أعمال موجهة / السنة الثانية تاريخ / تاريخ وحضارة المغرب القديم / الافواج : 05 + 07+ 08
- منشئ مقرر دراسي: KIHAL OMAR
أعمال موجهة / السنة الثانية تاريخ / تاريخ وحضارة المغرب القديم / الافواج : 05 + 07+ 08
هذا المقرر الذي يخص أدب شعبي مغاربي حصص أعمال موجهة مخصص لطلبة السنة الثالثة دراسات أدبية في السداسي السادس بعدما درسنا في السداسي الخامس قضايا النص الشعري القديم نحاول أن نعطي بعض الأفكار التي تخص هذا المقياس من جانب التطبيق باعتبار الحصة أعمال موجهة فنخصصها لإجراء بحوث حول القصص والحكايات والفلكلور وكل ماله علاقة بالأدب الشعبي الذي يخص منطقة المغرب العربي ونحاول أن نقسمم المادة إلى حصص كل حصة نتناول فيها بحث كنموذج عن الأدب الشعبي المغاربي إلى أن ينتهي العام الدراسي،وعليه كل طالب لابد أن يلتزم بقواعد المنهجية الصحيحة بعد اختيار البحث وإنجازه،كما أنني سوف أفيدكم بمراجع تساعدكم في البحث .
وحدة : تاريخ وحضارة المغرب القديم .
المستوى : الثانية تاريخ .
اعمال موجهة TD .
الافواج المعنية : 05+07+08
- التعرف على العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية التي ربطت بين بلاد المغرب الإسلامي والملك السودانية، وآثار ذلك على المنطقتين.
إن دراسة الجغرافية الطبيعية تمكننا من معرفة المقومات الطبيعية و طرق استغلالها من أجل تطوير النشاط الاقتصادي ومعرفة مدى استغلال الانسان في بلدان المغرب العربي لهذه الامكانيات من أجل الرفاه الاجتماعي وتحقيق الوحدة الاقتصادية في إطار تكتل متجانس سكانيا وحضاريا ، إذ بمنحه موقعه المتميز كهمزة وصل بين أوربا وأفريقيا والشرق والغرب قوة استراتيجية واقتصادية.
تتضمن المطبوعة سلسلة من المحاضرات حول مقياس الاستشراق وتاريخ الغرب الإسلامي تم توجيهها لطلبة السنة الثانية ماستر (تخصص تاريخ الغرب الإسلامي الوسيط)، وتم خلالها تطبيق ما جاء في مشروع التكوين الخاص بالماستر من محاور رئيسة ، كما تم الاعتماد على جملة من المراجع الأكاديمية المتخصصة التي تخدم الموضوع وتتطابق مضامينها مع البرنامج المقرر ومن أشهرها كتاب "الاستشراق تعريفه مدارسه" آثاره للدكتور (عضو أكاديمية المملكة المغربية) محمد فاروق النبهان ،وكذلك ما قدمه الأستاذ أنور محمود زناتي في كتابه "زيارة جديدة للاستشراق" كما رجعنا إلى موسوعة المستشرقين للمفكر الفيلسوف عبد الرحمان بدوي عندما يتعلق الأمر معالجة تراجم المستشرقين ،وإنتاجهم العلمي.
أهداف المطبوعة البيداغوجية:
نهدف من خلال المطبوعة تحقيق جملة من الأهداف المحددة في البرنامج الرسمي المقرر والمتمثلة فيما يلي:
- تمكين الطالب من معرفة مختلف المدارس الاستشراقية التي كان لها أثر في الكتابة التاريخية .
- التعرف على نوع الكتابات التي أثَّرت بشكل إيجابي أو سلبي على تاريخ الغرب الإسلامي.
- توسيع قدرة الطالب على استيعاب نوعية الدراسات الاستشراقية ،وحسن استغلالها في الكتابة التاريخية من حيث الدقة والتمحيص لمحتواها.
يتناول المقياس مظاهر الوحدة المغاربية في برامج الحكات الوطنية المغاربية بدءا من بداية القرن 20 الى غاية اندلاع الثورة التحريرية ومنها ما قام به المناضل التونسي محمد باسش حامبة ورفقائه أمثال الثعالبي ومحمد الخضر حسين والمكي بن عزوز .... المتأثرين بفكرة الجامعة الإسلامية ونشاط اسطمبول وصولا الى ما ما بعد الحرب العالمية الأولى حيث ظهر نشاط حزب نجم شمال افريقيا 1926 وجمعية الطلبة المسلمين لشمال لفريقيا 1927 وكذا تأثير انعقاد
المؤتمر الأفخاريستي المسيحي واللإحتفال المئوي لإحتلال الجزائر وصدور الظهير البربري بالمغرب ، مما أدى الى توثيق العمل السياسي الوحدوي المغاربي بين قادة الأحزاب المغاربية مثل مصالي الحاج وعلال الفاسي والحبيب بورقيبة فأسسوا مكتب المغرب العربي ببرلين 1942 وظهور جبهة الدفاع عن افريقيا بقيادة محمد حسين الخضر وفضيل الورتيلاني وغيرهما ثم تأسيس مكتب المغرب العربي ولجنة تحرير المغرب العربي بالقاهرة 1947برئاسة عبد الكريم الخطابي وجبهة الإتحاد والعمل المغربية 1952ببارريس وصولا الى تأسيس جيش تحرير المغرب العربي أوت 1952وفي الأخير انعقاد مؤتمر طنجة 1958الذي تبخرت فيه أحلام الوحدة المغاربية .
يهدف هذا المقياس إلى تمكين طالب العلاقات الدولية من التعرف على أهم الجهود الدولية المبذولة في التقليص من حدة الإنتشار المتسارع لأسلحة الدمار الشامل، وماهي الأخطار المترتبة على عدم الإلتزام بالمعاهدات التي تنص على الحد من إنتشارها وما قد ينجم عنها من تهديد للإستقرار و الأمن الدوليين.
وبالتالي سيتم توزيع مجموعة من البحوث على الطلبة، ويختار كل طالب موضوع مع تأكيد الإختيار على الإيميل المذكور أسفله ، بعد ذلك يقوم الطالب بتلخيص الموضوع المختار وإرساله في الإيميل في أقرب الأجال على أن يتم التنسيق مع الطلبة الإختيار الآلية المناسبة لعرض تلك البحوث بعد الإلتحاق بمقاعد الدراسة أوت القادم
1- ضبط مفهوم التسلح ونزع السلاح
2- التسلح والتنمية المحلية (دراسة حالة دول الخليج )
3- إشكالية التسلح في العلاقات الدولية ( دراسة حالة الجزائر و المغرب )
4- تجارة السلاح على الصعيد الدولي ( دراسة حالة المركب الصناعي العسكري الأمريكي )
5- التسلح النووي ( دراسة حالة كوريا الشمالية )
6- معاهدات التسلح الثنائية (دراسة حالة الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا )
7- نظريات نزع السلاح في العلاقات الدولية
8- مراقبة التسلح في العلاقات الدولية ( الجهود و الآليات بالتوفيق للجميع
الإيميل : chakali.fateh.sp@gmail.com
تهدف هذه المادة التي تدخل ضمن وحدات التعليم الأساسية إلى تمكين الطالب من الربط بين الوقائع السياسية ومنطلقاتها المذهبية وما ترتب عنها من حراك فكري.
بالإضافة إلى تعريف الطالب بالتيارات الفكرية والمذهبية التي عرفتها بلاد المغرب والأندلس، والتي كانت في غالبها وافدة من المشرق الإسلامي، مما يسمح له بتكوين خلفية معرفية يستطيع من خلالها تفسير العديد من المظاهر السياسية والاجتماعية.
يتناول مجموعة من الأبحاث الموجهة لطلبة ثانية ماستر تاريخ الغرب الإسلامي، التي تتمحور حول الحركة الفكرية في المغرب الأسط خلال العصر الوسيط.
قائمة العروض والأعمال الموجهة للعمل الجماعي للطلبة
- قائمة النصوص التاريخية للتحليل
- مجازر 8 ماي 1945
- القانون الخاص بالجزائر 1947
- إعادة بناء الحركة الوطنية
- المنظمة الخاصة
- محاولات الوحدة بين تيارات الحركة الوطنية
- جبهة الدفاع عن الحرية واحترامها
- قراءة في كتاب: جذور أول نوفمبر، بن يوسف بن خدة
- دور الأمين دباغين في حزب الشعب الجزائري- حركة الانتصار
- قراءة في كتاب: مصالي الحاج: بنجامين ستورا
- قراءة في جريدة المنار، محمود بوزوزو
- قراءة في بيان أول نوفمبر 1954
- قراءة في كتاب:محفوظ قداش
- كتاب الحركة الثورية في الجزائر، أحمد مهساس
- دور عبد الحميد مهري في حركة الانتصار للحريات الديمقراطية
- دور الكشافة الاسلامية الجزائرية في الحركة الوطنية
- مكتب تحرير المغرب العربي في القاهرة
- قراءة في كتاب: الجزائر الثائرة، الفضيل الورثلاني
- قراءة في البصائر السلسلة الثانية
- قراءة في مذكؤات آيت أحمد
- قراءة في التحضير لأول نوفمبر، محمد بوضياف
- قراءة في مذكرات أحمد طالب الابراهيمي
- قراءة في كتاب ليل الاستعمار، فرحات عباس
- قراءة وتلخيص حوار احمد بن بلة في الجزيرة
- دور محمد بوضياف في الحركة الوطنية
- العلم الوطني الجزائري، تاريخه وتوظيفه في الحركة الوطنية الجزائرية
صارت بلاد المغرب الإسلامي جزءا لا يتجزء من العالم الإسلامي بعد عمليات الفتح التي أستمرت ما بين 50 و 86ه وصارت بلاد شمال إفريقيا (غربي مصر) والأندلس تمثل الجزء الغربي من الدولة الإسلامية .
نتيجة للصراعات المذهبية والطائفية أخذت بلاد المغرب تستقل عن سلطة المشرق وظهرت الإمارات والدول وأزدهرت حركة العمران وتعددت المدن العواصم .
تميزت بلاد المغرب الإسلامي بطرازها المعماري والفني الذي نشأ بإفريقية وأزدهر بالأندلس ثم المغرب الأقصى
يعني هذا المقياس بالدراسة الوصفية والتحليلية للكتابات الأثرية ببلاد المغرب خلال العصر الوسيط والعهد العثماني ، وذلك من حيث أنواعها وخصائصها .
فمن حيث أنوعها لدينا الكتابات التأسيسية ، الكتابات الشاهدية ، الكتابات الوقفية ، الكتابات التزيينية أو الزخرفية ، الكتابات على النقود ، توقيعات الصناع ...
أما من حيث خصائصها فتدرس وفق معايير عدة منها :
- المكان وحالة الحفظ : بمعنى أين توجد حاليا هذه الكتابة أو نقلت إلى مكان آخر كمتحف أو ملك لبعض الخواص ، وهل هي بحالة جيدة أم تعرضت لبعض التلف أو الضرر .
- المواد التي نفذت عليها الكتابة : الحجر والجص والرخام ، الخشب ، السجاد ، الزجاج ، المعادن ...
- الخط : يعني نوع الخط الذي نفذت به الكتابة ، وهناك أنواع عدية من الخطوط العربية : الكوفي ، النسخ ، الثلث ، المغربي ، ودراسة طريقة كتابة كل حرف في كل وضعية .
- اللغة : الشكل والإعجام ، الأخطاء الإملائية والنحوية ، الأسلوب اللغوي جيد أم ركيك ، استخدام الأشعار والمحسنات البديعية ...
- دراسة المحتوى : الاستهلالات الدينية ، الأدعية ، ذكر أسماء العلم ، التواريخ ، الأمكنة ، معلومات أخرى .
وفي الأخير تحديد قيمة هذه الكتابة وأهم ما يستفاد منها .
مقياس سنوي ، يضم السداسي منه في محتواه منهجية دراسة الكتابة الأثرية ، بالإضافة غلى دراسة لأهم أنواع الكتابات الأثرية ومن أهمها : الكتابات التأسيسية ، الكتابات الشاهدية والكتابات الوقفية ، مع أخذ أمثلة ونماذج مهمة من المشرق الإسلامي والمغرب الإسلامي في فترات مختلفة من الوسيط والحديث .
دروس السداسي الثاني الملخص الأول:
بدخول سنة 232ه/847م إلى غاية سقوط العاصمة بغداد على يد المغول سنة 656ه/1258م دخل العباسيون مرحلة جديدة من تاريخهم ، تميزت بضعف مركز الخليفة، وتدخل الحاشية ، والوزراء، وقادة الجيش، وتغلغل العناصر غير العربية في أجهزة السلطة، حتى أصبح الخليفة مجرد اسم فقط، وأما الحُكم والمُلك الحقيقيان فكانا بيد قادة الجيش تارة، والحاشية تارة أخرى، إما تركية، أو فارسية، مما أصاب الدولة العباسية الضعف، والاضمحلال شيئا ، فشيئا، الأمر الذي أدى إلى تفشي الفتن والاضطرابات، وظهور الحركات الإنفصالية، وقيام دول استقلت عن مركز الخلافة العباسية سواء في المشرق أو في المغرب، ومما يلي عرض لتلك الأحداث حسب العصور العباسية مابعد العصر العباسي الأول، والتي تميزت بالنفوذ العرقي أو المذهبي على سلطة ومركز الخليفة العباسي :
1-العصر العباسي الثاني(232-334ه/847-945م): مميزات العصر: بدأ هذا العصر بخلافة جعفر المتوكل (232-247ه/847-861م) وانتهى بخلافة أبي القاسم المستكفي(333-334ه/944-945م)، وتميز بالنفوذ التركي، وسيطرتهم على أجهزة الدولة خاصة بعد أن مكنهم المعتصم بالله( 218- 227ه/ 833-841م)، ويلاحظ أن هذا الأخيرقد شعر بالخطأ الفادح الذي ارتكبه ، فأصابه الندم، لهذا اضطر إلى بناء مدينة سامراء التي ستكون عاصمته الرسمية، زيادة على هذافقد تقلص نفوذ الخليفة وصلاحياته في هذا العصر، وأصبح مع مرور الوقت مجرد ألعوبة في يد قادة الجيش الأتراك الذين أضحوا يتدخلوان حتى في تعيين الخلفاء، وعزلهم، ومراقبتهم بما يخدم مصالحهم، واقتصر نفوذ السلطة المركزية للخلافة العباسية على العراق، وبعض مناطق فارس، والأهواز، ولقد أدت سيطرة الأتراك على مقاليد السلطة إلى تذمر العناصر والأجناس العرقية الأخرى كالعرب، والفرس، والخراسانيين؛ فظهرت الثورات، والحركات الإنفصالية التي انتهت باستقلال بعض الولايات؛ فظهرت الدولة الطاهرية، والدولة الصفارية في بلاد فارس، والدولة السامانية في إقليم ماوراء النهر، والدولة الطولونية، والدولة الإخشيدية في مصر، وظهر الحمدانيون في الموصل وحلب.
وحاول بعض الخلفاء الانتفاض ضد نفوذ الأتراك وتسلطهم خاصة في فترات حكم كل من الخليفة أحمد المعتمد (256-279ه/870-892م)، والمعتضد (279-289ه/892-902م)، والمكتفي (289-295ه/902-908م)، وأطلق على هذه الفترات بـــ:" صحوة الخلافة " ، إلا أن هذه الصحوة لم تستمر مع خلفائهم .
الموضوع 1
المحاضرة 3: روافد وعوامل اليقظة والنهضة الجزائرية:
لا شك أن اليقظة والنهضة الجزائرية لم تقم بين عشية وضحاها كما أنها لم تقم بفضل جهة واحدة أو شخص واحد بل هي تفاعل وتراكم وانبعاث لمجموعة كبيرة وكثيرة من العناصر والأفكار والوسائل والحركات، وهذه اليقظة والنهضة التي أخذت في الظهور منذ نهاية القرن 19م وبداية 20م كانت لها روافد وعوامل كثيرة بلغت درجة التناقض والتنافر، ولكن هذه الحركة استطاعت بعد جهد وألم وصراع ومعاناة أن تمزج كل هذه العناصر وتوظفها. فقطبا التأثير هما قطبان متقابلان ونقصد بهما الحضارة الشرقية العربية الاسلامية وقطب الحضارة الغربية الفرنسية التي تقوّت بفضل الدعم السياسي والثقافي والعلمي والمادي في الجزائر المستعمرة.
في هذه المحاضرة سنتكلم عن أهم الروافد والعوامل التي وقفت وراء اليقظة والنهضة الجزائرية وشكّلتها وأخرجتها في صورتها المعروفة والتي مثلت مظهرا من مظاهر المقاومة الثقافية:
1- حركة محمد علي باشا التحديثية:
جاءت حركة محمد علي باشا التحديثية بفضل الحملة الفرنسية على مصر، حيث خلفت هذه الحملة صدمة حضارية كبرى لدى المشارقة جعلتهم يوقنون بأن التطور والتحديث على النمط الغربي هو اسرع طريق لمواكبة العصر، وقد اتخذ محمد علي باشا هذا شعارا وبرنامجا لدولته، وبشّر المثقفون والكتاب وأصحاب السياسة وأذاعوا التطور الحاصل في دولته. ولعل من ثمار حركة التحديث في مصر إرسال البعثات العلمية والطلابية الى فرنسا واصدار رفاعة رافع الطهطاوي لكتاب ضمّ رحلته الى باريس سمّاها "تخليص الإبريز" دعا فيه هذا العالم الديني إلى النظم الديمقراطية والاهتمام بالتربية والتعليم والمرأة، ورغم أن الجزائريين كانوا أقرب من رفاعة الطهطاوي إلى الحضارة الفرنسية إلا أن أسلوبه وقربه منهم لكونه مسلما بعيدا عن المعركة جعل الجزائريين يتقبلون أحكامه إلى حد ما ويقتنعون على مضض بقوة الحضارة الغربية، ولعل كثرة التعليقات والشروحات وتقليد هذا الكتاب في العالم العربي والإسلامي تبرز قوة تأثيره باعتباره من مظاهر بدايات الحداثة والنهضة في العالم العربي والاسلامي.
2- دور مصر:
لقد برز دور مصر من خلال عدة عناصر يمكن إيجازها كالتالي:
2-1- جامع الأزهر:
فقد استمر جامع الازهر في دوره التعليمي والارشادي ورمزيته الدينية، ويسجل لنا التاريخ توافد العلماء الجزائريين عليه منذ القرون الأولى للاسلام طلبة وعلماء وحجاجا بل إن عددا منهم استقر به للعلم. وبعد الاحتلال الفرنسي للجزائر شكلت مصر مستقرا للكثير من العائلات الجزائرية وللعلماء وعلى رأسهم الشيخ ابن العنابي.
وكان الجزائريون في طريقهم للحج يزورون أبناء بلدهم المهاجرين فيها وينزلون في الأزهر طلبا للعلم والإجازة او البركة، ومع مطلع القرن العشرين صارت أخبار الطلبة الجزائريين هناك معروفة مشهورة، وحذّرت التقارير بأن عددهم في مصر أكبر من عددهم في المدارس الفرنسي الإسلامية بالجزائر.
2-2- محمد عبده:
وصلت أفكار الشيخ محمد عبده وتجديداته إلى الجزائر عبر تونس وعبر الصحافة وعبر الجزائريين العائدين من الحج ثم جاءت زيارته إلى الجزائر في 1904 لتبرز قوة أنصاره وتزيد من تكتلهم وتعلي من دعوتهم وصوتهم. فمحمد عبده جعله بعض الجزائريين رئيسا شرفيا لجريدته (المغرب) وراسلوه كثيرا، وبعد وفاته بقوا على اتصال مع تلميذه الشيخ محمد رشيد رضا ومجلته المنار وأتباعه الآخرين أمثال شكيب أرسلان، مظاهر التأثر والتعلق كثيرة على الإحصاء نذكر مثلا أن أبا اليقظان قد خصص عددا كاملا لتأبين شكيب أرسلان في جريدته "الأمة" وتناول أخباره ومآثره في أعداد أخرى من قبل، كتب عنه قائلا:"...كيف لا يبكي دما كل إصلاحي وكل معهد علمي وكل مجلس شرعي وكل منبر ومحراب في الشرق والمغرب وقد انهار طود من اطواده طالما اهتدى به في ظلمات المشاكل". وكتب الأديب والكاتب محمد السعيد الزاهري في مجلة "الرسالة" المصرية مبرزا دور مصر في اليقظة والنهضة الجزائرية:" كل حركة دينية وادبية في مصر لها صداها القوي في هذا المغرب العربي، فللأستاذ المرحوم الشيخ محمد عبده المصري أنصار ومريدون وكل اديب كبير مصري له انصار واشياع في بلاد المغرب العربي...والمطبوعات المصرية تحتل المقام الأول عندنا وسواء في ذلك الصحف والكتب والمجلات".
أما الشاعر والأديب الإصلاحي الهادي السنوسي فكتب عن دور مصر في النهضة الجزائرية:" ومن منّا معشر الجزائريين من لم يفتح عينيه منذ انتهت الحرب الكبرى على آثار مدرسة اسماعيل صبر ي وحافظ وشوقي وطه حسين وأحمد امين والمنفلوطي والزيات من أفراد الرعيل الثاني، أقول الثاني لأنهم سبقوا بطبقة الشيخ محمد عبده وعبد العزيز جاويش وطنطاوي جوهري وعلي يوسف والمرصفي" ثم يذكر بعض الصحف المصرية ذات الأثر الكبير: "فكانت الهلال والمقتطف والمنار هذه الثلاثة على الخصوص رسل النهضة الأدبية الشرقية الى الشمال الافريقي وكان أساتذتنا يتخيرون لنا من منظومهم ومنثورهم ما يؤثروننا به لتثقيف عقولنا وإصلاح ألسنتنا وتبصيرنا ما تجود به أفكار المدرسة الحديثة في عالم الغرب". فتأثير مصر شمل مختلف مجالات الحياة الثقافية (الأدب، القصة، الشعر، النثر، الإذاعة، الغناء، المسرح، الصحافة، التفسير، الفلسفة، التاريخ...
3- تونس:
إذا ذكرت تونس ينصرف الذهن إلى جامع الزيتونة وهو أمر صحيح فيما يتعلق بتأثيرها على اليقظة والنهضة في الجزائر، وذلك بحكم قربها الجغرافي والتاريخي والثقافي والاجتماعي من الجزائر. وبفضل إصلاحاتها التعليمية بين 1910-1924 بلغ عدد طلبتها 3650 طالبا، ومن جهة أخرى ساهمت المدرسة الخلدونية ( ديسمبر 1896) التي تعتبر ثمرة للحركة العبدوية في مجال التعليم وكذلك المدرسة الصادقية في تحديث نظم التعليم، اضافة الى مئات الجمعيات والمدارس التي ؤاحت تتنافس على تطوير التعليم في تونس. وقد بلغ عدد الطلبة الجزائريين في تونس بداية الثلاثينات حوالي 200 طالب مسجل ليبلغ 1500 طالب عام 1952.
ونظرا لقوة هذا العدد وتفاعله مع مختلف شؤون الحياة في تونس أنشأ الجزائريون عدة جمعيات لهم أشهرها جمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين كما ساهموا في نشاطات جمعية طلبة شمال افريقيا المسلمين(نوفمبر 1927). ومن الصعوبة بمكان تقديم عدد دقيق للطلبة الجزائريين في تونس رغم ان دراسات كثيرة حاولت ذلك إلا أنها لم تتمكن من ذلك لأن عددا منالطلبة كان لا يسجل بصفة رسمية وهناك من ينقطع وهناك من يسجل باسم مستعار خوف الرقابة...
ولا تكاد مدينة من مدن الجزائر لا نجد منها طالبا درس في تونس سواء بداية القرن او في بداية خمسينات القرن العشرين بل أثناء الثورة التحريرية نفسها. ولكن من المفيد أن نذكر بعض الرواد الأوائل من الطلبة ممن لمعت أسماؤهم في عالم الشريعة والفكر والثقافة والأدب أمثال الشيخ عبد الحميد بن باديس والعربي التبسي ووزهير الزاهري والسعيد الزاهري وأبو اليقظان ومفدي زكريا ومحمد خير الدين ومحمد الهادي السنوسي والأمين سلطاني وعبد اللطيف سلطاني ومحمد العيد آل خليفة وأحمد سحنون ونعيم النعيمي وأبو القاسم سعد الله... بل إن الميزابيين شكلوا بعثات علمية إلى تونس منذ 1914 وفي 1916 و 1922 ...بلغت مئات الطلبة.
4- دور الحجاز:
شكلت الرحلة الحجية عبر العصور الإسلامية مناسبة دينية وثقافية تعود بالنفع والجديد على الجزائريين يجددون فيها العزم والارتباط بأصولهم وعقيدتهم، كما نلاحظ بأن الجزائريين قد تعاطفوا –أول الأمر- مع الحركة الوهابية والملك ابن سعود ودولته باعتبارها في –اعتقادهم- أنها ستمثل دولة إسلامية في جميع مناحي الحياة، لذلك تفاعلوا مع ابن سعود وتوسعاته في شبه الجزيرة وأخباره وإصلاحاته، يقول الشيخ البشير الإبراهيمي:" وللمغفور له الملك عبد العزيز آل سعود عاهل الجزيرة العربية مكانة سامية في نفوس المصلحين بالجزائر لما اشتهر به من إقامة حدود الله والقضاء على البدع والأضاليل وإحياء السنة النبوية".
5- دور الصحافة الأجنبية:
نالت الصحافة الفرنسية حصة الأسد في الجزائر المستعمرة من حيث القوة والوفرة والتأثير والدعم الرسمي لها، ومن حسن حظ النخبة الجزائرية ذات اللسان الفرنسي أنها قد ساهمت فيها فاستفادت منها في نشرها للتعلمي وللوعي والتمدن بين الأهالي، ولذلك فإن إنكار دور هذه الصحافة وإغفاله في المجالات الادبية والثقافية والاجتماعية يعتبر تجاوزا للحقائق وتغليبا للجانب السياسي الايديولوجي الذي كان يطغى فعلا على هذه الصحف ولكن لا ينبغي اغفال الدور والاتعكاسات الايجابية التي خلّفها انتشار هذه الصحف. فغالبية شباب النخبة الجزائرية كان يكتب ويتفاعل معها ويتكوّن منها وفيها ويستقي منه معلوماته ومعطياته وآرائه في انتظار تشكل صحافة وطنية خاصة به، وهو الأمر الذي لم يطل بعد ذلك، إذ تعتبر فترة ما بعد الحرب الع 1 فترة انتعاش هذه الصحافة الوطنية التي ولدت من المعاناة والاغتراب الحضاري والفكري الذي عانت منه هذه النخبة بطرق مختلفة.
من جهة أخرى ساهمت الصحافة العربية الأجنبية في اليقظة والنهضة الجزائرية مساهمة فعالة على عدة جوانب فشكلت غذاء فكريا للجزائريين المحرومين من لغتهم وتراثهم وصلاتهم بأمتهم العربية والإسلامية كما وفّرت لهم ميدانا للكتابة والتعبير عن مطالبهم وآمالهم وإثبات أنهم لا زالوا على عهدهم وهويتهم إضافة إلى تنوير الجزائريين واطلاعهم على الأخبار الدولية والقضايا المطروحة للنقاش والتي كانت الإدارة الفرنسية تصبغها بصبغتها أو تحجبها عنهم في صحافتها.
وما يوضح لنا مدى انتعاش حركة الصحف في الجزائر -رغم الرقابة والمنع- هو تقرير فرنسي يتحدث عن حجز السلطات الفرنسية 67 عنوانا لجرائد تونسية ومصرية وسورية متنوعة الأغراض في الفترة 1920-1954، فالتونسية مثل: النهضة، الهلال، الإرادة، الاسبوع، الزهرة، الزهو، المرجان، الزيتونة. أما المصرية فمنها الرابطة العربية، المصور، كل شيء، الاسلام. أما السورية فمنها سورية الجديدة، الجامعة الاسلامية، والسعودية مثل صوت الحجاز وأم القرى.
ويذكر المؤرخ الفرنسي شارل آجرون بأنه مع بداية القرن العشرين كان بالجزائر 117 دورية مصرية يتم تداولها .
أما أكثر الجرائد والمجلات تأثيرا فهي المنار للشيخ محمد رشيد رضا والفتح لمحب الدين الخطيب، وقد كان أغلب المثقفين والادباء يقرأون هذين الجريدتين الخطيرتين في عالم السياسة والأدب والفكر، كتب أبو اليقظان عن "الفتح":" ولو عرفها الناس حق معرفتها وقدروها حق قدرها لما خلا منها مكتب عالم ولا منضدة محام ولا محفظة تلميذ ولا خزانة طبيب ولا ملف موظف". ومن الملاحظ أن الجزائريين لم يكتفوا بدور المتلقي لهذه الصحف والمجلات بل ساهموا فيها وتفاعلوا مع نقاشاتها، منهم عمر راسم وعمر بن قدور اللذين راسلا تونس ومصر واسطنبول والشيخ الطيب العقبي الذي كتب في جريدة القبلة واشرف على تحريرها كما كتب العقبي أيضا رفقة الأمين العمودي في جريدة "العصر الجديد" التونسية. وعيّن العقبي وكيلا له في تونس ليشرف على طباعة جريدته "الإصلاح" ويرسلها له إلى بسكرة. وذكر أحد الرحالة التونسيين في زيارة له إلى بسكرة عام 1926 بأن رواج الصحف التونسية فيها يكاد يكون مثل رواجها في تونس العاصمة.
الموضوع 2
محاضرة رقم 4:
- شخصيات جزائرية مساهمة في المقاومة الثقافية:
من العسير فعلا تتبع جهود الشخصيات الجزائرية المختلفة التي ساهمت في المقاومة الثقافية عبر مراحلها الطويلة واشكالها ومظاهرها المتعددة (محافظة، مقاطعة، يقظة، نهضة، إصلاح، تحديث، اصطدام...) خاصة أن هذه المقاومة كانت باللغتين العربية والفرنسية وبوسائل يصعب تتبع بعضها إن كان أثرها نفسيا معنويا أدبيا، ولكننا سنحاول تركيز البحث على المحاولات والمبادرات الأولى قبل ان تصبح المقاومة الثقافية فعلا واسعا وعاما. من هذه الشخصيات نذكر:
- عبد القادر المجاوي:
ولد الشيخ عبدالقادر بن عبد الله بن محمد الحسني الجليلي المجاوي التلمساني في تلمسان عام 1264هـ الموافق لـ 1848م بتلمسان، في عائلة علم ودين وقضاء، فوالده فقيه وقاض معروف، امتهن القضاء بالجزائر ثم بطنجة بالمغرب بعد هجرته إليها.
درس عبدالقادر المجاوي بالجزائر ثم هاجر مع عائلته إلى المغرب الأقصى كما هاجرت عائلات كثيرة هروبا من الاختلاط بالاستعمار الفرنسي وقبول سيادته خاصة بعد فشل مقاومة الأمير عبدالقادر.فأتم حفظ القرءان الكريم والمرحلة الابتدائية من تعليمه في طنجة ثم تطوان، ومنها انتقل إلى جامع القرويين بفاس أين استفاد من دروس شيوخ مجددين أمثال الفقيه محمد العلوي الفاسي والشيخ محمد قنون والشيخ محمد بن سودة والشيخ محمد بن جعفر الكتاني وغيرهم. فنلاحظ من هذه النشأة أنها نشأة محافظة اعتمدت على الأصول والبيئة المحافظة في الجزائر ثم المغرب الأقصى، ولم تختلط بالأفكار والمؤثرات الفرنسية بعد.
2- الإسهام التربوي و الثقافي والعلمي للشيخ عبد القادر المجاوي:
أ- التعليم:
عاد الشيخ عبد القادر إلى الجزائر بين سنتي 1869 و 1870م ،وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، ومن الغريب أنه اختار مدينة قسنطينة في شرق الجزائر التي ربما لم يكن يعرفها من قبل، ولعل ما يفسر لنا هذا الاختيار هو أن أهالي وأعيان قسنطينة قد دعوه إليها لتعليم أبنائهم في مدرسة حرة ردّا منهم على اهتمام فرنسا المتزايد بالمدرسة الفرنسية الإسلامية (الشرعية) وسعيها لاحتكار التعليم والقضاء والدين الإسلامي، كما أن عبدالقادر المجاوي تربطه علاقة مصاهرة بعائلة الأمير عبدالقادر خاصة أبناء عبد القادر بن علي أبو طالب الذين استقروا بالشرق الجزائري واشتغلوا في القضاء، فربما كانوا هم الواسطة بين أعيان قسنطينة والشيخ عبد القادر المجاوي للاستقرار في قسنطينة.
وربما تحت ضغط الظروف الدولية الضاغطة على فرنسا لجأت إلى مهادنة الجزائريين فسمحت للمجاوي بالتدريس وعيّنته بعد حوالي ثلاث سنوات 1873م واعظا بجامع سيدي الكتاني بقسنطينة، مما أتاح له نشر فكره الأصيل واعتزازه بالحضارة الإسلامية واللغة العربية وهويته الجزائرية للعامة من الناس، وربما عيّنته الإدارة الفرنسية بعد ذلك مدرسا بالمدرسة الفرنسية الإسلامية (الشرعية) بقسنطينة في 1878م لعزله عن الناس أو لإنجاح مشروع المدارس الإسلامية واستقطاب الجزائريين النافرين منها. وقد أسندت إليه الدروس الشرعية واللغوية في هذه المدرسة.
استطاع المجاوي أن يؤثر في عدد معتبر من التلاميذ في قسنطينة سواء في الجامع أو المدرسة نذكر منهم: حمدان الونيسي أحد رواد النهضة الجزائرية الحديثة والمدرس بالمدرسة الفرنسية الإسلامية (الشرعية) وأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس فيما بعد، حيث تذكر بعض المصادر أن الونيسي قد حضر دروس الشيخ المجاوي مستمعا، والشيخ المولود بن الموهوب المدرس بالمدرسة الفرنسية الإسلامية وصاحب النشاط الإصلاحي المعروف وأحد رواد النهضة، وأحمد الحبيباتني، وأحمد بن سعيد بن مرزوق المدرس بجامع سيدي الكتاني، ومصطفى بن محمد زادي المدرس ببسكرة والمسيلة، ومحمد بن عبد الله شيخ زاوية بالمسيلة وغيرهم من التلاميذ.
وبعد انتقال الشيخ المجاوي للتدريس بالمدرسة الفرنسية الإسلامية بالجزائر المعروفة بالثعالبية عام 1898م ازداد نشاطه وإشعاعه في مجال الإصلاح والتربية والتعليم، فدرّس طلبة القسم العالي (الدراسات العليا) واستطاع أن يقيم توازنا خفيا في المدرسة ضد التيار الاستشراقي الضارب بقوة فيها، والذي رعته الإدراة الاستعمارية بحكم قرب المدرسة من دوائر السلطة (الحكومة العامة).
وإضافة إلى مهمة التدريس أوكلت إلى الشيخ المجاوي مهمة الإمامة والوعظ بمسجد سيدي رمضان ابتداء من سنة 1908م .
وكما ترك الشيخ المجاوي عددا من التلاميذ والمقربين في قسنطينة، ترك عددا مهما ومميزا من التلاميذ والمتأثرين والمعجبين بفكره وشخصيته الأصيلة المتفتحة في الجزائر، نذكر منهم:الشيخ عبد الكريم باش تارزي مفتي الحنفية في قسنطينة والشيخ حمود بن الدراجي قاضي الحنفية بالجزائر، والشيخ سعيد بن زكري المدرس بالثعالبية ومديرها بعد ذلك ، والشيخ محمود بن دالي المعروف بكحول المفتي وصاحب جريدة كوكب أفريقيا...، كما حضر مجلسه مؤقتا المصلح الميزابي الشيخ إبراهيم اطفيش في عام 1910 والذي أشاد به. ويذكر الأستاذ محمد علي دبوز أنه لمكانة الشيخ المجاوي وحربه على البدع ودعوته للإصلاح فإن القطب اطفيش أرسل عددا من طلبته النجباء في ميزاب للدراسة على يد الشيخ المجاوي أمثال الحاج الناصر الداغور وإبراهيم اطفيش وإبراهيم الطرابلسي والحاج الناصر بن إبراهيم كروش الذين سيصبحون فيما بعد من رموز الإصلاح الإباضي في منطقة ميزاب.
ب- الإصلاح الديني والاجتماعي والفكري لدى الشيخ المجاوي:
في حقيقة الأمر لم تنفصل هذه المجالات التعليم والوعظ والإصلاح والتأليف في حياة الشيخ المجاوي وإنما فصلناها عن بعضها البعض لتسهيل دراستها وتبيين أهميتها فقط، ففي المدرسة الشرعية بقسنطينة أو الجزائر وجامع الكتاني بقسنطينة أو جامع سيدي رمضان بالجزائر لم يتوقف الشيخ المجاوي عن نشر فكره ودعوته خاصة إذا علمنا أن تدريسه العلوم الشرعية واللغوية أتاح له التأثير وتبليغ دعوته بهدوء واطمئنان.
وقد ذكرنا فيما سبق أن الشيخ المجاوي قد تأثر بتكوينه المتين وبالحياة العلمية في المغرب الأقصى، فكيف وصلته أخبار المشرق الإسلامي والنهضة الحديثة بمصر والجامعة الإسلامية التي سنجد أثرها في بعض كتبه؟
يميل كثير من الباحثين إلى وصول تأثيرات الشرق عبر الحجيج والصحافة وبعض المهاجرين ، ونحن نعرف أن عائلة المجاوي ترتبط مصاهرة بعائلة الأمير عبد القادر (عائلة ابن علي أبو طالب) التي استقر أفرادها في بلاد الشام والمغرب الأقصى وزاروا الجزائر في مناسبات كثيرة وتمتعوا بتسهيلات إدارية من طرف السلطات الاستعمارية الفرنسية لمكانة هذه العائلة.
ومن ناحية أخرى كانت للشيخ المجاوي نفسه مراسلات مع عدد من العلماء والفقهاء في المشرق مثل الشيخ إبراهيم سراج المدني المُدرس بالمدينة المنورة، وقد قرّظ كتابَه "إرشاد المتعلمين" عدد من الكتاب والعلماء مثل وهبي أفندي مدرس اللغة الفرنسية بمصر، والسيد حامد سليق أحد علماء الشام...
ومع مطلع القرن العشرين ازدادت أفكار الإصلاح وانتشرت فكرة الجامعة الإسلامية، وإذا عرفنا العلاقة بين الشيخ المجاوي وزميليه الشيخ عبد الحليم بن سماية (1866-1933م) الذي كان وراء زيارة الشيخ محمد عبده للجزائر في 1903، والشيخ مصطفى بن الخوجة المعروف بالمضربة (1848-1913) الذي كانت له أيضا مراسلات واتصالات مع الشيخ محمد عبده وغيرهم أدركنا أن الشيخ المجاوي كان مستوعبا لموضوع الإصلاح على المستويين المحلي والإسلامي. ويذكر عدد من الباحثين أن الشيخ عبدالقادر المجاوي كان من بين مؤيدي ومستقبلي الشيخ محمد عبده في زيارته للجزائر. بل إن أحد الباحثين وهو آلان كريستلو أكّد على أن الشيخ المجاوي لا يمكن إلا أن يكون قد زار المشرق، وحججه في ذلك طبع الشيخ المجاوي كتابَه إرشاد المتعلمين في القاهرة وارتباطه بعائلة الأمير عبدالقادر المستقرة بالشام. ولكن زيارة الشيخ المجاوي للمشرق لم تتأكد بعد للباحثين بصفة قاطعة. ولكن ما يهمنا في هذا الصدد هو التعامل مع فكر الشيخ المجاوي ودعوته منذ سبعينيات القرن التاسع عشر الميلادي، وليس مع مطلع القرن العشرين فقط، فبغض الطرف عن تدريسه ووعظه وإذا ما اكتفينا بكتابه إرشاد المتعلمين الذي طبعه عام 1877 بالقاهرة، فإننا نُقرّ للشيخ المجاوي بأسبقيته في مجال الإصلاح الديني والتعليمي والاجتماعي في ظروف تسودها سياسة استعمارية تقوم على طمس الدين واللغة والهوية ومسخها وعزل الجزائريين عن العالم العربي والإسلامي.
فالشيخ المجاوي يُعد حلقة رابطة بين جيلين من العلماء والمصلحين الجزائريين، جيل الشيخ محمد بن الكبابطي والشيخ مصطفى بن العنابي... الذي واجه الفرنسيين غداة احتلالهم الجزائر ثم جيل النهضة واليقظة والحركة الإصلاحية التي انطلقت مع القرن العشرين وتزعّمها تلاميذ المجاوي وتلاميذ تلاميذه. ويصوّر لنا المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله حالة قسنطينة قبل وصول الشيخ المجاوي إليها قائلا:"...وهكذا جفّت ينابيع العلم الحر وغاضت بحور الفكر، وكاد هذا الليل الطويل ألا ينجلي لولا نفحة هبّت من الغرب ونعني بذلك حلول عبدالقادر المجاوي للتدريس في أحد المساجد بقسنطينة...".
حارب الشيخ المجاوي الجمود والتعصب والخرافات والبدع التي كست معتقدات الناس وشعائرهم وامتدت إلى حياتهم، فراح يعلن في دروسه وكتبه ووعظه أن الإسلام بريء مما ألصق به واضح في أحكامه وبسيط بعيد عن التعقيد ملائم ومساير لكل عصر، ولذا نجده يؤلف - فيما بعد- شرحا لمنظومة الشيخ المولود بن الموهوب سماها: اللُّمع على نظم البدع، كما دعا إلى العودة إلى الأصول، وألف شروحا وكتبا في علم الكلام والتوحيد والعقائد.
ولعل أكبر مجال تصدى له الشيخ المجاوي هو محاربة التجنس والتفرنج والاندماج والإلحاد رغم قوة تياره وتبني الإدارة الاستعمارية له، فقد كان مُعتزا بالحضارة العربية الإسلامية و الهوية الجزائرية فحافظ على لباسه الأصيل رغم تقلبه في الأوساط الفرنسية، ودعا الجزائريين إلى الاعتزاز بماضيهم وبتاريخ أجدادهم والنهوض والتقدم والاهتمام باللغة العربية ، يقول: "اعلم أن اللغة العربية هي أقدم لغات العلم المستعملة الآن وأوسعها، وفضلها على غيرها يشهد به كل من يعرفها ولو كان أعجميا، فهي أفصح اللغات منطقا وبيانا وأكثرها تصرفا في أساليب الكلام وأقبلها تفننا في النثر والنظام...". ومن جهة أخرى زهد في اللغة الفرنسية رغم أنه دعا إلى تعلم اللغات. ولم ينشر المجاوي في جريدة المبشر الناطقة باسم الإدارة الفرنسية مما يوحي أنه كان مدركا لأهداف الإدارة الفرنسية الرامية لاستغلال العلماء الجزائريين لصالحها.
ويظهر لنا هذا الاهتمام باللغة العربية أيضا في تأليفه عددا كثيرا من المؤلفات بين شروح وكتب لتبسيط علوم اللغة العربية لتلاميذه كما سنرى.
وفي المجال الاجتماعي دعا الشيخ المجاوي تلاميذه وقومه إلى التماشي مع روح العصر وخصص كتبا منها ما يتعلق بشؤون المرأة، ومنها ما يتعلق بالاقتصاد والمعاش والصنائع، كما ألح على طلب العلم، فمثلا كتب في كتابه إرشاد المتعلمين قائلا:"...ولقد ساءني ما رأيت في هذا الزمان من فتور المعلمين والمتعلمين حتى أن أهل قطرنا من إخواننا المسلمين القسنطينيين والجزائريين والوهرانيين قد تراكم عليهم الجهل...". ورأى أن على المتعلم أن يتعلم ما يفيده من علوم الدين والدنيا: القرءان الكريم، الحديث النبوي، علم الفرائض، علم الفقه، علوم العربية، المنطق، علم الطب، علم الكتابة، الحساب، الهندسة، الزراعة، المساحة، الجغرافية، الهيئة، علم الرماية، السباحة، الفروسية، وغير ذلك من العلوم.
وقد استفادت النوادي والجمعيات الجزائرية من نشاط ومحاضرات الشيخ المجاوي التي كان يلقيها والمركزة على التقدم والاعتزاز باللغة العربية والدين الإسلامي والأجداد، منها نادي صالح باي والرشيدية..
ج- دور الشيخ المجاوي في الحياة السياسية:
يبدو أن الشيخ المجاوي كان حذرا في تعامله مع الإدارة الاستعمارية، فكان يتجنب الاصطدام بها لذا نجده طيلة أكثر من أربعين سنة من التعليم والوعظ والإصلاح الهادئ لم يتعرض للسجن أو النفي أو التوقيف رغم متابعة الرقابة الفرنسية له.
ورغم ذلك نجد للشيخ المجاوي حضورا في عريضة مظالم كتبها أهالي قسنطينة إلى لجنة التحقيق البرلمانية الفرنسية 1891م.
د-دور الشيخ المجاوي في الصحافة:
سعى المجاوي إلى نشر أفكاره الإصلاحية الهادئة عبر الصحافة العربية ومن المحتمل أنه تجنب النشر في جريدة "المبشر" الناطقة باسم الإدارة رغم صدورها باللغة العربية، فقد كتب مقالا عام 1902 في جريدة "المنتخب في مصالح المغرب" الصادرة بقسنطينة منذ 1882.
ومن ناحية أخرى سعى تلميذه الشيخ كحول إلى نشر محاضراته التي كان يلقيها في النوادي والجمعيات عبر جريدته كوكب أفريقيا( أكثر من 20 مقالة)، وكذلك فعلت جريدة المغرب عام 1903 (7 مقالات أو محاضرات). ومن هذه المقالات نذكر: مشاهير العرب الذين تضرب بهم الأمثال، العلم، العادة، الطب العربي قبل الإسلام، التربية، شهر المولد النبوي، الكبر والعجب، تعليم الأطفال، سلامة الإنسان في حفظ اللسان...
هـ-التأليف:
يُعد الشيخ عبدالقادر المجاوي من القلائل الذين جمعوا بين التعليم والتأليف، فقد ألّف في أغراض متنوعة وبأسلوب متين متخصص، وأغلب مؤلفاته موجهة بالأساس إلى تلامذته في المدرسة الفرنسية الإسلامية(الشرعية) في مجال العلوم الشرعية واللغوية، فيبدو وكأنه يضع مقررات للدراسة، ونذكر منها:
1- إرشاد المتعلمين: طبعه في القاهرة عام 1877، ويبدو أنه ألّفه لتلاميذه كتبسيط لدروسه، وهو أشهر كتبه على الإطلاق، وقد قسّمه إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، جعل الفصل الأول في علوم اللسان، والثاني في علوم الأديان، والثالث في علوم الأبدان، والرابع في المعاش. وقد أثار الكتاب امتعاض الدوائر الاستعمارية خاصة بعدما نشرت جريدة المبشر ملخصا له تحت عنوان "كتاب نافع" فردّت الصحافة الاستعمارية بمقال آخر تحت عنوان "كتاب شر" واتهمته بأنه قد أثار الناس في قسنطينة.
2- القواعد الكلامية: وهو في علم الكلام، طبعه في عام 1911 في مطبعة فونتانا، ويقع في 157 صفحة، وهو موجه لطلبة القسم العالي في المدرسة الثعالبية، جعله في مقدمة وعشرة فصول وخاتمة.
3- تحفة الأخيار فيما يتعلق بالكسب والاختيار: وهو في علم الكلام. جعله في ستة فصول (في أهل الجبر. في قول أهل القدر. في تحقيق ما هو الحق وهو مذهب أهل السنة. لا فعل حقيقة إلا لله وللعبد بالله. الاعتقاد بأن للعبد في الأفعال الاختيارية كسبا. المؤثر الحقيقي هو الفاعل المختار).
4- منظومة في التوحيد: من المحتمل أن تكون هي "القواعد الكلامية" حيث أن أغلب من يذكرها يذكر شرح المولود بن الموهوب لها، ومن الثابت أن ابن الموهوب قرظ كتاب " القواعد الكلامية".
5- الفريدة السنية في الأعمال الجيبية: طبعته إدارة مدرسة الثعالبية في مطبعة فونتانا بالجزائر في 1904، وهو في علم الفلك موجه للتلاميذ، يقع في 85 صفحة، حيث جعله في مقدمة وعشرين وخاتمة وزوده بأرجوزات لتسهيل الحفظ.
6- شرح منظومة ابن غازي في الوقت: في الفلك. ألفه في قسنطينة وطبعه بها.
7- اللُّمع على نظم البدع: وهو شرح لمنظومة تلميذه وزميله الشيخ المولود بن الموهوب. طبعها عام 1330هـــــــ الموافق لعام 1912 بمطبعة فونتانا بالجزائر، وهي تقع في 198 صفحة، وقد قرظه تلميذه محمود كحول وأحمد بن الشيخ. وتمت إعادة طبع هذا الكتاب في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية2011.
8- الإفادة لمن يطلب الاستفادة: طبعه في الجزائر عام 1901.
9- كشف اللثام عن شواهد قطر ابن هشام: في النحو، انتهى من تأليفه عام 1295هــــ الموافق لعام 1878 ميلادية، وطبعه في قسنطينة. و تمت إعادة طبعه في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011.
10- شرح نظم المجرادية الجمل: طبعه في المطبعة البونية عام 1894، والمجرادية لأبي عبدالله محمد بن مجراد. وتمت إعادة طبعه في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011.
11- الدُرر النحوية على المنظومة الشبراوية: طبعه في الجزائر في عام 1907 بمطبعة فونتانا، وهو في النحو. وكتب بأنه انتهى من تأليفه في صفر 1296هــــــــ الموافق لعام 1879.
12- نصيحة الإخوان: وذكر بعنوان آخر هو "نصيحة المريدين"، ألفه في قسنطينة بينما طبعه في تونس، وهو شرح لقصيدة محمد المنزلي في التصوف (القادرية)، طبعه في تونس، عام1314 هـ، ورغم أن المجاوي لم يعرف بتصوفه إلا أن المؤرخ سعد الله يرجح أنه ألفه مجاملة لأصهاره القادريين.
13- نزهة الطرف في المعاني والصرف:توجد نسخة مخطوطة ضمن مجموع تحت رقم 654 في مصلحة الثقافة والتراث بوزارة الشؤون الدينية (الجزائر) ، وتم تحقيقه ضمن الأعمال الكاملة للمجاوي. وتقع هذه النسخة في 12 ورقة.
14- المرصاد في مبادئ الاقتصاد:وهو في الاقتصاد.
15- شرح جمل الخونجي: وهو مختصر في علم المنطق، طبعه طبعة حجرية، وكتب في مخطوطته الأصلية أنه فرغ من تأليفه في 29 رجب 1295هـــ الموافق لعام 1878، وعدد أوراقه تسع صفحات.
وقد تلقى تلامذته وزملاؤه هذه الكتب بالمدح والتقريظ، أمثال الشيخ كحول وابن الموهوب...وحتى الصحافة الأهلية.خاصة أن كتبه امتازت باللغة المتينة والأفكار الجريئة، وقد وصف الدكتور سعد الله الشيخ المجاوي من خلال كتاباته بأنه كان:"ضليعا في فنون النثر بعامة" لابتعاده عن السجع والصنعة والتكلف في المبنى على حساب المعنى.
3-وفاته:
توفي الشيخ عبدالقادر المجاوي في قسنطينة يوم السبت 6 أكتوبر 1914 ،وليس كما تذكره كثير من الكتابات والدراسات التي تذكر عام 1913، وقد أشار الأستاذ الدكتور مولود عويمر إلى اعتماده على جريدة معاصرة لوفاة المجاوي وهي جريدة "الفاروق" التي نعت الشيخ المجاوي في عددها رقم 80 الصادر في 02 أكتوبر 1914 وذكرت تاريخ وفاته بالضبط، ثم تابعت أخبار تأبينه وأعلنت استعدادها لاستقبال تعازي الجزائريين في عددها رقم 81 الصادر في 09 أكتوبر 1914 ،وقد ودفن بقسنطينة، وحضر جنازته كثير من الشخصيات والعلماء والتلاميذ.
وقد كتب الصحفي والمصلح محمد الأمين العمودي عن أثر أساتذة المدارس الفرنسية الإسلامية (الشرعية)- ومنهم الشيخ المجاوي- في تخريج جيل جزائري واعٍ وغيور قائلا:"...لم تطل المدة حتى ظهرت نتيجة عمل أولئك الآباء المحسنين وتكونت شبيبة مهذبة تتوقد غيرة وهياما بالنهوض والرقي".
بينما كتبت مجلة الشهاب عن الشيخ عبدالقادر المجاوي: "...العلامة الأستاذ عبدالقادر المجاوي-رحمه الله- هذا الرجل هو أبو النهضة العلمية بقسنطينة، وهو شيخ الناس بجميع عمالتها، عليه تخرّج القضاة ورجال المحاكم والتدريس والفتوى...ولو كان هذا الرجل من أمة عالمة لأحيت ذكراه في كل مناسبة...".
ولغزارة علمه وعلوّ مكانته وأهمية نشاطه وسبقه الإصلاحي استطاع الشيخ المجاوي أن ينتزع لقب شيخ الجماعة من الشيخ حميدة العمّالي المدرس بالمدرسة الفرنسية الإسلامية (الثعالبية) في الجزائر وأن يحظى بلقب أب النهضة الجزائرية الحديثة بتركيزه على ثلاثية الدين والعلم والوطن.
فساهم بعلمه وشخصيته ومواقفه وتلاميذه في الحفاظ على سلسلة العلماء الجزائريين المقاومين للتجنيس والتفرنج والإلحاد وطمس الهوية الإسلامية العربية للجزائريين، وتغلب على الإدارة الاستعمارية التي أرادت أن تستغله في المدارس الفرنسية الإسلامية والمساجد فاستغلها هو في تكوين جيل من العلماء سيقودون النهضة الجزائرية الحديثة والحركة الإصلاحية وأعاد لهم التوازن أمام جماعات وصحافة الاستشراق التي تعد هذه المدارس أهم مراكزها، موظِّفا التعليم والوعظ والتأليف والصحافة وسائلَ في مشروعه الذي اتصف بطول المدة وبالهدوء في التنفيذ.
الموضوع 3
محاضرة: تابع/ شخصيات مساهمة في المقاومة الثقافية
2- محمد بن رَحَّال:
ولد محمد بن الحاج حمزة بن رحال في 16 ماي 1857، والده هو آغا ندرومة(تلمسان)، ولد في عائلة علمية ومالية معروفة خرّجت القضاة والمعلمين، فوالده تولى العدالة الشرعية في تلمسان ثم القضاء على منطقته ندرومة في دولة الأمير عبد القادر الجزائري، كما عيّنته السلطات الفرنسية بعد ذلك آغا ندرومة. درس محمد بن رحال في المدرسة القرآنية ثم بالمدرسة الابتدائية الفرنسية العربية ثم في كوليج دي فرانس بمدينة الجزائر التي سرهان ما حولت الى ثانوية حيث تخرج فيها، ليلتحق بالجيش مؤقتا ويتركه للعودة إلى بلدته ندرومة في جويلية 1874، عُين خليفة آغا عام 1876 ثم قايد لندرومة بعد وفاة والده عام 1879.
ويبدو أن الثقافة المزدوجة لابن رحال وأصالة عائلته وروح المحافظة داخلها وارتباطه بالطريقة الدرقاوية ورحلته الى باريس 1878 كلها عوامل أثرت في دفعه نحو خدمة قومه، فقام بعدة خطوات أولاها استقالته من منصب قايد عام 1884 ودعمه للمطالب الوطنية والعرائض كما دعّم حركة الامير خالد بعد ذلك. ووقف ضد سياسة الإدماج التي كانت الادارة الفرنسية تسعى إلى إنجاحها في الجزائر بضرب الهوية، فكتب محتجا:" هذا الشعب يواصل تمسكه بتقاليده، فهو يأخذ بالأشياء الجديدة من دون أن يقطع صلته بماضيه وخصوصياته". وفي دفاعه عن اللغة العربية والاسلام دافع عن التعليم العربي وابدى ملاحظته بان التعليم الفرنسي عقيم لأنه لا يدرس للجزائريين بلغتهم كما رأى بضرورة تعليم القرءان القرءان الكريم في كل مكان لأنه:"غاية في الإفادة لتهذيب الأخلاق، ومن تعاليمه أنه يحترم الأبوة والشيخوخة".
وكتب عن واقع تدريس اللغة العربية في المدارس: "ليس هناك سوى في برامج بعض المدارس الأساسية الأهلية ما نسجل حصة نصف ساعة للعربية يوميا، ولا يمتحن فيها في امتحان الشهادة الابتدائية ولكن ايضا لاختفاء المدرسين الأكفاء" موضحا أنه ادّعاء وتمثيل لا أكثر:" هذا الاهتمام بالعربية عبارة عن مظاهر وذكريات وهل يعقل أن يدرس العربية مدرسين فرنسيين أو من الجزائريين الذين تكّونوا تكوينا سطحيا في مدرسة عادية بمعدل اربع ساعات اسبوعيا ولبضع شهور فقط"، كما تطرق الى مشكل عدم تعميم التدريس: "وعلى الرغم من هذه المحاولة الضعيفة فالعربية الابتدائية لا تدرس في جهات أخرى على الرغم من ان هذه اللغة تعد لغة الأمومة بالنسبة لملايين السكان المسلمين، وإذا كانت حاجتنا لا بد منها للمدرسة الفرنسية فإنها لا يمكن أن تكون بديلا أبدا للسان الأهلي".
وفي مناسبة أخرى يكتب ابن رحال مدافعا ومذكرا بأهمية اللغة العربية: "تصوروا شعبا بلا لسان بعبر به عن آرائه واستجلاء أفكار سابقة وتثقيف الفكر وترجمة المشاعر وتطوير النطق والعيش والتقدم؟ إن هذا غير مقبول لأن اللغة هي أداة التكوين الفكري والثقافي".
وبالنسبة لرؤيته للإسلام وقضايا التجديد والنهوض ورغم انخراطه في الطريقة الدرقاوية التي قد يكون لجوؤه إليها بحثا عن الاطمئنان والهروب من الزحف التغريبي المادي الفرنسي الذي اقترب منه، إلا أنه دعا الى تجديد الفهم للإسلام ورسالته المتجددة وتنقيته مما لصق به من انحرافات وخرافات وإعمال العقل والنقد:" إن الذي يعطل المجتمع الإسلامي اليوم هو جهله العميق ليس فقط جهل الفنون والعلوم الراهنة بل أيضا جهل أشياء كثيرة من دينه ما عدا بعض الممارسات الخارجية وبعض الاعتقادات الاساسية، فالديانة تحولت إلى مجموعة من الأغلاط والأحكام المسبقة وانحرافات، وأن كل ما يأتي من الخارج هو موضوع لحذر غير مبرر وتحريمات طائشة ومجادلات لا قيمة لها".
ويلخص ابن رحال الحل لتطور العالم الاسلامي وتشرذمه بقوله: " إن الدول الإسلامية متأخرة ومجزأة لكن انتشار التعليم يجعلها تستعيد مكانتها".
2-1- مشروع ابن رحال لتطوير وإصلاح التعليم العالي( الشرعي) في الجزائر:
باعتبار ابن رحال شخصية علمية وثقافية وسياسية واجتماعية مرموقة ومعروفة بين الأهالي فقد قابلته لجنة التحقيق البرلمانية التي زارت الجزائر في عام 1892، وقد قدم لها ابن رحال مشروعا يحوي رؤيته لإصلاح التعليم العالي في الجزائر الذي كانت تتولاه المدارس الفرنسية الاسلامية الثلاث في كل من الجزائر وتلمسان وقسنطينة، وذلك إدراكا منه لأهمية التعليم في أي نهضة وتطور، احتوى مشروعه العناصر التالية:
- إعادة شاملة لتنظيم المدارس الفرنسية الإسلامية.
- تحديد مدة الدراسة ب 3 سنوات.
- زيادة عدد المعلمين واختيارهم من ابرز العلماء ذوي الاستقلالية واستقدامهم من الخارج إن تطلب الأمر.
- تعيين معلمين فرنسيين ذوي خبرة يتكلمون ويكتبون باللغة العربية وذلك لتعليم الطلبة اللغة الفرنسية والعلوم الابتدائية.
- في نهاية السنة الثالثة يتم إجراء امتحان الانتقال الى المدرسة الثعالبية حيث يكمل الطلبة دراستعم العليا في مدة سنتين ويتلقون محاضرات في المدارس العليا للآداب والعلوم بما فيها المحاضرات الأولية للحقوق الفرنسية.
- عند انتهاء السنة الخامسة يتم إجراء امتحان حول البرنامج المدرس، والمطلوب أن يكون الامتحان لصالح نجاح الإصلاح ذاته في قسم كبير لصالح العلوم الإسلامية، وأن يكون الامتحان صعبا للغاية من هذه الناحية. وبالنسبة للبرنامج الفرنسي فإننا نضع المواد التي نعتبرها ملائمة.
- تتويج هذا الامتحان يكون بشهادة معادلة للبكالوريا، بحيث تفتح كل المجالات أمام الشباب الذين يقدمون كفاءات علمية لا ريب فيها.
لقد أثارت آراء ابن رحال حول تطوير التعليم واصلاحه في الجزائر ردود فعل معارضة، نذكر منها تصريح المدعو سيباتيه " إن ابن رحال يريد أن يبين أنه لتوطيد تفوق الفرنسية في الجزائر من المفيد تطوير تعليم اللغة العربية، إن هذا المذهب مضاد بصورة مطلقة لكل تعليم في التاريخ، عندما تريد أمة ان تصل لتسريب حضارتها إلى امة أقل تطورا فإن ذلك يكون بنشر لغتها التي يجب أن تربط بها للحصول على هذه النتيجة".
2-2- إسهامه ونشاطه الثقافي:
مثّل ابن رحال نموذجا مضيئا للمزج بين الحضارتين الشرقية والغربية أو التمسك بالأصالة في مقابل الانفتاح على الجوانب الفكرية والمادية للحضارة الغربية، وذلك بفضل نشاته الدينية والوطنية من جهة وتكوينه الثقافي القوي واعتزازه بماضي عائلته ووطنه، فكتب في غحدى المناسبات:" ...صحيح أنه لا يجب ان نقبل كل ما تمنحه لنا الحضارة بعيون مغمضة فكثير من الأشياء التي لا تحسد عليها يمكن أن تترك دون كبير أثر، ولكت يمكننا بالمقابل أن نستعير عددا كبيرا من منتجاتها دون خطر بل بفائدة وعلى حسابنا الخاص، وتستطيع أن تتبنى كل ميدان العلوم البحتة وجزءا هاما من التنظيم الداخلي والسياسي ونظام الأشغال العمومية والتعليم وكل ما يتعلق بالتجارة والزراعة والصناعة دون تعديلات كبيرة، فلا شيء يخالف في العقيدة بل بالعكس أنه يحثه أو يفرضه". فساهم ابن رحال أيضا بالخطابة والكتابة والمحاضرات والشكاوي والعرائض في التنديد بالواقع الاجتماعي والتربوي والثقافي، ويمكن أن نجمل أهم نشاطاته العلمية والثقافية وحتى في الكتابة التاريخية والترجمة في إنجازاته التالية:
- ملاحظات حول تعليم الأهالي (مخطوط)، 1886.
- دراسة حول تطبيق التعليم العمومي في البلاد العربية، 1887.
- تاريخ السودان (مالي) في القرن 16. ترجمة إلى اللغة الفرنسية.
- تاريخ ندرومة، من تأليف والده (لعلها ترجمة أو نشر).
- تاريخ بني سناسن.
- محاضرة في مؤتمر المستشرقين بباريس بعنوان:"مستقبل الاسلام" 1897: حيث دافع فيها عن الجانب الاجتماعي والأخلاقي في الحضارة العربية الاسلامية، ومما ورد في محاضرته:" لنرى التخريب الذي سببه تفكيك الأسرة، انحراف الأخلاق، الإدمان تحديد النسل، المضاربة في البورصة، الإجهاد في العمل، الإفراط في الثروة، التطرف في اللهو، الإفراط في الانغماس وإطلاق العنان للأهواء والشهوات، الإفراط في الحرية...كلها مظاهر تؤدي بنا لنسأل أنفسنا من هو الأكثر مرضا الحضارة الاسلامية أو الغربية؟ ألا يمكننا اعتبار الاسلام يحافظ على نفسه؟". - محاضرات أمام علماء جامعة القرويين بالمغرب بدعوة من المقيم العام الفرنسي بالمغرب.
كل هذه النشاطات والإسهامات جعلت أثره كبيرا في عالم الثقافة والسياسة والنهضة، كما أن كثرة شهادات كبار رجال العلم والثقافة والسياسة تعكس أهميته، كتب عنه المؤرخ أبو القاسم سعد الله قائلا:" كان صوت الجزائر العميقة وصوت التاريخ، ولم ينسيه الوظيفة والاعتبار المعنوي لدى الفرنسيين الدفاع عن الثقافة واللغة العربية والحضارة الاسلامية". سعد الله، الثقافي، ج6، ص 223
أمّا الشيخ البشير الابراهيمي فكتب عنه:"...وينظر إلى الجزائريين بعين المسلم فيرى أنهم بلاء على أنفسهم قبل بلاء الاستعمار وأن الواجب أن يصلحوا أنفسهم بجمع الكلمة والمحافظة على الدين إلى غير ذلك من أنواع الإصلاح الداخلي الممكن".
توفي ابن رحال عام 1928 .
3- محمد بن العربي (1850-1939):
ولد محمد بن العربي في شرشال حيث تلقى مبادئ القراءة والكتابة والقرءان الكريم ثم انتقل إلى الجزائر ودخل المدرسة العربية الفرنسية ثم كلية الطب، انتقل إلى باريس حيث نال شهادة الدكتوراه في الطب عام 1884 ليصبح أول جزائري يحصل على شهادة الدكتوراه، أتقن ابن رحال لغات أخرى إلى جانب العربية والفرنسية وانفتح على الحياة الثقافية في فرنسا وكان من أصدقائه الأديب الفرنسي المعروف فيكتور هيقو.
طالب محمد بن العربي من لجنة التحقيق البرلمانية عام 1892 إلغاء القوانين الاستثنائية واحترام القضاء الإسلامي والتعليم باللغة العربية...وعارض إلغاء المحاكم الشرعية رفقة صديقه ابن رحال عام 1891 وقادا حركة احتجاجية واسعة لأجل ذلك، انتخب عضوا في المجلس البلدي عام 1888. توفي في أكتوبر 1939.
4- محمد بن مصطفى بن الخوجة:
ولد محمد بن مصطفى بن الخوجة المعروف بالكَمَال في مدينة الجزائر حوالي 1865 في عائلة كرغلية معروفة بالعلم والتقوى، درس القرءان الكريم ومبادئ اللغة العربية في الكتاتيب ثم المساجد، عين حزّابا في الجامع الأعظم بمدينة الجزائر ثم بالجامع الجديد في 1880. وفي عام 1886 عين مدرسا بالجامع الكبير وكاتبا في جريدة "المُبشر" إلى غاية 1901 حيث غادرها.
عُرف عن الشيخ محمد بن مصطفى بن الخوجة تحمسه للإصلاح الديني والنهضة والتطور فكان من مستقبلي الشيخ محمد عبده في زيارته الى الجزائر ومن ملازميه خلالها. وعرف عنه ايضا دعوته الى الاهتمام بالمرأة تربية وتعليما وتكوينا وحقوقا، وقد ألّف كتابا في ذلك يعد سبقا فكريا في البلاد العربية وهو " الاكتراث لحقوق الإناث" عام 1895، كما ألّف كتابا آخر هو "اللباب في أحكام الزينة واللباس والحجاب" عام 1907.
5- عمر راسم:
ولد عمر راسم في مدينة الجزائر في ربيع الاول 1302هـــ/ 1884، درس بالمدارس القرءانية ليعين حزّابا في جامع صفر وعمره لم يتجاوز 12 سنة ثم التحق بالمدرسة الثعالبية التي طرد منها بسبب مشاغباته الفكرية. تعرّف على عالم الطباعة والصحافة بعد تعيينه في المطبعة الرسمية التي كانت تطبع جريدة المبشر، وهو ما أتاح له الانفتاح على السياسة والحداثة والصراع الحضاري القائم.
من إسهاماته المبكرة تكوينه فرقة مسرحية وغنائية للفن الأندلسي، وفي 1908 اعلن عن اصداره لجريدة "الجزائر" لكنه لم يتمكن من توزيعها لعجزه المالي رغم دعايته الكبيرة لها. كما عمِل عمر راسم مراسلا لعدة جرائد وطنية واجنبية مثل جريدتي "المرشد" و"مرشد الأمة" التونسيتين كما نشر فيهما عدة مقالات، التحق بجريدة "الحق" الوهرانية التي كانت تصدر باللغة الفرنسية ليتولى فيها إدارة وتحرير القسم العربي واستطاع أن يجعله جريدة مستقلة بهذا الاسم، وكان يتولى كل جوانب إخراج الجريدة من كتابة وتحرير وخط وزخرفة وتصفيف بما عرف عنه من مهارة وجمال خط وبراعة في فن المنمنمات في الزخرفة والرسم...ولكن توقفت في 1912.
وفي عام 1913 أصدر عمر راسم جريدته ذو الفقار التي صدر منها 4 أعداد فقط لتتوقف في 28 جوان 1914. وبحكم أن عمر راسم كان من مؤيدي فكرة الجامعة الإسلامية والدولة العثمانية خاصة خلال فترة الحرب العالمية الأولى فإن الرقابة الفرنسية كانت تحيط به وبكتاباته، خاصة أنه كان يكتب المنشورات والملصقات ويلصقها سرا في جدران المدينة، ليتهم بعد ذلك بتوجيه رسالة إلى إحدى الصحف المصرية تؤيد الدولة العثمانية ضد فرنسا وحلفائها، لذلك تعرض للسجن والقمع ولم يطلق سراحه إلا عام 1923 لينصرف نحو عالم الفن والرسم.
وحول دوره وإسهامه وفكره دارت نقاشات كثيرة هدفت إلى تصنيف دوره وفكره، ويذهب المؤرخ المتخصص في عالم الصحافة الجزائرية الأستاذ زهير إحدادن إلى أن عمر راسم لم يكن سياسيا بالدرجة الأولى بل كان إصلاحيا دينيا متأثرا بدعوة محمد عبده، كما كان يميل ويؤيد الأفكار الاشتراكية لما تحمله من عدالة ومساواة، فيمكن اعتباره من هذه الناحية من رواد الاشتراكية الإسلامية في الجزائر إلى حد ما.
الموضوع 4
دور الزوايا و لكتاتيب القرءانية والمدارس في المقاومة الثقافية:
أولا: الزوايا
الزاوية لغة من فعل زوي يزوي أي جمع وزاوية البيت ركنه أو هي من فعل تنزوى بمهنى انعزل وابتعد، وسميت الزاوية بذلك لانعزال أهلها وابتعادهم عن الحياة المادية ومركزها.
أما اصطلاحا فهي مؤسسة دينية(إسلامية) تطور هدفها تاريخيا من كونها رباطا عسكريا لمراقبة الغزاة وصدّهم إلى تدريس القرءان الكريم وعلومه وجمع المريدين للذكر والخلوة واستقبال اللاجئين وعابري السبيل للأكل والشرب والإقامة الدائمة أو الاستراحة...فدورها قد تطور من دور جهادي ليضاف له الدور التربوي والاجتماعي...
وإذا أردنا أن نبرز الدور الثقافي الذي ساهمت به الزوايا في الجزائر لمقاومة الاستعمار الفرنسي وجب علينا تفصيل أدوراها ومناطق انتشارها أولا. فبالنسبة لدورها الجهادي الذي تميزت به طيلة القرن التاسع عشر في مختلف المناطق كما رأينا في مقياس المقاومة العسكرية حيث تزعّم شيوخ الزوايا والطرق الصوفية التي تتبعها هذه الزوايا حركة الجهاد: الأمير عبد القادر، موسى بن الحسن الدرقاوي، بوعمامة، بومعزة، الحداد، عبد الحفيظ الخنقي، سي الصادق، فاطة انسومر...أما دورها العلمي فكانت تدرس القرءان الكريم وعلومه وعلوم اللغة العربية، وكان مؤسسوها يراعون عامل عزلتها وجمع أكبر عدد ممكن من الطلبة، وهناك من الزوايا من بلغت مستوى التعليم العالي (الطبقة العليا) بفضل شيوخها ومدرسيها كما سنرى. ومن المواد الأساسية التي كانت الزوايا تدرسها غالبا:
- القرءان الكريم حفظا
- علوم القرءان
- العقيدة (التوحيد)
- الفقه
- الحديث الشريف صحيح البخاري ومسلم
- علوم اللغة (نحو، صرف، بلاغة...)
ويتم تدريس هذه العلوم في شكل متون ومنظومات زشرزح وحواشي مقررة لم تتغير من قرون، ولعل التجديد الوحيد الذي طرا عليها هو إضافة شروح لها أو اختصارات أو حواشي ممن يجدون في أنفسهم مكنة في ذلك من العلماء.
كانت الدراسة تتم عادة بعد صلاة الفجر إلى الزوال حيث يصلي الطلبة صلاة الظهر ويتناولون وجبة الغداء ويأخذون قسطا من الراحة ليعاودوا الدراسة الى صلاة العشاء، فهو تعليم مغلق إذا صحّ القول. وينتقل الطلبة من مستوى إلى آخر ايتدائي متوسط عالي بعد إلمامهم بهذه المقررات، حيث يقوم شيخ الحلقة بامتحان الطالب حفظا وفهما ليمنحه إجازة شفوية أو مكتوبة بذلك فينتقل إلى الحلقة أو الطبقة أو المساوى الذي يليه وهكذا.
وفي الوقت الذي اختفت فيه المعاهد العلمية وتراجع عدد الزوايا ومستواها بفعل السياسة الاستعمارية الفرنسية القاسية وكثرة مؤسساتها التغريبية وقوتها ودعمها المادي والسياسي بقيت الزوايا المؤسسة التعليمية والتربوية الوحيدة والأخيرة التي تضمن للجزائريين تعليما دينيا وتربويا محافظة على الدين الإسلامي واللغة العربية والتراث بصفة عامة.
إن الكثير من الاعترافات والثناء الذي بثّه رجال النهضة الجزائرية والااصلاح في حق الزوايا يؤكد الدور الخطير لها ويذكر به، ففي الوقت الذي انهزمت فيه البلاد عسكريا وماديا وفُقدت فيه المدارس والمعاهد ووقعت المساجد تحت السيطرة والتأميم الفرنسي وحرم الجزائريون من حق إنشاء الجمعيات والنوادي والمدارس وهاجر الكثير من العلماء والنخبة العلمية والطلبة استطاعت الزوايا الحفاظ على عناصر الهوية باللجوء إلى الانغلاق وروح المحافظة على عناصر الهوية (الدين الإسلامي، اللغة العربية، التاريخ، العادات والتقاليد) والتراث العلمي بصفة عامة إضافة إلى دورها الاجتماعي الكبير بالإشراف على الحياة الاجتماعية من زواج وطلاق وعقود وصلح وحل للمنازعات وتنظيم للطقوس الدينية والاجتماعية (زواج، مواسم، جنازات...). يقول أحد المؤرخين الفرنسيين:" بالرغم من أن لهذه الطرق الصوفية صبغة دينية متصوفة فإنها كانت لدورها الاقتصادي والاجتماعي أحزاب سياسية بالإضافة إلى دورها الغامض التصاعدي قد جعلها جمعيات سرية من الدرجة الأولى فقد نظمت حملات دعائية سرية محكمة ضد الفرنسيين بواسطة اتصالات خفية".
أما رئيس اللجنة البرلمانية الفرنسية التي كلفت بالتحقيق في الجزائر عام 1892 فقد كتب عن أثر هذه المؤسسات في توجيه الشعب الجزائري:" إنهم لا يريدون العمل طبقا لقوانينا وحقوقنا السياسية ولا يريدون أن يتعلموا بتعليمنا ولا أن يستفيدوا من خدمتنا العسكريةن إنهم يطالبون بوضوح وبساطة بالمحافظة على قانون احوالهم الشخصية والمحافظة القوية على تعاليم القرءان ".
ومن الملاحظ أن الزوايا قد جرّبت مختلف أساليب الجهاد والمقاومة من العمل المسلح ضد العدو الفرنسي إلى العزلة والقطيعة والانصراف إلى العلم والتربية الروحية وحتى المشاركة مع الاستعمار الفرنسي في مراحل معينة لاقتناع بعض أفرادها بعدم تعارض الحضارة الفرنسية الغربية مع الإسلام ولكن هذه المجموعة قليلة وانحصر هدفها في تحصيل دعم فرنسي لها، ولكن صوتها كان غير مسموع وتأثيرها ضعيف كما غلبت عليها المحافظة.
وسنحاول التعريف بأهم الزوايا التي ساهمت بدرجة اكبر في عملية المقاومة الثقافية خاصة مع مطلع القرن العشرين منبهين إلى أن الكثير من أبناء النخبة الثقافية والاصلاحية قد تخرّج في هذه الزوايا:
1- زاوية الهامل:
تعتبر من أهم الزوايا والمراكز العلمية في منطقة الوسط الجزائري بل الجزائر عموما، تأسست عام 1862 على يد الشيخ محمد بن أبي القاسم الذي ولد قرب حاسي بحبح بالجلفة عند أخواله ثم انتقل إلى منطقة القبائل للدراسة والتربية الروحية ليعود إلى منطقته مقدما للطريقة الرحمانية. وقد استشار الشيخ محمد بن أبي القاسم زعماء المقاومة والجهاد بين سلوكه الجهاد المسلح ضد الكفار أو سلوكه طريق العلم ومجاهدة النفس والتربية السلوكية للأتباع فأرشدوه إلى الثانية، ويروى أنه راسل الأمير عبد القادر للانضمام إلى جيشه لكنه وجّهه الى معركة ومهمة إعداد الرجال وتربيتهم لأن الجنود موجودون لكن أهل العلم والصلاح قلّة. لذلك أسّس زاوية له قرب بوسعادة (100 كم شرق الجلفة) استطاعت استقطاب عدد كبير من أبناء المنطقة (المسيلة، منطقة أولاد نايل عموما) كما ربطت الزاوية علاقات قوية مع زوايا منطقة القبائل بحكم الرابطة الصوفية فكان يدرس بها الطلبة من منطقة القبائل ويتبادل الشيوخ الزيارات والهدايا والتبرعات، ومن ناحية أخرى أدى التزامها بالحياد وابتعادها عن السياسة الى ابتعاد السلطات الفرنسية عن عرقلتها فاستطاعت بفضل ذلك تخريج الحفاظ والطلبة، وأصبحت مع مطلع القرن العشرين من أهم المراكز الثقافية والعلمية الجزائرية خاصة أن من بين شيوخها من اشتهر في الآفاق مثل الشيخ عبد الرحمن الديسي صاحب المؤلفات والمناظرات الشهيرة والمراسلات الكثيرة والشاعر عاشور الخنقي صاحب كتاب "منار الإشراف على فضل عصاة الأشراف" والذي ردّ عليه الديسي بكتاب "هدم منار الإشراف". وقد كتب الديسي في مختلف الأغراض والعلوم والفنون منها ما تم تحقيقه ونشره ومنها ما لا يزال مخطوطا، وكانت حلقاته العلمية تجتذب الطلبة والمريدين والشيوخ إلى مركزه الدائم في زاوية الهامل.
إن دور زاوية الهامل اتسم بعدة سمات:
- مركز لتعليم القرءان الكريم وعلوم الشريعة.
- مركز لتعليم اللغة العربية.
- مركز لنشر التراث العربي والإسلامي.
- مركز لحماية الشباب من مخاطر الجهل والانحرافات الاجتماعية.
- مركز لحماية الشباب من التفرنج والإدماج في الحضارة الفرنسية.
- مركز لتجميع ونسخ الكتب والمخطوطات والمراسلات.
- مركز للقاء العلماء والشيوخ والطلبة من داخل الجزائر وخارجها، ولا يمكن أن نستعرض قائمة العلماء والشيوخ الذين زاروا هذه الزاوية ويكفي أن نذكر من علماء المغرب الأقصى الشيخ محمد بن الحسن الحجوي ومحمد عبد الحي الكتاني والشيخ أحمد سكيرج في القرن 20م.
2- زاوية طولقة:
أسّسها علي بن عمر بداية القرن 19م وهي زاوية رحمانية ظهرت في واحات طولقة قرب بسكرة، اشتهرت بابتعادها عن الخرافات والبدع واتجاهها للعلم وجمع المخطوطات والكتب حتى لقبت "وحيد الإيالة" وهناك من قدّر عدد المخطوطات فيها بــ 30 ألف مخطوط، وقد تخرّج كثير من الطلبة منها ممن لمعت أسماءهم بعد ذلك في عالم الفقه والفكر والأدب والإصلاح...
مولود الزريبي ونعيم النعيمي وفرحات الدراجي واحمد بن العابد العقبي وزهير الزاهري وسعيد الزاهري وعلي بن عمارة البرجي...
3- زاوية عبد الرحمن اليلولي:
يعود تأسيس هذه الزاوية الى القرن 17 م في منطقة القبائل، واشتهرت بإقبال الطلبة وخيرة الشيوخ عليها، وقد أشاد الشيخ محمد السعيد بن زكري في كتابه "أوضح الدلائل" الذي دعا فيه إلى إصلاح الزوايا، ولكن هذه الزاوية بالنسبة له شكلت الاستثناء حيث كان نظامها يقوم على:
- اعتمادها على التطوع والتبرعات من المحسنين والطلبة
- شيخ الزاوية يتقاضى أجرا ثابتا نظير إشرافه عليها
- وجود نظام داخلي ومجلس تأديبي دائم ويومي، والعقوبة عادة هي إنجاز الأعمال لفائدة الزاوية أو دفع مبلغ من المال
- اشتراك الطلبة في أعمال الزاوية من طهي وغسل وتنظيف وجلب المؤرن
- الاكتفاء بالطعام البسيط لتربية الطلبة على الصبر والقناعة فوجبة الغداء والعشاء هي كسكس الشعير ولمجة من التين المجفف.
- الدراسة عادة تنطلق من صلاة الصبح إلى صلاة العشاء يوميا.
- قراءة الحزب الراتب مرتين في اليوم (الصبح وبعد صلاة المغرب).
الراحة اليومية بين العصر والمغرب والأسبوعية يوم الخميس.
- يشرف لمْقدّم على النظام الداخلي.
- لا يغادر شيخ الزاوية زاويته إلا لمدة عشرة أيام في كل شهرين، وينوب عنه في غيابه طالب ذو كفاءة عالية علما وخلقا.
- يتردد على الزاوية بعض المريدين والضيوف وعابري السبيل من أجل الزيارة والبركة، وهناك من يبقى مقيما بالزاوية لفترة طويلة.
4- الزاوية السحنونية:
أسست في القرن التاسع عشر في منطقة القبائل، ونشطت أكثر على عهد شيخها محمد السعيد امقران الذي أسس زاوية فرعية لها في تاغراست (واد الصومام). استطاعت استقطاب الطلبة من داخل الجزائر وحتى من خارجها، ووصل العدد في بعض الأوقات إلى 500 طالب، تمكنت من إدخال تحديثات عليها فعقدت المجالي العلمية والندوات وارسلت بعض طلبتها الى تونس في منتصف الثلاثينات، كما ضمّت مكتبة غنية (10 آلاف كتاب ومخطوط) كما اشتركت في المجلات والمكتبات التونسية والمصرية...
وأضافت الزاوية بعض المواد العصرية للتدريس مثل مبادئ العلوم وتدبير الصحة وكتاب الثبات ومبادئ الهندسة وأصول الجبر.
5- الزاوية البوعبدلية:
في بطيوة بأرزيو في وهران، أسسها الشيخ أبي عبد الله بن عبد القادر (1867-1952)، أيّدت جمعية العلماء في رسالتها الاصلاحية والتربوية، أشاد الشيخ ابن باديس بها وبشيخها فقال عنه"" ليتني كنت ابنا من أبنائه".
6- زاوية الهاشمي:
أشرفت عليها عائلة الهاشمي في وادي سوف، حيث طرّرتها من نواح عدة مركزة على الجانب العلمي متأثرة في ذلك بجامع الزيتونة وبالحركة الاصلاحية وحالة النهضة في الجزائر، وووضعت مخططا لها لاستيعاب 500 طالب وتجهيز قاعتين كبيرتين للمحاضرات وعشرين غرفة للاقامة ومخزنا للأرز والتمر، كما استقدمت اساتذة اكفاء مثل الشيخ علي بن ساعد وعبد القادر الياجوري إضافة إلى أساتذة من الجنوب التونسي، فساهمت في نشر التعليم محاربة الأمية، وقد أكمل كثير من طلبتها الدراسة في الزيتونة بعد ذلك مساهمين في الحياة العلمية والثقافية في منطقة شوف بعد ذلك.
7- زوايا منطقة توات:
تُعتبر منطقة توات من أكثر المناطق الجزائرية تفوقا من حيث عدد الزوايا والطلبة وجودة المقرررات الدراسية والإتقان وذلك بفضل عزلتها وبعدها عن المؤثرات الخارجية والمشاغل التي عادة ما تخرج الزوايا وطلبتها وشيوخها من عزلتهم إضافة إلى الرصيد التاريخي للمنطقة حيث اعتبرت لقرون همزة وصل بين شمال الجزائر ووسطها وبقية إفريقيا وما وراء الصحراء. تحتوي منطقة توات على كثير من القصور والواحات قدّرها بعضهم ب 300 واحة وقصر، و سنكتفي بالاشارة الى زاويتين فقط على سبيل الإيضاح:
7-1- الزاوية الكنتية:
ظهرت منذ تلقرن السابع الهجري الموافق للقرن الثالث عشر الميلادي على يد محمد الصغير الكنتي وحافظت على دورها التربوي والتعليمي الى اليوم في توات، برز منها علماء ومصلحون كثر.
7-2- الزاوية البكرية:
أسّسها الشيخ محمد البكري خلال القرن 19 م، ساهمت في الحفاظ على اللغة العربية والقرءان الكريم وعلومه كما اعتبرت ملجأ لعابري السبيل بدل اللجوء إلى المنصرين الفرنسيين المتربصين بهم، ساهمت أيضا في الابقاء على الصلات الحضارية والدينية بين الجزائر وإفريقيا من خلال رحلات وزيارات الطلبة والشيوخ اليها.
تكن أهمية زوايا توات إضافة الى الدور التربوي والتعليمي في حفاظها على المخطوطات والآثار العلمية للحضارة الإسلامية بفضل حرص أهلها على النسخ والشرح والاختصار والتحشية والنظم لمختلف الآثار العلمية والدينية والأدبية.
فرغم كل النقائص إلا أن الزوايا – كما رأينا- مثّلت حتى بداية القرن 20م منافسا علميا ودينيا وقوميا وتربويا لموجة التعليم والمسخ الفرنسي، وقد كتب أحد الفرنسيين في عام 1891 : " إن التعليم في الجزائر الآن تحت إشراف الأهالي أنفسهم والزاوية حيث يتعلم التلاميذ القرءان وتفسيره هي المؤسسة التعليمية الوحيدة في المستعمرة".
الموضوع 5
محاضرة:
ثانيا- دور الكتاتيب القرءانية والمدارس في المقاومة الثقافية:
الكُتّاب أو المحْضرة أو المعْمرة أو المسيد أو العْرْبية كلها أسماء لمحل تعليم القرءان الكريم ومبادئ اللغة العربية وهو عادة قرب المسجد أو داخل الأحياء السكنية وفي الأرياف قد تخصص له خيمة معينة. ويُسنَد الأمر إلى شيخ عادة ما يكون حافظا للقرءام الكريم أو نصفه مع اتصافه بالانضباط والصرامة والتفرغ للتدريس. أما التلاميذ فعادة ما يبدأون الدراسة بعد عامهم الخامس يستعملون الألواح الخشبية التي يطلونها بالطين ويكتبون عليها بأقلام من قصب وحبر من صوف محروق يدعى "الدواية" وهي لفظ دارج من لفظة "دواة" الفصيحة. يقوم التلاميذ بتكرار وحفظ ما كتبه الشيخ لكل واحد منهم ثم يتداولون على استظهار ما حفظوه على الشيخ، حيث يبدأ التلميذ عادة من الحروف الألفبائية فالفاتحة فالناس فالفلق إلى أن يختم الحزب الأول فالثاني إلى أن يبلغ ختم القرءان.
لقد سعت السلطات الفرنسية إلى إخضاع الكتاتيب من خلال مرسوم 06 ديسمبر 1871 للرقابة الفرنسية لتتوالى قرارات منع تدريس القرءان الكريم واللغة العربية وصولا إلى قرار شوتان1938...وإذا كانت الكتاتيب طريقة معروفة في البلاد الإسلامية فإننا يمكن أن نقول بأنه من النادر ألا يدرس الطفل المسلم في هذه الكتاتيب في ظل عدم وجود المدارس الرسمية خاصة أنه يعتبر مرحلة تحضيرية لا بد منها قد تطول إلى أن يصبح عمر التلميذ 20 سنة عندما لا يتمكن من الانتقال إلى زاوية.
- مرحلة التعليم العربي الحر:
أمام تطبيق فرنسا لسياسة ثقافية استعمارية استهدفت توطيد أركان ومظاهر التعليم الفرنسي واللغة والثقافة الاستعمارية وإضعاف اللغة العربية من خلال منظومة استعمارية محكمة. فظهرت مدارس خاصة بالأهالي لكنها تدرس اللغة العربية بلهجة عامية دارجة خاصة بكل منطقة من المناطق الجزائرية كما سعت الى نشر اللهجة البربرية وتشجيعها رغبة في ضرب اللغة العربية الجامعة للجزائريين.
ورغم قرارات المنع والقمع وحالة العوز التي أصابت المعلمين والمستقبل البائس الذي كان في انتظار من يتعلمون في المدارس العربية ويتركون المدارس الفرنسية لم يستسلم الجزائريون فاستمرت الحلقات التربوية والمدارس لتنطلق حملة تربوية كبيرة بعد حالة اليقظة والنهضة التي عرفتها البلاد قبل الحرب العالمية الأولى. فظهرت المدارس العربية تمييزا لها عن المدارس الفرنسية الرسمية، والملاحظ أن بدائتها كانت محتشمة على جميع الأصعدة لكنخا استطاعت بلوغ مستوى مقبول بعد عقود من العمل والكفاح واستطاعت تقليد النموذج التحديثي الغربي من حيث التنظيم وتوزيع المواد والمعلمين والجلوس على الطاولات واستعمال الكراريس والدفاتر والسبورة وإجراء الامتحانات واحترام المنهاج واستعمال الكتب...
تُعتبر المدرسة الصدّيقية التي أسسها عباس حمّانة لأبناء الميزابيين في تبسة عام 1913 أول نموذج للمدرسة الحرة فبرنامجها وطني عربي إسلامي ووسائلها عصرية إلى حد ما، وقد أشاد المفكر مالك بن نبي بها بعد ذلك في مذكراته "شاهد القرن"، ولا شك أنها كانت متأثرة بالمدرسة الخلدونية والصادقية في تونس، وقد حاربتها الشلطات الفرنسية، ويميل الكثير إلى أن مقتل مديرها وصاحب فكرتها عباس حمّانة بطريقة بشعة لم يكن عفويا وإنما كانت وراءه الادراة الاستعمارية.
كما يمكن أن نلاحظ بأن كثيرا من الكتاتيب في المدن وبمبادرة من معلميها الشباب قد تحوّلت إلى مدارس حرة وذلك بإضافة بعض التنظيم والمواد الدراسية التي لا تعدو أن تكون نحوا وصرفا وحسابا.
ومع ازدهار الحركة الاصلاحية في الجزائر تكاثرت هذه المدارس خاصة أنها لم تكن تحتاج عادة إلى رخصة وتنظيم وإنّما إلى مال ومتطوعين ومعلمين اثنين أو ثلاثة فأهذت في الانتشار في مختلف مناطق الوطن. فأسس الشيخ عبد الحميد بن باديس مدرسة حرة في حي أربعين شريفا في قسنطينة بعد رجوعه من الزيتونة عام 1917 وتطور عدد طلبتها من 200 طالبا عام 1917 إلى 300 طالب عام 1936.
1- مدرسة الإخاء:
تأسست في بسكرة عام 1931 بفضل تظافر جهود مجموعة من المعلمين خريجي الزيتونة أمثال محمد خير الدين الذي أشرف عليها ومجموعة من الأعيان على رأسهم الحفناوي دبابش الذي انتخب رئيسا ومديرا لها، تشكلت للمدرسة هيئة إدارية وأعلنت أن هدفها:" القضاء على الجهل الذي تعيشه الأمة الجزائرية والعمل على تلافي هذا الخطر المنذر بالاضمحلال".ونلاحظ هنا أن هذه المدرسة اتبعت الخطة نفسها التي اتبعتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين حيث جعلت شيخ بلدية بسكرة رئيسا شرفيا لها وهو ما سرّع في حصولها على رخصة الإدراة وموافقتها على قانونها الاساسي، وهو ما تمّ فعلا في أوت 1931.
انطلقت المدرسة فعليا في أوت 1931 وتكونت من ثلاث طبقات أو سنوات أو مستويات الطبقة الاولى برئاسة محمد خير الدين، الطبقة الثانية برئاسة محمد بن ابراهيم الطرابلسي والطبقة الثالثة برئاسة بلقاسم بن ميمون الغسيري إضافة الى وجود معلمين آخرين من خريجي الزيتونة والزوايا... وقد تجاوز عدد تلاميذها المئة تلميذ بأربعة أقسام في اكتوبر 1932.
ومن ميزات مدرسة الإخاء مستوى المعلمين الجيد والانضباط واستعمال السبورة والكراريس والأقسام ونظام الامتحان وتدريس مواد النحو والصرف والقراءة والسيرة والحفظ وإقامة الحفلات والمسرحيات والمحاضرات...
لكن هذه المدرسة سرعان ما توقفت بسبب الصراع السياسي والفكري بين أعضاء إدارتها.
2- مدرسة الهدى:
تأسست عام 1931 بالقنطرة بين الأوراس والزيبان، تأسست على يد جمعيتها المحلية بقيادة موسى بن حمودة ثم موسى بن حفيظ مدعومين في ذلك من النواب والأعيان مثل الطبيب سعدان والسيد محمد بن لمبارك رمضان. بدأت التدريس مؤقتل داخل المسجد، تطورت بعد ذلك لتصبح من المدارس التابعة لجمعية العملماء المسلمين وتفتتح رسميا عام 1947 بأربعة أقسام، فأشرفت عليها نخبة من المعلمين خريجي الزيتونة والزوايا وتلاميذ معهد الشيخ عبد الحميد بن باديس أمثال: مدرسة محمد الأمين سلطاني، عبد اللطيف سلطاني، علي بن الطاهر يختاتو، المبروك هوشاتت، عبد الباقي نور الدين...كما درّس بها مؤقتا عبد الرحمن رمضان والسعيد رمضان وأحمد بن ذياب ومحمد الصالح رمضان...
وبفضل هذه المدرسة نالت القنطرة لقب سيدة الصحراء في التعليم حيث طلبتها الى الجامع الأخضر في قسنطينة والى الزيتونة وأحيت المناسبات العلمية والدينية...
وقد أولت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الأهمية للتعليم ولإنشاء المدارس الحرة وقدر عدد المدارس الناشطة منها في 1943: 140 مدرسة أما في عام 1951 فقدر ب 125 مدرسة ناشطة حوَت 300 قسم (فصل)، وهناك من يذكر بأن عدد المدارس الحرة التابعة لجمعية العلماء هو 400 مدرسة أشرف عليها 700 معلم ووصل مجموع من درس في هذه المدارس 75 ألف تلميذ، كثير منهم صار معلما فيها.
وتدعمت المدارس الحرة التابعة لجمعية العلماء بتوحيد مناهجها وتوحيد الامتحانات السنوية وذلك ابتداء من 25 جوان 1947 وتم تحديد مراكز وطنية لإجراء امتحان شهادة التعليم الابتدائي. وتم تشكيل لجنة التعليم العليا برئاسة الشيخ العباس بن الحسين و أحد عشر عضوا آخر، وحدد دورها كالتالي:
- وضع منهاج موحد للتعلم العربي.
- وضع الكتب المقررة له.
- تصنيف المعلمين إلى درجات حسب الكفاءة والأقدمية والثقافة (الموسوعية).
- الإشراف على الامتحانات والمسابقات لقبول المعلمين.
- وضع برامج لكل مادة من مواد الدراسة.
- إعداد الشهادات الدراسية.
- تعيين المفتشين.
- تنقلات المعلمين وترقيتهم وتكوينهم.
وبذلك أضيف البعد البيداغوجي (العلمي/ التربوي) للمدارس الحرة وصارت لها قيمتها العلمية ومصداقية شهاداتها الممنوحة، خاصة أن الكثير من الطلبة كانوا يتوجهون إلى معهد الشيخ عبد الحميد بن باديس في قسنطينة لإتمام دراستهم باعتباره فرعا من فروع جامع الزيتونة يضمن لهم مستوى التعليم الثانوي أو يتجهون مباشرة إلى الزيتونة.
وعلى صعيد آخر بدأ مشروع تكوين المعلمين وطبع دروس نموذجية جاهزة للتلقين، كما تم اشتراط حصول المعلمين على شهادة التحصيل من جامع الزيتونة. ومن المفيد استعراض المواد المقررة والحجم الساعي المقرر أسبوعيا حسب المستويات وهي المستوى التحضيري الابتدائي المتوسط.
وتوجد أيضا مدارس عربية حرة ظهرت وهي مستقلة عن جمعية العلماء تابعة لبعض الطرق الصوفية أو الأحزاب السياسية أو الأحرار أو الجمعيات المحلية وقد كان الهدف دائما هو نشر اللغة العربية ومبادئ الدين الإسلامي والعلوم التراثية والعصرية بما يحافظ على هوية وبقاء الشعب الجزائري. كما توجد المدارس الحرة التي انتشرت في الصحراء وفي منطقة ميزاب وهي لا تكاد تخنلف عن مدراس جمعية العلماء ما عدا مدرسة الحياة التي امتازت بفعاليتها ومستواها المادي والعلمي الكبير، ونعتبر أنها نافست معهد ابن باديس الذي تفوقت عليه من حيث السبق الزمني.
3- مدرسة دار الحديث:
افتتحت يوم 27 سبتمبر 1937 بمدينة تلمسان، تعتبر من المدراس الدينية الكبرى في الجزائر. كانت المدرسة تتشكل من طابق ارضي يضم مسجدا للصلاة وقاعة للمحاضرات وخشبة للمسرح أما الطابق الأول ففيه إدارة المدرسة أما الطابق الثاني فضمّ قاعات الدراسة المكونة من خمسة أقسام
انطلقت المدرسة برئاسة وإدارة الشيخ محمد البشيرالابراهيمي، وهو ما يعكس أهمية هذه المؤسسة، وقد تولى التدريس فيها أيضا حيث درّس علم التفسير وموطأ الامام مالك، أما الأستاذ أحمد بن ذياب فدرّس اللغة العربية، أما الشيخ محمد مرزوق درّس التفسير...لكن سرعان ما أغلقتها السلطات الفرنسية لعدم امتلاكها الرخصة في 31 ديسمبر 1937.
عادت المدرسة إلى النشاط بعد إطلاق سراح الشيخ الابراهيمي في 1943، وأدى الابراهيمي مهمته رفقة مساعديه وهم الشيخ محمد الصالح رمضان وعبد المجيد مزيان وعبد الوهاب بن منصور...فمثّلت عاصمة العلم والثقافة والإصلاح في الغرب الجزائري ونشرت اللغة العربية والعلوم العربية الاسلامية والفكر الاصلاحي المقاوم للغزو الثقافي الغربي. قامت السلطات الفرنسية بإغلاقها في 29 ماي 1956 وحوّلتها إلى ثكنة عسكرية.
وفي شهادة الشيخ محمد الصالح رمضان في منزله بالقبة عام 2006 ذكر لنا أجواء الدراسة في هذه الدار الأنيقة واستقبالها لمختلف النشاطات الثقافية والأناشيد والمسرحيات، ففي هذه الدار تمّ استقبال فرقة يوسف وهبي المسرحية التي أدّت مسرحيات هادفة تفاعل معها الطلبة والأساتذة، وقد خلّدت الصحافة الجزائرية آنذاك هذه الزيارة كما أن الشيخ محمد الصالح رمضان قد أصدر كتابا يروي تفاصيل هذه الزيارة ونشاطاتها والقصائد والكلمات التي قدّمها الطلبة والأساتذة الجزائريون ترحيبا وابتهاجا بهذه الفرقة ومنها قصيدته: "برغم العدا نحو قوم عرب". كما أن للشيخ محمد الصالح رمضان كتابا آخر بعنوان: "مدرسة دار الحديث" يتحدث بتفصيل عن نشأة هذه الدار ونشاطاتها علما أنه يعتبر من قدامى تلاميذ الشيخ ابن باديس في الجامهع الأخضر ومن مؤسسي مدرسة دار الحديث والمشرفين على إدارتها رفقة الشيخ البشير الإبراهيمي.
4- معهد الشيخ عبد الحميد بن باديس:
افتتح رسميا في أكتوبر 1947 بإشراف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تحقيقا لرغبة الشيخ عبد الحميد بن باديس في إنشاء كلية دينية في الجزائر لتخرج الأئمة والمدرسين على غرار الزيتونة والأزهر والقرويين...لذلك أطلق اسمه على هذا المعهد اعرتافا بدوره في المشروع وفي النهضة الثقافية والتربوية التي عرفتها الجزائر.
كان مقر هذا المعهد في شارع الفقون بساحة البطحاء خلف المسجد الكبير بقسنطينة، وخصص للمرحلة الثانوية حيث يلتحق به التلاميذ الناجحون في مسابقة الشهادة الابتدائية، وبإمكان من يدرس به ويتخرج فيه أن يسجل في كلية دار العلوم بالقاهرة كما استطاع أن يحصل على اعتراف جامع الزيتونة ومعادلة شهادته فصار فرعا من فروعه لأنه كان يطبق البرنامج نفسه. فكان المعهد يمنح شهادة الأهلية للطلبة بعد دراستهم أربع سنوات، وانطلقت الدراسة بالطلبة الذكور أولا ثم شملت الدراسة الإناث خاصة بعد الخمسينات. أما المواد المقررة فهي القرءان والأخلاق والقواعد والتوحيد والتاريخ والجغرافيا والرسم والإملاء والتجويد واللغة الفرنسية والحساب والهندسة والعلوم الطبيعية، أي 30 ساعة أسبوعيا من الدراسة. وبلغ أساتذة المعهد 15 أستاذا دائما أما المؤقتون والذين كانوا يدرسون العلوم واللغة الفرنسية فكانوا متطوعين.
وسعى معهد ابن باديس إلى توفير الإقامة للطلبة وسمّاها " دار الطلبة" منذ عام 1948 لكن رغم التوسيعات وبلوغها 4 عمارات كاملة إلا أن مشكل الإقامة ظل قائما وهو ما اضطر الطلبة دائما للإيجار أو المبيت في الحمامات والمقاهي والمساجد، لأن عددهم كان كبيرا: ففي العام الأول بلغ الألف ثم في الموسم الثاني (1948-1949) صار 600 طالب، وفي موسم 1949-1950 انخفض إلى 450 طالب ليرتفع مجددا في موسم 1950-1951 إلى 638 طالبا وإلى 801 طالبا في موسم 1952-1953 إضافة إلى الطلبة المستمعين الأحرار أو المسجلين في الدروس المسائية (95 طالبا). وأمام عجز المعهد عن استقبال الطلبة استعملت المساجد للتدريس مثل مسجد سيدي بومعزة ومسجد سيدي قموش والجامع الكبير...
ومن الأساتذة الذين درّسوا بالمعهد نذكر مديره الشيخ العربي التبسي ومديره الثاني محمد خير الدين (1950) وأمينه العام أحمد رضا حوحو والأستاذ أحمد حماني وعبد المجيد حيرش ونعيم النعيمي وحسين أحمد هني وعباس بن الشيخ الحسين ومولود نجار...أما بعد عام 1950 فالتحق بلقاسم البيضاوي وجعفري عمر وشرفي علي وبروح أحمد العدوي معطى الله والطاهر حراث ومحمد الحفناوي. توقف نشاط المعهد في 03 سبتمبر 1957 بعد اغتيال عدد من طلبته وأساتذته وحوّلته السلطات الفرنسية إلى ثكنة عسكرية لقوات المظليين.
وتخرّجت فيه نخبة ثقافية وعلمية ودينية وإدارية وثورية كثيرة جمع بعضا منها الباحث عبد الله مقلاتي في كتابه إسهام شيوخ معهد ابن باديس...
5- المدرسة الكتانية:
عُرفت أيضا بالمعهد الكتاني، تأسست في 1947 في قسنطينة في ساحة نيقري رقم 9 برئاسة الشيخ ابن الحملاوي شيخ الزوايا الرحمانية في منطقة واد العثمانية، ويبدو أن تأسيسها كان في إطار المنافسة مع جمعية العلماء االمسلمين التي استطاعت إنجاح مشروعها معهد ابن باديس.
استقطب المعهد الكتاني الطلبة من نواحي قسنطينة وبلغ عددهم عام 1949 حوالي 120 طالبا، واستطاع الحصول على موافقة جامع الزيتونة ليصبح فرعا من فروعه عام 1952 كما فعل معهد ابن باديس من قبل. واستمر في نشاطه العلمي والثقافي إلى غاية موسم 1954-1955.
ملخص عام للدروس
تتناول هذه المطبوعة المقاومة الثقافية الجزائرية مع بداية القرن العشرين الميلادي للسياسة الاستعمارية الفرنسية متعددة المجالات والوسائل والاستراتيجيات، كما تتطرق إلى مظاهر هذه المقاومة و روافدها وجذورها ورموزها وأعلامها وميادينها ووسائلها المختلفة والمتجددة بحكم طول الفترة الزمنية التي امتدت طيلة نصف قرن منذ بزوغ القرن العشرين الميلادي تقريبا.
أولا: روافد وعوامل اليقظة والنهضة الجزائرية:
سنتكلم عن أهم الروافد والعوامل التي وقفت وراء اليقظة والنهضة الجزائرية وشكّلتها وأخرجتها في صورتها المعروفة والتي مثلت مظهرا من مظاهر المقاومة الثقافية:
1- حركة محمد علي باشا التحديثية:
كانت حركة محمد علي باشا التحديثية نتيجة للحملة الفرنسية على مصر، حيث خلفت هذه الحملة صدمة حضارية كبرى لدى المشارقة جعلتهم يوقنون بأن التطور والتحديث على النمط الغربي هو أسرع طريق لمواكبة العصر، وقد اتخذ محمد علي باشا هذا شعارا وبرنامجا لدولته، وبشّر المثقفون والكتاب وأصحاب السياسة وأذاعوا التطور الحاصل في دولته. ولعل من ثمار حركة التحديث في مصر إرسال البعثات العلمية والطلابية إلى فرنسا وإصدار رفاعة رافع الطهطاوي لكتاب ضمّ رحلته إلى باريس سمّاها "تخليص الإبريز" دعا فيه هذا العالم الديني إلى النظم الديمقراطية والاهتمام بالتربية والتعليم والمرأة.
2- دور مصر: لقد برز دور مصر من خلال عدة عناصر يمكن إيجازها كالتالي:
2-1- جامع الأزهر:
كان الجزائريون في طريقهم للحج يزورون أبناء بلدهم في مصر وينزلون في الأزهر طلبا للعلم والإجازة أو البركة، ومع مطلع القرن العشرين صارت أخبار الطلبة الجزائريين هناك معروفة مشهورة، وحذّرت التقارير بأن عددهم في مصر أكبر من عددهم في المدارس الفرنسية الإسلامية بالجزائر.
2-2- محمد عبده:
وصلت أفكار الشيخ محمد عبده وتجديداته إلى الجزائر عبر تونس وعبر الصحافة وعبر الجزائريين العائدين من الحج ثم جاءت زيارته إلى الجزائر في 1903 لتبرز قوة أنصاره وتزيد من تكتلهم وتعلي من دعوتهم وصوتهم.
وقد جعل بعض الجزائريين الشيخ محمد عبده رئيسا شرفيا لجرائدهم مثلما هو الحال مع جريدة (المغرب) كما أنهم راسلوه كثيرا، وبعد وفاته بقوا على اتصال مع تلميذه الشيخ محمد رشيد رضا ومجلته المنار وأتباعه الآخرين أمثال شكيب أرسلان، ومظاهر التأثر والتعلق كثيرة على الإحصاء.
وكتب الشاعر والأديب الإصلاحي الهادي السنوسي عن دور مصر في النهضة الجزائرية:" ومن منا معشر الجزائريين من لم يفتح عينيه منذ انتهت الحرب الكبرى على آثار مدرسة اسماعيل صبري وحافظ وشوقي وطه حسين وأحمد أمين والمنفلوطي والزيات من أفراد الرعيل الثاني، أقول الثاني لأنهم سبقوا بطبقة الشيخ محمد عبده وعبد العزيز جاويش وطنطاوي جوهري وعلي يوسف والمرصفي" ثم يذكر بعض الصحف المصرية ذات الأثر الكبير: "فكانت الهلال والمقتطف والمنار هذه الثلاثة على الخصوص رسل النهضة الأدبية الشرقية إلى الشمال الافريقي وكان أساتذتنا يتخيرون لنا من منظومهم ومنثورهم ما يؤثروننا به لتثقيف عقولنا وإصلاح ألسنتنا وتبصيرنا ما تجود به أفكار المدرسة الحديثة في عالم الغرب".
فتأثير مصر شمل مختلف مجالات الحياة الثقافية (الأدب، القصة، الشعر، النثر، الاذاعة، الغناء، المسرح، الصحافة، التفسير، الفلسفة، التاريخ...
3- تونس:
إذا ذكرت تونس ينصرف الذهن إلى جامع الزيتونة وهو أمر صحيح فيما يتعلق بتأثيرها على اليقظة والنهضة في الجزائر، وذلك بحكم قربها الجغرافي والتاريخي والثقافي والاجتماعي من الجزائر.
وقد بلغ عدد الطلبة الجزائريين في تونس بداية الثلاثينات حوالي 200 طالب مسجل ليبلغ 1500 طالب عام 1952.
ونظرا لقوة هذا العدد وتفاعله مع مختلف شؤون الحياة في تونس أنشأ الجزائريون عدة جمعيات لهم أشهرها جمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين كما ساهموا في نشاطات جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين(نوفمبر 1927). ومن المفيد أن نذكر في قائمة سريعة بعض الرواد الأوائل من الطلبة ممن لمعت أسماؤهم في عالم الشريعة والفكر والثقافة والأدب أمثال الشيخ عبد الحميد بن باديس والعربي التبسي ووزهير الزاهري والسعيد الزاهري وأبو اليقظان ومفدي زكريا ومحمد خير الدين ومحمد الهادي السنوسي والأمين سلطاني وعبد اللطيف سلطاني ومحمد العيد آل خليفة واحمد سحنون ونعيم النعيمي وأبو القاسم سعد الله... بل إن الميزابيين شكلوا بعثات علمية إلى تونس منذ 1914 وفي 1916 و 1922 ...بلغت مئات الطلبة.
4- دور الحجاز:
شكلت الرحلة الحجية عبر العصور الإسلامية مناسبة دينية وثقافية تعود بالنفع والجديد على الجزائريين يجددون فيها العزم والارتباط بأصولهم وعقيدتهم، كما نلاحظ بأن الجزائريين قد تعاطفوا – أول الأمر- مع الحركة الوهابية والملك ابن سعود ودولته باعتبارها في – اعتقادهم- أنها ستمثل دولة إسلامية في جميع مناحي الحياة، لذلك تفاعلوا مع ابن سعود وتوسعاته في شبه الجزيرة وأخباره وإصلاحاته، يقول الشيخ البشير الإبراهيمي:" وللمغفور له الملك عبد العزيز آل سعود عاهل الجزيرة العربية مكانة سامية في نفوس المصلحين بالجزائر لما اشتهر به من إقامة حدود الله والقضاء على البدع والأضاليل وإحياء السنة النبوية".
4- دور الصحافة الأجنبية:
نالت الصحافة الفرنسية حصة الأسد في الجزائر المستعمرة من حيث القوة والوفرة والتأثير والدعم الرسمي لها، فغالبية شباب النخبة الجزائرية كان يكتب ويتفاعل معها ويتكوّن منها وفيها ويستقي منه معلوماته ومعطياته وآرائه في انتظار تشكل صحافة وطنية خاصة به، وهو الأمر الذي لم يطل بعد ذلك، إذ تعتبر فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى فترة انتعاش هذه الصحافة الوطنية التي ولدت من المعاناة والاغتراب الحضاري والفكري الذي عانت منه هذه النخبة بطرق مختلفة.
من جهة أخرى ساهمت الصحافة العربية الأجنبية في اليقظة والنهضة الجزائرية مساهمة فعالة على عدة جوانب فشكلت غذاء فكريا للجزائريين المحرومين من لغتهم وتراثهم وصلاتهم بأمتهم العربية والإسلامية كما وفّرت لهم ميدانا للكتابة والتعبير عن مطالبهم وآمالهم وإثبات أنهم لا زالوا على عهدهم وهويتهم إضافة إلى تنوير الجزائريين واطلاعهم على الأخبار الدولية والقضايا المطروحة للنقاش والتي كانت الإدارة الفرنسية تصبغها بصبغتها أو تحجبها عنهم في صحافتها.
أما أكثر الجرائد والمجلات الأجنبية تأثيرا فهي المنار للشيخ محمد رشيد رضا والفتح لمحب الدين الخطيب، وقد كان أغلب المثقفين والادباء يقرأون هذين الجريدتين الخطيرتين في عالم السياسة والادب والفكر، كتب أبو اليقظان عن "الفتح":" ولو عرفها الناس حق معرفتها وقدروها حق قدرها لما خلا منها مكتب عالم ولا منضدة محام ولا محفظة تلميذ ولا خزانة طبيب ولا ملف موظف".
ومن الملاحظ أن الجزائريين لم يكتفوا بدور المتلقي لهذه الصحف والمجلات بل ساهموا فيها وتفاعلوا مع نقاشاتها، منهم عمر راسم وعمر بن قدور اللذين راسلا تونس ومصر واسطنبول والشيخ الطيب العقبي الذي كتب في جريدة القبلة وأشرف على تحريرها كما كتب العقبي رفقة الأمين العمودي في جريدة "العصر الجديد" التونسية. وعيّن العقبي وكيلا له في تونس ليشرف على طباعة جريدته "الإصلاح" ويرسلها له إلى بسكرة.
ثانيا- شخصيات جزائرية مساهمة في المقاومة الثقافية:
من العسير فعلا تتبع جهود الشخصيات الجزائرية المختلفة التي ساهمت في المقاومة الثقافية عبر مراحلها الطويلة واشكالها ومظاهرها المتعددة (محافظة، مقاطعة، يقظة، نهضة، إصلاح، تحديث، اصطدام...) خاصة أن هذه المقاومة كانت باللغتين العربية والفرنسية وبوسائل يصعب تتبع بعضها إن كان أثرها نفسيا معنويا أدبيا، ولكننا سنحاول تركيز البحث على المحاولات والمبادرات الأولى قبل أن تصبح المقاومة الثقافية فعلا واسعا وعاما. من هذه الشخصيات نذكر:
1- عبد القادر المجاوي:
ولد الشيخ عبدالقادر بن عبد الله بن محمد الحسني الجليلي المجاوي التلمساني في تلمسان عام 1264هـ الموافق لـ 1848م بتلمسان، في عائلة علم ودين وقضاء، فوالده فقيه وقاض معروف، امتهن القضاء بالجزائر ثم بطنجة بالمغرب بعد هجرته إليها.
- الإسهام التربوي و الثقافي والعلمي للشيخ عبد القادر المجاوي:
أ- التعليم:
عاد الشيخ عبد القادر إلى الجزائر بين سنتي 1869 و 1870م ، فعيّنته بعد حوالي ثلاث سنوات 1873م واعظا بجامع سيدي الكتاني بقسنطينة، مما أتاح له نشر فكره الأصيل واعتزازه بالحضارة الإسلامية واللغة العربية وهويته الجزائرية للعامة من الناس، وربما عيّنته الإدارة الفرنسية بعد ذلك مدرسا بالمدرسة الفرنسية الإسلامية (الشرعية) بقسنطينة في 1878م لعزله عن الناس أو لإنجاح مشروع المدارس الإسلامية واستقطاب الجزائريين النافرين منها. وقد أسندت إليه الدروس الشرعية واللغوية في هذه المدرسة.
وبعد انتقال الشيخ المجاوي للتدريس بالمدرسة الفرنسية الإسلامية بالجزائر المعروفة بالثعالبية عام 1898م ازداد نشاطه وإشعاعه في مجال الإصلاح والتربية والتعليم، فدرّس طلبة القسم العالي (الدراسات العليا) واستطاع أن يقيم توازنا خفيا في المدرسة ضد التيار الاستشراقي الضارب بقوة فيها، والذي رعته الإدارة الاستعمارية بحكم قرب المدرسة من دوائر السلطة (الحكومة العامة).
وإضافة إلى مهمة التدريس أوكلت إلى الشيخ المجاوي مهمة الإمامة والوعظ بمسجد سيدي رمضان ابتداء من سنة 1908م .
ب- الإصلاح الديني والاجتماعي والفكري لدى الشيخ المجاوي:
بغض الطرف عن تدريسه ووعظه وإذا ما اكتفينا بكتابه إرشاد المتعلمين الذي طبعه عام 1877 بالقاهرة، فإننا نُقرّ للشيخ المجاوي بأسبقيته في مجال الإصلاح الديني والتعليمي والاجتماعي في ظروف تسودها سياسة استعمارية تقوم على طمس الدين واللغة والهوية ومسخها وعزل الجزائريين عن العالم العربي والإسلامي.
فالشيخ المجاوي يُعد حلقة رابطة بين جيلين من العلماء والمصلحين الجزائريين، جيل الشيخ محمد بن الكبابطي والشيخ مصطفى بن العنابي... الذي واجه الفرنسيين غداة احتلالهم الجزائر ثم جيل النهضة واليقظة والحركة الإصلاحية التي انطلقت مع القرن العشرين وتزعّمها تلاميذ المجاوي وتلاميذ تلاميذه. ويصوّر لنا المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله حالة قسنطينة قبل وصول الشيخ المجاوي إليها قائلا:"...وهكذا جفّت ينابيع العلم الحر وغاضت بحور الفكر، وكاد هذا الليل الطويل ألا ينجلي لولا نفحة هبّت من الغرب ونعني بذلك حلول عبدالقادر المجاوي للتدريس في أحد المساجد بقسنطينة...".
وفي المجال الاجتماعي دعا الشيخ المجاوي تلاميذه وقومه إلى التماشي مع روح العصر وخصص كتبا منها ما يتعلق بشؤون المرأة، ومنها ما يتعلق بالاقتصاد والمعاش والصنائع، كما ألح على طلب العلم، فمثلا كتب في كتابه إرشاد المتعلمين قائلا:"...ولقد ساءني ما رأيت في هذا الزمان من فتور المعلمين والمتعلمين حتى أن أهل قطرنا من إخواننا المسلمين القسنطينيين والجزائريين والوهرانيين قد تراكم عليهم الجهل...".
ورأى أن على المتعلم أن يتعلم ما يفيده من علوم الدين والدنيا: القرءان الكريم، الحديث النبوي، علم الفرائض، علم الفقه، علوم العربية، المنطق، علم الطب، علم الكتابة، الحساب، الهندسة، الزراعة، المساحة، الجغرافية، الهيئة، علم الرماية، السباحة، الفروسية، وغير ذلك من العلوم.
وقد استفادت النوادي والجمعيات الجزائرية من نشاط ومحاضرات الشيخ المجاوي التي كان يلقيها والمركزة على التقدم والاعتزاز باللغة العربية والدين الإسلامي والأجداد، منها نادي صالح باي والرشيدية..
د-دور الشيخ المجاوي في الصحافة:
سعى المجاوي إلى نشر أفكاره الإصلاحية الهادئة عبر الصحافة العربية ومن المحتمل أنه تجنب النشر في جريدة "المبشر" الناطقة باسم الإدارة رغم صدورها باللغة العربية، فقد كتب مقالا عام 1902 في جريدة "المنتخب في مصالح المغرب" الصادرة بقسنطينة منذ 1882.
ومن ناحية أخرى سعى تلميذه الشيخ كحول إلى نشر محاضراته التي كان يلقيها في النوادي والجمعيات عبر جريدته كوكب أفريقيا( أكثر من 20 مقالة)، وكذلك فعلت جريدة المغرب عام 1903 (7 مقالات أو محاضرات). ومن هذه المقالات نذكر: مشاهير العرب الذين تضرب بهم الأمثال، العلم، العادة، الطب العربي قبل الإسلام، التربية، شهر المولد النبوي، الكبر والعجب، تعليم الأطفال، سلامة الإنسان في حفظ اللسان...
هـ-التأليف:
يُعد الشيخ عبدالقادر المجاوي من القلائل الذين جمعوا بين التعليم والتأليف، فقد ألّف في أغراض متنوعة وبأسلوب متين متخصص، وأغلب مؤلفاته موجهة بالأساس إلى تلامذته في المدرسة الفرنسية الإسلامية(الشرعية) في مجال العلوم الشرعية واللغوية، فيبدو وكأنه يضع مقررات للدراسة، ونذكر منها:
1- إرشاد المتعلمين: طبعه في القاهرة عام 1877.
2- القواعد الكلامية: وهو في علم الكلام، طبعه في عام 1911 في مطبعة فونتانا.
3- تحفة الأخيار فيما يتعلق بالكسب والاختيار: وهو في علم الكلام.
4- الفريدة السَنية في الأعمال الجيبية: طبعته إدارة مدرسة الثعالبية في مطبعة فونتانا بالجزائر في 1904، وهو في علم الفلك موجه للتلاميذ.
6- شرح منظومة ابن غازي في الوقت: في الفلك. ألفه في قسنطينة وطبعه بها
7- اللُّمع على نظم البدع: وهو شرح لمنظومة تلميذه وزميله الشيخ المولود بن الموهوب. طبعها عام 1330هـــــــ الموافق لعام 1912 بمطبعة فونتانا بالجزائر.
8- الإفادة لمن يطلب الاستفادة: طبعه في الجزائر عام 1901.
9- كشف اللثام عن شواهد قطر ابن هشام: في النحو، انتهى من تأليفه عام 1295هــــ الموافق لعام 1878 ميلادية، وطبعه في قسنطينة.
10- شرح نظم المجرادية الجمل: طبعه في المطبعة البونية عام 1894.
11- الدُرر النحوية على المنظومة الشبراوية: طبعه في الجزائر في عام 1907 بمطبعة فونتانا، وهو في النحو.
14- المرصاد في مبادئ الاقتصاد: وهو في الاقتصاد.
- محمد بن رَحَّال:
ولد محمد بن الحاج حمزة بن رحال في 16 ماي 1857، والده هو آغا ندرومة(تلمسان)، ولد في عائلة علمية ومالية معروفة خرّجت القضاة والمعلمين، فوالده تولى العدالة الشرعية في تلمسان ثم القضاء على منطقته ندرومة في دولة الأمير عبد القادر الجزائري، كما عيّنته السلطات الفرنسية بعد ذلك آغا ندرومة. درس محمد بن رحال في المدرسة القرآنية ثم بالمدرسة الابتدائية الفرنسية العربية ثم في كوليج دي فرانس بمدينة الجزائر التي سرعان ما حولت الى ثانوية حيث تخرج فيها، ليلتحق بالجيش مؤقتا ويتركه للعودة إلى بلدته ندرومة في جويلية 1874، عُين خليفة آغا عام 1876 ثم قايد لندرومة بعد وفاة والده عام 1879.
ويبدو أن الثقافة المزدوجة لابن رحال وأصالة عائلته وروح المحافظة داخلها وارتباطه بالطريقة الدرقاوية ورحلته الى باريس 1878 كلها عوامل أثرت في دفعه نحو خدمة قومه، فقام بعدة خطوات أولاها استقالته من منصب قايد عام 1884 ودعمه للمطالب الوطنية والعرائض كما دعّم حركة الامير خالد بعد ذلك. ووقف ضد سياسة الإدماج التي كانت الادارة الفرنسية تسعى إلى إنجاحها في الجزائر بضرب الهوية، فكتب محتجا:" هذا الشعب يواصل تمسكه بتقاليده، فهو يأخذ بالأشياء الجديدة من دون أن يقطع صلته بماضيه وخصوصياته". وفي دفاعه عن اللغة العربية والاسلام دافع عن التعليم العربي وابدى ملاحظته بأن التعليم الفرنسي عقيم لأنه لا يدرس للجزائريين بلغتهم كما رأى بضرورة تعليم القرءان الكريم في كل مكان لأنه:"غاية في الإفادة لتهذيب الأخلاق، ومن تعاليمه أنه يحترم الأبوة والشيخوخة".
وكتب عن واقع تدريس اللغة العربية في المدارس: "ليس هناك سوى في برامج بعض المدارس الأساسية الأهلية ما نسجل حصة نصف ساعة للعربية يوميا، ولا يمتحن فيها في امتحان الشهادة الابتدائية ولكن أيضا لاختفاء المدرسين الأكفاء" موضحا أنه ادّعاء وتمثيل لا أكثر:" هذا الاهتمام بالعربية عبارة عن مظاهر وذكريات وهل يعقل أن يدرس العربية مدرسين فرنسيين أو من الجزائريين الذين تكّونوا تكوينا سطحيا في مدرسة عادية بمعدل اربع ساعات اسبوعيا ولبضع شهور فقط"، كما تطرق الى مشكل عدم تعميم التدريس: "وعلى الرغم من هذه المحاولة الضعيفة فالعربية الابتدائية لا تدرس في جهات أخرى على الرغم من أن هذه اللغة تعد لغة الأمومة بالنسبة لملايين السكان المسلمين، وإذا كانت حاجتنا لا بد منها للمدرسة الفرنسية فإنها لا يمكن أن تكون بديلا أبدا للسان الأهلي".
وفي مناسبة أخرى يكتب ابن رحال مدافعا ومذكرا بأهمية اللغة العربية: "تصوروا شعبا بلا لسان بعبر به عن آرائه واستجلاء أفكار سابقة وتثقيف الفكر وترجمة المشاعر وتطوير النطق والعيش والتقدم؟ إن هذا غير مقبول لأن اللغة هي أداة التكوين الفكري والثقافي".
وبالنسبة لرؤيته للإسلام وقضايا التجديد والنهوض ورغم انخراطه في الطريقة الدرقاوية التي قد يكون لجوؤه إليها بحثا عن الاطمئنان والهروب من الزحف التغريبي المادي الفرنسي الذي اقترب منه، إلا أنه دعا الى تجديد الفهم للإسلام ورسالته المتجددة وتنقيته مما لصق به من انحرافات وخرافات وإعمال العقل والنقد:" إن الذي يعطل المجتمع الإسلامي اليوم هو جهله العميق ليس فقط جهل الفنون والعلوم الراهنة بل أيضا جهل أشياء كثيرة من دينه ما عدا بعض الممارسات الخارجية وبعض الاعتقادات الاساسية، فالديانة تحولت إلى مجموعة من الأغلاط والأحكام المسبقة وانحرافات، وأن كل ما يأتي من الخارج هو موضوع لحذر غير مبرر وتحريمات طائشة ومجادلات لا قيمة لها".
ويلخص ابن رحال الحل لتطور العالم الاسلامي وتشرذمه بقوله: " إن الدول الإسلامية متأخرة ومجزأة لكن انتشار التعليم يجعلها تستعيد مكانتها".
لقد أثارت آراء ابن رحال حول تطوير التعليم وإصلاحه في الجزائر ردود فعل معارضة، نذكر منها تصريح المدعو سيباتيه " إن ابن رحال يريد أن يبين أنه لتوطيد تفوق الفرنسية في الجزائر من المفيد تطوير تعليم اللغة العربية، إن هذا المذهب مضاد بصورة مطلقة لكل تعليم في التاريخ، عندما تريد أمة ان تصل لتسريب حضارتها إلى امة أقل تطورا فإن ذلك يكون بنشر لغتها التي يجب أن تربط بها للحصول على هذه النتيجة".
- إسهامه ونشاطه الثقافي:
مثّل ابن رحال نموذجا مضيئا للمزج بين الحضارتين الشرقية والغربية أو التمسك بالأصالة في مقابل الانفتاح على الجوانب الفكرية والمادية للحضارة الغربية، وذلك بفضل نشأته الدينية والوطنية من جهة وتكوينه الثقافي القوي واعتزازه بماضي عائلته ووطنه، فكتب في إحدى المناسبات:" ...صحيح أنه لا يجب أن نقبل كل ما تمنحه لنا الحضارة بعيون مغمضة فكثير من الأشياء التي لا تحسد عليها يمكن أن تترك دون كبير أثر، ولكت يمكننا بالمقابل أن نستعير عددا كبيرا من منتجاتها دون خطر بل بفائدة وعلى حسابنا الخاص، وتستطيع أن تتبنى كل ميدان العلوم البحتة وجزءا هاما من التنظيم الداخلي والسياسي ونظام الأشغال العمومية والتعليم وكل ما يتعلق بالتجارة والزراعة والصناعة دون تعديلات كبيرة، فلا شيء يخالف في العقيدة بل بالعكس أنه يحثه أو يفرضه".
فساهم ابن رحال أيضا بالخطابة والكتابة والمحاضرات والشكاوي والعرائض في التنديد بالواقع الاجتماعي والتربوي والثقافي، ويمكن أن نجمل أهم نشاطاته العلمية والثقافية وحتى في الكتابة التاريخية والترجمة في إنجازاته التالية:
- ملاحظات حول تعليم الأهالي (مخطوط)، 1886.
- دراسة حول تطبيق التعليم العمومي في البلاد العربية، 1887.
- تاريخ السودان (مالي) في القرن 16. ترجمة إلى اللغة الفرنسية.
- تاريخ ندرومة، من تأليف والده (لعلها ترجمة أو نشر).
- تاريخ بني سناسن.
- محاضرة في مؤتمر المستشرقين بباريس بعنوان:"مستقبل الاسلام" 1897: حيث دافع فيها عن الجانب الاجتماعي والأخلاقي في الحضارة العربية الاسلامية، ومما ورد في محاضرته:" لنرى التخريب الذي سببه تفكيك الأسرة، انحراف الأخلاق، الإدمان تحديد النسل، المضاربة في البورصة، الإجهاد في العمل، الإفراط في الثروة، التطرف في اللهو، الإفراط في الانغماس وإطلاق العنان للأهواء والشهوات، الإفراط في الحرية...كلها مظاهر تؤدي بنا لنسأل أنفسنا من هو الأكثر مرضا الحضارة الاسلامية أو الغربية؟ ألا يمكننا اعتبار الاسلام يحافظ على نفسه؟".
- محاضرات أمام علماء جامعة القرويين بالمغرب بدعوة من المقيم العام الفرنسي بالمغرب.
كل هذه النشاطات والإسهامات جعلت أثره كبيرا في عالم الثقافة والسياسة والنهضة، كما أن كثرة شهادات كبار رجال العلم والثقافة والسياسة تعكس أهميته، كتب عنه المؤرخ أبو
3- محمد بن العربي (1850-1939):
انتقل إلى باريس حيث نال شهادة الدكتوراه في الطب عام 1884 ليصبح أول جزائري يحصل على شهادة الدكتوراه، أتقن لغات أخرى إلى جانب العربية والفرنسية وانفتح على الحياة الثقافية في فرنسا وكان من أصدقائه الأديب الفرنسي المعروف فيكتور هيقو.
طالب محمد بن العربي من لجنة التحقيق البرلمانية عام 1892 إلغاء القوانين الاستثنائية واحترام القضاء الإسلامي والتعليم باللغة العربية...وعارض إلغاء المحاكم الشرعية رفقة صديقه ابن رحال عام 1891 وقادا حركة احتجاجية واسعة لأجل ذلك، انتخب عضوا في المجلس البلدي عام 1888. توفي في أكتوبر 1939.
4- محمد بن مصطفى بن الخوجة:
عُرف عن الشيخ محمد بن مصطفى بن الخوجة تحمسه للإصلاح الديني والنهضة والتطور فكان من مستقبلي الشيخ محمد عبده في زيارته الى الجزائر ومن ملازميه خلالها. وعرف عنه أيضا دعوته الى الاهتمام بالمرأة تربية وتعليما وتكوينا وحقوقا، وقد ألّف كتابا في ذلك يعد سبقا فكريا في البلاد العربية وهو " الاكتراث لحقوق الإناث" عام 1895، كما ألّف كتابا آخر هو "اللباب في أحكام الزينة واللباس والحجاب" عام 1907.
5- عمر راسم:
ولد عمر راسم في مدينة الجزائر في ربيع الاول 1302هـــ/ 1884، درس بالمدارس القرءانية ليعين حزّابا في جامع صفر وعمره لم يتجاوز 12 سنة ثم التحق بالمدرسة الثعالبية التي طرد منها بسبب مشاغباته الفكرية. تعرّف على عالم الطباعة والصحافة بعد تعيينه في المطبعة الرسمية التي كانت تطبع جريدة المبشر، وهو ما أتاح له الانفتاح على السياسة والحداثة والصراع الحضاري القائم.
من إسهاماته المبكرة تكوينه فرقة مسرحية وغنائية للفن الأندلسي، وفي 1908 اعلن عن اصداره لجريدة "الجزائر" لكنه لم يتمكن من توزيعها لعجزه المالي رغم دعايته الكبيرة لها. كما عمِل عمر راسم مراسلا لعدة جرائد وطنية واجنبية مثل جريدتي "المرشد" و"مرشد الأمة" التونسيتين كما نشر فيهما عدة مقالات، التحق بجريدة "الحق" الوهرانية التي كانت تصدر باللغة الفرنسية ليتولى فيها إدارة وتحرير القسم العربي واستطاع أن يجعله جريدة مستقلة بهذا الاسم، وكان يتولى كل جوانب إخراج الجريدة من كتابة وتحرير وخط وزخرفة وتصفيف بما عرف عنه من مهارة وجمال خط وبراعة في فن المنمنمات في الزخرفة والرسم...ولكن توقفت في 1912.
وفي عام 1913 أصدر عمر راسم جريدته "ذو الفقار" التي صدر منها 4 أعداد فقط لتتوقف في 28 جوان 1914. تعرض للسجن والقمع ولم يطلق سراحه إلا عام 1923 لينصرف نحو عالم الفن والرسم.
6- قدور رودوسي:
ولد قدور رودوسي في مدينة الجزائر عام 1878 في عائبة تجارية تعود أصولها الى قبرص، درس بالكتاتيب القرءانية ثم تعلم اللغة الفرنسية وبحكم ممارسة عائلته للتجارة سافر إلى بلدان كثيرة واطلع على أوضاعها وثقافاتها (تركيا، مصر، الشام...) فقرر إنشاء مكتبة عربية في الجزائر، وهو ما تحقق في عام 1896 برفقة أخيه في القصبة وقد سمّاها الثعالبية تبرّكا بالولي الصالح عبد الرحمن الثعالبي الذي يقع ضريحه غير بعيد عنها. وفي 1903 غيّرت المكتبة مقرها إلى اسفل المدينة وتدعّمت بمطبعة عربية تعد أول مطبعة عربية في الجزائر، ساهمت مساهمة فعالة في عالم الثقافة والنهضة الجزائرية، وكانت بواكير هذه المطبعة هي مؤلفات تراثية جزائرية تعكس عراقة أهل هذه البلاد في الثقافة والعلوم:
- تفسير القرءان للثعالبي. - البستان لابن مريم. - عنوان الدراية للغبريني. - طباعة المصحف الشريف بخط عمر راسم. - متن الأجرّومية. - متن ابن عاشر.
7- محمد بن أبي شنب:
ولد محمد بن أبي شنب في المدية عام 1286هــ/ 1869 في عائلة ميسورة، درس في مسقط رأسه ثم انتقل للدراسة في مدرسة المعلمين ببوزريعة ( مدينة الجزائر) ليتخرج فيها عام 1888 معلما، وبعد تعيينه معلما في المدية عاود استكمال دراسته في جامعة الجزائر وتخرج فيها ليعين أستاذا في المدرسة الرسمية بقسنطينة ثم بالثعالبية بالجزائر بالإضافة إلى مساهمته في التدريس في جامعة الجزائر، تحصل ابن شنب على شهادة الدكتوراه في اللغة والأدب العربي عام 1922 ليلتحق بصفة رسمية أستاذا بجامعة الجزائر جنبا إلى جنب مع كبار الأساتذة والمستشرقين الفرنسيين ابتداء من عام 1924 وإلى غاية وفاته عام 1929.
إن دور محمد بن أبي شنب في النهضة والمقاومة الثقافية الجزائرية أثار جدلا كبيرا بين من يعتبره مجرد موظف لدى الإدارة الاستعمارية وبين من يعتبر دوره إثباتا واستمرارا للوجود الثقافي الجزائري وإنقاذه من الذوبان والتلاشي أمام حضارة فرنسية قوية مدعومة. فدوره فيما يتعلق بإحياء التراث العربي والإسلامي والجزائري بصفة خاصة دور كبير تعكسه بعض الآثار المادية قبل الأثر النفسي المعنوي الذي حققه بوجوده في المدرسة الشرعية(الثعالبية) وجامعة الجزائر وفي مؤتمرات المستشرقين وهذه أهم أعماله التي خدم بها الثقافة العربية والإسلامية الجزائرية:
- رسالة دكتوراه حول الشاعر أبي دلامة.
- كتاب في العروض.
- ترجمة رسالة لأبي حامد الغزالي" تربية الأطفال".
- ترجمة نص إجازة الشيخ عبد القادر الفاسي.
- تحقيق ونشر كتاب البستان لابن مريم.
- تحقيق ونشر كتاب عنوان الدراية للغبريني.
- مقالات في مجلات كثيرة.
- مشاركة في مؤتمرات المستشرقين حول اللغة العربية.
- اختياره عضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق وهذا تأكيد على انتماء الجزائر وأبنائها للبلاد العربية.
- محافظته الدائمة على لباسه الوطني المتمثل في القندورة والسروال العربي والعمامة.
9- المولود بن الموهوب:
وُلد المولد بن الموهوب عام 1866 بقسنطينة، درس على يد والده الذي كان قاضيا ثم على صهره الشيخ محمد المكي الصحراوي والشيخ محمد الدراجي في النحو ثم درس على الشيخ عبد القادر المجاوي التوحيد والحديث والتفسير والمنطق والعروض طيلة اثنتي عشر عاما، عين أستاذا للفقه والعلوم العربية في المدرسة الفرنسية الإسلامية بقسنطينة عام 1895، وقد نال عدة تكريمات وأوسمة تكريما لجهوده في ميدان التربية والتعليم.
برز الشيخ المولود في الوعظ والتدريس والمحاضرة في مدارس ومساجد ونوادي قسنطينة ونشر في الصحافة ايضا، وقد ربطته علاقة قوبة بأستاذه وشيخه عبد القادر المجاوي الذي كرّمه بأن شرح منظومته التي ندد فيها بالبدع فأسمى المجاوي شرحه على هذه المنظومة "اللُّمع على نظم البدع". ولابن الموهوب أيضا نظم لمقدمة ابن آجرّوم وكتاب مختصر الكافي في العروض والقوافي وكتاب تقارير على مسائل وتشاطير مشهورة.
10- صالح بن مهنا:
وُلد صالح بن مهنا عام 1840 في قسنطينة أو القل حسب روايات أخرى ولكن المرجح أن أصوله من منطقة القل، درس في الزيتونة ونال درجة التطويع ثم درس بالأزهر ونال شهادة العالمية، ليعود حوالي عام 1890 الى الجزائر ويعين إماما بالمسجد الكبير في قسنطينة كما درّس أيضا بالزاوية الحنصالية، اشتهر ابن مهنا بحربه على البدع والخرافات، وقد قامت فرنسا بمصادرة مكتبته "التي لا تقدر بثمن" ردا على هجومه المتكرر على أصحاب البدع وبعض الزوايا وبعض الطرق الصوفية. كما عزلته من الإمامة لبعض الوقت.
10-1- آثاره:
- "تنبيه المغترين في الرد على إخوان الشياطين" وهو رد على تقديس الأشراف
- الفتح الربّاني في الرد على المهدي المغربي الوزاني
- رحلة أزهرية
- مناسك الحج
- إظهار الحق
- تعاليق على رحلة الورثلاني
وله أعمال ورسائل أخرى.
11- محمد السعيد بن زكري:
وُلد عام 1851 في منطقة القبائل، حفظ القرءان الكريم ودرس علوم اللغة العربية، عمل مدرسا بالجامع الكبير وإماما بمسجد سيدي رمضان بالجزائر، كما عين مدرسا للفقه في المدرسة الثعالبية ليعين مفتيا للمذهب المالكي بالجزائر.
ساهم ابن زكري في تكوين نخبة ثقافية ودينية وفي تنشيط الندوات والمحاضرات في النوادي والجمعيات والصحافة، عُرف بدعوته لإصلاح الزوايا مما طرأ على بعضها من انحرافات وخرافات وضعف، وألف في ذلك كتابا خاصا: " أوضح الدلائل على وجوب إصلاح الزوايا ببلاد القبائل".
11- عبد الحليم بن سماية:
ولد الشيخ عبد الحليم بن سماية عام 1283هــ/ 1866 بمدينة الجزائر في عائلة تعود أصولها إلى أتراك أزمير، درس بالجزائر على يد الشيخ حسين بوشاشية في حفظ القرءان واللغة العربية والفقه والتوحيد، وعلى الشيخ الطاهر تيطوس درس المنطق والبلاغة، كما درس الحساب والمواريث على صهره الشيخ علي بن حمودة، كما درس على مشايخ آخرين أمثال الشيخ بن عيسى والعلامة محمد المكي بن عزوز وأبي القاسم الحفناوي...
اشتهر الشيخ عبد الحليم بن سماية بعلمه الغزير وموسوعيته الكبيرة و باعتزازه بهويته الجزائرية وشخصيته، كما حارب كل مظاهر الكذب والبدع والخرافات والنفاق...ودرّس في مواضع محتلف في مدرسة باب الواد علم 1896 ثم بالجامع الجديد عام 1900 كما درّس بالمدرسة الثعالبية الخاصة بالدراسات العليا في علوم الشريعة الاسلامية، وتخرج على يديه كثير من أفراد النخبة الجزائرية، وقد كرّمه الفرنسيون بالأوسمة المخصصة لرجال العلم نظير انضباطه وصرامته رغم أن مواقفه لم تكن لتروق لهم.
وإلى جانب سعة اطلاعه وانفتاحه على علوم عصره تميّز الشيخ عبد الحليم بتأييده الكبير للحركة الاصلاحية والمدرسة العبدوية، فكان يعتبر نصيره الأول في الجزائر، وفي الزيارة الأولى للشيخ محمد عبده للجزائر في 1904 كان الشيخ ابن سماية هو الممهد و المهندس لها، وقبل ذلك كان أول من درّس كتاب الشيخ عبده "رسالة التوحيد" ومن الساعين لنشر وتوزيع مجلة المنار للشيخ محمد رشيد رضا تلميذ الشيخ محمد عبده، وتحتفظ لنا الوثائق بصورة للشيخ محمد عبده والشيخ عبد الحليم بن سماية بمناسبة زيارة عبده للجزائر، هذه الصورة نشرها وعلّق عليها الشيخ أحمد توفيق المدني.
وترك ابن سماية إضافة إلى التلاميذ والأنصار والمحاضرات والمواعظ والندوات والنوادر القوية آثارا مخطوطة شكلت استمرارا وامتدادا للثقافة الجزائرية والعربية والإسلامية منها:
- فلسفة الإسلام (قدّم الفصل الأول منه الى مؤتمر المستشرقين الرابع عشر في 1905 بالجزائر).
- اهتزاز الأطواد والرُّبى من مسألة تحليل الربا، طبع عام 1911.
- الكنز المدفون والسر المكنون.
- رسالة في الرد على شُبَه المُبطلين.
- أشعار.
- مقالات صحفية في الأخلاق والاجتماع نشرت في جريدة "كوكب إفريقيا" وجريدة "الإقدام".
13- عمر بن قدور:
وُلد عمر بن قدور في مدينة الجزائر علم 1304هــ/ 1886 درس بالكتاتيب والمساجد ثم سافر إلى المشرق لإتمام دراسته وهناك أعجب بالصحافة وعمل مراسلا لعدة صحف تونسية ومصرية وعثمانية، فنشر له مصطفى كامل صاحب جريدة اللواء عدة مقالات لذلك رثاه عمر بن قدور رثاء مريرا بعد وفاته. وفي 1326هــ/ 1908 رجع إلى الجزائر بدعوة من مدير جريدة الأخبار فيكتور باروكاند وكلّفه برئاسة تحرير القسم العربي فيها التي نشط فيها الى غاية 1914، كما أنه أصدر جريدة الفاروق عام 1913 باللغة العربية ونالت شهرة واسعة بفضل شهرته الصحفية، ودعا فيها إلى النهضة والإصلاح والاتحاد...
وبسبب تأييده لفكرة الجامعة الإسلامية وتحمسه لها وتأييده المعلن للدولة العثمانية خاصة في الحرب العالمية الأولى اعتقلته السلطات الفرنسية ولم يفرج عنه إلا في 1920، ليعاود نضاله الصحفي وهذه المرة بالاشتراك مع التاجر الميزابي محمد بن بكير فأصدرا جريدة "الصِّدّيق" التي دعت إلى الاصلاح الديني والاجتماعي والاهتمام بالتربية والتعليم واللغة العربية والإسلام...ولكنه سرعان ما تركها حيث في عددها السادس غادرها ليُصدر من جديد جريدته "الفاروق" في شكل مجلة مواصلا رسالته الصحفية والاصلاحية النهضوية، فأصدر منها خمسة عشر عددا لتتوقف في 1921.
- عبد الرحمن بن الحفاف (1881-1957):
ولد في عائلة علمية ودينية، فجده ووالده كانا مفتيين للمذهب المالكي بالجزائر، درس بالمدرسة الفرنسية الإسلامية وعرف بثقافته العربية والفرنسية الواسعة، شغل منصب باش عدل لكنه سرعان ما تركه لينتقل إلى دار الحبوس للإشراف على وثائقها. أصدر كتابه "المدخل إلى دراسة الإسلام" أو" المدخل إلى معرفة الاسلام introduction a l’étude de l’Islam" عام 1921 وطبعه في مطبعة لاتوبوليتو المشهورة واستعان الراسم الشهير عمر راسم لرسم واجهة الكتاب التي هي عبارة عن زخرفة إسلامية جميلة مكتوب في أعلاها "بسم الله الرحمن الرحيم".
كما أّلف الشيخ عبد الرحمن بن الحفاف عام 1952 كتابا آخر بعنوان " مصادر الحضارة الغربية والعالمية" دافع فيه عن الحضارة الفينيقية (الشرقية عموما) مبرزا فضلها على الحضارة الغربية والعالمية.
وأصدر كذلك كتابا آخر بعنوان "تاريخ الأبجدية من العصور الأولى إلى يومنا هذا" مبرزا أن جميع الأبجديات الموجودة في العالم ترجع أصولها إلى الأبجدية العربية المعروفة بالأبجدية الفينيقية، وهو رد قوي على أطروحات المدرسة الاستعمارية التي سعت بكل ما تملك لطمس الحضارة والآثار الفينيقية في بلاد المغرب لصالح الحضارة الرومانية.
كما أصدر رفقة المستعرب الفرنسي المسلم فيكتور سبيلمان كراسة حول إصلاح القضاء فيما يتعلق بالمرأة المسلمة.
ثالثا- دور الزوايا و لكتاتيب القرءانية والمدارس في المقاومة الثقافية:
وإذا أردنا أن نبرز الدور الثقافي الذي ساهمت به الزوايا في الجزائر لمقاومة الاستعمار الفرنسي وجب علينا تفصيل أدوراها ومناطق انتشارها أولا. فبالنسبة لدورها الجهادي الذي تميزت به طيلة القرن التاسع عشر في مختلف المناطق كما رأينا في مقياس المقاومة العسكرية حيث تزعّم شيوخ الزوايا والطرق الصوفية التي تتبعها هذه الزوايا حركة الجهاد: الأمير عبد القادر، موسى بن الحسن الدرقاوي، بوعمامة، بومعزة، الحداد، عبد الحفيظ الخنقي، سي الصادق، فاطة انسومر...أما دورها العلمي فكانت تدرس القرءان الكريم وعلومه وعلوم اللغة العربية، وكان مؤسسوها يراعون عامل عزلتها وجمع أكبر عدد ممكن من الطلبة، وهناك من الزوايا من بلغت مستوى التعليم العالي (الطبقة العليا) بفضل شيوخها ومدرسيها كما سنرى. ومن المواد الأساسية التي كانت الزوايا تدرسها غالبا:
- القرءان الكريم حفظا
- علوم القرءان
- العقيدة (التوحيد)
- الفقه
- الحديث الشريف صحيح البخاري ومسلم
- علوم اللغة (نحو، صرف، بلاغة...)
ويتم تدريس هذه العلوم في شكل متون ومنظومات وشروح وحواشي مقررة لم تتغير من قرون، ولعل التجديد الوحيد الذي طرا عليها هو إضافة شروح لها أو اختصارات أو حواشي ممن يجدون في أنفسهم مكنة في ذلك من العلماء.
كانت الدراسة تتم عادة بعد صلاة الفجر إلى الزوال حيث يصلي الطلبة صلاة الظهر ويتناولون وجبة الغداء ويأخذون قصطا من الراحة ليعاودوا الدراسة الى صلاة العشاء، فهو تعليم مغلق إذا صحّ القول. وينتقل الطلبة من مستوى إلى آخر ايتدائي متوسط عالي بعد إلمامهم بهذه المقررات، حيث يقوم شيخ الحلقة بامتحان الطالب حفظا وفهما ليمنحه إجازة شفوية أو مكتوبة بذلك فينتقل إلى الحلقة أو الطبقة أو المساوى الذي يليه وهكذا.
وفي الوقت الذي اختفت فيه المعاهد العلمية وتراجع عدد الزوايا ومستواها بفعل السياسة الاستعمارية الفرنسية القاسية وكثرة مؤسساتها التغريبية وقوتها ودعمها المادي والسياسي بقيت الزوايا المؤسسة التعليمية والتربوية الوحيدة والأخيرة التي تضمن للجزائريين تعليما دينيا وتربويا محافظة على الدين الإسلامي واللغة العربية والتراث بصفة عامة.
إن الكثير من الاعترافات والثناء الذي بثّه رجال النهضة الجزائرية والااصلاح في حق الزوايا يؤكد الدور الخطير لها ويذكر به، ففي الوقت الذي انهزمت فيه البلاد عسكريا وماديا وفُقدت فيه المدارس والمعاهد ووقعت المساجد تحت السيطرة والتأميم الفرنسي وحرم الجزائريون من حق إنشاء الجمعيات والنوادي والمدارس وهاجر الكثير من العلماء والنخبة العلمية والطلبة استطاعت الزوايا الحفاظ على عناصر الهوية باللجوء إلى الانغلاق وروح المحافظة على عناصر الهوية (الدين الإسلامي، اللغة العربية، التاريخ، العادات والتقاليد) والتراث العلمي بصفة عامة إضافة إلى دورها الاجتماعي الكبير بالإشراف على الحياة الاجتماعية من زواج وطلاق وعقود وصلح وحل للمنازعات وتنظيم للطقوس الدينية والاجتماعية (زواج، مواسم، جنازات...). يقول أحد المؤرخين الفرنسيين:" بالرغم من أن لهذه الطرق الصوفية صبغة دينية متصوفة فإنها كانت لدورها الاقتصادي والاجتماعي أحزاب سياسية بالإضافة إلى دورها الغامض التصاعدي قد جعلها جمعيات سرية من الدرجة الأولى فقد نظمت حملات دعائية سرية محكمة ضد الفرنسيين بواسطة اتصالات خفية".
أما رئيس اللجنة البرلمانية الفرنسية التي كلفت بالتحقيق في الجزائر عام 1892 فقد كتب عن أثر هذه المؤسسات في توجيه الشعب الجزائري:" إنهم لا يريدون العمل طبقا لقوانينا وحقوقنا السياسية ولا يريدون أن يتعلموا بتعليمنا ولا أن يستفيدوا من خدمتنا العسكرية، إنهم يطالبون بوضوح وبساطة بالمحافظة على قانون احوالهم الشخصية والمحافظة القوية على تعاليم القرءان ".
1- زاوية الهامل:
تأسست عام 1862 على يد الشيخ محمد بن أبي القاسم الذي انتقل إلى منطقة القبائل للدراسة والتربية الروحية ليعود إلى منطقته مقدما للطريقة الرحمانية. وقد استشار الشيخ محمد بن أبي القاسم زعماء المقاومة والجهاد بين سلوكه الجهاد المسلح ضد الكفار أو سلوكه طريق العلم ومجاهدة النفس والتربية السلوكية للأتباع فأرشدوه إلى الثانية، لذلك أسّس زاوية له قرب بوسعادة (100 كم شرق الجلفة) استطاعت استقطاب عدد كبير من أبناء المنطقة (المسيلة، منطقة أولاد نايل عموما) كما ربطت الزاوية علاقات قوية مع زوايا منطقة القبائل بحكم الرابطة الصوفية فكان يدرس بها الطلبة من منطقة القبائل ويتبادل الشيوخ الزيارات والهدايا والتبرعات، ومن ناحية أخرى أدى التزامها بالحياد وابتعادها عن السياسة الى ابتعاد السلطات الفرنسية عن عرقلتها فاستطاعت بفضل ذلك تخريج الحفاظ والطلبة، وأصبحت مع مطلع القرن العشرين من أهم المراكز الثقافية والعلمية الجزائرية خاصة أن من بين شيوخها من اشتهر في الآفاق مثل الشيخ عبد الرحمن الديسي صاحب المؤلفات والمناظرات الشهيرة والمراسلات الكثيرة والشاعر عاشور الخنقي...
إن دور زاوية الهامل اتسم بعدة سمات:
- مركز لتعليم القرءان الكريم وعلوم الشريعة.
- مركز لتعليم اللغة العربية.
- مركز لنشر التراث العربي والإسلامي.
- مركز لحماية الشباب من مخاطر الجهل والانحرافات الاجتماعية.
- مركز لحماية الشباب من التفرنج والإدماج في الحضارة الفرنسية.
- مركز لتجميع ونسخ الكتب والمخطوطات والمراسلات.
- مركز للقاء العلماء والشيوخ والطلبة من داخل الجزائر وخارجها، ولا يمكن أن نستعرض قائمة العلماء والشيوخ الذين زاروا هذه الزاوية ويكفي أن نذكر من علماء المغرب الأقصى الشيخ محمد بن الحسن الحجوي ومحمد عبد الحي الكتاني والشيخ أحمد سكيرج في القرن 20م.
2- زاوية طولقة:
أسّسها علي بن عمر بداية القرن 19م وهي زاوية رحمانية ظهرت في واحات طولقة قرب بسكرة، اشتهرت بابتعادها عن الخرافات والبدع واتجاهها للعلم وجمع المخطوطات والكتب حتى لقبت "وحيد الإيالة" وهناك من قدّر عدد المخطوطات فيها بــ 30 ألف مخطوط، وقد تخرّج كثير من الطلبة منها ممن لمعت أسماءهم بعد ذلك في عالم الفقه والفكر والأدب والإصلاح...مولود الزريبي ونعيم النعيمي وفرحات الدراجي واحمد بن العابد العقبي وزهير الزاهري وسعيد الزاهري وعلي بن عمارة البرجي...
3- زاوية عبد الرحمن اليلولي:
يعود تأسيس هذه الزاوية الى القرن 17 م في منطقة القبائل، واشتهرت بإقبال الطلبة وخيرة الشيوخ عليها، وقد أشاد الشيخ محمد السعيد بن زكري في كتابه "أوضح الدلائل" الذي دعا فيه إلى إصلاح الزوايا، ولكن هذه الزاوية بالنسبة له شكلت الاستثناء حيث كان نظامها يقوم على:
- اعتمادها على التطوع والتبرعات من المحسنين والطلبة
- شيخ الزاوية يتقاضى أجرا ثابتا نظير إشرافه عليها
- وجود نظام داخلي ومجلس تأديبي دائم ويومي، والعقوبة عادة هي إنجاز الأعمال لفائدة الزاوية أو دفع مبلغ من المال
- اشتراك الطلبة في أعمال الزاوية من طهي وغسل وتنظيف وجلب المؤرن
- الاكتفاء بالطعام البسيط لتربية الطلبة على الصبر والقناعة فوجبة الغداء والعشاء هي كسكس الشعير ولمجة من التين المجفف.
- الدراسة عادة تنطلق من صلاة الصبح إلى صلاة العشاء يوميا.
- قراءة الحزب الراتب مرتين في اليوم (الصبح وبعد صلاة المغرب).
الراحة اليومية بين العصر والمغرب والأسبوعية يوم الخميس.
- يشرف لمْقدّم على النظام الداخلي.
- لا يغادر شيخ الزاوية زاويته إلا لمدة عشرة أيام في كل شهرين، وينوب عنه في غيابه طالب ذو كفاءة عالية علما وخلقا.
- يتردد على الزاوية بعض المريدين والضيوف وعابري السبيل من أجل الزيارة والبركة، وهناك من يبقى مقيما بالزاوية لفترة طويلة.
- الزاوية البكرية في توات (جنوب الجزائر):
أسّسها الشيخ محمد البكري خلال القرن 19 م، ساهمت في الحفاظ على اللغة العربية والقرءان الكريم وعلومه كما اعتبرت ملجأ لعابري السبيل بدل اللجوء إلى المنصرين الفرنسيين المتربصين بهم، ساهمت أيضا في الإبقاء على الصلات الحضارية والدينية بين الجزائر وإفريقيا من خلال رحلات وزيارات الطلبة والشيوخ إليها.
تكمن أهمية زوايا توات إضافة إلى الدور التربوي والتعليمي في حفاظها على المخطوطات والآثار العلمية للحضارة الإسلامية بفضل حرص أهلها على النسخ والشرح والاختصار والتحشية والنظم لمختلف الآثار العلمية والدينية والأدبية.
رابعا- دور الكتاتيب القرءانية والمدارس في المقاومة الثقافية:
الكُتّاب أو المحْضرة أو المعْمرة أو المسيد أو العْرْبية كلها أسماء لمحل تعليم القرءان الكريم ومبادئ اللغة العربية وهو عادة قرب المسجد أو داخل الأحياء السكنية وفي الأرياف قد تخصص له خيمة معينة. ويُسنَد الأمر إلى شيخ عادة ما يكون حافظا للقرءام الكريم أو نصفه مع اتصافه بالانضباط والصرامة والتفرغ للتدريس. أما التلاميذ فعادة ما يبدأون الدراسة بعد عامهم الخامس يستعملون الألواح الخشبية التي يطلونها بالطين ويكتبون عليها بأقلام من قصب وحبر من صوف محروق يدعى "الدواية" وهي لفظ دارج من لفظة "دواة" الفصيحة. يقوم التلاميذ بتكرار وحفظ ما كتبه الشيخ لكل واحد منهم ثم يتداولون على استظهار ما حفظوه على الشيخ، حيث يبدأ التلميذ عادة من الحروف الألفبائية فالفاتحة فالناس فالفلق إلى أن يختم الحزب الأول فالثاني إلى أن يبلغ ختم القرءان. وإذا كانت الكتاتيب طريقة معروفة في البلاد الإسلامية فإننا يمكن أن نقول بأنه من النادر ألا يدرس الطفل المسلم في هذه الكتاتيب في ظل عدم وجود المدارس الرسمية خاصة أنه يعتبر مرحلة تحضيرية لا بد منها قد تطول إلى أن يصبح عمر التلميذ 20 سنة عندما لا يتمكن من الانتقال إلى زاوية.
خامسا- التعليم العربي الحر:
أمام تطبيق فرنسا لسياسة ثقافية استعمارية استهدفت توطيد أركان ومظاهر التعليم الفرنسي واللغة والثقافة الاستعمارية وإضعاف اللغة العربية من خلال منظومة استعمارية محكمة. فظهرت مدارس خاصة بالأهالي لكنها تدرس اللغة العربية بلهجة عامية دارجة خاصة بكل منطقة من المناطق الجزائرية كما سعت إلى نشر اللهجات البربرية وتشجيعها رغبة في ضرب اللغة العربية الجامعة للجزائريين.
ورغم قرارات المنع والقمع وحالة العوز التي أصابت المعلمين والمستقبل البائس الذي كان في انتظار من يتعلمون في المدارس العربية ويتركون المدارس الفرنسية لم يستسلم الجزائريون فاستمرت الحلقات التربوية والمدارس لتنطلق حملة تربوية كبيرة بعد حالة اليقظة والنهضة التي عرفتها البلاد قبل الحرب العالمية الأولى. فظهرت المدارس العربية تمييزا لها عن المدارس الفرنسية الرسمية، والملاحظ أن بدايتها كانت محتشمة على جميع الأصعدة لكنها استطاعت بلوغ مستوى مقبول بعد عقود من العمل والكفاح واستطاعت تقليد النموذج التحديثي الغربي من حيث التنظيم وتوزيع المواد والمعلمين والجلوس على الطاولات واستعمال الكراريس والدفاتر والسبورة وإجراء الامتحانات واحترام المنهاج واستعمال الكتب...
تُعتبر المدرسة الصدّيقية التي أسسها عباس حمّانة لأبناء الميزابيين في تبسة عام 1913 أول نموذج للمدرسة الحرة فبرنامجها وطني عربي إسلامي ووسائلها عصرية إلى حد ما، وقد أشاد المفكر مالك بن نبي بها بعد ذلك في مذكراته "شاهد القرن"، ولا شك أنها كانت متأثرة بالمدرسة الخلدونية والصادقية في تونس، وقد حاربتها الشلطات الفرنسية، ويميل الكثير إلى أن مقتل مديرها وصاحب فكرتها عباس حمّانة بطريقة بشعة لم يكن عفويا وإنما كانت وراءه الإدارة الاستعمارية.
كما يمكن أن نلاحظ بأن كثيرا من الكتاتيب في المدن وبمبادرة من معلميها الشباب قد تحوّلت إلى مدارس حرة وذلك بإضافة بعض التنظيم والمواد الدراسية التي لا تعدو أن تكون نحوا وصرفا وحسابا
ومع ازدهار الحركة الإصلاحية في الجزائر تكاثرت هذه المدارس خاصة أنها لم تكن تحتاج عادة إلى رخصة وتنظيم وإنّما إلى مال ومتطوعين ومعلمين اثنين أو ثلاثة فأهذت في الانتشار في مختلف مناطق الوطن. فأسس الشيخ عبد الحميد بن باديس مدرسة حرة في حي أربعين شريفا في قسنطينة بعد رجوعه من الزيتونة عام 1917 وتطور عدد طلبتها من 200 طالبا عام 1917 إلى 300 طالب عام 1936.
1- مدرسة الإخاء: تأسست في بسكرة عام 1931 بفضل تظافر جهود مجموعة من المعلمين خريجي الزيتونة.
2- مدرسة الهدى: تأسست عام 1931 بالقنطرة بين الأوراس والزيبان، تأسست على يد جمعيتها المحلية بقيادة موسى بن حمودة ثم موسى بن حفيظ مدعومين في ذلك من النواب والأعيان...
وقد أولت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الأهمية للتعليم ولإنشاء المدارس الحرة وقدر عدد المدارس الناشطة منها في 1943: 140 مدرسة، أمّا في عام 1951 فقدر ب 125 مدرسة ناشطة حوَت 300 قسم (فصل)، وهناك من يذكر بأن عدد المدارس الحرة التابعة لجمعية العلماء هو 400 مدرسة أشرف عليها 700 معلم ووصل مجموع من درس في هذه المدارس 75 ألف تلميذ، كثير منهم صار معلما فيها.
وتدعمت المدارس الحرة التابعة لجمعية العلماء بتوحيد مناهجها وتوحيد الامتحانات السنوية وذلك ابتداء من 25 جوان 1947 وتم تحديد مراكز وطنية لإجراء امتحان شهادة التعليم الابتدائي وتم تشكيل لجنة التعليم العليا
وبذلك أضيف البعد البيداغوجي (العلمي/ التربوي) للمدارس الحرة وصارت لها قيمتها العلمية ومصداقية شهاداتها الممنوحة، خاصة أن الكثير من الطلبة كانوا يتوجهون إلى معهد الشيخ عبد الحميد بن باديس في قسنطينة لإتمام دراستهم باعتباره فرعا من فروع جامع الزيتونة يضمن لهم مستوى التعليم الثانوي أو يتجهون مباشرة إلى الزيتونة.
وعلى صعيد آخر بدأ مشروع تكوين المعلمين وطبع دروس نموذجية جاهزة للتلقين، كما تم اشتراط حصول المعلمين على شهادة التحصيل من جامع الزيتونة. ومن المفيد استعراض المواد المقررة والحجم الساعي المقرر أسبوعيا حسب المستويات وهي المستوى التحضيري الابتدائي المتوسط.
وتوجد أيضا مدارس عربية حرة ظهرت وهي مستقلة عن جمعية العلماء تابعة لبعض الطرق الصوفية أو الأحزاب السياسية أو الأحرار أو الجمعيات المحلية وقد كان الهدف دائما هو نشر اللغة العربية ومبادئ الدين الإسلامي والعلوم التراثية والعصرية بما يحافظ على هوية وبقاء الشعب الجزائري. كما توجد المدارس الحرة التي انتشرت في الصحراء وفي منطقة ميزاب وهي لا تكاد تخنلف عن مدراس جمعية العلماء ما عدا مدرسة الحياة التي امتازت بفعاليتها ومستواها المادي والعلمي الكبير، ونعتبر أنها نافست معهد ابن باديس الذي تفوقت عليه من حيث السبق الزمني.
3- مدرسة دار الحديث:
افتتحت يوم 27 سبتمبر 1937 بمدينة تلمسان، تعتبر من المدراس الدينية الكبرى في الجزائر. كانت المدرسة تتشكل من طابق أرضي يضم مسجدا للصلاة وقاعة للمحاضرات وخشبة للمسرح أما الطابق الأول ففيه إدارة المدرسة أما الطابق الثاني فضمّ قاعات الدراسة المكونة من خمسة أقسام
انطلقت المدرسة برئاسة وإدارة الشيخ محمد البشير الابراهيمي، وهو ما يعكس أهمية هذه المؤسسة، وقد تولى التدريس فيها أيضا حيث درّس علم التفسير وموطأ الامام مالك، أما الأستاذ أحمد بن ذياب فدرّس اللغة العربية، أما الشيخ محمد مرزوق درّس التفسير.
عادت المدرسة إلى النشاط بعد إطلاق سراح الشيخ الابراهيمي في 1943، وأدى الابراهيمي مهمته رفقة مساعديه وهم الشيخ محمد الصالح رمضان وعبد المجيد مزيان وعبد الوهاب بن منصور...فمثّلت عاصمة العلم والثقافة والإصلاح في الغرب الجزائري ونشرت اللغة العربية والعلوم العربية الإسلامية والفكر الإصلاحي المقاوم للغزو الثقافي الغربي. قامت السلطات الفرنسية بإغلاقها في 29 ماي 1956 وحوّلتها إلى ثكنة عسكرية.
4- معهد الشيخ عبد الحميد بن باديس:
افتتح رسميا في أكتوبر 1947 بإشراف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تحقيقا لرغبة الشيخ عبد الحميد بن باديس في إنشاء كلية دينية في الجزائر لتخرج الأئمة والمدرسين على غرار الزيتونة والأزهر والقرويين...لذلك أطلق اسمه على هذا المعهد اعترافا بدوره في المشروع وفي النهضة الثقافية والتربوية التي عرفتها الجزائر.
كان مقر هذا المعهد في شارع الفقون بساحة البطحاء خلف المسجد الكبير بقسنطينة، وخصص للمرحلة الثانوية حيث يلتحق به التلاميذ الناجحون في مسابقة الشهادة الابتدائية، وبإمكان من يدرس به ويتخرج فيه أن يسجل في كلية دار العلوم بالقاهرة كما استطاع أن يحصل على اعتراف جامع الزيتونة ومعادلة شهادته فصار فرعا من فروعه لأنه كان يطبق البرنامج نفسه. فكان المعهد يمنح شهادة الأهلية للطلبة بعد دراستهم أربع سنوات، وانطلقت الدراسة بالطلبة الذكور أولا ثم شملت الدراسة الإناث خاصة بعد الخمسينات. أما المواد المقررة فهي القرءان والأخلاق والقواعد والتوحيد والتاريخ والجغرافيا والرسم والإملاء والتجويد واللغة الفرنسية والحساب والهندسة والعلوم الطبيعية، أي 30 ساعة أسبوعيا من الدراسة. وبلغ أساتذة المعهد 15 أستاذا دائما أما المؤقتون والذين كانوا يدرسون العلوم واللغة الفرنسية فكانوا متطوعين.
وسعى معهد ابن باديس إلى توفير الإقامة للطلبة وسمّاها " دار الطلبة" منذ عام 1948 لكن رغم التوسيعات وبلوغها 4 عمارات كاملة إلا أن مشكل الإقامة ظل قائما وهو ما اضطر الطلبة دائما للإيجار أو المبيت في الحمامات والمقاهي والمساجد، لأن عددهم كان كبيرا: ففي العام الأول بلغ الألف ثم في الموسم الثاني (1948-1949) صار 600 طالب، وفي موسم 1949-1950 انخفض إلى 450 طالب ليرتفع مجددا في موسم 1950-1951 إلى 638 طالبا وإلى 801 طالبا في موسم 1952-1953 إضافة إلى الطلبة المستمعين الأحرار أو المسجلين في الدروس المسائية (95 طالبا). وأمام عجز المعهد عن استقبال الطلبة استعملت المساجد للتدريس مثل مسجد سيدي بومعزة ومسجد سيدي قموش والجامع الكبير...
توقف نشاط المعهد في 03 سبتمبر 1957 بعد اغتيال عدد من طلبته وأساتذته وحوّلته السلطات الفرنسية إلى ثكنة عسكرية لقوات المظليين.
سادسا – دور الجمعيات والنوادي في المقاومة الثقافية
تُعد الجمعيات والنوادي تنظيما غربيا غريبا عن البيئة الجزائرية والشرقية بصفة عامة وقد ظهر نتيجة لاحتكاك الشرق بالغرب الأوربي والانفتاح عليه في مصر وبلاد الشام، فتكاثرت الجمعيات والنوادي خاصة من طرف المسيحيين العرب أمّا في الجزائر فيمكننا القول بأن الجزائريين قد وجدوا في الجمعيات والنوادي خلايا نشاط سلمي ووسائل فعالة لمقاومة الاستعمار الفرنسي بأقل التكاليف جهدا وتضحية. ومن الضروري الإشارة إلى دور الأوربيين المتعاطفين مع القضية الجزائرية في جانبها الانساني الاجتماعي فقد دون السياسي (الوطني)، ولا شك أن التغيير الهيكلي الحاسم الذي طرأ على المجتمع الجزائري من خلال فرض تفتيت القبيلة والأرض والأسر والارتباط بالمدن الأوربية فتراجع دور الزاوية والجماعة لصالح تنظيمات حديثة كانت على رأسها النوادي والجمعيات.
وقد ساهم صدور القانون الخاص بالمنظمات والجمعيات في 01 جويلية 1901 في تشجيع الأهالي على انشاء جمعيات ذات طابع غير ربحي، خاصة مع نمو الطبقة المثقفة المتأثرة بالثقافة والحضارة الأوربيتين. في هذه المحاضرة سنحاول رصد أهم الجمعيات والنوادي الجزائرية من حيث النشاط والفعالية والإسهام في عملية المقاومة الثقافية للسياسة الاستعمارية الفرنسية:
1- الجمعية الرشيدية:
تعتبر أولى الجمعيات الجزائرية حيث يعود تأسيسها إلى عام 1894 لكن نشاطها بدأ مع عام 1908 برئاسة السيد "سروري" الذي كان يشغل منصب نائب مدير ابتدائية أهلية، وقد ضمت قدماء التلاميذ الأهالي الذين درسوا بالمدارس الابتدائية الأهلية(فرنسية /عربية) في مدينة الجزائر خاصة.
وبرز نشاطها من خلال تنظيمها لسلسلة من المحاضرات والندوات العلمية والشرعية والتقنية والأدبية لنشر العلم والوعي، ويكفي أن نذكر من الشخصيات التي شاركت في نشاطاتها أعضاء أو ضيوفا ابن بريهمات وابن سماية وابن زكري والمجاوي والحفناوي...
2- الجمعية التوفيقية: ظهرت عام 1908 في مدينة الجزائر برئاسة الدكتور ابن تهامي، ثم أعيد تشكيلها في 1911 بنخبة أخرى مثل محمد براكني ومحمد صوالح...برز دورها في تنظيم الندوات والمحاضرات العلمية والتاريخية والأدبية والتراثية بهدف التوعية القانونية والصحية والاعتزاز بالذات والتارث وحث الجزائريين على الاهتمام بالعلم كما كان أجدادهم الأوائل.
- جمعية طلبة مسلمي شمال إفريقيا:
تُعد ثمرة واتحادا للجمعيات الطلابية في كل من الجزائر وتونس والمغرب الأقصى، وضمّت الطلبة المسلمين في الجامعات الفرنسية، ونشطت في باريس أكثر، والملاحظ أن هذه الجمعية قد اشترطت على أعضائها عدم التجنس بالجنسية الفرنسية وذلك بعد جمعيتها العامة في باريس 28 فيفري 1930.
برز دور هده الجمعية من خلال مواقفها الثقافية الحاسمة الدائمة والمتجددة، وتمثل مؤتمراتها السنوية فرصة كبيرة لاستعراض نشاطها ومطالبها، أهم هذه المؤتمرات:
- المؤتمر الأول، تونس، 20-22 أوت 1931:
- المؤتمر الثاني، الجزائر، 25-28 اوت 1932: احتضنه نادي الترقي تعبيرا على بعده العربي الاسلامي، وقد ترأس فرحات عباس أشغاله، تميز بحضور وتفاعل مختلف الهيئات والمدارس والجمعيات المغاربية والاساتذة والمعلمين والمثقفين وقدامى التلاميذ والصحافة من المسلمين والأوربيين، وجاءت توصياته كالتالي:
- استعمال اللغة العربية في المدارس الأهلية الحكومية وجعلها لغة رسمية
- حث الأمة على فتح المدارس العربية
- مطالبة فرنسا بتنشيط المدارس الأهلية وإعانتها ماديا
- توجيه الشباب المسلم نحو التخصصات العلمية والاقتصادية والاجتماعية في التعليم العالي
- الاهتمام باالتاريخ الإسلامي وخاصة المغاربي منه
- المساواة بين المدرسين في المدارس الفرنسية من حيث فرص التوظيف والأجور والتقاعد
- المؤتمر الثالث، باريس، 26-29 ديسمبر 1933:
- المؤتمر الرابع، تونس، 02 اكتوبر 1934:
- المؤتمر الخامس، تلمسان، 06-15 سبتمبر 1935:
- المؤتمر السادس، تطوان،
- المؤتمر السابع، تونس، 25 سبتمبر 1937
وقد استمرت مؤتمرات ونشاطات هذه الجمعية إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية مواصلة مطالبها ودورها الثقافي والعلمي وحتى السياسي الخفي، خاصة ما تعلق منه بحماية الطلبة المسلمين في الجامعات الفرنسية من أخطار التفرنج والتجنس والتنصير والنضال من أجل فرض اللغة العربية والتراث العربي والإسلامي والافتخار به وفرض تدريس اللغة العربية والتاريخ الإسلامي والقضاء على الأمية الضاربة بقوة في الأوساط المغاربية وتحميل فرنسا كل المسؤولية في ذلك.
- جمعية العلماء المسلمين الجزائريين:
تعتبر هذه الجمعية أهم جمعية دينية وثقافية ظهرت في الجزائر في المستعمرة، جمعت شتات العلماء الجزائريين وأنصارهم وأتباعهم بعد أن تزايد عددهم وتعالت الصيحات الداعية إلى تأسيس جمعية للعلماء الجزائريين تكون مرجعا لهم وحامية ومدافعة عن الهوية العربية والإسلامية. ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى أن ظهور هذه الجمعية وحتى بروز أعضائها لم يكن غير ثمرة من ثمار النهضة واليقظة التي عرفتها البلاد مطلع القرن العشرين لتُتَرجَم في شكل تجمع علمي وثقافي منظم في 05 ماي 1931.
ويربط الكثير بين ظهور هذه الجمعية والاحتفالات الصاخبة التي أقامتها فرنسا بمناسبة مئوية احتلالها للجزائر في شكل صحافة ودعاية ومعارض وفلكلور واستعراضات تجوب الشوارع والساحات وإصدار الكتب والمجلات.
تشّكل المكتب الإداري للجمعية من الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيسا ( وقد تعمّد الغياب عن أشغال الاجتماع حتى لا يتهم بالسعي لمنصب الرئيس بل ترك للمؤتمرين مباردة اختياره وتزكيته)، محمد البشير الابراهيمي نائبا له، محمد الأمين العمودي أمينا عاما، الطيب العقبي نائبا له، مبارك الميلي أمين المال، إبراهيم بيوض مساعد، أما بقية الأعضاء فشكلوا الجمعية العامة.
تمّ اعتماد الجمعية بعد تقديمها طلب الاعتماد والقانون الأساسي لها حيث استطاعت مراوغة الإدارة الاستعمارية بضمها لرجال الزوايا والطرق الصوفية كما أنها أسندت الرئاسة الشرفية لمدير الشؤون الأهلية ميرانت. واحتوى قانونها الاساسي على 63 مادة منظمة لعملها ومحددة لمبادئها وشروط الانتخاب والهياكل...
وكثفت الجمعية من نشاطاتها وفروعها وأسست شُعبا لها في مختلف نواحي البلاد شمالا وجنوبا شرقا وغربا، وساهمت الصحافة لا سيما بعد إنشائها للبصائر لسانا ناطقا باسمها عام 1935 إضافة إلى مجلة الشهاب التي مثّلت رافدا أساسيا من روافد جمعية العلماء فكريا ومعنويا وحتى ماديا. كما كانت تعقد اجتماعاتها ومؤتمراتها الاستشنائية والسنوية العادية في نادي الترقي بمدينة الجزائر لمناقشة النقاط الطارئة والخطط والمشاريع...
جعلت الجمعية شعارها "الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا". والملاحظ أنها بعدما اشتد ساعدها وتزايد أعضاؤها وشعبها بدأت في الاصطدام والاقتراب من المحظور الفرنسي خاصة بعد دخولها ونشاطها الفعّال في المؤتمر الإسلامي الجزائري 1936 ثم في منظمة شباب المؤتمر 1937 وفي وفد المؤتمر الإسلامي المرسل إلى باريس، لكن الخيبة التي خلّفها الرد الرسمي الفرنسي مثلت القطيعة والصدام بين الجمعية والإدارة الاستعمارية التي اتهمت الجمعية بدخول السياسة، ويكفي أن نعلم أن القوانين الفرنسية المحاربة لتعليم اللغة العربية والمانعة لدخول الخطباء غير الرسميين للمساجد إنما كانت موجهة أساسا لأعضاء الجمعية الدين سيطروا على المشهد الثقافي والديني والصحفي لدى الأهالي في الجزائر. ويمكن أن نؤرخ للتوتر بين الطرفين بعودة وفد المؤتمر الاسلامي الجزائري من باريس في 1938 والمشادة الكلامية التي تمت بين هذا الوفد والمسؤولين الفرنسيين في باريس الذين هددوا الوفد بأن فرنسا دولة قوبة تمتلك القوة والمدافع وقد ردّ الشيخ ابن باديس عليهم بقوله أن الله أكبر من المدافع، وقد دشنت الجمعية علاقة القطيعة بامتناعها عن إرسال برقية تأييد لفرنسا في الحرب العالمية الثانية كما يعكسه إقدام فرنسا على وضع الشيخ البشير الابراهيمي رئيس الجمعية في الإقامة الجبرية بآفلو ( الأغواط) في الصحراء خلال الحرب العالمية2.
- أدوار الجمعية ونشاطها:
برز دور الجمعية في محاربة البدع والانحرافات التي سادت الحياة الدينية وفي نشر التعليم النافع وتجديد مناهجه وطرقه من خلال إنشاء المدارس ونشر الكتب وتكوين التلاميذ والمعلمين، كما شمل دورها المجال الاجتماعي بالدعوة إلى التربية السليمة للنشء ومحاربة مختلف الآفات الاجتماعية والسلوكات المشينة التي ساهم الاستعمار الفرنسي في نشرها بين الشباب الجزائري الذي صار ممزقا بين حضارتين مثلما كتب الفرنسيون أنفسهم. كما شمل دور الجمعية الاعتزاز بالتراث العربي الإسلامي وعناصر الهوية خاصة اللغة العربية والتاريخ الإسلامي. ومن مظاهر تفوق هذه الجمعية وفعاليتها استماتتها في الدفاع عن هذه العناصر بكل الوسائل من عرائض ورسائل وشكاوي ومحاضرات وندوات وتكريمات وإحياء الذكريات وتخصيص أعمدة ثابتة في صحافتها (البصائر) و المؤيدة لها السائرة في ركابها خاصة "الشهاب".
تَوَّجت الجمعية نشاطها الكبير في التعليم العربي الحر بعد إنشائها مدارس التربية والتعليم في مختلف مناطق الجزائر بإنشائها معهد الشيخ عبد الحميد بن باديس في قسنطينة الخاص بالمرحلة الثانوية والذي أصبح فرعا من فروع جامع الزيتونة حتى تكون لشهادته قيمة علمية محترمة. فكانت المواد المقررة تخدم الهوية العربية والإسلامية دون التفريط في الانفتاح على العصر. وتخرّج فيه كثير من المعلمين والأئمة والكتاب والادباء ممن خدموا الثقافة والنهضة الجزائرية بعد الاستقلال.
فالجمعيات المذكورة سابقا تعتبر من أكبر وأهم الجمعيات على المستوى الوطني ولكن العدد الحقيقي للجمعيات يفوق الآلاف ففي كل قرية ومدينة توجد جمعيات ذات اغراض مختلفة (سياسية، اقتصادية، ثقافية، دينية...) كما نلاحظ تضاف أعداد الجمعيات بعد الحرب العالمية الأولى وخصوصا خلال الثلاثينات من القرن العشرين بفعل شيوع الصحافة ودعوات النخبة والتيار الإصلاحي لإنشاء الجمعيات والنوادي خدمة للمجتمع. ويمكن أن نذكر بعض الجمعيات على سبيل المثال لا الحصر:
- الجمعية التعاونية: الجزائر، 1897
- الطليعة، 1895: أسّسها الدكتور ابن التهامي وزملاؤه خريجو المدارس الفرنسية، كان هدفها هو تكوين الشباب الجزائري في الرياضة وتوعيته بأهميتها.
- الجمعية الخيرية:
ظهرت في 22 ديسمبر 1933 في مدينة الجزائر، كان مقرها قي نادي الترقي ترأسها الشيخ الطيب العقبي وضمّت أعيان العاصمة، جعلت هدفها مساعدة الفقراء والمحتاجين لحمايتهم من عواقب الفقر والخصاصة والإحباط، ولا شك أن رئاسة الشيخ الطيب العقبي لها وإشادة الشاعر محمد العيد آل خليفة الدائمة بنشاطها يشيران إلى وقوعها في فلك حركة الإصلاح والنهضة الشاملة التي عرفتها البلاد، ومن القرائن على ذلك حضور أعلام الإصلاح لنشاطاتها واحتفالاتها وحتى اجتماعاتها، فقد حضر الشيخ عبد الحميد بن باديس بمعية أعضاء من الجمعية لاجتماعها العادي في 02 أفريل 1934، وكانت تستعمل المحاضرات والمواعظ وحفلات الإنشاد...وحظين باهتمام العامة فكان حضور هذه الحفلات والمحاضرات والمناسبات يبلغ أحيانا 5 آلاف شخص.
من نشاطات الجمعية الجديرة بالذكر عام 1940 تقديمها 400 وجبة غداء و 230 كسوة فقير وتوزيع 72 آلة خياطة، كما أسست هيئة طبية تهتم بطل النساء والتوليد وطب العيون وتوزيع الدواء مجانا، أشرف على هذه الهيئة أطباء جزائريون أمثال علي القاضي و آيت سيد أحمد، الدكتور نور الدين والآنسة فخار في اختصاص طب النساء والتوليد. الدكتور محمد عويشي اختصاص أمراض العيون. وبفضل نشاطها وتبرعات المحسنين بلغت ميزانيتها 4 مليون فرنك، ولعل حكم الأستاذ سعد الله في حق هذه الجمعية مهم جدا إذ يبين لنا أثرها الثقافي والفكري والاجتماعي على المجتمع الجزائري اذ اعتبرها مساهمة في الحركية الثقافية في مدينة الجزائر بما كانت تنظمه من حفلات وأناشيد ومسرح لتمثيل الروايات التاريخية والأدبية التراثية.
- جمعية النساء المسلمات الجزائريات: تأسست في جويلية 1947 وهي جمعية تابعة لحزب حركة الانتصار للحريات الديمقراطية برئاسة عيسى ماية شنتوف، أما الأمينة العامة فهي حمودة لاليام (نفيسة حمود)، برز دورها في بث الوعي الثقافي والسياسي من خلال تنظيم الندوات والمحاضرات والمسرحيات وتنظيم دورات تكوين في الصحة والتمريض وإصدار دليل تكويني للممرضين. وقد قامت السلطات الفرنسية بحل هذه الجمعية في عام 1955.
سابعا- النوادي:
يتشابه دور النادي مع الجمعية إلى درجة التطابق خاصة في حالة المقاومة الثقافية الجزائرية في النصف الأول من القرن العشرين، فعادة ما كان النادي يحمل اسم الجمعية التي يتبع لها، ولكن يقصد به على وجه التحديد مكان الاجتماع والنشاط عادة. فالنادي هو مؤسسة أو هيئة تؤسسها جهة ما رسمية أو شعبية لأغراض سياسية أو ثقافية أو علمية أو مهنية أو دينية... تتولاه مجموعة من المشرفين كإدارة له وفق قانون أساسي منظم لنشاطه يحد نظامه ومبادءه وأهدافه وهياكله...ورغم أن أهداف إنشائه يتم التصريح بها لكن تحديد أهدافه وانتمائه وايديولوجيته يظهر مع سير الحوادث والمواقف والزمن.
وسنكتفي بالنماذج التالية من النوادي الجزائرية:
- نادي الرشيدية: ظهر عام 1902 بمدينة الجزائر بفضل االنخبة الجزائرية المثقفة ثقافة فرنسية وهو تابع للجمعية الرشيدية، كان الهدف من تأسيسه هو مساعدة خريجي المدارس الفرنسية من الأهالي وجمعهم.
- نادي التوفيقية: ظهر عام 1908 بمدينة الجزائر، أسسته النخبة الجزائرية المثقفة بالثقافة الفرنسية وكان الهدف من إنشائه هو نقل المعارف والأفكار والابتكارات الأوربية الحديثة لأبناء الأهالي باعتبار ذلك واجبا أخلاقيا.
- نادي الشبيبة الإسلامية: ظهر في 1904 أو في 1907 بتلمسان، على يد المعلمين الفرنسيين رغبة في توطيد العلاقات مع الأهالي و التعارف الثقافي، ترأسه منير بورصالي. واستمر في النشاط والتوسع حتى أنه افتتح ناديا أدبيا له أاسندت رئاسته الشرفية للشيخ البشير الابراهيمي منذ 20 أفريل 1936. كما اتخذه الشيخ الابراهيمي منبرا لدروسه الرمضانية في عام 1936 وهو العام الذي كان فيه الشيخ مقيما بتلمسان للإشراف على مدرسة دار الحديث التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
- نادي صالح باي:
لعل نادي صالح باي في قسنطينة هو أهم النوادي الجزائرية من حيث السبق الزمني والدور الثقافي مطلع القرن العشرين، إذ ظهر حوالي عام 1907/1908 على يد الفرنسي آريب نائب رئيس مجلس عمالة قسنطينة المدعو ابن عابد وأسندت الرئاسة الشرفية للحاكم العام جونار، استقطب النادي النخبة الجزائرية المثقفة ثقافة فرنسية أمثال الشريف بن حبيلس ومحمد بن باديس ومصطفى باش تارزي إضافة الى الشيخ المولود بن الموهوب.
ساهم هذا النادي في بعث النشاط الثقافي والأدبي والعلمي في مختلف مناطق الشرق الجزائري من خلال أهدافه الشاملة: نشر التعليم- تنظم الدروس في التعليم العام والمهني- التوفيق بين المعمرين والجزائريين- عقد محاضرات علمية وأدبية- تأسيس جمعيات خيرية- الدعوة إلى الأخوة والتعاون والعمل- معالجة الأمراض والآفات الاجتماعية والخلقية- دفع الجزائريين إلى إبراز مواهبهم خاصة الأدبية منها- الدفاع عن حقوق العمال- تأسيس المكتبات للمطالعة- مساعدة الفقراء ومواساة المرضى والضعفاء- ابتعاد النادي عن السياسة.
- النادي الإسلامي: ظهر في تلمسان عام 1921، تميز هذا النادي بانفتاحه ومساهمته ثقافيا وسياسيا واجتماعيا، كما دعّم نشاط جمعية العلماء المسلمين وكان منبرا للشيخ الابراهيمي إضافة إلى استقباله مؤتمر جمعية طلبة شمال افريقيا المسلمين في جوان 1935.
- نادي الترقي:
يعتبر نادي الترقي أهم ناد جزائري ظهر خلال الفترة الاستعمارية لعوامل كثيرة على رأسها عدد أعضائه ومكانتهم العلمية والاجتماعية والسياسية والدينية وتنوع انتماءاتهم المذهبية والاجتماعية والجغرافية، وكذلك للأدوار التي ساهم فيها منذ نشأته، وباعتباره أيضا ملتقى ومقر نشاطات كثير من الهيئات والجمعيات والنوادي، بل ان كثيرا منها تأسس في رحاب نادي الترقي إضافة الى أن وجوده في مدينة الجزائر منحه هذه الأهمية والحضور.
تأسس النادي في 03 جويلية 1927 على يد أعيان مدينة الجزائر المحبين للثقافة والنهضة والإصلاح أمثال محمد بن ونيش ومحمد بن مرابط وحمدان مناصلي ابراهيم موهول بن علي...تشكل المكتب التنفيذي له من أعيان العاصمة، كان مقره في الطابق الثاني في عمارة مقابلة للجامع الجديد في ساحة الحكومة (البطحاء/ ساحة الشهداء).
أهدافه:
- الإشعاع الديني والثقافي.
- الحوار في قضايا الأدب والسياسة والعلوم.
- دعم وتنشيط وتوجيه التعليم العربي.
- مقاومة سياسة التجنيس والادماج والتنصير.
- محاربة الآفات الاجتماعية.
وقد كتب المؤرخ المتخصص في حركة الإصلاح بالجزائر الأستاذ علي مرّاد بأن نادي الترقي مثّل خلال فترة ما بين الحربين العالميتين:'' منبرا سياسيا وثقافيا حقيقيا للشعب الجزائري''.
أمّا أحمد توفيق المدني الذي كان أحد الفاعلين فيه ومن المؤسيين له فكتب:" لا يوجد أي ناد في افريقيا الشمالية قام بمثل ما قام به نادي الترقي".
- هيئات ومؤسسات جزائرية تأسست في نادي الترقي أو عقدت نشاطاتها واجتماعاتها فيه:
- جمعية العلماء المسلمين الجزائريين: مقرها بين 1931-1946
- الجمعية الخيرية: مقرها الدائم نادي الترقي
- مولودية الجزائر:
- مجلة التلميذ: مقرها نادي الترقي
- البصائر: مقرها نادي الترقي
- جمعية مقاومة الكحول: مقرها نادي الترقي
- فكرة إنشاء الميتم الإسلامي.
- جمعية الفلاح : مقرها نادي الترقي
- فكرة إنشاء الكشافة الإسلامية الجزائرية
- جمعية الزكاة: مقرها نادي الترقي
- مقر الاتحاد العام للتجارة الجزائرية
- مقر لمنظمة شباب الموحدين
- مقر للمؤتمر الإسلامي الجزائري
- مؤتمر جمعية طلبة شمال افريقيا المسلمين جوان 1935
- المحاضرات والزيارات الأجنبية والوطنية
- فكرة تأسيس مجلس اسلامي أعلى ردا على قضية فصل الدين عن الدولة
- مقر جبهة الدفاع عن الحرية واحترامها
- مقر لجنة إغاثة فلسطين.
تاسعا- الصحافة:
- صحيفة المنتخب: صدرت في 23 افريل 1882 باللغتين الفرنسية والعربية في قسنطينة، صاحب امتيازها هو الفرنسي موراس، أما من التف حوله من الجزائريين ودعموها فهم نخبة قسنطينة واعيانها أمثال: أحمد بن بريهمات، المكي بن باديس وابنه حميدة بن باديس، زين العابدين بوطالب، الشيخ عبد القادر المجاوي...
وتعتبر من الجرائد الداعمة للثقافة الجزائرية ولكنها حسب سعد الله ليست جريدة جزائرية ولا مظهرا من مظاهر المقاومة الثقافية بل هي وسيلة مبكرة اهتدى اليها أعيان ونخبة قسنطينة.
- الحق: يمكن اعتبارها أول جريدة جزائرية من حيث إدارتها وخطها وتوجهها، صدرت في وهران في 2 مارس 1894، كانت تصدر في ثلاث صفحات صفحتين باللغة الفرنسية والصفحة الثالثة باللغة العربية، وجعلت شعارها "الحرية، الحق، أسلحة لا تقهر بين أيدي الضعفاء" و "لله وللوطن وللعدل"، ساهم فيها عدد من المثقفين الجزائريين، صدر منها 26 عددا.
- الهلال: ظهرت في أكتوبر 1906، كانت تصدر ثلاث مرات في الشهر باللغتين الفرنسية والعربية، وصاحب امتيازها هو الفرنسي "فيليبلاغ" وقد تولى الشيخ عمر بن قدور القسم العربي فيها.
- مجلة الإحياء: صدرت في 14 فيفري 1907 وهي نصف شهرية، صدرت باللغة العربية، والمميز فيها هو أن امتياز إنشائها يعود إلى فتاة فرنسية مستعربة جعلت اسمها "جمانة رياض" أو "فاطمة الزهراء". تَركّز نضال هذه المجلة حول إصلاح التعليم وترقية الحياة الاجتماعية للمسلمين الجزائريين، ومن الشخصيات التي كتبت فيها الشيخ عبد القادر المجاوي، صالح العلواني، عبد الحليم بن سماية...
- كوكب افريقيا: صدرت في 17 ماي 1907 على يد الشيخ محمود كحول، وهي أسبوعية إخبارية أدبية علمية، ظهرت بين 1907 و 1914، وتوقفت بسبب الحرب العاليمة الاولى. تميزت بأنها جريدة عربية تراثية محافظة خاصة أن مؤسسها الشيخ كحول من موظفي الادارة الفرنسية في الشؤون الإسلامية كما تولى بعد ذلك منصب مفتي الجزائر، ولكن ما يهمنا منها هو دورها في استقطاب رجال الادب والثقافة والعلماء للكتابة فيها والمشاركة في نقاشاتها الهادئة (عبد القادر المجاوي)، كان شعارها " من أجل الحضارة ومن أجل الإنسانية".
- الجزائر: أصدرها عمر راسم في 27 اكتوبر 1910، كانت تصدر شهريا، واهتمت بمسألة تعليم الجزائريين، ولكن لهجتها السياسية الحادة عجلت بتوقيفها بعد صدور عددين منها فقط.
- التقويم الجزائري: وهي جريدة أدبية علمية أصدرها الشيخ محمود كحول عام 1911 لتنشيط الحياة العلمية والثقافية، نشطت إلى غاية 1913 لكن يبدو أن أعدادها قليلة رغم انها استقطبت العلماء والمثقفين خاصة اساتذته ومشايخه مثل المجاوي وابن الموهوب...
- الاسلام: أصدرها الصادق دندن في اكتوبر 1910 بعنابة، ثم نقلها الى مدينة الجزائر 1912 واصدرت نسخة معربة منها في 26 جويلية 1912، ولكنها توقفت بسبب الحرب العالمية الاولى، وباعتبار الصادق دندن من ممثلي النخبة الجزائرية فمن المرجح أنها "كانت وطنية الاتجاه إصلاحية النزعة".
- الفاروق: أصدرها الشيخ عمر بن قدور في 28 فيفري 1913 في مدينة الجزائر، تميزت بدفاعها القوي عن الهوية العربية الاسلامية وانفتاحها على العالم العربي والاسلامي وقضاياه واعلامه واخباره اليومية، ركزت على الاصلاح الاجتماعي والديني والتربوي. وجعلت شعارها "قلمي لساني ثلاثة بفؤادي...ديني ووجداني وحب بلادي"، كما تميزت باقبال الكتاب والادباء والمثقفين عليها مراسلة وكتابة وتوزيعا وتشجيعا من داخل الجزائر وخارجها.
صدر منها 95 عددا لتوقفها الإدارة الفرنسية في 22 جانفي 1915 بعد نشر عمر بن قدور لمقال يمجد فيه الدولة العثمانية ويتمنى لها النصر في حربها على اعدائها فرنسا وحلفائها، كما عاقبته بالنفي سيرا على الأقدام إلى الأغواط.
- ذو الففقار: أصدرها عمر راسم في 25 اكتوبر 1913 بمدينة الجزائر، متحملا جميع المهام من اشراف وكتابة وهط وتصفيف ورسومات بما عرف عنه من خط جميل وزخرفة...وكتب عن دافعه من اصدارها:"لما سمعنا الاسلام يئن من طعنات اعدائه والوطن ينادي بالويل والحسرة على ابنائه أنشانا هذه الجريدة لمحاربة اعداء الدين وكشف اسرار المنافقين واظهار مكائد اليهود والمشركين للناس اجمعين وانتقاد اعمال المفسدين ومراقبتهم". توقفت بعد عددها الثالث فعاشت 8 شهور بسبب عجزها المالي بتصدر اخيرا عددها الرابع لتتوقف نهائيا بعد اعتقال الشيه عمر راسم لاتهامه بموالاة الدولة العثمانية في الح الع 1.
- النجاح: أصدرها الشيخ عبد الحفيظ الهاشمي في 13 أوت 1919 في قسنطينة، تعتبر النجاح أهم وأكبر جريدة جزائرية صادرة باللغة العربية إذ عمّرت من 1919 إلى غاية 1956 واستطاعت التطور من جريدة تصدر ثلاث مرات في الأسبوع إلى جريدة يومية ابتداء من عام 1930 وبعدد صفحات معتبر، كما استطاعت من ناحية أخرى استقطاب كثير من الكتاب والعلماء والأدباء والشعراء ورجال السياسة والقانون خاصة خلال العشرينات.
ولكن دورها كبير في انتعاش اللغة العربية نثرا وشعرا وروح المحافظة ودعم الزوايا وتشجيع أدوارها المختلفة من تعليم وتربية وايواء واطعام وعادات وتقاليد اصيلة في مواجهة العادات الغربية الزاحفة.
- المنتقد: أصدرها أحمد بوشمال بصفته صاحب الامتياز والشيخ عبد الحميد بن باديس بصفته رئيس تحريرها، صدر عددها الأول في 2 جويلية 1925 في مدينة قسنطينة، شعارها "الحق فوق كل أحد والوطن فوق كل شيء"، ورغم أن هدفها هو محاربة الطرق الصوفية الضالة وانحرافاتها ومن ورائها الإدارة الاستعمارية إلا أن دورها كان كبيرا فيما يتعلق بالنهضة الأدبية والثقافية الجزائرية فكانت ميدانا ومجالا فسيحا للكتاب والشعراء وشباب النخبة...لكنها سرعان ما توقفت بعد أربعة شهور من صدروها لتبلغ 18 عددا، بعدما أثرت الساحة الثقافية والأدبية بنقاشاتها حول الإسلام الصحيح والإصلاح الديني ومحاربة التجنيس والتفرنج والتنصير. قامت السلطات الفرنسية بتوقيفها. يقول عنها المؤرخ المتخص في الصحافة الجزائرية محمد ناصر عن أثرها الفكري والادبي:" تعتبر المنتقد تحولا مهما في الحركة الفكرية والادبية في الجزائر لأنها تختلف كل الاختلاف عن الصحف التي سبقتها، سلاسة أسلوب ومتانة اللغة وعمق الأفكار".
- الشهاب:
صدرت في 12 نوفمبر 1925 في قسنطينة باسم الشيخ عبد الحميد بن باديس أمّا صاحب امتيازها فهو صديقه أحمد بوشمال صاحب المطبعة الإسلامية بقسنطينة. ظهرت خلفا لجريدة المنتقد، بدأت أسبوعية ثم مرتين في الأسبوع ولكن للظروف المالية الصعبة تحولت الى مجلة شهرية في عامها الرابع بعدد صفحات واركان أكبر وأهم.
استمرت الشهاب أربعة عشر عاما (1925-1939) وكان شعاراها "مبدؤنا في الإصلاح الديني والدنيوي لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها" و"الحق والعدل والمؤاخاة في إعطاء الحقوق للذين قاموا بجميع الواجبات"، فنلاحظ كيف جمعت هذه المجلة بين مطلبين وعنصرين خطيرين وهما التمسك بالإسلام الصحيح والمساواة بين الفرنسيين والجزائريين في الحقوق والواجبات، فهي سياسية دينية في الوقت ذاته.
وتميزت الشهاب بلغتها العربية القوية وأسلوبها الراقي وتحليلها العميق ومباحثها الراقية وانفتاحها على العالم الخارجي خاصة الإسلامي منه وقضاياه المختلفة ورصد الأخبار السياسية والثقافية والعلمية وتفاعلها مع الصحافة العربية والإسلامية والعالمية واعلامها وجرائدها، كما سجلت أكبر حضور لرجال الثقافة والأدب والشعر والعلم والسياسة في صفحاتها، ويمكن أن نختصر أهم الاركان والأبواب والمجالات التي دأبت "الشهاب" على الحفاظ عليها عبر اعدادها المختلفة وسنواتها الطويلة:
- تفسير القرءان الكريم: اشرف عليها الشيخ ابن باديس واسماها مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير، وتمكن الشيخ من ختم هذا التفسير واقيم حفل فخيم لذلك نشرته الشهاب حيث اعتبر حدثا دينيا وثقافيا كبيرا في الجزائر التي توقف بها تدريس علم التفسير والعمل به طوبلا، وقد جمع هذا التفسير بعد وفاة الشيخ ونشر بعنوان: "مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير"
- تدريس الحديث الشريف: أشرف عليها الشيخ ابن باديس وأسماها مجالس التذكير من كلام البشير النذير، فأعاد هذا الركن الاهتمام لعلم الحديث والاستفادة منه.
- المباحثة والمناظرة: مناقشة واستعراض آراء العلماء والكتاب حول بعض المسائل الفقهية والفكرية واللغوية والحضارية...
- الركن السياسي: تطرق للأبحاث السياسية على مستوى الجزائر وخارجها...
- التاريخ الإسلامي: يصدر مرة في الشهر ويروي سير أبطال التاريخ الإسلامي وعادة ما ما كان الشيخ ابن باديس هو من يكتب فيه.
- ثمار العقول والمطابع: يعرض أخبار المؤلفات والندوات والمحاضرات والاكتشافات والاختراعات...
- أخبار وفوائد: وهو مقتطفات وطرائف أدبية وثقافية.
- قضايا المجتمع: وهي مقالات حول المجتمع الجزائري وخصائصه وشؤونه والآفات التي يعاني منها وما يستجدّ في يومياته وأخباره.
- حديقة الأدب: خصص للإنتاج الأدبي شهرا ونثرا.
- الفتوى والمسائل: يجيب فيه الشيخ ابن باديس جوابا فقهيا على المسائل الواردة للمجلة من قبل القراء.
- مقالات ومراسلات من جرائد عربية وإسلامية وعالمية حيث اعتمدت الجريدة على اعادة نشر مقالات ذات فائدة أو سبق أو قيمة أو مصداقية من مختلف البلدان خاصة العربية (تونس، مصر، سوريا، الحجاز).
وبذلك تعتبر الشهاب أهم جريدة أو مجلة جزائرية خدمت الثقافة والنهضة الجزائرية ووفرت ميدانا ومجالا للكتاب والشهراء والعلماء والمثقفين للتنافس وللدفاع عن أفكارهم وعن الهوية الجزائرية وهن الاسلام الصحيح واللغة العربية والتاريخ العربي الإسلامي إضافة إلى الدفاع عن المطالب المشروعة للفرد الجزائري من تعليم وصحة وتوظيف وتنمية وعدالة وللمجتمع الجزائري في حق الوجود والتميز والمساواة. يقول المؤرخ المتخصص في الصحافة الجزائرية محمد ناصر:" تُعد من أهم المراجع التي تؤرخ للنهضة الفكرية الحديثة في الجزائر ما بين الحربين العالميتين ولها الفضل في بعث الثقافة العربية الأصيلة في الجزائر وحماية المقومات الذاتية بها".
تتناول محاضرات مقياس النشاط الحرفي والتجاري ببلاد المغرب الإسلامي، مختلف الأنشطة الحرفية والتجارية التي مارسها المجتمع والدولة في بلاد المغرب الإسلامي خلال العصر الإسلامي الوسيط.
مقياس التاريخ السياسي للمغرب لطلاب السنة الأولى ماستر تاريخ الغرب الإسلامي في العصر الوسيط، يدرس هذا المقياس تاريخ بلاد المغرب العربي، من الفتح العربي الإسلامي، إلى غاية بداية القرن العاشر الهجري/بداية القرن السادس عشر الميلادي، حيث نتناول في البداية الفتوحات الإسلامية في المنطقة، ثم نتطرق إلى عصر الولاة بالمغرب، وأهم الأحداث التي رافقت ذلك، بعدها ندرس الدول المستقلة الأولى، التي قامت ببلاد المغرب الإسلامي، كالدولة الرستمية بالمغرب الأوسط، والدولة الأدريسية بالمغرب الأقصى، والدولة الأغلبية بالمغرب الأدنى، بعدها نتناول الدولة العبيدية(الفاطمية)، والدولة الزيرية والدولة الحمادية، بعدها ندرس الإمبراطوريات الكبرى التي قامت بالمغرب، وهي دولة المرابطين ودولة الموحدين، ثم نتناول دراسة الدول التي قامت على أنقاض الدولة الموحدية بعد سقوطها، وهي كل من: الدولة المرينية والدولة الزيانية والدولة الحفصية.
يتناول هذا المقياس تاريخ بلاد المغرب العربي من الفتح الإسلامي، إلى غاية أوائل القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، حيث يتعرف الطالب على أوضاع بلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي، من حيث أصل التسمية، وعناصر السكان، والوضع السياسي والعقدي، ثم يدرس الفتوحات الإسلامية في المنطقة، إلى غاية استكمال الفتح، لتظهر بعدها فترة الولاة بالمغرب، ثم ظهور الدول المستقلة بالمنطقة.
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة الجلفة
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية قســـــــــــــم العلــــــــــــــوم الإنسانيــــــــــــــة
|
محاضرات السنة أولى علوم إنسانية جذع مشترك
السنة الجامعية:2021/2022
السداسييين الأول، الثاني
المستـــــوى المقيـــــاس
السنة أولى علوم إنسانية تاريخ الحضارات العام
(جذع مشترك – ليسانس-)
إعداد الأستـــــــــــــــاذ: كاكي محمــــــد موجهة لطلبة السنة اولى علوم إنسانية
أولا/ بالنسبة لدروس المحاضرات
يتناول الطالب الدروس المقررة، مع مراعات مراجعتهان والبحث في المراجع المعتمدة للتوسع في فهمها، والتهيأ لفترات الإمتحان من خلال التقيد بمضامينها..ن وفي مضامين والمحتويات التالية سيجد الطالب كل الدروس والعديد من المراجع، وعلية بمواصلة البحث في مضامينها حتى يتسنى له تحقيق عمليات الانسجام والمرافقة التي نعمل على تحقيقها..
ثانيا/ بالنسبة للدروس والحصص التوجيهية(TD)
كل طالب في الفوج علية إنجاز وعرض مشروعه العلمي(بحوث، تراجم، دراسة مراجع..):
1) بالنسبة للبحوث:
= يختار الطالب عنوان البحث وفقا لمقياس (تاريخ الحضارات)
= وضع الخطة المتضمنة:
- المقدمة(تمهيد)
- الموضوع المتضمن للمباحث وفروعها، أو الفصول وفروعها..
- الخاتمة
- قائمة المصادر والمراجع
ملحق الأماكن والأعلام والجداول والخرائط..
2) بالنسبة للتراجم:
يختار الطالب الموضوع الذي يرغب في ترجمته من لغة أجنبية إلى اللغة العربية، ويكون ضمن مواضيع المقياس، مع مراعاة:
= احترام عملية ترجمة الكلمات والمعاني وحسن صياغتها من اللغة الأجنبية إلى اللغة العربية واعتماد القواميس والموسوعات الأكاديمية..
= التعليق على مضمون الترجمة باعتماد مراجع إضافية
3) بالنسبة للقراءات في المراجع:
يختار الطالب مرجع معين له علاقة بالمقياس (كتاب أكاديمي، أو دورية، أو وثيقة، أو خريطة..) ويقوم بتقييم مضمونها الشكلي والموضوعي وتقديمها في شكل عرض وصفي وتحليلي..
دروس ومحاضرات مقياس تاريخ الحضارات العام
المقدمــــــــة
تتناول المطبوعة الجامعية مجموعة دروس ومحاضرات في تاريخ الحضارات القديمة موجهـــــــــــــــــة لطلبة السنة أولى علوم إنسانية جذع مشترك (ليسانس)، يجد الطالب فيها مختلف عناويـــــــــــــــــــــــــــن ومحاور المقياس المقرر طوال السنوات الجامعية..، وضمن البرنامج المقرر لطلبة السنة أولـــــــى علوم إنسانية جذع مشترك (ليسانس)، حيت يتم عرض مجموعة محاضرات متضمنة أهـــــــــــــــــــــــــــــم المعلومات المعرفية، والمراجع المباشرة، والأشكال الوظيفية حتى يتسنى للطالب أن ينهل مــــــــــــــــــــا يجده ملائما لدروسه، وأبحاثه، ومذكراته..، وقد تضمنت المطبوعة محاضرات ودروس تتركـــــــــــــز كلها حول مضامين وموضوعات المقياس المقرر(تاريخ الحضارات القديمة)، وتناول المطبوعــــــــة مجموعة محاضرات مقررة على طلبة السنة أولى علوم إنسانية من ضمنها المحاضرات التاليــــــــــــــــــــــــــــة:
أولا/ محاضرات حول حضارات الشرق الأقصى وجنوب شرقي آسيــا، وتتضمن: (الحضارة اليابانية/ الحضارة الصينية ''2200 ق م''/ الحضارة الكورية''900ق.م'').
ثانيا/ محاضرات حول حضارات القارة الإمريكية:
وتتضمن حضارات أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، ومن بينهــــــــــــــــا:
ثالثا/ حضارات أمريكا اللاتينية: (أناسازي(100-1300م)/ أزتــــك (1325- 1519م)/ أولمك
(1000-400 ق.م)/ تولتــك(900- 1200م)/ تيوتيهواكان(100 ق م - 750م)/ زابوتـك (600 ق م- 1000م)/ المايا(العهد المبكر:300-900 م)، (العهد المتأخر900 - 1500م)/ حضارة موغويون (100ق. م- 1000م)/ هوهوكـام (450 - 1450م).
2) حضارات أمريكا الشماليــــــــــــــة:
ثالثا/ المحاضرة الثالثة: حضارات شبه القارة الهندية وأنهار السند والغانج، مثــــــــــــــل:
(الحضارة الهندية/ حضارات وادي السند''3500 ق.م'').
رابعا/ المحاضرة الرابعة: الحضارات العربية قبل الإسلام، مثل: (1) حضارات الشمـــال/ 2) حضارات الجنـوب/ 3) حضارات صدر الإسلام).
خامسا/ المحاضرة الخامسة: الحضارات الإفريقيـــــــــة
سادسـا/ المحاضرة السادسة: حضارات جنوب غربي آسيا والهند الصينيـــــــــــة
سابعا/ المحاضرة السابعة: حضارات ما بين الرافديـن، مثل:(الحضارة السومرية ''5300 – 2000 ق. م''/ الحضارة البابلية/ الحضارة الأكدية/ الحضارة الآشورية/ الحضارة الكلدانية).
ثامنا/ المحاضرة الثامنة: حضارات وادي النيل والقرن الإفريقي، مثل:(الحضارة الفرعونية: ''3200-343ق.م''/ حضارة البجة والسودان/ حضارة أكسـوم/ حضارة بلاد بونت وأرض اللبان)
تاسعا/ المحاضرة التاسعة: حضارات بلاد فارس والأناضول وآسيا الوسطى، مثل: (حضارة بلاد عيلام ''2700 – 539 ق م''/ حضارة مملكة ماني ''القرن10-القرن7 ق م''/ حضارة مملكة ميديا ''718 ق م - 550 ق م''/ حضارة الإمبراطورية الإخمينية في بلاد فارس: ''550 - 330 ق م''/ حضارة الحثيين/ حضارة الدولة البارثية (الفارثية)''250 ق م- 226 م''/ حضارة الدولة الساسانية ''226م– 659م'').
عاشرا/ المحاضرة العاشرة: حضارات بلاد الشام وكنعان والهلال الخصيب، وتشمل: (حضارة الفلسطينيين العمالقة ''2350 ق م – 102 م''/ حضارة العبريين اليهود/ الحضارة الفينيقين/ حضارة الدولة السلوقية ''323 - 150 ق م'').
إحدى عشر/ المحاضرة الحادية عشر: حضارات بلاد اليونان والبلقان وإيجة، وتشمل: (الحضارة الإغريقية اليونانية ''2000 – 146 ق م''/ الحضارة المقدونية/ الحضارة البيزنطية).
إثنتا عشر/ المحاضرة الثانية عشر: حضارات إيطاليا وجنوب أوروبا الغربي، وتشمل: (حضارة الأتروسكان والرومان القدماء ''900 ق.م – 500 م''/ حضارة الوندال/ حضارة القوط..)
ثلاثة عشر/ المحاضرة الثالثة عشر: حضارات المغرب القديـم، وتشمل: (الحضارة النوميدية/
الحضارة الموريطانية/ الحضارة القرطاجية/ حضارات المغرب في ظل الاحتلال ''الروماني، والوندالي، والبيزنطي..'')
أربعة عشر/ المحاضرة الرابعة عشر: حضارات أوروبا الشمالية (البلطيق وبحر الشمال والجزر
البريطانية)، وتشمل: (حضارة الجرمـان/ حضارة الفايكينغ/ الحضارة السلتيــة).
مدخـــــــــل
مناطق تجمع أهم الحضارات القديمة في العالم[1]
المحاضرة الأولى
حضارات ما بين الرافديـــــــــــــــــــــن
الدرس الأول
مدخل[2].
الدرس الثاني
الحضارة السومرية ''5300 – 2000 ق. م''
1) تعريف المملكة السومرية[3].
2) مراحل الدولة السومريـــــــــــــــة:[4].
3) السومريين بين المفهوم والأصــــــــــــــــل:[5].
4) معالم الحضارة السومريــــــــــــــــــة:
أ) المظهر المعمـــــــــــــــــاري: = تطور عمارة المدن والفنـــــــــــــون: = توسع المدن السومريــــــــــــــــة:
ب) معرفة السنين والتاريــــــــــــــخ: ج) المظاهر السياسية: = تطور النظام الملكي:[8]. = تدوين مآثر الملوك وحياتهــــــــــــــم:[9]. = ترتيب قائمة الملوك السومريــــــــــــــون: - ملوك كيش:[10]. د) مظاهر الثقافة السومريـــــــــــــــــــة: = المراثي السومريـــــــــــــــــــــة: = الأساطير والقصــــــــــــص: = الحكم السومرية المتداولــــــــة: = الكتابة السومريــــــــــــــــــــــة:[11]:
5) مراحل الدولة السومرية:
أ) السومرية العتيقة (المبكرة): 3100–2600 ق.م: ب) السومرية القديمـــــــــــــــة: 2600 – 2150 ق.م: ج) بعد سيطرة الإمبراطورية الأكدية (2350–2200 ق.): د) السومرية الحديثة 2150–2000ق.م: هـ) السومرية المتأخرة 2000–1700ق.م:[12]. و) السومرية اللاحقـــــــــــة 1700– 100ق.م:
6) انقراض السومرييــــــــــــــــن:[13].
الدرس الثالث
الحضارة الأكّاديّــــــــة
1) تعريف الأكاديين:[14].
2) ظهور وتعاقب ملوك وسلالات الدولة الأكادية:
أ) عهد سلالة الملك السامي سرجـــــــون الأول:
ب) فترة نزوح الجوتيون من جبال زاغـــــــــــــــروس:
ج) عهد ملـــــــــــــوك أوروك:[15].
د) عهد سيطرة العيلاميين السورييــــــــــــــــــن:
هـ) عهد النفوذ البابلـــــــــــــي:[16].
3) معالم الحضارة الأكادية، والأكادية السومريــــــــــــــة:[17].
الدرس الرابع
الحضارة البابليّــــــة
1) طبيعة الدولة البابلية ومميزاتها:[18].[19].
2) قيام المدينة - الدولة البابلية وتعاقب الملوك والسر الأجنبية على حكمهــــا:
أ) عهد حمورابــــــــــــــــــــــي:
ب) فترة الملك الحيثي مارسيليس:
ج) عهد الآشوريين:[20].
د) عهد نبوخذ نصر الأول:
هـ) العهد الكلداني في بابل:
و) التوسع والعمران في عهد نبوخذ نصر الثاني:
ي) بابل والاحتلال الفارســـــــــــــــي:[21].
3) فترات ازدهار وتوسع بابــــــــــل:
أ) في عهد حمورابـــــــــــــــي:
ب) في العهد الكلدانــــــــــــــــي:[22].
4) الإمبراطورية البابلية الثانية والاحتلال الفارسي الثانــــــــــــي:[23].
5) مظاهر النظام السياسي والإداري في الحضارة البابلية:
أ) النظام الوراثي والتأثير الدينـــــــــــــي:[24].
ب) ألقاب الملك ومساعديـــــــــــــــه:[25].
ج) مهام الموظفين المساعدين للملك في الدولــــــــة:[26]
6) مراحل وفترات ازدهار اللدولة البابلية:
أ) تأسيس بابــــــــــــــــــل:
ب) توسع الدولة اللبابلية في عهد حمورابــــــــــي:
= سياسة حمورابي الخارجيــــــــــــــة:[27].
= سياسة حمورابي الداخليــــــــــــــــــة:[28].
ج) عهد الملك شمشو-إلونا خليفة حمورابي (بداية الضعف والغزو الحيثــــــي):[29].
د) مرحلة الفترات المظلمة من الدولة القديمة وتعاقب الاحتـــــــــــــــــلال:
= النفوذ الكاشي:[30].
= النفوذ الآشــــــــــــــــــوري:
= النفوذ العيلامـــــــــــــــي:
= عهد نبوخذ نصر وعودة الوحدة والاستقرار:[31].
= النفوذ الآشوري الثاني والوحدة مع بابـــــــــــــــل:[32].
= بابل والنفوذ الآشوري رغم محاولات التخلــــــــــــــص:[33].
7) الدولة البابلية الحديثة نحو عــــــــــــــــام 580 ق.م:
أ) تطورات الدولة في عهد نبو أبلا أصر:[34].
ب) إنجازات الدولة وحربها مع آشور في عهد نبو أبلا أصر:[35].
ج) فترة الملك نبوخذ نصر الثانـــي:[36]. [37].
د) فترة نبو شوما أوكيـــــــــــــــن:[38].
هـ) فترة نبونيــــــــــــــــــــد:[39].
8) ازدهار الولاية البابلية تحت النفوذ الفارســـــــــــي:[40].
9) الازدهار الاقتصادي في بابـــــــــــــــل:
أ) الزراعـة والـــــــــــــــري:[41].
ب) تربية الحيوانـــــــــــــــات:[42].
ج) الصناعة والمهن والحـــــــــــــــرف:
= الصناعات والحرف النسيجيــــــــــــــــــــة:[43].
= صناعات الخشب والأواني والمعــــــــــادن:[44].
د) التجـــــــــــــــــــــارة:
= وسائل البيع والعمــــــــــــلات:[45].
= الطرق والنقل والمبــــــــــــــــــادلات:[46].
10) الحياة الاجتماعيـــــــــــــة:
أ) الأســـــــــــــــــــــرة:[47].
ب) المجتمع والطبقـــــــــــــــــات:
= الأحـــــــــــــــــــــرار:
= الموشكينـــــــــــــو (mushkenu) :
= العبيـــــــــــــــــــد:[48]
ج) إمكانية تحرر وتطور الفـــــــــــــــــرد:[49].
11) الدين والمعتقد عند البابلييــــــــــــــــن:
أ) الإله مــــــــــــــــــــردوخ: .[50]
ب) الإلهة عشتـــــــــــــــار:
ج) الإله سيــــــــــــــــــن:
د) الإله شمــــــــــــش:
هـ) آلهة سومريــــة:
= الإله السومري إنليــــــــــــــــل:
= الإله ''نبــــــــــــــــــــو'':
و) الأعياد المقدســــــــــــــــــة:
12) القانــــــــــــــــــــون:[51].
13) اللغة والآداب البابليــــــــــــــــة:
أ) اللغة البابليــــــــــــــــــة:[52].
ب) الأسطـــــــــــــــورة:
= أسطورة أترخسيـــــــــــــس:
= ملحمة جلجامـــــــــــــــش:
= أسطورة أدابــــــــــــــــــــــــا:
= أسطورة "إتانــــــــــــــــــــا:
= أسطورة نزول عشتار إلى العالم السفلــــــــــي:
= أسطـــــــــــــــورة إيرا:[53].
= أسطورة إنوما إيليــــــــــــــــش:
ج) القصائــــــــــــــــــــــــــد:
د) أدب الحكمـــــــــــــــــة:[54].
14) تطور العلــــــــــــــــوم:
أ) الحساب والهندســـــــة:
= الزمن والمواقيـــــــــــــــــــــت:
ب) الفلك وعلم النجــــــــــــــــوم:
ج) الطب والعــــــــــــــــلاج:[55].
الدرس الخامس
الحضــــــــــارة الكلدانيــــــــــــة
1) تعريف الكلدان وظهور حضارتهــــــــــــــــم:[56].[57].
2) تسمية الكلدان وأصولهم:
أ) تسمية الكلدان في المصادر القديمة:
= الأكدية القديمة: كاشدو
= الأكدية الآشورية البابلية: كلدو = عبرية التناخ: كسديم
= آرامية الدولة: كسدايا
ب) أصل الكلدان ومناطقهم الأولى:
= أحمد سوسة:، = ديلابورت:، = العالم أدون بفن:، = الباحث فيليب دوغورتي:، = الباحث جواد علي:[58].
3) تجمعات الكلـــــــــــدان:
أ) أهم التجمعات والقبائل الكلدانية:
ب) التجمعات والبيوت الصغيرة:
ج) تجمعات مختلفة:، = بيت يقيني، = بيت اموكاني، = قبيلة بيث ياقين الكلدانية
4) أشهر ملوك الكلدان ومنجزاتهم الحضارية:
أ) عهد الملك نبوخذ نصر:[59].
ب) عهد الملك توكولتي ابلي إشارا الثالث:
= حياته وحكمه:[60].
= منجزاته وسياسته:[61].، [62].
ج) عهد الملك نبو- موكين- صري:
د) عهد الملك مردوخ إبلا أدياني:[63].
هـ) عهد الملك نبو بولاسر:
5) الكلدان عبر التاريخ:[64].
6) مصادر تاريخ الدولة الكلدانية: [65]، [66].
7) الدولة الكلدانية (قبيلة كلدة الآرامية) بين تطور التسمية وقوة المصادر الدينية:
= مدونات الملك الآشوري ناصر بال الثاني:
= الكتاب المقدس:[67].[68]، [69].
الدرس السادس
الحضارة الآشوريّــــــــــة
1) التعريف بالآشوريين وحضارتهم:
أ) تعريف الآشوريين وأصولهـــــــــــــم:[70].
ب) التعريف بحضارة الآشوريين:[71]، [72].
2) تطور مراحل الدولة الآشورية وأهم انجازات ملوكها الكبار:
أولا/ فترة الدولة الآشورية المبكرة (2600-2025 ق.م):
أ) تطورات الدولة وأهم أحداثها:[73]. / ب) أهم ملوكها ومنجزاتهم: / = عهد الملك توديـــــــــــا: / = عهد الملك أدامـــــــــــــو: / = عهد الملوك الـــ:13 بعد أدامو وقبل وصول آشور لوضع دولة المدينة:
= عهد الملك سرجون الأكـــــــــــــدي:[74].
ثانيا/ فترة الإمبراطورية الآشورية القديمة (2025- 1378 ق.م.):
1) تطور وأحداث الدولة:[75]، [76].
2) الملوك الكبار وأهم إنجازاتهم:
= الملك بوزور آشور الأول: 2025 ق.م./ = عهد الملك شمشي الأول/ = عهد الملك شمشي آدد:/ = عهد الملك شلمنصر الأول:[77]. /= عهد الملك حمورابي البابلي: /= عهد الملك بوزور آشور الأول:[78]. /= عهد الملك شمش آدار الثاني:[79]. /= آشور نادين آخي الثاني: 1387-1378 ق.م.
ثالثا/ فترة الإمبراطورية الآشورية الوسطى (1392-934 قبل الميلاد):
أ) أحداث الدولة وتطوراتها:
ب) أهم الملوك وإنجازاتهم:/ = عهد الملك آداد آريبي: /= آشور أوباليت الأول(أوباليط1) ((Ashur Uballit 1[80]./ = قوة الدولة بعد آشور أوبلوط الأول: * ذروة النفوذ الأولى:
= عهد الملك توكولتي نينورتا ((Tukulti Ninurta[81]. / = عهد الملك آشور ريشايشي:[82].
* التوسع إلى البحر الأبيض المتوسط: / = عهد الملك تغلات بلاسر الأول(Tiglath-Pileser) :[83].[84]. /= آشور ناصر بال الأول: / = عهد الملك شلمنصر الأول:
رابعا/ فترة الإمبراطورية الآشورية الحديثة (911–609 أو''935-605'' ق.م):
1) تطورات الدولة وأحداثها:
أ) أحداثها وتطوراتهــــــــــا:[85].[86].
ب) أهم الملوك وإنجازاتهم: /= الملك: آشور دان الثاني :935-912ق.م /= فترة ما قبل الملك آشور ناصر بال الثاني:/ = عهد الملك آشور ناصر بال الثاني: / = عهد الملك شلمنصر الثالث:[87]. / * مرحلة الأزمات الداخلية: / = فترة حكام ما بعد شلمنصر الثالث:[88].
* مرحلة إصلاح الأقاليم، والطريق نحو الإمبراطورية:
= عهد الملك تغلات بلاصر الثالث (Tiglath-Pileser III):[89]، [90].
= عهد الملك تغلات بلاصر الثالث(745-727ق.م)(الفتح والتوسع):[91]. /* مرحلة ذروة القــــــــوة: / = عهد الملك شلمنصر الخامس:[92]. / = عهد الملك سرجون الثاني(Sargon II):[93].، [94]، [95]./ = عهد الملك سنحاريب:[96]. /عهد الملك أسرحدون(680-669ق.م):[97]./ = مرحلة الصراع على العرش بين وراثة الملك أسرحدون:[98]./ = عهد الملك آشور بانيبال:[99].
* مرحلة الاضمحلال والزوال:/ = عهد الملك سين شار أوشكن(زوال الملك الآشوري):[100].
= الملك آشور أوباليت الثاني: 612-609ق.م /= عهد الملك آداد نيراري الثاني:[101].
= مرحلة تهديد القبائل الجبلية والآراميين حتى مجيئ الملك آشور ناصربال الثاني:[102].
= عهد الملك شمش آدد الخامس وحالة الضعف والتدهور:[103].
3) مظاهر الحضارة الآشورية:
أ) المظهر السياسي والعسكري:
ب) المظهر المعماري:/ = صناعة التماثيل:/ = زخرفة ونقش الجدران:
ج) المظهر العلمي والفكري:
أ) اللغة والكتابـــــــــــــة:
ب) العلـــــــــــــوم:
= الحساب والهندسة والفلك:[104].
= القراءة والتعليم والمكتبات:
د) المظهر الاقتصادي:/ * في المرحلة القديمة:/ = العملة:/ = المعادن:/ صناعة النسيج: [105]./ * في المرحلة الوسطى:/ = العملة: / = التجارة (المبادلات):[106]./ = الزراعة وتربية/ الحيوان:[107]./ = مواد البناء:[108]./ = الحــــــرف:[109]./ * مرحلة الإمبراطورية الحديثة:/ = الحرفيون والمهن:/ * في المرحلة القديمة: /= المظهر السياسي والإداري ونظام الحكم والمؤسسات: /بيت إليم:[110]./ * في المرحلة الوسطى:/ = المظهر السياسي والإداري ونظام الحكم:/ نظام الحكم:/ = طبقات المجتمع:/ علية القوم (الأسرة الحاكمة):/ التجار وكبار الملاك:
إلو(الفلاحين):[111].
الرقيــــــــــق:[112]./ اللغـــــــــــــــــة:[113].
4) المعتقدات والآلهة الآشورية:
أ) المعتقدات الآشورية:[114]./ ب) الآلهة الآشورية:/ = الإله آشور:/ = الآلهة عشتار:/ = آلهة أخرى: [115]
المحاضرات الثانية
حضارات وادي النيل والقرن الإفريقي
الدروس الأولى/ الحضارات المصرية:
أولا/ الحضارة الفرعونية:''3200-343ق.م''
ثانيا/ الحضارة البطلمية(اللاجية):
ثالثا/ الحضارة المصرية الرومانية
الدروس الثانية/ حضارات البجة والسودان:
الدروس الثالثة/ حضارات أكســــــــــــــــــــــــــوم:
الدروس الرابعة/ حضارات بلاد بونت وأرض اللبان:
الدروس الأولى
الحضارات المصرية
الدرس الأول
أهمية وموقع ودور مصر(1)، (2).
-----------------
(1) "تاريخ". كلية لندن الجامعية. مؤرشف من [http: //www.digitalegypt.ucl.ac.uk/chronology/index.html الأصل] تحقق من قيمة |url=
(مساعدة) في 23 أكتوبر 2014. اطلع عليه بتاريخ 18 أبريل 2021.
(2) Dodson & Hilton (2004), p. 46. (1، 2)
----------------------
(1) ^ The history of Ancient Egypt نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
(2) الحقبة الفرعونية - الهيئة العامة للاستعلامات - مصر[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 03 مارس 2011 على موقع واي باك مشين.
ثانيـــا
سكان مصر القديمة
= (الهجرات والاستقرار..):/ = عوامل تنقل السكان والهجرات في مصر:/ + دور المناخ:
+ وادي النيل:(13)./ + خصوبة التربة:(14).
-------------
(13) شو (2002) p. 17
(14) شو (2002) ص 17، 67-69
ثالثا
مراحل مصر الفرعونية
أولا/ حسب الممالك
ثانيا/ حسب الأسرات
ثالثا/ حسب الفتــرات
أولا/ حسب الممالك
أولا
عصر الدولة القديمة(مظاهرها وتطوراتها)
(من العصر البرونزي المبكر) أولا
مظاهــر المملكة القديمة
1) المظاهر السياسية والإدارية
2) المظاهر الفكرية والعلمية والدبية
3) المظاهر السياسية والإدارية:/ = نظام الحكم:
4) مظاهر العلاقات الخارجية
5) المظاهر المعمارية
----------------
(3) Library.thinkquest.org نسخة محفوظة 18 يناير 2012 على موقعواي باك مشين.
= بناء الأهرامات:/ + هرم زوسر المدرج(سقارة):
6) المظاهر الاقتصاديــــــــــــــة:/ = التجارة والمواصلات ووسائل النقل:/ + الملاحة البحرية:
7) المظاهر الاجتماعية والثقافية والترفيهية/ = لعب الكرة:
ثالثـــــــــــــــا
الفترة الانتقالية الأولى(28)، (29) ، (30) .
-----------------
(28) شو (2002) p. 120
(29) شو (2002) p. 146
(30) كلايتون (1994) p. 29
رابعــــــــــــا
المملكة الوسطى
(2040 - 1640 ق.م)
(تطوراتها ومظاهرها)
(الأسر: 7- 10)
-----------------
(4) منطقة سقارة، الهيئة العامة للاستعلامات [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 11 أبريل 2010 على موقع واي باك مشين.
أولا
المظاهر
1) المظاهر السياسية والإدارية:(31)، / = الأسر والملوك:/ + الأســــــــــــــــــرة11:/ - الملك أمنحوتب2:/ + الأســـــــــــــــــرة12:/ - الملك أمنمحات1:(32)، (33).
---------------------
(31) شو (2002) p. 148
(32) كلايتون (1994) p. 79
(33) شو (2002) p. 158
2) مظهر الدين والمعتقدات:
= الفن والدين: (34)
3) المظهر الفدكري والعلمي والأدبي:
= الأدب في المملكة الوسطى عموما: (35).
= الحكيم امنمحات3(36).
-------------------
(34) شو (2002) ص 179-82
(35) روبنز (1997)، p. 90
(36) شو (2002) p. 188
4) اقتصاديا:/ = الزراعة والصناعة:
5) معماريا:/ = فن العمارة:
العصر المتوسط الثاني (الأسر: 13-17)
= سياسيا:/ + ضعف الدولة:/ + إغارة الهكسوس: (5).
خامســـــــــــا
الفترة الانتقالية الثانية والهكسوس
= سيطرة الهيكسوس: (37)، (38)/ = ملوك طيبة في مواجهة الهيكسوس:(37)، (39).
-----------------
(37) تعدى إلى الأعلى ل:أ ب Ryholt (1997)، p. 310
(38) شو (2002) p. 189
(39) شو (2002) p. 224
ثالثا
المملكة الحديثة(المظاهر والتطورات)
(في العصر البرونزي المتأخر)(3)
( 1580 – 1150ق.م)
-----------------
(3) فقط بعد 664 قبل الميلاد وتواريخ آمنة. انظر التسلسل الزمني المصرية للحصول على تفاصيل. "Chronology". Digital Egypt for Universities, University College London. مؤرشف منالأصل في 23 أكتوبر 2014. اطلع عليه بتاريخ 25 مارس 2008.
أولا
المظاهر الحضارية في الدولة الحديثة
1) المظاهر السياسية والإدارية:/ = الأسر والملوك:/ + الملكة حتشبسوت: (41)
+ تحتمس الثالث المعارض لحتبسوت: (42) / = أمنحوتب4 والتغييرات الجديدة: (43)/ + خلفاء أخناتون4 يغيرون إصلاحاته: (44) / = عهد رمسيس2 العمارة والحروب والاقتصاد:(45)، (46).
-----------------
(40) جيمس (2005) p. 48
(41) "Hatshepsut". Digital Egypt for Universities, University College London. مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 2014. اطلع عليه بتاريخ 09 ديسمبر 2007.
(41) كلايتون (1994) p. 108
(42) ألدرد (1988) p. 259
(43) كلاين (2001) p. 273
(44) من زوجتيه الرئيسية والحريم واسعة، الثاني انجب رمسيس أكثر من 100 طفل. كلايتون (1994) p. +146
(45) Tyldesley (2001) ص. 76-7
(46) جيمس (2005) p. 54
3) سياسيـــــــــــــــــــا:/ + شهرة ملوك الأسرة18:
--------------------
(5) الهيئة العامة للاستعلامات، عصر الدولة الوسطى- تاريخ الوصول 6-7-2008[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 23 مايو 2010 على موقع واي باك مشين.
+ احمس: / + أمنحوتب1/ + تحتمس الثاني/ + تحتمس الثالث: + إخناتون أول/ + الـمـلـكـة / + الملكة أحمس- نفرتاري/ + الملكة / + الملكة + الملكة حتشبسوت/ + أخناتون/ + الملك / + رمسيس الثالث/
2) العلاقات الخارجية (الودية والعدائية):/ = توسيع الحروب والتجارة:(40).
3) عسكريـــــــــــــــا:/ + طرد الهكسوس وعودة الأمن:(6)
-----------
(6) Empire of Ancient Egypt (Great Empires of the Past)نسخة محفوظة 01 يوليو 2013 على موقع واي باك مشين.
4) المظاهر اللمعمارية:/ = بناء المنجزات المعمارية:/ = فن العمارة:/ + معبد أبو سمبل
+ بهو الأعمدة بمعبد الكرنك
---------------
(40) جيمس (2005) p. 48
ثانيا
فترات الرخاء والازدهار
= الرخاء المصري يجذب الغزاة:
ثالثا
فترات الفوضى والضعف والاضطراب
= الاضطرابات الداخلية تزيد حدة التهديدات الخارجية: (47).
----------------
(47) سير(47) ني (1975) p. 645
سابعـــــــــــــــا
الفترة الانتقالية الثالثة
= عهد الملك سمندس خليفة رمسيس11: (48)، / = سيطرة الليبيين وبروز شيشنق1:
= تآكل هيمنة الليبيين أمام الكوشيين: (49)./ = الحروب مع الآشوريين: (50) ،(51).
---------------------
(48) شو (2002) p. 345
(49) "والفتح الكوشيين من" مصر والسودان ~ القديمة : النوبة. نسخة محفوظة 21 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
(50) شو (2002) p. 358
(51) شو (2002) p. 385
ثامنــــــــــــــا
العصر المصري المتأخر
تراجع الآشوريين وبروز ملوك سايت في الأسرة26:/ = نفوذ اليونانيين:/ = بداية النفوذ الفارسي:/ = عهد الأسرة27 والحكم الفارسي الأول:/ حكم الأسرة 30:/ = الأسرة31 ومحاولة إعادة النفوذ الفارسي: (52).
----------
(52) شو (2002) p. 405
العصر الفارسي
= غزو الفرس لمصر:
فترة مصر البطلمية(اللاجية)
أو: العصر اليوناني
(333- 30 ق.م)
= السكندر يغزو مصر والفرس يواجهونه:/ = تنصيب إدارة البطالمة:(53)، (54). / = البطالمة ومشروع النهضة والبناء:(55).
----------
(53) شو (2002) p. 411
(54) شو (2002) p. 418
(55) جيمس (2005) p. 63
= حروب الاسكندر المقدوني وهزيمته للفرس:(7)، (8)/ = المظاهر السياسية والإدارية:
+ سلالة البطالمة في مصر:(8)/ + توسيع وتنظيم الأقاليم:
------------------
(7) باحـثون: الاسكندر الأكبر استعان بمصريين في غزو الهند - المدى نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
(8) تعدى إلى الأعلى ل:أ ب الهيئة العامة للاستعلامات [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 31 مارس 2009 على موقع واي باك مشين.
= المظاهر المعمارية:/ + معبد فيلة الكبير:/ = المظاهر العلمية والفكرية:/ = المظاهر الاقتصادية:/ = المظاهر العلمية والفكرية:/ + جامعة الإسكندرية القديمة/ + مكتبة الإسكندرية وأثرها الثقافي: / = المظاهر الدينية:/ - معبد إدفو: / -- معبد دندرة:/ -- معابد فيلة بأسوان:
المحاضرة الثالثة
فترة مصر الرومانية(56)
(57)، (57).، (58)، (59)، (60)
----------
(56) تعدى إلى الأعلى ل:أ ب شو (2002) p. 422
(57) شو (2003)، p. 431
(58) "الكنيسة في المجتمع القديم"، هنري تشادويك، p. 373، مطبعة جامعة أوكسفورد الولايات المتحدة، 2001، ردمك 0199246955
(59) "تنصيرية في الامبراطورية الرومانية 100-400 م"، MacMullen رامزي، p. 63، مطبعة جامعة ييل، 1984، ردمك 0-30003216-1
(60) تعدى إلى الأعلى ل:أ ب ت ث Manuelian (1998) p. 358
= توسع الرومان وهيمنتهم على مصر:(9).
-----------
(9) الحقبة الرومانية، الهيئة العامة للاستعلامات [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة03 مارس 2009 على موقع واي باك مشين.
= المظاهر الاقتصادية:
العصـــــــــــر القبطـــــــــــــــــــــي
= المظهر الديني:/ + كنيسة قبطية أرثوذكسية: / = المظاهر الفكرية والعلمية والأدبية:
ثانيا/ حسب الأسرات
أولا/ فترة عصر ما قبل الأسرات/ تطوراتها وأحداثها ومظاهرها: (15)
= حضارة البداري:(16)./ = حضارات أمراتيان وغيرزيان: (17)، (18).
-----------
(15) Ikram, Salima (1992). Choice Cuts: Meat Production in Ancient Egypt. University of Cambridge. صفحة 5. ISBN 9789068317459.OCLC 60255819. مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ 22 يوليو 2009. قالب:Lccn
(16) هايز (1964) p. 220
(17) تشيلد، V. غوردون (1953)، وعلى ضوء جديد "على معظم الشرق الأدنى القديم" (منشورات بريغير)
(18) Patai، رافائيل (1998) و"أطفال يهود : بحار نوح في العصور القديمة" (برينستون يوني صحافة)
= حضارة النقادة:
(19)، (20)، (21)، (21)، (22)،
-----------------
(19) استون G. باربرا، جيمس أ. هاريل، إيان شو (2000). بول T. نيكلسون والمحررين إيان شو. "الحجر"، في المواد والتكنولوجيا المصرية القديمة ،كمبريدج ، 5-77، p. 46-47. لاحظ أيضا : باربرا استون G. (1994). "السفن القديمة الحجر المصري ،" Studien زور Archäologie Altägyptens Geschichte اوند 5، هايدلبرغ، ص 23-26. (انظر على الخط وظيفة :Obsidian و Origin of flint). نسخة محفوظة 01 يونيو 2013 على موقع واي باك مشين.
(20) "Chronology of the Naqada Period". Digital Egypt for Universities, University College London. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2014. اطلع عليه بتاريخ 09 مارس 2008.
(21) تعدى إلى الأعلى ل:أ ب شو (2002) p. 61
(22) "Faience in different Periods". Digital Egypt for Universities, University College London. مؤرشف منالأصل في 01 يونيو 2013. اطلع عليه بتاريخ 09 مارس 2008.
ثانيـــــــــــــا/ فترات عصر الأســـــــــــــر/ *) بداياتها: (23). / + عصر الأسر المصرية المبكرة: (24)، (25).(26)، (27).
------------------
(23) روبنز (1997)، p. 32
(24) شو (2002) ص 78-80
(25) كلايتون (1994) ص 12-13
(26) شو (2002) p. 70
(27) "Early Dynastic Egypt". Digital Egypt for Universities, University College London. مؤرشف منالأصل في 03 مارس 2014. اطلع عليه بتاريخ 09 مارس 2008.
أولا/ عصور ما قبل التاريخ:/ ثانيا/ فترات التاريخ:/ *) العصر العتيق: ويشمل الأسرتين1، 2: (العهد الثانى: 3100- 2690 ق.م) :/ *) الدولة القديمة: وتشمل الأسر من 3-6 ( حوالي 2690 - 2180 ق.م ):/ = عصر الاضمحلال (الأسر: 7-10/ 2180-2060ق.م):
*) الدولة الوسطى: وتشمل الأسر من 11- 14 ( حوالي 2060 - 1710 ق.م)
= عصر الإضمحلال الثانى:(الأسر:15-17/1710-1560):
*) الدولة الحديثة أو عصر الإمبراطورية:( الأسر 18- 20/ حوالي 1580 - 1085 ق.م):
= عصر الاضمحلال الثالث( (الأسر: 21-25/1085-663ق.م):
= فترة الغزو الآشوري:/ = فترة الهيمنة الفارسية:/ = فترة الهيمنة المقدونية وطرد الفرس:
*) الملوك والأسر اللفرعونية:
*) العهد الثانى من حوالي 3100 الي 2690 قبل الميلاد :
= الأسرة الأولى(8 ملوك) :( نرمر(مينا)/ عحا/ خنت (جر)/ جت (وارجى)/ وديمون (دن-سمتى)/ عدج أيب (عنزيب)/ سنمو/ قع)
= الأسرة الثانية(حوتب سخموى/ نب رع/ نى نتر/ أو نج (أواد جناس)/ سندى/ برايب سن (نفر كا رع)/ جع سخم/ خع سخموى/ دجا دجا)
*) الدولة القديمـــــــــــــــــــــة:
= عصر بناة الأهرامات (من حوالي 2690-2180 ق.م):
= الأسرة الثالثة:(زوسر''ويشتهر بأنه بانى الهرم المدرج في سقارة''/ سانخت/ خع با/ نفركا/ حو(حونى)
= الأسرة الرابعة: (سنفرو/ خوفو''وهو بانى الهرم الأكبر في الجيزة''/ ددف رع/ خع أف رع (خفرع ''وهو بانى الهرم الثانى في الجيزة''/ منكاورع ''وهو باني الهرم الأصغر في الجيزة''/ شبسكاف/ خنت كاو اس)
= الأسرة الخامسة:( أوسر كاف ''اير ماعت''/ ساحو رع/ نفر اير كارع ''أوسر خعو كاكاو''/ شبسكا رع/ نفر اف رع/ نى أوسررع/ من كاو حور/ جد كا رع اسسى ''جد خعو''/ أوناس ''وهو صاحب الهرم المعروف باسمه جنوب غربي هرم زوسر المدرج'')
= الأسرة السادسة:(تتى/ أوسر كا رع/ ببى الأول ''مرى رع''/ مرى أن رع ''عنتى ام سا إف''/ ببى الثانى ''نفر كا رع'')
*) نهاية الدولة القديمــــــــــة:
= عصر الإنتقال الأول (من 2180 الى 2060 ق.م) :
+ الأسر من (7-10): عصور الإقطاع ثم الإضمحلال الذي أدى الي تدهور اجتماعي واقتصادى تلتها ثورة اجتماعية، وقد ازدهر الأدب في هذا العصر.
+ الأسرة السابعة: غير معلوم أسماء ملوك هذه الأسرة أو مدة حكمهم.
+ الأسرة الثامنة: غير معلوم أسماء ملوك هذه الأسرة على وجه اليقين .
+ الأسرة التاسعة: ملوك هذه الأسرة من إهناسيا وهم خيتى وأسرته.
+ الأسرة العاشرة: ملوك هذه الأسرة غير معلوم أسماؤهم علي وجه اليقين ومنهم(نفر كا رع/ أو خا رع/ مرى كا رع...)
*) عهد الدولة الوسطــــــــــــــى (من 2060 الي 1785 ق.م):
= الأسرة 11:(سهر تاوى ''أنتف الأول''/ واح عنخ ''انتف الثانى''/ تخت نب تب نفر ''انتف الثالث''/ سعنخ أيب تاوى ''منتوحتب الأول''/ نب حبت رع ''منتوحتب الثانى''/ نب خرو رع ''منتو حتب الثالث''/ سعنخ كارع ''منتوحتب الرابع''/ نب تاوى رع ''منتوحتب الخامس'')
= الأسرة 12: وهو بداية العصر الذهبى والعودة الي الإستقرار وحكام هذه الأسرة هم(أمنمحات1 ''سحتب ايب رع''/ سنوسرت2 ''خبر كا رع''/ امنمحات2 ''نوب كاو رع''/ سنوسرت2 ''خع خبر رع''/ سنوسرت3 ''خع كاو رع''/ امنمحات3 ''نى ماعت رع''/ أمنمحات4 ''ماع خرو رع''/ سبك نفرو رع)
*) عصر الإنتقال الثانى من(1785 الي 1580 ق.م):
ودام هذا العصر خمس أسرات فى حوالى 210 سنة مع التفصيل التالى :
= الأسرتان 13، 14: (1785 إلى 1710 ق. م):(خو تاوى رع ''وجاف''/ سخم كا رع/ سعنخ إيب رع ''امنى انتف امنمحات''/ سخم رع سشد تاوى ''سوبك أم سا اف 1''/ سبك حتب1/ سخم رع خو تاوى ''سبك حتب2''/ سمنخ كا رع مر ''مشع''/ سخم رع خو تاوى''سبك حتب3''/ سخم رع عنخ تاوى/ خع سشش رع''نفر حتب1''/ ساحتحور/ خع نفر رع''سبك حتب4''/ خع عنخ رع''سبك *) غزو الهكسوس :
= الأسرتين 15، 16(23 ملكا)(1710-168ق.م): (عا اوسر رع/ نب خبش رع/ عاقنن رع/ = الأسرة 17() (1680-1580ق.م): وأهم ملوك الأسرة السابعة عشرة هم(تا عا/ تا عا الكبير/
*) عصر الدولة الحديثة - عهد الامبراطورية(من 1580إلي 1085 ق. م)
= الأسرة 18 (1580-1314ق.م) وتشمل(أحمس1 ''نب بحتي رع''/ أمنحتب1''ز سر كا رع''/ = الأسرة 19 (1314-1200ق. م)، وتشمل: (رمسيس1''من بحتي رع''/ سيتي1''ستي مرن بتاح''، ''من ماعت رع''/ رمسيس2''مري آمن''، ''وسر ماعت رع''، ''ستب ان رع''/ مرن بتاح''با ان رع''، ''مري آمون''، حتسب حر ماعت''/ آمون مسس''من ماعت رع''، ''ستب ان رع''/ مون بتاح سبتاح''أخ ان رع''، ''ستب ان رع''/ سيتي2''ستي مرن بتاح''، ''وسر خبرو رع''/ رمسيس سبتاح/ ستخ نخت''مرر رع''، ''وسر خعو رع''، ستب ان رع''/ رمسيس10 ''خبر ماعت رع''، ستب ان رع''/ رمسيس11 ''من ماعت رع''، ''ستب ان بتاح'')
= الأسرة 20 (1200-1085 ق. م)، وتشمل(رمسيس3''وسر ماعت رع''، ''مر آمون''/ رمسيس4''ستب ان آمن''، ''وسر ماعت رع''، ''مري آمون''/ رمسيس5''أوسر ماعت رع''، سخر ان رع''/ رمسيس6''نب ماعت رع''، مري آمن''/ رمسيس7''أوسر معات رع''، ''مري آمن''/ رمسيس8 ''أوسر ماعت رع''، ''أخ ان آمن''/ رمسيس9 ''نفر كا رع''، ستب ان رع'')
= عصر الاضمحلال الأخـير(1085-332 ق. م) (الأسر:21-31):
= الأسرة 21: (1085-950 ق. م):، وتشمل (نسوبندد''سندس''/ حريحور/ بسيب خنو1/ باي نزم1/ امنم أوبت/ سيا مون/ سيب خنو2/
= الأسرة 22 (950-730ق. م): وتشمل الملوك:(ششنق1/ أو سركن1/ تا كلوت1/ أو = الأسرة23 (817-730 ق.م)، ومن ملوكها: (بادي باست/ ششنق5/ أو سركن3/ تا كلوت3/ امنرود/ أو سركن4)
= الأسرة 24(730-715ق. م)، وتشمل:(تاف نخت''شبسس رع''/ باك ان رن اف''واح كا رع: وقد اشتهر عند الأغريق باسم بوكوريس'')
= الأسرة 25: تمكن الملك النوبي بعنخي من الاستيلاء علي مصر العليا ثم تتبع مجرى النيل إلي الدلتا فأخضع أمراءها وأسس حكم هذه الأسرة النوبية وهم(بعنخي''من خبر رع''/ شباكا''نفر كا رع''/ شبا تا كا''جد كاو رع''/ طهرق''نفر تم خو رع''/ تا ان وآتي آمن''با كا رع'')
= الأسرة 26 (663-525 ق. م):
= الأسرة 27: (525-404 ق. م):
فتح الفرس مصر وحكموها ما يقرب من 124 عاماً وملوك هذه الأسرة من الفرس وهــــــــــــــــــــم :
(قمبيز/ داريوس1/ جزر كسس1/ ارتكزر كسس1/ دار يوس2)
= الأسرة 28: (404-398 ق. م):
= الأسرة 29 (398-378 ق. م)، وملوكها هـــــــــــــم:(نايف عاو رود''نفرتيس''، با ان رع مرنثرو''/ هجر''ماعت خنم رع''/ بساموت ''وسر رع ستب ان بتاح''/ نايف عاو رود2 ''نفرتيس'')
= الأسرة 30: (378-341ق.م)، وملوكها هـــــــــــــــــم:(نقطانب1/ جد حر''تيوس''/ نخت حر حب ''نقطانب2'')
= الأسرة 31: (341-333 ق. م)، وملوكها هـــــــــــــم:(ارتكز رسس3 ''اوخوس''/ ارسيس/ دار يوس3 ''كودومان'')
سادسا/ مميزات وعوامل نجاح الحضارة المصرية القديمة
= وجود النيل وممارسة النشاط الزراعي:
= قوة الإدارة المركزية وتحكمهت المباشر في أنشطة الدولة والمجتمع:(5، 6).
= وفرة المعادن:/ = اكتشاف الكتابة:/ = تنظيم المجتمع:8/ = حركة التجـــارة:/ = قوة الجيش:
-----------------
(5) جيمس (2005) p. 8
(6) Manuelian (1998) ص 6-7
الدرس الثاني
مظاهر الحضارة المصرية (9، 10، 11، 12).
-----------------
(9) James (2005), p. 84.
(10) Ward, Cheryl. "World's Oldest Planked Boats", inArchaeology (Volume 54, Number 3, May/June 2001). Archaeological Institute of America. نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
(11) كلايتون (1994) p. 153
(12) جيمس (2005) p. 84
أولا
المظاهر السياسية والإدارية
تطورات النظام السياسي والإداري والدبلوماسي:
+ العلاقات الخارجية: أبرمت مصر القديمة أولى معاهدات السلام المعروفة مع الحثيين(8).
--------------
(8) كلايتون (1994), p. 153.
= الفرعون:/ = الوزير: (61).
-------------------
(61) Manuelian (1998) p. 363
= التقسي الإداري:
ثانيــــــــــــا
المظاهر الاقتصادية
مظاهر التصنيع واستغلال الثروات المعدنية والمحاجر:
+ القوارب والمراكب:(7).
+ صناعة الخزف والزجاج:
= أهمية الاقتصاد:
---------------
(7) Ward (2001).
= النظام النقدي والأسعار: (63)، (64)
----------
(62) Meskell (2004)، p. 23
(63) تعدى إلى الأعلى ل:أ ب ت Manuelian (1998) p. 372
(64) Manuelian (1998) p. 383
= الزراعة:
+ خصوبة التربة ونوعية المحاصيل:
+ إدراة الأراضي وفرض الرسوم: (72).
+ الري واستعلال وتنظيم مجرى النيل:(73)، (74).
----------
(72) نيكلسون (2000) p. 514
(73) نيكلسون (2000) p. 506
(74) نيكلسون (2000) p. 510
+ المحاصيل:/ - القمح والشعير:(75)./ - نبات الكتان:/ - استخدام البردي:/ - الخضروات والفواكه:(76).
---------------
(75) نيكلسون (2000) ص 577 و 630
(76) تعدى إلى الأعلى ل:أ ب Strouhal (1989) p. 117
= تربية الحيوانات:(77)/ + الماشية/ + الدواجن (78)./ + صيد الأسماك/ + تربية النحل/
(79).
------------
(77) تعدى إلى الأعلى ل:أ ب ت Manuelian (1998) p. 381
(78) نيكلسون (2000) p. 409
(79) أوكس (2003)، p. 229
+ استخدام الأنعام في الفلاحة:(78) / + استخدام الفيلة: (78)./ + الحيوانات المنزلية الأليفة
+ الحيوانات المتوحشة(77)./ = انتشار الآلهة المسجة في شكل حيوانات(80)/
------------
(77) تعدى إلى الأعلى ل:أ ب ت Manuelian (1998) p. 381
(78) نيكلسون (2000) p. 409
(80) غريفز (1929) p. 123
= الثروات والموارد الطبيعية:/ + المعادن والحجارة المتنوعة: (81)./ + الملح والجبس واستخداماتهما:(82).
+ تنوع الصخور والمناجم:/ + مناجم الذهب والمعادن النفيسة:
---------
(81) لوكاس (1962) p. 413
(82) شيل (1989) p. 14
+ حجر الصوان الواسع الاستعمال:/ + استخراج وتصنيع الرصاص والنحاس:(83)./ + الحديد:(84)،/ + ألأحجار الرملية والجير، والغرانيت والبازلت:/ + احجار الزينة، والرخام، والمرمر، والكارملين:
---------------
(83) نيكلسون (2000) p. 166
(84) نيكلسون (2000) p. 51
+ الزمرد، وحجر الجمشت(85)./ = التجـــــــــــــارة:/ + التجارة الخارجية(الصادرات والرواردات):
- التجارة مع فلسطين: (86) (87)، (88)./- التجارة مع الفينيقيين:/ - التجارة مع بلاد بونت(Punt):(89).
------------
(85) شو (2002) p. 72
(86) نعومي بورات وادوين فان دن برينك (محرر)، "مستعمرة المصري في جنوب فلسطين وخلال وقت متأخر من قبل الأسرات إلى الأسرات المبكرة ،" في دلتا النيل في فترة انتقالية : نحو 3 4 الألفية قبل الميلاد (1992)، p. 433 -440.
-87) نعومي بورات، "الصناعة المحلية من الفخار المصري في جنوب فلسطين وخلال فترة البرونز المبكر أنا"، في مجلة المصريات الحلقة 8 ص (1986/1987)، ،. 109-129. انظر أيضا على شبكة الإنترنت جامعة كلية لندن بعد عام 2000. نسخة محفوظة 31 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
(88) شو (2002) p. 322
(89) Manuelian (1998) p. 145
- التجارة مع بلاد الأناضول:/ - التجارة مع بعض مناطق آسيا الوسطى:/ - التجارة مع مناطق شعوب البحر:/ = صادرات مصر:(91).
--------------
(90) هاريس (1990) p. 13
(91) A.Kitchen documentation of ancient Arabia part 1 p.110
ثالثـــــــــــــــا
المظاهر الدينية
= المعابـــــــــــد: (62).
رابعــــــــــــــا
مظاهر العلوم والفكر والأدب
= تطور العلوم والآداب:+ الرياضيات/ + الطــــــــــــــــــب/ + أنظمة الري وتقنيات الإنتاج الزراعي/
+ الكتابــــــــــــة/ + الأدب/ = اللغة المصرية + اللغة المصرية القديمة/ + اللغة المصرية الوسطى/ + اللغة المصرية المتأخرة/ + اللغة الديموطيقية والقبطية(95)، (96)، (97)، (98).
-----------------------
(94) Loprieno (2004)، p. 161
(95) Loprieno (2004)، p. 162
(96) Loprieno (1995b) ص 2137-38
(97) Vittman (1991) ص 197-227
(98) Loprieno (2004)، p. 175
= الأصوات وقواعد اللغة(99) (100)، (101)، (102).
-----------------
(99) ألن (2000) ص 67، 70، 109
(100) Loprieno (2005) p. 2147
(101) Loprieno (2004)، p. 173
(102) ألن (2000) p. 13
= الكتابـــــــــــــــــة :
(103)، (104)، (106)، (107)، (108)،
------------------
(103) Logga in på NE نسخة محفوظة 2020-06-02 على موقعواي باك مشين.
(104) ألن (2000) p. 7
(105) Loprieno (2004)، p. 166
(106) الدالى (2005) p. 164
(107) ألن (2000) p. 8
(108) Strouhal (1989) p. 235
+ الهيراطيقية:/ + القبطية: (105)./ = الأدب المصري القديم: (109)
-----------
(105) Loprieno (2004)، p. 166
(109) Lichtheim (1975) p. 11
+ الحكيم بتاح حتب: /+كثرة وتنوع الكتابات الأدبية:/ + كتابة القصص:/ - قصة سنوحي:(110)./ - برديو وستكار: (111)./ - تعاليم أمينيموبي: (112).
---------------------
(110) Lichtheim (1975) p. 215
(111) "الحكمة القديمة في إسرائيل" اليوم جون،، / ايمرتون Adney جون / روبرت غوردون ب / غودفري هيو / ماتورين ويليامسون، P23، مطبعة جامعة كامبريدج، 1997، ردمك 0521624894
(112) Lichtheim (1980) p. 159
- النصوص الشعبية الشهيرة:/ - قصة وينامون:/ - سرد القصص والتعاليم:/ - قصص بالديموطيقية حول امجاد الماضي:(113).
-----------------
(113) Manuelian (1998) p. 401
خامســــــــــــــا
المظاهر الاجتماعية والثقافية
= النظام الطبقي:/ + المزارعون:(65)، (66)/ + الفنانين والحرفيين:
---------------
(65) جيمس (2005) p. 136
(66) بليارد (1978)، p. 109
+ الكتاب والمسؤولون: (67)/ + الكهنة والأطباء/ = نظام العبودية/ (68)/ .= الحقوق الفردية للمواطن: (69)/ = الأحوال الشخصية ووضعية المرأة: (69).
-----------------
(67) "Social classes in ancient Egypt". Digital Egypt for Universities, University College London. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 2014. اطلع عليه بتاريخ 11 ديسمبر 2007.
(68) تعدى إلى الأعلى ل:أ ب ت Janet H. Johnson. "Women's Legal Rights in Ancient Egypt". University of Chicago. مؤرشف منالأصل في 07 أكتوبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 09 مارس 2008.
(69) أوكس (2003)، p. 472
= المساكن والحياة اليومية: (114)/ = النظافة والتجميل والملابس: (115)، (116).
---------------
(114) Manuelian (1998) p. 405
(115) Manuelian (1998) ص. 406-7
(116) "Music in Ancient Egypt". Digital Egypt for Universities, University College London. مؤرشف منالأصل في 31 مايو 2013. اطلع عليه بتاريخ 09 مارس 2008.
= المسيقى والرقص: (117)/ = الأعياد والمهرجانات والأنشطة الترفيهية والرياضية: (118)/= ديناميكية الحياة الاجتماعية/ (119).
---------------
(117) Manuelian (1998) p. 126
(118) "ان التاريخ القديم كامبردج : الجزء الثاني الأول، والشرق الأوسط ومنطقة بحر ايجه، c.1800 - 13380 قبل الميلاد"، محرر دائرة التفتيش والتقييم ادواردز، C.JGadd سوائل الغاز الطبيعي، هاموند، E.Sollberger، كمبريدج في مطبعة جامعة، p. 380، 1973، ردمك 0-521-08230-7
(119) Manuelian (1998) ص 399-400
+ المطبخ والأكل المصري القديم: (120).
--------------
(120) بدوي (1968) p. 50
سادســــــــــــــــا
مظاهر القوانين والتشريع والمحاكم
= الفرعون مصدر القوانين:(61)، (69)/ = صلاحيات مجلس الشيوخ القانونية (61)/
-------------------
(61) Manuelian (1998) p. 363
(69) أوكس (2003)، p. 472
= الأحكام والمرافعات: (70)./ = العقوبات: (61)./ = قوانين الأوراكل ''الممثلون للإله'': (71).
------------------
(70) ماكدويل (1999)، p. 168
(61) Manuelian (1998) p. 363
(71) Manuelian (1998) p. 361
سابعــــــــــــــــا
المظاهر المعمارية
تطور فن العمارة والمنجزات الضخمة
= المشاريع الدينية والجنائزية:/ + الأهرامات: (122)/ = العمارة الدينيـــــــــــــــة:/ + المعابـــــــــــــــد:/ - معبد الكرنك:/ - معبد حورس: / = العمارة الجنائزية:/ + الأهرامات:
-----------------
(121) "Types of temples in ancient Egypt". Digital Egypt for Universities, University College London. مؤرشف من الأصل في 18 مارس 2013. اطلع عليه بتاريخ 09 مارس 2008.
- أهرامات الجيزة:/ - هرم زوسر المدرج: / + القبــــــور: / العمارة المدنية والحضرية:/ + القصور الفخمة: (121)، / + المنازل البسيطة:
----------------
(121) "Types of temples in ancient Egypt". Digital Egypt for Universities, University College London. مؤرشف من الأصل في 18 مارس 2013. اطلع عليه بتاريخ 09 مارس 2008.
ثامنـــــــــــــا
مظاهر العلاقات الخارجية
= علاقة مصر باليمن القديم:
+ العلاقات السياسية الاقتصادية:(92)، (93).
----------------
(92) Zeitschrift Fur Semitistik Und Verwandte Gebiete, Bd., 2, 1924, p. 116
(93) Loprieno (1995b) ص 2137
رابعا/ فترات التدهـــــــــــور
= فترة ما بعد الدولة الحديثة مباشرة: بعد مرحلة الدولة الحديثة دخلت فترة من التدهور البطيء.
خامسا/ فترات الغزو والاحتلال الأجنبــــــــي
= فترة الهيكســــــــــوس:/ = فترة النوبيـــــــــــــــــــين:/ = فترة الآشوريـــــــــين:/ = فترة الفرس الأخمينيين:/ = فترة المقدونيــــــين:(4) .
= فترة الرومــــــــــــــان:
------------------
(4) كلايتون (1994) p. 217
المحاضرة الرابعة
حضارات الشرق الأقصى وجنوب شرقي آسيــــــــــــــا
1) الحضارة اليابانيــــــــــــــــــة: (116).
2) الحضارة الصينيـــــــــــــــــة ''2200 ق م'': (116).
3) الحضارة الكوريـــــــــــــــــــة''900ق.م''.
المحاضرة الخامسة
حضــــــــارات القــــــــــارة الإمريكيــــــــة(116)
1) حضارات أمريكا اللاتينية وبحر الكاراييب/ إنكـــــــــــــــــا (1200 - 1533 م)/ بوكارا (200 ق م - 200 م)/تشافيــــــن (900 - 200 ق م)/ تشيبتشا (1450 - 1550 م)/ تشيمو (1350 - 1471 م)/تياواناكــــــــــــــــو (300 ق م - 1000 م)/ ركـــــــــــــــــــــــــــــــــواي (200 ق م - 600 م)
كيمبايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا (300 - 1000 م)/ ليما (حضارة) (200 ق م - 600 م)/ موتشـــــــــــــــــــــــــــي (300 ق م - 700 م)/نورتي شيكو (3000 – 1600 ق م)/ نازكا (حضارة) (200 ق م - 600 م)/ هاييتي
2) حضارات أمريكا الشماليــــــــــــــة(116).
أناســـــــازي (100 - 1300 م)/ أزتــــــــــك (1325 - 1519 م)/ أولمك (1000 - 400 ق م)
تولتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك (900 - 1200 م)/ تيوتيهواكان (100 ق م - 750 م)/ زابوتــــــــــــك (600 ق م - 1000 م)/ المايا (العهد المبكر 300 – 900 م) - (العهد المتأخر 900 - 1500 م)
حضارة موغويون (100 ق م - 1000 م)/ هوهوكــــــــــــــــــام (450 - 1450 م)
المحاضرة السادسة
حضارات شبه القارة الهندية وأنهار السند والغانج
1) الحضارة الهندية ووادي السند''3500 ق.م''.(116)
2) حضارات وادي السند:
المحاضرة السابعة
الحضارات العربية قبل الإسلام
1) حضارات الشمــــــــــــــــال:/ 2) حضارات الجنــــــــــــــوب:/ 3) الحضارة الإسلاميــــــــــــــة:
المحاضرة الثامنة
الحضارات الإفريقيـــــــــــــــــــــــة [116].
المحاضرة التاسعة
حضارات جنوب غربي آسيا والهند الصينيـــــــــــة
1) الحضارات البوذيـــــــــة: [117]./ 2= حضارات الخمير والسيام:
المحاضرة التاسعة
حضارات بلاد فارس والأناضول وآسيا الوسطى
1) حضارة بلاد عيلام ''2700 – 539 ق م''/ 2) حضارة مملكة ماني ''القرن10-القرن7 ق م''.
3) حضارة مملكة ميديا ''718 ق م - 550 ق م''/ 4) حضارة الإمبراطورية الإخمينية في بلاد فارس: ''550 - 330 ق م''./ 5) حضارة الحثيين/ 6) حضارة الدولة البارثية (الفارثية)''250 ق م- 226 م''./ 7) حضارة الدولة الساسانية (226م– 659م)
المحاضرة العاشرة
حضارات بلاد الشام وكنعان والهلال الخصيب
1) حضارة الفلسطينيين العمالقة ''2350 ق م – 102 م''./ 2) حضارة العبريين اليهود.
3) الحضارة الفينيقية./ 4) حضارة الدولة السلوقية ''323 - 150 ق م''./ 5) الحضارة الآرامية
6) الحضارة الحورية/7) الحضارة الجرجاشية/ 8) الحضارة الأمورية/ 9) الحضارة الحوية/ 10) الحضارة القرزية
المحاضرة الحادية عشر
حضارات بلاد اليونان والبلقان وإيجة
1) حضارات بلاد الإغريق:
المحاضرة الخامسة عشر
الحضارة الإغريقية
الدرس الأول
مصادر تاريخ اليونان
1) المصادر المادية:/
2) المصادر الكتابية المباشرة:/ أ) هيرودوت:/ ب) ثوكيديديس:/ ج) كسينوفون/ د) بركليس:
3) المصادر الكتابية غير المباشرة:/ أ) اسخيلوس/ ب) سوفوكليس/ ج) هوميروس:
الدرس الثاني
أصل السكان وهجراتهم
1) أسماء الإغريق/ العصر الكلاسيكي/ العصر الهيلينستي./ 2
2) هجرات اليونان واستيطانهم خارج البلاد:/ أ) هاجر الأيوليون/ ب) هاجر الأيونيون/ ج) هاجر الدوريون
الدرس الثالث
نشأة وتطور الحضارة اليونانية
الدرس الرابع
مراحل وفترات الحضارة الإغريقية
أولا
العصر المبكر ( 3000-1100 ق.م)
أ) الحضارة الكريتيــــــــــــة: / ب) الحضارة المايسينية/الميسينية/الموكيانية/ :
ثانيـــــــــا
العصور المظلمة
(1200- ق9 ق.م)
ثانيا/ 1
العصر اليوناني القديم (1200- 800 ق.م)
= المظهر الفنـــــــــي:. / = المظهر السياسي:/ = المجال العسكري:
*) فترة اليونان القديمـــــة: (1)
ثانيا/ 2
المرحلة الانتقالية من عام 1100 إلى 700 ق.م.
ثالثـــــــــــا
عصر دولة المدينـــــــــــــة: (800-500 ق.م):
= مراحل الأنظمة السياسية لدويلات المدن:/ + النظام القبلــــــــــــــــي: / + النظام الملكـــــــــــــــــي:
+ النظام الأرستقراطـــــــــــي: / + النظام الاوليجركي(حكم الأقلية): / + حكم الطغــــــــــــــــــــــــــاة:
+ نظام الحكم الشعبي(الديمقراطي): / = مميزات نظام دويلات المدن:
رابعـــــــــــــا
العصور اليونانية العتيقة
(من القرن 8 ق.م حتى الغزو الفارسي2 عام 480 ق.م)(1، (2)، (12).
-----------------
(1) Shapiro, H.A. (2007). "Introduction". The Cambridge Companion to Archaic Greece. Cambridge University Press, PP. 1-2.
(2) Snodgrass, Anthony (1965). "The Hoplite Reform and History". The Journal of Hellenic Studies. 85, PP. 13-19.
(12) Hall, Jonathan M. (2007). "Polis, Community, and Ethnic Identity". The Cambridge Companion to Archaic Greece. Cambridge University Press, P. 40.
= تطور البوليس (المدينة اليونانية) (13)، (14).
----------------
(13) Hall, Jonathan M. (2007). "Polis, Community, and Ethnic Identity". The Cambridge Companion to Archaic Greece. Cambridge University Press, P. 45.
(14) Hall, Jonathan M. (2007). "Polis, Community, and Ethnic Identity". The Cambridge Companion to Archaic Greece. Cambridge University Press, PP. 40-43.
(12)، ، (11)، (12)
خامســـــــا
مرحلة العصر الأرخي
العصر القديم ( الآرخي ) المتأخر
(حوالي 540 – 480 ق.م)
سادسا
فترة العصور الكلاسيكية
(منذ بداية الحرب الفارسية اليونانية خلال القرن 5ق.م إلى القرن4 ق.م)
"العصر الكلاسيكي" هو "التسمية الحديثة للفترة من حوالي 500 قبل الميلاد إلى وفاة الإسكندر الأكبر في 323 قبل الميلاد.(8).: / = الثقافة اليونانية الكلاسيكية:(2،3،4)، (5)، (6)، (7).
---------------
(7) Thomas R. Martin, Ancient Greece, Yale University Press, 1996, P. 94.
= أثينا تحت حكم كليثينيس/ = الحروب الفارسية
سابعا
مرحلة العصر الهيلينستـــــــــــــي
(الفترة الهلنستية ''Hellenistic period'' 323ق.م- 146 وحتى30 ق.م)(9).
*) ممالك الفترة الهلينستية:
= مملكة بطليموس الأول/ = مملكة كاسندر/ = مملكة ليسيماخوس/ = مملكة سلوقس الأول
= مملكة إبيروس/ = المملكة الهندية الإغريقية:(*).
----------------
(*) Tarn W. W, Journal of Hellenic Studies, Vol. 22, 1902, PP. 268–293.
ثامنا
فترة العصور اليونانية القديمة المتأخرة
(ما بعد ق4ه-إلى أوائل ق6م)
تاسعا
اليونان الرومانيــــــــة
= التوسع الروماني في العالم الهيلنستي: / = في بلاد اليونـــــــان:/ = في بلاد مقدونيــــــــا:
= في بلاد السلوقيين:/ في بلاد البطالمـــــــــــــة:
عاشرا
اليونـــــــــــــــــان البيزنطيـــــــــــــــــــــة
= الوضع الجغرافي ومناطق بلاد اليونان:(42) ،(43)/ *) مرحلة ما قبل الكلاسيك حتى عام 1100 ق.م./ *) فترة بداية التاريخ اليوناني القديم ''فجر التاريخ'':/ *) فترة القرن5 ق.م:
*) فترة الحضارة الموكيانية:/ *) العصور اليونانية المظلمة:(.....- القرن 8 ق.م)
المحاضرة الخامسة عشرة
مظاهر الحضارة الإغريقية
الدرس الأول
العوامل الفاعلة والمؤثرة في الحضارة الإغريقية
1) العامل التاريخي:/ أ) الحروب:/ ب) الدين:
2) العوامل الطبيعية:/ أ) المناخ:/ ب) الجيولوجيا:/ ج) الجغرافيا:
الدرس الثاني
علاقات الحضارة الإغريقية بالحضارات العالمية
1) التأثر بالحضارة الفرعونية:
2) التأثر بالحضارة الفارسية:
الدرس الثالث
المظاهر والتطورات الاجتماعيـــــــــــــــة
1) النموذج الإسبرطـــــــــــي:
2) النموذج الأثينــــــــــــــــي:/ *) طبقات المجتمـــــــــــع: / = الطبقة التجاريـــة:(13)،
= الطبقة الارستقراطية:(14، 15)./ *) الاضطرابات والصراعات الداخلية:/ = طبقة الأحرار والمواطنة:/ = طبقية المجتمع الأثني:/ = طبقية المجتمع الإسبرطي:/ = العبوديـــــــــــــة:
+ مكانة العبيد الاجتماعية وحقوقهم:/ + الرق لدى الإغريـــــــــــق: (47)، (48)./ = النموذج الثيني حول السياسة الاجتماعية:
الدرس الرابع
مظاهر فــــن العمــــــــــــارة
= نماذج العمارة الإغريقية:
الدرس الخامس
مظاهر الحضارة الفكرية والعلمية في اليونان
(العلوم والفنون والأنشطة الثقافية..)
*) المفكرون والفلاسفة:/ = هيرودوت:/ + التعليــــــــــــــم: (التعليم في اليونان القديمة): (49)./ = الثقافـــــــــــــــــــة:/ = الفلسفــــــــــــــة(فلسفة يونانية قديمة):
= المســــــــــــــــرح: / = الكوميديــــــــــا:/ + كوميديا إغريقية: (55).
= الأدب (أدب يوناني قديم): (51)، (52)، (53)، (54)،
+ الشعــــــــــر: (56).
+ النثـــــــــر: (57)، (56)، (58)، (59)، (60)، (60)، (62).
= تطور الأدب وتطوراته الفنية:(63)، (64)، (65)، (66)، (66).
= الموسيقى والرقص:/ + المسيقى:
= العلوم والتكنولوجيــــــــــــــــــا:/ + الجغرافيا اليونانية الرومانية/ + الطب اليوناني القديــــــــــــــــــم/+ تكنولوجيا اليونان القديمـة/ + تاريخ الرياضيات اليوناني: / + علوم واختراعات فلكيــــــــــــة: (67)، (68)، / = اختراعات طبيـــــــــة:(69، 70)، (71، 72).
الدرس السادس
المظاهر والتطورات السياسية والإدارية
= في الفترتين العتيقة والكلاسيكية:/ + إصلاحات دراكو:/ + إصلاحات صولون:/= تنافس المدن اليونانية على التوسع والهيمنة والمكاسب:/ = التوسع وتشكيل المستعمرات خارجيا:
= التنافس الخارجي بين المدن اليونانية أمام تقدم الرومان:/ = أثينا تتبنى إصلاحات كليسثنيس الديمقراطية أمام تدخل إسبرطة، وطغيان النظام:(17)، / *) المظاهر السياسة لليونـــــــــــان:/ = الهيكل السياسي للدولة:/ + دول المدن(ابوليس):/ = إشكالية الوحدة والتحالف عند اليونانيين(45).
= خصائص النظام السياسي اليوناني القديم:/ = الهيكل السياسي والإداري للسلطة (الحكومة):
+ الحاكم وطبقتـــــــــــــــه: (46)/ + نموذج أثينا(الحكومة، المجالس، الشعب): / + بين الديمقراطية والحكم التقليدي:/ + إسبرطة والحكم الثنائي:
الدرس السابع
المظاهر والتطورات الاقتصادية
= التطور الاقتصادي في المدن اليونانية ومستعمراتها:/ = الزراعة في اليونان القديمة: (50).
الدرس الثامن
المظاهر والتطورات العسكرية والأمنية
(مراحل وفترات الاضطرابات والتوسع والحروب''داخليا وخارجيا'')
أولا/ فترات الحروب والتوســـــــــــــع:
أ) الحروب اليونانية القرطاجية :
ب) الحروب الفارسية اليونانية:
= أسبابهــــــا:
* مراحلها:/ - المرحلة الأولى:(20) / - المرحلة الثانية /
ج) الحروب اليونانية – اليونانية (البيلوبونيز):
د) حروب الاسكندر الكبير:/ = الاسكندر المقـدوني:/ = حملات الاسكندر العسكرية على الشرق :/ أ) أهداف الحملة:/ ب- استعدادات الحملة :/ ج) خط ومراحل سير الحملة :
- المرحلة الأولى: / - المرحلة الثانية:/ - المرحلة الثالثة: / - المرحلة الرابعة: / - المرحلة الخامسة:
= وفاة الاسكندر المقدوني ومصير الإمبراطورية المقدونية:
*) الحروب اليونانيــــــــــــــة:/ = حرب ليلانتين(710-650ق.م):/*) الحروب المسينية: (16)
= الحروب اليونانية الفارسية(الفترة الكلاسيكية):/ - أثينا تدعم تمرد الأيونيين اليونان ضد حكم الطغاة والتدخل الفارسي:(18)، (19)، (20)، (21).
= تحالف اليونانيين ضد الفرس: (22)/ = معركة ثيرموبيلاي الكببرى:(23). / = هزيمة الفرس في معركة سيلاميس البحرية:(24)، (25)./ = طرد الفرس من بحر إيجة وتحول/ الحلف الديلي اليوناني لإمبراطورية أثينا:(26)، (27)، (28).
*) احتدام الصراع والتوتر بين أثينا وإسبرطة:(29)، (28)، (30).
= المرحلة الأولى من الحرب:(31)./ = محاولات السلام بين الطرفيــــــــن:/(32)، (33)، (34). = فشل حملة أثينا على صقلية:(35)، (36).
= تكالب الهزائم على أثينا ودخولها الحلف البيلوبونيزي: (37)، (38)، (39)، (40).
= حرب كورنثية بين أسبرطة المدعومة فارسيا، وأثينا المدعومة يونانيا:/ = بروز مدينة طيبة وهزيمتها لإسبرطة في ليوكترا سنة 371ق.م:/ = بروز مقدونيا في عهد فيليب2:/ = توسع مقدونيا أمام هزيمة أثينا وطيبة في معركة خيرونيا 338ق.م:/ = قيادة الاسكندر المقدوني وهزيمته للفرس الأخمينيين:/ = الجيش المقدوني القديم:/ = دور تحالفات دول المدينة في الحروب:/ = موارد الحروب وقوة الجيوش:/ = حروب الإسكندر الأكبر(41)، / = تقسيم إمبراطورية الاسكندر الأكبر بعد وفاته لممالك عديدة:/ + المملكة البطلمية (مصر وشمال افريقيا المجاورة):/ + الإمبراطورية السلوقية (بلاد الشام وبلاد الرافدين وبلاد فارس): / + الأسرة الأنتيغونية (مقدونيا): / *) تحالفات واتحادات دول المدن اليونانية:
= اتحاد آخاين (بما في ذلك ثيفا وكورنث وآرغوس):/ = الاتحاد الأيتوليي (بما في ذلك أسبرطة وأثينا):/ *) المستعمرات اليونانية (Greek colonies) / = ماجنا غراسيا:(44)، /
2) الحضارة المقدونية./
3) الحضارة البيزنطية:
عاشـــــــــــرا
مظاهر الترفيه والفنون والرياضة والمسيقى
المظهر الفنــــــــــي:/ *) نظم الرسم في الفنون:
الديانة والمعتقدات
= الديانة الهلنستكيــة: / = الميثولوجيا الإغريقيــة: / = الديانة الإغريقيــــــــة: / + الآلهـــــــــــــــــــة:
المحاضرة الثانية عشر
حضارات إيطاليا وجنوب أوروبا الغربي
الدرس الأول
الحضارة الرومانية
1) نشأة وتطور الدولة الرومانية:(2)،
= روما القديمـــــــــــــة:/ = أسطورة رومولوس وريموس:(2)، (3، 4)، (5، 6)، (7)، (8)،.(9).
= أسطورة المؤرخ ديونيسيس: (10)./ = تطور مدينة روما: (11)، (12، 13)، .(14).
قارة أوروبا: / قارة آسيــــا: / قارة إفريقيا: / جزر وسواحل حوض البحر الأبيض المتوسط:(1).
----------------
(1) Romans in Britain, www.curriculumvisions.com, Retrieved 2021-3-8. Edited.
2) مكانة الحضارة الرومانية:
3) بداية وتطور الحضارة الرومانية:(1).
----------
(1) ancient rome
4) مراحل الدولة الرومانيـــــــــــــــــة:
أ) المملكة الرومانية (753 ق.م - 509 ق.م): (3)./ = ملوك المملكة الرومانية:(4).
- الملك رومولوس 753 ق.م - 717 ق.م:/ - نوما بومبيليوس 716 ق.م - 673 ق.م:
- تولوس هوستيليوس 673 ق.م - 642 ق.م:/ - آنكوس ماركيوس 640 ق.م - 616 ق.م: / - سيرفْيَس توليوس 578 ق.م - 535 ق.م: / - تاركينيوس سوبربوس 535 ق.م - 509 ق.م: (6،7)،
-----------------
(7)Timeline", www.ducksters.com, Retrieved 2021-3-8. Edited. أ ب ت ث ج ح خ "The Roman Empire: A Brief History"، www.mpm.edu, Retrieved 2021-3-8.
ب) مرحلة الجمهورية الرومانية (509 ق.م - 27 ق.م):
= مظاهر المملكة وتطوراتها: (5)./ = الاقتصاد في عهد الجمهورية: (6).
---------------
(6)Retrieved 2021-3-9. Edited. "Ancient Rome
= التجارة والزراعة: (6).
---------------
(6)Retrieved 2021-3-9. Edited. "Ancient Rome
= العبودية: (6).
---------------
(6)Retrieved 2021-3-9. Edited. "Ancient Rome(7).
---------
(7)Timeline", www.ducksters.com, Retrieved 2021-3-8. Edited. أ ب ت ث ج ح خ "The Roman Empire: A Brief History"، www.mpm.edu, Retrieved 2021-3-8.
= التوسع الداخلي:(10)، (11)، (8، 12، 13، 14).
------------------
1) R. L. Wolff, Romania: The Latin Empire of Constantinople, 1948, PP. 1–34.
(8) Roy, Kaushik (2014). Military Transition in Early Modern Asia, 1400-1750: Cavalry, Guns, Government and Ships. London: Bloomsbury Publishing, P. 37.
10) A.N. Sherwin-White, Roman Citizenship. Oxford University Press. 1979, PP. 211-268 ; Sara Elise Phang, The Marriage of Roman Soldiers: 13 B.C.–A.D. 235, Law and Family in the Imperial Army, Brill, 2001, P. 2 ; Pat Southern, The Roman Army: A Social and Institutional History, Oxford University Press, 2006, P. 144.
= نظام الحكم في مرحلة الجمهورية: (15)، (16)./ = أزمات فترة الجمهوريـــــــة:/ = نهاية فترة الجمهوريـــــــــــة:
خلاصة لمرحلة الجمهورية الرومانية وأهم أحداثها:
(15)، (17)، (18)، (19)، (20).(21)، (22، 23)، (24)، (25، 26)، 27، 28).
(29، 30)، (31، 32)،(33)، (34)، (35).
(36)، (37، 38)، (39).
ج) مرحلة الإمبراطورية الرومانية (27 ق.م- 476م):/ = بدايات ظهور مرحلة الإمبراطورية: (6). (7).
-----------------
(7)Timeline", www.ducksters.com, Retrieved 2021-3-8. Edited. أ ب ت ث ج ح خ "The Roman Empire: A Brief History"، www.mpm.edu, Retrieved 2021-3-8.
= أوريليان (270–275). (17)./ = مظاهر الدولة وتطوراتها: (7)./ = النشاط المعماري: (8). (9)./ = مظاهر الرياضة والترفيه في الحضارة الرومانية: (11)./- مهرجان كومبيتاليا: ويقام على شرف الآلهة(12)/- السيرك العظيم: (13)./ - لعبة المصارع، غلادياتور: (14).
= المفكرون والكتاب في الحضارة الرومانية: (15).
- إينيوس/ - كاتو/ - فارو/ - نيبوس/ - جالوس/ - سينيكا /- لوكان / - جوفينال /- بيرسيوس /- هوريس
5) الحضارة الرومانية من القوة إلى الضعف: (4)
= الضعف والانهيار:/ = أسباب السقوط: (7)
= مرحلة الإمبراطورية من التوسع للإنهيار:(40)، (41)، (42)، (43)، (44)، (45)، (46، 47)، (48)، (49).
= الإمبراطورية الرومانية في أقصى حد في إطار تراجان في117 م: (50)، (51، 52)، (53)، (54)، .(55).
= الغزوات البربرية(القوط، والوندال):(56)، (57)، (58)، (59)، (60)، (61).
= الإمبراطورية الرومانية الشرقية وأحداثها:(62)، (63، 64)، (65)، (66)، (67)، (68).
الدرس الثاني
السلالات الرومانية وأبرز التجمعات الحاكمة والأباطرة
1) السلالات الحاكمــــــــــة: (10).
----------
(10)Retrieved 2021-3-9. Edited. أ ب ت ث Christopher Lightfoot (2000), "The Roman Empire (27 B.C.–393 A.D.)"، www.metmuseum.org, Retrieved 2021-2-
= السلالة اليوليوكلاودية:/ = السلالة الفلافية وعهد فسباسيان:/ = السلالة النيرفية – النطونية القصيرة المدى:/ = سلالة سيفيران(السيفيرية):(24)، / = السلالات القسطنطينية والفالنتينيانية:/= السلالة اليوليوكلاودية:
2) تجمعات الأباطـــــــــــــــــرة:
= الحكم الرباعي في عهد ديوكلديانوس:/ = فترة الأباطرة العظام والجيدين: (18).
أ) فترة الأباطرة الأربعة الفوضوية:/ ب) الحكم الثلاثي لأبناء أنطونيوس): (10).
----------
(10)Retrieved 2021-3-9. Edited. Christopher Lightfoot (2000), "The Roman Empire (27 B.C.–393 A.D.)"، www.metmuseum.org, Retrieved 2021-2-
(6)Retrieved 2021-3-9. Edited. أ "Ancient Rome
3) أبرز الأباطرة وسياساتهــــــــــــــــم:
= الإمبراطور نيرفـــــــــــــــا: (11)، (12).
----------------
(11)8. Edited. ↑ "Nerva", worldhistory, Retrieved 5-9-2021. Edited. أ ب "The Flavian emperors", britannica, Retrieved 5-9-2021. Edited. ↑ Joshua J. Mark
(12)(26-3-2018), "Marcus Aurelius", worldhistory, Retrieved 5-9-2021. Edited. أ
= ماركوس أوريليوس: (13)، (14).
-----------------
(13) ب "Marcus Aurelius", history, 10-1-2019, Retrieved 5-9-2021. Edited. أ ب
(14) ت ث ج "Roman Empire", www.britannica.com,2021-2-9، Retrieved 2021-3-
= تراجان (98-117م): (10):
-----------
(10)Retrieved 2021-3-9. Edited. أ ب ت ث Christopher Lightfoot (2000), "The Roman Empire (27 B.C.–393 A.D.)"، www.metmuseum.org, Retrieved 2021-2-
(39)، (4، 6)، (44)، (45)، (46)، (47، 48)، (49).
= هادريــــــــــــان: (9،10).
-----------
(9)rome.mrdonn.org, Retrieved 2021-3-9. Edited. أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز Colin Ricketts (2018-7-26), "8 innovations of roman architecture"، www.historyhit.com,
(10)Retrieved 2021-3-9. Edited. أ ب ت ث Christopher Lightfoot (2000), "The Roman Empire (27 B.C.–393 A.D.)"، www.metmuseum.org, Retrieved 2021-2-
(39)، (12)، (50، 51، 52).
= أنطونيوس بيوس: / *) نيــــــــــــــرون:(6)./ *) قسطنطيـــــــــن:/ *) ثيودوسيوس: (6،8). (25).
-----------
(6)Retrieved 2021-3-9. Edited. "Ancient Rome
(8)Edited. أ "Roman Achievments & Inventions",
= أغسطـــــــــس: (32)، (33). (34)،)(35)،(35، 36، 37، 38، 39)، (40).
-----------
Hopkins University Press, 2008), pp. 73, 203. Aufstieg und Niedergang der römischen Welt II.17.1 (1981), p. 136,
(41)، (43).
- كومـــــــــــــودوس: (19)، (20، 21)./ - كاراكـــــــــــــــــلا: (22)، / * أوريليــــــــــــــــان:/ * ديوكلديانوس:(23)،
الدرس الثالث
مميزات الحضارة الرومانية وعوامل تفوقهـــــــــــــــــــا
1) جمعها الكثير من الغنائم(3).
-----------
(3)www.britannica.com, Retrieved 2021-3-8. Edited.
2) جسارة شعوبها في الحرب: (4،5).
-----------
(4) أ ب ت James, "Who Were The Romans and Where Did They Come From?"،
(4)primaryfacts.com, Retrieved 2021-3-8. Edited. أ ب ت ث ج ح خ د "Top 10 (5)Facts About The Romans!", www.funkidslive.com, Retrieved 2021-3-9. Edited. أ ب ت "10 FACTS ABOUT ANCIENT ROME", www.natgeokids.com,
3) خوض الحروب المستمرة/ 4) انتصاراتها المستمرة في الحروب:/ 5) تعدد الثقافات في الحضارة الرومانية:/ 6) احترام الاختلافات الدينية والثقافية والعرقية:/ 7) تأسيس النظام القانوني:/ 8) العمل في الزراعة وتصدير المحاصيل(2).
------------------
(2) what were main features roman empire
9) تحقيق المنجزات الحضارية:/ 10) تحقيق النفوذ والقوة:/ 11) وضع القوانين والتشريعات:
12) إنتاج إرث أدبي غربي ثري:/ 13) اختراع التقويم اليوليوسي:/ 14) اختراع الآلات العسكرية:/ 15) بداية العمل الصحفي:
------------------
الدرس الرابع
مظاهر ومجالات تطور الحضارة الرومانيـــــــــــــــــــــــــــــة
أولا
(المظاهر الإدارية والسياسيـــــــــــة)
1) نظام الحكــــــــــــــــم:
= منصب وسلطة الحاكم: (1،2).
------------
(1) Romans in Britain", www.curriculumvisions.com, Retrieved 2021-3-8. Edited.
(2) John Ferguson, Togo Salmon, Petit Badian, and others (2020-10-22)، "Ancient Rome"،
= الحكم الجماعي الثلاثي: (6).
----------------
(6)Retrieved 2021-3-9. Edited. "Ancient Rome (7)Timeline", www.ducksters.com, Retrieved 2021-3-8. Edited. "The Roman Empire: A Brief History"، www.mpm.edu, Retrieved 2021-3-8.
= نظام الحكم والسلطة التنفيذية وتقديس الحاكم:/ = مهام وصلاحيات الإمبراطور الروماني:/ = تشريفات الإمبراطور:(200)، (201)./= الوراثة في عهد الإمبراطور: (204).
2) المؤسســـات وعلاقات السلط ببعضها:
= مجلس شيوخ الإمبراطورية الرومانية:/ = علاقة مجلس الشيوخ بالحكم والإمبراطور: (202)، (203، 204)، (205)، / = الجيش والعلاقة بالإمبراطور: (203)
3) الألقاب والمناصب الإدارية في نظام الإدارة الروماني:
= عضوية السيناتور:(157، 158)، (159، 160)، (161). (162)، (163)، (193-235)، (164)، (161). (م12)، (م13، 166)، (167، 168).
-------------------
(13) Ancient Gades, in Roman Spain, and Patavium, in the Celtic north of Italy, were atypically wealthy cities, and having 500 equestrians in one city was unusual. سترابو 3.169, 5.213
(169، 170)، (171)، (172). (173)، (174).
= مناصب حسب الأجــــــــــور:(175)./ = منصب الرقيــــــــــــب:/ = دور المرأة في الحكم في ظل الإمبراطور: (199).
4) نظام التقسيم الإداري والإقليمي للدولة الرومانية:(190)، (191).
= النظام اللامركزي وحكومات المقاطعات الرومانية: (221)، (222)، (11)، (223)، (224)، (224). (11)، (225)، (224)، (226، 227).(5).
----------------
(5) romans
= في عهد الملكيـــــــــــــــة:
- سلطات الملك وصلاحياته: (83)/ - المجالس الإداريـــــــــــــة:/ * مجلس الشيوخ (comitia Curiata):/ * مجلس الكهنة: (Comitia Calata):/ = فترة الجمهوريــــــــــــة:/ - بين الديمقراطية وحكم الأقلية:/ - المناصب العمومية:/ - مجلس الشيوخ:/ - منصب الموظف المالي(القسطور):/ - النظام المالي والضرائب:/ - نظام القاضي والقنصل والدكتاتور:/ = في عهد الإمبراطورية:/ - نظام الحكم ومكانة الحاكم الأول – الإمبراطور-:/ - مكانة مجلس الشيوخ وعلاقته بالإمبراطور:/ - مساعدي ومستشاري الإمبراطور:
قام الإمبراطور بتعيين المساعدين والمستشارين، ولكن افتقرت الدولة إلى كثير من المؤسسات، مثل الميزانية المركزية المخططة، وقد ذكر بعض المؤرخين أن هذا أحد الأسباب الهامة لانهيار الإمبراطورية الرومانية.
ثانيــــــــا
(المظاهر العسكـــرية والأمنية)
1) نظام الجيش والسلطة العسكرية:
2) الجيش والنظام العسكري الروماني:
3) تقسيمات الجيش الروماني:
* الحامية في روما:/ * الجيش الإقليمي:
4) تنظيم الجيش:
* الحرس البريتوري:/ * البحرية الرومانية:/ = تشكيل الهبليت:/ = نظام الشرذمة الرومانية:
= الفيلق الجمهوري الأول:/ = تنظيم الجيش في عهد القيصر أغسطس:/ = تنظيم الجيش في عهد الإمبراطور غالينوس:/ = تعدد أفراد الجيش وتنوعه المحلي والأجنبي:/ = القيادة العسكريـــــــــــــــــــة:/ - في العهد الملكي:/ - في العهد الجمهوري:/ - في العهد الإمبراطوري:
- البحرية الرومانية:
ثالثــــــــــــا
(المظاهر الاقتصاديــــــــــــــــــة)
1) الاقتصـاد الروماني عمومــــــــــــا:
2) الوضع المالـــــــــــي:
= سك النقود والعملات:/ = الضرائب والتحصيلات المالية:/ = العملة والمصارف الرومانية:
* بين سنوات: 27 ق.م–212 م:/ * بين سنوات: 294 م–312 م:/ * سنة 312 م وما بعدها:/ * الصوليدوس: / = البنوك والمصارف:
-----------
(م14) (14) (باللاتينية: argentarius) أو (باللاتينية: coctor argentarius) أو لاحقًا (باللاتينية: nummularius)
3) المستوى المعيشي:
----------
(4) أ ب ت James, "Who Were The Romans and Where Did They Come From?"،
(4)primaryfacts.com, Retrieved 2021-3-8. Edited. أ ب ت ث ج ح خ د "Top 10 (5)Facts About The Romans!", www.funkidslive.com, Retrieved 2021-3-9. Edited. أ ب ت "10 FACTS ABOUT ANCIENT ROME", www.natgeokids.com,
4) الصناعات والثروات المعدنية:
= الزراعة:/ = الضرائب:/ = التجارة:
----------
(6) romans economy
= قوة وتنوع الثروات:/ = الدور الزراعي والتجاري:/ = النشاط الصناعي ومدى تنوعه:/ = اليد العاملة وحالة التشغيل:/ = السوق وعمليات البيع والنقود:/ = النقل والطرق والمراكب:
رابعـــــــــــــــــا
(مظاهر التشريعات والقوانين والمحاكم والعقوبات)
1) التشريع والقوانيـــــــــــــــــــن:
--------------
(7)Timeline", www.ducksters.com, Retrieved 2021-3-8. Edited. "The Roman Empire: A Brief History"، www.mpm.edu, Retrieved 2021-3-8. (8)Edited. "Roman Achievments & Inventions",
2) الحقوق والواجبــــــــــــات:/ = حقوق المواطنـــــــــــــــة:/ = حقوق المرأة وممتلكاتها:/ = حقوق الميــــــــــــراث:
3) الأحوال الزوجيــــــــــة:/ 4) المحاكم وقوانين العقوبات والإعدام:/ 5) المحاكــم وسلطة القضاة:
= قوانين وحقوق الانتخاب والتصويت:/= حقوق المواطنة والتجنيــــــــــس:/ = حقوق المـــــــــــــرأة:
= نشأة وتطور القانون الروماني:/= أقسام وأنواع القانون الروماني:/ - القانون المدني:/ - القانون الشعبي:/- القاضي المتنقل:/ - القانون الطبيعي:
خامســــــــــــا
(المظاهر المعمارية وفنونهــــــــــــــــــا)
1) المظاهر المعمارية الحضرية والمدنية وفنونهــــــــــــــــا:
------------
(9)rome.mrdonn.org, Retrieved 2021-3-9. Edited. Colin Ricketts (2018-7-26), "8 innovations of roman architecture"، www.historyhit.com,
(15) 9. Edited. أ ب ت Kelsey Blodget (2015-6-11), "17 Things You Probably
= الأقواس العادية: /= أقواس النصر والسراديب: /= السراديــــــــــــب:/ = القبــــــــــــــــــــاب: /
* قبة بيت الإمبراطور نيرون: / * قبة البانثيــــــــــــــــون: / * قبة قصر دقلديانوس: / = استعمال الإسمنت الخرساني:/ = الفلل والمباني العامة: / = الكولوسيــــــــــــــــوم: /= مبنى الملياروم أوريوم:/ = انتشار الحمامات:
2) المظاهر المعمارية الفلاحية وفنونها:
= قنوات الميــــــــــــاه: / * قناة أكوا أبيا: / * قناة جسر بونت دي غار:
3) المظاهر المعمارية الأمنية والعسكرية وفونها:
= سور هادريــــــــــــان:
4) المظاهر المعمارية الدينية والجنائزية وفنونها:
= صناعة التماثيل:
-----------
(8)Edited. "Roman Achievments & Inventions",
= الفسيفســــــــــــــاء:
5) المظاهر المعمارية الاقتصادية وفنونها:
= مد الطرق وشقها:
-----------------
(4)primaryfacts.com, Retrieved 2021-3-8. Edited. "Top 10 (15) 9. Edited. Kelsey Blodget (2015-6-11), "17 Things You Probably
= تأسيس قنوات المياه المتطورة:/ = تصميم مجموعة متنوعة من الأبنية المتفردة:/= إنشاء نظام طرقي بديع:/ = الفنون المعمارية، تقنياتها وأساليبها عند الرومان:/ أ) مظاهر الابتكار المعماري الروماني:/= الأكتاف الكبيرة:/ = أقواس النصر:
ب) عمارة القبوات والقباب الواسعة:/ ج) فنيات الهندسة والإتقان في العمارة الرومانية:
= ضريح أوغسطس في روما:/ = مسرح مارسيلوس (Marcellus):
-----------------
(3) un b Ward-Perkins 1956 , p. 219, Ward-Perkins, JB (1956), «Nero's Golden House», Antiquity , 30 (120): 209–219 ; (1981), Roman Imperial Architecture (2e éd.), Université de Yale, PP. 97-120. (4) DeLaine Janet, Expérimentation structurale: l'arche de linteau, le corbeau et la cravate dans l'architecture romaine occidentale», World Archaeology, 1990, 21: 407–424. (5) Sear, Frank (1983). Architecture romaine . Ithaca, New York: Cornell University Press. PP. 49 –100
(6) Jackson, MD & al, (2010). "Matériaux de construction du Théâtre de Marcellus, Rome". Archéométrie . 53 (4): 728-742. د) فن الأعمدة الرومانية وأنواعها:
= الطراز الدوري (Doric):/= الطراز اليوني (Ionic):/ = الطراز الكورنثي (Corinthian):
هـ) اللواحق المعمارية الرومانيـــــــــــــة:/ = تيجان الأعمـــــــــدة:/- التوسكاني (Tuscan):/- المركب (Composite):/و) أساليب وأنماط البناء:/ = الطــــــــــــــــــــــــــــراز الدوري: / = الطراز الكورنثي (Corinthian):/ = الطراز الايونــــــــــي:/= الطراز التوسكاني:/ أ) طرق وتقنيات البنـــــــــــــــاء:/ = الأســـــــــــــــس:/ = الأعمــــــــــــــــــدة:/ = الأسقـــــــــــــــف:/ - سندات الحمل:
- الشوفرونات chevrons: /- الصفائح tomplae: /- التغطية نفسها: /- الجــــــــــــدران:
= الأقواس والأقبيــــــــــــــــة:/- الأقـــــــــــــــــواس: / - الأقبيــــــــــــــــــة:/ * القبو المهـــــــــدي: / * القبو المتقاطع: /* القبو المدرج: / = القبــــــــــــــاب:/ *) تقنيات البناء وهندسته: / = أسلوب التأليف الشبكي(Opus reticulatum): / = أسلوب قشرة الآجر (Opus testaceum):
= أسلوب شبه النبتة Opus) (spicatum/= أسلوب إفريقي (Opus africanum): /= أسلوب الحجارة المصقولة المنتظمة التناوب (Opus vitatum):/ = أسلوب العمل المختلط (Opus mixtum):/ = أسلوب العمل غير المنتظم (Opus incertum):/ = تقنية الكوادراتـــــــــــــوم (Opus cadres):
5) أدوات ومواد البناء في العمارة الرومانية:
أ) أدوات البناء والقياس والمراقبـــــــــــــة:
= الشاقول fil a plomb: / = المسطرة: / = المثلث: / ب) مواد البنــــــــــــــاء:/ = الخرسانــــــــــــة:/ - أهمية استعمال الخرسانة:
--------------
(1) Le Panthéon romain: le triomphe du béton ; Bernard Andreae, L’art de l’ancienne Rome, Editions d' Art Lucien Mazenod, Paris, 1973, P. 513-515.
(2) DeLaine Janet, Expérimentation structurale: l'arche de linteau, le corbeau et la cravate dans l'architecture romaine occidentale», World Archaeology, 21 (3): 407–424.
; Rook, Tony, (1992), Roman Baths in Britain, Osprey Publishing, PP. 18–19.
; Gardner, Helen (2005), L'art de Gardner à travers les âges: la perspective occidentale , Wadsworth Publishing, P. 170.
(**)Marie D & al, Phillipsite and Al-tobermorite mineral cements produced through low-temperature water-rock reactions in Roman marine concrete, American Mineralogist, vol. 102, no 7, 1er juillet 2017, USA, PP. 1435 – 1450.
لقد كان اختراع الخرسانة الرومانية (Opus caementicium) عاملاً حاسمًا في هذا التطور، مما أدى إلى تحرير الشكل من إملاء المواد التقليدية من الحجر والطوب(8).(شكل.1).
(8) René Vittone, Bâtir, PPUR Presses polytechniques, 2010, P. 123. (9) (Carmelo G. Malacrino, Constructing the Ancient World: Architectural Techniques of the Greeks and Romans, Getty Publications, 2010, P. 114.
(10) Jean-Pierre Adam, La Construction romaine, Matériaux et techniques, Grands manuels picards, 2011, 6e éd,
(11) Flavio Conti, A Profile of Ancient Rome, Getty Publications, 2003, P. 150.
Ward-Perkins, J. B, 1956), Nero's Golden House, Antiquity, 30: 209 –219. 219.
- نماذج وآليات استعمال الخرسانة:/ * البانثيون الروماني:
ب) مواد البنـاء غير الخرسانية/ = الحجـــــــــــــــارة: / - الاقتـــــــــــــلاع:/ - النقــــــــــــــــل:/ - الرفـــــــــــــــــــع: /= الخشــــــــــــــــــب: / = الآجــــــــــــــــــــر:/ = المــــــــــــــلاط:/ = الجــــــــــــــــص:
= الاسمنـــــــــــت:/
6) الفن المعماري الديني والجنائـــــــــزي:
أ) المعابد الرومانيـــــــــــة:
= معبد فينـــــــــوس:/ = معبد سيباي في تيفولي:/ = معبد فورتينا فيرليس:
ب) المعمار الجنائــــــــــــــــزي:
= المقابــــــــــــــــــر:/ - القبــــــــــــــــــــور: / - القبور التذكارية: / - القبور الهرمية: / - المقابــــــــــــــــــــــــــــر:
7) الفنون المعمارية الحضرية (فن المدن والساحات والقصور..):
أ) المسارح والمدرجات:/ - المسارح:/ - المدرجات: / - الكولوزيوم:
ب) المساكن الرومانيــــــــــــــــــــة:
= مساكن العائلة المفردة:
= مجمعات المساكن:
----------
(*) نبيل بوعويرة، المسكن الروماني بالمدن التحصينية (مسكن الفسيفساء بتيديس نموذجا)، قرطاس الدراسات الحضارية والفكرية، مجلد 02، عدد 03، جامعة نلمسان، 5/01/2017، ص ص. 8-23 ؛ نبيل بوعويرة، المسكن الروماني بالمدن التحصينية (مسكن الفسيفساء بتيديس نموذجا)، مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية، جامعة الوادي، 24/01/2017، مجلد 03، عدد. 01، ص ص. 373-400.
ج) بناء المدن وتعميرهـــــــــــــــــــــا: = الخواص المعمارية للمدن الرومانية:/ - الأسلوب الرافدي:/ - الأسلوب الإغريقي: / - الأسلوب المصري: / - الأسلوب الفارسي- الساساني:/ = معالم المدينة الرومانيـــــــــــــة:
- المعالم العامـــــــــــــــة:/ * الفـــــــــــــــــوروم: /* مبنى البازيليكا:/* المكتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة: (شكل4)
- الأسواق Les marchés (شكل5)/- الحمامات الرومانية:(شكل6): /*/ الأبوديتريوم وهي قاعة لتغيير الملابس/ * السيداتريوم وهي قاعة التهوية/ * الكلداريوم هي القاعة الساخنة
* التبيداريوم هي القاعة الدافئة/ * الفريجيداريوم هي القاعة الباردة/ * البارافورينوم:
د) المنشآت والمرافق العامة والمعالم الترفيهية:/ - الطــــــــــــــــــــــــــــرق / - الســـــــــــــــــــيرك / المـــــــــــــــــــــــــــدرج: / - المســـــــــــــــــرح:
= أقواس النصـــــــــــــــــــــــــــر: / - قوس تيتوس: / - قوس سيتمس:/ = مد الطرق وتوسيعها:
= تشيد المباني والهياكل المختلفة:
= نظام الصرف الصحي:
سادســـــــــــــــــا
(المظاهر الاجتماعية وتنوعاتها)
1) تنوع الألبســـــــــــة:
----------------
(5)Facts About The Romans!", www.funkidslive.com, Retrieved 2021-3-9. Edited. أ ب ت "10 FACTS ABOUT ANCIENT ROME", www.natgeokids.com,
(15) 9. Edited. أ ب ت Kelsey Blodget (2015-6-11), "17 Things You Probably
2) العلاقات بين الأفــــــــــــراد:
3) مكانة المرأة:
-----------
(4) romans empire
4) الرياضة والألعاب الترفيهية:
= رياضة المصارعة الرومانية:/ = ألعاب الكرات المختلفة/ = اللعب بالأطواق الدائرية(4، 8).
5) تشغيل الخدم والعبيد:
6) الحماية الاجتماعية والصحية:
----------------
(8)Edited. "Roman Achievments & Inventions",
(15) 9. Edited. أ ب ت Kelsey Blodget (2015-6-11), "17 Things You Probably
7) النظام الطبقي للمجتمع:
= طبقة الأشـــــــــــراف:/= الطبقة العامــــــــــة:/ = طبقة العبيــــــــــد:
8) تحرير العبوديــــــــــــة:
= الطبقية الاجتماعية:/ = التقسيم الطبقي على أساس الخدمة العسكرية:/ = التقسيم الطبقي على أساس المعدات العسكرية:/ = وضع الأســــــــــــــــــــرة:/ = السلطة الأبوية ونسب الأبناء:
= وضع العشيــــــــــرة:
سابعـــــــــــــــــا
(المظاهر الفكرية والعلمية والأدبيـــــــــــة)
1) اللغات والآداب:
= تنوع اللغة والآداب: / = الاهتمام باللغة والكتابة:
-------------------
(2) John Ferguson, Togo Salmon, Petit Badian, and others (2020-10-22)، "Ancient Rome"،
(8)Edited. "Roman Achievments & Inventions",
- اللغـــــــــــــــــــة:/= عهد ديوقلديانوس(284-305م):/ = عهد جستينيان:/ اللغات المحلية والتراث اللغوي(الثنائية اللغوية وتعدد اللغات):
2) الفنــــــــــــــــــون:
= الرواية والمســــــــــــرح:
-------------------
(8)Edited. "Roman Achievments & Inventions",
(15) 9. Edited. أ ب ت Kelsey Blodget (2015-6-11), "17 Things You Probably
= تنوع الفنـــــــــــــــــــون:/ = التربية والتعليـــــــــــــم:/ = الثقافــــــــــــــــــة:/ = اللغـــــــــــــــــة:/ = الإنجازات التكنولوجية:
ثامنــــــــــــــــا
مظاهر الدين والمعتقدات والأساطير
= تنوع الآلهـــــــــــــــة:
* جوبيتـــــــــــــــر:/ * جونـــــــــــــــــــــو:/ * المريــــــــــــــــخ:/ * ميركــــــــــــوري:/ * نبتـــــــــــــــــــــــون:/* فينــــــــــــــــوس:
* أبولــــــــــــــــــــــو:
المعتقدات والآلهــــــــــــــــــــة
= الديــــــــــــــن:
- في عهد الإمبراطورية الرومانية:
تاسعــــــــــــــــا
مظاهر الفنون والمسيقى والترفيه والرياضة
= الفن والموسيقى والأدب:/ = دراسات علمية:/ = الألعاب والأنشطة الرياضية:
= المصارعة والمعارك القتالية:
*) المراجــــــــــــــــــــــع:
(1) Chris Scarre, The Penguin Historical Atlas of Ancient Rome, Penguin Books, 1995, London, P. 12.
(2) ادكنز 1998. الصفحة 3.
(3) وسام أنطوان مطر، التاريخ السياسي والعسكري للحضارة الرومانية، الجزء الأول: منذ التأسيس حتى عام 264 ق.م، ص ص. 103- 127.
(4)
(5) ديورانت ول، قصة الحضارة، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع، بيروت، 1944، ص ص. 12-14.
(6)
(14) مايكل كريغان، روما القديمة والإمبراطورية الرومانية، دورلينغ كيندر سيلي، لندن، 2001، ص. 12.
(15) Matyszak Philip, ,Chronicle of the Roman Republic: The Rulers of Ancient Rome From Romulus to Augustus, London Bridge Books, 2003, PP. 43-44.
(16) ادكنز 1998. صفحة 41-42.
(17)
(18) George Long, A Dictionary of Greek and Roman Antiquities, John Murray, London, 1875
Magistratus, Fellow of Trinity College, PP. 723‑724.
(19) Livy الثاني
(20) ادكنز 1998. صفحة 39.
(21) هايوود، 1971. الصفحات 350-358.
(22) Jona Lendering, Pyrrhus of Epirus, for, Livius.Org, 2004, warfare ancient magazine, 17 July 2010, PP. 3-19.
(23) هايوود، 1971. الصفحات 357-358
(24) هايوود، 1971. صفحة 351
(25) هايوود، 1971. الصفحات 376-393.
الدرس الخامس
(فترات الحروب والتوسع الخارجي)
1) في شبه الجزيرة الإيطاليـــــــــــــــة:
2) خارج الحدود الإيطاليـــــــــــــــــــــة:
= الحروب مع اليونان:/ = التوسع والسيطرة في جزر وسواحل البحر الأبيض المتوسط:/ = الحروب البونية مع القرطاجييـــــــــــن:/- الحرب البونية الأولى(264-218ق.م):/ = الحروب البونية الثانية():
-------------------
(6)Retrieved 2021-3-9. Edited. "Ancient Rome
= حدود الإمبراطورية الرومانية في أقصى توسعها:
الدرس السادس
فترات المشاكل والحروب والثورات الداخليـــــــة
1) فترات الفوضى والاضطرابات الداخلية:/ 2) انتشار الفوضى السياسية والاضطرابات الاجتماعية:/3) انتشار الفوضى الأهلية وتنازل القائد كورنيلوس سلا:/ 4) سيطرة الامبريالية وظهور يوليوس قيصر:
--------------
(7)Timeline", www.ducksters.com, Retrieved 2021-3-8. Edited. "The Roman Empire: A Brief History"، www.mpm.edu, Retrieved 2021-3-8. (9)rome.mrdonn.org, Retrieved 2021-3-9. Edited. Colin Ricketts (2018-7-26), "8 innovations of roman architecture"، www.historyhit.com,
5) ثورة العبيد (سبارتاكيس):
---------------
(6)Retrieved 2021-3-9. Edited. "Ancient Rome
الدرس السابع
فترات الضعف والتدخل الجرماني، وانهيار وتقسيم الإمبراطورية
1) تقسيم الإمبراطورية الرومانيـــــــــــــة:
= الإمبراطورية الغربية:/ = الإمبراطورية الشرقية:
2) الصراع القوطي(الجرماني)-الروماني:/ 3) فترة تفكك ونهاية الإمبراطورية الرومانية والتدخل الجرماني:/ 4) التهديدات الجرمانية البربرية:/ 5) انهيار وانقسام الإمبراطورية الرومانية
= الإمبراطورية الغربية:/ = الإمبراطورية الشرقية:
المحاضرة الثالثة عشر
حضارات المغرب القديـــــــــــــم
1) الحضارة النوميديــــــــــــــــــــة:/ 2) الحضارة الموريطانية:/3) الحضارة القرطاجيـــــــة:/ 4) حضارات المغرب في ظل الاحتلال(الروماني، والوندالي، والبيزنطي..):
المحاضرة الرابعة عشر
حضارات أوروبا الشمالية(البلطيق، وبحر الشمال، والجزر البريطانية)
*) المراجـــــــع:
1) Carol G. Thomas (1988). Paths from ancient Greece. BRILL. صفحات 27–50
اطلع عليه بتاريخ 12 يونيو 2011.
2) Maura Ellyn؛ Maura McGinnis (2004). Greece: A Primary Source Cultural Guide. The Rosen Publishing Group. صفحة 8.
3) John E. Findling؛ Kimberly D. Pelle (2004).Encyclopedia of the Modern Olympic Movement. Greenwood Publishing Group. صفحة 23.
4) Wayne C. Thompson؛ Mark H. Mullin. Western Europe, 1983. Stryker-Post Publications. صفحة 337. for ancient Greece was the cradle of Western culture ...
5) Science and Religion in Ancient Greece | Angie's Ram Pages Portfolio نسخة محفوظة 01 مايو 2018 على موقع واي باك مشين.
6) Osborne، Robin (2009). Greece in the Making: 1200–479 BC. London: Routledge. صفحة xvii.
7) Shapiro 2007, p. 1
8) Shapiro 2007, pp. 2–3
9) Hadas، Moses (1950). A History of Greek Literature. Columbia University Press. صفحة 273.
11) Grant، Michael (1995). Greek and Roman historians: information and misinformation. Routledge, 1995. صفحة 74.
12) Osborne، Robin (2009). Greece in the Making: 1200–479 BC (الطبعة 2). London: Routledge. صفحة 101.
13) Sealey، Raphael (1976). A history of the Greek city states, ca. 700–338 B.C. دار نشر جامعة كاليفورنيا. صفحات 10–11.
14) Slavoj Žižek (18 April 2011). Living in the End Times. Verso. صفحة 218. اطلع عليه بتاريخ 12 15) يونيو 2011.
15) "Online Etymology Dictionary". Etymonline.com. تمت أرشفته من الأصل في 05 سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 06 يناير 2009.
16) "tyrant—Definitions from Dictionary.com". Dictionary.reference.com. تمت أرشفته من الأصل في 25 January 2009. اطلع عليه بتاريخ 06 يناير 2009.
17) Holland T. Persian Fire p 69–70. (ردمك 978-0-349-11717-1)
18) Holland T. Persian Fire p 131–138. (ردمك 978-0-349-11717-1)
19) Martin 2013, pp. 126–7
20) Martin 2013, p. 127
21) Martin 2013, p. 128
22) Martin 2013, pp. 128–9
23) Martin 2013, p. 131
24) Martin 2013, pp. 131–3
25) Martin 2013, pp. 134–6
26) Martin 2013, pp. 137–8
27) Martin 2013, p. 140
28) Martin 2013, pp. 137–41
29) Martin 2013, p. 147
30) Martin 2013, p. 142
31) Martin 2013, p. 149
32) Hornblower 2011, p. 160
33) Hornblower 2011, p. 162
34) Hornblower 2011, p. 163
35) Martin 2013, pp. 198–9
36) Martin 2013, p. 200
37) Hornblower 2011, p. 177
38) Martin 2013, pp. 202–3
39) Hornblower 2011, pp. 186–9
40) Martin 2013, p. 205
41) Hornblower 2011, p. 189
42) Alexander's Gulf outpost uncovered. BBC News. August 7, 2007. نسخة محفوظة 19 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
43) "Macedonia". موسوعة بريتانيكا. Encyclopædia Britannica Online. 2008. تمت أرشفته من الأصل في 8 December 2008. اطلع عليه بتاريخ 03 نوفمبر 2008.
44) The Cambridge Ancient History: The fourth century B.C. edited by D.M. Lewis et al. I E S Edwards, Cambridge University Press, D. M. Lewis, John Boardman, Cyril John Gadd, Nicholas Geoffrey Lemprière Hammond, 2000, (ردمك 0-521-23348-8), pp. 723–724. نسخة محفوظة 08 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
45) [30] ^ السكان في مدن الدولة اليونانية نسخة محفوظة 29 مايو 2007 على موقع واي باك مشين.
46) Holland, T. Persian Fire, Abacus, pp.363–370 (ردمك978-0-349-11717-1)
47) Holland T. Persian Fire, p94 (ردمك 978-0-349-11717-1)
48) Slavery in Ancient Greece نسخة محفوظة 2008-12-01 على موقع واي باك مشين.. Britannica Student Encyclopædia.
49) Painter، Nell (2010). The History of White People. New York, NY: W. W. Norton & Company. صفحة 5.
50) Angus Konstam: "Historical Atlas of Ancient Greece", pp. 94–95. Thalamus publishing, UK, 2003,
51) W. Schiedel, "Real slave prices and the relative cost of slave labor in the Greco-Roman world", Ancient Society, vol. 35, 2005.
52) Power 2016, p. 58
53) Kirk 1985, p. 44
54) Kirk 1985, p. 45
55) Power 2016, p. 60
56) Handley 1985, p. 355
57) McGlew 2016, p. 79
58) McGlew 2016, p. 81
59) McGlew 2016, p. 84
60) Mori 2016, p. 93
61) Bulloch 1985, p. 542
62) Bulloch 1985, pp. 542–3
63) Mori 2016, p. 99
64) Mori 2016, p. 98
65) Bulloch 1985, p. 543
66) Bowersock 1985, pp. 642–3
67) König 2016, p. 113
68) Pedersen, Early Physics and Astronomy, pp. 55–6
69) Pedersen, Early Physics and Astronomy, pp. 45–7
70) Grammaticos، P. C.؛ Diamantis، A. (2008). "Useful known and unknown views of the father of modern medicine, Hippocrates and his teacher Democritus". Hellenic journal of nuclear medicine. 11 (1): 2–4.
71) Hippocrates, Microsoft Encarta Online Encyclopedia 2006. Microsoft Corporation. Archived 2009-10-31. نسخة محفوظة 14 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
72) Garrison، Fielding H. (1966). History of Medicine.فيلادلفيا: W.B. Saunders Company. صفحات 92–93.
73) Nuland، Sherwin B. (1988). Doctors. Knopf. صفحة 5.
*) بيان المراجـــــــع:
= Charles Freeman (1996). Egypt, Greece and Rome. Oxford University Press.
= Paul MacKendrick (1962). The Greek Stones Speak: The Story of Archaeology in Greek Lands. St. Martin's Press.
[1] Huntington, Samuel P, Clash of Civilizations, Washington DC, 1991, PP.38-39.
[2] سوسة أحمد، تاريخ حضارة وادي الرافدين في ضوء مشاريع الري الزراعية والمكتشفات الآثارية والمصادر التاريخية، ج. 1، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1983، ص ص470-540 ؛ دياكوف وكوفاليف، الحضارات القديمة، ترجمة نسيم واكيم اليازجي، دار علاء الدين، دمشق، 2000، ج. 1، الفصل السابع، ص ص. 88- 99.
[3] غلين دانيال، الحضارات الأولى: الأصول والأساطير، 2009، ترجمة سعيد الغانمي، كتاب دبي الثقافية، ص ص.54-55
[4] خالد محمد الجنابي، مراحل وأصول الحضارة السومرية، مؤسسة النور للثقافة والإعلام، نقلا عن: http://www.alnoor.se/article.asp، 2010-12-26
[5] غلين دانيال، المرجع السابق، ص ص. 54-55.
[6] سوسة أحمد، تاريخ حضارة وادي الرافدين في ضوء مشاريع الري الزراعية والمكتشفات الآثارية والمصادر التاريخية، ج. 1, دار الحرية للطباعة، بغداد، 1983, ص.549.
[7] عبد المنعم المحجوب، ما قبل اللغة.. الجذور السومرية للغة العربية واللغات الأفروآسيوية، ط. 1، دار تانيت للنشر
والدراسات، المغرب، 2008، ص ص. 23-40.
[8] عبد المنعم المحجوب، ما قبل اللغة..الجذور السومرية للغة العربية واللغات الأفروآسيوية، ط. 1، دار تانيت للنشر والدراسات، المغرب، 2008، ص. 37.
[9] سفر التكوين، الإصحاح الخامس، الكتاب المقدس - العهد القديم، السومرية، رحم الأديان السماوية بقلم خالق محجوب،
[10] صاموئيل نوح كريمر، السومريون أحورلهم، عاداتهم، تقاليدهم، ترجمة: فيصل الوائلي، مكتبة الحضارات، 2012، ص. 17.
[11] عبد المنعم المحجوب، المرجع السابق، ص ص.27-40.
[12] رشيد فوزي، اللغة السومرية، وزارة الثقافة، بغداد، 1973، ص ص. 12- 28 ؛ Attinger Pascal, éléments de linguistique sumériennen édition universitaire de Friboug, Vandenhoeck & Ruprechtn Göttingen, 1993, PP. 7- 23. ؛ ديلا بورت، بلاد مابين النهرين، ترجمة محرم كمال، الهيئة المصرية العامة للكتاب،مصر، ط. 2، 1997، الفصل الثاني، ص.23 ؛ دياكوف وكوفاليف، الحضارات القديمة، ترجمة نسيم واكيم اليازجي، دار علاء الدين، دمشق، 2000، ج. 1، الفصل السابع، ص.96.
[13] ديلا بورت، بلاد مابين النهرين، ترجمة محرم كمال، الهيئة المصرية العامة للكتاب،مصر، ط2، 1997، الفصل الثاني، ص. 23 ؛ دياكوف وكوفاليف، الحضارات القديمة، ترجمة نسيم واكيم اليازجي، دار علاء الدين، دمشق، 2000، ج1، الفصل السابع، ص. 96.
[14] عبد العزيز حميد صالح، موجز تاريخ العراق القديم، كلية الآداب، جامعة بغداد، نقلا عن: https://www.aljazeera.net/2004/10/03
[15] قيس حاتم هاني الجنابي، العصر الأكدي(2371-2161ق.م)، كلية التربية الأساسية، قسم الجغرافية، المرحلة الأولى، نقلا عن: http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.as 07/12/2012 03:41:56
[16] إسرائيل ولفنسون، تاريخ اللغات السامية، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ص ص. 24- 34.
[17] م م عبد الرزاق حسين حاجم، أسس قيام المدرسة في بلاد الرافدين-دراسة تاريخية-، كلية التربية، جامعة القادسية، مجلة القادسية للعلوم الإنسانية، المجلد الثالث عشر، العدد4، 2010، ص ص. 133- 148.
[18] أحمد خالد توفيق عبد المنعم، حمورابي دراسة تاريخية، الطبعة الأولى، 2015، ص ص. 9-23.
[19] أحمد ارحيم هبو، تاريخ الشرق القديم، بلاد ما بين النهرين (العراق)، بيروت، 1996، ص ص. 12-25 ؛ طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، الجزء الأول: الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين، بغداد، 1973، ص ص. 08-30.
[20] مارغريت روثن، تاريخ بابل، ترجمة زينة عازار، وميشال أبي فاضل، ط. 2، منشورات عويدات، بيروت، 1984، ص ص. 25- 37.
[21] طارق فتحي، الحضارة البابلية في العراق، نقلا عن: http://shia.com.au/forum.php، بتاريخ : 01 /01 /1970 م
[22] حضارة بابل وآشور، غوستاف لوبون، ترجمة محمود خيرت المحامي، أقلام ةعرية للنشر والتوزيع، القاهرة، 2017، ص ص. 70 – 75.
[23] Briant Pierre, from cyrus to Alexander, a history of the persian empire, P. 362.
[24] أحمد ارحيم هبو، تاريخ الشرق القديم، بلاد ما بين النهرين، العراق، 1996، ص ص. 13- 27 ؛ H . Klengel, Kultur geschichte des Alten Vorderasien, Akademie Verlag, Berlin, 1989, PP. 10- 23.
[25] طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، الجزء الأول: الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين، بغداد، 1973، ص ص. 12 21. ؛ A.Moortgat, the Art of Ancien Mesopotamia, London, 1969, PP. 12- 23.
[26] مارغريت روتن، تاريخ بابل، ترجمة زينة عازار، وميشال أبي واصل، منشورات عويدات، الطبعة الثانية، 1984، ص ص. 15-33.
[27] سوسة أحمد، تاريخ حضارة وادي الرافدين في ضوء مشاريع الري الزراعية والمكتشفات الأثارية والمصادر التاريخية، ج.1، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1983، ص.549.
[28] حسين فهد، موسوعة الآثار التاريخية، دار أسامة للنشر، عمان، 2003، ص ص. 245 – 247.
[29] م.د.هاني عبد العني عبد الله، بابل في المدونات الحثية، مجلة الملوية للدراسات الآثارية والتاريخية، المجلد الثالث، العدد الرابع، السنة الثالثة، شباط 2016، كلية الآثار، قسم الحضارة، جامعة الموصل، العراق، ص ص. 170-180.
[30] Daniel A. Nevez, Provincial administration at Kassite Nippur' abstract of a dissertation gives details of Kassite Nippur and Babylonia, PP. 10-18.
[31] William John Hinke, a new boundary stone of Nebuchadrezzar 1, University of Pennsylvania,1907, PP. 142-155 ; A. K. Grayson, Assyrian and Babylonian chronicles, J.J.Augustin, 1975, P. 231.
[32] هنري ساكز، قوة آشور، ترجمة: عامر سليمان، ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ، 1969، ﺹ. 610 ؛ محمد فرزت، عيد مرعي: دول وحضارات الشرق العربي القديم، ط. 2، دار طلاس، دمشق، 1994، ص 159-160.
[33] أحمد زيدان الحديدي، السياسة الآشورية تجاه بلاد بابل، مجلة كلية التربية جامعة واسط، المجلد3، 2019،(الملخص)
[34] أحمد زيدان الحديدي، السياسة الآشورية تجاه بلاد بابل، مجلة كلية التربية جامعة واسط، المجلد3، 2019،(الملخص)
[35] Sack Ronald Herbert, Images of Nebuchadnezzar, Susquehanna,University Press,2004, P. 8.
[36] ف، أ، بليافسكي، أسرار بابل، ترجمة: توفيق نصار، ط. 2، دمشق، 2007، ص ص. 16-23 ؛ Wiseman D. J, (1985), Nebuchadrezzar and Babylon, Oxford, P. 11.
[37] Henze M. H, (1999), the Madness of King Nebuchadnezzar: the Ancient Near Eastern Origins and Early History of Interpretation of Daniel 4, Brill, 2020, P. 63.
[38] أحمد منصور، مدونة تاريخ بابل، نقلا عن: http://mansourahmed005.blogspot.com/ 14/7/2014،
[39] Beaulieu P.A, an episode in the fall of Babylon to the Persian, NES, PP. 241- 260 ; Gauthier Tolini, Quelques elements concernant la prise de Babylone par Cyrus 537 a.j.ch, Arta 2005, 003, Université de Paris 3, PP. 3-13.
[40] أحمد ارحيم هبو، البابليون،'' بلاد بابل النظام السياسي والإداري''، الموسوعة العربية، نقلا عن: https://w.likco.cc/detail1092015.html، الأربعاء 3 يونيو 2020 , الساعة: 9:55
[41] م م جاسم شهد وهد، الزراعة خلال العصر البابلي القديم، قسم الآثار، كلية الآداب، جامعة القادسية، العراق، ص ص .6 -20. ؛ تقي الدباغ، الثورة الزراعية والقرى الزراعية، حضارة العراق، ج. 1، بغداد، 1985، ص. 120.
[42] أحمد سوية، تاريخ حضارة وادي الرافدين، ج. 1، بغداد، 1983، ص ص. 106_ 113. ؛ سامي سعيد الأحمد، الزرراعة والري، حضارة العراق، ج. 2، بغداد، 1983، ص. 161.
[43] نوالة أحمد محمود، مدخل في دراسة الحياة الاقتصادية في ضوء الوثائق المسمارية، رسالة دكتوراه غير منشورة، بغداد، 1994، ص ص. 211-222. ؛ صباح اصطيفان كجه جي، الصناعة في تاريخ وادي الرافدين، مطبعة الأديب، بغداد، 2002، ص ص. 20-45.
[44] صباح اصطيفان كجه جي، المرجع السابق، ص. 60 وما بعدها.
[45] أ م د صباح جاسم حمادي، التجارة في بلاد الرافدين''السمات العامة''، مجلة الأستاذ، العدد 45، حزيران 2016، كلية التربية، جامعة بغداد، ص ص. 188- 202.
[46] جورج كونتينو، الحياة اليومية في بلاد بابل وآشور، ترجمة : سليم طه اللتكريتي، بغداد، 1979، ص. 165.
[47] وليام جيمس ديورانت. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود وآخرون، دار الجيل، بيروت، 1988، ص ص. 20- 35.
[48] جورج كونتينيو، الحياة اليومية في بلاد بابل وآشور، ترجمة وتعليق: سليم طه التكريتي وبرهان عبد التكريتي، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1979، ص. 127 ؛ هاري ساكس، الحياة اليومية في العراق القديم (بلاد بابل وآشور)، ترجمة كاظم سعد، طبعة .1، بغداد، 2000، ص.70.
[49] Seri Andrea, local Power of Old Babylonian Mesopotamia, 2012, PP. 12–13.
[50] عامر عبد زيد، المعتقدات الدينية في بابل، الحوار المتمدن، العدد: 4270، 2013/11/9 ؛ كاظم جبر سلمان الكرعاوي، نشأة المعتقدات الدينية في العراق القديم، قسم الآثار، كلية الآداب، جامعة بابل، 2017 (محاضرة).
[51] عمر ممدوح، أصول تاريخ القانون، القاهرة، نشر ؛ 5 Avraham Metargem Levanon,Ancient Peoples and Law, p.34, 1992
[52] نانسي دقماق، تاريخ الحضارة البابلية، نقلا عن: https:/sotor.com/،07:18/ 3089/2018 ؛ أحمد حبيب سنيد عبود الفتلاوي، موجز الخصائص الحضارية في العصر البابلي القديم، محاضرة، كلية التربية للعلوم الإنسانية، قسم التاريخ، 2011
[53] فاروق إسماعيل، إرّا وملك كل الديار- ملحمة بابلية، دار جدل، حلب، 199، ص.8 ؛ Stephanie Dalley, Erra and Ishum, in: S. Dalley, Myths From Mesopotamia, Oxford, 1989, P. 282.
[54] صلاح سلمان رميض الجبوري، مراجعة فاضل عبد الواحد علي، أدب الحكمة في وادي الرافدين، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، 2000، ص ص. 11- 27 ؛ عبد العزيز لازم، أدب الحكمة والنصيحة في العراق القديم، تموز للطباعة والنشر والتوزيع، 2013، ص . 17.
[55] موسى ديب خوري، حضارات الشرق القديم، وزارة الثقافة السورية، دمشق، 2002، ص. 15 ؛ مرغريت روثن، تاريخ بابل، ترجمة زينة عازار وميشال أبي فاضل، سلسلة "زدني علماً"، دار عويدات، بيروت، 1984، ص . 13- 21.
[56] حضارة بلاد الرافدين، الحضارة الكلدانية القديمة، رويال كلاس للبحوث والدراسات العليا، الكويت، ص. 7 ؛ الحضارة الكلدانية بالعراق، التجمع العربي للقوميين الجدد، قسم التاريخ والحضارة، منتدى ملتقى الحضارات، نقلا عن: https://alkomiun-ahlamontada.yoo7.com/04/11/14, 05:20 am
[57] قاموس المطران أوجين منا الكلداني، دليل الراغبين في لغة الآراميين، مطبعة الآباء الدومنيكيين، الموصل، 1900، ص. 338. حامد عبد القادر، الأمم السامية، مصادر تاريخها وحضارتها، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، 1981، ص. 80.
[58] Angold, Michael (2006). The Cambridge History of Christianity, pub1, Cambridge University Press, PP. 15-23.
[59] نبوخذ نصر الأول (1126 - 1103 ق م) هو الملك الرابع من سلالة ايسن الثانية والسلالة الرابعة لبابل،/ ((Nabu-Kudurri-Usur، خلف ولده (إنليل نادين أبلي)، أما أبوه فهو: (نينورتا نادين شومي)، تولى الحكم كملك بايلي لمدة 23 سنة حسب قائمة الملوك البابليين، وقد قام هذا الملك بطرد العيلاميين من بلاده الذين أسقطوا سلالة أور الثالثة، واشتهر بعبادته للإله مردوخ، لمزيد من المعلومات، راجع: علي بشير، دور الإله نابو ومكانته في حضارة بلاد الرافدين، جامعة بغداد، 2014، 14 ؛ ف، أ، بليافسكي، اسرار بابل، ترجمة: توفيق نصار، ط. 2، دمشق، 2007، ص. 20. ؛ William John Hinke.(1970), a new boundary stone of Nebuchadrezzar University of Pennsylvania, PP. 142-155.
[60] هنري ساكز، قوة آشور، ترجمة :عامر سليمان، المجمع العلمي، بغداد، 1999، ص. 15 ؛ فراس السواح، آرام دمشق ومملكة أسرائيل في التاريخ والتاريخ التوراتي، دار الفكر للدراسات والتوزيع، مصر، 2007، ص. 71-90
[61] من هم البابليون، كتّاب سطور، نقلا عن:https://sotor.com/ 18/12/2019، 9:34 ؛ هاني رجب، البابلية والفينيقية..حضارات عريقة خلفت تاريخاً عظيماً، نقلا عن: https://www.arageek.com/2015/08/18/phoenician-and-babylonian-civilizations.html، 2020/02/24
[62] فراس السواح: آرام دمشق ومملكة أسرائيل في التاريخ والتاريخ التوراتي، دار الفكر للدراسات والتوزيع، مصر، 2007، ص. 71-90 ؛ محمد حرب فرزت، عيد مرعي، دول وحضارات الشرق العربي القديم، الطبعة. الثانية، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق، 1994، ص ص 11-25.
[63] J. A. Brinkman Catégorie: Utilisation du paramètre auteur dans le modèle article, ''Merodach-Baladan II'', studies presented to A. Leo Oppenheim, the University of Chicago, 1964, PP. 6, 53.
[64] حامد عبد القادر، الأمم السامية، مصادر تاريخها وحضارتها، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، 1981 ، ص.80.
[65] إسرائيل ولفنسون، تاريخ اللغات السامية، الدار الأهلية للنشر والتوزيع، عمان، 2017، الطبعة. 1، ص ص. 90-93.
[66] طه باقر، مقدمة في تاريخ الفرات القديم، دار الوراقين، مصر، 2009، ص. 205 ؛ موفق نيسكو، تاريخ الدولة الكلدانية (قبيلة كلدة الآرامية)، جريدة الحوار المتمدن، العدد: 6350، 13/9/2019، نقلا عن: http://www.ahewar.org/debat/show.art. 2019 / 9 / 13 - 17:58
[67] المطران اوجين منا الكلداني، القاموس الكلداني العربي، دليل الراغبين في لغة الآراميين، طبعة المطران روفائيل بيداويد، بيروت، ص. 338 ؛ حامد عبد القادر، الأمم السامية، مصادر تاريخها وحضارتها، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع, 1981، ص ص. 80 -120.
[68] البطريرك يعقوب الثالث، تاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية، المرجع السابق، ج. 1، ص. 117 ؛ أنستاس ماري الكرملي، مجلة لغة العرب البغدادية، ج. 2، العدد. 2، أغسطس 1911م، ص53 ؛ حلمي محروس، الشرقي العربي القديم وحضاراته، المرجع السابق، ص. 96.
[69] أنستاس ماري الكرملي، مجلة لغة العرب البغدادية، المرجع السابق، ص. 53 ؛ حلمي محروس، الشرقي العربي القديم وحضاراته، المرجع السابق، ص. 96 ؛ و د. رمضان عبد علي، تاريخ الشرق الأدنى القديم وحضاراته إلى مجيء حملة الاسكندر الأكبر "الجزء الأول: إيران – العراق، دار النهضة، بيروت، 2017، ص. 272.
[70] فراس السواح، آرام دمشق وإسرائيل في التاريخ والتاريخ التوراتيّ، منشورات دار علاء الدين،الأردن، ط. 1، 1995، ص. 65.
[72] جمانة الأسعد، الآشوريين وحضارتهم العريقة في شمال العراق، نقلا عن: https://dkhlak.com/about-assyria-and-assyrian-empire/، 20 مايو 2017, 10:49.
[73] Roux, Georges (1992). Ancient Iraq. Penguin Books Limited, P. 15.
[74] جورج رو، العراق القديم، ترجمة وتعليق حسن علوان حسين، وزارة الثقافة والأعلام، النهضة المصرية، ط. 7، القاهرة، 1964، ص ص. 161-191.
[75] Deutscher Guy (2007). Syntactic Change in Akkadian: The Evolution of Sentential Complementation, Pub Univ Oxford, PP. 20-21 ; Harvey Weiss, Tell Leilan and Shubat Enlil, Mari, Annales de Recherches Interdisciplinaires, 1985, Vol. 4, PP. 269 – 92.
[76] كيرك غرايسون (1972). كتاب النقوش الملكية الآشورية: المجلد الأول. فيسبادن: أوتو هاراسويتز، ص. 108 ؛ جورج رو (1964)،" العراق القديم "الجيران أو الشركاء التجاريين''، ص ص.161–191.
[77] هنري ساكز، قوة آشور، ترجمة: د.عامر سليمان، المرجع السابق.
[78] محمد حرب فرزت، عيد مرعي، دول وحضارات في الشرق العربي القديم، الطبعة. الثانية، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، سوريا، 1994، ص ص. 17- 30.
[79] منير البعلبكي، الحضارة الأشورية - موسوعة المورد،1991،
[80] فراس السواح، آرام دمشق ومملكة إسرائيل، المرجع السابق ؛ أحمد محمد عوف، موسوعة حضارة العالم، المرجع السابق.
[81] J.M. Munn-Rankin(1975).''assyrian Military Power 1300-1200 B.C'', in E.S.Edwards. Cambridge Ancient History, Vol.2, Part.2, History of the Middle East and the Aegean Region. C, 1380-1000B.C, Cambridge University Press, PP. 287- 298.
[82] محمد فرزت، عيد مرعي، دول وحضارات الشرق العربي القديم،
[83] منير البعلبكي، الحضارة الأشورية - موسوعة المورد-،1991.
[84] هنري ساكز، قوة آشور، ترجمة: د.عامر سليمان، المرجع السابق.
[85] احمد محمد عوف، موسوعة حضارة العالم ؛ هنري ساكز، قوة آشور، ترجمة: د.عامر سليمان، المرجع السابق.
[86] Frve Richard N, Assyrian and Syria, and the ancient Assyrian empire, Harvard University, 1992, P. 16 ; Parpola Simo, national and ethnic identity in the neo- assirian empire and assyrian, journal of Assyrian academic studies, vol. Assyriology, pdf, identity in post – empire times, no.2, 2004, PP. 15.29.
[87] أحمد محمد عوف، موسوعة حضارة العالم، المرجع السابق.
[88] هنري ساكز، قوة آشور، ترجمة: د.عامر سليمان، المرجع السابق ؛ محمد فرزت، عيد مرعي، المرجع نفسه.
[89] فراس السواح، آرام دمشق ومملكة إسرائيل، المرجع السابق ؛ Tadmor, Hayim (1994). The Inscriptions of Tiglath-Pileser III, King of Assyria: Critical Edition, with Introductions, Translations, and Commentary. Jerusalem: Israel Academy of Sciences and Humanities, P. 29
[90] محمد فرزت، عيد مرعي، دول وحضارات الشرق العربي القديم، المرجع السابق ؛ Healy, Mark (1991). The Ancient Assyrians. London: Osprey, P. 17
[91] أحمد محمد عوف، المرجع السابق ؛ هنري ساكز، قوة آشور، ترجمة: د.عامر سليمان، المرجع السابق.
[92] معلومات عن شلمنصر الخامس على موقع enciclopedia.cat". enciclopedia.cat. مؤرشف من الأصل في 10 نوفمبر 2019. ؛ Roux, Georges (1992). Ancient Iraq (Third ed.). Penguin. pp. 310–312.
[93] منير البعلبكي، الحضارة الأشورية - موسوعة المورد-،1991 ؛ Elayi, Josette (2017). Sargon II, King of Assyria. SBL Press, P.13
[94] هنري ساكز، قوة آشور، ترجمة: د.عامر سليمان، المرجع السابق.
[95] فراس السواح، آرام دمشق ومملكة إسرائيل، المرجع السابق ؛ محمد فرزت، عيد مرعي، دول وحضارات الشرق العربي القديم، المرجع السابق.
[96] سمير شيخاني، صانعو التاريخ، ج. 1، مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر، بيروت، 1991، ص. 17 ؛ أحمد محمد عوف، موسوعة حضارة العالم، المرجع السابق.
[97] هنري ساكز، قوة آشور، ترجمة: د.عامر سليمان، المرجع السابق. ؛ Halton, Charles; Svärd, Saana (2017). Women's Writing of Ancient Mesopotamia. Cambridge University Press, P .150.
[98] منير البعلبكي، الحضارة الأشورية - موسوعة المورد-،1991،
[99] فراس السواح، آرام دمشق ومملكة إسرائيل ؛ ألف شخصية عظيمة، ترجمة مازن طليمات، ط. 1، دار طلاس للدراسات والتوزيع، دمشق، 1988،ص. 150. ؛ Tallqvist, Knut Leonard (1914). Assyrian Personal Names (PDF). Leipzig: August Pries, P. 39
[100] على شحيلات، وعبد العزيز إغلياس الحمداني، مختصر تاريخ العراق، تاريخ العراق القديم(العصر الآشوري: 2500-605ق.م)، ج. 4، دار الكتب العلمية، بيروت، ص. 338 ؛ محمد فرزت، عيد مرعي، دول وحضارات في الشرق العربي القديم، ط. 2، دار طلاس، دمشق، 1994، ص. 159- 160.
[101] فراس السواح، آرام دمشق ومملكة إسرائيل، المرجع السابق.
[102] محمد فرزت، عيد مرعي، دول وحضارات الشرق العربي القديم، المرجع السابق.
[103] منير البعلبكي، الحضارة الأشورية - موسوعة المورد-،1991،
[104] هنري ساكز، قوة آشور، ترجمة: د.عامر سليمان، المجمع العلمي، بغداد، 1999، ص. 374.
[105] منير البعلبكي، الحضارة الأشورية - موسوعة المورد-،1991،
[106] أحمد محمد عوف، موسوعة حضارة العالم،
[107] هنري ساكز، قوة آشور، ترجمة: د.عامر سليمان، المرجع السابق.
[108] هنري ساكز، المرجع السابق.
[109] فراس السواح، آرام دمشق ومملكة إسرائيل، المرجع اللسابق.
[110] محمد فرزت، عيد مرعي، دول وحضارات الشرق العربي القديم، المرجع السابق.
[112] احمد محمد عوف، موسوعة حضارة العالم، المرجع السابق.
[113] هنري ساكز، قوة آشور، ترجمة: د.عامر سليمان، المرجع السابق.
[114] "Mesopotamian religion". Encyclopedia Britannica ، نقلا عن: https://ar.wikipedia.org/wiki/اطلع عليه بتاريخ 13 سبتمبر 2017. ؛ Moorey, Peter Roger Stuart. (1991). A Century of Biblical Archaeology, Westminster John Knox Press, 1991, P. 13.
[115] 48) أحمد محمد عوف، موسوعة حضارة العالم، المرجع السابق.
[116] دنيس بولم، لحضارات الإفريقية، دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، القاهرة، 2008، ص ص. 33-47.
[117] منير البعلبكي، الهند الصينية، موسوعة المورد، 1991، ؛ Peter Harvey, An Introduction to Buddhism teachings, History and Practices), Cambridge University Press, 2013, PP. 150-173.
تاريخ و آثار بلاد المغرب في الفترة القديمة ، اصل سكان بلاد المغرب القدماء و اهم الممالك المحلية و منجزاتها الحضارية و تفاعلها مع المجموعات البشرية الوافدة على المنطقة، كالفينيقيين و القرطاجيين و الرومان
تاريخ وآثار بلاد المغرب الإسلامي
منذ تأسيس مدينة القيروان على يد الفاتح عقبة بن نافع (50-55ه) دخلت بلاد المغرب مرحلة تاريخية جديدة تميزت بمايلي :
- تواتر عمليات الفتح لبلاد المغرب ما بين 50 إلى 86هـ حتى تعيين موسى بن نصير واليا على بلاد المغرب
- ظهور ولاية المغرب الإسلامي التابعة للخلافة المشرقية .
- ظهور الإمارات المستقلة عن المشرق الإسلامي منذ النصف الثاني للقرن الثاني للهجرة
- قيام الدول الكبرى ببلاد المغرب الإسلامي مع نهاية ق.3 للهجرة .
- ظهور المدن العواصم وأزدهار حركة العمران ببلاد المغرب الإسلامي ( المغرب والأندلس)
محتوى المادة:
1- تعريف الوثيقة السياسية و أنواعها.
2- مناهج تحليل الوثائق السياسية.
3- تقنيات تحليل الوثائق السياسية.
4- نماذج مختارة لتحليل الوثائق:
- الوثيقة الوطنية الرسمية( التعديل الدستوري في 2016).
- تحليل الوثيقة الاقليمية و الدولية ( معاهدة مراكش المنشئة للإتحاد المغرب العربي 1989).
5- منهجية تحليل الخطاب السياسي.
هذه الدروس موجهة إلى طلبة السنة الثالثة دراسات أدبية الذين درسوا في السداسي الخامس مقياس قضايا النص الشعري القديم أما في السداسي السادس يدرسون الأدب الشعبي المغاربي حيث نحاول أن نعطي لمحة عن كل ماله علاقة بالأدب الشعبي الذي يخص منطقة المغرب العربي من قصص وحكايات وفلكلور وألغاز وغيرها.
د/ ميسوم طالبي
مقياس : السياسات الاقتصادية
ملخص الدرس : تناولنا في درسنا المتعلق بالسياسة الاقتصادية بعد التمهيد المعمق الذي تناولنه سالفا ، وركزنا في درسنا الي هو بين ايديكم ، على اهم تعاريف السياسة حيث تعرف بأنها " عبارة عن مجموع الاجراءات التي تقوم بها السلطات العمومية قصد توجيه النشاط الاقتصادي في المدى القصير او الطويل ، بهدف تصحيح وإعادة بعث النشاط الاقتصادي او تعديل الهياكل الاجتماعية والاقتصادية " ثم اوضحنا انها تنقصم الى سياسة ظرفية وهيكلية ، وعرفنا السياسة الظرفية " هي تلك السياسة التي هدفها العمل على التقلبات الاقتصادية في المدى ألقصير وتكمن عموما في التوازنات الاقتصادية الاربع الكبري والملخصة في مربع كالدور Nicolas Kaldor " النمو ، وثبات الاسعار ، العمالة ، التوازن الخارجي" وقد شرحنا ديناميكية عمل المربع السحري لــــــــ Nicolas Kaldor من خلال ضرب مثال مقارن بين المغرب تونس .
جامعة زيان عاشور بالجلفة
محاضرات في مقياس "تقنيات البحث" (السنة الأولى ليسانس)
د/ ميلود فضة
مقدمة:
هذه مجموعة محاضرات في مقياس "تقنيات البحث" قدّمت لطلبة السنة الثانية نظام جديد (ل.م.د) وبعد ذلك لطلبة السنة الأولى؛ بحكم التعديل المستمر من طرف الوزارة، حتى استقر الأمر الآن على ثلاثة مقاييس في المنهجية؛ الأول هذا المقياس(تقنيات البحث)، خاص بالسنة الأولى، والثاني مقياس (منهجية البحث اللغوي) خاص بالسنة الثالثة تخصص: دراسات لغوية، وأما المقياس الثالث فهو (منهجية البحث الأدبي) يدرس للسنة الثالثة كذلك، تخصص: دراسات أدبية.
وتكمن أهمية تدريس "تقنيات البحث"؛ لما للبحث العلمي من أهمية كبيرة في رقي وتقدم الشعوب والأمم، فالدول المتقدمة تولي له الاهتمام الكبير؛ من توفير للأموال، والوسائل، من أجل تحقيق إلى الرفاهية للإنسان، والمحافظة على مكانتها الدولية، وأمنها القومي، فالهدف الأسمى من إنجاز البحوث العلمية، هو الوصول إلى إيجاد حلول للمشاكل التي تؤرق البشرية، بالإضافة إلى المعرفة في جميع نواحيها.
وما يلاحظ على هذا البرنامج الجديد أنه يحتوي على جانبين؛ الأول مفاهيم نظرية؛ كمفهوم البحث العلمي، ومراحله، وشروطه، والأسلوب العلمي، وصفات الباحث، ومصادر البحث ومراجعه ... الخ كلها تحديدات نظرية، أما الثاني فيتحدث عن الجوانب التطبيقية؛ أو الأعمال يقوم بها الباحث، أو الإجراءات العملية؛ كاختيار موضوع البحث يتطلب من الباحث الرجوع إلى المصادر والمراجع في تخصصه وقراءتها، ونفس الأمر بالنسبة لإنجاز الخطة، والأمر ذاته أثناء جمع المادة العلمية، وكذا الحال لعملية التوثيق ...الخ تلاحظ أنها أعمال يمارسها الباحث، من بداية البحث إلى نهايته.
لقد قسمت هذه المادة إلى بابين كبيرين؛ تقسيما منطقيا يقتضيه نظام التدريس (السداسي الأول، والسداسي الثاني)، وما ذكرته سابقا بالنسبة للجانب النظري، والجانب التطبيقي؛ فالأول: محاضرات السداسي الأول، والثاني: محاضرات السداسي الثاني.
وهذا ذكر لمحتويات المقياس كما جاء في برنامج الوزارة:
أولا_ محاضرات السداسي الأول:
أ_ مفهوم البحث العلمي.
ب_ البحث العلمي ومنهج البحث.
ج_ بين المنهجية والمنهج.
د_ أهداف البحث العلمي.
ه_ منهج البحث العلمي والأسلوب العلمي.
و_البحوث النظرية والبحوث التطبيقية.
ز_ صفات الباحث.
ح_ المكتبية (البحث البيبليوغرافي، أنواع البيبليوغرافية).
ط_ مصادر ومراجع مادة البحث.
ي_ أنواع البحث العلمي والدرجة العلمية.
ك_ مجالات البحث العلمي وتطبيقاته.
ثانيا_ محاضرات السداسي الثاني:
أ_ اختيار موضوع البحث.
ب_ إشكالية موضوع البحث.
ج_ رسم خطة البحث.
د_ التوثيق.
ه_ أنواع المصادر والمراجع.
و_ جمع المادة وتوثيقها وتبويبها.
ز_ أسلوب كتابة البحوث العلمية.
ح_ الهامش ووظيفته.
ط_ إخراج البحث وتبييضه.
ي_ الفهارس.
ثالثا_ فهرس مصادر ومراجع المحاضرات.
رابعا _ فهرس موضوعات المطبوعة.
لقد اعتمدت في بناء هذه المحاضرات على مصادر ومراجع مختلفة؛ حتى أحيط _ ما استطعتُ _ بجميع موضوعاتها وجزئياتها، وركّزت على تلك المراجع المتعلقة بهذا المجال، قديمها وحديثها، وما جاءت به المراجع المعاصرة في ميدان البحث العلمي، وفصّلت في أحايين كثيرة في موضوعاتٍ لم يُطلب فيها ذلك؛ لتعميم الفائدة لا غير.
ويمكن أن أقول في النهاية، وبكل طمأنينة، أن الطالب(الباحث) إذا استوعب الموضوعات النظرية، والأخرى العملية، المتعلقة بهذا المقياس، وبالقراءة والمطالعة، والبحث، والمناقشة، وبمساعدة الأساتذة وذوي الخبرة، يستطيع أن يمضي قدما في طريق البحث عن الحقائق جديدة، سواء في بحوثه القصيرة، أو تلك التي ينجزها في مراحل أخرى في تدرجه، ويصبح في النهاية قادرا على إنجاز أي بحث، وفي أي مرحلة من تعلمه، بالشروط العلمية المتعارف عليها، وبالتالي يشارك هذا الباحث، أو ذاك، في مساعدة مجتمعه، وتطوير بلده، والنهوض به في مختلف المجالات.
أولا_ محاضرات السداسي الأول
أ_ مفهوم البحث العلمي.
ب_ البحث العلمي ومنهج البحث.
ج_ بين المنهجية والمنهج.
د_ أهداف البحث العلمي.
ه_ منهج البحث العلمي والأسلوب العلمي.
و_البحوث النظرية والبحوث التطبيقية.
ز_ صفات الباحث.
ح_ المكتبية (البحث البيبليوغرافي، أنواع البيبليوغرافية).
ط_ مصادر ومراجع مادة البحث.
ي_ أنواع البحث العلمي والدرجة العلمية.
ك_ مجالات البحث العلمي وتطبيقاته.
أ_ مفهوم البحث العلمي
أ.1_ البحث لغة.
أ.2_ البحث اصطلاحا.
أ.3_ تعريف البحث العلمي.
أ_ مفهوم البحث العلمي:
أ.1_ البحث لغة:
اشتقت كلمة بحث من الفعل "بحث"، أي نقب عن الشيء وتعرف عليه من جميع جوانبه[1]، وهي كذلك بمعنى فتش، وسأل، واستقصى، وتحرى، واستقرأ، واستكشف، وطلب. وقد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ﴾ المائدة/31. فالبحث إذا: الطلب والتفتيش وتقصي حقيقة من الحقائق. وجاء في كتاب "العين" للخليل: البحث طلبك شيئا في التراب، تقول: أستبحث عنه، وأبحث، وهو يبحث بحثا. وورد في معجم مقاييس اللغة (ب ح ث) أصل واحد يدل على إثارة الشيء. ويقال: بحث عن الخبر، أي طلب علمه. وفي اللسان: طلبك الشيء في التراب، والبحث أن تسأل عن شيء، وتستخبر.
أ.2_ البحث اصطلاحا:
عرفه الدكتور "علي جواد الطاهر" بقوله: (( البحث طلب الحقيقة وتقصيها، وإذاعتها في الناس ))[2]، وبسّط تعريفه "أحمد شلبي" فقال: (( البحث أو الرسالة، تقرير واف يقدمه باحث عن عمل، تعهده وأتمه، على أن يشمل التقرير كل مراحل الدراسة، منذ أن كانت فكرة حتى صارت نتائج مدونة، مرتبة مؤيدة بالحجج والأسانيد ))[3]. وممّا سبق نقول أن: البحث الأدبي: هو طلب الحقيقة الأدبية في مصادرها وإذاعتها. والبحث اللغوي: طلب الحقيقة اللغوية في مظانها وإذاعتها، وتختلف طرق الإذاعة؛ فيمكن وضع البحث في المكتبة كمرجع، أو في موقع مكتبة الكلية أو الجامعة، كما يمكن طبعه ككتاب ...ونشبر إلى أن مصطلح "البحث" عادة ما تضاف إليها كلمة "العلم"؛ فنقول: البحث العلمي، أو كلمات أخرى فنقول: البحث الأدبي، البحث اللغوي، البحث الاجتماعي...
أما العلمي فهي كلمة تنسب إلى العلم، وهو ضد الجهل، ومعناه المعرفة والدراية والإدراك، ويتميز بالدقة والتنظيم.
قال تعالى: ﴿ هل اتّبعك على أن تعلّمني ممّا علّمت رشدا﴾ الكهف/66، يقال: أعلمته بكذا، أي: أشعرته وعلّمته تعليما(العين للخليل، "علم")، وهو أصل واحد، يدل على أثر بالشيء يتميز به عن غيره...ومن ذلك العلامة، ويقال: علّمتُ على الشيء علامة، ...وتعلّمت الشيء إذا أخذت علمه[4]. أما العلم في الاصطلاح فقد عرفه "الجرجاني" بأنه: "الاعتقاد الجازم المطابق للواقع"، وقال الحكماء: "هو حصول صورة الشيء في العقل"[5]. وعرفه أحدهم بأنه: "جهد إنساني عقلي منظم وفق منهج محدد في البحث يشمل على خطوات وطرائق محددة، ويؤدي إلى معرفة عن الكون والنفس والمجتمع، يمكن توظيفها في تطوير أنماط الحياة، وحل مشكلاتها".
أ.3_ تعريف البحث العلمي:
أما المصطلحان معا(البحث العلمي) فنشير هنا إلى أنه تنوعت تعريفاته، لكن معظمها أكد على دراسة مشكلة ما بقصد حلها وفقا لقواعد علمية دقيقة، نذكر من تلك التعريفات ما يلي:
_ بأنه عملية منظمة يقوم بها الباحث من أجل تقصي حقيقة من محددة، بشأن ظاهرة أو مشكلة معينة، تشكل موضوع بحثه. يسلك الباحث خلال عملية البحث العلمي طريقة منسقة ومنظمة تسمى منهج البحث، بهدف الوصول إلى حلول ملائمة للمشكلة التي يبحث فيها، أو الوصول إلى نتائج بصددها يمكن تعميمها على المشكلات المشابهة لها[6].
_ كما يعرف بأنه تلك الجهود التي يقوم بها باحث أو أكثر، لدراسة مشكلة معينة، من أجل الوصول إلى نتائج معينة، ويشترط في الجهود المبذولة أن تكون وفق مناهج وأصول معينة[7].
_ ويعرف كذلك بأنه: التقصي المنظم باتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة الجديد لها[8].
_ وفي العلوم الإنسانية يحدد بأنه "سعي وراء المعرفة باتباع أساليب علمية مقننة، أو أنه استقصاء دقيق يهدف إلى اكتشاف حقائق وقواعد عامة يمكن التحقق منها مستقبلا "[9].
هذا وغيرها من التعريفات التي أعطيت للبحث العلمي، ويرى" كامل محمد المغربي"[10] أنه رغم اختلافها عن بعضها البعض من الناحية الشكلية إلا أنها تتفق في المضمون والجوهر؛ وهو أن:
_ البحث العلمي يعمل على تطويع الرموز والأفكار، للوصول إلى التعاميم المناسبة.
_ البحث العلمي هو وسيلة للاستقصاء المنظم والدقيق.
_ البحث العلمي يوصل إلى تطوير النظريات القائمة وتصحيحها.
_ البحث العلمي يتطلب تتبع خطوات معينة من ناحية جمع المعلومات واختيار الأدوات والمعدات القياسية، والتأكد من الصدق والثبات والموضوعية.
وباختصار فإن البحث العلمي هو عملية ملاحظة الحقائق، والتعرف على معانيها ثم تطبيقها بشكل منظم في مشكلة معينة، ولذا فإن البحث العلمي هو عبارة عن منهجية في طرق ووسائل الدراسة في العلوم المختلفة تأخذ بمناهج المختصين في الميادين العلمية المختلفة والتنسيق بينها ومعرفة علاقتها وروابطها للخروج بنماذج عامة ترتبط منطقيا بالعقل الإنساني[11].
وانطلاقا ممّا سبق يمكن أن نعرّف البحث العلمي بأنه: "هو دراسة مبنية على تقصٍّ وتتبّع لموضوع معين وفق منهج خاص لتحقيق هدف معين".
ب_ البحث العلمي ومنهج البحث.
ب.1_المنهج لغة.
ب.2_ المنهج اصطلاحا.
ب.3_ أنواع المناهج.
ب.4_ منهج البحث وأدوات البحث.
ب.5_ أهداف المنهج العلمي.
ب.6_ تعريف المناهج.
ب_ البحث العلمي ومنهج البحث:
ب.1_المنهج لغة:
يقصد به الطريق أو المسلك؛ سلك، نهج، اتبع... قال تعالى: ﴿ لكلّ جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ﴾ المائدة/48. وعلى هذا نقول: طريق نهْجٌ وطُرُقٌ ونهْجةٌ ونَهَجَات ونُهُجٌ ونهُوج[12]. وفي بيت "ابن الرومي" يرثي أحد العلويين، في قصيدة طويلة مطلعها:
أمامك فانظرْ أيَّ نَهْجَيكَ تنْهَجُ؟ طريقان شتَّى: مستقيمٌ وأعوَج
وأطلق على الكتاب النفيس الذي ضم خطب الإمام "علي" _ رضي الله عنه _ "نهج البلاغة"، وأطلق النهج للدلالة على الشارع "نهج ابن خلدون" أي شارعه... ومنه المنهَجُ والمِنهاج[13].
والمنهاج كالمنهج بمعنى واحد، وهو الطريق الواضح، قال "الخليل" (ت170ه): نَهَجَ الأمر، وأنْهَجَ: لغتان، أي: وضح، والمنهاج الطريق الواضح. وقال "ابن فارس"(ت395ه): أصلان متباينان: الأول: النهج: الطريق وهو مستقيم، ونهج لي الأمر: أوضحه، والمنهاج والمنهج: الطريق أيضا، والجمع مناهج[14]. وقال "ابن منظور"(ت711ه): أنهج الطريق: وضح واستبان وصار نهجا واضحا بيّنا، والمنهاج: الطريق الواضح[15]. لقد اتفقت المعاجم العربية اللغوية على أن المنهج هو الطريق الواضح الذي يتبعه الإنسان للوصول إلى غاية ما.
تعبر كلمة منهج عن سلوك طريق معين وتترجم بكلمة Méthod إلى اللغة الإنجليزية، وهي تعود إلى أصل يوناني معناه: البحث أو المعرفة أو النظر المرادف لمناهج البحث، وتخضع إلى ظروف خارجية أكثر منها إرادية[16].
ب.2_ المنهج اصطلاحا:
عُرّف بتعريفات عديدة ومتنوعة؛ حيث عرفه "عبد الرحمن بدوي" بأنه: (( الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم، بواسطة طائفة من القواعد العامة تهيمن على سير العقل، وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة )). وعرّف بأنه: (( فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار بهدف الكشف عن الحقيقة ))، وبأنه: (( ممارسة علمية يسعى صاحبها إلى الوصول إلى معرفة علمية، وفق قواعد معينة )). أو قل هو: (( الخطة التي اتبعها مؤلف الكتاب في علاج القضية التي اختارها موضوعا لبحثه، وقيامها على أساس المنطق، أو من الاستقراء، أو منهما معا، كما يراد بها استعمال المادة وتحليلها، ومناقشتها، وتقويمها ونقدها، وإعمال الرأي فيها، واستخلاص النتائج منها )). وهو كذلك: (( عدة أدوات استقصائية تستعمل في استخراج المعلومات من مصادرها الأصلية والثانوية، البشرية والمادية، البيئية والفكرية، تنظم بشكل مترابط ومنسق لكي تفسر وتحلل ويعلق عليها )).
ويعرفه العلماء بأنه: "التنظيم الصحيح من أجل البرهنة على حقيقة لا يعرفها آخرون"، ويسمى بمنهج التحليل أو منهج التصنيف. ومن المناهج ما يجمع الحقائق ويفسرها ويستخلص دلالتها من خلال الاتجاه إلى الوصف الكمي أو الكيفي للتعرف على تركيبها وخصائصها[17].
وفي عرف الجامعيين يراد بالمنهج النسق الذي تُرتب به أجزاء الإشكالية سواء أكانت أنساقا تاريخية مما يجعل الحوادث مرتبة وفق تتابعها الزمني، أو أنساقا موضوعية، تتقدم فيها الموضوعات العامة، وتذيل بها المسائل الفرعية، أو هو نسق منطقي يبدأ بالمقدمات لتليها النتائج.
وخلاصة القول أنه، وإن اختلفت استعمالات كلمة منهج في ألفاظها، إلا أنها تدور في فلك معنى واحد؛ فهو الطريقة، أو الأسلوب، أو الكيفية...، والمنهج واحد في جميع ميادين العلم والمعرفة، وهو التوفيق بين النشاط الذاتي المبدع، والمعلومات الموضوعية، والأدلة، والوسائل كما تظهر في سياق البحث. وتختلف المناهج باختلاف الظواهر المطروحة للبحث والدراسة، فما يصلح لظاهرة قد لا يصلح لظاهرة أخرى. واختصارا فكلمة "منهج" تدل على ((الطريقة (المنهج) المؤدية إلى الغرض المطلوب))[18].
ولا شك في أن الإنسان قد عرف المنهج منذ القدم بفضل عقله المفكر، وتجاربه الكثيرة، وخبراته المتراكمة بحيث استخدمه لإشباع حاجاته، ومحاولة السيطرة على الطبيعة وتسخير كل ما فيها لفائدته. وتتوالى العصور، وتصبح كلمة منهج بمعنى النظر أو البحث أو المعرفة، ويصير لكل فيلسوف منهجه بدءا من الإغريق، مرورا بمن جاء بعدهم وانتهاء بحضوره في عالمنا المعاصر، بحيث صار لازما لكل عمل يقوم به الإنسان، ولا يجادل أحد في ذلك.
والمنهج العلمي هو الدراية الفكرية الواعية التي تطبق في مختلف العلوم تبعا لاختلاف موضوعات هذه العلوم، وهو قسم من أقسام المنطق. وليس المنهج سوى خطوات منظمة يتبعها الباحث في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها إلى أن يصل نتيجة معينة، وبهذا يكون في مأمن من اعتقاد الخطأ صوابا أو الصواب خطأ.
وفي القرن 16م ظهر الفيلسوف " فرانسيس بيكون" الإنجليزي (1561_ 1626م) و"ديكارت" الفرنسي (1596_ 1650م) اللذان كرسا جزءا كبيرا من أعمالهما من أجل تثبيت دعائم المنهج، ومن حينها شاع المنهج الاستدلالي في الرياضيات، والتجريبي في الطبيعيات، والشكي في الإنسانيات، وبذلك أحرز المنهج مكانة عالية في ميدان العلوم والمعارف ...[19]. وبالتالي تكونت فكرة المنهج العلمي بالمعنى الاصطلاحي المتعارف عليه.
أما العلم الذي يبحث في الطرق التي يستخدمها الباحثون لدراسة المشكلة والوصول إلى الحقيقة فهو "علم المناهج".
ب.3_ أنواع المناهج:
من المعلوم أن لكل بحث علمي منهج، أو مناهج معينة تناسبه، والمناهج متعددة؛ منها المنهج الوصفي، والمنهج التاريخي، والمنهج التجريبي، والمنهج الاستقرائي، والمنهج الاستدلالي...
ويصنفها الباحثون إلى أنواع مختلفة، ويختلفون في تقسيمها إلى مناهج رئيسية، ومناهج فرعية، وعموما يمكن تقسيم هذه المناهج إلى ثلاث أنواع أساسية، هي: المنهج التاريخي، والمنهج الوصفي، والمنهج التجريبي[20]. وسنفصل بعد قليل في هذه المناهج الثلاثة.
ويمكن تقسيم المنهج إلى نوعين[21]: منهج خاص: فلكل علم من العلوم موضوع، ولكل موضوع منهج خاص به.
منهج عام: تختلف مناهج البحث العلمي باختلاف المواضيع، والقاسم المشترك بين مناهج البحث المختلفة هو المنهج العام، وهو عبارة عن مجموعة من العناصر المشتركة تسمى (مراحل البحث العلمي) ويمكن القول أن مناهج البحث هي مناهج فرعية، أو أساليب بحث تتبع منهجا واحدا هو المنهج العام[22].
ب.4_ منهج البحث وأدوات البحث:
ينبغي عدم الخلط بين منهج البحث وأدواته؛ فمفهوم المنهج أعم بكثير من مفهوم الأدوات، فهذه الأخيرة تندرج في إطار المنهج الذي يغطيها، والمنهج يشكل وسيلة البحث التي تلائم مقاربة ظاهرة مهينة، وكلمة منهج تعتبر مع ذلك مفهوما غامضا يصعب تحديده، وإن كان علماء المنطق ومناهج البحث ونظريات المعرفة ( الابستمولوجيا) يجمعون على اعتباره مرتبطا بطريقة الاستدلال المتعلقة بكل علم من العلوم. فالمنهج المتبع في دراسة الرياضيات يتخذ طابع الاستنباط، بينما يتخذ في العلوم التجريبية أسلوب الاستقراء[23].
ووظيفة المنهج في نظر "كابلان" 1964 لا تكمن في النتائج التي يحصل عليها، بقدر ما تتجلى في أهميته في المساعدة على فهم سيرورة البحث ذاته[24].
إننا لا نستطيع تفضيل منهج على آخر خلال الإقبال على عملية البحث، وإنما طبيعة الظاهرة التي نبحث فيها هي التي تملي أو تفرض علينا استخدام هذا المنهج أو ذاك[25].
ب.5_ أهداف المنهج العلمي:
إن الهدف الأقصى للخطوات التي يتسلح بها المنهج العلمي هي الوصول إلى الفهم الشامل للعالم الذي نعيش فيه. ولهذا، فإن الأمر لا يتعلق فقط بتحديد لجزء من الأسباب التي تؤدي إلى وقوع ظاهرة ما، وإنما الوصول إلى وصف وتفسير لهذه الظاهرة، والقدرة على التنبؤ بحدوثها، وفي معظم الحالات القدرة على إعادة إحداثها بعد توفر شروطها[26].
ب.6_ تعريف المناهج:
تختلف المناهج باختلاف المواضيع، ولكل منهج وظيفته وخصائصه التي يستخدمها كل باحث في ميدان تخصصه، والمنهج أيا كان نوعه، هو الطريقة التي يسلكها الباحث للوصول إلى نتيجة معينة. فإذا كان البحث حول موضوع تاريخي، فإنه يتعين على الباحث أن يعتمد على المنهج التاريخي ... وفي بعض الحالات يجد الكاتب نفسه مجبرا على استخدام منهجين أو أكثر، وذلك إذا كانت طبيعة المشكلة التي يدرسها تتطلب ذلك[27].
ب.1.6_ المنهج التاريخي:
المنهج التاريخي هو الطريق الذي يتبعه الباحث في جمع معلوماته عن الأحداث والحقائق الماضية، وفي فحصها ونقدها وتحليلها والتأكد من صحتها، وفي عرضها وترتيبها وتفسيرها، واستخلاص التعميمات والنتائج العامة منها، والتي لا تقف فائدتها على فهم الماضي فحسب، بل تتعداه إلى المساعدة في تفسير الأحداث والمشاكل الجارية، وفي توجيه التخطيط بالنسبة للمستقبل[28].
_ خطوات المنهج التاريخي:
فصل "عمار بوحوش" و"محمد محمود الذنيبات" في الخطوات الأساسية للمنهج التاريخي نجملها فيما يلي[29]:
أولا_ اختيار موضوع البحث.
ثانيا_ جمع البيانات والمعلومات.
ثالثا_ نقد مصادر المعلومات والمادة التي جمعت.
رابعا_ صياغة الفروض وتحقيقها.
خامسا_ استخلاص النتائج وكتابة تقرير البحث.
ب.2.6- المنهج التجريبي:
يعتبر المنهج التجريبي أقرب مناهج البحوث لحل المشاكل بالطريقة العلمية، والتجريب سواء تم في المعمل أو في قاعة الدراسة، أو في أي مجال آخر ... هو محاولة للتحكم في جميع المتغيرات والعوامل الأساسية باستثناء متغير واحد ... حيث يقوم الباحث بتطويعه أو تغييره بهدف تحديد وقياس تأثيره في العملية[30].
أو هو المنهج الذي يعتمد على الملاحظة والتجربة في دراسة المشكلات والظواهر المادية، ويتميز المنهج التجريبي عن غيره من المناهج في الجوانب التالية:
أولا: الملاحظة والتجربة.
ثانيا: مصادر المعلومات، والمصدر الأساسي للمعلومات في البحث التجريبي هو الواقع نفسه.
ثالثا: أساليب اختيار الفروض العلمية[31].
خطوات المنهج التجريبي:
يمكن القول بأن خطوات المنهج التجريبي هي خطوات المنهج العلمي بوجه عام، فهي تبدأ أولا بملاحظة الظواهر أو الوقائع الخارجة عن العقل، ويعقب ذلك بوضع الفرض أو الفروض، ثم القيام بإجراء التجارب للتثبت من صحة الفرض أو الفروض، وأخيرا محاولة الوصول إلى القوانين التي تكشف عن العلاقات الموجودة بين الظواهر[32].
ب.3.6- المنهج الوصفي:
حين يريد الباحث أن يدرس ظاهرة ما، فإن أول خطوة يقوم بها هي وصف الظاهرة التي يريد دراستها وجمع أوصاف ومعلومات دقيقة عنها، والمنهج الوصفي يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الواقع، ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعبر عنها تعبيرا كيفيا أو تعبيرا كميا. فالتعبير الكيفي يصف لنا الظاهرة ويوضح خصائصها، أما التعبير الكمي فيعطيها وصفا رقميا يوضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها ودرجات ارتباطها مع الظواهر المختلفة الأخرى[33].
خطوات البحث الوصفي:
يذكر الدكتور "كامل محمد المغربي" أن البحث الوصفي لا يعتمد على الملاحظة السطحية أو الوصفات العرضية في حل المشكلة قيد البحث، بل إنه يتبع الخطوات التالية[34]:
1- تفحص مجال المشكلة وموضوعها من جميع جوانبه.
2- تحديد المشكلة تحديدا دقيقا.
3- وضع الافتراضات المتعلقة بالمشكلة.
4- اختيار وتحديد طرق جمع البيانات والمعلومات.
5- الدراسة المبدئية لموضوع المشكلة وجمع البيانات وتصنيفها وتنسيقها في تنظيم معين بناء على أوجه الشبه والخلاف، ومبينا العلاقات القائمة بينها مع وصف للظواهر دون التعرض إلى الأسباب.
6- وصف النتائج وتلخيصها وتصنيفها ثم التوصل إلى التعميم.
7- تحليل التعليمات ثم تفسيرها علميا من خلال العلاقة بين النتائج والفروض.
8- كتابة التقرير البحثي بلغة واضحة وسليمة ومفهومة وعلى مستوى القارئ المقصود.
ج_ بين المنهجية والمنهج.
ج.1_ تعريف المنهجية.
ج.2_ التمييز بين المنهج والمنهجية.
ج_ بين المنهجية والمنهج:
لقد حدث اختلاف لدى أهل الاختصاص في التفريق بين المنهج والمنهجية؛ فريق يرى بأن لا فرق بينهما في الاستعمال فكلاهما يؤدي معنى واحدا، ومنهم من يرى أنه هناك فرق بين المصطلحين، ونجد من يعتبر أن المنهجية هي علم المناهج، ولذلك سنحاول في الصفحات التالية أن نفرق بين تلك المصطلحات، رغم هذا التداخل والتقاطع بينها؛ مما أدى إلى هذا الغموض، مستعينين بما توفر لدينا من مراجع في هذا المجال[35].
ج.1_ تعريف المنهجية:
المنهجية مصطلح محدث راج في الدراسات العليا الخاصة، وهي بمعنى العلم الذي يبين للباحث كيف يجب أن يقوم ببحثه. أو هي الطريقة التي يجب أن يسلكها الباحث منذ عزمه على البحث وتحديد موضوعه، ولغاية الانتهاء منه. أو تلخص المنهجية بأنها مجموعة الإرشادات والوسائل والتقنيات التي تساعد الباحث في بحثه[36].
والغرض من المنهجية: تعليم الطالب طريقة البحث العلمي، وتنمية الروح العلمية لديه، مع تأكيدها على تسهيل مهمته في البحث وتجنبه ضياع جهده هدرا، إن موضوع المنهجية هو معايير البحث، وكتابة الحواشي، ووضع الفهارس ...إلخ.
ج.2_ التمييز بين المنهج والمنهجية:
استنادا إلى الاعتبارات التالية، حيث يمكن التمييز بين "المنهج" و"المنهجية" على الشكل التالي[37]:
- المناهج: هي وصف لأعمال العلماء المتقدمين وطرائق بحوثهم وأساليبهم، فالعلوم والبحث العلمي هي سابقات للمناهج، أما المنهجية فهي مجموعة معايير وتقنيات ووسائل يجب على الباحث اتباعها قبل البحث وفي أثنائه.
- المنهجية كالمنهج؛ لأنها تبين كيف يقوم الباحثون بأبحاثهم لكنها تختلف عنه في أنها "معيارية" في الوقت نفسه؛ لأنها تقدم للباحث مجموعة الوسائل والتقنيات الواجب عليه اتباعها.
- المناهج الدراسية: تختلف من علم إلى آخر؛ فللأدب مناهجه، وكذلك اللغة، وللتاريخ، والبيولوجيا ... أما المنهجية فواحدة عموما.
- تُطرح المناهج عادة للنقد والتقييم؛ فيفصِّل ما لها وما عليها، وأيها الأولى بالاتباع، وما هو المنهج المناسب لنوع محدد من الدراسات ؟ ... أما المنهجية فهي: معايير وتقنيات نلتزم بها لتوفير الجهد وعدم إضاعة الوقت، ولتسديد الخطى على الطريق الصحيح.
- المناهج مرتبطة بالمنطق وطرق الاستدلال والاستنتاج، ولذلك فهي تتطور ويتم تعديلها من حين لآخر، أما المنهجية فأصبحت، عموما، جملة قواعد ثابتة.
وإضافة إلى ما سبق، يمكن أن نزيد ما يلي:
- ما يمكن أن نستنتجه من تعريف المنهجية والمنهج، أن المنهجية أشمل من المنهج، وما هذا الأخير سوى جزء لا يتجزأ من المنهجية.
- المنهج: مجموع الخطوات المنظمة تنظيما منطقيا بحيث تكون خاضعة لنسق مؤسس على حجج وبراهين محققة لنتيجة، والخطوات لها تسميات عدة تمتد من "القواعد إلى اللاقواعد"، وبهذا يغدو المنهج خطوات علمية، والمنهجية خطوات إجرائية، أو الطريقة التي تطبق بها القواعد.
د_ أهداف البحث العلمي.
د_ أهداف البحث العلمي:
إن المقصود من الأهداف هو الغرض والغايات من إنجاز البحوث العلمية، ومنها اللغوية والأدبية، وهي إحدى الخطوات المهمة في سبيل إعداد البحوث، أو ما يصبو إليه البحث العلمي من الأطروحة أو الرسالة، أو قل هي النتائج التي سيتوصل لها البحث في النهاية، وهي لا تخرج عن الغايات التي ذكرها العماء، والهدف الأساسي من البحث العلمي هو الوصول نتائج علمية دقيقة وجديدة يمكن تعميمها بعد التأكد من صحتها، أو تعديل الحقائق العلمية، أو إضافة الجديد إليها، وإن الغاية من البحث العلمي عمّا وضعه علماؤنا القدامى، وهي:
_ اختراع معدوم (الاختراعات والاكتشافات ).
_ جمع متفرق (النصوص، والوثائق، والأحداث، والمعلومات).
_ إكمال (إتمام) بحث لم يتمّه مَن بحثه سابقا.
_تفصيل مجمل (الشروح، والحواشي، والتحليلات، والتفسيرات، وبيان لما هو غامض، لا سيما في التراث).
_ تهذيب مطول (اختصار المطولات التاريخية، والموسوعية، والأدبية).
_ ترتيب مختلط (إعادة تأليف معلومات غير منهجية).
_ تعيين مبهم (قضية خلافية ذات طابع جدلي أو سياسي، أو غير ذلك ...).
_ تبيين خطأ (المعلومات ولا سيما العلوم الاستدلالية كالرياضيات مثلا ).
ويمكن اختصارها فيما يلي: الاختراع، والجمع، والإكمال، والتفصيل، والاختصار، والترتيب، والشرح، والتصحيح.
إذاً فإن البحث العلمي هو عرض مفصل أو دراسة معمقة تمثل كشفا لحقيقة جديدة، أو التأكيد على حقيقة قديمة مبحوثة، أو حل لمشكلة تعهد شخص بتقصيها وكشفها، ويعتمد البحث العلمي على المناهج المختلفة تبعا لموضوع البحث. و(( يميل البحث العلمي اليوم للتخصص ومعالجة أدق الجزئيات بالتفصيل، ويسلط الضوء على أسبابها وكيفية عملها ونتائجها، ويوازن بين الأمور ليبيّن صحيحها، ويهدف إلى إبراز حقيقة ما، أو أن يضع حلا لمشكلة ما؛ ثقافية، أو علمية، أو اجتماعية، أو أدبية، بل يسعى ليتوصل إلى اكتشاف جديد، أو ليطور آلة، أو نظرية معينة، أو هو قد يصحح خطأ شائعا، أو يرد على أفكار معينة ))[38].
وقد يصل بالباحث إلى حكم بشأن ظاهرة أو حادثة جديدة لم يبحثها غيره، أو التنبيه إلى أمر لم يسبق لأحد أن نبّه إليه، وقد يشك في نتائج معرفية بصدد ظاهرة معينة تمت دراستها والقيام بإعادة دراستها بمنهج وأدوات مختلفة، ويقول أحدهم: "أن أفضل أنواع البحوث على الإطلاق هو الذي يحلّ، أو يساهم في حلّ مشكلة علمية أو فكرية تمس الواقع المعاصر أو المستقبلي للباحث". وأن يفيد في مجاله، والعلم عموما.
وقد ورد في كتاب (الأصول المنهجية لكتابة البحث العلمي) لـ"نجوى الحسيني" و"محمد قبيسي" أن غاية البحث، سواء في مقالة أو أطروحة، تبقى واحدة وهي: الانطلاق من حيث انتهى الغير، والإسهام الممنهج في زيادة المعرفة الإنسانية، وقد يتجلى هذا الإسهام في ما يلي:
_دراسة أحد الموضوعات الشائكة المعقدة، والمختلف عليها بغرض إلقاء مزيد من الأضواء عليه، فنكسب مزيدا من العلم والمعرفة.
_ اكتشاف حقائق جديدة في موضوع يستحق الدراسة.
_ اكتشاف عوامل وأسباب جديدة _غير معروفة _ لحقائق موضوعات قديمة صارت من المسلّمات.
_ بعث أو خلق موضوع جديد من معلومات أو مادة متناثرة وترتيبها بصورة مبتكرة جديدة مفيدة.
_ تحقيق فهم جديد للتراث، عن طريق قراءة جديدة له ببحثه ضمن الطرائق المعروفة (أي استخدام منهج جديد مغاير للمناهج المستخدمة في دراسة التراث وفهمه).
وكما يقول أحدهم: " أن أفضل أنواع البحوث على الإطلاق هو الذي يحل، أو يساهم في حل مشكلة علمية أو فكرية تمس الواقع المعاصر أو المستقبلي للباحث ".
ه_ منهج البحث العلمي والأسلوب العلمي
ه.1_ منهج البحث في الأسلوب العلمي.
ه.2_ الأسلوب العلمي.
ه.3_ الفرق بين الأسلوب والمنهج.
ه.4_ مميزات الأسلوب العلمي.
ه_ منهج البحث العلمي والأسلوب العلمي:
ه.1_ منهج البحث في الأسلوب العلمي[39]:
تعني كلمة "منهج البحث" الخطوات التطبيقية لذلك الإطار الفكري. فمن الناحية اللغوية يتقارب كثيرا معنى كلّ من الأسلوب والمنهج، ولكن المقصود من المنهج هو التمييز والتوضيح والتفسير، ففي أي دراسة علمية تتخذ العمليات العقلية في ذهن الباحث تركيبا وتنظيما متكاملين يوجهان خطواته التطبيقية.
ولتوضيح ذلك أكثر؛ يعتمد تمثيل الفكرة على أن نتصور وجود مشكلة ما، كأن نواجه شخصين: الأول يتخبط ويحاول أن يصل إلى حل ما لهذه المشكلة (قد يكون صوابا أو خطأ) ولكنه في كلتا الحالتين لا يعتبر محققا علميا؛ لأنه لم يسر في حلها تبعا لأسلوب ذهني يمكنه من التحقق من نتائجها. أما الثاني، فيعالج المشكلة بأسلوب علمي، أي أنه يسير في حلها بخطوات فكرية معينة _منضبطة _ يطلق عليها العلماء "خطوات التفكير العلمي"، وهذا ما يميز الباحث العلمي عن الشخص العادي.
ه.2_ الأسلوب العلمي:
إن أسلوب الباحث جزء لا يتجزأ عن شخصيته، ولذلك يقول النقاد "الأسلوب هو الرجل"، فالأسلوب يتكون نتيجة لعوامل كثيرة منها ما هو فطري كالموهبة الإلاهية التي يتفاوت الخلق فيها، مثل الذكاء، ومنها ما هو مكتسب بالممارسة والمران والاجتهاد كالقدرة اللغوية والنحوية والإحاطة بها، ومنها القراءة الواسعة...، ومنها تباين الأفراد والمؤثرات النفسية التي تجعل كل شخص وسلوكه وتصرفاته، هذا هادئ مسالم، وذلك عدواني مهاجم، هذا متفائل وذاك متشائم، وهكذا فكل هذه العوامل من المؤثرات الظاهرة في أسلوب الصياغة. ومن المعلوم أن النقاد القدامى يقسمون الأساليب إلى أسلوب أدبي وأسلوب علمي وأسلوب صحفي، ووصفوا كل أسلوب بخصائص...[40].
لقد بنيت جميع المخترعات والمكتشفات على الأسلوب العلمي في البحث، وهذا الأسلوب يتوخّى الحقيقة في ميدان التجربة والمشاهدة، ولا يكتفي باستنباطها من التأمل في النفس، أو باستنباطها من أقوال الفلاسفة الأقدمين، وقد يستخدم طريقة الاستنتاج في بعض مراتبه المتوسطة، ولا يستغني عن إنشاء النظريات لتفسير ما يجهله[41].
إن المقصود بالأسلوب العلمي ليس الصرامة والجفاف التي قد تكون من صفات الكتابات العلمية المحضة مثل الرياضيات والفيزياء وغيرهما من العلوم التجريبية، ولكن الأسلوب الأكاديمي وسط بين الأسلوب العلمي المحض والأسلوب الأدبي العاطفي، وتفاديا للأسلوب الجاف، على الباحث أن يراعي الانسياب في جمله وتراكيبه...؛ كحركة المياه المنسابة في مجرى مائي خال من أي نوع من أنواع العوائق[42].
ه.3_ الفرق بين الأسلوب والمنهج:
1_ الأسلوب العلمي: هو تحديد الإطار الفكري للباحث، فمثلا نجد في الاتحاد السوفياتي، أي في النظام الاشتراكي السابق، أن الباحث لا يستطيع الكتابة إلا من خلال هذا الإطار النظري العقلي، وعلى هذا ليس باستطاعته التكلم عن النظام الحر، فالأسلوب العلمي هو بهذه المثابة يشكل الإطار العقلاني على الأرض[43].
2_ المنهج: تستعمل فيه الوسائل على الأرض تطبيقيا، وهو عبارة عن الملاحظة، التي تمثل بداية البحث العلمي، وهو يتطلب عقلا علميا ومنهجية واضحة الخطوات والغاية. مثلا: حينما خطّ "نيوتن" سقوط التفاحة فقد كان ذلك بعقل علمي توصل إلى دراسة مفهوم الملاحظة العلمية l'observation وعليه؛ وبناءً للملاحظة العلمية المستنتجة (وجمع الأدلة والمعلومات بالتضافر معها) وصل منطقُ البحث إلى الخطوة الثانية وهي الافتراض العلمي[44].
وهناك فرضيات كثيرة قائمة تتطلب منا برهانا عمليا من خلال التجربة، فنقوم بذلك لإثبات الفرضيات أو لنقضها، فنصل بالنتيجة إلى حقيقة علمية ثابتة بالاختبار العلمي، ومن ثم نتوجه إلى صياغة القانون، وهو نتيجة الاختبار الأكيدة المصوغة والمنضبطة في شكل نظرية علمية، كقانون الجاذبية[45].
ه.4_ مميزات الأسلوب العلمي:
تحدث "محمد صالح ناصر عن أهم سمات الأسلوب العلمي في موضوع "صياغة البحث وأسلوبه" في كتابه (منهج البحث وتحقيق النصوص)، وحدّد الأسلوب المقصود في البحوث الأكاديمية، فقال: (( ...لكن الذي يعنينا هنا هو الأسلوب الأكاديمي العلمي الذي تكتب به الرسائل والأطروحات الجامعية، وثمة أمور ينبغي توافرها في الصياغة الأسلوبية يمكن من خلالها اكتساب الصفة الأكاديمية نجملها فيما يلي: أولا: الوضوح..... ثانيا: الدقة......الانسياب...))[46].
وسنفصل في سمات الأسلوب العلمي السابقة _حسب ما ذكره "محمد صالح ناصر" نقلا عن المرجعين المذكورين في هامش هذه الصفحة_:
أولا_ الوضوح:
من أهم سمات الأسلوب العلمي أن يكون واضحا لأن الوضوح دليل فهم الباحث لما يقول؛ فكلما كانت المعاني واضحة لا لبس فيها ولا غموض كلما كانت الصياغة كذلك، وهناك من يعتقد أن صعوبة الأسلوب وغموضه مؤشر على عمق التفكير وهذه نظرية غير صائبة. فإن الأسلوب التعبيري الجيد هو تفكير جيد انتقل من اللامرئي إلى المرئي، وكما يقول الشاعر:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
وكلما كان الفكر عميقا كان التعبير عنه واضحا. إن الكاتب الناجح هو الذي يحدد أفكاره أولا ثم يبحث عن الكلمات التي تلائمها وليس العكس. وإذا نجح في الوصول إلى تتطابق أدواته مع ما يفكر فيه فإنه يكون قد وصل إلى مرحلة الكتابة المثالية. وقد قال أحد الكتاب الغربيين: (( إن الكتابة المثلى هي في العادة تلك التي يتمثل فيها تزاوج مثالي بين الفكرة والكلمة )).
ثانيا_ الدقة:
الدقة في الكتابة تعني أن تكون الجمل والألفاظ والتراكيب اللغوية متساوية تماما لما وضع لها من معنى في اللغة أو في المصطلح، أو منهما معا، مع ملاحظة أن بعض الألفاظ قد يتطور معناها من عصر إلى آخر بل من مكان إلى غيره ويتحمل اللفظ من المعاني بعد تطوره ما لم يكن فيه من قبل.
وقد سبق أن قلنا إن الأسلوب العلمي غير الأسلوب الأدبي حتى وإن كان في مجالات أدبية واجتماعية، لأن الأسلوب الأدبي يعتمد أساسا على الألفاظ الموحية التي تحمل من العاطفة والخيال أكثر مما وضع لها فعلى الباحث في ميدان الفقه أن يحذر منها؛ إذ لا مجال في الصياغة الفقهية للأسلوب الأدبي.
وليكن الباحث صادقا مع نفسه في عرض نتائجه التي توصل إليها، ولو لم توافق هواه ونظرته، متقيدا بالنظرة الموضوعية دون تعاطف أو تحامل، فإن أبرز صفات الأسلوب العلمي: التواضع، والأمانة، والصدق مع النفس ومع الغير، وعلى الباحث أن لا يتردد عن إعلان قصوره؛ إن تبين له أنه لم يصل إلى النتائج المتوقعة، وإنما ذلك هو غاية ما توصل إليه، وعسى أن يأتي باحثون آخرون للتوصل إلى نتائج أفضل، أكثر دقة وتحديدا.
ومن مواصفات الدقة أن يحذر الباحث الاستطراد في العرض سواء أكان ذلك في أفكاره أم أدلته وتقسيماته أو نصوصه؛ لكي لا يتسم أسلوبه عندئذ بالحشو، وتجنبا لذلك يوصى الباحث أن يعرض أدلته بعبارات واضحة دقيقة، وينهي بابه أو فصله بتلخيص محكم موجز لما تم بحثه والتوصل إليه، ولو كانت نتيجة بحثه التردد والتوقف لمزيد من البحث والدراسة.
إن الدقة وليدة خلق كريم وهو الأمانة العلمية، وهي من أخلاق الباحث النزيه الذي يحمل مسؤولية الكلمة، وكثيرا ما يواجه الباحث هذه المواقف إذا كان في صدد عرض أقوال الآخرين أو الرد عليها، فعليه ألا يعرضها اتباعا لهوى أو تعصب، ولتصاحبه الأمانة في حين ينقل بعض النصوص عن غيره اقتباسا نصيا أو تلخيصا أو اختصارا، والمقياس في هذه الحالة أن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به.
ثالثا_ الانسياب:
تفاديا للأسلوب الجاف، على الباحث أن يراعي الانسياب في جمله وتراكيبه، بحيث يأخذ بعضها برقاب بعض في يسر وتتابع دون حذلقة أو افتعال مثل حركة المياه المنسابة في مجرى مائي خال من أي نوع من أنواع العوائق. وقد حدد بعض الباحثين صفات الأسلوب المنساب فيما يلي:
1_ تجنب الجمل ذات العناصر الكثيرة؛ أي الالتزام بالجمل التامة المكثفة المفيدة دون حشو أو إطالة.
2_ اجتناب الجمل التي تطول المسافات بين أجزائها الرئيسية؛ بأن لا تكون المسافة بين المبتدأ والخبر، أو بين الفعل والفاعل طويلة.
3_ تحاشي الاستخدام المفرط للأفعال المبنية للمعلوم؛ فإنها تقدم للقارئ الأفكار بأسلوب مباشر ومحدد.
4_ حذف الكلمات والجمل غير الضرورية، ومقياس الضرورة هنا أن يؤدي حذفها إلى إخلال بالمعنى، أما إذا كان حذفها لا يؤدي إلى شيء من ذلك عُلم أنها ليست ضرورية.
5_ حسن استخدام الفقرات وتوظيفها، والفقرة عبارة عن مجموعة من الجمل التي تدور حول فكرة واحدة ذات كيان مستقل ومتكامل، وإن كانت ذات علاقة وثيقة بما قبلها وما بعدها من فقرات، والقدرة على معالجة فقرات البحث وحسن توزيعها من الأمور التي تشد انتباه القارئ وتحفزه على مواصلة القراءة؛ لأنها تساعده على الفهم أولا، وتجعله يشعر بأنه ينجز جزءا من القراءة ثانيا، حين ينتقل من فقرة قديمة إلى فقرة جديدة، وهذا هو إحساس نفسي نشعر به جميعا عند القراءة.
ولأن صفة الانسياب لا يمكن أن تكون مع التعثر في الأخطاء اللغوية والنحوية والصرفية، فعلى الباحث أن يحذر من الأخطاء التي تحط، ولا شك، من قيمة البحث...
وخلاصة القول: إن للأسلوب الجيد مقومات أهمها دقة اختيار المفردات، واستعمال الجمل القصيرة الواضحة مع تنوعها وارتباط الفقرات وتعانق الأفكار فيها وتماسك الفصول وتتابعها وعدم الإسراف في الاقتباس خوفا من اختفاء شخصية الباحث وضياع أفكاره.
و_ البحوث النظرية والبحوث التطبيقية
و.1_ البحث العلمي النظري.
و.2_ البحث العلمي التطبيقي.
و.3_ الفرق بين البحث العلمي النظري والبحث العلمي التطبيقي.
و_ البحوث النظرية والبحوث التطبيقية[47]:
و.1_ البحث العلمي النظري:
يهدف إلى تطوير المعارف الموجودة في مختلف مجالات العلم، كما يهدف إلى شرح وتوضيح البحث العلمي، حتى لم يكن من الممكن تطبيقه، ولا يقوم هذا البحث بدراسة المشاكل اللحظية، بل إن هدفه الأساسي تقديم الإجابات على أسئلة الفرضيات، لذلك يطلق عليه اسم البحث المجرد أو البحث الأساسي، ويعتمد هذا البحث على التأمل والاستدلال، ومن خلاله يقوم الباحث بقراءة كافة الدراسات المتعلقة بمجال بحثه، ويجب على الباحث عند قيامه ببحث من هذا النوع الالتزام بخطواته؛ وهي اختيار موضوع البحث، ومن ثم اختيار منهجه، وبعد ذلك تجميع البيانات من المصادر والمراجع، ثم يقوم بكتابة البحث مع ذكر المصادر والمراجع.
و.2_ البحث العلمي التطبيقي:
هو البحث الذي يستخرج من خلاله الباحث نتائج يمكنه تطبيقها لظاهرة معينة، وبالتالي حل المشكلة المتعلقة بهذه الظاهرة، ويطبق هذا النوع من البحوث في عدد من العلوم؛ كالاقتصاد والعلوم الإنسانية وغيرها.
و.3_ الفرق بين البحث العلمي النظري والبحث العلمي التطبيقي:
_ البحث العلمي النظري يقوم على الكتابة الوصفية، فيقوم بعرض الحقيقة ويفسرها ويحللها، ويقدم النتائج لها، وكل ذلك على الورق؛ فهو يعتمد على العمل العقلي، وليس على العمل التجريبي، بينما البحث التطبيقي يقوم بإنتاج معرفة من خلال إيجاده الحل للمشكلة كي يعممه، ويجد هذا الحل من خلال القيام بالتجارب.
_ البحث العلمي النظري يتم إجراؤه من أجل الحصول على معلومات جديدة وزيادة المعرفة، بينما البحث العلمي التطبيقي يتم خلاله إيجاد حلول لمشكلة أو ظاهرة معينة.
_ يسعى البحث العلمي النظري إلى تطوير المفاهيم البحثية، بينما يهدف الثاني إلى تحديد المشكلات وإيجاد حلول لها.
_ مصادر المعلومات للبحث العلمي النظري تستمد من الكتب التي هي المصادر والمراجع، بينما يستمد البحث العلمي التطبيقي مصادره من أرض الواقع مباشرة.
_ على الرغم من وجود اختلافات بين النوعين، فإننا نستطيع استخدامها معا؛ فكل بحث يكمل الفراغات التي يتركها البحث الآخر.
ز_ صفات الباحث
ز1- الرغبة.
ز2- الصبر والجلد.
ز3- التتبع وحب الاطلاع.
ز4- التواضع العلمي.
ز5- الثقة بالنفس.
ز6- المعرفة في الموضوع.
ز7- الشك والتثبت.
ز8- الموهبة.
ز9- الموضوعية.
ز10- الجرأة.
ز11- القدرة على المعالجة.
ز12- الأمانة العلمية.
ز_ صفات الباحث[48]:
رأينا سابقا، أن للبحث العلمي قواعد وضوابط وأهداف، وبقي لنا أن نتحدث عمّن يقوم بهذه المهمة الشاقة؛ من أجل الوصول إلى حقيقة ما، أو حلّ مشكلة ما، هذا الشخص هو الباحث، وليس كل إنسان مخول لهذه المهمة، فلا بد من توفر شروط ومواصفات ومهارات فيه، حتى تنطبق عليه هاته الصفة، ومنها:
ز1- الرغبة في العمل، والإقبال عليه، سواء أكان مشوقا أم غير مشوق.
ز2- الصبر والجلد، والمتابعة والمثابرة، وكثرة القراءة، وعدم التذمر.
ز3- التتبع وحب الاطلاع، وبذل الجهد، والقراءة بنهم وعمق. وأن يلمَّ بكل ما كتب عن موضوعه من بحوث ودراسات وآراء.
ز4- التواضع العلمي: عندما يتوصل الباحث إلى نتيجة معينة لا ينبغي أن يكون ذلك سببا في التعالي والغرور والمباهاة على الآخرين. فمهما قدم الباحث من مساهمة علمية، فإنها لا تزال تعتبر مجهودا صغيرا جدا بالنسبة لما قدمه الآخرون من اكتشافات.
ز5- الثقة بالنفس وعدم الاستهانة بالكفاءة الشخصية والمهارة الذاتية. والثقة بالنفس تبنى على العمل والحفظ والذكاء والتذكر.
ز6- المعرفة في الموضوع، أو سعة الاطلاع: فالباحث الناجح هو الذي يختار موضوع بحثه في الحقل الذي يعرف فيه أكثر من غيره من الحقول. ولكن هذه المعرفة وحدها لا تكفي بل عليه أن يتعمق في الدراسة والتمحيص في موضوع بحثه، فيطلع على كل ما كتب عنه، ما أمكن.
ز7- الشك والتثبت: وذلك بعدم الاستسلام للبديهيات والأفكار العامة، فنقرأ الخبر مرة واثنتين وثلاث، نشك فيه ونتأمل ونناقش ونتثبت، ليس الشك من أجل الشك، بل الشك من أجل الفهم والتثبت والتوثيق والاطمئنان للوصول إلى الحقيقة واليقين، شكنا شك ناقد متفحص شك علمي حضاري، دون الاستسلام للأهواء، والتسرع في إطلاق الأحكام.
ز8- الموهبة: والتي تثريها الثقافة والمران، والموهبة وحدها لا تكفي إن لم يكن هناك التزام بالمنهج ووسائله وأسبابه، وإذا وجدت الموهبة يكون من السهل تنمينها بسعة الاطلاع والمثابرة والاستمرار في البحث، والتعرف على الأعمال الجيدة، وعلى أخطاء الغير.
ز9- الموضوعية: أو عدم التحيز، وذلك بأن نحترم الآراء والأفكار والتاريخ والرجال، ولكننا لا نقدس شيئا ولا أحدا، وإذا فعلنا ذلك فقد جُرنا على الحقيقة وجانبنا الطريق الصائب، ووقعنا في التعصب والاستسلام للأفكار المسبقة، فلا بد من الموضوعية والعدل والتجرد من الهوى، والموضوعية في البحث تجنب الباحث الزلل، وهي أمر عريق في تراثنا، فقد اشترط العلماء المسلمون العدل في المحدّث، والمؤرخ، والراوي، والقاضي، والحاكم، والشاهد، وغيرهم.
وتتمثل الموضوعية كذلك في[49]:
- أن يعبر عنوان البحث عن المضمون بدقة.
- أن يكون الهدف واضحا ومحددا.
- أن ترتبط نتائج البحث بالدلائل التي قدمت دون تحيز أو بتر للمعلومات.
ز10- الجرأة: وهي أن تقول للباطل أنك باطل، وللحق أنك حق، بلا خوف ولا وجل، فليس في البحث صديق ولا عدو أكثر ما فيه من حق وحقيقة، فقد يصل الباحث إلى نتائج يصعب أن يذيعها وخاصة في المجتمعات التي تفقد هامش الحرية في طرح آرائها، فيكون هذا الباحث ضحية الجرأة. إن الجرأة تحقق لك نجاحا باهرا عندما لا يخضع الباحث إلى ضغط، فيغير بما يخالف الحقيقة، أو أن يستهويه الطمع فيكذب.
ز11- القدرة على المعالجة: أن يكون الباحث قادرا على إنجاز البحث الذي يختاره، من حيث الجهد والوقت والتكلفة المادية، فضلا عن المستوى المادي، ابتداء من اختيار العنوان، وتحديد الإشكال، ووضع الفروض، ومرورا بجمع المادة العلمية ومناقشتها وتحليلها واستنباط الأحكام منها لإثبات الفروض، وبالتالي الإجابة عن الإشكال المطروح، وأخيرا كتابة التقرير بالصفة المعروفة.
ز12- الأمانة العلمية: في النقل وعرض الأفكار وعزوها إلى أصحابها والإفادة منها، وذكر الفضل لأهله، والإشارة إلى المصادر والمراجع التي انتفعت بها أو تعلمت منها، فإن ذكر الفضل والإشادة بأهله دليل المروءة والأمانة، وسعة الاطلاع أيضا.
والأمانة العلمية تقوم على[50]:
- عدم ذكر أفكار الغير دون الاعتراف لصاحب الفكرة بذلك.
- عدم استخدام أسلوب الغير دون الاعتراف بذلك.
- عدم النقل الحرفي دون الإشارة لذلك صراحة.
- الدقة في كتابة الهوامش من أجل التعرف على المصدر والتواصل إليه.
- عدم بتر الأفكار أو النصوص وإعادة صياغتها.
- عدم الاعتماد على مجموعة من المؤلفين المعروفين بالتحيز أو بعدم دقتهم وأمانتهم العلمية.
- عدم الاعتماد على مصادر ومراجع صدرت تحت ظروف معينة وقصد فيها الاستهلاك المحلي.
- عدم ذكر مرجع في قائمة المراجع لم يتم الاستعانة به في البحث.
ح_ المكتبية (البحث البيبليوغرافي، أنواع البيبليوغرافية)
ح.1_ الفهارس الموجودة في المكتبة.
ح.2_ التصنيف العام للكتب.
ح.3_ الفهارس الموجودة في المكتبة.
ح.4_ فهارس أخرى موجودة في كل مكتبة.
ح_ المكتبية (البحث البيبليوغرافي، أنواع البيبليوغرافية):
إن أسلوب جمع البيانات يختلف من موضوع إلى آخر، فبالنسبة للبيانات والمعلومات الموجودة في المكتبة، يتعين على الباحث أن يبحث عن مصادر بحثه في الكتب والمقالات المنشورة في المجلات العلمية. وإذا كانت الدراسة ميدانية، أو أن المعلومات المتعلقة بموضوع الباحث توجد خارج المكتبة، فإنه يتعين عليه أيضا أن يعتمد على منهجية علمية للحصول على المعلومات الأساسية لبحثه، وذلك باستعمال وسائل جمع البيانات المعروفة والمتمثلة في إجراء المقابلات والقيام بالملاحظات وتحرير الاستبيانات[51].
ح.1_ الفهارس الموجودة في المكتبة:
هناك نظام خاص في المكتبات تُرتب وفقه الكتب، و((البحث عن المراجع الموجودة في المكتبة يتطلب الإلمام بكيفية البحث عن المعلومات والتعرف على مصادر المعرفة العلمية، إن الفهارس الموجودة في المكتبة تعتبر هي المفتاح الرئيسي للحصول على المراجع التي يحتاجها الباحث. وفي العادة توجد عدة أقسام أو أنواع من الفهارس:
1_ فهرس خاص بعناوين الكتب.
2_ فهرس خاص بعناوين الموضوعات.
3_ فهرس خاص بأسماء المؤلفين ))[52].
وكل كتاب مصنف بالمكتبة يحمل الرقم نفسه، سواء بحثت عنه تحت عنوانه، أو الموضوع، أو اسم المؤلف، وحسب الأسس لتصنيف الكتب، فإن جميع الكتب التي تعالج موضوعا معينا توجد في مكان واحد من رفوف المكتبة؛ حتى يتسنى للباحث أن يختار ما يناسبه وبأسرع وقت ممكن، ولهذا فإذا عثر الباحث على رقم أحد الكتب في الموضوع الذي سيكتب عنه، فبإمكانه التوجه إلى ذلك الرف الذي يوجد عليه الكتاب لكي يجد بقية الكتب في المكان نفسه. وفي مكتبات الجامعات بالمشرق العربي يتعين على الأستاذ أو الطالب أن يذهب بنفسه إلى أماكن الكتب ويختار بنفسه الكتب التي يرغب في استعارتها من المكتبة. أما في مكتبات المغرب العربي فالموظف في المكتبة هو الذي يتولى عملية إحضار الكتب لمن يطلبها[53].
ح.2_ التصنيف العام للكتب[54]:
حسب تصنيف ديوي العشري[55]، فإن جميع أنواع المعرفة تنقسم إلى 10 أقسام رئيسية، ومرقمة بالمئات، وهي:
العناوين الرئيسية الرقم الرئيسي Main Titles
1- المعارف العامة 00 0 1- Generalities
2- الفلسفة 100 2- Philosophy
3- الدين 200 3- Religion
4- العلوم الاجتماعية 300 4- Social Sciences
5- اللغة 400 5- Languages
6- العلوم البحتة 500 6- Pure Sciences
7- العلوم التكنولوجية 600 7- Technology 8- الفنون 700 8- The Art
9- الآداب 800 9- Literature
10- الجغرافيا والتاريخ 900 10- General Geog. Hist.
وعن هذه الأقسام الرئيسية تتفرع العلوم الملحقة بكل قسم، وكل قسم فرعي يحمل 10 عناوين تندرج في ذلك التخصص. فلو أخذنا، مثلا، العلوم الاجتماعية لوجدناها تتفرع إلى فروع، وهي:
300- العلوم الاجتماعية وأقسامها المتفرعة عنها.
310- الإحصاء.
320- العلوم السياسية.
330- الاقتصاد.
340- القانون.
350 - الإدارة العامة.
360- الخدمات الاجتماعية.
370- التعليم.
380- التجارة.
390- العادات والتقاليد.
وكل قسم من هذه الأقسام العشرة في العلوم الاجتماعية ينقسم بدوره إلى عناوين فرعية في تخصصات مختلفة، فلو أخذنا القانون الذي يحمل رقم (340) أعلاه، نجده ينقسم بدوره إلى التخصصات الآتية:
340- القانون، وفيه نلاحظ التخصصات الآتية:
341- القانون الدولي.
342- القانون الدستوري.
343- القانون العام.
344- القانون الاجتماعي.
345- القانون الجزائي.
346- القانون الخاص.
347- الإجراءات المدنية.
348- أنظمة ودعاوى.
ح.3_ الفهارس الموجودة في المكتبة:
وبالنسبة للفهارس الموجودة في المكتبة، من السهل على الباحث أن يحصل على المرجع الذي يبحث عنه، سواء بدأ بالبحث عن لقب المؤلف(وليس اسمه إلا في مكتبات الجامعات بالمشرق العربي حيث يتم تصنيف الكتب حسب اسم المؤلف وليس لقبه)، ففي المغرب العربي نستعمل التصنيف الأوروبي، والكتب تصنف دائما تحت لقب الكاتب، سواء كانت بالعربية أو بالفرنسية، كما يمكن العثور بسهولة على الكتاب الموجود في المكتبة بإلقاء نظرة على العناوين أو المواضيع[56].
ح.4_ فهارس أخرى موجودة في كل مكتبة[57]:
مثلما يوجد فهرس بالمكتبة يشتمل على أسماء المؤلفين والمواضيع، توجد أيضا فهارس أخرى يمكن الاستعانة بها للتعرف على ما كتب في الموضوع الذي يرغب الباحث في الكتابة عنه. ومن هذه الفهارس نخص بالذكر المراجع الآتية:
1- فهرس المؤلفين 1- Author's Index
2- فهرس الناشرين 2- Publisher's Index
3- فهرس العلوم الاجتماعية 3- Index of Social Sciences
4- فهرس الأطروحات 4- Index of Theses
5- فهرس المجلات 5- Index of Journals
6- الكتب السنوية 6- Yearbooks
7- الموسوعات 7- Encyclopedias
وكل هذه المصادر تساعد على تنمية معلومات الباحث والحصول على آخر المعلومات المتوافرة عن موضوعه.
ط_ مصادر ومراجع مادة البحث:
ط.1_ المصدر والمرجع.
ط.2_ دراسة المصادر.
ط.3_ الفرق بين المصادر والمراجع.
ط_ مصادر ومراجع مادة البحث:
ط.1_ المصدر والمرجع:
المصدر هو الكتاب الذي يحتوي على أخبار ونصوص نفيد منها في أبحاثنا، وغالبا ما تكون قديمة، وقد تكون معاصرة[58]، وتطلق كلمة المصدر عادة على كل ما له علاقة مباشرة بالموضوع من حيث اتصاله به اتصالا جوهريا[59]، ومن المصادر نستمد المادة الأساسية أو المادة الخام، كالنصوص الإنشائية من شعر ونثر، والمؤلفات التي أنتجها الأدباء، ودواوين الشعراء، إن كان البحث حول أديب أو شاعر، وكتب المؤلفين المعاصرين للشاعر أو الأديب في الموضوع نفسه، ويدخل في ذلك أيضا شروح الدواوين والروايات عنه، وقد يميز بين الديوان وشرحه بأن الأول هو المصدر الأصلي والثاني هو المصدر الفرعي[60].
وقد ترقى المصادر إلى زمن الموضوع المبحوث عنه، ومنها ما يعود إلى زمان تالٍ، ويفضل الأقدم على ما يليه، مع ملاحظة أننا قد نجد في المتأخر م لا نجده في المتقدم[61].
ومن هنا فإن أغلب الباحثين يرون أن المصادر نفسها تتنوع تنوعا واسعا، منها ما هو أصيل، ومنها ما هو فرعي ثانوي، فإذا جاز لنا أن نمثل بمصدر من الفقه أمكننا أن نضع في المصادر الأصلية كل ما يمت بصلة إلى دراسة القضايا العامة، لأن هذه الأمهات متخصصة في الموضوع ومؤلفوها مجتهدون إلى جانب شمولها على المسائل الفقهية المختلفة. بينما نجد مراجع في الفقه كمثل هذه الدراسات الحديثة التي تدرس قضية معينة مثل الزواج والطلاق، أو أحكام الدماء، أو غير ذلك، وهي ترجع في معلوماتها إلى تلك الأمهات، فإن هذه تعد مراجع[62].
ولا ريب في أن أكثر المصادر أصالة هو ما كتبه مؤلفه بيده أو أملاه وأجاز روايته، ومعروف عناية القدماء بتأليف الكتب وتوثيقها، وما وضعوه لذلك من صور إجازات بالسماع والقراءة والمناولة، وهم بذلك إنما كانوا يريدون المحافظة على المصادر عند الكتاب، وقد تكون المجلة أو الجريدة أحيانا مصدرا، إنها كذلك بالنسبة للكتّاب فمنها نعرف أفكارهم وآراءهم، وننفذ إلى ما يمكن أن يحدث من تطور في أساليبهم وآرائهم ومواقفهم، ومن المصادر الأصلية أيضا المذكرات أو اليوميات فقد نجد في فيها من المعلومات العامة والخاصة ما لا نجده في الكتب المؤلفة، كما أن المقابلات التي تجري مع المعني بالدراسة تعد مصدرا لأنها تحتوي غالبا على معلومات جديدة أو طريفة لا توجد في المراجع الأخرى[63].
وهناك كتب حديثة ألفها مؤلفون معاصرون في موضوعات قديمة، وقد اصطلح على تسمية هذه الكتب مراجع تمييزا لها عن المصادر القديمة، وإن كان بعض المؤلفين من يطلق تسمية المرجع على المرجع والمصدر، وقد يفرقون أحيانا بأن يقولوا مراجع أساسية ومراجع ثانوية، والأصح أن كلمة المصدر تذهب إلى المؤلفات القديمة، وكلمة المرجع يراد بها الكتب الحديثة التي يستعان بها في البحث لمعرفة القديم أو الحديث[64].
بما أن المراجع كثيرة ومتنوعة فإنه يمكن تعريفها: بأنها كل ما كانت علاقته بالموضوع علاقة تفسير لجزئية من جزئياته، أي أنها لا تتناول جوهر الموضوع وقضاياه الأساسية[65].
والمراجع تؤلف لعامة القراء ليرجعوا إليها للتزود بالعلم، ومؤلفوها رجعوا إلى المصادر واعتمدوا عليها في جمع مادتهم، فالمراجع زاد عامة القراء، والمصادر زاد المتخصصين، والذين يأخذون العلم والأخبار من منبعها الأصلي، وسمي المصدر مصدرا لأنه يصدر عنه العلم، فقد كانوا يستقون من المنبع أو النهر، يردون منه ثم يصدرون عنه بما حملوا من روايا وسقاء، فالمنبع أو النهر هو مصدر مائهم الذي نقلوه عنه، وصار الخبر والرواية التي تؤخذ من منبعها أو مستقاها القديم مصدرها الذي صدرت عنه[66].
ولذلك لا يصح أن ننقل من المراجع الأخبار والروايات القديمة، لأن المرجع نقلها بدوره عن تلك المصادر، فينبغ الرجوع إلى الأصل، ونفيد من المراجع مما تذكره من مصادر، ونتعلم منها طرق البحث، وتفسير النصوص، ونقدها، ووجهات النظر، والاستنباط، وغير ذلك. إن القراءة في المراجع نتعلم منها أشياء، وتختصر لنا الطريق، وتذكرنا بأفكار، وتفتح لنا موضوعات، وتنبهنا إلى مواطن الضعف والزلل، هذا ولا ننسى أن فيها سلبيات ينبغي أن ننتبه لها، من ذلك سوء النقل أو سوء التفسير أو الميل والهوى في التعليل والتفسير، كأن يكون هوى عصبيا أو سياسيا أو مذهبيا، أو ما يعتري ذلك من أخطاء الطبع، أو السهو، أو سوء الفهم، فليس كل مرجع مرجعا[67].
وقد تكون الكتب الحديثة أو المجلات مصادر، إذا كان الموضوع المبحوث معاصرا، فالمجلات والجرائد والكتب الحديثة تكون حينئذ مصادر، وما أُخذ شفاها من الأدباء والعلماء وذوي الشأن والصلة يكون مصدرا، وتشمل المصادر هنا سجلات الدواوين الحكومية، والإحصاءات، ومذكرات السياسيين، والأدباء ويومياتهم، ومسوَّدات المؤلف أو الشاعر المبحوث عنه، واستطلاعات الرأي المسجلة، ومن المصادر أيضا الأغاني والقصص الشعبية التي تتحدث عن أدب أمة، لأنها تصور طبيعة الأمم وعاداتها وتقاليدها، وصور التعبير عن آلامها وأفراحها[68].
وخلاصة القول إن التفريق الدقيق بين ما يسمى مرجعا وما يسمى مصدرا يتعلق أولا وقبل كل شيء بالموضوع المعالج نفسه، فإن طبيعة الموضوع هي التي تحدد هذا الكتاب مصدرا أو مرجعا، ومعنى هذا قد يكون الكتاب الواحد مصدرا لبحث، في الحين الذي يكون فيه مرجعا لبحث آخر...[69].
ط.2_ دراسة المصادر[70]:
يتتبع الباحث مصادره ويفحصها، وذلك بأن:
- يختار الطبعة التي حققت تحقيقا علميا، إذا كان الكتاب محققا، وإذا كان الكتاب غير محقق، وفيه عدة طبعات، نختار الطبعة الجيدة، التي تقل أخطاؤها، والطبع الأحدث هي الأحسن عادة، لم فيها من زيادات وتنقيح وتصويب، وهذا ليس شرطا، فقد تكون الطبعة الأحدث هي الأسوأ، وعادة ما تكون الطبعات الأوروبية هي الأشد عناية ولكن مع التحفظ.
- قد يكون من بين المصادر مصادر مخطوطة، فيدرسها ويبين قيمتها، ويشار إلى رقمها ومكانها في المكتبة، وقد تستعين بمخطوطة مع وجود مطبوعة، إذا وجدت نقصا في المطبوعة، أو خلافا أو خطأ.
- يحيط بالمصدر إحاطة تامة، ويستفيد منه قدر المستطاع. وتنقل منه مادة موضوعك، وكل ما تحتاج إليه، ولا تؤجل هذا العمل، فقد لا يتيسر لك الحصول الكتاب مرة ثانية.
- يحسن أن يكون للباحث مكتبة خاصة به، تتضمن أمهات المصادر، والمعجمات، وأمهات الكتب، والدواوين، وكتب اللغة والنحو والتاريخ، بالإضافة إلى الكتب المتعلقة بموضوع بحثك، أو الفترة الزمنية، أو البيئة أو العلم الذي تدرسه. إن المكتبة الخاصة توفر لك الجهد والوقت، وتتيح لك فرصة الرجوع إلى الكتاب، وتتيح لك وقتا كافيا للبحث.
- ينبغي الاحتفاظ برقم الكتاب، ومكان تواجد الكتاب في المكتبة التي تستعير منها، أو تقرأ فيها ليسهل لك الرجوع إلى الكتاب مرة ثانية وثالثة.
- تسجيل المعلومات الوافية عن الكتاب، عنوانه، واسم مؤلفه، وتاريخ وفاته، واسم المحقق والناشر والمطبعة وتاريخ ومكان الطبع، وعدد الأجزاء.
- تسجيل الملاحظات عن كل مرجع ومؤلفه وموضوعه، والأفكار التي تستفاد منه.
- يحسن كذلك أن يفيد الباحث من دوائر المعارف العربية والأجنبية، ومن مراجعها ومصادرها، وينبغي أن يفطن إلى أن المادة قد ترد في عدة مقالات.
- يستعين بالدراسات الحديثة، والرسائل الجامعية، وما في هوامشها من مصادر ومراجع قد تفتح له أبوابا جديدة ومعلومات قد تكون غائبة عنه.
- الإفادة من ذوي الخبرة والباحثين والمكتبيين والمختصين بالعصر أو الموضوعات القريبة من موضوعه.
- أن يكون على صلة دائمة بفهارس المكتبات وما يجد فيها من جديد، وكذلك يقرأ في المجلات الدورية المتخصصة والمجلات الجامعية والمجلات المعنية بالكتب، وزيارة معارض الكتب للوقوف على الإصدارات الجديدة التي لها صلة بموضوعه.
ط.3_ الفرق بين المصادر والمراجع[71]:
- إن المصادر هي الكتب التي تحتوي على المعلومات والعلوم الجديدة التي لم يسبق إليها أحد، فالمصادر هي الأصول، أما المراجع فهي كتب تعتمد في محتواها على المصادر، وقد تكون شروحا لها، والباحث لا يستعين بالمرجع كله، بل يبحث داخله عن الجزئية التي تفيد في بحثه.
- وبمعنى آخر، إن المراجع هي الدراسات الحديثة التي تعالج الموضوع من خلال استيعاب المادة الأصلية وتخرجها في ثوب جديد.
- ويمكننا التفريق بين المصدر والمرجع على أساس درجة الصلة بين ما في الكتاب من علم وبين موضوع البحث؛ فإذا كانت الصلة مباشرة فيُعدُّ مصدرا، وإن كانت غير مباشرة فيُعدّ مرجعا.
ي_ أنواع البحث العلمي والدرجة العلمية
ي.1- البحث الصفي.
ي.2- مشروع البحث.
ي.3- الرسالة.
ي.4- الدكتوراه.
ي.5- بحوث نظرية.
ي.6- بحوث تطبيقية.
ي.7- البحوث الوصفية.
ي.8- البحوث التاريخية.
ي.9- البحوث التجريبية.
ي.10- بحوث من حيث الكم.
ي.11- بحوث من حيث الكيف.
ي.12- بحوث داخل المخابر.
ي.13- بحوث خارج الجامعة.
ي.14- بحوث استكشافية.
ي_ أنواع البحث العلمي والدرجة العلمية[72]:
تختلف البحوث في حجمها وأهميتها، وذلك حسب المرحلة الجامعية التي تنجز فيها، وحسب الظاهرة المدروسة، فهناك البحوث القصيرة، وهناك البحوث المتوسطة، وهناك البحوث الطويلة، وهناك من البحوث ما يخضع لطبيعة البحث ودوافعه، ومنها ما يخضع للمنهج المتبع في البحث، وهناك من يقسمها حسب الكم والكيف.
والآن سنفصل في تلك الأنواع من البحوث:
ي.1- البحث الصفي:
ويسمى كذلك "مقالا"، أو "تقريرا"، وهي بحوث تنجز في مرحلة من مراحل الليسانس، وتهدف إلى تدريب الباحث عل تنظيم أفكاره، وعلى استخدام المكتبة ومصادرها، ويطلق عليها عادة اسم "البحوث الصفية" لأن الطالب الجامعي يقوم بكتابة العديد منها خلال السنوات الجامعية، وفي كثير من الأحيان يطلب من الباحث إلقاء بحثه أمام زملائه في الصف، وقد لا يتعدى العشر(10) صفحات، في مدة قصيرة (من أسبوع إلى أسبوعين) لتسليم بحثه[73].
ي.2- مشروع البحث:
ويسمى أحيانا "بحث التخرج"، وهو يطلب عادة كأحد متطلبات التخرج، وهو نوع من البحوث القصيرة، إلا أنه أكثر تعمقا من المقالة، ويتطلب من الباحث مستوى فكري أعلى ومقدرة أكبر على التحليل والمقارنة. حيث يتدرب الطالب على اختيار موضوع البحث وتحديد الإشكال، ووضع الاقتراحات اللازمة لها، واختيار الأدوات المناسبة للبحث، بالإضافة إلى تدريبه على طريق الترتيب والتفكير المنطقي السليم. وبمعنى آخر فليس المقصود بهذا البحث التوصل إلى ابتكارات جديدة، بل تنمية قدرات الطالب في السيطرة على المعلومات، ومصادر المعرفة في مجال معين، والابتعاد عن سطحية التفكير[74]، ويكون في حدود الخمسين صفحة[75].
ي.3- الرسالة:
وهو بحث يرقى في مفهومه عن المقالة أو مشروع البحث، ويعتبر أحد المتممات لنيل درجة علمية عالية _ عادة ما تكون درجة الماجستير _ وتتصف الرسالة بأنها بحث مبتكر أصيل في موضوع من الموضوعات، أو تحقيق مخطوطة لم يسبق تحقيقها، أو أنها حققت في بعض جوانبها، ولاتزال هناك جوانب أخرى تحتاج إلى التحقيق. وتعالج الرسالة مشكلة يختارها الباحث، ويضع افتراضاتها ويتوخى أن تسهم النتائج التي سيحصل عليها في بلورة ابتكار جديد أو إبراز وجهة نظر جديدة، أو التوصل إلى علاقات وترابطات لم تعرف من قبل، ولم يسبق إليها باحث آخر. ولهذا فالرسالة تحتاج مدة زمنية طويلة نسبيا، وقد تتعدى حدود الطالب والأستاذ والصف إلى الجمهور وإلى أي قارئ آخر، حيث أنها في كثير من الأحيان تنشر وتقتبس وتنقد، وبذلك تصبح ملكا للجميع وجزءا من التراث الفكري[76]. وعدد صفحاتها في حدود المائتي (200) صفحة، ويشترط أن يسبق تحضير الماجستير سنة تحضيرية في مواد متخصصة جدا[77].
ي.4- الدكتوراه:
هناك اتفاق بين رجال العلم بأن الأطروحة هي بحث علمي يرقى عن الرسالة في عمقه الفكري عادة، لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه. ولهذا فالأطروحة هي بحث أصيل، يقوم فيه الباحث باختيار موضوعه، وتحديد مشكلته، ووضع افتراضاته، وتحديد أدواته واختيار مناهجه، وتوقع معوقاته، معتمدا على نفسه، وذلك من أجل إضافة لبنة جديدة لبنيان العلم والمعرفة يعترف له بها الآخرون في مجال تخصصه. وقد تدوم لعدة سنوات، وقد تطول الأطروحة في حجمها لتغطي مئات من الصفحات أو أكثر[78].
إن التقسيم السابق يتعلق بمراحل البحث، وبالإضافة إليه، يمكن أن نذكر تصنيفين آخرين أشار إليهما كثير من الباحثين، فالأول يعتمد على طبيعة ودوافع البحث؛ وعلى ضوء هذا تقسم البحوث إلى:
ي.5- بحوث نظرية.
ي.6- بحوث تطبيقية.
أما الثاني فيخضع للمنهج المتبع في البحث؛ فيكون من أنواعها:
ي.7- البحوث الوصفية.
ي.8- البحوث التاريخية.
ي.9- البحوث التجريبية.
وهناك من يقسمها حسب الكم والكيف، فـ(( تتنوع البحوث من حيث الكم والكيف:[ي.10]_ من حيث الكم: هناك الأبحاث الصغيرة. ويكون هدفها تدريب الطلاب على كتابة الأبحاث، وتوسيع آفاق ثقافتهم، واحتكاكهم بالمكتبات، وحسن استخدام المصادر والمراجع، ويكون البحث بمقدار يتراوح بين 10_50 صفحة... [ي.11]_ من حيث الكيف: قد يكون البحث دراسة جديدة يعدها الباحث، ويقدم بها نفعا للناس، وقد يكون له أهمية كبيرة في موضوعه، ويكون في إبرازه للناس فوائد عظيمة، فيعمل الباحث على خدمته بكل طاقته، لكي يضعه بين أيدي الناس بشكل علمي واضح وميسر))[79].
ويمكن أن نضيف نوعين آخرين من البحوث؛ 12- الأول ينجز داخل المخابر المتواجدة في الجامعة، فالمخابر بين الفينة والأخرى تبحث في موضوع تخصصها، وفي نهاية كل عمل تعد بحثا هو حوصلة نشاطها، تارة يكون العمل جماعيا، وأخرى فرديا؛ كأن يقوم أحد أعضاء المخبر بإعداد بحث بمفرده؛ كابتكار جديد، أو بحث قديم بطرق ووسائل جديدة، 13- أما النوع الثاني فهو خارج الجامعة، في المؤسسات الصناعية؛ فالمنتوج، أيّا كان نوعه، قبل أن يخرج إلى النور، هناك بحوث تُجرى حوله قبل أن يُصنَّع، ونفس الأمر بالنسبة للفلاحة والزراعة...الخ.
14- بحوث استكشافية: هذه البحوث تهدف إلى وجود المشاكل التي تقف أمام الباحث وتكوين الفروض، وهذه البحوث تمثل الخطوة الأولى من خطوات البحث العلمي، وتتميز هذه البحوث بكونها مرنة وتعتمد على قدرة الباحث في خبرته على اكتشاف المتغيرات والظواهر، كما أن هذه البحوث لا تستطيع الإجابة عن أي فروض يتم طرحها خلال البحث. وتعبر البحوث الاستكشافية أقل تعمقا من البحوث الوصفية؛ لأن االبحوث الوصفية تزود الباحث بالعديد من المعلومات العميقة حول موضوع البحث، فهي تجمع البيانات وتحللها بدقة[80].
ك_ مجالات البحث العلمي وتطبيقاته
ك.1_ البحث العلمي ومجالاته.
ك.2_ مجالات البحث العلمي.
ك.3_ مجالات الدراسة في البحث العلمي.
ك_ مجالات البحث العلمي وتطبيقاته[81]:
ك.1_ البحث العلمي ومجالاته:
مجالات البحث العلمي من الأمور الرئيسية التي يجب توفرها لنهضة المجتمعات وتطورها، وذلك من خلال البحث العلمي وما يقدمه من نتائج وحلول للمشكلات التي تواجه المجتمع، ومجالات البحث العلمي تكاد لا تخلو من مجالات الحياة سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو تعليمية أو صحية أو غير ذلك. والبحث العلمي هو دراسة تفصيلية ودقيقة وعميقة لظاهرة معينة، ويتم من خلالها كشف المشاكل التي تواجه المجتمع، ويعمل على إضافة بعض المعلومات لحل هذه المشاكل بطرق وأساليب علمية عبر الوسائل البحثية، كما أن البحث العلمي عبارة عن كشف مجموعة من الحقائق لمحاولة تطوير وتقدم المجتمعات، وأخيرا هو دراسة الإشكاليات التي تقف أمام الإنسان ومحاولة حلها بأسلوب علمي.
ك.2_ مجالات البحث العلمي:
1_ الحواسيب: أي علوم الحاسب الآلي الذي أصبح فرعا من فروع المعرفة المستقل عن العلوم الأخرى، وهذا العلم أصبح في السنوات الأخيرة من العلوم التي تشغل ذهن الكثير من الخبراء بسبب التطور المذهل الذي شهده، ويعمل الباحثون في مجال الباحث الآلي على دراسة الذكاء الاصطناعي، وقواعد البيانات، وابتكار لغات البرمجة وأنظمة التشغيل للأجهزة الإلكترونية والاتصالات السلكية واللاسلكية...
2_ الكيمياء: هناك العديد من الفروع التي تندرج تحت مجال الكيمياء مثل الكيمياء العامة والعضوية والطبيعية والحيوية، والكيمياء الغير عضوية، وكل هذه المجالات تعتبر ضمن مجالات البحث العلمي المبني على العديد من المعارف والمعلومات، فعلى سبيل المثال الكيمياء الحيوية تهتم بجميع العمليات التي تحدث داخل جسم الإنسان وعمليات التحول الغذائي.
3_ العلوم الاجتماعية: هذه العلوم خاصة بكافة العلوم الاجتماعية والنفسية، ويندرج تحتها العديد من التخصصات الفرعية التي يمكن تطبيقها بصورة عملية، فعلى سبيل المثال يمكن تطبيق أبحاث النفس الخاصة بالإنسان وكيفية تطوره والمشاكل التي تواجهه في المختبرات النفسية والشركات، وغير ذلك من العلاقة الإنسانية الذي يحاول البحث العلمي معرفتها وحلها.
4_ علم الأرض: علم الأرض من مجالات البحث العلمي الذي يهتم بدراسة الجيولوجيا، والتي تختص بكوكب الأرض، لذلك يهتم الباحث بدراسة المناخ وجميع مكونات الأرض سواء طبقاتها أو القشرة الأرضية وحركة الأرض، وأيضا دراسة الصخور وأنواعها، والحفريات الصخرية والمعدنية، كما يمكن للباحث أن يبحث في جميع سطح الأرض لإخراج جميع المعلومات العلمية، ومجال علم الأرض يدخل أيضا في علوم البيئة التي تعمل على تحسين الحياة البيئية للإنسان.
5_ علوم الحيوان: هذا الفرع من فروع مجالات البحث التي يقوم بدراسة الحيوان والبيئة التي يعيش فيها، وعلاقة الإنسان بإنتاج القيمة الاقتصادية والغذائية التي يقدمها الحيوان، كما أن هناك بعض الدراسات التي تعمل على زيادة إنتاجية الحيوان وإمكانية تكاثرها، وكيفية علاج هذه الحيوانات من الأمراض التي قد تصيبها.
6_ علوم النبات: يهتم البحث العلمي المبني على دراسة علوم النبات يهتم بكل ما يخص المجال الزراعي من خلال الحفاظ على المحاصيل ورعايتها من الآفات الزراعية، والحفاظ على التربة الصالحة للزراعة وحمايتها من أن تكون بورا، وكيفية تطور سلالات جديدة من النباتات، ومعرفة علم الجينات النباتية المختلفة، كما أن علوم النباتات تدخل في بعض الفروع الخاصة بعلم الوراثة وعلم البيئة.
ك.3_ مجالات الدراسة في البحث العلمي:
لا من أن يعرف الباحث العلمي طرق تحديد الدراسة، وموضوع الدراسة لإعداد البحث العلمي؛ لكي يقوم بعمل بحث خال من وجود أي خطأ أكاديمي.
1_ المجال المكاني: لا بد من وجود حدود مكانية لعمل دراسة البحث العلمي، وهذا البعد المكاني يساعد الباحث في تحديد وحصر موضوع الدراسة.
2_ المجال الزماني: المقصود به المدة أو الفترة التي يحتاجها الباحث لجمع البيانات والمعلومات العلمية الخاصة بموضوع الدراسة، وليس المقصود بها الفترة التي يحتاجها الباحث للبدء والانتهاء من الرسالة، وهذا المجال أحد حدود البحث الرئيسية، ويجب على الباحث الأخذ في الاعتبار المصادر العلمية التي يستخدمها.
3_ المجال البشري: هذا المجال يمثل عدد الأفراد المشاركين في البحث العلمي، أي عينة من المجتمع حتى توضح التطبيق الفعلي للدراسة في الواقع، وهذه تعتبر من مجالات البحث العلمي.
ثانيا_ محاضرات السداسي الثاني
أ_ اختيار موضوع البحث.
ب_ إشكالية موضوع البحث.
ج_ رسم خطة البحث.
د_ التوثيق.
ه_ أنواع المراجع.
و_ جمع المادة وتوثيقها وتبويبها.
ز_ أسلوب كتابة البحوث العلمية.
ح_ الهامش ووظيفته.
ط_ إخراج البحث وتبييضه.
ي_ الهامش.
أ_ اختيار موضوع البحث
أ.1_ الدقة.
أ.2_ الوضوح.
أ.3_ الجدة.
أ.4_ أهمية الموضوع.
أ.5_ وفرة المادة العلمية.
أ.6_ وفرة المصادر والمراجع.
أ.7_ مناسبة المرحلة والوقت.
أ.8_ الحصر.
أ_ اختيار موضوع البحث:
في الحقيقة هناك خطوة هامة جدا تسبق اختيار موضوع البحث، وهي القراءة الواسعة في مصادر ومراجع تخصص الباحث، ليتكون لديه رصيد معرفي يستطيع به أن يحدد عنوانا مناسبا للمرحلة التي يدرس فيها، ويستفاد من هذه القراءة كذلك في إنجاز فهرس للمصادر فيما بعد؛ لأنه يكون قد سجل قائمة بالكتب التي قرأها، كما تساعد في رسم خطة أولية للبحث المختار.
ويتعين على الباحث أن يعثر على موضوع شيق، يتفق مع ميوله ورغباته. فغموض المواضيع، وعدم استقرار رأي الباحث على أو الطالب على موضوع معين يحظى باهتمامه يترتب عليه عدم إلمام بالموضوع، وقلة حماسه للقيام بالأبحاث، وعدم بذل الجهد المطلوب لتحقيق الغاية المنشودة[82].
وكما ذكرنا سابقا، في شروط اختيار الموضوع، فإنه يجب أن يكون جديد مبتكرا غير مطروق، وأن يكون واضحا، وأن تكون هناك مشكلة تستدعي الحل...الخ، وفي هذا السياق، يذكر "عمار بوحوش" و"محمد محمود الذنيبات"[83] أنه يستحسن أن يسأل الباحث نفسه عدة أسئلة تتعلق بالبحث، قبل أن يقدم على المشروع، وتتلخص هذه الأسئلة في الآتي:
1- هل تستحوذ المشكلة على اهتمام الباحث ورغبته؟.
2- هل هي جديدة؟.
3- هل ستضيف الدراسة التي تجول بخاطره إلى المعرفة شيئا؟.
4- هل يستطيع الباحث القيام بالدراسة المقترحة؟.
5- عل المشكلة نفسها صالحة للبحث والدراسة؟.
6- هل سبق لباحث آخر أن سجل للقيام بهذا البحث؟.
إن اختيار موضوع للبحث ليس بالأمر الهين، بل يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط نجملها في الآتي:
أ.1- الدقة: أي أن نختار موضوعا محددا بدقة؛ فلا يمكن أن نضيف فيه أو ننقص. والدقة في الكتابة، كما يذكر "محمد عثمان الخشت"[84] تعني أن تكون الجمل والألفاظ والتراكيب اللغوية متساوية تماما لما وضع لها من معنى في اللغة أو في المصطلح أو منهما معا، مع ملاحظة أن بعض الألفاظ قد يتطور معناها من عصر إلى آخر، بل من مكان إلى غيره، ويتحمل اللفظ من المعاني بعد تطوره ما لم يكن فيه من قبل.
أ.2- الوضوح: أي أن يكون البحث واضحا لا لبس فيه ولا غموض. و(( الوضوح دليل فهم الباحث لما يقول فكلما كانت المعاني واضحة لا لبس فيها ولا غموض كلما كنت الصياغة كذلك...))[85]. وعلى الباحث أن يتجنب (( الموضوعات المبهمة التي لا يستطيع فيها أن يخرج بتجربة أو رؤية صحيحة من بحثه ))[86].
أ.3- الجدة: والمقصود بها أن يكون البحث جديدا مبتكرا غير متناول، فـ (( على الباحث أن يبتعد كليا عن النقل الجاف، والتقليد والترجمة المتعسفة التي لا تخدم اللغة، ويبتعد كذلك عن التكرار الممقوت ))[87].
أ.4- أهمية الموضوع: أي أن يضيف أو يقدم شيئا للمعرفة أو للمجتمع، وبمعنى آخر أن يعطي حلولا لمشكلات تؤرق البشرية. وهناك في المقابل من البحوث ما هو جديد، ولم يبحث من قبل، ولكن ليس له قيمة علمية تدعو إلى بذل الجهد في إنجازه. و(( تظهر أهمية البحث في شد انتباه الدارس وكذا الدارسين، وعلى ذلك يجب ألا يكون مجال البحث تافها أو غريبا أو مشوشا لا يؤدي إلى نتيجة، ولا يدفع البحث العلمي إلى الأمام. وتكمن أهمية أي بحث في مدى معالجته للمجتمع والإنسانية، وعلى هذا فالبحوث التي لا نتيجة أو صعب عليها تصوير مشاكل المجتمع هي بحوث لا فائدة من ورائها، ولا تستحق أن تدرج في قوائم الدراسات الأكاديمية أو البحوث العلمية الأصيلة ))[88].
أ.5- وفرة المادة العلمية: إن وفرة المادة العلمية من وفرة مصادرها ومراجعها.
أ.6- وفرة المصادر والمراجع: عندما يختار الباحث موضوع بحثه، يجب أن يتمعن في مصادره، هل هي كثيرة أم قليلة؟ وهل بالإمكان الحصول عليها بسهولة أو يسر؟... و(( إن وفرة المصادر تعلم الطالب البحث والموازنة والمناقشة والمقارنة والاختيار، ويكون بحثه مستندا إلى أسس راسخة، ووثائق معتمدة، فيكون الكلام موثقا، والآراء مدعمة بأسانيدها))[89].
ومصادر البحث هي مهمة لأي بحث يكتب أو ينشر، فلا بد من اطلاع الباحث على مصادر البحوث السابقة ومدى صلتها بالبحث المراد عمله، وعليه أن يتجنب البحوث القليلة المصدر، و أن يلم بكتب التراث القديمة والحديثة[90].
أ.7- مناسبة المرحلة والوقت: أي أن لكل مرحلة موضوع بحث يتناسب معها؛ فالبحث في مرحلة الماستر له حجم معين، والبحث في مرحلة الدكتوراه له حجم أكبر، وهكذا ...هذا من جهة، ومن جهة أخرى طبيعة البحث هي التي تفرض المرحلة التي ينجز فيها، أما بالنسبة للوقت؛ فيجب أن نختار موضوعا يناسب الوقت الذي ينجز فيه، فمن غير المعقول اختيار موضوع يدوم عشر سنوات، من البحث والجمع، لمرحلة جامعية مدتها خمس سنوات مثلا.
أ.8- الحصر: الحصر من الموضوعات المهمة في البحث العلمي، لقد أصبح من الضروري، عند اختيار البحث، أن نتناول جزئية معينة في أي مجال علمي؛ حتى نحيط بالموضوع، ونصل إلى نتائج واضحة بينة، وعلى النقيض من ذلك، عند اختيارنا لموضوع طويل وواسع ومتشعب؛ لا نعطي له حقه من البحث، ولا نصل فيه إلى نتائج واضحة يمكن تعميمها.
وقد حدد الدكتور "عبد الرحمن عبد الحميد علي"[91] المقومات الخاصة بالبحث العلمي وشرحها، والتي تُبرز أهميته، حتى يستطيع الباحث- على حد تعبيره - أن يخرج بحثا قويا عليه ملامح الأصالة، وتظهر من خلاله الجدة والابتكار، وهي كالآتي:
_ مصادر البحث.
_ انفرادية البحث.
_ أصالة البحث.
_ أهمية البحث.
_ الأفكار الجديدة في البحث.
_ مشكلات البحث.
ب_ إشكالية موضوع البحث
ب_ إشكالية موضوع البحث:
بعد اختيار الموضوع تأتي خطوة أخرى هامة هي الأخرى، وهي إشكالية البحث، ويجب أن تعبر بدقة عن العنوان المختار، وتصاغ على شكل سؤال أو عدة أسئلة. وعلى الباحث أن يحس بمشكلة البحث، و(( إذا عرفنا المشكلة تعريفا بسيطا، وهو أن يشعر الفرد بعدم الراحة اتجاه شيء ما، وأن يشعر بالقلق، تجاه ذلك الشيء، فإن المشكلة بالضرورة هي الشيء الذي يسبب ذلك القلق، وبالتالي تتطلب إجابات شافية على تساؤلات الفرد واستفساراته. فالإحساس بالمشكلة مرتبط بالفكرة، والتفكير لإجاد الحلول المناسبة، وبذلك فإن الإحساس يصبح منبها للفكر، ومحكا أساسيا للتفكير ))[92].
ويتفق العلماء والباحثون أن مرحلة اختيار المشكلة وتحديدها من أصعب المراحل التي يواجهها الباحث، ولربما أنها أصعب من إيجاد الحلول، بسبب ما يترتب عليها من دراسات وافية لجميع نواحي المشكلة وتحديد منهج البحث والاتصال بالمختصين، في مجال تلك المشكلة، ووضع خطة البحث والأدوات التي يستخدمها الباحث، والمراجع التي ينوي الرجوع إليها للحصول على البيانات والمعلومات[93].
وفي تحديد المشكلة، يرى "كامل محمد المغربي"[94] أن على الباحث أن يتبع القواعد الأساسية، وهي:
- وضوح موضوع البحث.
- تحديد المشكلة: وهي أن تصاغ صياغة واضحة، بحيث تعبر عما يدور في ذهن الباحث، وتبين الأمر الذي يرغب في إيجاد حل له. وتصاغ بشكل سؤال يتطلب إجابة محددة.
- وضوح المصطلحات: أن يعبر بوضوح عن أفكاره، وذلك بتحديد المصطلحات المتعلقة بالمشكلة، حتى يتضح معناها وتحدد معالمها وصفاتها؛ وذلك تفاديا لأي لبس في الفهم أو التفسير...ويجب عدم الخلط بين هدف البحث المشكلة التي يعمل على حلها. فهدف الدراسة هو السبب الذي دفع الباحث إلى الدراسة مبينا قيمة البحث والمنافع التي تجنيها من النتائج التي نخلص إليها. ويشار إلى الهدف عادة بكلمة "لماذا".
أما مشكلة البحث فهي التي يرغب الباحث في التوصل إلى حلها ويشار إليها بكلمة "ماذا".
ج_ رسم خطة البحث
ج_ رسم خطة البحث:
بعد اختيار الموضوع، وتحديد إشكال له، ترسم خطة البحث، (( والخطة خطتان؛ الأولى مختصرة تكون الهيكل العام للبحث في صورته العامة، أما الثانية فهي الخطة المفصلة التي تعتمد في البحث وتتضمن كل الجزئيات والتفاصيل، ولا تغادر كبيرة ولا صغيرة، وهذه تكون دليل الباحث التي ترسم خط سيره ))[95].
والخطة في البحث تقابل خارطة المهندس لمشروع البناء، أو تصميم الخياط، وصانع السيارات والطائرات، وأي عمل لا يسير وفق خطة محكمة مصيره الضياع والخطأ، ضياع الجهد والمال والوقت، وأصبحت الخطة ضرورية حتى للوصول إلى غاية، فعند السفر ترسم _ ولو في الذهن _ خطة تعرف منها خط السير، وأي طريق أنسب وأسلم وأقل جهدا وكلفة، وكم يستغرق من الوقت، وكم يتطلب من مال[96].
ومن المعلوم أن لكل موضوع خطة بحث، وتسمى بـ"التصميم الأولي" كذلك؛ لأنها قد تعدَّل من حين لآخر حسب المادة العلمية المجموعة، وفي نهاية البحث تصبح خطة نهائية، وتقسم عادة إلى: مقدمة، ومدخل أو تمهيد، ووحدات( ونقصد بها الفصول والأبواب والمباحث )، وخاتمة، وفهارس.
ويقول "يحي وهيب الجبوري" أن هناك نقاطا يحسن مراعاتها عند رسم الخطة[97]، وهي:
- أن تعبر الخطة عن الموضوع: تحيط بكل جوانبه وأبعاده.
- التبويب: يقسم الموضوع إلى أجزاء؛ فصول أو أبواب... ويتضمن كل جزء تفصيلات الموضوع داخل هذا الجزء، ويراعى أن تكون الأبواب والفصول مرتبة وفق منطق سليم، ونظام خاص مدروس، كأهمية الفصل أو الموضوع، أو ترتيب الزمن، أو التوزيع المكاني...ويرعى هنا أيضا أن تكون الأجزاء متناسبة ومتقاربة في الحجم؛ فلا يكون فصل بعشر صفحات، وآخر بمائة صفحة، وإنما يكون هناك تناسب وتوازن، وكذلك أجزاء الكتاب وأبوابه تكون متقاربة، ويكون لكل باب أو فصل وظيفة حقيقية في البحث، بحيث لا يمكن الاستغناء عنه، ويكون مرتبطا بما قبله وما بعده ترابطا منطقيا عضويا، ولا يكون هذا التقسيم شكليا أو تعسفيا، وإنما هو استجابة طبيعية لحاجة الموضوع، فموضوع يقسم إلى بابين وفي كل باب ثلاثة فصول، وآخر لا يحتاج إلا إلى ستة أو سبعة فصول دون حاجة إلى أبواب، وهكذا...
- المقدمة: ومما يكمل الفصول والأبواب وجود المقدمة، التي ترد في كتبنا العربية باسم المقدمة، أو خطبة الكتاب. يبين فيها سبب اختيار الموضوع وأهميته ومنهجه في البحث، مع فكرة عن محتويات البحث والمصادر، والصعوبات والدراسات السابقة، والإشكالية.
- وقد يلي المقدمة عند الضرورة التمهيد أو المدخل، وقد يسمى التوطئة، وقد يسميه البعض (بين يدي الكتاب)، والمدخل توطئة للبحث، تذكر فيه المعلومات الضرورية التي لا مكان لها في الفصول، ويكون ذكرها ضروريا موضحا لطبيعة البحث، وأوسع مما تتحمله المقدمة.
والمدخل كما هو معروف يعالج المجال العلمي الذي تندرج ضمنه الإشكالية.
- وبعد الأبواب والفصول تأتي الخاتمة، ومن عناصرها أن تكون فيها نتائج للبحث، أو خلاصات له، أو تصور موجزة لمستقبل البحث في الإشكال المدروس.
- ثم الفهارس، وبعض البحوث تستوجب عمل ملاحق، وكثيرا ما تتضمن الملاحق الجداول والاستبيانات، أو الرسوم أو الخرائط، أو المصطلحات التي تقتضيها طبيعة بعض الأبحاث. وبعد ذلك جريدة أو فهرس المصادر والمراجع.
- هذه الخطة قد تكون عرضة للتبديل والتغيير والحذف أو الإضافة، وذلك وفق طبيعة المادة والآراء المستجدة هي التي تحدد مسار الخطة وتحدد معالمها.
- العناوين: عناوين الأبواب والفصول ينبغي أن تكون واضحة معبرة عن الفكرة، محيطة بها بعيدة عن الإبهام والغموض والتعميم، شاملة لكل ما يستوعبه من جزئيات.
ويمكن تقديم نموذج عام لخطة بحث على الشكل التالي:
- مقدمة.
- مدخل(تمهيد).
- الوحدات(الأبواب والفصول والمباحث... وعناوينها).
- خاتمة.
- الملاحق، إن وجدت.
- الفهارس بمختلف أنواعها.
وسنفصل في هذه العناصر في موضوع إخراج البحث وكتابته.
د_ التوثيق
د.1_ تعريف توثيق المراجع في البحث العلمي.
د.2_ أهمية كتابة المراجع في البحث العلمي.
د.3_ أنواع توثيق المراجع في البحث العلمي.
د.4_ ملاحظات حول الاقتباس.
د_ التوثيق[98]:
د.1_ تعريف توثيق المراجع في البحث العلمي:
يمكن أن نعرف توثيق المراجع في البحث العلمي بأنه: "الإشارة إلى مصدر المعلومة أو البيان الذي أورده الباحث العلمي في البحث أو الأطروحة، للحفاظ على مجهودات وحقوق المؤلفين الأصليين". وعرفه آخرون بأنه: "أحد العلوم التطبيقية التي تهتم بتبويب وتنسيق المعلومات التي يُستعان بها في خطة البحث العلمي؛ لحفظ نواتج الإبداع الذهني البشري".
المفهوم الحديث لتوثيق المراجع:
لا شك أن التعريف الاصطلاحي لتوثيق المراجع في البحث العلمي يختلف من وقت لآخر، وفقا لوسيلة استياق المعلومات التي يتحصّل عليها الباحث، وفي الوقت الحالي أصبح هناك العديد من الوسائل في يد الباحث العلمي؛ للحصول على البيانات مثل الطرق التقليدية التي تنقسم إلى الكتب، والصحف، والمجلات، والنشرات الدورية، والأوراق العلمية، أو عن طريق المواقع الإلكترونية، لذا يمكن أن نُعرّف توثيق المراجع في البحث العلمي من هذا المنطلق العصري بأنه: "الحصول على المعلومات عن طريق الكتب الورقية أو النصوص الإلكترونية، ثم بعد ذلك ترتيبها بأسلوب منهجي وفني؛ من خلال التصنيف والفهرسة.
د.2_ أهمية كتابة المراجع في البحث العلمي:
_ إن الأمانة العلمية تقتضي عند الحصول على البيانات أو المعلومات من مصدر معيّن أن تتم الإشارة إلى مؤلف المصدر، حفاظا على حقوق الغير.
_ لا يتضمن البحث العلمي كل الجوانب المتعلقة بكل فقرة أو مصطلح، بل إن الباحث العلمي يشير فقط إلى ما يخدم خطة البحث من معلومات أو مصادر، ويفيد توثيق المراجع في البحث في إمكانية رجوع القارئ إلى مصدر المعلومة؛ من أجل الحصول على قدر أكبر في حالة الرغبة في الاستزادة.
_ تُعدّ كتابة المراجع في البحث العلمي دليلا على حسن اطّلاع الباحث، وتتبّعه للعديد من الدراسات السابقة؛ لاكتساب المعلومات والأفكار التي أوردها في خطة البحث العلمي.
_ يُمثّل توثيق المراجع أهمية كبيرة؛ من أجل تعرّف الباحث العلمي والقُرّاء والمناقشين على مدى حداثة البيانات الواردة في البحث العلمي، من خلال كتابة تواريخ النشر الخاصة بالمراجع، ومن المعروف أن أهم من شروط الأبحاث العلمية الحصول على المعلومات الجديدة التي تخصّ موضوع البحث، ويستند إلى نهاية ما توصّل إليه الأخير، ثم يبني عليها رؤيته وصبغته الخاصة.
_ يُعتبر توثيق المراجع في البحث العلمي حماية للباحث من التحريف؛ حيث إن هناك بعض الباحثين الذين يقومون بالاقتباس من الغير مع تغيير في طريقة الصياغة؛ من أجل الوصول إلى أهداف معينة تدعّم أفكارهم غير السوية، والتوثيق يحمي من ذلك.
_ كتابة المراجع مصدر مهم للمعلومات بالنسبة للباحثين الذين ينتمون إلى ذات التخصص، في حالة الرغبة في الحصول على معلومات في ذات المجال.
د.3_ أنواع توثيق المراجع في البحث العلمي:
هناك العديد من أنواع توثيق المراجع في البحث العلمي، مثل طريقة "هارفارد"، وطريقة "جمعية اللغات الحديثة" "MLA"، غير أن أكثر تلك الطرق استخداما من قبل الباحثين، طريقة جمعية علم النفس الأمريكية "APA"، ويتم استخدام تلك الطريقة على مرحلتين:
*المرحلة الأولى: في متن الموضوع: تتم كتابة اسم العائلة للمؤلف، ثم نُتبعه بسنة النشر فيما بين قوسين.
_ توثيق المراجع في البحث العلمي لمؤلف واحد:
مثال: قام السنوسي(1990) بدراسة مختصرة حول ...
_ توثيق المراجع لمؤلفين:
مثال: قام السنوسي والقاسمي(1996) بدراسة مختصرة حول...
_ توثيق المراجع لثلاثة من المؤلفين أو أكثر:
_ في حالة ذكر المرجع للمرة الأولى: يتم ذكر جميع المؤلفين.
مثال: قام السنوسي والقاسمي والسعدي(1970) ...
_ في حالة ذكر المرجع للمرة الثانية: يتم ذكر المؤلف الأول ويُتبع بكلمة وآخرون.
مثال: قام السنوسي وآخرون(1950) ...
_ في حالة الاقتباس النصي لفقرة من مرجع:
_ في حالة كون النص أقل من أربعين كلمة تتم كتابته ضمن المتن داخل قوسين، ثم يتم ذكر رقم الصفحة التي تم الحصول على النص منها. مثال: أشار سعيد، والخطاطبي(1997، ص80) "إلى أن أهم عوامل نجاح العلاقة الزوجية، هي الرضا بما قسمه الله".
_ في حالة أن النص المنقول أكثر من أربعين كلمة تتم كتابته بصورة مميزة أو فقرة منفصلة عن متن البحث العلمي. مثال: قال سعيد، والحطاطبي(1997، ص85) "يعدّ غياب الزوج لفترة زمنية طويلة عن المنزل أحد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الجفاء في العلاقة الزوجية، وعلى الرغم من أن ذلك الأمر قد يكون لأسباب خارجة عن الإرادة، كون عمل الزوج قد يتطلب السفر، إلا أنه من المفضل في تلك الحالة أن يصطحب زوجته معه".
_ في حالة توثيق التراجم في مضمون البحث: تتم كتابة التاريخ الأصلي للترجمة، وبعد ذلك التاريخ الذي تُرجم في البحث. مثال: أشار ستيفن(2005/1960).
_ في حالة توثيق عدة أعمال في مضمون البحث: مثال: ساعدت المكتشفات الطبية الحديثة في تطور عمليات زراعة الشعر(السعدي، 2003، الإمام، 2007، أمين، 2010).
*المرحلة الثانية: في صفحة المراجع "قوائم المراجع":
_ توثيق المراجع في البحث العلمي لمؤلف واحد: مثال: الخطاطبي، عبد الله(1988)، دراسة تربوية متخصصة، القاهرة، دار اللؤلؤة.
_ توثيق المراجع في البحث العلمي لمؤلفين: مثال: الخولي، العماوي، زياد(2001)، تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، الإسكندرية، دار النشر الأصيل.
_ توثيق المراجع في البحث العلمي لثلاثة من المؤلفين أو أكثر: مثال: الزهري، جابر، المتوكل، سمير(1993)، وسائل التعليم عن بعد، دبي، دار المحروسة.
_ توثيق المراجع التي لا يوجد لها مؤلف: _ مثال: طريقة انصهار المعادن(1964)، القاهرة، مطبعة الرحمة.
_ توثيق المراجع لمنظمة وفي ذات الوقت تقوم بعملية النشر: المؤسسة العامة للمحافظة على الآثار(1992)، التراث الوطني، عمان، الأردن.
_ توثيق التراجم: مثال: كاسبرزاك(2016)، القيمة الغذائية للحبوب(ترجمة عمرو عبد الواحد)، القاهرة، مكتبة رماح الجبري (العمل الأصلي تم نشره خلال عام 1976).
_ توثيق مقالة من كتاب: مثال: فوزي، تحسين(1988)، التصنيف(محرر)، أهمية التدقيق اللغوي(ص:20ص:25)، القاهرة، جمعية الشرق الأوسط.
_ توثيق مقالة في النشرات العلمية الدورية: مثال: قطب(1999) النظريات الاقتصادية المعاصرة، الموسوعة التجارية، 2(1)، 14_16.
وفي حالة وجود أكثر من مؤلف يتم ذكرهم في البداية مع وضع فاصلة بين كل منهم.
_ توثيق أوراق العمل التي يتم تداولها في الندوات: مثال: سعاد، أحمد الهويدي(2008، ديسمبر)، أثر تلوث البيئة على صحة الإنسان، ورقة علمية مقدمة في مؤتمر التلوث البيئي، القاهرة، جمهورية مصر العربية.
_ توثيق المراجع لسائل الدكتوراه أو الماجستير غير المنشورة: مثال: عبد الرحمن، جمال(2016)، دور الخدمة الاجتماعية في البيئة المدرسية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة طنطا، الغربية، جمهورية مصر العربية.
د.4_ ملاحظات حول الاقتباس:
1- الاقتباس قد يكون اقتباسا حرفيا...وقد يكون اقتباسا غير مباشر، وفي هذه الحالة الأخيرة يكون الاقتباس للفكرة وليس للكلمات نفسها[99].
2- بالنسبة للاقتباس الحرفي، فلا بد أن نفرق بين الاقتباس الذي يتجاوز أربعة أسطر، والاقتباس الذي يقل عن أربعة أسطر. ففي الحالة الأولى، لا بد أن يكتب الباحث الأسطر المقتبسة بما يظهر بوضوح، أنها ليست من إنتاجه، ويشترط في هذه الأسطر أن تكون في وسط الصفح، والسطور قريبة من بعضها البعض[100].
وهذا مثال للاقتباس الحرفي للنص الذي يتجاوز أربعة أسطر:
"بعد أن تنقل ما في الجذاذات، وتربط بين أجزائها، وتعلق عليها، وتناقش ما فيها، بعد ذلك تبقى ثغرات في البحث وأشياء تحتاج إلى استكمال وإعادة نظر، من ذلك كلمات تحتاج إلى توضيح، وعبارات ونصوص تحتاج إلى ضبط بالشكل، أو كلمات تضبطها لتزيل عنها اللبس أو خطأ نحوي هنا، أو استعمال لغوي غير سليم هناك، وهنا تفصيل يحسن إيجازه، أو تكرار يجب حذفه، أو نقص عليك إكماله...وتنظر في الهوامش فتجد بعض المصادر متأخرة وقد قدمتها، فتقدم ما حقه التقديم، والعكس، إذا بدأت باسم المؤلف ، فيجب أن يستمر منهجك كذلك، وإذا أشرت إلى العنوان فوحد الإشارة إليه في كل هوامش البحث، وتنظر في الفصول وتناسبها من حيث الطول؛ فتجعلها متقاربة في الحجم، وإذا رأيت هناك حاجة للحذف فاحذف أو الإضافة فأضف، ويحسن أن تستعمل الرموز والاختصارات في الهامش، وقد تكون قد استعملت صيغة الأمر في الإشارة إلى الهامش فقلت: انظر، وقابل، ولاحظ، فينبغي أن تتجنب هذا، وتستعمل صيغة المبني للمجهول؛ فإنها أكثر لياقة وأدبا، فقولك(ينظر) خير من (انظر)، و(يراجع) خير من (راجع)..."[101].
إن الاقتباس الحرفي الذي يتجاوز أربعة أسطر، يتميز باكتمال الفكرة، وفيه يحرص الباحث على اقتباس النص الطويل؛ لكي يضح فكرته بدقة، ولا داعي للتعبير عنها بأسلوب آخر[102].
3- بالإضافة إلى الاقتباس الطويل، فهناك الاقتباس القصير الذي لا يتجاوز أربعة أسطر، وهو الشائع جدا[103].
مثال للاقتباس القصير الذي لا يتجاوز أربعة أسطر:
عُرّفت الخاتمة من طرف نجوى الحسيني ومحمد قبيسي بقولهما: "هي نهاية البحث، وتتضمن الأفكار الأساسية الواردة في البحث، والنتائج الجديدة التي تمخض عنها، والاقتراحات والنظريات التي يعرضها الباحث، والثغرات والنواقص التي لم يتمكن من حلها"[104].
4- في بعض الأحيان، يكون الاقتباس شبه متقطع، أي أن جملا مأخوذة من مقطعين مختلفين...وفي هذه الحالة، لا بد من وضع بعض النقاط في السطر للإشارة إلى ذلك[105].
مثال عن الاقتباس المتقطع:
"وهناك طريقتان لنقل المعلومات؛ طريقة الأوراق، وطريقة الجزازات، والطريقة الأولى هي طريقة ( الدوسيه) الملف المقسم، وهي الأوراق التي يمكن تحريكها وحفظها في ملف معد لهذا الغرض، فيكتب الطالب على وجه واحد من الورقة، يترك في أعلى الصفحة مسافة يسجل فيها اسم المصدر الذي ينقل عنه ورقم الصفحة واسم مؤلفه...في الجهة اليسرى، ويكتب في الزاوية اليمنى العنوان الذي يدل على المادة المنقولة، ويترك في الهامش الصفحة مكانا للتعليق والملاحظات ..."[106].
فالنقاط التي توجد بين الجمل تدل على حذف بعض العبارات، والجمل التي لا يراها الباحث ضرورية في الفقرة المقتبسة قد تم حذفها، وذلك دون أن يفقد النص معناه الأصلي[107].
5- يتم الاقتباس وفق طرق مختلفة تتمثل في[108]:
- نقل النص كاملا دون تغيير فيه، ولا بدّ من وضع النص بين قوسين؛ حتى لا يتهم الباحث بانتحال النص.
- اختصار النص، وتلخيصه في حالة إذا ما احتاج الباحث إلى اقتباس موضوع كامل أو فكرة كاملة تشغل عددا كبيرا من الصفحات.
- إعادة صياغة النص بأسلوب الباحث.
6- الاقتباس في الهامش:
والاقتباس قد يكون في الهامش؛ وذلك لتدعيم وجهة نظر الباحث أو إظهار رأي مخالف للرأي الموجود في النص، وفي العادة تكون الفقرة على صفحة واحدة، وإذا كان الاقتباس طويلا، والهامش لا يكفي، فيمكن مواصلة كتابة الهامش في الصفحة التالية، ولكن بوضع إشارة انتقال الكتابة في نهاية الهامش =، ثم يضع نفس الإشارة = في بداية الهامش على الصفحة الموالية[109]، ثم يذكر في نهاية ذلك الاقتباس في الهامش، المرجعَ والصفحةَ.
وختاما لهذا الموضوع نستشهد بقول لعمار بوحوش ومحمود الذنيبات عندما تحدّثا عن "الموضوعية العلمية في التوثيق"، وصعوبة التوثيق فقالا أن (( التوثيق عملية صعبة للغاية؛ لأن من الصعب التفريق بين نقل المعلومات، والاستشهاد ببعض المعلومات، أو تعزيز وجهة نظر الباحث، أو التمهيد لفكرة مضادة للفكرة الأصلية، فالباحث عندما يكتب، يحاول أن يعطي انطباعا بأنه ملتزم بالموضوعية والأمانة العلمية والاستعانة بآراء الآخرين، لتدعيم وجهة نظره، لكنه في واقع الأمر، يعبر عن وجهة نظره، ويدافع عن القيم التي آمن بها، ويستعرض الأفكار التي تبدو له مهمة، ومعبرة عن الموضوع. وبناء على هذا: فإن الموضوعية والأمانة العلمية، والتحلّي بروح الدقة والصدق في معالجة الموضوع هي أشياء نسبية ))[110].
ه_ أنواع المراجع
ه.1_ أنواع المراجع.
ه.2_ طرق توثيق مصادر ومراجع البحث العلمي.
ه.3_ ملاحظات حول توثيق المراجع.
ه.4_ طرق ترتيب قائمة المصادر والمراجع.
ه_ أنواع المراجع:
ذكرنا سابقا أنه على الباحث أن يقرأ كثيرا؛ ليختار موضوعه، ويحدد إشكاله، ويرسم خطته الأولية، وبالإضافة إلى جمع المادة العلمية، يستفاد من قائمة المصادر كذلك، صنع فهرس المصادر والمراجع؛ وذلك بترتيبها هجائيا في نهاية البحث. كما عرّفنا المصدر والمرجع(محاضرات السداسي الأول)، والفرق بينهما، وبعد قليل سنتحدث عن أنواع المراجع.
ه.1_ أنواع المراجع:
إن المراجع التي يستعين بها الباحث في إنجاز بحثه، ابتداء من اختيار الموضوع، وتحديد الإشكال، وإنجاز الخطة، ومرورا بجمع المادة العلمية، ومناقشتها وتحليلها، وصولا إلى النتائج، هي كثيرة ومتنوعة؛ فمنها المؤلفات، والكتب المترجمة ، والمجلات، والرسائل والأطروحات، والموسوعات والمعاجم، والمواقع الإلكترونية.
وفي موضوع المكتبة تحدث الدكتور "كامل محمد المغربي" عن أنواع المراجع المكتبية[111]، وذكر منها ثمانية أنواع وعرفها تعريفا دقيقا وشاملا، مع أمثلة لكل نوع، نوجزها في الآتي:
1- مراجع عن كتب:
هذا النوع من المراجع يتناول الكتب، ويتحدث عنها ويعرف القارئ بها. ومن أنواعه: فهارس المكتبات، والمطبوعات الحكومية، والرسائل العلمية...الخ
- فهارس المكتبات:
تقوم المكتبات الكبيرة عادة بإصدار فهارس دورية بمقتنياتها من المطبوعات المختلفة - الكتب والدوريات - وذلك لتكون في متناول الباحث، وتعريفه بهذه المقتنيات بيسر وسهولة، مثل فهرست الكتب الإسلامية الموجودة في المتحف البريطاني.
- المطبوعات الحكومية:
وهي من المراجع الهامة، لأنها تمثل مصدرا زاخرا بالمعلومات، للإجابة على الاستفسارات والتساؤلات الخاصة بالأنشطة الحكومية، كالإحصاءات الرسمية، والتربية والتعليم، والدفاع والعدل، وغيرها.
- الرسائل الجامعية:
وهي ما تقدم للجامعات والمعاهد للحصول على درجات علمية. والرسائل عبارة عن أبحاث أكاديمية مكتوبة، يعالج كل منها نقطة علمية معينة في موضوع علمي، أو أدبي، أو اجتماعي، يستفيد منها المجتمع العلمي والإنساني.
2- الدوريات:
تعرف الدورية بأنها مطبوع يصدر في حلقات متعاقبة وفترات منتظمة - أو غير منتظمة - وتبرز أهميتها في أنها تقدم آخر ما توصل إليه العلم، في مجال ذلك التخصص، وتقسم الدوريات إلى ثلاثة أنواع، وهي: الصحف، والمجلات، وكشافات الدوريات.
3- كتب عن كلمات:
وهذا يضم القواميس والمعاجم بجميع أنواعها. وهي تقوم بترتيب هجائي لكلمات اللغة، مع شرح لمعاني كل منها، وكيفية نطقها، ومرادفاتها، أو أضدادها، أو اختصاراتها، أو مدلولاتها، ومن أشهرها: قاموس "اوكسفورد"، و"لسان العرب" لابن منظور...
4- كتب عن الأماكن:
ونعني بذلك الأطالس والقواميس الجغرافية، حيث تبين مواقع الأماكن من بعضها البعض، وأماكنها من خطوط العرض والطول...
5- كتب عن الناس:
وهي مراجع تختص بالعنصر البشري، وسيرة الأشخاص ونشاطاتهم، فهي تعطي القارئ نبذة مختصرة لحياة الشخص.
6- دوائر المعارف والموسوعات:
تقوم الموسوعات بتغطية جميع الموضوعات، التي عرفها الإنسان بشيء من الاختصار المفيد، ولذلك فهي أصلح المطبوعات للتثقيف النفسي، وتتضمن الموسوعات الحوليات والكتب السنوية، وهي تصدر كل عام بشكل منتظم، وفيها الكثير من المعلومات، التي تتعلق بالأحداث العالمية الحديثة(الجارية). وأشهر الموسوعات هي:
Columbia Encyclopedia
Encyclopedia Britanica
Encyclopedia American
7- المراجع التاريخية:
وهي التي تهتم بالأحداث التاريخية في العالم بشكل عام، وتكون الأحداث التاريخية مرتبة بتسلسل زمني.
8- المراجع المتخصصة:
تعنى هذه المراجع بموضوعات مختلفة في شتى نواحي المعرفة الإنسانية، لهذا فهي متعددة ومختلفة لاختلاف المواضيع، ومن أشهر المراجع، مراجع الديانات، ومراجع الفلسفة، ومراجع الاقتصاد والتجارة، والمراجع الحكومية، والسياسية، ومراجع المكتبات، وغيرها.
هذا عن أنواع المراجع التي تحتويها المكتبة، أما عن أنواع المراجع التي نصادفها عادة في البحوث العلمية المنجزة، فيمكن أن نختصرها فيما يلي:
- المخطوطات.
- الكتب العربية.
- الكتب المترجمة.
- الكتب الأجنبية.
- الدوريات.
- الرسائل والبحوث الجامعية.
- المواقع الإلكترونية.
ه.2_ طرق توثيق مصادر ومراجع البحث العلمي[112]:
من الخطوات المهمة جدا في البحث العلمي كتابة وتوثيق المصادر والمراجع بطرق سليمة، وتتمثل هذه الطرق في الكتابة على هذا النسق:
- اسم المؤلف، اسم المرجع، مكان النشر، رقم الطبعة، دار النشر، بلد النشر، سنة النشر، الصفحة.
- في حالة إذا كان الكتاب مترجما تتم كتابة المرجع كما يلي: اسم المؤلف، اسم المرجع، اسم المترجم، مكان النشر، دار النشر، سنة النشر، الصفحة.
- إذا كان المرجع دورية: اسم المؤلف، عنوان المقالة، اسم الدورية، رقم العدد الخاص بالمجلد، تاريخ الصدور، الصفحة.
- إذا كان المرجع عبارة عن صحيفة: اسم الكاتب، عنوان المقال، اسم الصحيفة، تاريخ صدورها، الصفحة.
- إذا كان المرجع عبارة عن بحث مقدم لمؤتمرات علمية: اسم المؤلف، عنوان البحث، موضوع المؤتمر، مكان انعقاد المؤتمر، تاريخ انعقاده.
- إذا كان المرجع عبارة عن موقع إلكتروني: اسم الموقع، اليوم، الشهر، السنة.
ه.3_ ملاحظات حول توثيق المراجع:
1- في النقطة الأخيرة، وهي توثيق الموقع الإلكتروني، يمكن أن نضيف إليه تاريخ الاطلاع، والساعة؛ فيكون توثيقه كالآتي: اسم الموقع، تاريخ النشر، تاريخ الاطلاع، الساعة.
2- إذا مقالا أو موضوعا مشورا في موقع إلكتروني، يوثق _ انطلاقا ممّا ذكرته في الملاحظة الأولى _ كالآتي:
اسم المؤلف، عنوان المقال، الموقع، تاريخ نشره، تاريخ الاطلاع، الساعة.
3- إذا كان المرجع رسالة أو بحثا جامعيا، فتتم كتابتها كما يلي: اسم الباحث، عنوان الرسالة، نوعها(درجتها)، اسم الجامعة، البلد، السنة الجامعية، الصفحة. وهناك من يضيف اسم المشرف بعد عنوان الرسالة.
4- في قائمة المراجع، نحذف أرقام الصفحات للمراجع وتُرتّب ترتيبا ألفبائيا، أو أبجديا.
5- تُرتَّب أنواع المراجع فيما بينها في البحث العلمي، حسب أهميتها بالنسبة للموضوع؛ فإذا كان هناك استشهاد بالقرآن الكريم، جعلناه أول المراجع؛ لقداسته، وكان البحث باللغة العربية، بدأنا بالمراجع العربية، ثم الأجنبية، والعكس صحيح، وهناك من الباحثين مَن يفصل بين المصادر والمراجع؛ فيبدأ بالأولى ثم المراجع، وهناك من لا يفصل بينهما؛ فيجعلهما في قائمة واحدة، ويرتبها.
3- يخضع كلّ نوع من المراجع إمّا للترتيب الهجائي (ء، ب ت ث، ج ح خ، د ذ، ر ز، ...)، أو للترتيب الأبجدي (أ ب ج د، ه و ز، ح ط ي، ك ل م ن...)، وهذان الترتيبان هما الشائعان والمستخدمان.
ه.4_ طرق ترتيب قائمة المصادر والمراجع[113]:
هناك طرق مختلفة لكيفية ترتيب قائمة المصادر والمراجع في نهاية البحث، ومنها:
- الترتيب حسب النوع: وفي هذه الحالة يتم ذكر الكتب أولا، تليها الدوريات، ثم الوثائق الرسمية، ثم الدراسات، والأطروحات ...إلخ.
- الترتيب حسب الحروف الأبجدية.
- الترتيب حسب تاريخ الصدور.
- الترتيب حسب الورود في البحث.
- ترتيب المراجع العربية ثم الأجنبية.
و_ جمع المادة وتوثيقها وتبويبها
و.1_ طرق التدوين والاقتباس.
و.2_ إعداد الجذاذات وتوزيعها.
و_ جمع المادة وتوثيقها وتبويبها:
بعد أن ينتهي الباحث من إعداد خطته، وفحص مصادره ومراجعه، تأتي مرحلة أخرى، وهي نقل المعلومات من هاته المصادر (( وهناك طريقتان لنقل المعلومات؛ طريقة الأوراق، وطريقة الجزازات، والطريقة الأولى هي طريقة ( الدوسيه) الملف المقسم، وهي الأوراق التي يمكن تحريكها وحفظها في ملف معد لهذا الغرض، فيكتب الطالب على وجه واحد من الورقة، يترك في أعلى الصفحة مسافة يسجل فيها اسم المصدر الذي ينقل عنه ورقم الصفحة واسم مؤلفه...في الجهة اليسرى، ويكتب في الزاوية اليمنى العنوان الذي يدل على المادة المنقولة، ويترك في الهامش الصفحة مكانا للتعليق والملاحظات ...))[114].
أما الطريقة الثانية المفضلة، وهي الأسهل في تحريك الأوراق وحفظها وترتيبها والعثور على المادة المطلوبة، وهي طريقة البطاقات أو الجزازات، وقد تسمى الجذاذات، والبطاقة من الورق المقوى بحجم 10×14سم، أقل من ذلك أو أكثر...ويمكن أن يقطع الطالب أوراق الكتابة في الحجم الذي يناسبه، على أن يكون الحجم واحدا متساويا، وقد تكون البطاقة مسطرة أو غير مسطرة، وقد يطبع في رأس البطاقة كلمات مثل: اسم الكتاب، اسم المؤلف، تاريخ الطبع، وغير ذلك[115].
وهناك ضوابط للعمل بالجذاذات، ذكرها العلماء، نوجزها في الآتي:
- أن نكتب على وجه واحد منها.
- أن نكتب فيها نصا واحدا فقط، أو فكرة واحدة، مع ذكر اسم المرجع والصفحة.
- أن نكتب التعليق المناسب أسفل النص، ونضع النص بين علامتي التنصيص.
- أن نضع بطاقات الفصل الأول مع بعضها بواسطة حزام مطاطي، ونفس الأمر بالنسبة للفصل الثاني، والثالث... أو وضعها في أدراج...
- أن تكون في حجم واحد؛ حتى يسهل ترتيبها وتصنيفها، والاحتفاظ بها.
- ويمكن استعمال البطاقات الملونة؛ البطاقات ذات اللون الأبيض للفصل الأول، والبطاقات ذات اللون الأصفر للفصل الثاني...وهكذا.
- أن يكتب في أعلى الجذاذة عنوان الفصل أو المبحث بقلم الرصاص؛ ليتسنى له تغييره إن أراد ذلك.
- أول ما يسجل في البطاقة بعد عنوان الفصل أو المبحث، المصدر، ومؤلفه، والمعلومات الأخرى.
وهذا نموذج لذكر المعلومات في البطاقة[116]:
1_ عنوان الفكرة التي يشتمل عليها الاقتباس ومكانها من البحث.
2_ نص الاقتباس.
3_ مصدر الاقتباس.
و.1_ طرق التدوين والاقتباس[117]:
- تبدأ بأقدم المصادر، فتنقل منه المعلومات المتعلقة بالبحث، وفق الخطة التي أعدت.
- ليكن النقل دقيقا وبخط واضح، ولا تكتب على ظهر الجذاذة، واستعمل أكثر من جذاذة إذا كان الخبر طويلا، واجعل للجذاذات أرقاما متسلسلة إذا كان الخبر طويلا.
- ألا يكون النص المقتبس طويلا.
- تلخيص الفكرة: وهو تلخيص مجمل النص يدونه الباحث بأسلوبه ولغته، وهنا ينبغي أن يشير في هامش بحثه إلى ما يدل على أن الأفكار ليست له، وإنما هي منقولة عن مصدر ما بتقديم (ينظر) أو(يراجع) أو ما شابه ذلك.
- إذا حذفت كلمة أو أكثر أو عبارة من الاقتباس جعلت نقطا أفقية هكذا(...) مكان المحذوف.
- وضع النص المقتبس بين قوسين، أو ما يسمى علامات التنصيص.
- تسهيلا لعملية المراجعة والوصول إلى المادة العلمية بأيسر الطرق، يوصى الباحث بكتابة عنوان الفصل أو المبحث على ظهر كل بطاقة؛ ويضعها في ظروف.
- يخصص بالإضافة إلى بطاقات المعلومات بطاقتين: الأولى لمؤلف الكتاب وتاريخ وفاته والمعلومات عنه، والثانية لاسم الكتاب ومحققه وتاريخ طبعه واسم المطبعة والبلد الذي طبع فيه، وغير ذلك من المعلومات التي تتصل بالكتاب.
- عندما ننتهي من جمع المادة في المصدر، نجمع البطاقات ونحزمها بحزام مطاطي، مع بطاقتي الكتاب والمؤلف، ونضعها في ظرف نكتب عليه اسم المصدر، أو نضعه في درج خاص بذلك.
- ثم نتناول بعدها المصدر الثاني الذي في قائمة مصادرك، وتعمل فيه ما عملته في المصدر الأول، ثم تربط جذاذات هذا المصدر، وتحتفظ بها في الظرف أو الدرج أو العلبة، وهكذا تنتقل إلى المصدر الثالث، والرابع... والأخير.
- ننقل من المرجع ما نستفيد منه من وجهات النظر، وإنه يفيدنا في معرفة المصادر التي نجهلها، وإلى ما يحويه من أفكار ومناقشات ووجهات نظر...
إن الجذاذات مفيدة للباحث؛ فهي تسهل عملية جمع المادة، وتوفر الجهد والوقت، وتفيد في موضوعات أخرى لها صلة بالموضوع الأول...
و.2_ إعداد الجذاذات وتوزيعها:
بعد الانتهاء من جمع المادة العلمية في الجذاذات، نأتي إلى فرزها وتوزيعا حسب الخطة من فصول وأبواب...فإذا كانت الفصول أربعة كانت البطاقات في أربع مجموعات، وهكذا، (( وبمقابلة المادة المجموعة المصنفة وعرضها على الخطة، سيجد الحاجة إلى تعديل الخطة أو تحويرها، أو تغيير بعض فصولها، أو إضافة فصل آخر، وفق المادة المجموعة، وعندئذ يمكن تعديل الخطة بصورة رسمية قبل بدء بالكتابة، وقد يحدث التعديل أثناء الكتابة... فطبيعة المادة المجموعة هي التي تحدد مسار الخطة))[118].
ز_ أسلوب كتابة البحوث العلمية
ز_ أسلوب كتابة البحوث العلمية:
إن جمع المادة أمر ميسور يستطيع أي شخص أن يقوم به، ولكن الاستفادة من هذه المادة، وكتابة البحث المطلوب يتطلب مهارات خاصة، وذوقا وذكاء، وموهبة، ومقدرة على انتقاء المادة، ووضعها في مكانها المناسب، واستبعاد ما لا ضرورة له أو تأجيله، حتى يوضع في موضعه المناسب[119].
وههنا يقرأ الباحث الجذاذات قراءة متأنية، ثم يبدأ بكتابة المعلومات وفق الخطة، ويربط الفقرات بعضها ببعض، ويعلق عليها، إذا وجب ذلك، و(( على الباحث ألاّ يجعل من نفسه مجرد ناقل ومرتب للأفكار، بل ليكن له رأي وموقف، لأنه باحث وناقد وخبير، ولكن في ثقة وتواضع العلماء))[120].
إن الباحث في هذه المرحلة يستشهد بالنصوص المجموعة في الجذاذات، يحللها ويناقشها ويستنبط منها؛ ليخرج بأحكام تثبت صحة أو بطلان الفروض، فإن أثبت الفروض، يكون في النهاية قد أجاب عن الإشكال المطروح، إنه في مرحلة النقد بالدليل؛ فهو(( عندما يريد أن يثبت فكرة أو ينقض فكرة، لا بد أن يدلل على صحتها أو خطئها بأدلة واضحة صريحة... ))[121].
يمضي الباحث في الكتابة وفق الخطة، يقتبس المعلومات التي في الجذاذات، يدونها حرفيا حينا، ويلخصها في حين آخر، وقد يشير إليها إشارة موجزة، وقد يناقش ما يستوجب المناقشة، ويعلق عند الضرورة، يدعم فكرة هنا، وينقض فكرة هناك، وفق تصور شامل للموضوع، وفي تسلسل منطقي للأفكار، ويلتزم بحدود الموضوع لا يخرج عنه مستطردا، ولا يقتطع منه مختصرا، ولا يسهب فيه تجاوزا، بل يكون القصد والاقتصاد دأبه، إن الاستطراد سبب في اضطراب الموضوع، فهو يذهب بوحدته وتماسكه وانسجامه، ولا يقف الاستطراد عند الأفكار الجانبية فحسب، بل يشمل إضافة فصل أو باب للرسالة ليس له صلة وثيقة بها، وكذلك إقحام فقرة أو فقرات في ثنايا البحث لا يتطلبها السياق، وكذلك يشمل الاستطراد أو الخروج إلى موضوعات هامشية توضيحية تغير مسار البحث وتقلل من أهميته، وتفكك وحدته وتماسكه[122].
وإذا نقل الباحث فقرة أو فكرة يجب الإشارة إلى ذلك في الهامش، وينبغي أن يظهر أسلوبه في البحث، باديا للعيان، يحس به القارئ ويشعر به؛ يعرف أنه لصاحبه، لا لطه حسين، وشوقي ضيف، والعقاد...
هذا، وقد ذكر "محمد صالح ناصر"[123] نقلا عن "محمد عثمان الخشت" في كتابه (فن كتابة البحوث العلمية) أن الأسلوب الأكاديمي العلمي الذي تكتب به الرسائل والأطروحات الجامعية، ينبغي أن يتسم بصفات منها:
- أن يكون واضحا، لأن الوضوح دليل فهم الباحث لما يقول.
- أن يكون دقيقا، والدقة في الكتابة تعني أن تكون الجمل والألفاظ والتراكيب اللغوية متساوية لما وضع لها من معنى في اللغة أو في المصطلح أو منهما معا.
- أن يكون مُنسابا(الانسياب): من مواصفاته تجنب الجمل ذات العناصر الكثيرة، واجتناب الجمل التي تطول المسافات بين أجزائها الرئيسية، بأن تطول المسافة بين الفعل والفاعل طويلة مثلا، وحذف الكلمات والجمل غير الضرورية. وحسن استخدام الفقرات وتوظيفها. فالأسلوب الاكاديمي وسط بين الأسلوبين؛ الأسلوب العلمي المحض، والأسلوب الأدبي العاطفي.
ولا بد من سلامة اللغة، وجمال الأسلوب، فعلى الباحث أن يتجنب تكرار الألفاظ والجمل، وذلك باستعمال المترادف. وأن يستعمل الكلمات المعاصرة الواضحة، ويتجنب الغريب والكلمات المهجورة. ولابد من الابتعاد عن الكلمات والعبارات الأجنبية، إلا إذا كانت عبارات اصطلاحية، أو أن يرجع في المصطلحات الأجنبية إلى ما يقابلها في العربية. وأن يبتعد في لغته عن التلاعب اللفظي والتعقيد وأن تكون العبارات وضحة تميل إلى الإيجاز، ويتحاشى الفواصل الطويلة ما أمكن بين الفعل والفاعل، والمبتدأ والخبر، وأن يبتعد عن السجع، وإذا عالج نقطة في مكان، فلا يكررها في مكان آخر، وإنما يشير إليها، ويحيل عليها في الموضع الآخر...[124].
ويعتبر الاقتباس من الأمور الأساسية في البحث، وله ضوابط، منها[125]:
- أن يكون من المصادر الأصلية.
- نقل النص بأمانة، ولا يتصرف فيه بالتقديم أو التأخير.
- يحصر النص المقتبس بين قوسين صغيرين في بدايته ونهايته، والإشارة إلى مصدره في الهامش.
- ألا يتجاوز طول الاقتباس عن ستة أسطر، وفي هذه الحالة يوضع بين علامتي التنصيص (( )). أما إذا تجاوز النص المقتبس ستة أسطر إلى صفحة، فإنه لا يوضع في هذه الحالة بين قوسين، ولكنه يصغر حجمه، ويترك فراغ بينه وبين السطر الذي قبله، والسطر الذي بعده، ويكون الهامش عن يمين النص وعن يساره أوسع من الهامش الأبيض في بقية البحث.
- إذا تجاوز الاقتباس صفحة، فلا يجوز في هذه الحالة الاقتباس الحرفي، وإنما يصوغ الباحث الفكرة بأسلوبه، ويشير في الهامش إلى المصدر أو والمرجع الذي اقتبس منه.
- أن يراعي الباحث الانسجام في النصوص المقتبسة، ويربط ما قبلها بما بعدها.
ح_ الهامش ووظيفته
ح.1_ استخدامات الهوامش.
ح.2_ أين توضع الهوامش؟
ح.3_ طريقة الإحالة.
ح.4_ كيفية ترقيم الهوامش.
ح.5_ كيفية كتابة بيانات المراجع لأول مرة في الهامش.
ح.6_ ملاحظات حول تدوين بيانات المراجع.
ح.7_ طريقة تدوين بيانات مراجع سبقت الإشارة إليها.
ح_ الهامش ووظيفته[126]:
سنعرض هذا الموضوع في عناصر هامة، هي: الهوامش، وطريقة الإحالة، وكيفية كتابة بيانات المراجع لأول مرة في الهامش، وملاحظات حول تدوين بيانات المراجع، وطريقة تدوين مراجع سبقت الإشارة إليها.
ح.1_ استخدامات الهوامش:
إن استخدام الهوامش أمر لا يخلو منه أي بحث أكاديمي، بل إن هذا الاستخدام عرف في كتبنا التراثية يعبر عنها الحواشي. ولها أهمية في جميع البحوث الأكاديمية، ولا بد من مراعاة الدقة المتناهية في ترتيبها والعناية بها، لأن البحث العلمي يعتمد على التوثيق. وبما أنه لا بد من التفريق بين المعلومات التي ينبغي إيرادها في المتن، وتلك التي ينبغي إيرادها في الهامش، فالهوامش تستخدم في:
- الإشارة إلى المصدر أو المرجع الذي اقتبس منه النص المذكور في المتن أعلاه.
- إعطاء أسماء مراجع إضافية تؤيد الفكرة المذكورة.
- ذكر نص مساعد لتأييد النص المذكور في المتن.
- شرح متمم لفكرة مجملة جاءت في صلب البحث.
- شرح بعض المصطلحات.
- التعريف بمكان أو شخصية مجهولة أو مغمورة.
- تخريج الآيات القرآنية، وتخريج الأحاديث النبوية وتحقيقها.
- الإحالة الداخلية بمعنى إرجاع القارئ إلى موضع أو مواضع أخرى في البحث تعرضت لنفس الفكرة.
- الإحالة الخارجية على نصوص مذكورة في بحوث أخرى تناولت أمرا يتعلق بما في المتن.
- التنويه بفضل من قد يكون قد قدم للباحث اقتراحا أو مساعدة ما.
ح.2_ أين توضع الهوامش؟:
توجد ثلاثة أماكن يمكن أن نضع فيها الهوامش:
1- الموضع الأول: أسفل الصفحة.
2- الموضع الثاني: نهاية الفصل.
3- الموضع الثالث: آخر البحث.
وليس هناك اتفاق بين الباحثين على أفضلية موضع على آخر، ولكن التجربة تدل على أن مكانه هو أسفل الصفحة لسهولة قراءتها ومتابعة المعلومات فيها.
ح.3_ طريقة الإحالة:
يمكن للباحث أن يحيل قارئ بحثه على الهوامش مستخدما الأرقام العددية أو النجوم أو الحروف الأبجدية، والأيسر غالبا استخدام الأرقام، وهو ما عليه معظم الباحثين، ولكن يفضل في الرسائل المتخصصة في مجال الرياضيات، استخدام الحروف الأبجدية، لأنها تجنب القارئ الخلط بين الأرقام الأصلية في المتن وبين أرقام الهوامش العددية.
ح.4_ كيفية ترقيم الهوامش:
1- الترقيم المنتهي بانتهاء الصفحة: وفيه يضع الباحث هوامش كل صفحة بشكل مستقل حتى تنتهي الصفحة، فإذا جاءت صفحة جديدة ابتدأ الترقيم من جديد.
2- الترقيم المتوالي الكامل: ويرقم الباحث رسالته كلها من بدايتها إلى نهايتها ترقيما متواليا.
3- الترقيم المتوالي الفصلي: ويرقم في الباحث هوامش الفصل من بدايته إلى نهايته ترقيما متواليا.
وتعتبر الطريقة الأولى هي الأفضل؛ لأنها تسهل متابعة الأفكار، وتجنبنا الكثير من المزالق التي قد تطرأ أثناء الطبع، فقد يتراءى للباحث حذف هامش أو إضافة آخر، فإذا كان متبعا الطريقة الأولى سهل عليه الأمر.
ح.5_ كيفية كتابة بيانات المراجع لأول مرة في الهامش:
عندما يَرِدُ المرجع لأول مرة فإن بياناته تكتب كما يلي:
- اسم المؤلف، عنوان الكتاب، دار النشر، البلد، الطبعة، السنة، الصفحة.
ح.6_ ملاحظات حول تدوين بيانات المراجع[127]:
1- إذا كان المرجع أجنبيا يدون بلغته ولا يترجم.
2- عند نقل نص من مصدر نضعه بين علامتي التنصيص، وهي أربعة أقواس صغيرة(( ))، وعند انتهاء النص رقما بين قوسين، ونضع مثله في الهامش، وتشير إلى المصدر مختصرا، كأن تقول:الطبري5/60.
3- وإذا ورد الخبر في أكثر من مصدر، تذكر المصادر وفق قدمها في الهامش، كأن تقول:
( ابن سلام1/112، الأصبهاني7/30، ابن خلكان3/32، البغدادي1/140).
4- إذا اشترك ثلاثة مؤلفين يكتب اسم المؤلف الأول فقط مع إضافة كلمة وآخرون، أو زملاؤه.
5- إذا كان الكتاب مترجما إلى اللغة العربية نضيف بعد اسم المؤلف اسم المترجم والمُراجع إن كان، مثل: مالك بن نبي، الظاهرة القرآنية، ترجمة: توفيق شاهين، مراجعة وتقديم....
6- إذا كان الكتاب لاثنين، نذكر اسميهما معا، ثم عنوان الكتاب، والصفحة.
7- إذا نقلت خبرا عن كتاب لم تطلع عليه بسبب تعذر وجوده، ونقلته عن كتاب آخر، تذكر الخبر من الكتاب الأول ورقم الصفحة، ثم تقول: عن كتاب فلان، ص كذا. مثل: الدمياطي، فضل الخير، ص:40، نقلا عن الرسولي، الأقوال الكافية، ص:70.
8- وإذا كان الاقتباس من مجلة أو صحيفة فينبغي أن تكون الإشارة إلى عنوان المقال واسم الكاتب واسم المجلة ورقم العدد وتاريخه ومكان صدور المجلة أو الصحيفة، مثال ذلك: إجازات السماع في المخطوطات القديمة، صلاح الدين المنجد، مجلة معهد المخطوطات العربية، القاهرة، المجلد الأول، سنة 1955، ص:232.
9- إذا كان المصدر مخطوطا يذكر أنه مخطوط، ويذكر اسمه، واسم مؤلفه، ومكانه في المكتبات، ورقمه.
10- أما المحادثات الشفوية أو المحاضرات غير المنشورة، فيشار إليها بأنها حديث شخصي مع المعني بتاريخ كذا، على أن يستأذن صاحب الحديث بذلك، وكذلك إذا كانت محاضرة عامة يذكر اسمها وتاريخها، والإذن بالإشارة.
11- إذا كان الاقتباس من رسالة علمية غير منشورة، فإن البيانات تدون على النحو السابق بإضافة اسم الجامعة التي ناقشت البحث، والسنة الدراسية التي نوقشت فيها، مثل:
مبارك بن عبد الله الراشدي، الإمام أبو عبيده التميمي وفقهه، رسالة دكتوراه، الحلقة الثالثة( غير منشورة)، الجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدين، تونس، 1989.
12- معلومات النشر لا تدون في الهامش إلا مرة واحدة في البحث، أي حين يرد ذكر المصدر لأول مرة.
13- إذا كان الكتاب مُحقّقا يُذكر فيه اسم الكتاب كاملا، اسم مؤلفه، واسم المحقق إن كان الكتاب محققا، ورقم وجوده في المكتبة التي يتواجد بها إن كان مخطوطا، كما يذكر مكان الطبع، وتاريخه[128].
14- ترتب المراجع ترتيبا هجائيا، بحسب اسم الكتاب، أو اسم المؤلف، وتذكر معلوماته الشكلية على النحو التالي: عنوان الكتاب، اسم المؤلف، دار الطبع، البلد، الطبعة، سنة الطبع.
15- إذا لم يذكر تاريخ الطبع، أو الطبعة، أو المطبعة، في المراجع، يشار إلى ذلك بالاختصار الآتي:
- د. ت: اختصار لعبارة "دون تاريخ".
- د. ط: اختصار لعبارة "دون طبعة".
- د. مط: اختصار لعبارة "دون مطبعة".
أو يشير المحقق في مقدمته إلى عدم ذكر بعض المعلومات البيانية لبعض مراجعه, وبالتالي يغضُّ الطَّرف عنها في فهرس المصادر والمراجع.
16- حدد "عبد الهادي الفضلي " تنظيم قائمة المصادر والمراجع بإحدى الطرق[129]:
- البدء باسم الكتاب وفق الترتيب الألفبائي، أو وفق الترتيب الزمني.
- البدء باسم المؤلف وفق الترتيب الألفبائي، أو وفق الترتيب الزمني للوفاة.
- البدء بلقب المؤلف وفق الترتيب الألفبائي، أو وفق الترتيب الزمني للوفاة.
- اتِّباع إحدى الطرق المتقدمة مع توزيع الكتب حسب موضوعاتها.
ويؤكد على ذكر بيانات المراجع في كل طريقة، فمثلا الطريقة الأولى: _ اسم الكتاب، اسم المؤلف فلقبه (تاريخ الوفاة )، اسم المحقق أو المحققين، أو اسم المترجم، اسم المراجعين، (مكان النشر: جهة النشر، تاريخ النشر)، عدة الطبع[130].
ح.7_ طريقة تدوين بيانات مراجع سبقت الإشارة إليها:
- إذا تكرر ذكر المرجع مريتن متتاليتين، دون أن يفصل بينها مرجع أو مراجع، في هذه الحالة تكتب بيانات المرجع في المرة الأولى، ونكتفي في المرة الثانية بكلمة (المرجع السابق)، إذا ورد ذكر المرجع في الصفحة الأولى، و أعيد ذكره في الصفحة الموالية دون فاصل، أما إذا ذكر المرجع مرتين متتاليتين في نفس الصفحة، حينئذ نكتب كلمة (المرجع نفسه)، ثم رقم الصفحة.
- ونفس الأمر إذا بدأت بعنوان الكتاب.
- إذا كان للمؤلف أكثر من كتاب، يجب أن نعيد ذكر عنوانه، في كل مرة.
- إذا كان للمؤلف كتاب واحد، وتكرر ذكره، ويوجد بينهما مرجع آخر أو عدة مراجع، في هذه الحالة نكتفي بذكر اسم المؤلف، بعدها فاصلة، ثم كلمة (مرجع سبق ذكره)، هذا إذا بدأت باسم المؤلف.
- أما إذا بدأت بعنوان الكتاب، فلا حاجة لذكر كلمة (مرجع سبق ذكره).
-الرجوع إلى عمار بوحوش ص: 156، 157، وما بعدها، للإضافة والإثراء.
ط_ إخراج البحث وتبييضه:
ط.1_ إخراج البحث وكتابته.
ط.2_ تبييض البحث.
نتحدث في هذا الموضوع عن تقنيات الكتابة، وصفحة العنوان، شكلها ومضمونها، وعن فضاء الصفحة، والهوامش، وحجم الخط، وكتابة أسماء الأعلام والمصطلحات، وعلامات الترقيم.
ط.1_ إخراج البحث وكتابته:
بعد أن تنقل ما في الجذاذات، وتربط بين أجزائها، وتعلق عليها، وتناقش ما فيها، بعد ذلك تبقى ثغرات في البحث وأشياء تحتاج إلى استكمال وإعادة نظر، من ذلك كلمات تحتاج إلى توضيح، وعبارات ونصوص تحتاج إلى ضبط بالشكل، أو كلمات تضبطها لتزيل عنها اللبس أو خطأ نحوي هنا، أو استعمال لغوي غير سليم هناك، وهنا تفصيل يحسن إيجازه، أو تكرار يجب حذفه، أو نقص عليك إكماله...وتنظر في الهوامش فتجد بعض المصادر متأخرة وقد قدمتها، فتقدم ما حقه التقديم، والعكس، إذا بدأت باسم المؤلف ، فيجب أن يستمر منهجك كذلك، وإذا أشرت إلى العنوان فوحد الإشارة إليه في كل هوامش البحث، وتنظر في الفصول وتناسبها من حيث الطول؛ فتجعلها متقاربة في الحجم، وإذا رأيت هناك حاجة للحذف فاحذف أو الإضافة فأضف، ويحسن أن تستعمل الرموز والاختصارات في الهامش، وقد تكون قد استعملت صيغة الأمر في الإشارة إلى الهامش فقلت: انظر، وقابل، ولاحظ، فينبغي أن تتجنب هذا، وتستعمل صيغة المبني للمجهول؛ فإنها أكثر لياقة وأدبا، فقولك(ينظر) خير من (انظر)، و(يراجع) خير من (راجع)...إن قراءة المسودة هذه هي نقد لها، واستدراك عليها، وإعادة تنظيمها، وصقل لأسلوبها واستكمال لنقصها[131].
في الكتابة على الباحث أن يراعي علامات الترقيم، وأماكنها في النص( النقطة، الفاصلة، الفاصلة المنقوطة، التعجب، الاستفهام، النقطتان( : )، والشرطة ( _ )، وعلامة التنصيص (( ))، والقوسان ( )، وعلامة الحذف( ... )، والمعقوفتان [ ]، والهلالان القرآنيان ...).
وفصل "يحي وهيب الجبوري" في الضبط بالشكل، والرسم الإملائي واللغة، والاختصارات تفصيلا جيدا ودقيقا منه[132]:
لابد من وضوح المعنى في البحث، وسلامة العبارة، وإزالة اللبس الذي قد يعتري بعض الألفاظ، بضبطها بالشكل، إن تشكيل كلمات البحث غير مطلوب، إلا إذا كانت بعض ألفاظه وعباراته يغمض معناها، ويلتبس بغيرها، فعندئذ يزال هذا اللبس والوهم بضبط الكلمة أو جزء منها بالشكل، ويضبط من الكلام الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والنصوص الشعرية، والنصوص النثرية؛ كالخطب والأمثال، وما تنقله من أقوال القدامى. ولا يشترط أن يكون الضبط كاملا لكل حرف حركة، وإنما يضبط ما هو ضروري، ولا بأس أن يضبط الشعر كله إذا كان العمل تحقيقا، وأما ما يضبط من كلمات البحث:
- الأفعال المبنية للمجهول.
- الكلمات التي فيها حروف مشددة.
- الكلمات التي فيها حروف ساكنة ومتحركة.
- اسم الفاعل واسم المفعول الذي أوله ميم، كالمُرسَل والمُرسِل.
- ضرورة وضع نقطتي الياء لئلا تلتبس بالألف المقصورة مثل: يرمي ويرمى، ويهدي ويهدى...
- العناية بكتابة الهمزة ومعرفة مواضعها.
- وغيرها من قواعد الإملاء.
- معرفة الفروق اللغوية، والتفريق بينها؛ كالعِشاء: وقت الصلاة، والعَشاء: طعام العشاء، والغِذاء: الطعام والشراب، والغَداء: أكله وقت الظهر...
- من سمات البحث الجيد، الميل إلى الإيجاز والاختصار، واستعمال الرموز؛ من مثل:
ه: التاريخ الهجري.
م: التاريخ الميلادي.
ق م: قبل الميلاد.
ص: صفحة.
مط: مطبعة.
ط: طبعة.
ط.2_ تبييض البحث[133]:
بعد مراجعة المسودة، يلجأ الباحث إلى تبييضها؛ وذلك بالكتابة بخط واضح، ويترك مسافة من اليمين، وأخرى من اليسار، ويلتزم بعلامات الترقيم والهوامش، ويترك مسافة عند بداية السطر، ويكتب العناوين بخط أكبر، ويكون ترتيب البحث أو الرسالة كالآتي:
1_ صفحة العنوان:
تكون أول ورقة يكتب على وجهها:
- عنوان الرسالة.
- اسم الطالب.
- الدرجة العلمية المتقدم لها.
- اسم الكلية أو المعهد وكذلك القسم.
- العام الدراسي.
ترتب هذه المعلومات وتكتب على غلاف الرسالة عند تجليدها.
2_ محتويات الرسالة، وتشمل:
- المقدمة.
- فهرس المادة العلمية ( الأبواب والفصول ).
- فهرس الملاحق والوثائق والجداول والرسوم، إن وجدت.
3- المقدمة:
هي آخر ما ينجز؛ لأنها تحوي على أشياء لا يمكن للباحث معرفتها إلا من خلال ممارسة البحث، والحديث فيها يتناول مسائل تم إنجازها فعلا، وهي بعض النقاط الأساسية التي لابد منها، ولا شك أن مادة المقدمة كانت قد اختمرت في ذهن الباحث أثناء جمع المادة في البطاقات، وأثناء الكتابة في المسودة، وربما سجلت بعض أفكارها في هذه الورقة أو تلك لئلا تنسى، تجمع أشتات ما سجلت وتعيد تنظيمها، وتكون المقدمة مركزة وموجزة، تتناسب وحجم الرسالة، بحيث لا تزيد عن خمس أو ست صفحات، وهي تشتمل عادة على النقاط الآتية:
- تحديد الموضوع، وبيان أهميته وطبيعته وحدوده في الزمان والمكان.
- الدوافع الذاتية والموضوعية.
- من سبقك إلى دراسة هذا البحث، وقيمة الأبحاث السابقة، وصلتها ببحثك، ومدى استفادتك منها.
- إشكالية البحث.
- فروض حل الإشكالية.
- كيفية التحقق من الفروض ( الأدوات والمناهج ).
- استعراض للخطة والموضوعات التي عالجتها.
- دراسة عن المصادر الأساسية التي أفدت منها، وكان لها دور في الرسالة، وتبين قيمة المادة العلمية التي انتفعت بها ونوع هذه المادة، وتربط بين كل مجموعة وبين جانب من جوانب البحث، وما يقال هنا عن المصادر، يقال كذلك عن المراجع الحديثة التي لها أثر في توجيه البحث وتكوينه.
- الصعوبات إن وجدت.
- شكر من قدموا يد العون للباحث.
تكون أرقام المقدمة بالحروف الأبجدية ( أ ب ج د )، أو تكتب بأرقام تخالف أرقام بقية الرسالة؛ كأن تكون أرقام هندية مثلا، ذلك لأن المقدمة آخر ما يكتب من الرسالة، ولا يدرى ما سيكون، عدد صفحاتها، وتُذيّل المقدمة بعنوان الباحث مع ذكر التاريخ الهجري أولا، ثم الميلادي.
4_ التمهيد:
ليس كل بحث يحتاج إلى تمهيد، وهناك أبحاث يكون فيها التمهيد ضروريا، ويتناول التمهيد القضايا التي لا تصلح أن تكون فصلا أو بابا، وهي ضرورية لإعطاء فكرة تمهيدية عن الموضوع، تجيب عن التساؤلات التي قد تنشأ هنا وهناك، فقد تحتاج في بعض الموضوعات أن تلمَّ بالعصر، لئلا تضطر أن تستطرد خلال الفصول لبيان حالة من أحوال العصر، أو ظاهرة من ظواهره، فيتكفل التمهيد بالإجابة عن مجموع التساؤلات حول ذلك، كأن تتعرض فيه إلى الحالة السياسية والاجتماعية والثقافية، وغير ذلك.
أو كأن يكون الموضوع يعالج فترة زمنية محددة، وهنا يستحسن أن يكون للبحث تمهيد يشتمل عل الفترة الزمنية السابقة لموضوع البحث ثم تتابع الفصول مرتبة ترتيبا تاريخيا موضوعيا، أو انتقالا من الجزء إلى الكل، أو من الكل إلى الجزء حسب المنهج المتبع في البحث، وهذا معناه إخضاع الفصول في تتابعها لمنهج منطقي محدد، قد يكون منهجا تاريخيا، أو وصفيا، أو تحليليا موضوعيا.
أما حجم التمهيد فتقرره طبيعة النقاط التي يتطرق إليها، ولكن في كل الأحوال لا يزيد على حجم فصل من فصول الرسالة، فإذا كان حجم الرسالة 250 صفحة ينبغي أن يكون بحدود 15_ 20 صفحة.
5_ صلب البحث أو الرسالة:
إذا قسمت الرسالة إلى أبواب، أو فصول، فهناك عرف متبع في التنظيم وإخراج شكل الرسالة، تكتب الباب الأول في صفحة مستقلة بحجم كبير، وتكتب في ورقة ثانية الفصل الأول بحرف أصغر من حرف الباب، وتحت الفصل اسمه، والموضوعات التي تندرج تحته، ثم تبدأ الفقرة الأولى من الفصل الأول في ورقة جديدة، والفقرة الثانية...وهكذا، ولك أن تبدأ الفصل أو الباب بمقدمة قصيرة موجزة يعرض فيها الفكرة، أو الأفكار الرئيسية التي هي محور الباب أو الفصل. وإذا حددت المصطلح أو الفكرة أو القضية التي يدور عليها المبحث أو الفصل، عرضت أفكارك بعد ذلك في تدرج منطقي ميسور، مدعما رأيك بالأدلة مع وضع عناوين للأفكار الرئيسية، وأخرى للجانبية تيسيرا للقارئ، مع عدم الإفراط في وضع العناوين وإلا تحوّل البحث الجامعي إلى كتاب مدرسي.
واترك مسافة كافية للهامش، ضع أرقام الإحالات بين قوسين بعد الكلمة، وتقابلها نفس الأرقام في الهامش، ولك أن تجعل لكل صفحة أرقامها؛ فقد يكون في الصفحة ثلاث أو أربع إحالات، تبدأ من واحد إلى أربع، وفي الصفحة الموالية تبدأ من رقم واحد، وهكذا لكل صفحة تسلسلها، وفائدة هذه الطريقة إنك إذا سهوت عن هامش، أو أخطأت فيه، فيمكن استدراكه في الصفحة نفسها، زيادة أو نقصا.
واستعمل علامة المساواة = بعد آخر كلمة من آخر سطر في الهامش، إذا لم تكن المسافة كافية لإتمام الهامش واكمله في هامش الصفحة التالية عل أن تضع في أول الهامش في الصفحة التالية العلامة نفسها = وتكمل الهامش بعدها.
وهناك طريقة أخرى، هي أن تسلسل الإحالات بأرقام متسلسلة من أول الفصل إلى آخره، ومن فوائد هذه الطريقة أن الأرقام لا تتغير إذا تغيرت الصفحات عند طبع الفصل أو تبييضه مرة ثانية، فإذا تغيرت الصفحات لا يتغير التسلسل، ومن مضارها أنك إذا نسيت هامشا، أو أضفت فستضطر إلى تغيير التسلسل كله في جميع الصفحات، إنها تصلح للأبحاث الصغيرة والمقالات.
وعليك عند تبييض البحث أن تراعي سلامة اللغة والنحو والرسم الإملائي الصحيح، وأن تضبط بالشكل الكلمات التي تلتبس بالشكل، ونفس الأمر بالنسبة للآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأشعار، والخطب،، والأمثال، وما إلى ذلك... وهكذا تستمر معتنيا بشكل الرسالة ونظامها، فإذا انتهيت من الفصل الأول، تبدأ بالفصل الثاني، فالثالث...، متبعا النظام نفسه، وهكذا حتى تنتهي من الفصول.
وإذا عرضت أفكار الآخرين أو أدلتهم، فعليك أن تقف منها جميعا موقف الفاحص الناقد مبديا رأيك بين الحين والآخر، لتدل على حسن تفهمك، واستقلالية شخصيتك، وتمايز فكرك، ولتحذر أن تكون متأثرا فقط لا مؤثرا، لأن ذلك يجعلك في موقف الناقل لا الناقد، والعارض لا المحلل، دون غرور أو أنانية أو نرجسية، فإن هذه المواقف كلها من شأنها أن تصرف الناس عن قبول آرائك، وعدم احترامك.
6_ الخاتمة:
يحرص الباحث أن تكون الخاتمة صورة مصغرة للبحث، يضمنها ملخصا للبحث، أو ما توصل إليه من نتائج، وكذلك ما يرى من توصيات واقتراحات، أو تصورات لما يكون عليه البحث في المستقبل في إطار الإشكال المطروح.
7_ الملاحق والوثائق:
بعض البحوث ترجع إلى وثائق ونصوص ذات أهمية؛ كالمكاتبات والخطب والرسائل والوقفيات والإجازات، وغير ذلك، وقد تكون طويلة يفيد منها أثناء البحث، ولكن طولها وكثرتها تثقل البحث وتخرجه عن السياق، فلا بد من وضعها في ملحق في آخر الرسالة، أو قد تكون هناك تراجم كثيرة ترد أثناء البحث، وقد تثقل الهامش، ولئلا تتكرر الترجمة، توضع هذه التراجم في ملحق وترتب وفق التسلسل الهجائي لأسماء المترجم لهم، ويشار خلال البحث أو الرسالة إلى الملحق أو الوثيقة، ويعطى كل منها رقما خاصا به، وهكذا.
فالملاحق يسبب إدخالها في صلب الموضوع انقطاعا في تسلسل الأفكار وترتيبها، لذا يضعها الباحث في مكان خاص بها، ومما يوضع فيها: استبانة البحث، والمراسلات الخاصة به، والرسوم البيانية التي لم توضع في المتن، والإحصاءات الخاصة بموضوع البحث ولم توضع في البحث، وصور لبعض صفحات المخطوط، أو نماذج من الخط، وأي وثائق يرى الباحث أهمية إرفاقها بين دفتي البحث. وينبغي أن يوثق الملاحق بتدوين مصادرها، وأن يعرضها متسلسلة بناء على أهمية صلتها بالموضوع، وأن يشار إليها بأرقام متسلسلة كما هو الحال في الجداول، إما أن يكون الرقم في سطر، وعنوان الملحق في سطر، وإما اتصالهما في سطر واحد، وأن تأتي الملاحق بعد قائمة المراجع[134].
ومكان الملاحق في نهاية الرسالة وقبل المصادر، ومن الباحثين من يؤخرها بعد جريدة المصادر، والرأي الأول أفضل، لأن الصلة بين الرسالة أو البحث وبين الملاحق صلة وثيقة، ثم إن مآخذ هذه الملاحق متضمنة في جريدة المصادر، ولهذا فالأولى أن تكون المصادر بعد كل ما تضمنته ووردت الإشارة إليه[135].
8_ فهرس المصادر والمراجع[136]:
جرت العادة أن توضع المصادر في نهاية البحث، ومن الباحثين من يضعه بعد كل باب أو فصل، ولا ضرر من هذه الطريقة فهي تحدد مراجع كل باب أو فصل، ولكن الطريقة الأولى أفضل بأن توحد المصادر والمراجع في آخر الرسالة.
ويرتب فهرس المصادر والمراجع ترتيبا هجائيا وفق أسماء المؤلفين، إذا كان البحث قد التزم في الإشارة إلى المصادر في الهوامش إلى اسم المؤلف، ويرتب وفق أسماء الكتب إذا كانت الإشارة إلى المصادر في الهوامش إلى اسم الكتاب، وترتيب الفهرس وفق أسماء المؤلفين أفضل، وهو ما جرى عليه المستشرقون، وميزة ذلك أن المؤلف يذكر في الفهرس مرة واحدة، وتدرج كل كتبه التي استفيد منها مع اسمه، أما إذا كان الترتيب وفق اسم الكتاب فسيتكرر ذكر المؤلف مرات بعدد كتبه، ويكرر اسمه ولقبه مع كل كتاب من كتبه.
ويرتب فهرس المصادر والمراجع على النحو التالي:
8- 1_ المخطوطات:
يذكر المؤلف وسنة وفاته، اسم المخطوط، ومكان وجوده، ورقمه. مثال ذلك:
- الواقدي، محمد بن عمر بن واقد (ت 207ه):
كتاب الردة، مخطوط، مكتبة خدابخش_ يانكي بور، باتنا، الهند، رقم: 1042.
8- 2_ الكتب المطبوعة:
تذكر الكتب العربية مرتبة وفق اسم المؤلف الذي اشتهر به، مستبعدا (أبو، ابن، ال) من الترتيب، مع ذكر اسم المؤلف كاملا، وسنة وفاته، ثم اسم الكتاب، واسم محققه إن وجد، واسم الطبعة، ومكان النشر، مثل:
- ثعلب- أبو العباس أحمد بن يحي(291ه):
مجالس ثعلب، تحق: عبد السلام هارون، ط2، دار المعارف، القاهرة، 1960م.
8- 3_ المراجع الأجنبية:
ترتب وفق اسم الشهرة للمؤلف، ثم اسم الكتاب ومكان وتاريخ النشر، مثل:
_ Morize, A : Problems and methods or literary Histori (Boston : Ginn and co , 1922).
8- 4_ المجلات:
تُذكر معلوماتها على النحو التالي:
عنوان المقال، واسم الكاتب، واسم المجلة أو الصحيفة، ورقم العدد وتاريخه، مثل:
- إجازات السماع في المخطوطات القديمة، صلاح الدين المنجد، مجلة المخطوطات العربية، القاهرة، المجلد الأول، 1955.
ويمكن إدخال المجلات ودوائر المعارف - إذا كانت قليلة - ضمن الكتب المطبوعة، وترتب وفق أسماء المؤلفين.
وإذا وُجد كتاب أو بحث لا يُعرف مؤلفه، فيوضع تحت اسم (مجهول المؤلف)، ويُرتب في حرف الميم ضمن أسماء المؤلفين.
ومن الباحثين من يفصل بين المصادر والمراجع، فيجعل المصادر أولا ثم المراجع بعدها، ومن الباحثين من لا يفصل بين الكتب المخطوطة أو المطبوعة أو المجلات والصحف، فيجعل الجميع في تسلسل واحد حسب أسماء المؤلفين أو حسب أسماء المؤلفين، أو حسب أسماء الكتب، ولا ضرر في ذلك، إذ أن الغاية التيسير وسهولة الوصول إلى الكتاب ومعرفة مؤلفه ومكان وزمان طبعه، والمفضل عندنا ما أثبتناه أولا.
هذا، ويمكن أن نزيد على ما ذكره "يحي وهيب الجبوري" من أنواع المصادر والمراجع، ما يلي:
8-5_ القرآن الكريم:
يكون في أعلى المصادر، ومستقلا عنها، ونذكر فيه نوع الرواية (ورش أو حفص).
8-6_ البحوث والرسائل الجامعية:
تذكر البحوث مرتبة، وفق أسماء أصحابها؛ بذكر صاحب البحث، واسم البحث أو الرسالة، ونوع الرسالة (ماجسيتر، دكتوراه ...)، والقسم والجامعة التي ينتمي إليهما الباحث، والسنة الجامعية.
8-7_ المواقع الإكترونية:
ونذكر فيها الموقع، والتاريخ، والساعة، وإن مقالا، نذكر اسم صاحبه، وعنوان مقاله، والموقع، وتاريخ نشره، وتاريخ الاطلاع، والساعة.
وهناك من يوثق للمواقع الإلكترونية كما يلي: الموقع، تاريخ الاطلاع، الساعة. وهناك من يكتفي بذكر الموقع الإلكتروني فقط، بدون تاريخ النشر، أو تاريخ الاطلاع، أو الساعة.
ي_ الفهارس
ي.1_ ترتيب الفهارس فيما بينها.
ي.2_ طــرق صــــــنع الفهــــــارس.
ي.3_ كيفية كتابة الفهارس.
ي.4_ الترتيب الهجائي والأبجدي للحروف العربية.
ي_ الفهارس:
تختلف الفهارس وتتنوع من بحث لآخر؛ فهناك من البحوث ما لا يحتوي إلا على فهرسين هما: فهرس المحتويات، وفهرس المصادر والمراجع، وهناك من البحوث ما يزيد على هذا بفهرس الأشعار، وفهرس الأعلام، مثلا، وهكذا، والفهارس التي نعرفها لحد الآن، هي: فهرس الآيات القرآنية، وفهرس الأحاديث النبوية، وفهرس الأعلام، وفهرس المصطلحات، وفهرس الأشعار، وفهرس الأماكن، وفهرس القبائل والجماعات، وفهرس الفرق، وفهرس الأحداث التاريخية، وفهرس الامثال، وفهرس الحيوان، وفهرس الكتب، وفهرس المصادر والمراجع، وفهرس المحتويات...إلخ، ونشير إلى أنه مهما اختلفت البحوث، فلا بد من أن تتوفر على فهرسين قارّين فيها، هما فهرس المصادر والمراجع، وفهرس المحتويات، وبقية الفهارس الأخرى على حسب ورودها في البحث.
وتخضع الفهارس إلى الترتيب الألفبائي، أو الأبجدي، ما عدا فهرسان فقط، هما فهرس الآيات القرآنية الذي يخضع لترتيب السور، وفهرس المحتويات الذي يخضع لترتيب البحث أو الخطة.
ي.1_ ترتيب الفهارس فيما بينها:
تُرتّب فهارس البحث فيما بينها، بحسب طبيعة البحث وبحسب أهميتها فيه؛ فإذا كان هناك فهرس للآيات بدأنا بها، ثم يأتي فهرس المصطلحات بعده، إن وجد، ثم بقية الفهارس الأخرى، وأخيرا فهرس المحتويات، وإن انعدم فهرس الآيات في البحث، بدأنا بفهرس المصطلحات؛ لعلاقته الوطيدة بالبحث، ففهرس المصادر، وأخيرا فهرس المحتويات، وهكذا...وإذا تعذر وجود الفهارس بأنواعها، نكتفي بذكر فهرس المصادر، بعد الملاحق مباشرة، إن وجدت، ثم فهرس المحتويات...، ويمكن أن نمثّل عن حالة من الحالات السابقة اختصارا بما يلي، بعد الخاتمة طبعا:
_ الملاحق.
_ فهرس الآيات القرآنية.
_ فهرس المصطلحات.
_ فهرس المصادر والمراجع.
_ فهرس الموضوعات.
وقد أورد "عبد السلام هارون"[137] لترتيب الفهارس مرحلتين:
أ- ترتيب كل فهرس في نطاق نفسه، وترتيبه سهل، وينضبط العمل ويسهل باستعمال "صندوق الجذاذات"[138].
ب- ترتيب الفهرس مع غيره من الفهارس:
يخضع هذا الترتيب لأهمية الفهارس، وعلاقتها بالموضوع، فإذا كان الكتاب كتاب تراجم وتاريخ، قدم فيه فهرس الأعلام، وإن كان كتاب أمثال، قدم فهرس الأمثال، أو قبائل قدم فهرس القبائل، وهكذا، ثم تأتي بعده بقية الفهارس مرتبة حسب ترتيبها المألوف[139].
ي.2_ طــرق صــــــنع الفهــــــارس[140]:
ذكر "عبد السلام هارون " في هذا الموضوع أن أفضل الطرق لصنع الفهارس طريقتان:
1_ طريقة الجذاذات:
يكتب فيها ما يراد فهرسته، ثم يرتب ترتيبا هجائيا على أوائل الكلمات، ثم ثوانيها، ثم ثوالثها... ولفرز الجذاذات يوضع صندوق خاص، مقسم إلى بيوت صغيرة، يحمل كل بيت منها اسم حرف من حروف الهجاء[141].
2_ طريقة الدفتر المفهرس:
وذلك بتخصيص أوراق خاصة لكل حرف من الحروف، ويُخَصَّص سطر منها أو أكثر لكل مادة من مواد ذلك الحرف بحسب ما يتوقعه المفهرس[142].
ي.3_ كيفية كتابة الفهارس:
كما يمكن أن ننبه كذلك لأمر مهم، وهو أن لكل فهرس من الفهارس المذكورة وغيرها طريقة إنجاز؛ فمثلا فهرس المصطلحات نذكر المصطلحات مرتبة ترتيبا ألفبائيا وتقابلها أرقام صفحاتها في البحث، وفي فهرس الأعلام نكتب الأعلام وتقابلها أرقام صفحاتها في البحث مرتبة ترتيبا ألفبائيا، وفي فهرس المصادر كذلك ترتب الكتب المعتمدة في البحث ترتيبا هجائيا، وفي فهرس الآيات نكتب الآية، ثم رقمها، فسورتها، وأخيرا رقم الصفحة في البحث، ونفس الأمر بالنسبة لبقية الآيات ...
والآن سأقدم عرضا موجزا ودقيقا لكيفية إنجاز بعض الفهارس، والتي تتكرر في البحوث العلمية، انطلاقا ممّا ورد في مراجع المنهجية، والبحوث والرسائل العلمية، وممّا اكتسبته من تجاربي الخاصة، وتدريس المقياس، وإشرافي على الطلبة في مختلف الأطوار:
- فهرس الآيات القرآنية:
يمكن أن ينجز هذا الفهرس في جدول، وذلك بذكر الآية في الخانة الأولى، ثم رقمها في الخانة الثانية، فاسم سورتها في الخانة الثالثة، وأخيرا رقم الصفحة التي تتواجد بها تلك الآية في البحث (موضع الاستشهاد بها)، وتُرتَّب الآيات في الجدول وفق ورودها في المصحف الشريف، ونسجّل في أعلى الصفحة اسم هذا الفهرس بخط سميك. وهذا جدول يوضح ذلك:
فهرس الآيات القرآنية
الآية |
رقمها |
سورتها |
الصفحة |
...................... |
.... |
...... |
.... |
وهناك من الباحثين من يبدأ برقم السورة (ترتيبها) في المصحف، ثم اسمها، فرقم الآية، ثم الآية، وأخيرا الصفحة في البحث، وهو مخطط مفيد في حالة وجود آيات من نفس السورة؛ ففي هذه الحالة نكتب اسم السورة مرة واحدة، بينما تُسجّل الآيات وأرقامها في الخانات المجاورة لخانة اسم السورة، وهذا مخطط لذلك:
رقم السورة |
اسم السورة |
رقم الآية |
الآية |
الصفحة |
..... |
.... |
..... |
........................................................... |
........ |
..... |
............................................................ |
........ |
||
...... |
........................................................... |
........
|
- فهرس الأحاديث:
ينجز هذا الفهرس بترتيب الأحاديث ترتيبا هجائيا، بحسب أول حرف في أول كلمة وردت فيه؛ فالحديث الذي يبدأ بالهمزة أولا، ثم الذي يبدأ بالباء، وهكذا، ونكتفي ببداية الحديث ثم ثلاث نقاط حذف تدلّ على أنه ما زال طويلا، وتكملته في متن البحث، ونقابل بداية الحديث _ في الجهة اليسرى من الصفحة _ برقم الصفحة في البحث، ونكتب اسم هذا الفهرس في أعلى الصفحة.
- فهرس المصطلحات:
تتنوع أسماء المصطلحات في البحوث العلمية، بحسب نوع البحوث؛ فهناك فهرس المصطلحات البلاغية، وفهرس المصطلحات النقدية، وفهرس المصطلحات العروضية، وفهرس المصطلحات الأدبية، وفهرس المصطلحات اللسانية، وفهرس المصطلحات النحوية، وفهرس المصطلحات الصرفية...إذا بداية نسمي اسم الفهرس، ثم نقوم بإنجازه بنفس طريقة فهرس الأحاديث؛ أي نُرتّب المصطلحات ترتيبا هجائيا وفق الحرف الأول من كل مصطلح، ونقابل كل مصطلح برقم الصفحة التي يتواجد فيها في البحث، وإذا تكرر نفس المصطلح أكثر من مرة في البحث، نقابله بأرقام صفحات البحث التي يتواجد فيها، وكمثال على ذلك، نضع هذا المخطط الصغير، لهذا الفهرس:
فهرس المصطلحات .........
المصطلح |
الصفحة |
- ................... - ................... - ................... |
....... ....... ....... |
- فهرس الأعلام:
ينجز هذا الفهرس بنفس طريقة فهرسي الأحاديث والمصطلحات؛ وذلك بترتيب الأعلام وفق لقب العائلة، أو الشهرة، ثم الاسم، ترتيبا هجائيا، وتقابلها أرقام صفحات تواجد الأعلام في البحث، ونُهمل في الترتيب (ابن، ال، أبو، أم).
- فهرس الأشعار:
في فهرس الأشعار ترتب هجائيا عل حروف الروي، ثم داخل كل حرف يكون الترتيب بالروي الساكن فالمفتوح فالمضموم فالمكسور[143]، ويضاف إلى آخر كل قسم من هذه الأقسام ما يمكن أن يختم بالهاء الساكنة ثم المضمومة ثم المفتوحة ثم المكسورة[144].
ثم ترتب كل حركة على حسب البحور بترتيب "الخليل بن أحمد" لهذه البحور على: الطويل- المديد- البسيط- الوافر- الكامل- الهزج- الرجز- الرمل- السريع- المنسرح- الخفيف- المضارع- المقتضب- المجتث- المتقارب- المتدارك[145].
ويذكر "عبد السلام هارون" أن ترتيب الشعر على أنواع[146]:
_ ترتيبه على القوافي من الهمزة إلى الياء.
_ ترتيبه على البحور الستة عشر.
_ ترتيبه بحسب صاحب الشعر.
وأرى _ كما يرى كثيرون _ أن يذكر في فهارس الأشعار القافيةُ (الكلمة الأخيرة من البيت)، واسم البحر، واسم الشاعر، وأخيرا الصفحة التي يتواجد فيها البيت في البحث، أو في الكتاب المحقق، إن كان البحث عبارة عن تحقيق مخطوط، وهناك من المحققين من يذكر أول البيت وآخره، ثم يلحقه باسم البحر، والشاعر، فالصفحة، وهذا مفيد كذلك، وهناك من يذكر البيت بأكمله، ثم يتبعه باسم الشاعر، فالصفحة.
- فهرس المصادر والمراجع:
لقد تحدثنا، سابقا، عن ترتيب المصادر في موضوع "مصادر ومراجع مادة البحث"، و"التوثيق"، و"أنواع المراجع"، و"التهميش"، ولا بأس هنا، أن نَذكّر بترتيب المصادر، وسابقا قلنا كذلك، أن المراجع تنشطر إلى أنواع كثيرة، وكل نوع منها يخضع للترتيب الألفبائي، إن بدأنا باسم المؤلف، أو بعنوان الكتاب، ثم نذكر المعلومات البيانية الأخرى للمراجع متتابعة في كل نوع.
- فهرس المحتويات:
تُذكر فيه جميع عناصر البحث؛ ابتداء من العناوين الكبيرة ثم الجزئية، وبمعنى آخر: الفصول وعناوينها، والمباحث وعناوينها، والمطالب وعناوينها، وقبل ذلك المقدمة والتمهيد، وبعد الفصول تأتي الخاتمة، ثم الملاحق، وأخيرا الفهارس، ونقابل كلّ عنوان، مهما كان حجمه، برقم صفحته في البحث، ونشير هنا إلى أن هذا الفهرس لا يخضع للترتيب الألفبائي، بل لترتيب خطة البحث.
وأشير في الأخير إلى أن جميع الفهارس تخضع للترتيب الهجائي، باستثناء فهرسين، هما فهرس الآيات، وفهرس المحتويات، الأول يتم ترتيبه وفق سور القرآن، والثاني وفق ترتيب خطة البحث.
ي.4_ الترتيب الهجائي والأبجدي للحروف العربية:
الترتيب الهجائي، ويسمى كذلك الألفبائي، فالهجائي نسبة للتّهجي، والألفبائي نسبة للحروف الأولى منه، وهي (أ ب...)، وهو قسمان: مشرقي ومغربي؛ فالأول ينسب لـ"نصر بن عاصم"، وهو مبني على تجاور الحروف المتشابهة، ما عدا الحروف الأخيرة فإنها غير متشابهة، وهو:
أ، ب ت ث، ج ح خ، د ذ، ر ز، س ش، ص ض، ط ظ، ع غ، ف ق، ك ل م ن ه و ي.
أما الترتيب المغربي فهو:
أ، ب ت ث، ج ح خ، د ذ، ر ز، ط ظ، ك ل م ن، ص ض، ع غ، ف ق، س ش، ه و ي.
وهناك من يتّبع في ترتيب الفهارس الترتيبَ الأبجديّ، وهو قليل الاستعمال في البحوث الأكاديمية، وكيفية ترتيب الحروف فيه على النحو الآتي:
أ ب ج د، ه و ز، ح ط ي، ك ل م ن، س ع ف ص، ق ر ش ت، ث خ ذ، ض ظ غ.
32_ إحسان محمد وعبد المنعم الحسيني، طرق البحث الاجتماعي، ص: 133 نقلا عن: عمار بوحوش ومحمد محمود الذنيبات، مرجع سابق، ص: 120.
[35]_ للاستزادة في هذا الموضوع يمكن العودة إلى المراجع الآتية: نجوى الحسيني ومحمد قبيسي، الأصول المنهجية لكتابة البحث العلمي، ص: 105_108. وجمال بوطيب ومحمد أوراغ، منهجية البحث، الأسس والتقنيات، ص: 13_18. وإبراهيم قنديلجي، منهجية البحث العلمي، ص: 10. وأحمد عُلَبِي، المنهجية في البحث الأدبي، ص: 21_22.
40_ يراجع: محمد عثمان الخشت، فن كتابة البحوث العلمية، ص: 56، وأيضا إسماعيل سالم عبد المتعال، البحث الفقهي، ص: 55 نقلا عن: محمد صالح ناصر، منهج البحث وتحقيق النصوص، ص: 46.
46_ يراجع: محمد عثمان الخشت، فن كتابة البحوث العلمية، ص: 56، وأيضا إسماعيل سالم عبد المتعال، البحث الفقهي، ص: 55 نقلا عن: محمد صالح ناصر، منهج البحث وتحقيق النصوص، ص: 46_51.
48_ ينظر في هذا العنوان: يحيى وهيب الجبوري، منهج البحث وتحقيق النصوص، ص: 25_27، وكامل محمد المغربي، مرجع سابق، ص: 83_ 84.
49_ دليل الباحثين في كتابة التقارير ورسائل الماجستير والدكتوراه، سيد هواري، ص:7_12 نقلا عن: كامل محمد المغربي، مرجع سابق، ص:28_29.
55_ تصنيف ديوي العشري وضع هذا النظام الأمريكي ملفل ديوي، وهو أول نظام تصنيف من نظم تصنيف المكتبات بالمعنى الحديث، وأكثرها شهرة في نفس الوقت، وقد صدرت الطبعة الأولى منه عام 1876م، ويقوم هذا النظام على تقسيم المعرفة البشرية إلى عشرة أقسام رئيسية، ويتفرع كل واحد من الأقسام الرئيسية إلى عشرة شعب تمثل التفريعات الرئيسية للموضوع. موقع: ويكيبيديا، د.ت، تاريخ الاطلاع:07/09/2020م، 22:52.
72_ يراجع في هذا العنوان: صلاح الدين شروخ، منهجية البحث العلمي، ص: 21، 22، وكامل محمد المغربي، مرجع سابق، ص: 25، وصباح نوري المرزوك، منهج البحث وتحقيق النصوص ونشرها، ص: 13، 14.
[128]- ينظر: رمضان عبد التواب، مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين، ص:219
[129]- عبد الهادي الفضلي، تحقيق التراث، ص:219.
[130]- المرجع نفسه، ص:219.
133_ يراجع في هذا العنوان: يحيى وهيب الجبوري، مرجع سابق، ص: 69 وما بعدها، ومحمد صالح ناصر، مرجع سابق، ص: 40_ 45.
_ عبد الرحمن إبراهيم الشاعر ومحمود شاكر سعيد، دليل الباحثين في المنهجية والترقيم والعدد والتوثيق، ص: 51_52. [134]
[138]- ينظر: المرجع نفسه،ص:95.
[139]- ينظر: نفسه، ص:98.
[140]- نفسه، ص:94.
[141]- المرجع نفسه، ص:94.
[142]- نفسه، ص:94.