تعتبر البنيوية التكوينية منهجا علميا يهدف إلى تجاوز الحدود الشكلية للبنيوية، ويسعى للوصول إلى تحقيق وحدة بين الشكل والمضمون، حيث استفاد هذا المنهج من مجموع البحوث الفلسفية والنفسية وعلم الجمال وعلم الاجتماع والتاريخ، وهذا ما أشار إليه لوسيان غولدمان في عدة مباحث ومقالات، حيث انطلقت االبنيوية التكوينية من الفرضية القائلة بأن كل حالة من حالات السلوك الإنساني هي محاولة الاستجابة الدالة لموقف معين وبالتالي فإن (الحالة السلوكية) تميل نحو خلق نوع من التوازن بين الذات الفاعلة والموضوع الذي تلقى الفعل، ومنه نستكشف مدى الترابط بين تلك الجدلية في وجود وقائع وشخصيات غير مستقرة، تقف دائما عند متضادين متناميين، وهكذا فالواقع البشري يبرر نفسه من خلال عمليات ذات اتجاهين متضادين: هدم البنى القديمة وإنشاء بنى كلية جديدة قادرة على خلق توازنات يمكن أن ترضي مستجدات الجماعة البشرية التي أنتجتها.