلى دراسة هذا البحث، وقيمة الأبحاث السابقة، وصلتها ببحثك، ومدى استفادتك منها.

- إشكالية البحث.

- فروض حل الإشكالية.

- كيفية التحقق من الفروض ( الأدوات والمناهج ).

- استعراض للخطة والموضوعات التي عالجتها.

- دراسة عن المصادر الأساسية التي أفدت منها، وكان لها دور في الرسالة، وتبين قيمة المادة العلمية التي انتفعت بها ونوع هذه المادة، وتربط بين كل مجموعة وبين جانب من جوانب البحث، وما يقال هنا عن المصادر، يقال كذلك عن المراجع الحديثة التي لها أثر في توجيه البحث وتكوينه.

- الصعوبات إن وجدت.

- شكر من قدموا يد العون للباحث.

      تكون أرقام المقدمة بالحروف الأبجدية ( أ ب ج د )، أو تكتب بأرقام تخالف أرقام بقية الرسالة؛ كأن تكون أرقام هندية مثلا، ذلك لأن المقدمة آخر ما يكتب من الرسالة، ولا يدرى ما سيكون، عدد صفحاتها، وتُذيّل المقدمة بعنوان الباحث مع ذكر التاريخ الهجري أولا، ثم الميلادي.

4_ التمهيد:

      ليس كل بحث يحتاج إلى تمهيد، وهناك أبحاث يكون فيها التمهيد ضروريا، ويتناول التمهيد القضايا التي لا تصلح أن تكون فصلا أو بابا، وهي ضرورية لإعطاء فكرة تمهيدية عن الموضوع، تجيب عن التساؤلات التي قد تنشأ هنا وهناك، فقد تحتاج في بعض الموضوعات أن تلمَّ بالعصر، لئلا تضطر أن تستطرد خلال الفصول لبيان حالة من أحوال العصر، أو ظاهرة من ظواهره، فيتكفل التمهيد بالإجابة عن مجموع التساؤلات حول ذلك، كأن تتعرض فيه إلى الحالة السياسية والاجتماعية والثقافية، وغير ذلك.

      أو كأن يكون الموضوع يعالج فترة زمنية محددة، وهنا يستحسن أن يكون للبحث تمهيد يشتمل عل الفترة الزمنية السابقة لموضوع البحث ثم تتابع الفصول مرتبة ترتيبا تاريخيا موضوعيا، أو انتقالا من الجزء إلى الكل، أو من الكل إلى الجزء حسب المنهج المتبع في البحث، وهذا معناه إخضاع الفصول في تتابعها لمنهج منطقي محدد، قد يكون منهجا تاريخيا، أو وصفيا، أو تحليليا موضوعيا.

      أما حجم التمهيد فتقرره طبيعة النقاط التي يتطرق إليها، ولكن في كل الأحوال لا يزيد على حجم فصل من فصول الرسالة، فإذا كان حجم الرسالة 250 صفحة ينبغي أن يكون بحدود 15_ 20 صفحة.

5_ صلب البحث أو الرسالة:

      إذا قسمت الرسالة إلى أبواب، أو فصول، فهناك عرف متبع في التنظيم وإخراج شكل الرسالة، تكتب الباب الأول في صفحة مستقلة بحجم كبير، وتكتب في ورقة ثانية الفصل الأول بحرف أصغر من حرف الباب، وتحت الفصل اسمه، والموضوعات التي تندرج تحته، ثم تبدأ الفقرة الأولى من الفصل الأول في ورقة جديدة، والفقرة الثانية...وهكذا، ولك أن تبدأ الفصل أو الباب بمقدمة قصيرة موجزة يعرض فيها الفكرة، أو الأفكار الرئيسية التي هي محور الباب أو الفصل. وإذا حددت المصطلح أو الفكرة أو القضية التي يدور عليها المبحث أو الفصل، عرضت أفكارك بعد ذلك في تدرج منطقي ميسور، مدعما رأيك بالأدلة مع وضع عناوين للأفكار الرئيسية، وأخرى للجانبية تيسيرا للقارئ، مع عدم الإفراط في وضع العناوين وإلا تحوّل البحث الجامعي إلى كتاب مدرسي.

      واترك مسافة كافية للهامش، ضع أرقام الإحالات بين قوسين بعد الكلمة، وتقابلها نفس الأرقام في الهامش، ولك أن تجعل لكل صفحة أرقامها؛ فقد يكون في الصفحة ثلاث أو أربع إحالات، تبدأ من واحد إلى أربع، وفي الصفحة الموالية تبدأ من رقم واحد، وهكذا لكل صفحة تسلسلها، وفائدة هذه الطريقة إنك إذا سهوت عن هامش، أو أخطأت فيه، فيمكن استدراكه في الصفحة نفسها، زيادة أو نقصا.

      واستعمل علامة المساواة = بعد آخر كلمة من آخر سطر في الهامش، إذا لم تكن المسافة كافية لإتمام الهامش واكمله في هامش الصفحة التالية عل أن تضع في أول الهامش في الصفحة التالية العلامة نفسها = وتكمل الهامش بعدها.

      وهناك طريقة أخرى، هي أن تسلسل الإحالات بأرقام متسلسلة من أول الفصل إلى آخره، ومن فوائد هذه الطريقة أن الأرقام لا تتغير إذا تغيرت الصفحات عند طبع الفصل أو تبييضه مرة ثانية، فإذا تغيرت الصفحات لا يتغير التسلسل، ومن مضارها أنك إذا نسيت هامشا، أو أضفت فستضطر إلى تغيير التسلسل كله في جميع الصفحات، إنها تصلح للأبحاث الصغيرة والمقالات.

      وعليك عند تبييض البحث أن تراعي سلامة اللغة والنحو والرسم الإملائي الصحيح، وأن تضبط بالشكل الكلمات التي تلتبس بالشكل، ونفس الأمر بالنسبة للآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأشعار، والخطب،، والأمثال، وما إلى ذلك... وهكذا تستمر معتنيا بشكل الرسالة ونظامها، فإذا انتهيت من الفصل الأول، تبدأ بالفصل الثاني، فالثالث...، متبعا النظام نفسه، وهكذا حتى تنتهي من الفصول.

      وإذا عرضت أفكار الآخرين أو أدلتهم، فعليك أن تقف منها جميعا موقف الفاحص الناقد مبديا رأيك بين الحين والآخر، لتدل على حسن تفهمك، واستقلالية شخصيتك، وتمايز فكرك، ولتحذر أن تكون متأثرا فقط لا مؤثرا، لأن ذلك يجعلك في موقف الناقل لا الناقد، والعارض لا المحلل، دون غرور أو أنانية أو نرجسية، فإن هذه المواقف كلها من شأنها أن تصرف الناس عن قبول آرائك، وعدم احترامك.

6_ الخاتمة:

      يحرص الباحث أن تكون الخاتمة صورة مصغرة للبحث، يضمنها ملخصا للبحث، أو ما توصل إليه من نتائج، وكذلك ما يرى من توصيات واقتراحات، أو تصورات لما يكون عليه البحث في المستقبل في إطار الإشكال المطروح.

7_ الملاحق والوثائق:

     بعض البحوث ترجع إلى وثائق ونصوص ذات أهمية؛ كالمكاتبات والخطب والرسائل والوقفيات والإجازات، وغير ذلك، وقد تكون طويلة يفيد منها أثناء البحث، ولكن طولها وكثرتها تثقل البحث وتخرجه عن السياق، فلا بد من وضعها في ملحق في آخر الرسالة، أو قد تكون هناك تراجم كثيرة ترد أثناء البحث، وقد تثقل الهامش، ولئلا تتكرر الترجمة، توضع هذه التراجم في ملحق وترتب وفق التسلسل الهجائي لأسماء المترجم لهم، ويشار خلال البحث أو الرسالة إلى الملحق أو الوثيقة، ويعطى كل منها رقما خاصا به، وهكذا.

     فالملاحق يسبب إدخالها في صلب الموضوع انقطاعا في تسلسل الأفكار وترتيبها، لذا يضعها الباحث في مكان خاص بها، ومما يوضع فيها: استبانة البحث، والمراسلات الخاصة به، والرسوم البيانية التي لم توضع في المتن، والإحصاءات الخاصة بموضوع البحث ولم توضع في البحث، وصور لبعض صفحات المخطوط، أو نماذج من الخط، وأي وثائق يرى الباحث أهمية إرفاقها بين دفتي البحث. وينبغي أن يوثق الملاحق بتدوين مصادرها، وأن يعرضها متسلسلة بناء على أهمية صلتها بالموضوع، وأن يشار إليها بأرقام متسلسلة كما هو الحال في الجداول، إما أن يكون الرقم في سطر، وعنوان الملحق في سطر، وإما اتصالهما في سطر واحد، وأن تأتي الملاحق بعد قائمة المراجع[134].

     ومكان الملاحق في نهاية الرسالة وقبل المصادر، ومن الباحثين من يؤخرها بعد جريدة المصادر، والرأي الأول أفضل، لأن الصلة بين الرسالة أو البحث وبين الملاحق صلة وثيقة، ثم إن مآخذ هذه الملاحق متضمنة في جريدة المصادر، ولهذا فالأولى أن تكون المصادر بعد كل ما تضمنته ووردت الإشارة إليه[135].

8_ فهرس المصادر والمراجع[136]:

     جرت العادة أن توضع المصادر في نهاية البحث، ومن الباحثين من يضعه بعد كل باب أو فصل، ولا ضرر من هذه الطريقة فهي تحدد مراجع كل باب أو فصل، ولكن الطريقة الأولى أفضل بأن توحد المصادر والمراجع في آخر الرسالة.

     ويرتب فهرس المصادر والمراجع ترتيبا هجائيا وفق أسماء المؤلفين، إذا كان البحث قد التزم في الإشارة إلى المصادر في الهوامش إلى اسم المؤلف، ويرتب وفق أسماء الكتب إذا كانت الإشارة إلى المصادر في الهوامش إلى اسم الكتاب، وترتيب الفهرس وفق أسماء المؤلفين أفضل، وهو ما جرى عليه المستشرقون، وميزة ذلك أن المؤلف يذكر في الفهرس مرة واحدة، وتدرج كل كتبه التي استفيد منها مع اسمه، أما إذا كان الترتيب وفق اسم الكتاب فسيتكرر ذكر المؤلف مرات بعدد كتبه، ويكرر اسمه ولقبه مع كل كتاب من كتبه.   

     ويرتب فهرس المصادر والمراجع على النحو التالي:

8- 1_ المخطوطات:    

      يذكر المؤلف وسنة وفاته، اسم المخطوط، ومكان وجوده، ورقمه. مثال ذلك:

- الواقدي، محمد بن عمر بن واقد (ت 207ه):

كتاب الردة، مخطوط، مكتبة خدابخش_ يانكي بور، باتنا، الهند، رقم: 1042.

8- 2_ الكتب المطبوعة:

      تذكر الكتب العربية مرتبة وفق اسم المؤلف الذي اشتهر به، مستبعدا (أبو، ابن، ال) من الترتيب، مع ذكر اسم المؤلف كاملا، وسنة وفاته، ثم اسم الكتاب، واسم محققه إن وجد، واسم الطبعة، ومكان النشر، مثل:

- ثعلب- أبو العباس أحمد بن يحي(291ه):

مجالس ثعلب، تحق: عبد السلام هارون، ط2، دار المعارف، القاهرة، 1960م.

8- 3_ المراجع الأجنبية:

      ترتب وفق اسم الشهرة للمؤلف، ثم اسم الكتاب ومكان وتاريخ النشر، مثل:

_ Morize, A : Problems and methods or literary Histori (Boston : Ginn and co , 1922).

8- 4_ المجلات:

      تُذكر معلوماتها على النحو التالي:

    عنوان المقال، واسم الكاتب، واسم المجلة أو الصحيفة، ورقم العدد وتاريخه، مثل:

- إجازات السماع في المخطوطات القديمة، صلاح الدين المنجد، مجلة المخطوطات العربية، القاهرة، المجلد الأول، 1955.

      ويمكن إدخال المجلات ودوائر المعارف - إذا كانت قليلة - ضمن الكتب المطبوعة، وترتب وفق أسماء المؤلفين.

      وإذا وُجد كتاب أو بحث لا يُعرف مؤلفه، فيوضع تحت اسم (مجهول المؤلف)، ويُرتب في حرف الميم ضمن أسماء المؤلفين.

      ومن الباحثين من يفصل بين المصادر والمراجع، فيجعل المصادر أولا ثم المراجع بعدها، ومن الباحثين من لا يفصل بين الكتب المخطوطة أو المطبوعة أو المجلات والصحف، فيجعل الجميع في تسلسل واحد حسب أسماء المؤلفين أو حسب أسماء المؤلفين، أو حسب أسماء الكتب، ولا ضرر في ذلك، إذ أن الغاية التيسير وسهولة الوصول إلى الكتاب ومعرفة مؤلفه ومكان وزمان طبعه، والمفضل عندنا ما أثبتناه أولا.

      هذا، ويمكن أن نزيد على ما ذكره "يحي وهيب الجبوري" من أنواع المصادر والمراجع، ما يلي:

8-5_ القرآن الكريم:

      يكون في أعلى المصادر، ومستقلا عنها، ونذكر فيه نوع الرواية (ورش أو حفص).

8-6_ البحوث والرسائل الجامعية:

      تذكر البحوث مرتبة، وفق أسماء أصحابها؛ بذكر صاحب البحث، واسم البحث أو الرسالة، ونوع الرسالة (ماجسيتر، دكتوراه ...)، والقسم والجامعة التي ينتمي إليهما الباحث، والسنة الجامعية.

8-7_ المواقع الإكترونية:

      ونذكر فيها الموقع، والتاريخ، والساعة، وإن مقالا، نذكر اسم صاحبه، وعنوان مقاله، والموقع، وتاريخ نشره، وتاريخ الاطلاع، والساعة.

      وهناك من يوثق للمواقع الإلكترونية كما يلي: الموقع، تاريخ الاطلاع، الساعة. وهناك من يكتفي بذكر الموقع الإلكتروني فقط، بدون تاريخ النشر، أو تاريخ الاطلاع، أو الساعة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ي_ الفهارس

 

ي.1_ ترتيب الفهارس فيما بينها.

ي.2_ طــرق صــــــنع الفهــــــارس.

ي.3_ كيفية كتابة الفهارس.

ي.4_ الترتيب الهجائي والأبجدي للحروف العربية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ي_ الفهارس:

      تختلف الفهارس وتتنوع من بحث لآخر؛ فهناك من البحوث ما لا يحتوي إلا على فهرسين هما: فهرس المحتويات، وفهرس المصادر والمراجع، وهناك من البحوث ما يزيد على هذا بفهرس الأشعار، وفهرس الأعلام، مثلا، وهكذا، والفهارس التي نعرفها لحد الآن، هي: فهرس الآيات القرآنية، وفهرس الأحاديث النبوية، وفهرس الأعلام، وفهرس المصطلحات، وفهرس الأشعار، وفهرس الأماكن، وفهرس القبائل والجماعات، وفهرس الفرق، وفهرس الأحداث التاريخية، وفهرس الامثال، وفهرس الحيوان، وفهرس الكتب، وفهرس المصادر والمراجع، وفهرس المحتويات...إلخ، ونشير إلى أنه مهما اختلفت البحوث، فلا بد من أن تتوفر على فهرسين قارّين فيها، هما فهرس المصادر والمراجع، وفهرس المحتويات، وبقية الفهارس الأخرى على حسب ورودها في البحث.

      وتخضع الفهارس إلى الترتيب الألفبائي، أو الأبجدي، ما عدا فهرسان فقط، هما فهرس الآيات القرآنية الذي يخضع لترتيب السور، وفهرس المحتويات الذي يخضع لترتيب البحث أو الخطة.

ي.1_ ترتيب الفهارس فيما بينها:

       تُرتّب فهارس البحث فيما بينها، بحسب طبيعة البحث وبحسب أهميتها فيه؛ فإذا كان هناك فهرس للآيات بدأنا بها، ثم يأتي فهرس المصطلحات بعده، إن وجد، ثم بقية الفهارس الأخرى، وأخيرا فهرس المحتويات، وإن انعدم فهرس الآيات في البحث، بدأنا بفهرس المصطلحات؛ لعلاقته الوطيدة بالبحث، ففهرس المصادر، وأخيرا فهرس المحتويات، وهكذا...وإذا تعذر وجود الفهارس بأنواعها، نكتفي بذكر فهرس المصادر، بعد الملاحق مباشرة، إن وجدت، ثم فهرس المحتويات...، ويمكن أن نمثّل عن حالة من الحالات السابقة اختصارا بما يلي، بعد الخاتمة طبعا:

_ الملاحق.

_ فهرس الآيات القرآنية.

_ فهرس المصطلحات.

_ فهرس المصادر والمراجع.

_ فهرس الموضوعات.

وقد أورد "عبد السلام هارون"[137] لترتيب الفهارس مرحلتين:

أ‌-     ترتيب كل فهرس في نطاق نفسه، وترتيبه سهل، وينضبط العمل ويسهل باستعمال "صندوق الجذاذات"[138].

ب‌-  ترتيب الفهرس مع غيره من الفهارس:

يخضع هذا الترتيب لأهمية الفهارس، وعلاقتها بالموضوع، فإذا كان الكتاب كتاب تراجم وتاريخ، قدم فيه فهرس الأعلام، وإن كان كتاب أمثال، قدم فهرس الأمثال، أو قبائل قدم فهرس القبائل، وهكذا، ثم تأتي بعده بقية الفهارس مرتبة حسب ترتيبها المألوف[139].

ي.2_ طــرق صــــــنع الفهــــــارس[140]:

       ذكر "عبد السلام هارون " في هذا الموضوع أن أفضل الطرق لصنع الفهارس طريقتان:

1_ طريقة الجذاذات:

      يكتب فيها ما يراد فهرسته، ثم يرتب ترتيبا هجائيا على أوائل الكلمات، ثم ثوانيها، ثم ثوالثها...  ولفرز الجذاذات يوضع صندوق خاص، مقسم إلى بيوت صغيرة، يحمل كل بيت منها اسم حرف من حروف الهجاء[141].

2_ طريقة الدفتر المفهرس:

      وذلك بتخصيص أوراق خاصة لكل حرف من الحروف، ويُخَصَّص سطر منها أو أكثر لكل مادة من مواد ذلك الحرف بحسب ما يتوقعه المفهرس[142].

ي.3_ كيفية كتابة الفهارس: 

      كما يمكن أن ننبه كذلك لأمر مهم، وهو أن لكل فهرس من الفهارس المذكورة وغيرها طريقة إنجاز؛ فمثلا فهرس المصطلحات نذكر المصطلحات مرتبة ترتيبا ألفبائيا وتقابلها أرقام صفحاتها في البحث، وفي فهرس الأعلام نكتب الأعلام وتقابلها أرقام صفحاتها في البحث مرتبة ترتيبا ألفبائيا، وفي فهرس المصادر كذلك ترتب الكتب المعتمدة في البحث ترتيبا هجائيا، وفي فهرس الآيات نكتب الآية، ثم رقمها، فسورتها، وأخيرا رقم الصفحة في البحث، ونفس الأمر بالنسبة لبقية الآيات ...

      والآن سأقدم عرضا موجزا ودقيقا لكيفية إنجاز بعض الفهارس، والتي تتكرر في البحوث العلمية، انطلاقا ممّا ورد في مراجع المنهجية، والبحوث والرسائل العلمية، وممّا اكتسبته من تجاربي الخاصة، وتدريس المقياس، وإشرافي على الطلبة في مختلف الأطوار:

- فهرس الآيات القرآنية:

      يمكن أن ينجز هذا الفهرس في جدول، وذلك بذكر الآية في الخانة الأولى، ثم رقمها في الخانة الثانية، فاسم سورتها في الخانة الثالثة، وأخيرا رقم الصفحة التي تتواجد بها تلك الآية في البحث (موضع الاستشهاد بها)، وتُرتَّب الآيات في الجدول وفق ورودها في المصحف الشريف، ونسجّل في أعلى الصفحة اسم هذا الفهرس بخط سميك. وهذا جدول يوضح ذلك:

 

فهرس الآيات القرآنية

الآية

رقمها

سورتها

الصفحة

......................

....

......

....

 

 

 

 

      وهناك من الباحثين من يبدأ برقم السورة (ترتيبها) في المصحف، ثم اسمها، فرقم الآية، ثم الآية، وأخيرا الصفحة في البحث، وهو مخطط مفيد في حالة وجود آيات من نفس السورة؛ ففي هذه الحالة نكتب اسم السورة مرة واحدة، بينما تُسجّل الآيات وأرقامها في الخانات المجاورة لخانة اسم السورة، وهذا مخطط لذلك:

رقم السورة

اسم السورة

رقم الآية

الآية

الصفحة

.....

....

.....

...........................................................

........

.....

............................................................

........

  ......

...........................................................

........

 

 

- فهرس الأحاديث:

     ينجز هذا الفهرس بترتيب الأحاديث ترتيبا هجائيا، بحسب أول حرف في أول كلمة وردت فيه؛               فالحديث الذي يبدأ بالهمزة أولا، ثم الذي يبدأ بالباء، وهكذا، ونكتفي ببداية الحديث ثم ثلاث نقاط حذف تدلّ على أنه ما زال طويلا، وتكملته في متن البحث، ونقابل بداية الحديث _ في الجهة اليسرى من الصفحة _ برقم الصفحة في البحث، ونكتب اسم هذا الفهرس في أعلى الصفحة.

- فهرس المصطلحات:

     تتنوع أسماء المصطلحات في البحوث العلمية، بحسب نوع البحوث؛ فهناك فهرس المصطلحات البلاغية، وفهرس المصطلحات النقدية، وفهرس المصطلحات العروضية، وفهرس المصطلحات الأدبية، وفهرس المصطلحات اللسانية، وفهرس المصطلحات النحوية، وفهرس المصطلحات الصرفية...إذا بداية نسمي اسم الفهرس، ثم نقوم بإنجازه بنفس طريقة فهرس الأحاديث؛ أي نُرتّب المصطلحات ترتيبا هجائيا وفق الحرف الأول من كل مصطلح، ونقابل كل مصطلح برقم الصفحة التي يتواجد فيها في البحث، وإذا تكرر نفس المصطلح أكثر من مرة في البحث، نقابله بأرقام صفحات البحث التي يتواجد فيها، وكمثال على ذلك، نضع هذا المخطط الصغير، لهذا الفهرس:

فهرس المصطلحات .........

 

المصطلح

  الصفحة

-       ...................

-       ...................

-       ...................

.......

.......

.......

 

- فهرس الأعلام:

     ينجز هذا الفهرس بنفس طريقة فهرسي الأحاديث والمصطلحات؛ وذلك بترتيب الأعلام وفق لقب العائلة، أو الشهرة، ثم الاسم، ترتيبا هجائيا، وتقابلها أرقام صفحات تواجد الأعلام في البحث، ونُهمل في الترتيب (ابن، ال، أبو، أم).

- فهرس الأشعار:    

     في فهرس الأشعار ترتب هجائيا عل حروف الروي، ثم داخل كل حرف يكون الترتيب بالروي الساكن فالمفتوح فالمضموم فالمكسور[143]، ويضاف إلى آخر كل قسم من هذه الأقسام ما يمكن أن يختم بالهاء الساكنة ثم المضمومة ثم المفتوحة ثم المكسورة[144].

     ثم ترتب كل حركة على حسب البحور بترتيب "الخليل بن أحمد" لهذه البحور على: الطويل- المديد- البسيط- الوافر- الكامل- الهزج- الرجز- الرمل- السريع- المنسرح- الخفيف- المضارع- المقتضب- المجتث- المتقارب- المتدارك[145].

     ويذكر "عبد السلام هارون" أن ترتيب الشعر على أنواع[146]:

_ ترتيبه على القوافي من الهمزة إلى الياء.

_ ترتيبه على البحور الستة عشر.

_ ترتيبه بحسب صاحب الشعر.

     وأرى _ كما يرى كثيرون _ أن يذكر في فهارس الأشعار القافيةُ (الكلمة الأخيرة من البيت)، واسم البحر، واسم الشاعر، وأخيرا الصفحة التي يتواجد فيها البيت في البحث، أو في الكتاب المحقق، إن كان البحث عبارة عن تحقيق مخطوط، وهناك من المحققين من يذكر أول البيت وآخره، ثم يلحقه باسم البحر، والشاعر، فالصفحة، وهذا مفيد كذلك، وهناك من يذكر البيت بأكمله، ثم يتبعه باسم الشاعر، فالصفحة.

- فهرس المصادر والمراجع:

     لقد تحدثنا، سابقا، عن ترتيب المصادر في موضوع "مصادر ومراجع مادة البحث"، و"التوثيق"، و"أنواع المراجع"، و"التهميش"، ولا بأس هنا، أن نَذكّر بترتيب المصادر، وسابقا قلنا كذلك، أن المراجع تنشطر إلى أنواع كثيرة، وكل نوع منها يخضع للترتيب الألفبائي، إن بدأنا باسم المؤلف، أو بعنوان الكتاب، ثم نذكر المعلومات البيانية الأخرى للمراجع متتابعة في كل نوع.

- فهرس المحتويات:

     تُذكر فيه جميع عناصر البحث؛ ابتداء من العناوين الكبيرة ثم الجزئية، وبمعنى آخر: الفصول وعناوينها، والمباحث وعناوينها، والمطالب وعناوينها، وقبل ذلك المقدمة والتمهيد، وبعد الفصول تأتي الخاتمة، ثم الملاحق، وأخيرا الفهارس، ونقابل كلّ عنوان، مهما كان حجمه، برقم صفحته في البحث، ونشير هنا إلى أن هذا الفهرس لا يخضع للترتيب الألفبائي، بل لترتيب خطة البحث.

     وأشير في الأخير إلى أن جميع الفهارس تخضع للترتيب الهجائي، باستثناء فهرسين، هما فهرس الآيات، وفهرس المحتويات، الأول يتم ترتيبه وفق سور القرآن، والثاني وفق ترتيب خطة البحث.

ي.4_ الترتيب الهجائي والأبجدي للحروف العربية:

     الترتيب الهجائي، ويسمى كذلك الألفبائي، فالهجائي نسبة للتّهجي، والألفبائي نسبة للحروف الأولى منه، وهي (أ ب...)، وهو قسمان: مشرقي ومغربي؛ فالأول ينسب لـ"نصر بن عاصم"، وهو مبني على تجاور الحروف المتشابهة، ما عدا الحروف الأخيرة فإنها غير متشابهة، وهو:

     أ، ب ت ث، ج ح خ، د ذ، ر ز، س ش، ص ض، ط ظ، ع غ، ف ق، ك ل م ن ه و ي.

     أما الترتيب المغربي فهو:

     أ، ب ت ث، ج ح خ، د ذ، ر ز، ط ظ، ك ل م ن، ص ض، ع غ، ف ق، س ش، ه و ي.

     وهناك من يتّبع في ترتيب الفهارس الترتيبَ الأبجديّ، وهو قليل الاستعمال في البحوث الأكاديمية، وكيفية ترتيب الحروف فيه على النحو الآتي:

    أ ب ج د، ه و ز، ح ط ي، ك ل م ن، س ع ف ص، ق ر ش ت، ث خ ذ، ض ظ غ.

 

 

 

 

 

 

 

 



_ كامل محمد المغربي، أساليب البحث العلمي، ص: 18. [1]

_ علي جواد الطاهر، منهج البحث الأدبي، ص: 27.[2]

_ أحمد شلبي، كيف تكتب بحثا أو رسالة، ص: 13[3]

_ ابن فارس، مقاييس اللغة، (علم).[4]

_ الشريف الجرجاني، التعريفات، (علم)، ص: 160. [5]

_ أحمد أوزي، منهجية البحث وتحليل المضمون، ص:29.[6]

_ مكي مصطفى، البحث العلمي، ص: 14.[7]

_ غازي حسين عناية، مناهج البحث، ص: 75.[8]

_ عبد الباسط محمد حسين، أصول البحث الاجتماعي، ص: 140.[9]

_ كامل محمد المغربي، مرجع سابق، ص: 19.[10]

_ المرجع السابق، ص: 18.[11]

_ لويس معلوف، المنجد، مادة "نهج"، المطبعة الكاثوليكية، بيروت،1960. [12]

_  أحمد علبي، المنهجية في البحث الأدبي، ص: 20.[13]

_ ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، (نهج)، 5/4554. [14]

_ ابن منظور، اللسان، (نهج)، 6/4554).[15]

_ نجوى الحسيني ومحمد قبيسي، الأصول المنهجية لكتابة البحث العلمي، ص: 54.[16]

_ المرجع السابق، ص: 54. [17]

_ المرجع نفسه، ص: 57.[18]

_ علي جواد الطاهر، منهج البحث الأدبي، ص: 19 وما بعدها. [19]

_ كامل محمد المغربي، أساليب البحث العلمي، ص: 86، مكي مصطفى، البحث العلمي، ص: 100.[20]

_ ينظر: مكي مصطفى، البحث العلمي، ص: 15.[21]

_ المرجع نفسه، ص: 15.[22]

_ أحمد أوزي، منهجية البحث وتحليل المضمون، ص: 29.[23]

_ المرجع السابق، ص: 29، 30.[24]

_ المرجع نفسه، ص: 30.[25]

_ أحمد أوزي، منهجية البحث وتحليل المضمون، ص: 30.[26]

_ عمار بوحوش ومحمد محمود الذنيبات، مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث، ص: 102.[27]

_ عمر الشيباني، مناهج البحث العلمي، ص: 81، 82.[28]

_ ينظر: عمار بوحوش ومحمد محمود الذنيبات، مرجع سابق، ص: 107 وما بعدها.[29]

_ المرجع نفسه، ص: 117.[30]

_ مكي مصطفى، مرجع سابق، ص: 107 وما بعدها.[31]

32_ إحسان محمد وعبد المنعم الحسيني، طرق البحث الاجتماعي، ص: 133 نقلا عن: عمار بوحوش ومحمد محمود الذنيبات، مرجع سابق، ص: 120.

_ عمار بوحوش ومحمد محمود الذنيبات، مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث، ص: 138.[33]

_ كامل محمد المغربي، أساليب البحث العلمي، ص: 95، 96.[34]

[35]_ للاستزادة في هذا الموضوع يمكن العودة إلى المراجع الآتية: نجوى الحسيني ومحمد قبيسي، الأصول المنهجية لكتابة البحث العلمي،  ص: 105_108. وجمال بوطيب ومحمد أوراغ، منهجية البحث، الأسس والتقنيات، ص: 13_18. وإبراهيم قنديلجي، منهجية البحث العلمي، ص: 10. وأحمد عُلَبِي، المنهجية في البحث الأدبي، ص: 21_22.

 

_ نجوى الحسيني ومحمد قبيسي، الأصول المنهجية لكتابة البحث العلمي، ص: 106.[36]

_ المرجع نفسه، ص: 106 وما بعدها.[37]

_ المرجع السابق، ص: 64.[38]

_ ينظر في هذا العنوان: نجوى الحسيني ومحمد قبيسي، الأصول المنهجية لكتابة البحث العلمي، ص:56.[39]

40_ يراجع: محمد عثمان الخشت، فن كتابة البحوث العلمية، ص: 56، وأيضا إسماعيل سالم عبد المتعال، البحث الفقهي، ص: 55 نقلا عن: محمد صالح ناصر، منهج البحث وتحقيق النصوص، ص: 46.

_ سمير عبده، الوعي العلمي، ص: 89 نقلا عن: عمار بوحوش ومحمود الذنيبات، مرجع سابق، ص: 25.[41]

_ محمد صالح ناصر، مرجع سابق، ص: 49.[42]

_ نجوى الحسيني ومحمد قبيسي، مرجع سابق، ص: 69.[43]

_ المرجع السابق، ص: 69.[44]

_ ينظر: نجوى الحسيني ومحمد قبيسي، ص: 69. [45]

46_ يراجع: محمد عثمان الخشت، فن كتابة البحوث العلمية، ص: 56، وأيضا إسماعيل سالم عبد المتعال، البحث الفقهي، ص: 55 نقلا عن: محمد صالح ناصر، منهج البحث وتحقيق النصوص، ص: 46_51.

 

 [47]  _ ينظر: https//www.bts-academy.com، د.ت، تاريخ الاطلاع: 07/09/2020م، 17:37.

 

48_ ينظر في هذا العنوان: يحيى وهيب الجبوري، منهج البحث وتحقيق النصوص، ص: 25_27، وكامل محمد المغربي، مرجع سابق، ص: 83_ 84.

49_ دليل الباحثين في كتابة التقارير ورسائل الماجستير والدكتوراه، سيد هواري، ص:7_12 نقلا عن: كامل محمد المغربي، مرجع سابق، ص:28_29.

_ كامل محمد المغربي، أساليب البحث العلمي، ص: 29. [50]

_ عمار بوحوش ومحمد محمود الذنيبات، مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث، ص:59، 60.[51]

_ المرجع نفسه، ص: 60.[52]

_ المرجع نفسه، ص: 60.[53]

 _ ينظر في هذا العنوان: عمار بوحوش ومحمد الذنيبات، مرجع سابق، ص: 61_63.[54]

55_ تصنيف ديوي العشري وضع هذا النظام الأمريكي ملفل ديوي، وهو أول نظام تصنيف من نظم تصنيف المكتبات بالمعنى الحديث، وأكثرها شهرة في نفس الوقت، وقد صدرت الطبعة الأولى منه عام 1876م، ويقوم هذا النظام على تقسيم المعرفة البشرية إلى عشرة أقسام رئيسية، ويتفرع كل واحد من الأقسام الرئيسية إلى عشرة شعب تمثل التفريعات الرئيسية للموضوع. موقع: ويكيبيديا، د.ت، تاريخ الاطلاع:07/09/2020م، 22:52.

_ عمار بوحوش ومحمد محمود الذنيبات، مرجع سابق، ص: 62.[56]

_ المرجع السابق، ص: 63.[57]

_ يحيى وهيب الجبوري، منهج البحث وتحقيق النصوص، ص: 36.[58]

_ محمد صالح ناصر، منهج البحث وتحقيق النصوص، ص: 24.[59]

_ يحيى وهيب الجبوري، مرجع سابق، ص: 36، 37.[60]

_ المرجع نفسه، ص: 37.[61]

_ محمد صالح ناصر، مرجع سابق، ص: 24.[62]

_ المرجع السابق، ص: 24، 25.[63]

_ يحيى وهيب الجبوري، مرجع سابق، ص: 37.[64]

_ محمد صالح ناصر، مرجع سابق، ص: 25.[65]

_ يحيى وهيب الجبوري، مرجع سابق، ص: 37.[66]

_ المرجع نفسه، ص: 37، 38.[67]

_ المرجع السابق، ص: 38. [68]

_ محمد صالح ناصر، مرجع سابق، ص: 26.[69]

_ ينظر في هذا العنوان: يحيى وهيب الجبوري، منهج البحث وتحقيق النصوص، ص: 38_ 40.[70]

، د.ت، تاريخ الاطلاع:13/09/2020م، الساعة:22:55.https//www.mobtaath.com _ [71]

72_ يراجع في هذا العنوان: صلاح الدين شروخ، منهجية البحث العلمي، ص: 21، 22، وكامل محمد المغربي، مرجع سابق، ص: 25، وصباح نوري المرزوك، منهج البحث وتحقيق النصوص ونشرها، ص: 13، 14.

_ ينظر: كامل محمد المغربي، أساليب البحث العلمي، ص: 26 _ 28، وصلاح الدين شروخ، مرجع سابق، ص:22.[73]

_ كامل محمد المغربي، مرجع سابق، ص: 27.[74]

_ صباح نوري المرزوك، مرجع سابق، ص: 13.[75]

_ كامل محمد المغربي، مرجع سابق، ص: 27، 28.[76]

_ صباح نوري المرزوك، مرجع سابق، ص: 14.[77]

_ كامل محمد المغربي، مرجع سابق، ص: 28.  [78]

_ نجوى الحسيني ومحمد قبيسي، الأصول المنهجية لكتابة البحث العلمي، ص: 65.[79]

، د.ت، تاريخ الاطلاع: 09/09/2020م، 12:37.https//search-academy.com _ [80]

_ ينظر في هذا العنوان وما يندرج تحته من عناوين فرعية: المرجع نفسه، والتاريخ نفسه. [81]

_ عمار بوحوش ومحمد محمود الذنيبات، مناهج الحب العلمي وطرق إعداد البحوث، ص: 31.[82]

_ المرجع نفسه، ص: 32.[83]

_ محمد عثمان الخشت، فن كتابة البحوث العلمية وإعداد الرسائل الجامعية، ص: 61.[84]

_ محمد صالح ناصر، مرجع سابق، ص: 46.[85]

_ عبد الرحمن عبد الحميد علي، معالم البحث الأدبي، ص: 43. [86]

_ المرجع نفسه، ص: 45.[87]

_ المرجع نفسه، ص: 44، 45.[88]

_ يحيى وهيب الجبوري، منهج البحث وتحقيق النصوص، ص: 29.[89]

_ عبد الرحمن عبد الحميد علي، معالم البحث الأدبي، ص: 43.[90]

_ المرجع نفسه، ص: 43.[91]

_ كامل محمد المغربي، أساليب البحث العلمي، ص: 39.[92]

_ المرجع نفسه، ص: 40.[93]

_ ينظر: المرجع نفسه، ص: 42_ 44.[94]

_ يحيى وهيب الجبوري، مرجع سابق، ص: 32.[95]

_ المرجع نفسه، ص: 32.[96]

_ ينظر: المرجع نفسه، ص: 33_ 35.[97]

، د.ت،09/09/2020م،17:40.https//www.mobtaath.com_ ينظر في هذا العنوان، والعناوين الفرعية له: [98]

_ عمار بوحوش ومحمد محمود الذنيبات، مرجع سابق، ص: 152.[99]

_ المرجع نفسه، ص: 152.[100]

_ يحيى وهيب الجبوري، منهج البحث وتحقيق النصوص، ص: 68، 69.[101]

_ عمار بوحوش ومحمد محمود الذنيبات، مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث، ص: 153.[102]

_ المرجع نفسه، ص: 153.[103]

_ نجوى الحسيني ومحمد قبيسي، مرجع سابق، ص: 161.[104]

_ عمار بوحوش ومحمود الذنيبات، مرجع سابق، ص: 154.[105]

_ يحيى وهيب الجبوري، مرجع سابق، ص: 41، 42.[106]

_ عمار بوحوش ومحمد محمود الذنيبات، مرجع سابق، ص: 155.[107]

، د.ت، 13/09/2020م، 23:36.https//www.mobtaath.com _ [108]

_ ينظر: عمار بوحوش ومحمود الذنيبات، مرجع سابق، ص: 155.[109]

_ المرجع نفسه، ص: 151.[110]

_ ينظر: كامل محمد المغربي، أساليب البحث العلمي، ص: 79_ 82.[111]

، د.ت، 14/09/2020م، 00:03.https//www.mobtaath.com _ [112]

، د.ت، 14/09/2020م، 00:55.https//www.mobtaath.com _[113]

_ يحيى وهيب الجبوري، منهج البحث وتحقيق النصوص، ص: 41، 42.[114]

_ نفسه، ص: 42.[115]

_ محمد صالح ناصر، منهج البحث وتحقيق النصوص، ص: 65.[116]

_ ينظر: المرجع نفسه، ص: 36_ 38، ويحيى وهيب الجبوري، مرجع سابق، ص: 42، 47.[117]

_ يحيى وهيب الجبوري، مرجع سابق، ص: 48.[118]

_ المرجع نفسه، ص: 48.[119]

_ نفسه، ص: 49.[120]

_ نفسه، ص: 49، 50.[121]

_ نفسه، ص: 50.[122]

_ ينظر: محمد صالح ناصر، منهج البحث وتحقيق النصوص، ص: 46_ 50.[123]

_ يحيى وهيب الجبوري، مرجع نفسه، ص: 53، 54.[124]

_ المرجع نفسه، ص: 55، 56.[125]

_ يراجع في هذا العنوان: محمد صالح ناصر، مرجع سابق، ص: 56_61.[126]

_ ينظر: يحيى وهيب الجبوري، مرجع سابق، ص: 51_ 53، ومحمد صالح ناصر، مرجع سابق، ص: 59_ 61.[127]

[128]- ينظر: رمضان عبد التواب، مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين، ص:219

[129]- عبد الهادي الفضلي، تحقيق التراث، ص:219.

[130]- المرجع نفسه، ص:219.

_ يحيى وهيب الجبوري، مرجع سابق، ص: 68، 69.[131]

_ ينظر: يحيى وهيب الجبوري، مرجع سابق، ص: 62_ 67. [132]

133_ يراجع في هذا العنوان: يحيى وهيب الجبوري، مرجع سابق، ص: 69 وما بعدها، ومحمد صالح ناصر، مرجع سابق، ص: 40_ 45.

_ عبد الرحمن إبراهيم الشاعر ومحمود شاكر سعيد، دليل الباحثين في المنهجية والترقيم والعدد والتوثيق، ص: 51_52. [134]

_ يحيى وهيب الجبوري، مرجع سابق، ص: 74.[135]

_ ينظر في هذا العنوان: المرجع نفسه، ص: 74_ 77.[136]

_ تحقيق النصوص ونشرها، عبد السلام هارون، ص:95.[137]

[138]- ينظر: المرجع نفسه،ص:95.

[139]- ينظر: نفسه، ص:98.

[140]- نفسه، ص:94.

[141]- المرجع نفسه، ص:94.

[142]- نفسه، ص:94.

_ رمضان عبد التواب، مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين، ص: 214. [143]

_ عبد السلام هارون، تحقيق النصوص ونشرها، ص: 96.[144]

_ رمضان عبد التواب، مرجع سابق، ص: 214.[145]

_ عبد السلام هارون، مرجع سابق، ص: 97.[146]

طلبتي الأعزاء.. أقدم لكم دروس النقد  الأدبي  القديم للسداسي الثاني وفقا لمواضيع البحوث المقدمة في المقياس، وسنواصل بنفس الطريقة والمنهجية المتبعة في السداسي الأول-يمكنكم تحميلها من صفحة منصة التعليم عن بعد التابعة للجامعة - وذلك من خلال وضع ملخص لكل موضوع ليتسنى لجميع الطلبة فهمه واستيعابه.موفقون