يقول الكاتب «إدواردو غاليانو»: «الجدران دور نشر الفقراء».

إن الرسم والكتابة على الجدران والأبواب قديمان قدم الإنسان نفسه، أوجدتهما حاجته الملحة إلى التعبير ورغبته العارمة في التغيير. استعمل فيهما أدواته البدائية من فحم وأحجار ونحوهما؛ ليسجل حكمته وأقاصيصه، ويشكو التقاليد القاسية، ويبوح بهجاء السلطة التي تهدد وجوده وحريته. وصارت هذه الوسيلة بمضي الزمان وسيلة ناجعة لدى المهمشين والمقموعين، و إن اتسمت عندهم بالتلاشي؛ لأنها تُرتكب في الأماكن المفتوحة على حين غفلة من الناس لئلا يُعرف كاتبها فيبطش به، وتدون بمواد سريعة المحو لذا عُرفت بالأثر الدارس والفن الزائل. اشتهر هذا الفن في عصرنا الحديث بفن الجرافيتي (Graffiti)، ورغم أن هذه التسمية قديمة عتيقة؛ فإن الطريقة التي يؤدى بها ما زالت تتسم بالعفوية والتحرر، والتماس المفتوح من الأماكن.

و لم تخل كتب التراث العربي من ذكر نماذج جدارية متنوعة نُسبت إلى بعض الأنبياء والمرسلين، وأخرى إلى أصحاب الحضارات القديمة.

.جدارية