يعتبر المصطلح النقدي بوابة الدخول إلى عوالم النقد، وذلك باعتباره المادة الأساسية التي يقوم عليها المنهج النقدي، وباعتباره الطريق الصحيح لفهم حقوله المعرفية، لأن المصطلح النقدي بهذا المفهوم يعتبر حاملا للمنتج الثقافي والمعرفي، وعليه فهو يمثل الحقل المنتج للمعرفة من خلال أبحاث متنامية تتبلور عقب تقصٍ جادٍ داخل البنى المتفاعلة في إنتاج المحتوى والمضمون. أي يُنتجُ دلالات حقله المعرفية ممتهناً طرائق عدة في التوافق مع الكيفيات اللغوية والنظرية والوظيفية، بحيث سجلت الإسهامات النقدية ضرورة دقة الوصول إلى دلالة المصطلح وأبرزت أهمية الاشتغال على هذه الدلالة المفسرة لمحتواه، وهذا ما أدى الكثير من الباحثين خاصة بعض النقاد العرب أو ممن تلقوا المصطلح من خلال الترجمة إلى مواجهة ذلك وساهموا عربيا في تداول المصطلح بكيفيات مختلفة، وهنا تعدد ذلك التداول وظهرت العديد من الأعمال الجادة التي تشتغل في فضاء حقله المعرفي، لتبرز بشكل كبير إشكالية المصطلح النقدي على الساحة النقدية العربية من خلال تحولات دلالة المصطلح من ناقد إلى آخر، وحديثا شَكّل ذلك عقبة مهمة في عملية تلقي المصطلحات وتداولها وإعمالها وتوظيفها في البحث النقدي، مما أثر على ممارسة العملية النقدية بشكل يجعلها تتوغل في عوالم النصوص الإبداعية منخلال اجتهادات مختلفة، نظرا إلى أن المصطلحات لم تكن خالية الوفاض حين ارتدائها أثواب اللغة العربية، بل جاءت بمحمولها الثقافي والفكري المختلف عما وصل إليه البحث النقدي العربي، مما أدى بعض الباحثين إلى اعتبار أن هذه العملية قد أثرت في خصوصية الثقافة العربية، ورغم ذلك يظل المصطلح وافدا له روافده التي استفاد منها النقد العربي في عدد من المجالات والتخصصات، بل وكشف من خلال الدراسات الجادة أعمالا لها أثر في قراءة المجتمع العربي ونصوصه بشكل عميق وملفت من خلال المناهج وما تضمنته من مصطلحات علمية معرفية.