Aperçu des sections
- Généralités
- ثورة القصيدة العربية
ثورة القصيدة العربية
محاضرة لطلبة السنة الثالثة - دراسات نقدية -
كانت القصيدة العربية التقليدية قصيدة العبقرية الرتيبة- على حد تعبير باشلار- ولأنها تتمتع بعبقرية إبداعية من وراء رتابتها الظاهرية ، فهي تمتلك تنويعات فنية، وراوابط فنية منسجمة ، وهذا ما مكن لها من الاستمرار حتى اﻵن . لاسيما وأنها تحلت بنظام كلاسيكي انسجم مع الذوق الفطري للعربي انسجاما موسيقيا ونفسيا ، بالإضافة إلى أنها حملت ممارساته الحياتية وعبرت عن ذاته بغنائية وموضوعية فسكن أبياتها الشعرية وكأن القصيدة خيمته الفنية المفضلة.
وتستمد القيدة العربية التقليدية فلسفتها الجمالية من حقيقة التماثل الثنائي الذي ينعكس على شكل وموسيقى القصيدة التقليدية بأبياتها الممتدة أفقيا في شطرين متماثلين " لقد كان الكلام الشعري العربي خاضعا لميتافيزيقية البداية والنهاية بعد أن قعدهما قالب واحد تتوحد فيه الوقفات الايقاعية والنحوية والدلالية، ومن ثمة توافق الزمان اﻷوحد مع النفس اﻷوحد داخل القصيدة مما جعل الشعر غناء ينبني إيقاعه على النمطية والتكرار"