مخطط الموضوع

  • تقديم

    هذه الدروس المقدمة في مقياس النقد المعاصر، لطلبة السنة الثانية
    ليسانس (lmd ) جميع التخصصات( الدراسات الأدبية ةالنقدية واللغوية)، في قسم اللغة العربية و آدابها التابع لكلية الآداب واللغات والفنون بجامعة زيان عاشور (الجلفة) .

    وتمثل هذه الدروس السداسي الثاني من الموسم الجامعي، وتتعلق بالنقد المعاصر ومناهجه وقضاياه، فتتوقف عند أوليات المنهج ومفاهيمه وأدواته وعلاقاته بالنص، لتدرس المناهج السياقية ( التاريخي والاجتماعي والواقعي والنفسي...)، والمناهج النسقية( البنيوي والاسلوبي والسيميائي والتفكيكية)،وصولا إلى نظريات القراءة والتلقي والتأويل ، لننتقل بعدها إلى قضايا النقد المعاصر كنظرية النص والتناص والغموض والصورة والنسوية والأجناسية....

    • المناهج النقدية

      المناهج النقدية :

      في مفهوم المنهج:

      المنهج النقدي هو مجموعة من الآليات والوسائل التي يطبقه الناقد على النص يحيل مصطلح المنهج على مفاهيم الخطة والطريقة والهدف والسير الواضح والصراط المستقيم فهو خطة واضحة المدخلات والمخرجات والخطوات ..تعتمد التصور النظري والتحليل النصي التطبيق  إذ يحدد الناقد مجموعة من النظريات النقدية والأدبية ومنطلقاتها الفلسفية والإبستيمولوجية ، ويحددها في فرضيات ومعطيات يطبقها إجرائيا ليخلص إلى النتائج.

       والمنهج في أخصر تعريف هو جملة من الأساليب والآليات والأدوات الإجرائية الصادرة من رؤية نظرية شاملة إلى الإبداع الأدبي والتي غالبا ما تنبثق عن أسس فلسفية وفكرية يستخدمها الناقد في تحليل النص وتفسيره بكيفية شاملة تستغرق النص شكلا ومضمونا ، إذا المنهج هو العلم الضابط للعمل وبقدر فرضية العمل تكون فرضية المنهج فلا يقبل أحدهما إلا بالآخر .

      مصطلحات ومفاهيم متاخمة لمصطلح المنهج: 

      الطريق : هي مجموعة الآليات التطبيقية التي يستخدمها الناقد أثناء الممارسة النقدية فقد يشترك مجموعة من النقاد في منهج واحد ولكن الطريقة هي التي تحدد خصوصية كل ناقد

      الاتجاه: من وجه، اوتجه ،اتجه، اتجاها ، ويقصد به النزوع نحو أو النحو نحو وليس الأخذ بمذهب أو الوقوف موقفا تنظيريا أو فلسفيا ، ذلك أن مصطلح الاتجاه يعني وجهة منهجية  وباختصار الاتجاه هو تفرع منهجيا داخل منهج أصلي

      التيار :لا يختلف كثيرا عن دلالة الاتجاه غير أنه يحيلنا على دلالات زمانية ومكانية

      النظرية : هي النسق التصويري الشمولي المجمل للعملية الإبداعية الصادرة عن وعي فكري و فلسفي وإيديولوجي، وباختصار النظرية هي القاعدة التي يستمد منها المنهج تفصيلاته.

      المذهب : هو اتجاه فكري أو تعبيري له خصوصياته شكلا ومضمونا ،تنضوي تحته أعلام يطبقون أسسه وقواعده، وباختصار المذهب هو المنهج النقدي مقننا مقعدا

      المدرسة: وهي فكر نقدي موحد الرؤى والأهداف يختلف عن غيره في قواعده وأصوله وأهدافه

      علاقة النص بالمنهج: يخضع تطبيق المنهج إلى خصوصية النص الأدبي إذ غالبا ما تدل تلك الخصوصية على المنهج الملائم لدراسته واستنباطه فهنالك إذا علاقة بين النص الأدبي والآليات والوسائل والأدوات التي تباشره، أي تدرسه ،فلا يجب أن بفرض عنوة على النص ، ويمكن للنص الواحد أن يستدعي أكثر من منهج فيركب بينها ويكامل بينها وينحت بينها، ونسمي هذا المنهج التكاملي أو المتكامل أو المتعدد.

      معايير الضبط المنهجي :

      -الرؤية المهيمنة

      -الشمولية

      -الاستقلالية

      -الآليات الإجرائية

      • المنهج التاريخي

        المنهج التاريخي:

        مفهومه :وهو الذي يتعامل مع النصوص باعتبارها معطيات تاريخية أو وثيقة تاريخية، فيدرس مدى تأثر العمل الأدبي بصاحب النص أو الوسط ومدى تأثيره فيه ،إنه منهج يؤمن بالعلاقة المرآوية بين الادب والتاريخ، فهو يرتكز على ما يشبه سلسلة من المعادلات السببية : فالنص ثمرة صاحبه، والأديب صورة للثقافة، والثقافة إفراز للبيئة، والبيئة جزء من التاريخ ، فإذا النقد تاريخ للأدب من خلال البيئة ،إنه منهج يمكننا من دراسة مراحل تطور العصور والفنون والظواهر وخصائصها وظروفها.

        نشأته : لقد كان لتطور العلمي الذي شهدته أوروبا في القرن 19 صدى واسع ولم يكن بمنأى عن هذا التأثير ،فقد سعى الناقد الفرنسي فيرديناند برونتيير إلى تطبيق نظرية تطور الكائنات لداروين عن الأدب فقال ''إن موضع النقد هو الحكم على المؤلفات الأدبية وتصنيفها وتفسيرها ..ومهمة التفسير هي تحديد مصنف ما مع تاريخ أدب عام مع البيئة التي ظهر فيها وأخيرا مع كاتبه '' فكل مصنف ليس سوى مرحلة من تطور لونه ومن ابرز النقاد التاريخين سانت بوف الذي سعى إلى تأسيس المنهج التاريخي بدراسة تاريخ عصره وفهم إنتاجه وتفسيرها وذلك من خلال تتبع سيرهم وتقصي أخبارهم ومظاهر حياتهم ومن النقاد الذي حملوا لواع هذا المنهج أيضا هيبوليت تين الذي لم يقتصر على دراسة الشخصيات بل ركز على مؤثراتهم وظروفها وهو يرى أن هذه المؤثرات لا تخرج على ثلاثية هي الجنس والبيئة والعصر

        فالجنس هو تلك الصفات والمقومات النفسية التي يرثها الأديب من أمته (ما يميز الأديب الأسود غير ما يميز الأديب الأبيض ،وما يميز الأديب العربي غير ما يميز الأديب الفرنسي )،اما البيئة فهي مجموعة من الخصائص التي تحيط بالأديب كالطبيعة والماء والهواء والمناخ وغيرها ، وأما العصر فهو ما يحيط بالإنسان من أحداث تاريخية وأحوال عمرانية وظروف اقتصادية اجتماعية وثقافية ، إذا ما الأديب إلا نتاج لهذه.

        خصائص المنهج التاريخي : انه منهج يفيد في تفسير تشكل خصائص عصرا أو ظاهرة أو شخصية أو جيل أو امة ويعين على فهم ظروفها وتحولاتها وتطوراتها انه منهج يصلح لظاهرة تفسير عام والفوارق بين أدباء وعصر واحد وبيئة واحدة ولا يقدر على تعليل عبقرية ما بين لآلاف المواهب ..انه منهج يكمن في ظاهرة أدبية في علاقة تحيطها ومنشآتها لنظرية آلية مرآوية من شأنها أن تجعل من النص وثيقة مهمة وانه منهج يهتم بنشأة الظاهرة ولكنه لا يعني بإنتاجها .إنه يهتم بدراسة المشهورين من الأدباء والذين تتوفر أخبار عنهم ويعجز عن دراسة المغمورين انه منهج يجعلنا أمام شخصية يسلم بأنها حقيقة، لكن ما يلبث ما يخلع عنها بصفات ما يريد ومن أحكام ما يرى هو.

        المنهج التاريخي في النقد العربي الحديث :

        إن خير من يمثل هذا المنهج في نقدنا الحديث المعاصر جورجي زيدان وعمر فروخ وأحمد حسن الزيات وشوقي ضيف والعقاد والرافعي وطه حسين وغيرهم، فالعقاد مثلا في كتابه "شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي "يقول :''ومعرفة البيئة ضرورية في كل جيل في كل عصر في كل أمة، كما نجد طه حسين في كتابيه "مع المتنبي" و"ذكرى أبي العلاء" يقول: ''فأبو العلاء ثمرة من ثمرات عصره فقد عمل في إنضاجها الزمان والمكان والحال والسياسة الاجتماعية بل والحالة الاقتصادية"

        هذا إضافة إلى نقاد آخرين طبقوا المنهج التاريخي كأحمد أمين في كتبه: ''فجر الإسلام '' و''ضحى الإسلام'' و"ظهر الإسلام"،  وشوقي ضيف في كتابه ''الفن ومذاهبه في الشعر العربي''  وغيرهم.

        • المنهج الاجتماعي

          المنهج الاجتماعي :

          مفهومه : ينطلق المنهج الاجتماعي من النظرية التي ترى أن الأدب ظاهرة اجتماعية ، فيهتم بإبراز المضامين الاجتماعية للأدب ويبحث عن مصادرها ويبين مدى تعبير الأديب عنها، ويحمل هذا المنهج شعارات: الفن للمجتمع/ الفن للشعب/ الفن للحياة، في مقابل المنطلق الفردي للمثاليين ''الفن للفن '' ويؤمن المنهج الاجتماعي بالأدب الرسالي/الهادف/الملتزم ،  والرسالة الوظيفة هي خدمة المجتمع .

            يعتبر المنهج الاجتماعي النص وثيقة اجتماعية (نظرية التصوير/ الانعكاس )، أي إن الأدب تصوير وانعكاس للواقع والمجتمع

          المنهج الاجتماعي من المناهج الأساسية في الدراسات الأدبية والنقدية، وقد تولد هذا المنهج من المنهج التاريخي، بمعنى أن المنطلق التاريخي كان هو التأسيس الطبيعي للمنطلق الاجتماعي عبر محوري الزمان والمكان .


          وهو منهج يربط بين الأدب والمجتمع بطبقاته المختلفة، فيكون الأدب ممثلاً للحياة على المستوى الجماعي لا الفردي؛ باعتبار أن المجتمع هو المنتج الفعلي للأعمال الإبداعية، فالقارئ حاضر في ذهن الأديب وهو وسيلته وغايته في آن واحد  .
          ويتفق معظم الباحثين على أن الإرهاصات الأولى للمنهج الاجتماعي في دراسة الأدب ونقده بدأت منهجياً منذ أن أصدرت "مدام دي ستايل" عام 1800م كتابها "الأدب في علاقته بالأنظمة الاجتماعية"، فقد تبنت مبدأ أن الأدب تعبير عن المجتمع  .
          ويمكن عد التحليلات التي حواها كتاب الناقد "هيبوليت تين" في كتابه "تاريخ الأدب وتحليله عام 1863م، أحد أبرز التطبيقات الممثلة للمنهج الاجتماعي في دراسة الأدب وتحليله    .

            المنهج الاجتماعي في النقد الأوربي الحديث.

          كان للفكر المادي الماركسي أثر في تطور المنهج الاجتماعي، وإكسابه إطاراً منهجياً وشكلاً فكرياً ناضجاً، ومن المتقرر في الفلسفة الماركسية أن المجتمع يتكون من بنيتين: دنيا: يمثلها النتاج المادي المتجلي في البنية الاقتصادية، وعليا: تتمثل في النظم الثقافية والفكرية والسياسية المتولدة عن البنية الأساسية الأولى، وأن أي تغير في قوى الإنتاج المادية لابد أن يُحدث تغيراً في العلاقات والنظم الفكرية   
          واعتماداً على ما سبق؛ ظهرت نظرية "الانعكاس" التي طورتها الواقعية، إلا أن المشكلة التي كانت تواجه هذه النظرية تتمثل في فرضية مؤداها، أنه كلما ازدهر المجتمع في نظمه السياسية والحضارية والاقتصادية؛ ازدهر الأدب، إلا أن مراجعة تاريخ الآداب والمجتمعات أثبتت أن التلازم ليس صحيحاً، نضرب مثلاً لذلك بالعصر العباسي الثاني الذي كان نموذجاً لتفكك الدولة، وانتقال السلطة من العرب إلى العجم، ونشوء الدويلات، كل هذه الظواهر السلبية اقترنت بنشوء حقبة من الأدب الذي تميز بالإبداع الشعري في الثقافة العربية   .
          لقد قدَّم الماركسيون تصوراً لتفادي هذه المشكلة، سموه " قانون العصور الطويلة"، مفاده أن نتيجة التطور الاقتصادي والسياسي والثقافي وارتباطه بالتطور الإبداعي الأدبي لا يظهر مباشرة؛ بل يلزم ذلك مرور أجيال وعصور طويلة حتى يتفاعل الأدب مع مظاهر التطور المختلفة ويكتسب القوة منها، فهذا القانون يرفض ارتباط الأدب بالمجتمع في فترات وجيزة  .
          وقد عملت الماركسية مع الواقعية جنباً إلى جنب في تعميق الاتجاه الذي يدعو إلى التلازم بين التطور الاجتماعي والازدهار الأدبي؛ مما أسهم في ازدهار "علم الاجتماع" بتنوعاته المختلفة، كان من بينها علم نشأ قبل منتصف القرن العشرين أطلق عليه: علم "اجتماع الأدب" أو "سوسيولوجيا الأدب"، وقد تأثر هذا العلم بالتطورات التي حدثت في الأدب من جانب، وما حدث في مناهج علم الاجتماع من جانب آخر  .


            اتجاهات المنهج الاجتماعي.

            الاتجاه الكمي.
          يطلق عليه علم اجتماع الظواهر الأدبية، وهو تيار تجريبي يستفيد من التقنيات التحليلية في مناهج الدراسات الاجتماعية، مثل الإحصائيات والبيانات وتفسير الظواهر انطلاقاً من قاعدة يبنيها الدارس طبقاً لمناهج دقيقة ثم يستخلص منها المعلومات التي تهمه  .
          ويرى هذا الاتجاه أن الأدب جزء من الحركة الثقافية، وأن تحليل الأدب يقتضي تجميع أكبر عدد البيانات الدقيقة عن الأعمال الأدبية، فعندما نعمد إلى دراسة رواية ما؛ فإننا ندرس الإنتاج الروائي في فترة محددة، وبما أن الرواية جزء من الإنتاج السردي من قصة وقصة قصيرة وغيرها، فإننا نأخذ في التوصيف الكمي لهذا الإنتاج عدد القصص والروايات التي ظهرت في تلك البيئة، وعدد الطبعات التي صدرت منها، ودرجة انتشارها، والعوائق التي واجهتها، ولو أمكن أن نصل إلى عدد القراء، واستجاباتهم، وغيرها من الإحصائيات الكمية؛ حتى يمكن لنا أن ندرس الظاهرة الأدبية كأنها جزء من الظاهرة الاقتصادية، لكنه اقتصاد الثقافة بمعنى أننا نستخدم فيها مصطلحات الإنتاج والتسويق والتوزيع، وكل ذلك نستخدمه لاستخلاص نتائج مهمة تكشف لنا عن حركة الأدب في المجتمع  .
          ومن رواد هذه المدرسة "سكاربيه"، ناقد فرنسي له كتاب في علم اجتماع الأدب، وهو يدرس الأدب كظاهرة إنتاجية مرتبطة بقوانين السوق، ويمكن عن هذا دراسة الأعمال الأدبية من ناحية الكم  .
          وعلى ما سبق؛ يغفل هذا الاتجاه الطابع النوعي للأعمال الأدبية، فتتساوى لديه الرواية العظيمة ذات القيمة الخالدة بالرواية الهابطة التي تعتمد على الإثارة، فتُدرس الأعمال الأدبية على أساس أنها ظواهر اجتماعية تُستخدم فيها لغة الأرقام من حيث عدد النسخ وعدد الطبعات ومجموع القراء وهل تحولت هذه الرواية إلى فيلم سينمائي؟، فيَحكم هذه الدراسات الأساس الكمي لا الكيفي؛ فلا تملك هذه المدرسة رؤيةً جمالية في الحكم على العمل الأدبي  .
           ومع ذلك نجد أن بعض دراسات سوسيولوجيا الأدب التجريبية لها أهمية بالغة في الكشف عن علاقة الإنتاج الثقافي بالمستويات المتعددة الفاعلة في بنية المجتمع من سياسية واقتصادية واجتماعية .
          أما النقد الذي يوجه لهذا الاتجاه فبالإضافة إلى إغفاله للجانب النوعي للأعمال الأدبية ـ كما وضحنا سابقاً ـ فإنه يكتفي برصد الظواهر ولا يتعمق في إمكانية تفسيرها وربطها ببعضها، بل ويقيم التوازي بين ظواهر غير متجانسة أصلاً؛ لأن الأدب إنتاج تخيلي إبداعي يغاير نوعياً طبيعة الحياة الخارجية، وهذه نقطة ضعف جوهرية تعيب دراسات علم اجتماع الأدب وتجعل نتائج عملها مجرد إضافة لمجموعة من البيانات والمعلومات التي تخدم علم الاجتماع ودارسيه أكثر من نقاد الأدب والمتخصصين فيه .


            الاتجاه الجدلي

          نسبة إلى "هيجل" ثم ماركس من بعده ورأيهما في العلاقة بين البنى التحتية والبنى الفوقية في الإنتاج الأدبي والإنتاج الثقافي، وهذه العلاقة متبادلة ومتفاعلة مما يجعلها علاقة جدلية  .
          وقد برز "جورج لوكاش" كمنظِّر لهذا الاتجاه عندما درس وحلل العلاقة بين الأدب والمجتمع باعتباره انعكاساً وتمثيلاً للحياة، وقدَّم دراسات ربط فيها بين نشأة الجنس الأدبي وازدهاره، وبين طبيعة الحياة الاجتماعية والثقافية لمجتمع ما تسمى بـ"سوسيولوجيا الأجناس الأدبية"، تناول فيها طبيعة ونشأة الرواية المقترنة بنشأة حركة الرأسمالية العالمية وصعود البرجوازية الغربية  .
          ثم جاء بعده "لوسيان جولدمان" الذي ارتكز على مبادئ لوكاش وطوّرها حتى تبنى اتجاهاً يطلق عليه "علم اجتماع الإبداع الأدبي"، حاول فيه الاقتراب من الجانب الكيفي على عكس اتجاه "اسكاربيه" الكمي  .
          اعتمد "جولدمان" على مجموعة من المبادئ العميقة والمتشابكة التي يمكن أن نوجزها في التالي:
           -يرى "جولدمان" أن الأدب ليس إنتاجاً فردياً، ولا يعامل باعتباره تعبيراً عن وجهة نظر شخصية، بل هو تعبير عن الوعي الطبقي للفئات والمجتمعات المختلفة، بمعنى أن الأديب عندما يكتب فإنه يعبر عن وجهة نظر تتجسد فيها عمليات الوعي والضمير الجماعي، فجودة الأديب وإقبال القرَّاء على أدبه بسبب قوته في تجسيد المنظور الجماعي ووعيه الحقيقي بحاجات المجتمع، فيجد القارئ ذاته وأحلامه ووعيه بالأشياء، والعكس صحيح لمن يملكون وعياً مزيفاً  .
           أن الأعمال الأدبية تتميز بأبنية دلالية كلية، وهي ما يفهم من العمل الأدبي في إجماله، وهي تختلف من عملٍ لآخر، فعندما نقرأ عملاً ما فإننا ننمو إلى إقامة بنية دلالية كلية تتعدل باستمرار كلما عبرنا من جزء إلى آخر في العمل الإبداعي، فإذا انتهينا من القراءة نكون قد كوَّنا بنية دلالية كلية تتكون من المقابل المفهومي والمقابل الفكري للوعي والضمير الاجتماعيين المتبلورين لدى الأديب  .
          واعتماداً على ما سبق نجد بين العمل الأدبي ودلالته اتصالاً وتناظراً، ونقطة الاتصال بين البنية الدلالية والوعي الجماعي هي أهم الحلقات عند "جولدمان" والتي يطلق عليها مصطلح "رؤية العالم"، فكل عمل أدبي يتضمن رؤية للعالم، ليس العمل الأدبي المنفرد فحسب لكن الإنتاج الكلي للأديب  .
          انطلاقاً من هذا المنظور أسس "جولدمان" منهجه "التوليدي" أو "التكويني"، كما قام بإجراء عدد من الدراسات التي ترتبط بعلم اجتماع الأجناس الأدبية كما فعل "لوكاش"، فأصدر كتاباً بعنوان "من أجل تحليل سوسيولوجي للرواية" درس فيه نشأة الرواية الغربية وكيفية تحولاتها المختلفة في مراحلها المتعددة تعبيراً عن رؤية البرجوازية الغربية للعالم   .
          وقد استخدم بعض الدارسين العرب المنهجَ التوليدي في تحليل ظواهر الأدب العربي، من أبرزهم "الطاهر لبيب" رئيس جمعية علماء الاجتماع العرب، وقد تناول ظاهرة الغزل العذري في العصر الأموي من حيث تعبيرها عن رؤية العالم لفئة اجتماعية معينة، حاول فيها أن يقيم علاقة بين ظاهرة الغزل العذري وبين طبيعة الأبنية الاجتماعية والاقتصادية لهؤلاء الشعراء، ومدى نجاحهم في تقديم رؤية للعالم تعبر عن واقعهم الاجتماعي .
          ثم حدث تطور في مناهج النقد الأدبي مما أدى إلى نشوء علم جديد هو "علم اجتماع النص"، يعتمد على اللغة باعتبارها الوسيط الفعلي بين الأدب والحياة، فهي مركز التحليل النقدي في الأعمال الأدبية، فاتخاذ اللغة منطقة للبحث النقدي في علم اجتماع النص الأدبي هو الوسيلة لتفادي الهوة النوعية بين الظواهر المختلفة .
          وقد استطاع هذا المنهج الأخير من تجاوز ما وجِّه لـ"رؤية العالم" من نقدٍ، إذ ليست سوى رؤية فكرية وذهنية وفلسفية، فعلم اجتماع النص تصور لغوي يرتبط بجذور الظاهرة الأدبية، ونجد الناقد "بييرزيما" في كتابه "النقد الاجتماعي" يتميز من خلال عرضه للاتجاهات التي سبقته ثم أهم الصعوبات والانتقادات التي وجهت إليها، ثم يقترح تصوراً أكثر نضجاً وتطوراً في سوسيولوجيا الأدب    المنهج الاجتماعي في النقد العربي.

          نجد في تراثنا النقدي القديم نقداً للمجتمع وسلوكياته ككتاب "البخلاء" للجاحظ، والحرص على الربط بين المعنى الشريف واللفظ الشريف الذي نجده عند بشر بن المعتمر، وبعض الملاحظات المنتشرة في كتب النقد القديم التي تحث على الربط بين المستوى التعبيري ومستوى المتلقين  .
          أما في النقد الحديث، فلم يكن لهذا المنهج رواد بارزون مقتنعون به، يربطون بين الإنتاج المادي والإنتاج الأدبي كما يوجد في روسيا، ولكننا نجد بعض الدعوات إلى الاهتمام بالاتجاه الاجتماعي في النقد الأدبي عند شبلي شميل، وسلامة موسى، وعمر الفاخوري، وقد اقترب هذا المنهج من المدرسة الجدلية عند محمود أمين العالم، وعبد العظيم أنبس، ولوبس عوض، حتى كان تجليه في النقد الأيدلوجي عند محمد مندور  .

            نقد المنهج الاجتماعي.

          للمنهج الاجتماعي جوانب تقصير عديدة نحاول إيجازها في التالي:
          -إصرار أصحاب المنهج الاجتماعي على رؤية الأدب على أنه انعكاس للظروف الاجتماعية للأديب   ، ونجد أن هذا الرأي صحيح إلى حدٍّ ما، فليس الأديب شيئاً منعزلاً عن مجتمعه، لكنه أيضاً يحتاج لأن يعبر عن أشياء أخرى مختلفة غير هموم مجتمعه.
          -  سيطرت التوجهات المادية على كل شيء في هذا المنهج، فالبنية الدنيا المادية ـ في نظر الاتجاه الماركسي ـ تتحكم في البنية العليا التي يعتبر الأدب جزء منها، فتزول حرية الأديب لأنها مبنية على سيطرة المادة، ومن جانب آخر يغفل هذا المنهج جانب الغيبيات وأثرها الفاعل في توجيه الأدباء من خلال الخلوص لله سبحانه واستحضار خشيته في القول والفعل، وهو يتصل بالمرجعية الدينية كجزء من الحكم النقدي  .
          -يهتم هذا المنهج بالأعمال النثرية كالقصص والمسرحيات، ويركز النقاد على شخصية البطل، وإظهار تفوقها على الواقع مما يؤدي إلى التزييف نتيجة الإفراط في التفاؤل، فتصوير البطل يجب أن يكون من خلال الواقع وتمثل الجوهر الحقيقي لواقع الحياة  .
          -يغلب على أصحاب هذا الاتجاه إفراطهم في الاهتمام بمضمون العمل الأدبي على حساب الشكل، فجاء "علم اجتماع النص" كتعويض لهذا النقص حيث يهتم باللغة باعتبارها الوسيط بين الحياة والأدب، وهي أداة فهم المبدع وإبداعه .

          • المنهج النفسي

             المنهج النفسي :

            مفهومه: يربط النص بصاحبه أو مؤلفه فالنص يعكس صورة صاحبه والمنهج النفسي يرى أن النص هو وثيقة نفسية تعكس صورة صاحبها ، ويهتم المنهج النفسي بإبراز الشخصية النفسية لصاحب النص .

            وهو ذلك المنهج القائم على منجزات التحليل النفسي (علم النفس)، إذ يهتم بعلاقة الأدب بصاحبه من خلال كشف البنية النفسية التحتية المتجذرة في لاوعي الأديب والمنعكسة بصورة رمزية على سطح النص ( إذ إن هناك تفاعلا بين حياة المؤلف ورغباته وأحلامه وتخيلاته)

            ويعتبر المنهج النفسي النص وثيقة نفسية فالشخصية الورقية شخصية حقيقية بدوافعها ورغباتها ، ويبحث في طرق تحويل الرغبات والأحداث والتجارب إلى ذاكرة وفعل لغوي،  والفن عندهم تعويض لما لم يستطع الفنان تحقيقه في واقعه ، أي إنه استجابة للمثيرات النائمة في اللاوعي واللاشعور .

            نشأته : للمنهج النفسي جذور تاريخية قديمة عند الغرب والعرب، لكنه كمهج نقدي قائم على أسس وقواعد وأصول ظهر فجر دراساته مع سيجموند فرويد (1856-1939) في كتابه "تفسير الاحلام" 1900، وكذلك مع جهود تلاميذه يونغ وأدلر والدراسات  النقدية لكل من شارل مورون وشارل بودوان .

            مجالات المنهج النفسي : للمنهج النفسي ثلاثة مجالات :

            -دراسة عملية الإبداع الأدبي: أي دراسة عملية الخلق عند الأديب  وهي عملية نفسية أكثر منها فنية وتسمى سيكولوجية الإبداع

            -دراسة شخصية الأديب: أي دراسة سيرته الذاتية انطلاقا من الأعمال وما توفره من وثائق وتسمى سيكولوجية المبدع

            -دراسة العمل الإبداعي الأدبي:  اعتمادا على الثقافة النفسية وتسمى سيكولوجية العمل الإبداعي

            -وأضيفت  سيكولوجية رابعة وهي دراسة سيكولوجية المتلقي

            محاسن المنهج النفسي :

            -تقديم فهم جديد للنص الإبداعي

            -الدعوة إلى فهم فكرة الإلهام والإبداع

            -كشف العلاقة المتينة بين العمل الإبداعي وصاحبه

            -فتح آفاق جديدة لمعرفة النفس الإنسانية

            المنهج النفسي في النقد العربي :

            يكاد يتفق جل النقاد على أن جذور النقد النفسي قد  ظهرت في العصر العباسي عند ابن قتيبة والجرجاني وغيرهم من النقاد الذين تفطنوا للمضمون النفسي وبحثوا الظواهر النفسية، لكن بدايات النقد النفسي المنهجي ترجع إلى جماعة الديوان (شكري-العقاد-المازني )من خلال ما فعله العقاد والمازني وطه حسين مع ابن الرومي والمعري والمتنبي وغيرهم،  إذ درسوا ظواهرهم نفسية كالنرجسية والعظمة والسخرية والنقد والتشاؤم والسوداوية....

            ملاحظة: هل يمكن عد النص مجرد وثيقة تاريخية أو اجتماعية أو نفسية أو...؟

             النص أرفع من أن يكون مجرد وثيقة مهما كان نوعها، لأن الأدب  يتميز بالأدبية، وهي ما من شأنه أن يجعل الأدب أدبا '' من قيم فنية وجمالية وأسلوبية وبنائية ...الخ ،ثم إن الأدب أرفع من أن يكون مجرد تسجيل لتاريخ معين أو رصد لمجتمع معين أو انعكاس لنفس معينة ، والأدب لا يؤمن بالربط الآلي المرآوي بين النص وما هو خارج النص

            • المنهج البنيوي

              المنهج البنيوي :

              مفهوم البنيوية : إن مصطلح البنيوية صعب التحديد نظرا لتعدد مفاهيمه وأشكاله وتجدده الدائم فهو العنوان الجامع الذي أبدعه رومان جاكبسون عام 1929 لوصف الأعمال النظرية لحلقة براغ اللغوية وهي  تتويج للجهود الألسنية السابقة لحلقة جنيف المدرسة السويسرية دو سوسير البنيوي الذي ترعرع في أحضان المنهج الشكلاني فيما بعد .

               تهتم البنيوية ببنية النص الداخلي وتدرسه باعتباره بنية مغلقة مكتفية بذاتها دون النظر إلى الظروف والسياقات الخارج النصية ، فيغيب صاحب النص وما يحيط به في النقد البنيوي، ويحكم الناقد البنيوي على موت المؤلف بعد انتهائه من عمله الأدبي، فالبنيوية تنظر إلى النص باعتباره كائنا لغويا قائما بذاته يدرس من خلال أصواته وحروفه وألفاظه ودلالاته وجمله وتراكيبه وصوره ومجازاته ، إنها تعتبر النص نسيجا من التشكيلات والعلاقات ونظاما من الأدلة

              فالبنيوية منهج وصفي ونشاط وقراءة وتصور فلسفي يقصي الخارج والتاريخ والإنسان وكل ما هو واقعي ومرجعي ،ويركز على ما هو لغوي ويستقرئ الدوال الداخلية للنص بالاستناد إلى خطوتين أساسيتين هما: التفكيك (التحليل) والتركيب لكشف نسقية النص في اختلافاته وتأليفاته .

               البنيوية نظام تحليلي يركز على مبادئ أساسية كمبادئ الكلية والانتظام والمحايثة، إنها لا تعتمد على مقولة الكينونة بل على  مقولة العلاقة، وتركز على الإجابة عن السؤال كيف؟ ولا تهمها الأسئلة الأخرى ك ''من'' و ''ماذا '' ، إنها تشتغل على الدوال لا المدلولات ، وتقول بموت المؤلف

              وباعتبار النص  نسقا مغلقا فإنها مثلما عزلت المؤلف بموته والسياقات بإزاحتها فقد عزلت القارئ أيضا واصبح مجرد قارئ مدرب على فك شفرات النص واكتشاف علاقاته ولا يجب أن يتعدى  دوره الاستمتاع بلعبة التحليل والتركيب

              أهم المدارس التي مثلت  البنيوية :

              1/ الشكلانيون الروس : وتطلق هذه التسمية على تجمعين روسيين هما

              **-حلقة موسكو(1915-1920): وتأسست بزعامة ''رومان جاكبسون '' تهتم بالشعر و اللسانية وتبحث في ماهية الشكل والشؤون الأدبية

              **-جماعة الأبوياز(1916) :وتسمى جمعية دراسة اللغة الشعرية من أعضائها فيكتور شكلوفسكي

              وعموما فان الشكلانية الروسية تقوم على أطروحتين هما :

              1/التشديد على الأثر الادبي وأجزائه المكونة له

              2/الإلحاح على استقلال علم الأدب، فقد عالجوا الشكل بوصفه جملة من الوظائف (التنظيم -التوحيد-التوضيح-الإثراء) ، لا مجرد صيغة سطحية ، على أنهم كانوا يسمون أنفسهم بالمورفولوجيين،  لكن أعداءهم ألصقوا بهم وصف الشكلانيين

              **-حلقة براغ(1926-1948):وتسمى البنيوية التشيكية ،تأسست بفكرة زعيمها ''فيليم ماتيسيوس'' إذ تابعت هذه الحلقة إنجازات الشكلانيين الروس جملة مبادئ المحايثة وعلمنة الأدب (جعل الأدب علما )

              **-جماعة تيل كيل : تيل كيل أي مثل ما هو أو كما هو ، يعني النص كما هو ، وتنسب هذه الجماعة إلى مجلة تحمل اسمها أسسها فيليب صولر ،وضمت مجموعة من النقاد ك: رولان بارث وجوليا كريستيفا وميشال فوكو وجاك دريدا ،وهي تحرص على النظر الآني المحايث للنصوص كظواهر حية أو كما هي كائنة لاكما يجب أن تكون مجردة من أصولها التكوينية وسياقاتها الخارجية

              ***-خلاصة :البنيوية إذا منهج نقدي نصاني نسقي داخلي يقارب النصوص مقاربة  آنية محايثة تعتبر النص بينة مغلقة وكيانا مستقلا، تقدم العلاقة على الكينونة والكل على الجزء .

               البنيوية لا يهمها من قال أو ماذا قال بل يهمها كيف قيل

              ترتبط بشكل البناء واللغة ولذلك يركز على السؤال كيف .

              *--*من آرائهم : إن التساؤل عما تعبر عنه الآثار الأدبية تساؤل عقيم .

               الكيفية التي تعبر بها الآثار هي مظهر جوهري للإنتاج الأدبي .

               إن القارئ يتمتع بالمشهد اللغوي الذي ينتجه النص بدلا من النظر إلى العالم من خلال اللغة.

              *البنيوية التكوينية : جاءت هذه البنيوية للتوفيق بين أطروحات البنيوية الشكلانية وأسس الفكر الماركسي في تركيزه على التفسيرات المادية والواقيعة للفكر والثقافة من خلال انفتاح القراءة البنيوية على التفسيرات الخارجية التاريخية والاجتماعية والواقيعة، وقد مثل هذه البنيوية التكوينية جورج لوكاتش (1885-1971)من خلال دراسته نظرية الرواية عام 1920ولوسيان جولدمان(1913-1970)من خلال نظريته رؤية العالم1947.

              *مفاهيم البنيوية التكوينية : الفهم هو دراسة النص كليا في إطار بنية داخلية مغلقة بحثا عن دلالته الاجتماعية وهي مرحلة وصفية تفكيكية تقوم على الاستقراء والملاحظة وتهدف إلى تحديد بنية النص الكلية في التفسير ويكون بمقاربة النص في ضوء المعطيات المرجعية الجدلية الخارجية التاريخية والاجتماعية والواقعية .

              *رؤية العالم : ولا تكون هذه الرؤية من إبداع الأفراد لأن الأدب والفلسفة هما اللذان تعبران عن رؤية العالم تعبيرا كليا شموليا يتجاوز الواقع إلى آفاق المستقبل

              *البنيوية عند العرب : من  أعلام البنيوية في العالم العربي صلاح فضل .كمال أبو ديب .عبد السلام المسدي .حسين الواد. عبد الفتاح كيليطو .عبد الله الغذامي.محمد مفتاح.محمد بنيس.فؤاد زكريا.عبد المالك مرتاض...

              *البنيوية التكوينية في العالم العربي :

              تعد البنيوية التكوينية أكثر المفاهيم انتشارا في النقد العربي ومن الأعمال الأولى نسجل جمال شحيد

              * البنيوية التركيبية :دراسة في منهج لوسيان جولدمان 1982 . محمد بن نيس ناقد مغربي .ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب مقاربة بنيوية تركيبية 1979:

              محمد ساري البحث عن النقد الأدبي الجديد 1948

               محمد عزام فضاء النص الروائي مقاربة بنيوية تكوينية 1983

              يمني العيد في معرفة النص 1983

              حميد لحميداني الرواية المغربية ورواية الواقع (دراسة بنيوية تكوينية 1985)

              *مستويات التحليل البنيوي :

              المستوى الصوتي : وتدرس فيه الأصوات مجردة من معانيها والحروف و رمزيتها وتكويناتها الموسيقية من النبر وتنغيم والإيقاع وطول وقصر وجهر وهمس

              المستوي الصرفي :وتدرس فيه الوحدات الصرفية ووظيفتها في التركيب اللغوي من حيث الاشتقاق والإفراد والجمع والجمود من حيث تكويناتها الموسيقية

              المستوى النحوي التركيبي :ويدرس فيه تكليف الجمل وترتيبها وخصائصها الدلالية ويبحث في زمن العلاقات النحوية وتقديم والتأخير والانزياح وتحديد نوعية الجمل من حيث الاسمية والفعلية والبساطة والتركيب

              مراحل التحليل البنيوي (تحليل الخطاب لنص الشعري):

              -تحليل العنوان واكتشاف بنيته

              -تقسيم النص إلى مقاطع

              -التحليل والكشف عن العلاقات التي تحكم بنيتها

              -الربط بين العلاقات والوصول إلى النموذج

              -البنية الشاملة لنص

              مداخل التحليل البنيوي للنص الشعري :

              - الثنائيات المهيمنة مثل الحياة الموت الحركة والسكون الداخل الخارج الحق والباطل

              - صيغ العبارات كتنويع الأساليب

              - التكرار

              - الصور البيانية

              - الانزياح

              - الانطلاق من المستويات الصوتية والصرفية والمعجمية ..النحوية التركيبية والدلالية

              الدراسة البنيوية :ندرس بنية الأحداث وبنية الزمان وبنية المكان وبنية السرد وندرس تعريف الزمان

              رؤية العالم :لا يقصد رؤية المبدع من خلال النص ،ولكنها رؤية مجموعة الأفكار تسود فتصبح رؤية العالم

              الأسلوب :هو طريقة التعبير عن فكرة بواسطة اللغة وهو مجموعة من الوظائف الأسلوبية واللغوية المنتقاة من الرصيد المعجمي والصوتي والشكلي للغة , فالأسلوب هو فن نقل المعنى بشكل ملائم الاحتواء المعنى الانحرافي والخروج عن استعمال المألوف , المألوف هو لسان الكاتب و مواقفه ومشاعره وهو الرجل هو المعني.

              • المنهج الأسلوبي

                 

                المنهج الأسلوبي:

                مفهوم الأسلوب:

                لعل المعضلة الأكبر من تحديد معيار اللغة تعريف مفهوم الأسلوب، بل لعلها المعضلة الأكثر إثارة للجدل في دراسة اللغة. يصف بينفيست الأسلوب على "أنه مألوف بقدر ما هو مخادع، فمعظمنا يتحدث عنه برقة وحنان مع أن لدى القليل منا الاستعداد لتحديد معناه بدقة".‏

                وقد جرت محاولات عدة لتعريفه، فتدرّجت من رؤيته كوعاء للمعنى، مروراً بمطابقته مع شخصية المؤلف، وإنكاره جملة وتفصيلاً، ووصولاً إلى اعتباره خياراً لغوياً وظيفياً ومقرراً ومكوناً وجوهرياً للمعنى. وهذه أهم محاولات تعريف مفهوم الأسلوب.‏

                1/ الأسلوب كوعاء للمعنى:‏

                من أهم وجهات النظر القديمة الحديثة اعتبار الأسلوب وعاء لاحتواء المعنى المراد بداخله، فاللغة ثوب المعنى، والأسلوب زي هذا الثوب. يعبر الشاعر والناقد الإنجليزي الشهير دريدان" Dryden" عن هذه باعتبار الأسلوب..." فن خطابة، أو فن إلباس الفكرة وتزيينها". كما يشير الشاعر المعروف كوليريدج (Coleridge)‏

                إن هذا المعنى بقوله "إن الأسلوب ما هو إلا فن نقل المعنى بشكل ملائم وواضح أياً ما كان هذا المعنى..

                2/ الأسلوب كانحراف:‏

                ارتأى الشكلانيون ونقاد آخرون أن الأدب انحراف عن معيار اللغة، وقد نبذه معظم الأسلوبيين المعاصرين نذكر على سبيل المثال، ساندل (Sandel) الذي يوافق بيزلي (1969) (Paisely) في قوله إنه "من الصعب قبول أن يكون الأسلوب هو الطريقة اللاتقليدية وغير المعتادة في الاستعمال".‏

                 3/ الأسلوب كلسان حال صاحبه:‏

                قوام هذه الرؤية المعروفة للأسلوب أنها تطابق بين الأسلوب وصاحبه، من أنصارها المتشددين (ميدلتون مري) الذي يعتبر الأسلوب لسان حال الكاتب ومواقفه ومشاعره. إذ يقول (ويذيل): "الأسلوب خصيصة من خصائص اللغة تنقل بدقة عواطف وأفكار خاصة بالمؤول".‏

                في الواقع لا يسعنا إلا أن نقول إن هذا المفهوم للأسلوب أخفق في إقناع القراء لأنه مجحف. إذ كيف لنا أن نحكم على شخصية الكاتب بهذه الطريقة؟ فكم من كاتب تعارضت شخصيته تماماً مع صورة في عمله. وكم من كاتب تناول أعمالاً واتجاهات متناقضة أشد التناقض، ولكنهم لم يتهموا بانفصام الشخصية.‏

                4/ الأسلوب هو المعنى:‏

                رفض أصحاب هذا الرأي عن مفهوم الأسلوب فكرة الثنائيين بالفصل بين الشكل والمضمون، من قبل في عام (1857) قالها (فلوبيرت): "كالروح والجسد، الشكل والمضمون بالنسبة إلى شيء واحد". كما أن النقاد الجدد قد تبنوا هذه الفكرة برفضهم الفصل بين المعنى والمبنى وحسب أصحاب هذا الرأي، الأسلوب نتاج الدمج بين الشكل والمضمون، وأي تغيير في الأول يستدعي تغييراً في الثاني.‏

                5/ الأسلوب كاختيار مفهوم وظيفي:‏

                لم يستطع أي من المفاهيم السابقة عن الأسلوب إقناعنا، لذلك نحن بحاجة إلى مفهوم أكثر فائدة وشمولية ودقة ينفعنا في وضعه موضع التطبيق في دراستنا للنصوص الأدبية فيما بعد في هذا العمل. ولعل هذا متاح من خلال رؤية الأسلوب كاختيار أساسه نحوي /قواعدي ودلالي/ معجمي بشكل رئيسي. هذا وإن كثيراً من الأسلوبين المعاصرين يرونه هكذا بشكل أو بآخر. وحسب هذا المفهوم كل الخيارات اللغوية أسلوبية من حيث المبدأ، فلكل منها وظيفة (أو أكثر) تختلف من نص على آخر ومن سياق على آخر.‏

                ويعرّف كارتر الأسلوب بقوله: "يتأتى الأسلوب من التداخل المتزامن للتأثيرات (الأسلوبية) في عدد من مستويات اللغة". وهكذا يمكن إعطاء التعريف التالي الشامل والمبسط للأسلوب: "الأسلوب مجموعة الوظائف الأسلوبية/ اللغوية المنتقاة من المخزون القواعدي والمعجمي والصوتي والشكلي للغة العامة".‏

                ماهية الأسلوب والأسلوبية:‏

                الأسلوب والأسلوبية مصطلحان يكثر ترددهما في الدراسات الأدبية واللغوية الحديثة، وعلى نحو خالص في علوم النقد الأدبي والبلاغة وعلم اللغة.‏

                ودائرة المصطلح الأول أكثر سعة من دائرة المصطلح الثاني على المستويين الأفقي والرأسي. ونعني بالمستوى الأفقي، الاستخدام المتزامن للمصطلح في حقول متعددة متجاوزة أو متباعدة، وبالمستوى الرأسي، الاستخدام المتعاقب في فترات زمنية متتابعة داخل حقل واحد. فكلمة الأسلوب من حيث المعنى اللغوي العام يمكن أن تعني "النظام والقواعد العامة، حين نتحدث عن "أسلوب المعيشة" ويمكن أن تعني كذلك "الخصائص الفردية" حين نتحدث عن "أسلوب كاتب معين".‏

                وعن طريق هذين التصورين الكبيرين دخل استخدام مصطلح "الأسلوب" في الدراسات الكلاسيكية المعيارية التي تسعى إلى إيجاد المبادئ العامة لطبقة من طبقات الأسلوب، أو للتعبير في جنس أدبي معين.‏

                هذا الاتساع الأفقي في دلالة معنى "الأسلوب" يقابله مجال أكثر تحديداً في دلالة معنى "الأسلوبية"، حيث تكاد تقتصر في معناها على الدراسات الأدبية، وإن كان بعض الدارسين، مثل جورج مونان، يحاول أن يمتد بها نظرياً لتشمل مجالات مثل الفنون الجميلة والمعيار والموسيقى والرسم، مع أنه يعترف في الوقت ذاته أن الحقل الذي أخصبت فيه علمياً حتى الآن هو حقل الدراسات الأدبية.‏

                أما فيما يتصل بالمستوى الرأسي، الذي يقصد به التعاقب الزمني في حقل واحد ــ وهو حقل دراسات اللغة والأدب في حالتنا ــ فإن مصطلح "الأسلوب" سبق مصطلح "الأسلوبية" إلى الوجود والانتشار خلال فترة طويلة.

                : الأسلوبية

                هي العلم الذي يدرس الظواهر والوقائع التعبيرية واللغوية هي دراسة التعبير اللساني , إنها دراسة الخصائص اللغوية التي يتحول بها الخطاب عن سياقه الإخباري  الى وظيفته ليؤثر ويمتنع في آن واحد ، هي تبحث في كل ما يتعلق باللغة من أصوات وصيغ وكلمات وتراكيب ، انها تتخذ من لغة النص  وسيلة لفك رموز اللغة وتحليل جوانب الابداع والخصوصية فيها

                اتجاهات الأسلوبية

                تتنوع المدارس الأسلوبية وتتعدد، لكن يمكن رصد اتجاهين كبيرين في دراسة الأسلوب الحديث هما: الاتجاه الجماعي الوصفي، أو أسلوبية التعبير، والاتجاه الفردي، أو الأسلوبية التأصيلية، وسوف نحاول إعطاء فكرة عن كل من الاتجاهين.‏

                أولاً: الأسلوبية التعبيرية:‏

                يرتبط مصطلح الأسلوبية التعبيرية، وكذلك مصطلح الأسلوبية الوصفية، بعالم اللغة السويسري شارل بالي (1865 ــ 1947). تلميذ اللغوي الشهير "فرديناند دي سوسير" (1857 - 1913). وخليفته في كرسي الدراسات اللغوية بجامعة جنيف. ويعد بالي مؤسس الأسلوبية التعبيرية، وقد كان دي سوسير يرى أن اللغة خلق إنساني ونتاج للروح، وأنها اتصال ونظام رموز تحمل الأفكار، فجانب الفكر الفردي فيها ليس أقل جوهرية من جانب الجذور الجماعية.‏

                ومن ثم فإن الفرد والجماعة يسهمان في إعطاء قيمة تعبيرية متجددة للأسلوب، ولا يكتفيان بتلقي القيم الجمالية عن السابقين، وهذه النقطة الأخيرة هي التي حاول بالي التركيز عليها.‏

                فقد كانت البلاغة القديمة في هذا الصدد تلجأ إلى فكرة "قوائم القيمة الثابتة" التي تستند إلى كل شكل تعبيري "قيمة جمالية" محددة. ومن خلال هذا التصور كان يتم تقسيم التصور إلى "صور زيادة"، مثل الإيجاز والحذف والتلميح، والانطلاق من ذلك إلى تقسيم الأسلوب ذاته إلى طبقات: أسلوب سام، وأسلوب متوسط، وأسلوب مبتذل.‏

                لكن نظرية "القيمة الثابتة" تعرضت لألوان كثيرة من النقد، كان من أشهرها ما أشار إليه "رينيه ويليك" من أن "قيمة الأداة التعبيرية" تختلف من سياق إلى سياق، ومن جنس أدبي إلى جنس أدبي آخر. فحرف العطف "الواو" عندما يتكرر كثيراً في سياق قصة من قصص الكتاب المقدس، يعطي للتعبير معنى الاطراد، والوقار. لكن هذه الواو لو تكررت في قصيدة رومانتيكية فإنها قد تعطي مشاعر تعويق وإبطاء في وجه مشاعر ساخنة متدفقة.‏

                الأسلوبية البنائية:‏

                هي أكثر المذاهب الأسلوبية شيوعاً الآن، وعلى نحو خاص فيما يترجم إلى العربية أو يكتب فيها عن الأسلوبية الحديثة، وهي تعد امتداد لآراء سوسير الشهيرة، التي قامت على التفرقة بين ما يسمى اللغة وما يسمى الكلام. وقيمة هذه التفرقة تكمن في التنبه إلى وجود فرق بين دراسة الأسلوب بوصفه طاقة كامنة في اللغة بالقوة، يستطيع المؤلف استخراجها لتوجيهها إلى هدف معين، ودراسة الأسلوب الفعلي في ذاته، أي أن هناك فرقاً بين مستوى اللغة ومستوى النص، والبلاغة التقليدية لم تكن تعهد هذا التفريق وقد أخذ هذا التفريق أسماء ومصطلحات مختلفة في فروع المدرسة البنائية، فجاكوبسون يدعو إلى التفريق بين الثنائي (رمز ـ رسالة) وجيوم يطلق عليه (لغة ـ مقالة) أما يلمسليف فيجعل التقابل بين (نظام ـ نص)، ويتحول المصطلح عند تشومسكي إلى ثنائية بين (قدرة بالقوة ـ ناتج بالفعل) وهذه المصطلحات على اختلافها تشف عن مفهوم متقارب في دراسة اللغة والأسلوب، كان قد أطلق شرارته سوسير، وطوّره بالي، وأكمله البنائيون المعاصرون.

                ‏ ويركز جيوم على أثر هذه التفرقة في الأسلوب، حين يبين أن هناك فرقاً بين المعنى وفاعلية المعنى في النص، وأن كل رمز يمر بمرحلة القيم الاحتمالية على مستوى المعنى، ومرحلة القيمة المحددة المستحضرة على مستوى النص وقد تقود هذه المبالغة في هذا التحليل إلى القول بأن الرمز اللغوي لا يوجد له معنى قاموس، ولكن توجد له استعمالات سياقية.‏

                 

                 

                أما رومان ياكبسون فقد ركز في تحليله للثنائي (رمز ــ رسالة) على الجزء الثاني منهما ــ دون أن يهمل الأول ــ لأنه يعتقد أن الرسالة هي التجسيد الفعلي للمزج بين أطراف هذا الثنائي، وهو مزج عبر عنه ياكبسون حين تسمى إحدى دراساته حول هذه القضية: "قواعد الشعر وشعر القواعد" وهو يعني بقواعد الشعر دراسته الوسائل التعبيرية الشعرية في اللغة، وبشعر القواعد دراسة الفعالية الناتجة من وضع هذه الوسائل موضع التطبيق.‏

                ثانياً: الأسلوبية التأصيلية:‏

                إذا كانت السمة العامة للأسلوبية التعبيرية الوصفية هي طرح السؤال: "كيف" حول النص المدروس، فإن الأسلوبية التأصيلية تهتم بأسئلة أخرى مثل "من أين" و"لماذا" وهذا اللون من التساؤل يقود الباحث بحسب اتجاه المدرسة التي ينتمي إليها، وبحسب لون اهتماماتنا التاريخية أو الاجتماعية أو النفسية أو الأدبية..‏

                ويمكن أن نقف سريعاً أمام اتجاهين من اتجاهات المدرسة التأصيلية:‏

                الأسلوبية النفسية الاجتماعية:‏

                في سنة 1959 كتب الباحث الفرنسي" هنري مورير "كتاباً عن سيكولوجية الأسلوب".

                طرح فيه نظريته الخاصة التي حاول من خلالها استكشاف ما أسماه "رؤية المؤلف الخاصة للعالم" من خلال أسلوبه. واكتشاف هذه الرؤية يقوم على أن هناك خمسة تيارات كبرى تتحرك داخل "الأنا العميقة". وأن هذه التيارات ذات أنماط مختلفة. والتيارات الخمسة الكبرى هي: القوة والإيقاع والرغبة والحكم والتلاحم، وهي الأنماط التي تشكل نظام "الذات الداخلية".‏

                وقد يظهر كل نمط منها في شكل إيجابي أو سلبي، فالقوة قد تكون قاعدتها الشدّة أو الضعف، والإيقاع قد يكون متسقا أو ناشزاً، والرغبة قد تكون صريحة أو مكبوتة، والالتحام قد يكون واثقاً أو متردداً، والحكم قد يكون متفائلاً أو متشائماً.‏

                5 ـ الأسلوبية الأدبية:‏

                تعدّد الأسلوبية الأدبية أخصب ما تفرع عن فكرة "الأسلوبية التأصيلية" أكثرها في تاريخ "التعبير" في القرن العشرين، ونبه كارل فسلر في أوائل القرن إلى ضرورة بالغة بالاهتمام في التاريخ الأدبي: "لكي ندرس التاريخ الأدبي لعصر ما، فإنه ينبغي على الأقل الاهتمام بالتحليل اللغوي بنفس القدر الذي يهتم فيه بتحليل الاتجاهات السياسية والاجتماعية والدينية لبيئة النص".

                 ولكن الذي طور هذا الاتجاه وحوله إلى نظرية متكاملة في النقد اللغوي أو الأسلوبية الأدبية هو العالم النمساوي ليو سبيتزر وقد ألف كتاب اللسانيات واللغة التاريخية قد عرض فيه للمنهج الذي اتبعه هو في دراسة سرفانتس، وفيدر، وديدرو، وكلوديل. وتتلخص خطوات المنهج عند سبيتزر في النقاط التالية:‏

                1 ــ المنهج ينبع من الإنتاج وليس من مبادئ مسبقة. وكل عمل أدبي فهو مستقل بذاته كما قال برجسون.‏

                2 ــ الإنتاج كل متكامل، وروح المؤلف هي المحور الشمسي الذي تدور حوله بقية كواكب العمل ونجومه، ولابد من البحث عن التلاحم الداخلي.‏

                3 ــ ينبغي أن تقودنا التفاصيل إلى المحور "الأدبي"، ومن المحور نستطيع أن نرى من جديد التفاصيل، ويمكن أن نجد مفتاح العمل، كله في واحدة من التفاصيل.‏

                4 ــ الدراسة الأسلوبية ينبغي أن تكون نقطة البدء فيها لغوية، ولكن يمكن لجوانب أخرى من الدراسة أن تكون نقطة البدء فيها مختلفة: "إن دماء الخلق الشعري واحدة، ولكننا يمكن أن نتناولها بدءاً من المنابع اللغوية، أو من الأفكار، أو من العقدة، أو من التشكيل". ومن خلال هذه النقطة وضع سبيتزر طريقاً بين اللغة وتاريخ الأدب.‏

                5 ــ النقد الأسلوبي ينبغي أن يكون نقداً تعاطفياً بالمعنى العام للمصطلح، لأن العمل كل متكامل وينبغي التقاطه في "كليته" وفي جزئياته الداخلية. لقد كان هذا المنهج التفصيلي الذي أورده سبيتزر في كتابه ذا أثر كبير في إخصاب النقد الأدبي وتخليصه من بعض الآثار السلبية للاتجاه الوضعي الذي كان لانسون يمثل قمّته في بدايات هذا القرن، وارتكزت في النقد الأدبي مبادئ لم تكن شائعة من قبل.‏

                أ ــ النقد الأدبي ينبغي أن يكون داخلياً، وأن يأخذ نقطة ارتكازه في محور العمل الأدبي لا خارجه.‏

                ب ــ أن جوهر النص يوجد في روح مؤلفه، وليس في الظروف المادية الخارجية.‏

                ج ــ على العمل الأدبي أن يمدّنا بمعاييره الخاصة لتحليله، وأن المبادئ المسبقة عند النقاد الذهنيين ليست إلا تجريدات تعسفية.‏

                د ــ أن اللغة تعكس شخصية المؤلف، وتظل غير منفصلة عن بقية الوسائل الفنية الأخرى التي يملكها.‏

                هـ ــ أن العمل الأدبي بوصفه حالة ذهنية لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال الحدس والتعاطف.‏

                6 ــ الأسلوبية اللغوية:‏

                يهتم هذا المنهج بشكل رئيسي بالوصف اللغوي للسمات الأسلوبية إنها بهذا المعنى الشكل الصرف للأسلوبية. يستهدف مؤيدوها الإفادة من بحث اللغة والأسلوب الأدبيين في إصلاح طرائق تحليلهم للغة، وذلك لتحقيق تقدم في تطوير نظرية اللسانية.‏

                وعليه فقد كان الوصف اللغوي للسمات الأسلوبية هدفاً للتحليل الأسلوبي الذي اعتمده من يسمون بالأسلوبيين التوليديين أمثال: أومان وثورن، كما ظهر في الحقبة نفسها (أي بين الخمسينيات وأوائل السبعينيات) فئة أخرى من الأسلوبين اللغويين المعروفين بالأسلوبيين الحسابيين، منهم ما يليك (1967) الذي قام بدراسة حسابية بالكومبيوتر لأسلوب جاناثان سويفت، وجيبسون (1966) و(دراسته الإحصائية لأساليب النثر الأمريكي)، وأومان أيضاً (1962) و(دراسته لأسلوب جورج برنارد شو)

                7 ـ الأسلوبية اللغوية المعاصرة:‏

                من بين الأشكال الحديثة الأسلوبية اللغوية دراستان قامت بهما بيرتون للحوار الدرامي (1980) وبانفيلد للخطاب الروائي‏

                (1982) على الرغم من أن طريقة بلومفيلد المعتمدة على القواعد التوليدية للجمل الروائية أكثر تطوّراً ودقّة من سابقاتها، فهي في حقيقة الأمر عودة إلى طريقة الأسلوبية التوليدية، لأنها تركز بشكل صرف على الصيغ اللغوية للجمل الروائية لا أكثر ولا أقل.

                أسلوبيات أخرى :

                الأسلوبية الصوتية : تهتم بالأصوات والأنغام وعلاقة الصوت بالمعنى

                الأسلوبية الوظيفية : تهتم بالانحراف والعدول والانزياح

                الأسلوبية الإحصائية : تقوم على إحصاء الظواهر اللغوية ودراسة التعبير لحذف الكلمات والجمل التي تعبر عن حدث والتعبير بالوصف ،والكلمات التي تعبر عن صفة و إحصاء وتفسير الظواهر .

                الأسلوبية النحوية : تهتم بدراسة الترابط والانسجام والعلاقات الداخلية للنص ''الروابط والتراكيب '

                المحاسن والمساوئ:‏

                محاسن المنهج الأسلوبي:

                ــ تقدم الأسلوبية طرائق علمية ومنظمة في تحليل اللغة ووصفها. ويعدّ هذا إسهاماً جيّداً في تطوير مداركنا ومعرفتنا للغة، خاصة بالنسبة للقراء والطلبة الأجانب.‏

                ــ تزودنا بمعايير يعول عليها في وضع أيدينا على السمات الأسلوبية الهامة في النصوص .

                ــ تقدم الأسلوبية فرصة للسانيين والقراء والطلبة للاضطلاع باكتشافات جديدة في التحليلات اللغوية التي تسهم بدورها في تطوير نظرية اللسانية، وقد يمكن اعتبار الأسلوبية اللغوية خطوة أولية في "دراسة بنيوية وأدبية وتاريخية أوسع لنص لغوي ما"، كما يشير بينيفست

                عيوب هذا المنهج:‏

                -شحه في الإسهام في التحليل الأدبي إسهاماً كبيراً. إذ يقوم بإعطاء قدر من التحليل، لكنه قدر غير كاف، بل أقل أهمية من القدر الأكبر الأساسي منه، وهو الوظائف الأسلوبية وعلاقتها بالمعنى وتأثيرها عليه.‏

                - "اللسانية غير كافية وحدها في التحليل الأدبي، والمحلل الأدبي ــ لا اللساني ــ هو وحده الذي يحدد مكان اللسانية في الدراسة الأدبية

                - لا تهتم الأسلوبية اللغوية بالتأويل، ولا تتخذه كغاية من غاياتها. بل غايتها القصوى تقديم وصف لغوي دقيق لنص ما. على الرغم من أن الوصف وجه من وجوه التأويل فإنه ليس تأويلاً. بل هو تمهيد وأرضية أساسية ينطلق منها التأويل.‏

                مستويات التحليل الأسلوبي :

                المستوى الصرفي : يدرس مظاهر إتقان الصوت ومصادر الإيقاع فيه ويبحث عن النغم والتعبير والتكرار والوزن والتوازي ....، وكل ما يتعلق بظاهرة الصوت ''ظواهر صوتية متكررة ''

                المستوى المعجمي الدلالي :يدرس طريقة توظيف الألفاظ وأنواعها وطبيعتها والانزياحات الموجودة في المعنى والحقول الدلالية ...

                المستوى النحوي التركيبي : يدرس الروابط الزمانية والمكانية والصوتية وأنواع الجمل والتراكيب وطرائقها فأنتجت الجمل الاسمية والفعلية ،الطول والقصر ،مكونات الجملة ....

                المستوى البلاغي : يدرس أنواع الأساليب والحقيقة والمجاز ومختلف أنواع الصور الفنية والرمز والأسطورة ..

                مقولات الأسلوبية : تنطلق الأسلوبية من ثلاث مقولات ،التركيب ، الاختيار والانزياح

                الاختيار : لغة النص مميزة ومختارة بدقة غايتها أحداث الأثر ،يقول جوزيف ميشال شريم ''إن الكتابة إجمالا والكتابة الشعرية خاصة  هي نوع من الاختيار'' ويقول نعوم تشومسكي من الاختيارات للكلمات داخل الجملة

                التركيب : إن تركيب النص الإبداعي يكون خاصا وجديدا غير مألوف عند المتلقي ليثير ويدهش ويخلق توتر لدى القارئ يقول جون كوهن ''لا يتحقق الشعر إلا بقدر تأمل اللغة وإعادة خلقها مع كل خطوة ''،إذ إن لكل مبدع طريقة خاصة في توظيف اللغة وتركيب الجمل

                الانزياح : أو الانحراف وهو الخروج عن الاستعمال المألوف للغة وتجاوز الدرجة صفر للكتابة يرى بول فاليري أن الأسلوب هو ''انحراف عن قانون النحو وهذا ما يؤكده مصطفى ناصف بأنه انحراف عن الأسلوب الواضح الدقيق

                بين البلاغة والأسلوبية :تعد الأسلوبية امتدادا للبلاغة ونفي لها في آن واحد معا ، لكن:

                ü                     البلاغة معياري يهدف إلى تعليم مادته موضوعه بلاغة البيان ،يتميز بإحكامه التقييمية بينما تنفي الأسلوبية عن نفسها المعيارية وإرسال الأحكام التقييمية وهي لا تسعى إلى غاية تعليمية .

                ü                     البلاغة تحكم بمقتضى أنماط مسبقة وقواعد جاهزة بينما تلتزم الأسلوبية بتشخيص الظاهرة ووصفها وتفسيرها .

                ü                     تهدف البلاغة إلى خلق الإبداع بوصاياها التقييمية،  بينما تسعى الأسلوبية إلى تعليم الظواهر بعد أن تقرر ودها .

                ü                     اعتمدت البلاغة فصل الشكل عن المضمون بينما ترفض الأسلوبية مبدأ الفصل بين الدال والمدلول .

                ü                     تنظر البلاغة إلى الصورة نظرة منطقية فيما تتعامل الأسلوبية مع الصورة من منظور جمالي وظيفي

                أهم الدراسات العربية الأسلوبية :

                عرف النقد العربي الحديث والمعاصر المنهج الأسلوبي منذ بدايات القرن 20 على يد احمد الشايب في كتابه الأسلوب   ثم توسعت الدراسات البحوث مع كل من :

                ü                     عدنان بن ذريل، النص والأسلوبية

                ü                     عبد السلام المسدي ، الأسلوبية والأسلوب

                ü                     صلاح فضل ،علم الأسلوب مبادئه وإجراءاته   

                ü                     محمد عبد المطلب ، البلاغة والأسلوبية  

                ü                     نور الدين السد ، الأسلوبية وتحليل الخطاب   

                ü                     موسى ربابعة ، الأسلوبية مفاهيمها  وتحليلها

                ü                     منذر عياشي، الأسلوبية دراسته اللغوية الإحصائية  

                ü                     محمد الهادي الطرابلسي  ، الشوقيات دراسة أسلوبية   

                ü                     إدريس قصوري ، أسلوبية الرواية زقاق المدق لنجيب محفوظ،

                ü                     حسن ناظم البني ـــ الأسلوبية في أنشودة المطر ،

                في الجانب النظري :

                --الأسلوبية والأسلوب : لعبد السلام المسدي (1982) وتناول هذا الكتاب :

                ü                     -الأشكال وأسس البناء

                ü                     -العلم وموضوعه

                ü                     -مصادرة المخاطب

                ü                     -مصادرة الخطاب

                ü                     -العلاقة والإجراء

                ü                     -الملاحق والفهارس

                --البلاغة والأسلوبية : لمحمد عبد المطلب (1994) وتناول :

                ü                     -مفهوم الأسلوب في تراث القدامى

                ü                     -الأسلوب في تراث المحدثين

                ü                     -الأسلوبية نظرة تاريخية

                ü                     -علم الأسلوب واتجاهاته وآلياته

                ü                     -البلاغة والأسلوبية

                في الجانب التطبيقي :

                ü                     الأسلوبية دراسة لغوية اصطلاحية لسعد مصلوح 1982:

                ü                     طعن هذا الكتاب المنهج اللساني الذي يعني بالظاهرة اللغوية واشتغل على الأسلوب الروائي بأداة إحصائية فاستخدم النسبة بين الصفات والافعال في النصوص لتشخيص الأساليب بين  العلاقة وبين الكاتب والقارئ وكشف الأبعاد الدرامية

                ü                     البنى الأسلوبية في أنشودة المطر للسياب للدكتور حسن ناظم  :

                ü                     وضمت هذه الدراسة مدخل نظري لدرس الأسلوبي الحديث ثم ثلاثة فصول تطبيقية .



                 

                • المنهج السيميائي

                  المنهج السيميائي :

                  إشكالية المصطلح: 
                  إن قضية المصطلح من القضايا الشائكة التي تُطرح في ميدان السيميائيات، إذ ما زال هذا المصطلح يعاني الفوضى والاضطراب. ويعد المصطلح المُسَمِّي لمفهوم السيميائيات واحدا من النماذج البارزة على هذا الاضطراب. إذ نُلْفي كثيرا من الدارسين يستعملون مصطلحيِ "السيميوطيقا" و"السيميولوجيا" على سبيل الترادُف. كما أن أغلب الباحثين العرب يستخدمون مصطلحات "السيميوطيقا" و"السيميولوجيا" و"السيميائيات" على أنها أسامٍ دالة على معنى واحد. 
                  ومع تنامي الوعي بأهمية المصطلح وتزايد الإحساس بضرورة ضبطه وتوحيده، وجدنا عددا من الباحثين ينتبهون إلى الفروق الموجودة بين المصطلحات التي كان يُظَنُّ أنها من قَبيل الترادف. وبناء على هذا الأمر، التفت بعض الدارسين إلى التمييز بين مصطلحي "السيميولوجيا" و"السيميوطيقا"؛ مثلما فعل جون دوبوا . وعمد آخرون إلى التفريق بين "السيميوطيقا" و"السيميولوجيا" و"السيميائيات"، ومنهم غريماص الذي أفرد - في معجمه الشهير الذي ألفه رفقة جوزيف كورتيس – لكل مصطلح من هذه المصطلحات حيزا خاصا.

                  مفهوم السيميائيات:

                   إن كلمة "سيميولوجيا" (Sémiologie) أو "سيميوطيقا" (Sémiotique) مشتقة من الأصل اليوناني (Semeîon) كما يشير إلى ذلك سيوسير في محاضراته. ومن الناحية التركيبية، فهي منحوتة من مفردتين؛ أولاهما (Semeîon) التي تعني (علامة)، وثانيتهما (Logos) التي تفيد معنى (العلم) أو (المعرفة). 
                  تُجْمع عدة كتابات ومعاجم لغوية وسيميائية على أن السيميائيات هي ذلك العلم الذي يُعْنَى بدراسة العلامات. وبهذا عرفها فردينانددوسوسير ، وجورج مونان ، وكريستيان ميتز ، وتزفيتان تودوروف ، وجوليان غريماص ، وجون دوبوا ، ورولان بارث ، وآخرون. ويبدو أن تعريف مونان أوفى هذه التعريفات وأجودها، إذ يحدد السيميولوجيا بأنها :

                  "العلم العام الذي يدرس كل أنساق العلامات (أو الرموز) التي بفضلها يتحقق التواصل بين الناس" . وانطلاقا من هذا التعريف، يمكن أن نستخلص أموراً ثلاثة كالتالي: 
                   إن السيميولوجيا علم من العلوم، يخضع لضوابط ونواميسَ معينة كما هو الشأن بالنسبة إلى العلوم الأخرى. وهذا ما تنص عليه الكثير من التعاريف (سوسير – تودوروف – بارث...). ولكن ثمة تعريفات وآراء أخرى تنظر إلى السيميولوجيا باعتبارها منهجا من المناهج، أو وسيلة من وسائل البحث. بحيث يشير مونان في موضع آخر إلى أن السيميولوجيا "وسيلة عمل" (Instrument de travail)  ، أي منهج من مناهج البحث.

                  ومن هنا، نقف على شيء من الخلط في كلام مونان؛ فهو تارة يذكر السيميولوجيا على أنها علم عام يدرس العلامات المختلفة، وتارة يذكرها بوصفها منهجا بحْثيا. ونجد هذا الخلط بارزا عند بعض الدارسين العرب الذين يعرّفون السيميولوجيا بأنها علم أو دراسة (أي منهج) في الآن نفسه. يقول صاحبا (دليل الناقد الأدبي) مثلا : "السيميولوجيا (السيميوطيقا)، لدى دارسيها، تعني علم أو دراسة العلامات (الإشارات) دراسة منظمة منتظمة".

                  والسيميوطيقا عند شارلز ساندرس بيرس (Charles Sanders Peirce) "نظرية شبه ضرورية أو شكلية للعلامات"إذاً، فنحن أمام ثلاثة آراء؛ رأي يعتبر السيميائيات علما، وثان يجعلها منهاجا، وثالث يتخذها نظرية عام

                  هي علم العلامات يدرس الانظمة وهي ذلك العلم الذي يبحث في انظمة العلامات سواء كانت لغوية ام أيقونية ام حركية فهي علم يدرس انظمة اللغات او انظمة العلامات اللغوية والاشارات والرموز ويدرس جميع السلوكات والانظمة  التواصلية اذا كانت اللسانيات تدرس الانظمة اللغوية فان السيملوجيا تبحث في العلامات اللغوية وغير اللغوية  الناشئة في احظان المجتمع يقول دوسسير ( اللغة نظام علامات يعبر عن أفكار).

                  إن السيميولوجيا تدرس العلامات وأنساقها، سواء كانت هذه العلامات لسانية أم غير لسانية. يقول لويس برييطو (Luis J. Prieto) إن السيميولوجيا هي "العلم الذي يبحث في أنظمة العلامات أيّاً كان مصدرها لغويا أم سَنَنيا أم مؤشريا". وسنقف في المبحث الموالي عند العلامة وأنماطها بإفاضة. 
                   إن للعلامات أهمية كبرى، تتجلى في كونها تحقق التواصل بين الناس في المجتمع. يقول كولن شيرّي (Colin Cherry) : "لا يوجد تواصل بدون نسق مكوَّن من دلائل"، ذلك بأن التواصل الإنساني –في جوهره- إنما هو "تبادل الدلائل (أو العلامات) بين بني البشر" كما يقول السيميائي الإيطالي روسّي-لاندي (F. Rossi-Landi) في كتابه (Linguistics and Economics). ونظرا إلى أهمية التواصل هذه، فقد نشأ في مجال السيميائيات اتجاه يعنى بالتواصل والإبلاغ. .

                  الأنساق الدلالية:  تهتم السيميائيات بدراسة الأنساق الدلالية؛ أي مجموع العلامات التي تنسج فيما بينها شبكة من العلاقات الاختلافية والتعارضية حتى تضطلع بتأدية وظائف دلالية متميزة بين مرسل ومتلق. ويقسم روسي –لاندي هذه الأنساق إلى قسمين كبيرين، هما : 
                  أ) أنساق دلالية طبيعية: وهي تلك الأنساق التي توجد في الطبيعة. وتتسم بكونها غير مؤسسية، إلا أن الإنسان وظفها داخل مملكة العلامات؛ أي إنه أسند إليها دلالات مخصوصة. 
                  ب) أنساق دلالية اجتماعية: وهي تلك التي تمتاز بكونها مؤسسية؛ أي قائمة على نوع من المواضعة الاجتماعية، لأنها من نَتاج عمل الإنسان. وقد قسمها روسي-لاندي إلى صنفين، هما : 

                  أنساق دلالية اجتماعية لفظية: ويعرفها الرجل بأنها "تلك الأنساق التي لها لغات ولها خصوصياتها المتنوعة وإعدادات مثل الأنواع السننية. وتقوم هذه الأنواع السننية على التمييزات التي يحدثها الإنسان في مادة الصوت". 
                  أنساق دلالية اجتماعية غير لفظية: ويعرفها بقوله: "تلك الأنساق التي لا تستعمل أنواعا سَننية قائمة على أصوات متلفَّظ بها، ولكنها تستعمل أنواعا سننية قائمة على أنماط أخرى من الأشياء.

                  نشأة السيميائية:

                  تعد السيميائيات تخصصا معرفيا حديثا بالمقارنة مع غيره من التخصصات، "ولم تظهر ملامحها المنهجية إلا مع بداية القرن العشرين". وقد كانت "نشأتها مزدوجة؛ نشأة أوربية مع دي سوسير، ونشأة أمريكية مع بيرس".
                  يرى بعض الدارسين أن السيميائيات قد انطلقت مع سوسير الذي تنبأ في محاضراته بولادة علم جديد يعنى بدراسة العلامات. يقول الدكتور محمد السرغيني: "لقد رأت السيميولوجيا النور على يد سوسير الذي اعتبرها علما أرحبَ دلالةً من علم الألسُنية..."
                  وقد أشار دوسوسير –بالفعل- في أحد دروسه إلى إمكان قيام علم جديد يعالج حياة العلامات في كنف المجتمع.

                   يقول : "يمكننا أن نتصور علما يدرس حياة العلامات داخل الحياة الاجتماعية، علما سيشكل فرعا من علم النفس الاجتماعي، ومن ثم فرعا من علم النفس العام. وسوف نطلق على هذا العلم اسم "سيميولوجيا" (من الكلمة الإغريقية "Semeîon" بمعنى "العلامة"). ومن شأن هذا العلم أن يُطْلِعَنا على وظيفة هذه العلامات، وعلى القوانين التي تحكمها. ومادام هذا العلم لم يوجد بعدُ، فلا نستطيع أن نتكهن بمستقبله. إلا أن له الحق في الوجود، وموقعه محدد سلفا".
                  وفي الوقت الذي تنبأ فيه سوسير بأن علما للعلامات سيوجد مستقبلا، كان معاصرُه بيرس منشغلا بإبراز معالم هذا العلم وصُواه العامة دون أن تكون له معرفة مسبَّقة بما تنبأ به دي سوسير.

                  *مفهوم العلامة :

                  هي الدليل هي الاشارة هي الدلالات هي الأثر هي الشامة هي أمارة وهي ذلك الكل المركب من الدال والمدلول انها وحدة نفسية ذات وجهين مرتبطين ارتباطا وثيقا ويتطلب احدهما الأخر وبجمعهما يتكون المعنى اللغوي ، والعلامات لغوية لفظية مثل ماهو في لغة الشعر الرواية ... وغير لفظية مثل ماهو الحال في الازاية ،الاطعمة ، الاشربة ، الاشهار  علامات المرور ،الفنون الحركية والبصرية والسيميائية

                  *ملاحظة :

                  أهمل دوسويسر المرجع أو المشار إليه وجعل علاقة الدال بالمدلول اعتباطية إلا أن النقاد الذين تبعوه أكدوا على هذا المرجع نظرا لتنوع الدلالات بتنوع المعارف ألفاظ ،آثار الرموز ....

                  *جهود بيرس : إذا كان دي سوسير ينطلق في تصويره لعلم السمياء من خلفية لسانية لغوية فان تصور بيرس يقوم أساس على المنطق والفلسفة انه منطلق علاقات يدرس البنيات المحمولة ( الموضوع المحمول ) أي وجود موضوع يكمن دوره في تعين الشيء المحدث عنه ،يحتوي على محمول يعبر عن خاصية هذا الشيء ،ولقد وسع بيرس مجال العلامة لتشمل كل ما هو لغوي وغير لغوي

                  *تقسيمات الدليل عند بيرس :

                  ü                     الممثل وهو الدليل باعتباره دليل

                  ü                     -الموضوع وهو ما يعنيه الدليل يحيل على موضوعه

                  ü                     -المؤول وهو ما يجعل الدليل يحيل على موضوعه

                  بين دي سويسر وبيرس :

                  الدال عند دي سويسر يقابله الممثل والعلامة عند بيرس والمدلول عند دي سويسر يقابله الموضوع عند بيرس ويتجاوز بيرس المقولة السويسرية من خلال مصطلح التعبير أو المؤول إذ لا وجود لهما في الطرح السويسري.

                  علاقة الدال بالمدلول عند بيرس :

                  1/ الإشارة : وتكون العلاقة فيها بين الدال والمدلول تجاورية ذات طابع بصري (مثل السهم او حركة الأصبع)

                  2/ الأيقونة : وتكون العلاقة فيها بين الدال والمدلول هي علاقة تشابه فالأيقونة صورة تحيل الى المتصور (الصور الفوتوغرافية ،الخرائط، علامات المرور ...)

                  3/ الرمز: وتكون العلاقة هنا عرفية غير معللة فلا هي علاقة تشابه ولا علاقة تجاوز

                  *حقول السيميولوجيا :

                  ü                     -الشعر :جاكبسون ، كريسيفا ، جينيت، ريفاتير

                  ü                     -القصة والرواية : غريماس ،بارث ، تودوروف، هامون، بريموند

                  ü                     -الاسطورة: فلاديمير بروب

                  ü                     -السينما: يوري لويتمان، ميتز

                  ü                     -المسرح: هيبلو، كيراليم

                  ü                     -الإشهار: بارث ،جورج بينيتو

                  ü                     -الأزياء والموضة والأطعمة والأشربة :رولان بارث

                  ü                     -التشكيل والرسم : موكاروفسكي ،هوبيرت دافنشي

                  ü                     -الثقافة: امبرتو إيكو ،إيفانوف

                  تجاهات السيميولوجيا :

                  1/ المدرسة الامريكية : وهي منبثقة من بيرس ومثلها موريس كارنابسيفو

                  2/المدرسة الفرنسية و الأوربية : وهي منبثقة عن دي سويسر ومثلها رولان بارث وجورج مونان وعلى الكل يمكن أن نقول بأن الاتجاه الفرنسي الأوروبي اتجه اتجاهات هي :

                  ü                     -سيميولوجية التواصل:  ومثلها جورج مونان

                  ü                     -سيميولوجيا الدلالة:  مثلها بارث،  غريماس ، كريستيفا

                  ü                     -سيميولوجيا الثقافة : ومثلها لويتمان،  ايفانون ، أمبرتو ايكو

                  خصائص المنهج السيميائي: 
                  بالرغم من تعدد جوانب المنهج السيميائي واتساع أصوله وفصوله، إلا أنه يحتفظ بخصائصَ ومميزاتٍ عامة تحكم مختلف عناصره، وتطْبع سائر أدواته الإجرائية والمِنهاجية. ويمكن أن نوجز خصائص هذا المنهاج في النقط الآتية: 
                  * إنه منهج داخلي محايِث (Immanent) : أي يركز على داخل النص، ويهدف –بالأساس- إلى بيان شبكة العلاقات القائمة بين عناصر الدال من حروف وكلمات وعبارات. وذلك من منطلق أن العلاقة التي تقوم بين العمل الأدبي ومحيطه الخارجي لا ترقى إلى مستوى تأسيس معنى عميق للنص. 
                  ويرى لويس بانيي (L. Panier) أن المحايثة –باعتبارها مبدأً- طريقة في التحليل يُؤْتَى بها لمراعاة انقسام النص إلى محتوىً (معنى) وتعبيرٍ (مبنى). والواقع أن هذا المبدأَ مستخلصٌ من الدراسات اللسانية، إذ تحدث سوسير عن مبدإ الاستقلالية، ووظف هلمسليف في أبحاثه مبدأ المحايثة. على اعتبار أن موضوع اللسانيات هو الشكل، لذلك لا حاجة إلى الاستعانة بما لا يرتبط بالشكل؛ ومن ثم وجب إقصاء كل واقعة "خارج لسانية"، لما له من انعكاس سَلبي على تجانس الوصف اللغوي. 
                  ويبدو أن مبدأ المحايثة في غاية الوضوح والبساطة، بيد أنه يثير إشكالات نظرية ونقدية عدة. من ذلك ما يثيره من إشكالات مرتبطة بمكان وجوده؛ إذ لم يقمِ الاتفاقُ حول ما إذا كانت المحايثة موجودة داخل البنيات النصية، أم إنها لا تتعدى الوجود الذهني النظري... إن الأمر –حسب غريماص- شبيه بالإشكال المتعلق بمبدإ "الديالكتيك"؛ إذ إنه بالرغم من التسليم بوجود هذا المبدإ، يظل السؤال واردا حول فضاء وجوده: هل يقع داخل الأشياء أم داخل الأذهان؟ 
                  إنه منهج بنيوي: ذلك بأنه يستمد الكثير من مبادئه وعناصره من المنهج البنيوي اللساني. يقول صاحبا "دليل الناقد الأدبي": "إن التحليل السيميولوجي تَبَنى الإجراءات والمنهجية البنيوية التي أرْساهاسوسير". ويظهر هذا –بجلاء- من خلال استقراء بعض المصطلحات الفاعلة في التحليل السيميائي، مثل : البنية (Structure)، والمستوى السطحي (Le niveau de surface)، والمستوى العميق (Le niveau de profond)، والنسق (Système)، والعلاقات (Relations)... وهذه كلها مصطلحات ازدهرت مع النقد البنيوي الذي يوصي بالاهتمام بداخليات النص. 
                   إنه متميز الموضوع :

                  فإذا كانت اللسانيات تعنى بالقدرة الجُمْلية؛ أي بتوليد الجملة بوصفها أكبر وحدة لغوية، فإن السيميائيات –وخاصة السردية (S. Narrative) – تهتم بالقدرة الخَطابية؛ أي ببناء الخطاب (Discours) وتنظيمه... ولعل هذا ما دفع بعض الدارسين إلى وسْم السيميائيات بصفة "النصي

                  وصفوة القول:إن السيميائية

                  • منهج محايث: يبحث في الشروط الداخلية  وتوليد المعنى ،يهمل العلاقات الخارجية والسوسيرية تاريخية
                  • منهج بنيوي في أساسه يهتم بالبنية العميقة والنظام والعلاقات المتشكلة
                  • منهج نصي يهتم بالخطاب وكيفية توليد النصوص
                  • منهج يهتم بالقراءة والتأويل الذاتي
                  • منهج أبطل سلطة المؤلف والتاريخ والمجتمع
                  • منهج يرى في النص صدى النصوص أخرى يحاورها ويولدها ويتولد منها
                  • منهج نبذ فكرة انغلاق النص ( فالنص مفتوح غير كامل ولا مكتف)
                  • منهج يؤمن بالسياق الواقعي الذي لا يمحوه سياق الخيال .

                  عيوب المنهج السيميائي:
                  لم تَسْلَم السيميائيات من عيوبٍ ومآخذَ، شأنها في ذلك شأن سائر المناهج النقدية. وقد عرض تودوروف ودوكروا في معجميهما المشترَك أبرز المآخذ والانتقادات الموجهة إلى التحليل السيميائي. 
                  ينظر المتحمسون للسيميائيات إليها باعتبارها "علمَ العلوم". لكن دارسين آخرين ينظرون إليها نظرة مخالِفة. إذْ عدها بارث علما غيرَ كافٍ، وأكد تودوروف أنها ماتزال في طور تأسيس أصولها المعرفية على أرضية ثابتة، وأنه –رغم كل ما بذل من مجهود- لا يمكن الحديث عن بناء علمي متكامل. بل إن السيميائيات "تظل مجموعة من الاقتراحات أكثر منها كيانا معرفيا قائما على أساس متين". 

                   وفي السياق نفسِه ، يرى مارسيلو داسكال (Marcelo Dascal) أن السيميائيات ما تزال في مرحلتها الطفولية ولم تتحول بعدُ إلى علم قائمٍ على تجانُس منهجي ومعرفي، حيث يقول: "إن السيميولوجيا ما تزال في مرحلة ما قبل الأنموذج من تطورها كعلم"

                  .ومن المآخذ المسجلة على السيميائيات أنها غيرُ مستقلة بذاتها، بل متوقفة –في وجودها- على عدة علوم؛ وخاصة اللسانيات التي حاصرتْها من كل جهة، وهيمنت على إوالياتها الإجرائية.

                  واعتبر بعضُهم التحليل السيميائي خليطا من علوم اللغة والنحو والبلاغة. وسبق لسوسير أن أكد انْبِناءالسيميولوجيا على أساسيات علم النفس الاجتماعي...إلخ 
                  عِلاوة على هذا النقد الموجه إلى المنهج السيميائي من الناحية النظرية، هناك انتقادات أخرى توجه إليه من الجانب التطبيقي. ومن ذلك أنه مغْرق في التجريد والمنطق، خاصة مع مفهوم "المربع السيميائي (Carré sémiotique).
                  كما أن جل الدراسات السيميائية تنهج نهجا شكلانيا مستبعدا المحددات الاجتماعية والثقافية وغيرَها. وعليه، تقترب هذه الدراسات جدا من المقاربة البنيوية، خاصة وأنها كثيرا ما تستخدم المصطلحات السوسيرية نفسَها. 
                  إن المنهج السيميائي طُبق –بكثرةٍ- في دراسة العلامات البسيطة، في حين إن العلامات متوقفة عند تفسير العلامات البسيطة. والحال أن العلامات التي تتوفر فيها درجة عالية من الفن والجمال هي في كثير من الأحيان، وخصوصا في الأقاويل الشعرية واللوحات والأفلام والفيديوات.

                   وعلى العموم في الأنساق المتعددة الوسائط، ذات تركيب يبدو أنه يخضع لقواعد منضبطة. وحتى الآن، على حد علمنا، لم يَجْرِ تحليل هذه التراكيب وتقنينها".
                  ثم إن المنهج السيميائي يُسْقَط في كثير من التجارب النقدية بشكل آلي على جميع النصوص دون مراعاة خصوصية كل نص وطبيعته والجنس الأدبي الذي ينتسب إليه. 
                  ومهما قيل في نقد المنهج السيميائي وتَعداد نواقصه، فإنه ما يزال يحظى بمكانة مرموقة في المشهد النقدي المعاصر الذي يعج بزَخَمٍ من المناهج. ويمكن لمستخدِمه أن يحقق نتائجَ مهمةً إن أحسن توظيفه. 



                   

                   

                   

                  • التفكيكية

                    التفكيكية:

                     التفكيكية أو النقد التفكيكي أو التشريحي  دعا إليه ديريدا منذ سنة 1967. تستند مرجعياته إلى فكرة الأثر، أي أن الأثر هو محور تفكيك النص أي أن الاهتمام بالنتيجة قبل التفكير بالسبب. فلولا وجود قرّاء لم يكتب الكاتب نصه ولا ينظم الشاعر قصيدته، أي أن المتلقي هو سبب في الإبداع وسبيل إلى دفع المبدع إلى الإبداع والخلق الفنيين، فضلاً عن أن هذا النقد التفكيكي أو التشريحي يلغي وجود حدود بين نص وآخر وتقوم هذه النظرية على مبدأ الاقتباس ومن ثم تداخل النصوص أو التناص.‏

                    فالقراءة التفكيكية أو التشريحية قراءة حرّة ولكنها نظامية وجادة وفيها يتوحدّ القديم الموروث وكل معطياته مع الجديد المبتكر وكل موحياته من مفهوم السياق حيث يكون التحول.‏

                    التفكيكية : المفهوم والمصطلح :
                    ظهر مصطلح التفكيك Déconstructionلأول مرة في كتاب "علم الكتابة "
                    DELAGRAMMATOLOGIEلصاحبه جاك ديريدا ، متأثرا بمصطلح التفكيك لدى
                    مارتن هيدجر HEIDEGGERفي كتاب "الكينونة والزمان " . فمعنى كلمة التفكيك عند ديريدا ترد  بالمفهوم نفسه عند هايدجر . التفكيكية للنص تعني :"خلخلة وتفكيك لكل المعاني التي تستمد منشأها من اللوغوس ،وبالخصوص معنى الحقيقة.

                    بهذا التصور تعني التفكيكية تجاوز للمدلولات الثابتة عن طريق خلخلة وتفكيك كل معاني النص من
                    أجل إعادة بنائها وتركيبها ،وتقويض المقولات المركزية ، وتصحيح المفاهيم ،وفضح الأوهام السائدة . فالتفكيكية بهذا الفهم تفتيت لشفرات النص إلى بنية أجزائه المكونة وفق رؤية إبداعية جديدة تستهدف الكشف عن المعاني الغائبة التي تعطي للنص شرعيته في ضوء الأنساق الجديدة . وعليه يرد مصطلح التفكيك عند ديريدا بمفهومه الإيجابي بعيدا عن النفي ،والرفض ، والتشتيت ، والتقويض كما في فلسفة نتشه .
                    أما إذا أجرينا مقارنة بين التفكيك في فلسفة ديريدا، والتفكيك البنيوي والسيميائي ،فلا يراد منه سوى تشريح النص ،وتحديد بنياته العميقة ، لاستخلاص القواعد المجردة التي تتحكم في توليد النصوص ،باحتكامها إلى الفعل والمنطق واللغة .في حين تفكيك ديريدا هو من هدم المقولات الثابتة والتشكيك في فعاليتها الفلسفية .

                    من هذا المنطلق ، نقول أن التفكيك البنيوي والسيميائي تفكيك إيجابي ومنهج في قراءته للنصوص الأدبية والفلسفية، في حين تفكيك ديريد تفكيك سلبي يقوم على التضاد والاختلاف.وتشكيك في الثوابت وفضح الإيديولوجية . فتغدو بهذا المعنى فلسفة ديريدا الممثلة في فلسفة النفي قريبة من فلسفة الفيلسوف الألماني فريديكو ليامنتشه.
                    يعرف تادييه جانإيف التفكيك بقوله :"إن التفكيك تناول النص بحد ذاته وليس المؤلف ولا تاريخه والموضوع يتعلق بتفكيك الوحدة الشكلية والتماسك البنيوي وكذلك الدلالة . ودور التاريخ ،وعملية التفسير، وأشكال الكتابة النقدية .

                    تأسيسا لما سبق ،نصل إلى أن المنطلق عند ديريدافي تحليله للنصوص الأدبية والفلسفية استكشاف الاختلاف واستكناه المعاني . فهو لا يعتبر التفكيكية منهجية لعدم خضوعها للتنظير ، فهي ترفض القواعد والبنيات الثابتة، والمقولات المركزية . لذلك يهدف التأويل التفكيكي إلى استكشاف الاختلاف الذي ينبني على :
                    - رصد مظاهر الاختلاف والتقويض .
                    - تعيين العناصر المهمشة والبنيات المقصية .
                    -دراسة العناصر المهمشة بآليات تفكيكية من أجل استكشاف مظاهر الاختلاف والتناقض والتضاد .
                    -إقصاء الخارج النصي ( مؤلف ،سياقات خارجية مختلفة ....) .
                    -الاهتمام بالتناص والتكرار وتداخل النصوص .
                    -ممارسة لغة التشكيك والتقويض والتشتيت والاختلاف.
                    -الانتقال من الدلالات الصريحة الظاهرة إلى الدلالات الإيحائية المتضمنة .
                    -استعمال المصطلحات والآليات الإجرائية:كالتشريح ، والتفكيك ،والتقويض ، والتشتيت،والتعرية،والهدم ،والبناء ،...

                    -تعتمد التفكيكية على القراءة الداخلية للنصوص والخطابات لاكتشاف الأجزاء المخفية والمهمشة في نص أو خطاب.

                    خطوات التفكيكية:

                    تقوم التفكيكية على خطوتين إجرائيتين هما :
                    -1التفكيك التشريحي القائم على رصد الاختلافات والمتناقضات .
                    - 2إعادة البناء والتركيب عن تقويض الدلالات وتشتيتها.
                    التفكيكية بين كتابات النقاد الغربيين والنقاد العرب :
                    من أهم رواد التفكيكية في العالم الغربي نستدعي : مارتن هايدجر ، ونيتشه ، وجاك ديريدا ، ورولان بارت، وجوليا كريستيفا،... أما عن التفكيكيين العرب :
                    ففي مجال الفلسفة يمكن الحديث عن :
                    ادوارد سعيد في كتابه :الإستشراق   

                    ومحمد أركون في كتابه: الفكر الإسلامي  

                    وعلي حرب في كتابه :نقدالنص ...
                    وفي مجال الأدب والنقد نذكر :
                    عبد الله الغذامي في كتابه : الخطيئة والتكفير :من البنيوية إلى التشريحية.
                    عبد العزيز حمودة في كتابه :المرايا المحدبة :من البنيوية إلى التكوينية .
                    عبد المالك مرتاض في كتابه : دراسة سيميائية تفكيكية لقصيدة أين ليلاي