يعتبر التسويق قضية العصر الحالي، حيث أصبح متغلغلا في مختلف أنشطة حياتنا اليومية، و في مختلف المجالات الاقتصادية )صناعية، زراعية، خدماتية) باعتباره وظيفة من أهم الوظائف الإدارية التي تمكن المنظمات من تخطيط و تطوير منتجاتها بما يتفق مع حاجات و رغبات السوق والزبائن بالاستعانة بعناصر المزيج التسويقي الذي يعتبر عاملا مهما في أي منظمة، فمن خلاله يتم صناعة القرارات التسويقية، مثل تحديد المنتج و مواصفاته وسعره، وقنوات البيع و طرق الإشهار و أنواع الدعاية وغيرها من القرارات التي يمكن للمسوق أن يتحكم فيها، و يستطيع أن يلبي متطلبات الزبائن، ومن ثمة العمل في السوق بفعالية. فالمزيج هو مجموعة من التغيرات التي تعرض على الزبون و هو بدوره يعتبر أساس العملية التسويقية و مرجعا لها، فبرضا الزبون تتحفز المنظمة أكثر في عرض و تقديم منتجاتها و خدماتها بصورة جيدة تؤثر على أذواق المستهلك بالإيجاب.

         وعليه تعتبر الوظيفة التسويقية من الأنشطة الحيوية واللازمة في المنظمات المعاصرة سواءا كانت إنتاجية أو خدمية ، لأن أي منتج لابد أن يمر بمرحلة وسيطية بين المنتج والمستهلك ، وهي المرحلة التسويقية حيث تعتبر مرحلة مهمة للطرفين ، بالنسبة للمنتج لا يمكن أن يستمر في الإنتاج وتحقيق عائد ما لم يتم تسويق منتجاته، أما المستهلك فإنه لا يمكن إشباع رغباته اليومية إلا من خلال عملية تسويقية تعرفه بالمنتج وتوصله إليه بطريقة مناسبة وبسعر يستطيع تحمله في الوقت المناسب.

         ومن أجل تحقيق الأهداف التسويقية تعتمد المنظمات على استراتيجيات تسويقية مناسبة بتم رسمها على أساس دراسة المحيط الخارجي الذي تنشط فيه المنظمة ومن خلال رصد كل التغيرات التي تطرأ فيه لمواكبتها وتحقيق رغبات الزبائن المتنوعة والمتغيرة ، كما يجب عليها تحليل المحيط الداخلي لمعرفة إمكانياتها التسويقية وعلى هذا الأساس يتم اختيار الخطة التسويقية المناسبة .  

     تحاول هذه المطبوعة الموجهة إلى طلبة السنة الأولى ماستر مقاولاتية ، تحديد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الوظيفة التسويقية من خلال التعرف على الإطار المفاهيمي لها ، البيئة التسويقية بأنواعها، بالإضافة إلى دراسة سلوك المستهلك وتحديد عناصر المزيج التسويقي ليتم في الأخير التعرف على أهم الاستراتيجيات التسويقية التي يمكن للمنظمة الاستفادة منها في مسارها التسويقي