موت المؤلف، ميلاد القارئ/ د عيسى طهلال

لم تكن التفكيكية بعيدة عن فضاء البنيوية حين تأسست على توسيع هذا الفضاء، فهي  نشاط فكري، ونوع من التفكير في الأدب يرى أن التمييز بين النقد والأدب ليس سوى  وهم لا أكثر، تحاول التفكيكية توضيح الحقيقة التي مفادها أن أي تغيير جذري في الفكر التفسيري لا بد وأن يلقى مصاعب سخافته ومنافاته للعقل، وتعمل التفكيكية بطريقة طائشة مستهترة، إذ أنها تعطل وتعلق كل ما نأخذه قضية مسلمة بها، ومن هنا فقد بدأت بواكير المشروع التفكيكي في منتصف السيتينيات من القرن العشرين، حين كثر انتقاد البنيوية وعدت التفكيكية كمرحلة يمكن تسميتها ما بعد البنيوية، "وقد مثلت فرنسا المهد الأول للتفكيك قبل أن ينتقل إلى أمريكا، فالمزاج الثقافي الفرنسي متشكل حينذاك من قوة تجانس التوحد والمحافظة، وتلك القوى التي رفضها التفكيك هي التي هيأت الظروف الملائمة لظهور التفكيك في فرنسا.