- يتضمن كل بحث اجتماعي نمطين من المعرفة : معرفة نظرية مستغلة عند التحلـيل و أخرى جديدة تجد ولادتها عند تحليل النتائج المتوصل إليـها .
و عليه بعد ضبط إشكالية البحث ، و تصميم هيكلته من فرضيات و مفاهيم ، و استدراك أبعاده الميدانية من منهج و أدوات ، يبقى على الباحث استغلال تكوينه النظري و تجربته الشخصية ، و لابد هنا أن نشير إلى أن الباحث لا يعتمد في خطوات بحثه المختلفة على استغلال المعارف النظرية المختلفة التي قد يكون غيره قد استغلها بدوره ، و لكن لابد من اعتماد نظرة جديدة لهذه المعارف المشتركة ، فالمعارف ذاتها يُنظر إليها من وجهات نظر تختلف من باحث إلى آخر و من تخصص إلى آخر ، و من قدرة نقدية إلى أخرى .
و يرى ريمون كيفي أن كل باحث يستطيع أن يحرز تقدما ذاتيا في القدرة على تحليل الظواهر الاجتماعية و ذلك من خلال تقويم بعدي لعمله النظري الخاص ، و يأخذ هذا التقويم اتجاهين متكاملين :
الاتجاه الأول : يسبق نموذج التحليل و يتناول ملائمة الإشكالية ، من حيث قدرتها على إتاحة جوانب قلما كانت معروفة في الظاهرة المدروسة ، ثم قدرتها على تبني معارف جديدة و تجريبية أمرا ممكنا .
الاتجاه الثاني : قدرة الهيكلة البحثية المعتمدة من فرضيات و متغيرات و أبعـــاد و مؤشرات على الانتهاج التحليلي السليم الذي لا يمتاز بالتعسف .
و لأن استنتاجات البحث تبقى هي الأساس لكل هذه العمليات ، كان لابد من أن تشمل من القوة و الإقناع و العملية ما يؤهلها لتكون نتاجا علميا و معرفيا جديدا ، و كل هذا يبنى انطلاقا من دراسة النتائج دراسة سوسيولوجية تحيطها الدقة و المصداقية ، و يضمها قوسان مهمان هما : المعارف العلمية السابقة المستخدمة لبناء أو التقديم للمعارف العلمية اللاحقة التي سيكون سردها المعرفي هو التحليل السوسيولوجي .
ملاحظة : المقرر مقدم في ظل الأعمال الموجهة ، لطلبة أولى ماستر ، تخصص علم اجتماع الاتصال ، الفوج 01.
- Course creator: Dinarzed Rebiha BOUZAR
- Course creator: BOUZAR Rabiha dinarzed