المخدرات والمجتمع

موجه لطلبة السنة الثالثة ليسانس    محاضرة ساعة ونصف       وأعمال موجهة ساعة نصف

         يمتد الفهم السوسيولوجي للمجتمع بمعنى الحياة الاجتماعية إلى أبعد نقطة معروفة في تاريخ المجتمع الانساني، ولهذا فإننا نتوقع أن يتمحور هذا الفهم على معالجات لأهداف مختلف النواحي المعاناة أو القصور من السلوك الفردي أو الجماعي، إلا أن هذه المعالجات لم تتوصل إلى أكثر من وصف المشاكل القائمة وتبريرها بصورة تعكس طابع واهتمامات مراكز القوة القائمة وأهدافها، ولكن ما يجب أن يتوفر في هذا السياق له قيمة تاريخية وعلمية هامة.

         ولقد اتجه التحليل السوسيولوجي لظاهرة المخدرات في مراحل مبكرة من النسق العلمي إلى مجرد الإشارة إليه كمعوق نباتي أو معوق وظيفي إلا أن الاهتمام بهما لم تنله الظواهر ذات الطبيعة الاستاتيكية ولم يبرز مفهوم المخدرات بكل صورة ولم ينل ما ناله حتى اليوم من اهتمام إلا تحت وطأة التغيرات الهائلة التي بدأت تصل إلى قمتها منذ القرن الواحد والعشرين.

         إن ظاهرة المخدرات من بين الظواهر التي تشكل خطرا على المؤسسات الاجتماعية وهي المشكل الذي يهدد المجتمعات، لما لها من آثار سلبية، وتنتشر غالبا بالفئة العمرية الشبابية مثلها مثل الظواهر الأخرى كالانحراف والجريمة ومختلف الآفات الاجتماعية وهي تتكامل بعضها ببعض. فظاهرة تفشي الادمان على المخدرات مسّت في الإنسان عقله وماله وعرضه ونفسه وعقيدته . لقد فرضت على المنظومة الاجتماعية والتربوية والقيم في كل العالم، مما أدى إلى رفع راية الشعور بالخطر نتيجة الإحصائيات الرسمية للمدمنين على المخدرات. وهي في ازدياد مستمر، ومن هذا ارتأت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الاهتمام بهذه الظاهرة حيث وُضعت كمقياس يدرس في الجامعات.

         المقياس ينقسم إلى عدة محاور أولها التعريف ببعض المصطلحات الخاصة بالمخدرات كالتعريف من المنظور الاجتماعي والقانوني والصحي ناهيك عن تعريف المدمن والتعاطي والمخدر. المحور الثاني في جزئه الأول: أنواع المخدرات كالمنشطات والمهلوسات والمسكنات. والجزء الثاني أنواع التعاطي للمخدرات كالتعاطي التجريبي والظرفي والمنظم والقهري. المحور الثالث يتضمن تصنيف المخدرات الطبيعية والمصنعة أما الرابع فخُصّص للنظريات التي تعالج تعاطي المخدرات كالنظرية النفس اجتماعية: السلوكية؛ والمعرفية؛ والتحليل النفسي. النظريات الاجتماعية: التعلم الاجتماعي؛ التقليد؛ نظرية الانحراف؛ نظرية الاغتراب؛ نظرية التفاعلية الرمزية وأخيرا نظرية روبرت ميرتون. المحور الخامس التنشئة الاجتماعية ودور كل مؤسسة كالأسرة والمدرسة والمؤسسة الدينية ووسائل الإعلام. أما المحور السادس فيتناول طرق الوقاية من المخدرات والعلاج الطبي والعلاج النفسي والتأهيل والمتابعة. وأخيرا يتناول المحور السابع القوانين الدولية والإجراءات والقوانين الجزائرية.