بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محد بن عبد الله، وبعد فإن من أشرف العلوم علم العربية لتوقف جملة من العلوم عليها، ومنها فهم مقاصد كتاب الله عزوجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم التي تقوم في الأساس على إدراك اللغة بمستوياتها الصوتية الصرفية والدلالية والمعجمية والنحوية والتداولية. ومنا هنا يعد علم الصرف ركنا أساسيا في فهم مقاصدالمتكلمين، ذلك أن المتكلم يضمن خطابه طائفة من الوحدات الصرفية للتعبير عن أغراضه، فلا ينشئ كلامه إلا وهو يقصد توظيف البدائل الصرفية التي تسمح له بتبليغ أغراضه ومقاصده، فالمتكلم إذن يتصرف في اختيار أبنية اللغة، ضمن ضوابط القياس والاستعمال، بما يسمح له بنجاح العملية التواصلية ففي  مقام التأكيد يستغل الإمكانات الصرفية التي نحقق غرض التأكيد وفي مقام المبالغة أو التكثير يختار من البدائل الصرفية الممكنة التي تحقق غرضه كأن يختار صيغة(فعَّل) بدل (فعل) أو صيغة (تفعّل) بدل (فعل)