بما أن هذا المقياس يتحدث عن فلسفة النقد فهو يتقاطع مع ميدان النقد الأدبي، فالنظريات و المناهج النقدية لم تنهض إلا على أسس فكرية، و خلفيات فلسفية قديمة (سقراط، أفلاطون، أرسطو، هيجل، ديكارت...) يعني أن للفكر النقدي خلفيات و مرجعيات فلسفية أسس و بُني على أساسها.
و المناهج النقدية في حد ذاتها تثبت حضور الفلسفة في الخطاب النقدي، فكل فيلسوف و مفكر هو بالضرورة أديب، و ليس العكس، فلا يمكن نصور ظاهرة أدبية بلا ظاهرة نقدية، و لا يمكن تصور ظاهرة نقدية بلا أرضية فلسفية صلبة.
و الحديث عن البعد الفلسفي في الفكر النقدي يمثل في حد ذاته إقرارا بوجود أثر الفلسفة في هذا الفكر "فالفلسفة و النقد سيان، حضوره من حضورها و غيابها من غيابه، فالفلسفة ليست إلا نقدا، فقد رافقت النقد منذ العصر اليوناني، و يتضح ذلك بالرجوع إلى الفلسفة اليونانية و ما جاء من آراء حول الموضوع عند كل من أرسطو و أفلاطون، هذا الأخير الذي اشترط في الأديب أن يكون فيلسوفا"
- Créateur de cours: benhaffaf hada