لقد ظل النشاط التسويقي لفترة طويلة يقتصر على محاولات إيصال المنتج إلى منافذ البيع والاستهلاك، ومن ثم الاجتهاد في توزيعها وترويجها ، إلا أن التغيرات الاقتصادية و الاجتماعية والتقنية الكبيرة التي شهدها العالم منذ منتصف القرن الماضي أحدثت ثورة في عالم الأعمال و إدارة المنشات بحيث أصبحت "مشكلة كثير من المنشات هي إنتاج أسواق و ليس إنتاج سلع،هذه التغيرات أدت إلى تغير فلسفة التسويق ومكانته في إستراتيجية المؤسسة،حيث أصبحت الجهود التسويقية سابقة للإنتاج،وصار التركيز على ما يبحث عنه المستهلك و ليس ما يمكن أن تنتجه المؤسسة،ومن هنا زادت أهمية الاتصال في العملية التسويقية التي صارت تبدأ من المستهلك وتنتهي إليه،و بهذا صار البعد الاتصالي شملا لمفهوم التسويق كلل،فيجب الاتصال بالمستهلكين لمعرفة حاجاتهم و رغباتهم و ترجمتها الى مجموعة من السلع و الخدمات بالنوعية والكمية المطلوبة،و بالأسعار الملائمة لطبيعة السلعة أو الخدمة من ناحية و لدخول المستهلكين من ناحية أخرى، واستخدام أفضل المنافذ لتوزيعها و التي تساعد على توصيل المنتجات إلى مختلف الأسواق في التوقيت المناسب،وبذل الجهود الترويجية التي تستهدف خلق الانطباعات المواتية عن السلعة لدى المستهلكين.
- Créateur de cours: sara moussaoui