اتخذ أدب الهامش من السخرية استراتيجية فنية للوقوف عند المخفي في المجتمع والتعريض به وفضحه في صور مضحكة/مبكية.وقد اتخذ الأديب العربي القديم هذه الأداة الفنية وسيلة للتعبير عن رؤيته للمجتمع ولواقع المهمشين فيه سواء في الشعر أو النثر.وقد عد الجاحظ في كتابه"البخلاء"،وفي رسالة"التربيع والتدوير"من أوائل الكتاب الذين سعوا إلى الكشف عن جوانب من اختلالات مجتمع العصر العباسي وعن واقع المقهورين فيه،وذلك عن طريق السرد ومن خلال توظيف السخرية أفقا لكتابة الاختلاف واستراتيجية لابتداع أشكال تعبيرية جديدة،لكن أبا حيان التوحيدي تفوق على أستاذه الجاحظ في السخرية وفي ابتداع أشكال فنية جديدة ومختلفة في عصره،ولذلك نال حظا وافرا من الأذى وقسطا كبيرا من التهميش والمطاردة والتعرض للاغتيال تحت ذريعة الزندقة.

.سخرية