جامعة زيان عاشور بالجلفة
دروس في مقياس "العروض" (السنة الأولى ليسانس، الفوج:06، الموسم الجامعي: 2021/2022)
د/ ميلود فضة
مقدمة:
هذه مجموعة دروس خاصة بطلبة السنة الأولى ليسانس (ل م د)، في مقياس العروض، وهي عبارة عن ملخّصات للبحوث التي تُقَدّم في الحصص التطبيقية؛ لربط الجانب التطبيقيّ بالنّظريّ من جهة، وهي بمثابة دعم للطالب من جهة أخرى، إن لم تسعفه الظروف بفهم ما تيسّر منها، مأخوذة من أهم المصادر والمراجع القديمة والحديثة، ومقدّمة بأسلوب مبسّط، يناسب هذا المستوى من التعليم، بعيدة عن التعقيد والتنظير الذي لا طائل منه، وتعالج كلّ عنصر من البرنامج معالجة وافية؛ بحيث تغني الطالب عن العودة إلى مظان أخرى.
وقد اتّبعتُ فيها برنامج الوزارة، وأضفتُ عنوانا مهما له؛ هو قواعد التقطيع، وما يتضمّنها من نظريات وقواعد جديدة عربية وغربية، ولكي يتحكّم الطالب في زمام ما أخذه من معلومات نظرية، ويحتكّ بالواقع الشعري؛ ليلمس ويكتشف ما يحدث فيه من تغيّرات، وكيف عُولِجت وفُهِمت عند القدامى والمعاصرين... وحُدّد البرنامج في النقاط الآتية:
_ مدخل لتعريف المصطلحات المتعلقة بالمقياس.
_ الوزن والواقع الشعري (الساكن والمتحرك والكتابة العروضية).
_ النموذج العروضي(بنية الوزن، مستوى الحروف، الأسباب والأوتاد، التفاعيل وكيفية فكها، البحور، الدوائر العروضية).
_ الدوائر العروضية وصفة فكها.
_ البحور الشعرية وأوزانها.
_ الطويل، المديد، البسيط.
_ الوافر، الكامل.
_ الهزج، الرجز، الرمل.
_ السريع، المنسرح، الخفيف.
_ المضارع، المقتضب، المجتث.
_ المتقارب، المتدارك.
_ قواعد التقطيع.
استفدت من مراجع قديمة وحديثة لبناء هاته الدروس، وسأُتْبعها بأخرى _ بحول الله تعالى _ في الأسابيع القادمة؛ تتمّة لما تبقى من البرنامج(أقصد الزحافات والعلل، ودراسة البحور، والقافية، ودراسة نماذج خارجة عن أوزان الخليل بن أحمد)، من تلك المراجع: المعجم المفصل في علم العروض والقافية وفنون الشعر لإميل بديع يعقوب، والمتوسط الكافي في العروض والقوافي لموسى بن محمد بن الملياني الأحمدي نويوات، والعقد الفريد لابن عبد ربه، والوافي في العروض والقوافي للخطيب التبريزي، وأخصّ بالذكر، كتاب "نظريتي في تقطيع الشعر" لمصطفى حركات الذي أفدْنا منه في موضوع "قواعد التقطيع"، بالإضافة إلى كتابه الآخر: "كتاب العروض"، وغيرها من المراجع والمخطوطات التي بحوزتي، وقد أَمْليتُ بعضها على طلبتي.
أولا_ مدخل لتعريف بعض مصطلحات المقياس:
1_ الشعر لغة واصطلاحا:
1.1_ الشعر لغة:
العلم والفهم، يقال شعرتُ بكذا؛ أي تفطّنت له وعلمته، وليت شعري؛ أي ليت علمي، أو ليتني علمتُ، وليت شعري من ذلك أي ليتني شعرتُ، وأشعرته فشعر، أي أدريته فدرى، والجمع أشعار، وقائله شاعر؛ لأنه يشعر ما لا يشعر غيره، أي يعلم.
1. 2_ الشعر اصطلاحا:
أُعطيت له عدة تعريفات، منها:
_ يعرّفه "واتس دانتون" في دائرة المعارف البريطانية بقوله: ((إن الشعر هو التعبير المادي والفنّي للفكر الإنساني بلغة عاطفية ذات إيقاع)).
_ يعرّفه "ابن خلدون" بقوله: ((الشعر هو الكلام المبني على الاستعارة والأوصاف، المفصَّل بأجزاء متَّفقة في الوزن والرّويّ، مستقلّ كلّ جزء منها في غرضه ومقصده عمّا قبله وبعده، الجاري على أساليب العرب المخصوصة به)). فهو يجعل التقفية والوزن من شروط الشعر، ويشترط أيضا استقلال كلّ بيت منها بغرضه.
_ وعرّفه "ابن رشيق" بقوله: (( الشعر يقوم بعد النّية من أربعة أشياء، وهي: اللفظ، والوزن، والمعنى، والقافية، فهذا حدّ الشعر؛ لأن من الكلام موزونا وليس بشعر؛ لعدم القصد والنية)).
_ وعرّفه اليونانيون بأنه: ((مركبة يجرّها زوجان من الخيول هما: المخيّلة والشعور، يسيّرها رجل حكيم هو العقل، قد خرج من مخدعه وهو قلبه، متّحدا اتّحادا أثيريا بشعور آخر هو النّغمة التي نُسمّيها وزنا، وقد ركِبا أجنحة الألفاظ ليطيرا معا مرفرفين رفرفة الفراش الجميل على زهر الرّياض، فيصلا إلى الأسماع بعد أن يحدثا في طريقهما أمواجا خفيفة في الهواء، ومنها إلى مخادع أُخر هُنَّ أصحاب تلك الأسماع، ويثيرا ما هنالك من الإحساسات الراقدة)).
_ الشعر شيء تجيش به صدورنا، فنقذفه على ألسنتنا.
_ الشعر كلام وأجوده أشعره.
_ جرجي زيدان: ((الشعر من الفنون الجميلة التي يسمّيها العرب الآداب الرفيعة، وهي: الحفر والرسم والموسيقى والشعر، ومرجعها إلى تصوير جمال الطبيعة؛ فالحفر يصوّرها بارزة، والرسم يصوّرها مسطّحة بالأشكال والخطوط والألوان، والشعر يصوّرها بالخيال، ويعبّر عن إعجابنا بها وارتياحنا إليها بالألفاظ، فهو لغة النّفس، أو هو صور ظاهرة لحقائق غير ظاهرة، والموسيقى كالشعر؛ هو يعبّر عن جمال الطبيعة بالألفاظ والمعاني، وهي تعبّر عنه بالأنغام والألحان، وكلاهما في الأصل شيء واحد)).
_ الشعر ما اشتمل على المثل السائر، والاستعارة الرائعة، والتشبيه الواقع، وما سوى ذلك فإنما لقائله فضل الوزن.
_ أبو القاسم سعد الله في ديوانه "ثائر وحب": (( لو طُلِب إليّ أن أعرّف الشعر، لقلت بأنه قصة شعور إنسانيّ في لحظة خاصة تُؤدّى بالحرف، فالشاعر لا ينظم في حالة عادية، بل حين يبلغ شعوره درجة الانفعال العاطفي، وهو لا ينتج في كلّ وقت، ولكن لحظة تأزّم حاد... وقمة الشعور الإنسانيّ لها أسماء مختلفة في عالم الشعر، فقد تكون لوعة حبّ، أو شعلة ثورة، أو اختناقة يأس، وهذا يصدق على كلّ موضوعات الشعر ...)).
_ الفرق بين الشعر والنظم هو امتيازه بالعاطفة والخيال والصورة، في حين تنتظم كلمات النظم في سلك النغم الموسيقي دون شعور أو عاطفة أو خيال أو صورة.
_ الشعر هو الكلام الموزون قصدا بوزن عربي.
فيخرج بقولك "الكلام" ما لا فائدة له من الألفاظ المركبة ولو كانت موزونة نحو:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
فهو لا يسمى شعرا. ويخرج بقولك "الموزون" الكلام المنثور؛ فإنه غير موزون ويخرج بقولك "قصدا" الكلام الذي يجيء موزونا بغير قصد، وإنما جاء وزنه على اتّفاق؛ كمن يقول مثلا:
أصبح الخير عليكم يا تلاميذ المدارس (من مجزوء الرمل)
أو كما جاء في القرآن الكريم من آيات موافقة وزن بعض البحور كقوله تعالى: ﴿الذي أنقض ظهركْ ورفعنا لك ذكركْ﴾ فإنه من مجزوء الرمل. أو كقوله _صلى الله عليه وسلم _: "أنا النبي لا كذبْ أنا ابن عبد المطّلب" (مجزوء الرجز). ويخرج بقولك"عربي" ما خالف الأوزان التي استعملها شعراء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام؛ كالبحور المهملة والدوبيت، وغير ذلك.
إذا من الصعب _ كما مرّ بنا _ أن نعرّف الشعر ونجعل له حدودا جامعة مانعة، كما نعرّف الصرف والنحو.
2_ تعريف العروض لغة واصطلاحا:
2. 1_ العروض لغة:
بمعنى الناحية، يقال: أخذ فلان في عروض ما تعجبني أي في ناحية وطريق، والعروض الطريق في عرض الجبل. وسمّيت الناقة التي تعترض في سيرها: عروضا؛ لأنها تأخذ في ناحية غير الناحية التي تسلكها، فيحتمل أن يكون سمّي هذا العلم عروضا، لهذا؛ لأنه ناحية من علوم الشعر.
وهي اسم لما يُعرض عليه، لأن الشعر معروض عليه. وقيل إن "الخليل" وضعه في مكة وهي تسمى العروض، فسمّاه باسمها تبرّكا بها.
2. 2_ العروض لغة:
علم بأصول يُعرف به صحيح أوزان الشعر العربي من فاسدها. وموضوعه الشعر العربي من حيث صحة وزنه وسقمه. وواضعه "الخليل بن أحمد الفراهيدي"، وهو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الأزدي البصري، أستاذ "سيبويه"، وتلميذ "أبي عمرو بن العلاء"، ولد سنة 100ه، نحوي، عروضي، له معرفة بالإيقاع والنظم، من مؤلفاته: معجم العين، و"الإيقاع"، و"العروض"... مات بالبصرة سنة 170ه، وقيل 175ه.
2. 3_ فوائد علم العروض:
_ تمييز الشعر من النثر.
_ الأمن من اختلاط بعض البحور ببعضها وتداخلها.
_ معرفة الصحيح من الفاسد.
_ الأمن من اختلاط وزن الشعر وكسره بتغيير ممتنع (كالزحاف الممنوع والعلة...).
_ تسهيل الحفظ (لأن الوزن حالة تعتري الكلام فيخفّ على اللسان والسمع، ويميل إلى الطبع؛ ولذلك كان أسهل في الحفظ وأقرب للضبط وأبقى في الذهن).
3_ الوزن:
3. 1_ الوزن:
الوزن العروضي لنصّ، هو سلسلة السَّواكن والمتحركات التي نرفقها به، ولا يخلو بيت من الشعر من وزن يقابله، فلكل بيت ميزان يوزن به.
3. 2_ بنية الوزن:
أصغر مكونات الوزن هي السواكن والمتحركات، وتجمع إلى أسباب وأوتاد، ومن هذه الأخيرة تتكون التفاعيل، وتجاور التفاعيل يعطينا الشطر، والشطران يؤلّفان البيت، والأبيات تؤلّف القصيدة. كلّ مرحلة من هذه المراحل نسمّيها مستوى.
ثانيا_ الوزن والواقع الشعري:
1_ الساكن والمتحرك(مستوى الحروف "المستوى الصوتي"):
الحرف إما ساكن أو متحرك، وتوزيعه يخضع إلى القاعدتين الآتيتين:
أ_ كل حرف إما ساكن أ ومتحرك، أي لا يوجد اختيار ثالث.
ب_ كل ساكن ليس بمتحرك، وكل متحرك ليس بساكن.
* فالمتحرك هو الحرف المتبوع بحركة.
* الساكن قد حرف مدّ مثل الألف في (ما)، أو حرف حرفا غير متبوع بحركة مثل النون في (منْ).
* إذا رمزنا للمتحرك بـ: / ، والساكن بـ: 0 ، يمكننا في هذه الحالة إقران كلّ نصّ من اللغة العربية بسلسلة من السواكن والمتحركات نسمّيها وزنه العروضي.
* الحرف هو الوحدة البسيطة التي لا يمكن تجزئتها.
* يدل الحرف في العربية على شيئين مختلفين:
_ الحرف المنطوق والحرف المكتوب.
_ وبما أن الشعر العربي ظاهرة سمعية قبل أن يكون ظاهرة خطّية، فإن الوحدة البسيطة المعنية هي الحرف المنطوق.
2_ الكتابة العروضية:
تتكون القصيدة من أبيات، وفي أدنى المستويات نجد وحدة لا يمكن تجزئتها _كما ذكرنا سابقا _ هي الحرف، وهو منطوق ومكتوب، والحرف أو الوحدة المشار إليها هي الحرف المنطوق.
ومن هذا المنطلق، فلن نعدّ في العروض إلا ما يظهر على اللسان، وللانتقال من مستوى المكتوب إلى مستوى المنطوق يستعمل العروضيون كتابة سمّوها "الكتابة العروضية"، وهي:
_ كتابة الشعر كما يلفظ، وتقوم على أمرين:
* كلّ ما ينطق به يُكتب ولو لم يكن مكتوبا.
* كل ما لا ينطق به لا يكتب ولو كان مكتوبا.
وللانتقال من الكتابة العادية إلى الكتابة العروضية يجب مراعاة عدد من القواعد، أهمها:
_ الحرف المُشدّد يعدّ حرفين؛ الأول ساكن والثاني متحرك.
_ تكتب المدّة همزة بعدها ألف: آمَنَ أَامَنَ.
_ التنوين يكتب نونا: كتابٌ كتابُنْ.
_ تكتب الألف في مدٍّ مفتوح: هذا هاذا. لكن لاكن. الله اللّاه.
_ تكتب الألف في مدّ مضموم: دُاود دَاوُوْد.
_ حركة الإشباع يضاف إليها حرف المدّ المناسب: بِهِ بِهِي. مِنْهُ مِنْهُو.
_ تُشبّع وجوبا حركة الرّوي: حَوْمَلِ حوملي.
_ همزة الوصل المسبوقة بمتحرك لا تكتب: فاسمع كلامي فَسْمعْ كلامي.
_ تحذف ألف أداة التعريف "ال" في وسط الكلام: طلع البدر طلع لْبدر (القمرية).
_ تحذف "ال" الشمسية في وسط الكلام: طلعت الشمس طلعت شْشَمْسُ.
_ إذا اجتمع ساكنان أو أكثر في غير القافية يثبّت ساكن واحد: في القسم طلبةٌ فِلْقِسْم طلبتُنْ.
ثالثا_ النموذج العروضي:
_ بنية الوزن:
أصغر مكونات الوزن هي السواكن والمتحركات، وتجمع إلى أسباب وأوتاد، ومن هذه الاسباب والأوتاد تتكون التفاعيل، وتجاور التفاعيل يعطينا الشطر، والشطران يؤلّفان البيت، والابيات تؤلّف القصيدة. ونُذكّر، هنا، أن كلّ مرحلة من هذه المراحل نسمّيها مستوى.
أ_ مستوى الحروف: تحدثنا عنه سابقا.
ب_ مستوى الأسباب والأوتاد:
تُجمع الحروف إلى وحدات طولها اثنان أو ثلاث هي الأسباب والاوتاد.
_ سبب خفيف: متحرك يتلوه ساكن، مثل: ما، منْ، ونرمز له بـ: س= 01.
_ سبب ثقيل: متحركان متجاوران، مثل: لِمَ، لَكَ، ونرمز له بـ: سَ= 11.
_ وتِد مفروق: متحركان يتوسّطهما ساكن، مثل: قام، ليس، ونرمز له بـ: وَ= 101.
_ وتِدٌ مفروق: متحركان يتلوهما ساكن، مثل: متى، لقد، ونرمز له بـ: و= 011.
ب. 1_ فوائد الأسباب والأوتاد(ينظر: مصطفى حركات، نظريتي في تقطيع الشعر، ص:16):
_ تحديد بنية التفاعيل، والتي لولا الأسباب والأوتاد لبقيت مجموعة من السواكن والمتحركات دون هيكل.
_ تحديد الدوائر؛ ونعلم أن الدوائر مبنية على تبديل الأسباب والأوتاد، ودون هذه الأسباب والأوتاد، هذه الدوائر لا يكون لها أيّ حظٍّ في الوجود.
_ تحديد مواقع تغيير الوزن: فالوزن النموذجي يتغيّر باستمرار.
ب. 2_ ملاحظة:
_ السبب يتغيّر في البيت الشعري والوتد ثابت عموما.
_ تناول القدماء السبب والوتد داخل التفعيلة، أو الدائرة على المستوى النموذجي خارج الزحافات والعلل، والذي لم يفعله القدماء هو إعادة تحليل التفعيلة بعد دخول الزحاف عليها. فالتفعيلة ( مستفعلن: 01 01 011) التي دخل عليها الطّيّ لا يمكن أن يكون تركيبها كالآتي( 01/11/01 )؛ وذلك لأن البنية في التفعيلة يلزمها أن تكون ثابتة، فلا يمكن لـ (مستفعلن) أن تكون مكونة من سببين خفيفين يتلوهما وتد، ومن ثلاثة أسباب، أو من وتدين (101 / 011) (المرجع نفسه: ص:16، 17).
ب. 3_ نظرية "هال" و"كايزر": (للتعرّف أكثر على هاته النظرية، ينظر: كتاب مصطفى حركات: "نظريتي في تقطيع الشعر"، ص: 18 وما بعدها).
يقول مصطفى حركات في كتابه المذكور متحدثا عن الأسباب والأوتاد وكيف تتحقّق باستعمال المقاطع: (( في ميدان العربية يرى المنظّران أن الوحدات المجرّدة هي الأسباب والأوتاد، وأن هذه الوحدات تحقّقها مقاطع لغوية كالآتي:
* السبب يحققه مقطع طويل أو مقطع قصير أو مقطعان قصيران.
* الوتد المجموع يحققه مقطع قصير متبوع بمقطع طويل.
* الوتد المفروق يحققه مقطع طويل متبوع بمقطع قصير )).
_ تقريب النظرية: ( راجع شرح تقريب نظرية "هال" و"كايزر" ونقدها في كتاب: "نظريتي في تقطيع الشعر" لمصطفى حركات، ص:19 وما بعدها ).
_ المقاطع الطويلة مثل: ( ما، منْ ) (متحرك وساكن).
_ المقاطع القصيرة مثل: ( بــــِ ) (متحرك).
وانطلاقا من هذا، فإن:
* السبب يحققه إما متحركان، أو متحرك وساكن، أو متحرك وحده:
* الوتد يحقق كالآتي:
و= 011 وفي حالة القطع: و= 01
وَ= 101
|
وعليه، فالسبب أربعة أنواع، هي:
_ سبب خفيف: س=01
_ سبب خفيف مزاحف: س= 1
_ سبب ثقيل: سَ= 11
_ سبب ثقيل مزاحف: سَ= 01
والوتد ثلاثة أنواع، هي:
_ وتد مجموع: و= 011
_ وتد مقطوع: و= 01
_ وتد مفروق: وَ= 101
ج_ مستوى التفاعيل:
التقطيع لا ينتهي عند تحديد الأسباب والأوتاد، بل يتعداه إلى مستوى أعلى، هو مستوى التفاعيل، وتسمى أجزاء وأمثلة وتقاطيع.
ج. 1_ التفاعيل: هي الوحدات المتكررة في البيت، وتتكون من سلسة من الأسباب والأوتاد، وتتألف كلّ تفعيلة من وتد واحد وسبب أو سببين (وتد وسبب، أو وتد وسببين). والتفاعيل في النموذج الخليلي عشرة، مقسّمة إلى أصول وفروع.
* الأصول: كلّ تفعيلة بُدِئت بسبب ولم تتفرّع عن غيرها، وهي: فعولن، مفاعيلن، مفاعلتن، فاع لاتن.
* الفروع: كل تفعيلة بدئت بسبب والتي نتجت عن الأصول، وهي: فاعلن، مستفعلن، فاعلاتن، متفاعلن، مفعولاتُ، مستفع لن.
ج. 2_ كيفية فكّ التفاعيل بعضها من بعض:
لفك الفروع من الأصول ننطلق من نفس النقطة في دائرة التفاعيل لنعود إليها؛ فإذا انطلقنا من النقطة الأولى نعود إليها، وإذا انطلقنا من الثانية نعود إليها، وهكذا، وفي كلّ مرّة نبدّل بين الأسباب والأوتاد نتحصّل على تفعيلة جديدة، ولنبدأ بالتفعيل الخماسية (فعولن) لنفكّ منها أختها (فاعلن):
1_ فعولن فاعلن ( و س س و ).
و س س و
تلاحظ أن التفعيلة (فاعلن) نتجت من التفعيلة (فعولن) بتبديل الوتد والسبب؛ فـ (فعولن) تتكون من "وتد" + "سبب" (و + س)؛ أي: و= فعو، س= لن (فعو + لن) وبالتبديل الدوراني تصبح: ( س + و) أي: (لن + فعو) بمعنى: (لُنْ فَعُو) وهذه التفعيلة لا توجد، فتحوّل إلى: (فاعلن)= (01 011).
وبنفس الطريقة(التبديل الدوراني) نفكّ بقية التفاعيل الفروع من الأصول، ويمكن أن نمثّل للأسباب بأرقام؛ لتسهيل العملية هكذا:
مفاعيلن (مفا +عي +لن)= (و + س +س)= (1 + 2 +3)
(1 + 2 +3)= (2 +3 + 1)= (عي + لن + مفا)= ( 01 +01+ 011)= (عيلن مفا) وهذه كذلك لا توجد في النموذج العروضي، وتُنقل إلى التفعيلة المعروفة: (مستفعلن) المُكوّنة من سببين خفيفين ثم وتد مجموع، وتلاحظ أنها نتجت من (مفاعيلن).
نكمل عملية التبديل:
(3+ 1 +2)= (لن + مفا + عي)= (لن مفاعي)ن وتُنقل إلى التفعيلة المعروفة: (فاعلاتن) المُكوّنة من: سبب خفيف، ثم وتد مجموع، فسبب خفيف، ويمكن أن نُمثّل لهذه العملية بالمخطط الآتي:
مستفعلن
2_ مَفاعِيلُنْ
فاعلاتن
وبقية إنتاج التفاعيل الفروع:
3_ مُفَاعَلَتُنْ مُتَفَاعِلُنْ
فَاعِلاتُكَ (مهملة)
تلاحظ أن (مُتَفاعِلُن) نتجت من مُفَاعَلَتُنْ التي تتكوّن من: وتد مجموع وسبب ثقيل وسبب خفيف: (و + سَ +س)= (011+ 11 + 01)، وبالتبديل: (سَ + س +و)= (عَلَ + تُنْ + مُفَا) = (عَلَتُنْ مُفَا) وتُنقل إلى: (مُتَفَاعِلُنْ)، أما الثانية (فاعِلاتُكَ) فهي تفعيلة مهملة؛ أي لم ينظم على منوالها شعرٌ.
وبنفس الطريقة تُستنتج التفعيلتان (مَفْعُولاتُ) و(مُسْتَفْعِ لُنْ) من (فاعِ لا تُنْ):
مَفْعُولاتُ
4_ فاعِ لَاتُنْ
مُسْتَفْعِ لُنْ
ويمكن اختصار فكّ الفروع من الأصول في هذا الجدول:
التفاعيل الأصول
|
التفاعيل الفروع
|
فَعُولُنْ
|
فاعِلُنْ
|
مَفَاعِيلُنْ
|
_ مُسْتَفْعِلُنْ
_ فَاعِلاتُنْ
|
مُفَاعَلَتُنْ
|
_ مُتَفَاعِلُنْ
|
فاعِ لاَتُنْ
|
_ مَفْعُولاتُ
_ مُسْتَفْعِ لُنْ
|
د_ مستوى البيت:
يتركب البيت من مصراعين أو شطرين، الشطر الأول يسمى صدرا، والثاني يسمى عَجُزا، والشطر مركّب من تفاعيل، الجزء الأخير من الصدر يسمى عروضا، والجزء الأخير من العجُز يسمى ضربا، وما سوى العروض والضرب يسمى حشوا، ويمكن تمثيل ذلك بما يلي:
حشو
الصدر عروض
البيت
العجز حشو
ضرب
وهناك أنواع من الأبيات:
* البيت اليتيم: هو الذي يرسله الشاعر مفردا وحيدان نحو قول "زهير":
الودّ لا يخفى، وإن أخفيته والبغض تبديه لك العينان (الرجز)
ونحو قول "طرفة بن العبد":
الخيرُ خيرٌ، وإن طال الزّمان به والشّرُّ أَخْبَثُ ما أُوعِيتَ منْ زادِ (البسيط)
* البيت المشطور: هو الذي حذف شطره، ويعتبر شطره الباقي بيتا عروضه ضربه، ولا يكون إلا في الرجز والسريع، منه قول أحدهم:
ما لأبي حمزة لا يأتينـــــــــــــــــــــــــا
يظلّ في البيت الذي يلينا
غَضْبانَ أن لا نَلِدَ البَنِينــــــا
تالله مـــــــا ذلك في أيدينــــــــــــــــــا
وإنّما نأخذُ ما أُعْطينـــــــــــــــــــــــــــــــا
* البت المجزوء: هو الذي سقط منه جزءان، واحد من آخر صدره، والثاني من آخر عجُزه، فإن كانت أجزاؤه ثمانية، أصبحت بالجزْء ستّة، كما هو في مجزوء البسيط، والمديد، والمتقارب، والمتدارك، وإن كانت ستة، صارت بالجَزْء أربعة، كما هو الحال في مجزوء الوافر، والكامل والرجز، والرمل، والخفيف، والمضارع، والمقتضب، والمجتث.
* البيت المُدَوَّر: هو ما فيه كلمة مشتركة بين شطريه (صدره وعجزه)، ويسمّى أيضا "موصولا" و"مُتَداخلا"، وهو يدخل في كلّ البحور، ولا سيما الأبيات المجزوءة منها، كقول أحدهم:
لا تخونوا الشعب فالشّعْــــــــ بُ عزيزٌ ذو انتقامِ (مجزوء الرمل)
* البيت المُصَرَّع: هو الذي وافقت عروضه ضربه في الوزن والرويّ، بتغيير في العروض بالزيادة أو بالنقص، كقول "امرئ القيس":
قفا نبك من ذكرى حبيب وعِرْفانِ ورسْمٍ عَفَتْ آياته منذُ أزْمانِ (الطويل)
فالعروض مثل الضرب (مفاعيلن)، وهي في سائر الأبيات (مفاعلن). ومن شواهد النُّقصان قول "مرئ القيس" أيضا:
لِمَنْ طَلَلٌ أَبْصَرْتُهُ فشَجاني كخطِّ زَبُورٍ في عَسِيبِ يَمَانِي (الطويل)
فالعروض كالضرب (فعولن)، وفي سائر الأبيات (مفاعلن).
* البيت المُقَفَّى: هو الذي وافقت عروضُه ضربَه في الوزن والرّويّ، دون أن تؤدّي هذه الموافقة إلى تغيير في العروض بزيادة أو نقص، ومثاله قول "المتنبي":
حَتَّامَ نحن نُسَارِي النَّجْمَ في الظُّلَمِ وما سُراهُ عل خُفٍّ ولا قَدَمِ (البسيط)
فالعروض والضرب (فَعِلُنْ)، وإذا أدّت هذه الموافقة بين العروض والضرب إلى تغيير في العروض بزيادة أو نقص، سمّي البيت "مُصَرَّعا".
رابعا_ الدوائر العروضية وصفة فكها:
1_ تعريف الدائرة: هي اصطلاح أطلقه "الخليل" على عدد معيّن من البحور يجمع بينها التشابه في الأسباب والأوتاد، وهي دائرة هندسية يمكننا الانطلاق من أية نقطة فيها، فنسير لنعود إليها، لكننا نحصل على بحور مختلفة، والبحر الأول ينفكّ منه بقية الحروف.
2_ الدوائر العروضية:
2. 1_ الدائرة الأولى: وتسمى دائرة المُخْتَلف؛ لاختلاف بحورها، خماسية وسباعية.
_ أصل هذه الدائرة هو الطويل ووزن شطره:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
011 01 011 01 01 011 01 011 01 01
و س و س س و س و س س
_ من أول السبب الأول ينفكّ المديد:
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن
س و س س و س و س س و
_ ثم بحر مهمل وزنه: مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن، وهو مقلوب الطويل.
_ ثم البسيط ووزنه:
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
_ وأخيرا بحر مهمل آخر ووزنه: فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
2. 2_ الدائرة الثانية: وتسمّى دائرة المُؤتلف؛ لائتلاف أجزائها في كونها سباعية.
_ أصل هذه الدائرة هو الوافر، ووزنه:
مُفاعَلَتُنْ مفاعلتن مفاعلتن
و سَ س و سَ س و سَ س
_ من السبب الأول ينفك الكامل، ووزنه:
مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ
سَ س و سَ س و سَ س و
_ ومن السبب الثاني ينفك بحر مهمل وزنه:
فاعِلاتُكَ فاعِلاتُكَ فاعِلاتُكَ
س و سَ س و سَ س و سَ
2. 3_ الدائرة الثالثة: (المشتبه)
_ أصل هذه الدائرة الهزج ووزن شطره:
مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُنْ
و س س و س س و س س
_ من السبب الأول ينفك الرجز وزنه:
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
س س و س س و س س و
_ من السبب الثاني ينفك الرمل ووزنه:
فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ
س و س س و س س و س
2. 4_ الدائرة الرابعة: (سمّيت بدائرة المُجْتَلَب؛ لكثرة أبحرها؛ لأن الجلب في اللغة الكثرة)
_ أصل هذه الدائرة السريع، ووزنه:
مستفعلن مستفعلن مَفْعُولاتُ
س س و س س و س س وَ
تحتوي على تسعة بحور هي السريع، ثم بحران مهملان، ثم:
_ المنسرح ( مستفعلن مفعولاتُ مستفعلن )
_ الخفيف ( فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن )
_ المضارع ( مفاعيلن فاعِ لا تن مفاعيلن )
_ المقتضب ( مَفْعُولاتُ مستفعلن مستفعلن )
_ المجتث (مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن )
ثم بحر مهمل.
2. 5_ الدائرة الخامسة: (دائرة المُتَّفق؛ لأن أجزاءها متّفقة؛ فهي خماسية كلها)
_ أصلها المتقاربن ووزن شطره:
فعولن فعولن فعولن فعولن
و س و س و س و س
_ وينفك عن أول السبب من هذا البحر الوزن:
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن
س و س و س و س و
_ وقد اعتبر "الخليل" هذا الوزن مهملا، ووجدت له فيما بعد شواهد فسمّي الخبب أو المتدارك، وسمي كذلك: المُحدث، والمُخترع، والشّقيق.
البحور التي اختارها "الخليل" كأصول للدوائر هي:
_ الطويل: فعولن...
_ الوافر: مفاعلتن...
_ الهزج: مفاعيلن...
_ المضارع: مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن
_ المتقارب: فعولن...
باستثناء "المضارع" الذي كان قليل الاستعمال ففضّل عليه "السّريع".
خامسا_ أوزان البحور الشعرية على حسب ترتيب الدوائر:
_ الطويل: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن×2 (وس)(وس س)(وس)(س س و)
_ المديد: فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن×2 (س و س)(س و)(س و)(س و س)
_ البسيط: مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن×2 (س س و)(س و)(س س و)(س و)
_ الوافر: مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن×2 (و سَ س) (و سَ س)(و سَ س)
_ الكامل: متفاعلن متفاعلن متفاعلن×2 (سَ س و)(سَ س و)(سَ س و)
_ الهزج: مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن×2 (و س س)(و س س)(و س س)
_ الرجز: مستفعلن مستفعلن مستفعلن×2 (س س و)(س س و)(س س و)
_ الرمل: فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن×2 (س و س)(س و س)(س و س)
_ السريع: مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ×2 (س س و)(س س و)(س س وَ)
_ المنسرح: مستفعلن مفعولاتُ مستفعلن×2 (س س و)(س س وَ)(س س و)
_ الخفيف: فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن×2 (س و س)(س وَ س)(س و س)
_ المضارع: مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن×2 (و س س)(وَ س س)(و س س)
_ المقتضب: مفعولاتُ مستفعلن مستفعلن×2 (س س وَ)(س س و)(س س و)
_ المجتث: مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن×2 (س وَ س)(س و س)(س و س)
_ المتقارب: فعولن فعولن فعولن فعولن×2 (و س)(و س)(و س)(و س)
_ المتدارك: فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن×2 (س و)(س و)(س و)(س و)
ملاحظة:
في الواقع الشعري الأمر يختلف عن هذا؛ فأوزان البحور تتغيّر عمّا سبق ذكره، وسنفصّل فيها لاحقا، ولكن بعد التطرّق لموضوع "الزحافات والعلل"؛ لأن نموذج كلّ بحر تطرأ عليه تلك التغييرات، ولا بدّ من معرفتها؛ لفهم هذا التحوّل في نموذج كلّ بحر، ونحاول الآن التركيز على موضوع مهم هو عملية التقطيع وقواعدها.
سادسا_ قواعد التقطيع الشعري:
هناك عدة طرق لإجراء عملية التقطيع، واكتشاف البحر؛ منها ما هو سماعيّ؛ فالقارئ أو السامع لبيت شعري ما، يعرف اسم بحره مباشرة، ومنها اكتشاف التفعيلة الأولى في بداية التقطيع يساعدنا في معرفة اسم البحر، ومنها كذلك كتابة البيت الشعريّ كتابة عروضية، ثم تحديد الأسباب والأوتاد، فالتفاعيل، ومنها أيضا، الطرق المعاصرة التي تعتمد على تحديد الأقطار وتفكيكها وفق مبدأ التجاور الذي أتى به الدكتور "مصطفى حركات".
1_ خطوات الأولى:
_ كتابة البيت كتابة عروضية.
_ وضع السواكن والمتحركات.
_ تحديد الأسباب والأوتاد.
_ تحديد التفاعيل.
_ بعدها التعرّف على اسم البحر.
2_ الطريقة الثانية:
تقوم هذه الطريقة على مبدأين أساسين، هما: مبدأ تجاور الأسباب والأوتاد، ومبدأ تجاور التفاعيل ( لقد قام الدكتور "مصطفى حركات" بابتكار هذين المبدأين، وقدّم لنظريته في تقطيع الشعر، وطبّقها في كتابه: "نظريتي في تقطيع الشعر")، وسنشرحها باختصار:
2. 1_ توضيح أنواع الأسباب والأوتاد:
2. 1.1_ نضع علامة بعد كلّ ساكن، هذه العلامات تعزل أربعة أنواع من الوحدات( 01، 011، 0111، 01111)، نسمّيها أقطارا ثنائية وثلاثية ورباعية وخماسية، على الترتيب.
2. 1. 2_ مبدأ تجاور الأسباب والأوتاد:
نحلّل الأقطار السابقة كالآتي:
أ_ الثنائي والخماسي: 01 1 / 1 / 011
س س س و
ب_ الثلاثي بإحدى الطريقتين: / 011 / / 1 / 01 /
و س س
ونختار من بين التقسيمين التقسيم الذي يتلاءم مع مبدأ تجاور الأسباب والأوتاد؛ أي أنه لا يتجاور وتدان، ولا يتجاور أكثر من سببين؛ أي أننا نجد في التفعيلة إما وتد وسبب، أو وتد وسببين.
ج_ الرباعي بإحدى الطريقتين: / 1 / 011 / / 11 / 01 /
س و سَ س
ونختار من بينهما الذي يتلاءم مع مبدأ تجاور الأسباب والأوتاد.
2. 2_ مبدأ تجاور التفاعيل:
لا تتجاور في البيت الشعري إلا التفعيلات المتجانسة:
* التفعيلة المبدوءة بوتد تتجاور مع المبدوءة بوتد.
* التفعيلة المنتهية بوتد تتجاور مع المنتهية بوتد.
* التفعيلة التي تحمل الوتد في الرتبة الثانية تتجاور مع التي تحمل الوتد في الرتبة الثانية.
2. 2. 1_ تحديد التفاعيل:
* إذا ابتدئ البيت بوتد، فإنه يوضع حدّ التفعيلة أمام كلّ وتد.
* إذا ابتدئ البيت بسببين، فإنه يوضع حد التفعيلة بعد كلّ وتد.
* إذا ابتدئ البيت بسب متبوع بوتد، فإنه يوضع حدّ التفعيلة أمام كلّ سبب يتلوه وتد.
ملاحظة:
إذا احتوى البيت في حشوه على ثلاثة أقطار ثنائية (01) (01) (01)، أو قطرين ثلاثيين يحيطهما سببان: س (011) (011) س، فإن هذا البيت ينتمي إلى الدائرة الرابعة، ويكون تحليل الوحدات مع ما يجاورهما كالآتي:
/ 01 /01 / 101 / / 1 / 101 / 01/
س س وَ س وَ س
أمثلة:
_ مثال عن الطريقة الثانية:
و س و س س و س و س س
س و س س و س و س س و
س س و س س و س س و
إذا طبقنا مبدأ تجاور التفاعيل المذكورة سابقا، نحصل على:
/و س /و س س /و س /و س س (الطويل)، هنا التفعيلة بدأت بوتد.
/س و س /س و /س و س /س و (المديد)، هنا التفعيلة بدأت بسبب متبوع بوتد.
/س س و/ س س و/ س س و/ (الرجز)، هنا التفعيلة بدأت بسببين.
_ مثال عن الطريقة الأولى:
يا طالبَ المجْدِ دونَ المجد ملْحمةٌ في طيّها خطرٌ بالنَّفسِ والمالِ
يا طَالِبَ لْمَجْدِ دُو نَ لْمَجْدِ مَلْحَمَتُنْ ...الخ
/0 /0 //0 /0//0 /0/0//0 ///0
س س و / س و /س س و /س و
مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعِلُنْ
تلاحظ أن التفعيلة الأولى هي (مستفعلن) تحتوي على سببين ووتد، وهي منتهية بوتد، وإذا استفدنا من الطريقة الأولى في قانون تجاور التفاعيل؛ فيجب أن نحدّد التفعيلة الثانية بعد الوتد في(فاعلن)، وفي بقية التفاعيل؛ لأن البيت مبدوء بسببين، فنحصل على: مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعِلُنْ، وهو وزن "البسيط"، مع ملاحظة أن التفعيلة الأخيرة في الشطر الأول جاءت مُزاحفة (مخبونة: حذف الثاني الساكن).
تطبيق:
احرص على كلّ علمٍ تبلغ الأملا ولا تموتَنْ بعلم واحد كَسَلَا
_ اكتب البيت كتابة عروضية، وحدّد الأقطار.
_ حدّد التجانس بين تفاعيل هذا البيت.
_ ماهي القاعدة التي نحدّد بها تفاعيل هذا البيت؟
سابعا_ فهرس المصادر والمراجع المعتمدة في هذه الدروس:
* إبراهيم أنيس: موسيقى الشعر.
* أحمد الهاشمي: المستطرف في كلّ فنّ مستظرف.
* إميل بديع يعقوب: المعجم المفصل في علم العروض والقافية وفنون الشعر.
* ابن جني:
_ كتاب العروض.
_ مختصر القوافي.
* الخطيب التبريزي: الوافي في العروض والقوافي.
* ابن رشيق القيرواني: العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده.
* ابن عبد ربه: العقد الفريد.
* عبد العزيز عتيق: علم العروض والقافية.
* محمد بن أبي شنب: تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب.
* محمد النويهي: قضايا الشعر الجديد.
* مصطفى حركات:
_ نظريتي في تقطيع الشعر.
_ كتاب العروض.
* مصطفى الغلاييني: الثريا المضية في الدروس العروضية.
* موسى بن محمد بن الملياني الأحمدي نويوات: المتوسط الكافي في العروض والقوافي.
* نازك الملائكة: قضايا الشعر المعاصر.