الملخص الثاني : تابع لمرحلة ضعف الخلافة العباسية 232-656ه/847-1258م

أهم سمات هذه المرحلة:

أ)-ظهور منصب أمير الأمراء:    قام بعض الخلفاء العباسيين، ومنهم أبي العباس أحمد الراضي(322-329ه/ 934-940م) بمحاولة إصلاح الوضع خاصة في الجانب الإداري؛ فأعلن عن استحداث منصب أمير الأمراء في سنة 324ه/936م، وأول من تقلده القائد التركي أبوبكر محمد بن رائق-والي واسط والبصرة- الذي عهد إليه تسيير الدواوين، وتدبير أعمال الخراج والصناع وأعمال المعادن في جميع النواحي، وأمر الخليفة بأن يخطب له في المنابر، ويرجح السبب في استحداث هذا المنصب بسبب قلة الموارد المالية، وعجز الوزير في تدبير الأمور، وتهديد الجند بالثورة طلبا لرواتبهم وأرزاقهم.

  وأدى تسليم هذه الصلاحيات لأمير الأمراء إلى ضعف مركز الوزير ، ولم يبق له من الوزارة إلا الإسم فقط حتى أطلق على هذا العصر بعصر إمرة الأمراء، ومع مرور الوقت أصبح أمير الأمراء هو المتصرف الفعلي في أمور الدولة وأموالها ، وبسبب هذا استقل حكام الأقاليم بولاياتهم، وخلعوا الطاعة للخليفة الذي لم يبق له إلا العاصمة بغداد ، والتي كانت سيطرة أمير الأمراء.

   ولقد أدى ظهور هذا المنصب الجديد إلى ظهور التنافس ، والاقتتال بين قادة الجيش للوصول إليه ، فعمت الفوضى ، والاضطرابات، والاغتيالات، وانتشرت اللصوصية، وغلت الأسعار، وقلة الموارد المالية.