إن العوامل السياسية والاجتماعية لم تسمح لروسيا بالاسهام في الثقافة العالمية حتى
منتصف القرن التاسع عشر، أما قبل ذلك فكانت الآداب الروسية متصلة اتصالا وثيقا
بالكنيسة المتحالفة مع الاقطاع والأباطرة، وكان الأدب يتألف من مرددات شعبية وحكايات
يختلط فيها التاريخ بالأسطورة، وروايات خيالية مكتوبة بنثر ايقاعي تدور حول بعض البطولات
والوقائع التاريخية وربما كانت تنشد انشادا، يضاف إلى ذلك المواعظ الدينية وبعض كتب
السيرة وبعض النشاطات المسرحية البسيطة التي كانت تجري تحت رعاية الكنيسة، كما ظهرت
ترجمات قديمة غير ذات شأن.
ويعتبر الربع الثاني من القرن الثامن عشر بداية الأدب الروسي الحديث إذ أخذ الأدب
يتحرر نسبيا من تأثير الكنيسة ويتطمع إلى الانتاج الأدبي في أوربا ولاسيما في فرنسا وقد وجد
كتاب مثل راسين و كورني تلامذة لهم في روسيا كما وجدت الموجة الابداعية الأوروبية أصداء
لها في روسيا حوالي مطلع القرن التاسع عشر.

روسي