أظهرت تقارير التنمية البشرية أن حياة معظم السكان في معظم دول العالم في تقدم مستمر، و التطورات التكنولوجية و التعليم و الدخل تحمل بشائر في حياة أفضل و أطول عمرا و أكثر أمانا، و قد عادت العولمة بالكثير من المكاسب على التنمية البشرية.
لكن هذا لا ينفي بوجود مخاطر تهدد العالم كتدني مستوى المعيشة و التوترات المجتمعية و أعمال العنف و إهمال الصحة العامة و المخاطر البيئية و الجريمة و التمييز كلها عوامل تزيد من تعرض الأفراد و المجتمعات للمخاطر.
و لهذا ركزنا اهتمامنا هنا على المخاطر التي تصيب الأفراد و ممتلكاتهم و المجتمعات و المؤسسات و إنجازاتهم في المستقبل، و نقترح سياسات و تدابير لمواجهة هاته المخاطر و البحث عن مصادرها و أسبابها. و نركز في موضوعنا على المخاطر الاجتماعية التي ترتبط بما يكمن في البناء الاجتماعي من مصادر لإحداث الضرر بالأفراد و الجماعات فيه، لأن المخاطر الاجتماعية تشمل مخاطر تتعلق بالأسرة وبناءها، و تتعلق بالطفولة و بكبار السن و حمايتهم، و تتعلق بالمجتمع و معايير بناءه و مخاطر تتعلق بالمؤسسة و مدى استقرارها و صمودها أمام التحديات بالإضافة الى المخاطر الناتجة عن البيئة و تلوثها.
بناءا على ما سبق أصبحت عملية إدارة المخاطر من القضايا المهمة والملحة و بما أن البيئة التي تعمل فيها المؤسسة أصبحت تتميز بالتعقيد وعدم الاستقرار وهذا يجعلها عرضة للفشل السريع فانه يستوجب على المؤسسة حتى تكون رائدة أن تقوم بالمتابعة المستمرة و التنبؤ بهذه المتغيرات والاستعداد لمواجهتها ؛ كأن تعنى باستيعاب هاته المخاطر وتحدد مصادرها وتحللها وتنظمها وتقيمها وتصنفها حسب أهميتها ومن ثم تقليلها وتخفيف آثارها باتخاذ الإجراءات اللازمة.
إن تسيير المؤسسات في الوقت الراهن أصبح يتطلب يقظة مستمرة وحنكة وذكاء كبير من طرف مسيري المؤسسات،من أجل التعرف على هذه الأخطار و مصادرها المختلفة،ومنه العمل على وضع خطة أو إستراتيجية مناسبة لإدارة الأخطار المحيطة بالمؤسسة،وعليه أنجزت هذه الدراسة و التي تنقسم إلى محورين أساسين:
المحور الأول: ماهية إدارة المخاطر النفسية والإجتماعية: حيث يتناول ثلاث أقسام (تعريف الأخطار وتقسيماتها، ومؤشرات وقوعها- إدارة المخاطر ومخاطر الموارد البشرية- المخاطر والضغوط النفسية والإجتماعية للعمل)
المحور الثاني: اليقظة والإنضباط الذاتي. و فيه ثلاث أقسام( ماهية اليقظة - الإنضباط الذاتي - قواعد السلوك وأخلاقيات المهنة).
في الأخير يمكن القول أنه في ظل الاقتصاد الحالي المتسم بالتغيير المستمر، أصبحت عملية إدارة المخاطر تشكل أهمية بالغة تؤدي إلى إبقاء المؤسسة في سوقها.و يتمثل الهدف من إدارة الأخطار في التخفيض من خطر عدم الوصول إلى تحقيق الأهداف المسطرة و التقليل من حالات المخاطرة لما لها من أهمية كبيرة في تحقيق الكفاءة الاقتصادية للمؤسسة و إقتناص للفرص المتاحة التي قد تصبح ميزة تنافسية للمؤسسة في ظل التغير السريع. كما تم استخلاص نتيجة هامة تتمثل في كون ادارة الأخطار عملية إستراتيجية تعتمد على نظام اليقظة الذي يمكن أن يزود المؤسسة بالمعلومات التي تعطينا إنذار مسبق عن ما يحدث في المحيط
- Créateur de cours: GUERCH Aicha