التغير الاجتماعي

التغیر الاجتماعي
فھرس المواد
أھداف 5
مقدمة 7
I - ماھیة التغیر الاجتماعي: 9
آ. مفھوم التغیر الاجتماعي: 9
ب. خصائص التغیر الاجتماعي: 10
پ. مسار التغیر الاجتماعي: 10
ت. أبعاد التغیر الاجتماعي: 10
.1التغیرات الھیكلیة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 11
.2التغیرات التي تحدث في الوظائف . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 11
.3التركیز على العناصر البنائیة والوظیفیة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 11
.4بعدین للتغیر . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 11
ث. تمرین 11
ج. تمرین 11
1
چ. تمرین: التفرقة بین التغیر الاجتماعي والتغیر الثقافي. 12
II - نظریات التغیر الاجتماعي: 13
آ. نظریات التغیر الاجتماعي الخطیة: 14
ب. نظریات التغیر الاجتماعي الدائریة: 15
پ. مداخل نظریة أُخرى: 15
.1أ. مدخل التطور: . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 15
.2ب. مدخل التوازن: . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 15
.3ج. مدخل الصراع: . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 15
.4د. مدخل الارتفاع والسقوط: . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 16
ت. تمرین 16
ث. تمرین 16
ج. تمرین 16
III - التغیر الاجتماعي في الجزائر: 17
آ. العوامل المؤثرة في التغیر الاجتماعي في الجزائر: 17
ب. مظاھر التغیر الاجتماعي في المجتمع الجزائري: 18
.1النزوح إلى الخارج: . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 18
.2أثر النزوح الریفي في التغیر الاجتماعي للأسرة الجزائریة: . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 19
پ. جھود التغییر في الجزائر بعد الاستقلال: 19
IV - تمرین 21
V - صف 23
خاتمة 25
حل التمارین 27
أھداف
تھدف ھذه الدراسة إلى تسلیط الضوء على التغیرات الاجتماعیة والقیمیة التي شھدھا المجتمع
2
الجزائري بعد الاستقلال؛ عبر العدید من الأبعاد كبناء الأسرة ووظائفھا، ومكانة المرأة ودوره في
المجتمع ودور القیم في عملیة التحدیث، بالإضافة إلى:
الكشف عن أھم التغیرات الاجتماعیة التي مست المجتمع الجزائري.
التعرف على القیم الاجتماعیة التي كانت أكثر عرضة للتبدل.
معرفة القیم الاجتماعیة التي باتت تسیطر على أفراد المجتمع وعلى الخصوص فئة
الشباب.
إلقاء الضوء على أھم النظریات التي فسرت التغیر الاجتماعي في العالم الثالث عموما
والجزائر على وجھ الخصوص والاستفادة منھا.
إثراء میدان علم الاجتماع بمثل ھذه لبحوث المدعومة بنتائج أمبریقیة یمكن الاعتماد
علیھا مستقبلا في دراسات وبحوث أخرى.
مقدمة
منذ أن وجدت المجتمعات وھي تسعى دائما إلى أن تغیر من حیاتھا نحو الأفضل؛ فالتغیر عنصر من أھم عناصر بناء المجتمع إذ
ُبواسطتھ یمكننا معرفة ھویتھ ونَقِّدر مرونة التفاعل الاجتماعي داخلھ، لذلك تأتي أھمیة دراسة التغیر موازیة لدراسة المجتمع نفسھ،
وھذه الأھمیة الكبیرة للتغیر الاجتماعي نلحظھا في تتبعنا للنظریة الاجتماعیة في كامل مراحل تطورھا، إذ أن فھم وتفسیر الظواھر
الاجتماعیة یمر حتما بتفسیر تغیرھا من شكل لآخر أو من مرحلة لأخرى.
فالتغیر الذي شھدتھ المجتمعات عبر التاریخ لم یقتصر على جانب دون الآخر؛ بل شمل كامل البناء الاجتماعي من علاقات ونظم
وتعدى إلى أنماط الحیاة المختلفة من حیث القیم والسلوك والعادات والتقالید بالإضافة إلى كل العناصر الثقافیة المادیة والمعنویة
الأخرى، ولأن عالم الیوم عالم التغیرات المتسارعة؛ عالم انھارت فیھ القیم التقلیدیة وزالت فیھ الثوابت بحجة حقوق الإنسان وحریاتھ
وتحت ضربات تكنولوجیا الاتصال الحدیثة المتواصلة، أصبحت قضیة التغیر من أھم القضایا التي استرعت اھتمام الكثیر من العلماء
والباحثین.
3
صورة1
-
مفھوم التغیر الاجتماعي: 9
خصائص التغیر الاجتماعي: 10
مسار التغیر الاجتماعي: 10
أبعاد التغیر الاجتماعي: 10
تمرین 11
تمرین 11
تمرین: التفرقة بین التغیر الاجتماعي والتغیر الثقافي. 12
4
ُالتغیر عنصر من أھم عناصر بناء المجتمع إذ بواسطتھ نَقِّدر مرونة التفاعل الاجتماعي داخل المجتمع، لذلك تأتي أھمیة
دراسة التغیر موازیة لدراسة المجتمع نفسھ، وھذه الأھمیة الكبیرة للتغیر الاجتماعي نلحظھا في تتبعنا للنظریة الاجتماعیة
في كامل مراحل تطورھا، إذ أن فھم وتفسیر الظواھر الاجتماعیة یمر حتما بتفسیر تغیرھا من شكل لآخر أو من مرحلة
لأخرى، لكن النظریات التطوریة التي ظھرت امتدادا لفلسفة التنویر لم تستوعب الوقائع، إذ كان اھتمامھا منصبا على
المراحل التي قطعھا المجتمع في تطوره، دون التطرق إلى المتغیرات المسؤولة عن نقل كل مرحلة إلى المرحلة
الأخرى؛ وبھذا یمكن القول أن كل محاولات علم الاجتماع الغربي في وضع نظریة علمیة تفسر التغیر الاجتماعي
بالمفھوم الحدیث المتفق علیھ الیوم؛ كل ھذه المحاولات باءت بالفشل وذلك حتى القرن الثامن عشر المیلادي( ).
مفھوم التغیر الاجتماعي:
التغیر الاجتماعي جزء من المجتمع الإنساني وعلة وجوده وأھم مظاھره، فالمجتمع دائم التغیر والتبدل؛ ذلك أن أي
مجتمع إذا أراد الاستمرار التطور والازدھار أو على الأقل البقاء لابد وأن یمسھ التغیر بأي شكل. فالمجتمعات التي تقف
جامدة في نشاطاتھا وعلاقاتھا الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة منغلقة على نفسھا، سیكون مصیرھا الفناء والاندثار.
فالشغل الشاغل لعلم الاجتماع وأكثر المسائل تعقیدا أثارت علماء الاجتماع ھي مسألة التغیر الاجتماعي، في مقابل مسائل
المحافظة على الوضع الاجتماعي؛ فأسئلة مثل: كیف یحدث التغیر الاجتماعي؟ ما ھي التغیرات التي تحدث عندما
یحصل التغیر الاجتماعي ( مظاھر التغیر الاجتماعي )؟ وغیرھا حاول علماء الاجتماع الإجابة عنھا من دوركایم إلى
بوردیو وحتى تلك البحوث المعاصرة التي قام بھا كوفمان( ).
خصائص التغیر الاجتماعي:
التغیر الاجتماعي كظاھرة اجتماعیة أساسیة في المجتمع تتمتع بالعدید من المیزات والخصائص؛ سنحاول في ھذا الجزء
من البحث التطرق لأھمھا والمقارنة بینھا لاستخلاص الخصائص الممیزة للتغیر المتفق علیھا على الأقل في مجال ما
وصلنا إلیھ من مصادر ومراجع؛ ذلك أن التغیر یتحدد من خلال الخصائص الممیزة لھ فمحاولة معرفة التغیر الاجتماعي
لا تتأتى لنا إلا عبر استعراض خصائصھ لتمییزه عن بقیة العملیات الاجتماعیة الأخرى، ویكاد یكون تحدید ویلبرت
وروشیھ لخصائص التغیر الاجتماعي مطابقا؛ إلا في فرق بسیط یتمثل في أن روشیھ یرى أن التغیر في البنیة یتضمن
استمراریة فلا یجب أن تكون التحولات عابرة وسطحیة، أما ویلبرت فیرى أن حجم التغیرات الراھنة تأخذ طابعا شمولیا
من حیث درجة التأثیر یفوق بكثیر تلك التغیرات التي حدثت في فترات سابقة، وعلى العموم یحصر روشیھ ( GUY
Rocher) خصائص التغیر الاجتماعي في أربعة نقاط( ):
التغیر الاجتماعي ظاھرة اجتماعیة أي أنھ یخص الجماعة.
التغیر الاجتماعي یكون في البنیة ویشمل التنظیم الاجتماعي كلیا أو في بعض أجزائھ.
یفترض التغیر في البنیة ضرورة تحدیده في إطاره الزمني، ووصف جمیع التحولات وتتابعھا.
على التغیر في البنیة أن یتضمن استمراریة فلا یجب أن تكون التحولات عابرة وسطحیة
كما یجمل ویلبرت خصائص التغیر الاجتماعي في ما یلي( ):
ظاھرة التغیر الاجتماعي صفة ملازمة لأي مجتمع وأي ثقافة یمكن ملاحظتھا بصفة مستمرة.
لا یمكن عزل ھذه التغیرات عن البعد الزمني والمكاني؛ لأنھا تحدث متسلسلة ومترابطة، وبالتالي فھي لا
تعبر عن أزمات آنیة تتطلب إعادة البناء.
إن حجم التغیرات المعاصرة سواء المخططة أو العفویة تأخذ طابعا شمولیا من حیث درجة التأثیر یفوق بكثیر
تلك التغیرات التي حدثت في فترات سابقة.
یشیر مصطلح التغیر الاجتماعي إلى أوضاع جدید تطرأ على البناء الاجتماعي والعادات نتیجة صدور تشریعات جدیدة
لضبط السلوك أو نتاج لتغیر أما في بناء فرعي معین أو جانب من جوانب الوجود الاجتماعي أو البیئة الطبیعیة أو
الاجتماعیة.
مسار التغیر الاجتماعي:
كثیرا ما أثارت قضیة اتجاه التغیر بال العلماء والباحثین والتي على أساسھا صنفت نظریات التغیر إلى نظریات خطیة
5
وأخرى دائریة؛ أو تطوریة تقدمیة في مقابل تغیرات تراجعیة، ولكن وبصفة عامة فُ ّسر التغیر الاجتماعي من زاویتین
مختلفتین ففي حین یرى البعض أن التغیر یسیر نحو حال مثالیة أفضل من الحالة الأولى قبل التغیر وأن المجتمعات
بالضرورة دائمة التقدم؛ یرى آخرون أن التغیر تراجع ونكوص بمعنى أن المراحل السابقة لعملیة التغیر دائما أفضل من
المراحل المتأخرة( ).
ویحدد أحمد زاید في كتابھ التغیر الاجتماعي في معرض حدیثھ عن مكونات التغیر الاجتماعي؛ یحدد وجھة أو مسار
التغیر في المسلك الذي یسیر فیھ، إذ یرى أن التغیر یمكن أن یسیر في مسلك تقدمي إلى الأمام أو یسیر في مسلك تقھقري
إلى الوراء، كما یمكن أن یكون التغیر الاجتماعي تطوریا أو دائریا، وقد یحدث – التغیر الاجتماعي – على شكل
طفرات أو تذبذبات أو تنوعات على نفس الموضوعات الأساسیة( ).
كما یمكن تصنیف التغیر الاجتماعي حسب المسار الذي یسلكھ إلى صنفین: الأول یتخذ شكل مسارات تؤدي إلى تبدل في
النظام الذي تظھر فیھ ویعرف بالمسار التطوري مثل المعارف العلمیة، مساق تقسیم العمل؛ والمسار الثاني یصون النظام
ویحافظ علیھ ویسمى بالمسار التكراري( ).
أبعاد التغیر الاجتماعي:
لدى استعراضنا لتعریفات التغیر الاجتماعي نجد عند علماء وباحثي علم الاجتماع اختلافا بینا في العناصر التي
یتناولونھا في تعریفاتھم؛ فمنھم من یحصر التغیر في مستوى دون الأخر والبعض منھم من یركز على بعد ویُھمل الأبعاد
الأخرى، الأمر الذي جعل العدید من العلماء یرى أن تحدید تعریفا للتغیر الاجتماعي جھد غیر مفید ویكتفي فقط بالإشارة
إلى أبعاد التغیر الاجتماعي( )، والتي یمكن أن نستشفھا من تصنیف أحمد زاید لتعریفات التغیر الاجتماعي في ما یلي(
:(
التغیرات الھیكلیة
التغیرات الھیكلیة في البناء الاجتماعي مثل حجم المجتمع وتركیب أجزائھ المختلفة والتوازن بینھا، كما أن التحول في
أنماط الفعل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي ھذا الأخیر الذي یشكل جوھر البناء الاجتماعي، مثل ما یحدث من تغیر
یمس القیم والمعاییر والمنتجات الثقافیة والرموز.
التغیرات التي تحدث في الوظائف
التغیرات التي تحدث في الوظائف؛ فالتغیر الاجتماعي ھو تغیر في المكونات النسقیة في المجتمع وبالتالي تغیر في
الطریقة التي تعمل بھا النظم والأنساق، أو نوعیة الأداء الوظیفي.
التركیز على العناصر البنائیة والوظیفیة
التركیز في التغیر الاجتماعي على العناصر البنائیة والوظیفیة وإضافة عنصر الزمن ذلك أن التغیر عملیة ممتدة عبر
الزمن، باعتبار أن التغیر عملیات متتابعة عبر الزمن والتي تنتج اختلافا وتباینا یؤدي إلى تغیر في البناء الاجتماعي
والعلاقات الاجتماعیة والثقافة ( قیم، معاییر، معتقدات...)
بعدین للتغیر
ویحدد حمدوش رشید في كتابھ ( مسألة الرباط الاجتماعي في الجزائر المعصرة امتدادیة أم قطیعة؟ ) بعدین للتغیر
الاجتماعي( ):
- التغیر على المستوى الفردي: وھو بعد التغیر في الاتجاھات والآراء والأفعال.
- التغیر على المستوى المجتمعي: ویتمثل في انتقال المجتمع من الحالة التقلیدیة إلى الحالة التعاقدیة، أو ذلك الانتقال من
العلاقات المحلیة إلى العلاقات التعاقدیة.
تمرین
6
[ص 1حل رقم ]
أكثر المسائل تعقیدا أثارت علماء الاجتماع ھي مسألة التغیر الاجتماعي، في مقابل
مسائل المحافظة على الوضع الاجتماعي
مسائل المحافظة على الوضع الثقافي
مسائل التطور الاجتماعي
تمرین
[ص 2حل رقم ]
من خصائص التغیر الاجتماعي:
التغیر الاجتماعي ظاھرة اجتماعیة أي أنھ یخص الجماعة.
التغیر الاجتماعي یكون في البنیة ویشمل التنظیم الاجتماعي كلیا أو في بعض أجزائھ.
یفترض التغیر في البنیة ضرورة تحدیده في إطاره الزمني، ووصف جمیع التحولات وتتابعھا.
على التغیر في البنیة أن یتضمن استمراریة فلا یجب أن تكون التحولات عابرة وسطحیة.
تمرین: التفرقة بین التغیر الاجتماعي والتغیر الثقافي.
[ص 3حل رقم ]
التغیر في الوظائف الاجتماعیة
التغیر في القیم
التغیر في العلاقات الاجتماعیة
التغیر في العادات والتقالید
التغیر في المعتقدات
التغیر الثقافي التغیر الاجتماعي
-
نظریات التغیر الاجتماعي الخطیة: 14
نظریات التغیر الاجتماعي الدائریة: 15
مداخل نظریة أُخرى: 15
تمرین 16
7
تمرین 16
تمرین 16
من خلال تراث علم الاجتماع یتبین أن نظریات التغیر الاجتماعي ظلت مرتبطة بالتفسیرات الفلسفیة للتاریخ، وعلى
اختلاف تصنیفات ھذه النظریات إلا أن أھم تصنیف ذلك الذي یمیز بین النظریات الخطیة التي ترى أن حركة المجتمع
تتجھ في خط واحد؛ والنظریات الدائریة التي تقول بسیر الحركة في اتجاه دائري، ویمكن أن نعتبر نظریات كونت
وسبنسر وھوبھوس وماركس من أھم النظریات الخطیة( )، كما یمكن أن ندرج نظریة باریتو ( Pareto ) في كتابھ (
العقل والمجتمع ) حول دورة الصفوة ضمن النظریات التي تفسر التغیر الاجتماعي باتجاه دائري( ).
صورة2
نظریات التغیر الاجتماعي الخطیة:
النظریات الخطیة ھي تلك النظریات التي تھتم بالتحولات التقدمیة المستمرة الموصلة إلى ھدف محدد؛ وخلال ھذا التحول
یمر المجتمع بمراحل ثابتة ومحددة، واختلف أصحاب ھذا الاتجاه في تحدید ھذه المراحل فمنھم من یركز على عنصر
واحد من عناصر الحیاة الاجتماعیة؛ كالتركیز على العامل الاقتصادي وطائفة أخرى بدل التركیز على عنصر واحد
تنظر إلى التطور الكلي في البناء الاجتماعي والثقافي( )، في الإطار العام لھذه النظریة یفسر أوجست كونت التغیر
الاجتماعي بأنھ محصلة النمو الفكري للإنسان؛ إذ انتقل ھذا الأخیر من مرحلة الفكر اللاھوتي إلى الأسلوب المیتافیزیقي
إلى الأسلوب الوضعي والذي یمثلھ العلم الحدیث، وقد رافق ھذا التقدم الفكري نمو أخلاقي وتغیرات في النظم
الاجتماعیة، إلا أن جھود وتحلیلات كونت وجھت لھا العدید من الانتقادات ولعل أبرزھا تلك المتعلقة بأن كونت لم یقدم
أي شواھد یدعم بھا أفكاره واستنتاجاتھ( ) التي تبقى مجرد آراء وتأملات فلسفیة لا ترتقي إلى مرتبة القوانین العلمیة
المستخلصة باستعمال مناھج صارمة.
في حین أن سبنسر كان اعتقاده بانتقال المجتمع من حالة التجانس المستقر إلى حالة جدیدة تتمیز باللاتجانس والاستقرار
الأمر الذي جعلتھ یتلقى انتقادا ورفضا للعدید من التفسیرات التي قدمھا؛ على غرار عدم إیضاحھ لكیفیة ترتیب
المجتمعات التي تناول دراستھا( )، وبالنسبة لنظریتھ حول التغیر الاجتماعي فقد كانت أكثر شمولا وعلمیة لاعتماده على
مشاھدات ووقائع میدانیة؛ الأمر الذي جعلھ – سبنسر – یدرك أن التغیر الاجتماعي یتأثر بالعدید من العوامل ومن
الصعب بیان التطور في كل مجتمع لوحده، كما أنھ أعتبر أن أھم ملامح التغیر الاجتماعي تظھر من خلال تزاید التباین
الوظیفي في المجتمع، وعلى الرغم من الإضافات التي قدمھا إلى من سبقوه في ما یتعلق بتفسیر التغیر الاجتماعي( ).
8
أما ھوبھوس وعلى الرغم من تأثره بكل من كونت وسبنسر إلا أن نظریتھ حول التغیر الاجتماعي كانت أكثر إحكاما
وصرامة، ذلك أنھ استعمل بیانات تاریخیة وأنثروبولوجیة بطریقة علمیة دقیقة؛ ولم یمنعھ ھذا من أخذ فكرة كونت حول
تطور العقل البشري؛ ولكنھ رفض وضعیتھ الصارمة واستبدلھا بسیكولوجیة طبعت أفكاره في ما یتعلق بفھم وتفسیر
العدید من الجوانب التي أھملھا كونت، إضافة إلى أخذه لفكرة التطور الاجتماعي في إحدى جوانب والمتعلقة بزیادة
الحجم والتعقد والتباین الداخلي، وعموما فمفھوم ھوبھوس حول التغیر الاجتماعي یتلخص في تطور العقل یؤدي إلى
تطور اجتماعي( ).
نظریات التغیر الاجتماعي الدائریة:
إذا كانت نظریات التغیر الاجتماعي الخطیة قد استطاعت أن تعالج أھم التغیرات في التاریخ البشري؛ على غرار نمو
المعرفة وتزاید حجم المجتمعات ودرجة تعقدھا وقضایا المساواة والسیاسات الاجتماعیة، فإن النظریات الدائریة في
التغیر الاجتماعي عالجت نواحي أخرى مختلفة تماما عن ما تم التطرق لھ من قبل النظریات الخطیة، ومن تلك القضایا
دور صراع الجماعات من أجل الحصول على القوة السیاسیة في إحداث التغیر الاجتماعي، فقد توصل باریتو من خلال
ذلك إلى أن ھناك فترات تمر بھا المجتمعات تبدأ بفترة الحكم القاسي على ید الطبقة المنتصرة حدیثا؛ ثم فترة الحكم
المعتدل على ید طبقة الصفوة الآخذة في التدھور، وتركز نظریة باریتو حول دورة الصفوة على نزعة عنصریة
بافتراض وجود فروق بیولوجیة بین الجماعات في المجتمع، وأھم ما یوجھ لبریتو من انتقاد عدم اعتماده على شواھد
كافیة یستطیع من خلالھا الوصول إلى نتائج مقبولة ذلك أنھ اعتمد فقط على حالة واحدة – روما القدیمة -، بالإضافة إلى
تجاھلھ لنظم الحكم الدیمقراطیة في العصر الحدیث في تتبعھ للتغیرات السیاسیة( ).
فبالإضافة إلى نظریة باریتو فقد قدم كل من سوروكین ( Sorokin ) وتوینبي (Toynbee) نظریات یمكن إدراجھا
ضمن النظریات الدائریة، فعلى الرغم من تسلیم سوروكین بوجود عملیات خطیة للتغیر الاجتماعي؛ إلا أنھ في نفس
الوقت یرى بوجود عملیات دائریة أخرى تحدث في المجتمعات إذ یرى أن المجتمعات تمر بدورات تتمیز كل منھا بثلاث
أنماط ثقافیة عامة تباعا؛ تتمثل في النمط التماثلي ثم المثالي وأخیرا الحسي، أما توینبي فنظریتھ حول التغیر الاجتماعي
فقد كانت ذات طابع دائري خاصة لدى تناولھ لمفھوم نمو الحضارات. وعلى الرغم من عدید الإسھامات التي قدمھا
علماء الاجتماع في إطار النظریات الخطیة والدائریة والتي فسروا بھا التغیر الاجتماعي إلا أنھم لم یستطیعوا أن یقدموا
إلا جزء یسیرا من تحلیل عملیات وعوامل التغیر الاجتماعي، ویمكن أن نستثني ماركس وسوروكین لقدرتھما على تقدیم
تحلیل تفصیلي ومستفیض حول موضوع التغیر الاجتماعي، وھذا لا یعني أنھما قد وصلا إلى وضع نظریة شاملة
ومقبولة تلقى الإجماع على الأقل لدى معاصریھم( ).
مداخل نظریة أُخرى:
وعلى الرغم من اعتماد كثیر من باحثي وعلماء الاجتماع على التقسیم السابق للنظریات المفسرة للتغیر الاجتماعي –
خطیة ودائریة – إلا أن ریتشارد ابیلبام (Appelbaum.p Richard) كان لھ رأي آخر فقد قسم النظریات التي
عالجت التغیر الاجتماعي إلى أربعة مداخل( ):
أ. مدخل التطور:
والذي یرى أصحابھ أن التغیر یحدث تراكمیا بطریقة ھادئة، ویكون خطیا في اتجاه التعقید واللاتجانس.
ب. مدخل التوازن:
تولي نظریات ھذا المدخل للاستقرار أھمیة أكبر من التغیر، فلا تتطرق إلى التغیر الاجتماعي إلا كمسبب ظرفي للشروط
التي تعمل على إعادة التوازن الاجتماعي.
ج. مدخل الصراع:
ویعتمد ھذا المدخل على فكرة أن التغیر الاجتماعي ھو جزء من النظام الاجتماعي، وتركز على الشروط التي تدفع إلى
عدم الاستقرار على عكس مدخل التوازن.
9
د. مدخل الارتفاع والسقوط:
تعتمد نظریات الارتفاع والسقوط على فكرة أن التغیر لا یسیر حتما بصورة خطیة، فالمجتمعات والثقافات تنمو وتتراجع.
تمرین
[ص 4حل رقم ]
الأسلوب الوضعي
الأسلوب المیتافیزیقي
مرحلة الفكر اللاھوتي
جواب ___ ___ ___
تمرین
[ص 5حل رقم ]
إن النظریات الدائریة في التغیر الاجتماعي عالجت نواحي أخرى مختلفة تماما عن ما تم التطرق لھ من قبل
النظریات ، ومن تلك القضایا دور صراع الجماعات من أجل الحصول على القوة في إحداث
التغیر الاجتماعي.
تمرین
[ص 6حل رقم ]
على ما تعتمد نظریات الارتفاع والسقوط؟
-
العوامل المؤثرة في التغیر الاجتماعي في الجزائر: 17
مظاھر التغیر الاجتماعي في المجتمع الجزائري: 18
جھود التغییر في الجزائر بعد الاستقلال: 19
10
العوامل المؤثرة في التغیر الاجتماعي في الجزائر:
من بین العوامل المؤثرة في تغیر المجتمع الجزائري الھجرة السكانیة بنوعیھا، الداخلیة أي الانتقال من الریف إلى المدینة
والھجرة الخارجیة أي الانتقال من الجزائر إلى أوربا، فإذا كانت الھجرة الداخلیة ناتجة عن البحث عن العمل بعد تدمیر
الریف بسبب سیاسة الأرض المحروقة، فإن الكثیر من الكتاب الفرنسیین یرون أن ھجرة الجزائریین إلى فرنسا یعود إلى
بحثھم عن التحضر ومحاولة اكتساب الحضارة والثقافیة الأوربیة، ولكن الحقیقة أن غالبیة المھاجرین من الجزائریین إلى
فرنسا كان بھدف البحث عن لقمة العیش لا لسبب آخر كما یدعي بعض الفرنسیین؛ لتبریر وجودھم ووصایتھم على
الجزائریین( ).
بالنسبة للھجرة الداخلیة فھي في اتجاه واحد من الریف إلى المدینة، ویتسبب ھذا النوع من الھجرة في مشاكل اقتصادیة
واجتماعیة خاصة، تتمثل في ظھور أحیاء فوضویة غیر مخططة وغیر حضاریة في ضواحي المدن الكبرى وما یترتب
علیھا من مشاكل مثل الفقر، التشرد، نقص الرعایة الصحیة، الآفات الاجتماعیة... إضافة إلى إھمال الریف لتناقص الید
العاملة في القطاع الفلاحي، ومن الناحیة السوسیولوجیة فیؤكد علماء الاجتماع أن ازدحام المدن وما یترتب عنھ من
مشاكل تعوق البناء الاجتماعي في أداء وظائفھ الأساسیة، كما أن وضعیة دیمغرافیة اجتماعیة بھذا الشكل تؤدي إلى
ظھور طبقات اجتماعیة جدیدة، بالإضافة إلى العوامل سالفة الذكر التي تؤثر في الھجرة الداخلیة – من الریف إلى المدینة
– یمكن إدراج عامل آخر وھو تغیر العلاقة بین الریفي الجزائري وأرضھ، نتیجة تغیر نظام الملكیة العقاریة في الجزائر
بسبب الاستیطان الأوربي في الجزائر( )، حتى أن بعض المعمرین من الذین جاؤوا إلى الجزائر للاستقرار بدؤوا في
القیام بدراسات لاختیار المكان المناسب للاستقرار، ما مكنھم من التموقع في أحسن الأراضي خصوبة وموقعا ( شمال
دائرة العرض 25° شمال خط الاستواء في المنطقة الممتدة من معسكر غرباً إلى باتنة شرقاً)، بل أن بعض المعمرین
طالبوا بحفر خنادق حول الأراضي والسھول الزراعیة والتجمعات السكنیة الأوربیة وإخراج الجزائریین منھا( ).
الأمر الذي أدى إلى حدوث اغتراب للفلاح الجزائري خصوصا وبقیة الجزائریین عموما، كما ساھم ھذا الإجراء في
توسیع الھوة بین أفراد ھذا المجتمع الجدید – سكان الجزائر والمعمرین الأوربیین – وظھور طبقتین متمایزتین، طبقة
جزائریة محرومة من كل الحقوق ویطبق علیھا قانون استثنائي – قانون الأھالي-، وطبقة أوربیة تتمتع بكامل الحقوق
والامتیازات تخضع لقانون مدني عادي( ).
إضافة إلى ذلك فقد أدت عملیة تھجیر سكان الریف بطرقة مباشرة أو غیر مباشرة بسبب عملیة الاستیطان إلى تفتیت
النمط الزراعي الجماعي، وانتقلت ملكیة أراضي القبائل الجزائریة إلى الأوربیین؛ إذ تزایدت ملكیة الأوربیین للأراضي
في الجزائر باستمرار من سنة إلى أخرى، فانتقلت من 150000 ھكتار سنة 1850 إلى 2727000 ھكتار سنة
1951( )، ھذا الوضع أدى إلى تفكیك البناء الزراعي الجماعي في الریف الجزائري؛ الذي كان من أھم العوامل التي
تعمل على المحافظة على استقرار النسق الاجتماعي في الریف الجزائري( ).
كما أدى ھذا التحول من نمط إنتاج زراعي جماعي یعتمد على التساند والتعاون في أرض زراعیة یملكھا الجمیع، إلى
نمط جدید لم یعرفھ الفلاح من قبل، إذ أضطر ھذا الأخیر للعمل كأجیر في أرض كانت في الماضي ملك لھ، فأصبح
یعمل في أرض یشعر بأنھا غریبة عنھ فتغیرت نظرتھ إلیھا وبالتالي إخلاصھ وجھده، وتغیرت مع كل ھذه التطورات
أسلوب الحیاة برمتھا، وبدت تلوح في الأفق الفردیة لدى أفراد المجتمع الجزائر الذین بدؤوا یتخلون عن الحیاة الجماعیة
التي كانت لوقت قریب – قبیل بدایة الاستیطان الأوربي في الجزائر – الأساس في كل نشاطاتھم الاقتصادیة،
الاجتماعیة، الثقافیة، الدینیة. وقد نتج عن ھذه الوضعیة نسبة كبیرة في البطالة لدى أفراد المجتمع الجزائري في الریف،
ما جعلھم یبحثون عن أماكن أخرى لممارسة نشاط اقتصادي آخر، فاستفحلت ظاھرة الھجرة وأصبحت الحل الوحید
للتخلص من البطالة، فاتجھ البعض نحو أوربا خاصة فرنسا والبعض الأخرى نحو المناطق الزراعیة في السھول الداخلیة
والساحلیة ( متیجة، عنابة، وھران، مستغانم )، أما من لم تمكنھ حالتھ الاقتصادیة والاجتماعیة من التنقل بعیدا عن أسرتھ
فقد اتجھ نحو اقرب المدن بحثا عن أي عمل( ).
مظاھر التغیر الاجتماعي في المجتمع الجزائري:
إن رصد التغیرات التي عرفھا المجتمع الجزائري في الفترة المعاصرة یقودنا إلى البحث في عدة مستویات، أولا تناول
العوامل الداخلیة والخارجیة المسببة لھذا التغیر، وثانیا تحلیل وتتبع التغیرات والتطورات التي طرأت على النظام
الاجتماعي التي تندرج ضمن التغییر الموجھ؛ التخطیط لإعادة بناء الدولة الجزائریة من خلال مواثیق الثورة
والمخططات التنمویة التي وضعھا القادة السیاسیون، والإجراءات المتخذة من طرف السلطات الاستعماریة الفرنسیة في
إطار مخططاتھ الاقتصادیة والثقافیة إضافة للمخطط السیاسي والعسكري لمحو الشخصیة والوطنیة الجزائریة ولربط
الاقتصاد الجزائري بالاقتصاد الفرنسي( ) أو التغیر العفوي الذي یحصل كنتیجة إعادة توازن النسق الاجتماعي الداخلي
مما یؤدي إلى تحقیق التكیف والتوافق في نسق معین عندما لما یتعرض لمؤثر خارج عنھ( )، كما یرى أصحاب النظریة
البنائیة الوظیفیة، أو تغیر عفوي كذلك نتیجة الصراع بین الطبقات فصراع الطبقات ھو محرك التغیرات الاجتماعیة
والتاریخ الحدیث فالتغییر یأتي حسب ماركس بالصراع الطبقي والثورة الاجتماعیة( ).
11
النزوح إلى الخارج:
ّمن نافلة القول أن للھجرة دور حیوي في إحداث التغیر الاجتماعي سواء للمجتمع المستقبل أو المُصدر( )؛ وظاھرة
النزوح داخل الوطن أو خارجھ ظاھرة دیمغرافیة منتشرة في كل أنحاء العالم، ولكن تختلف درجتھا من مجتمع إلى آخر
كما تساھم الكثیر من العوامل فیھا؛ فكما كان الاستعمار الفرنسي سببا في النزوح الداخلي (من الریف إلى المدینة أو من
ریف إلى ریف أو من مدینة إلى مدینة )، كان كذلك من أھم الأسباب التي دفعت الكثیر من الجزائریین خاصة الشباب
منھم إلى الھجرة خارج الوطن، ولأسباب تاریخیة وأخرى اقتصادیة كانت فرنسا في غالب الأحیان ھي الوجھة.
تعددت وتنوعت آثار الھجرة الخارجیة على مستوى الفرد المھاجر من حیث قیمھ الثقافیة وعلاقاتھ الاجتماعیة في الوسط
الجدید أو مع أسرتھ وأھلھ وأصدقائھ، وكذلك على مستوى أسرة الفرد المھاجر من حیث نقص الرعایة لغیاب الولي
والمُعیل؛ ذلك أن الأسرة في مثل ھذه الظروف تتعرض للكثیر من المشاكل، لأن الأم عادة ما تتولى رعایة الأسرة وتجد
نفسھا في كثیر من الأحیان غیر قادرة على تدبیر الأمور الاقتصادیة أو الاجتماعیة، لیس لأنھا كامرأة لا تحسن ذلك
ولكن لأنھا غیر متعودة على ذلك، أما بالنسبة للأسرة المھاجرة كذلك تتأثر بالوسط الجدید لأنھ یختلف بشكل كبیر عن
الوسط الذي نشأة فیھ أو نشأ فیھ بعض أفرادھا( ).
أثر النزوح الریفي في التغیر الاجتماعي للأسرة الجزائریة:
لا یقتصر النزوح الریفي على تغییر مكان الإقامة فقط فبالإضافة إلى ذلك تتغیر حیاة النازح كلیةً ، فترك ھذا الأخیر
للریف یصاحبھ تغیر النشاط الاقتصادي من المجال الزراعي إلى المجال الصناعي أو الخدماتي وبالتالي الانتقال إلى حیاة
اجتماعیة جدیدة بعلاقات اجتماعیة جدیدة، مما یؤثر بشكل أو بآخر على أسرة النازح لأن ھذا الأخیر سینقل كل ما یطرأ
على حیاتھ من تغییر إلى أسرتھ.
ولابد من الإشارة إلى أن الدراسات والبحوث التي تمت من طرف جزائریین أو من طرف غیرھم، حول الأسرة في
الجزائریة قلیلة جدا، خاصة تلك المتعلقة بالعلاقات الاجتماعي داخل الأسرة أو التي تستھدف البناء الاجتماعي ووظائف
الأسرة، وإن وجدت فقد تمحورت حول عادات وتقالید وطقوس الجزائریین وطریقة احتفالھم بالزواج أو الختان وغیرھا،
لم ترقى لدراسات سوسیولوجیة بل یمكن تصنیفھا في خانة الدراسات المسحیة الأثنوغرافیة، التي كان یقوما بھا بعض
المعمرین خدمة لمصالح الاستعمار( ).
ویمكن أن نلمس ھذا التقصیر في دراسة الأسرة في قلة أو انعدام دراسات علمیة جادة في سائر الدول العربیة؛ فیما عدا
بعض المحاولات والتي استطاعت أن تصل إلى نتائج جزئیة مفادھا أن الأسرة عرفت تغیرات بنائیة تمثلت في شكل
الأسرة، حجمھا والعلاقات والأدوار داخلھا بالإضافة إلى مكانة المرأة والتنشئة الاجتماعیة( )؛ والأسرة الجزائریة على
غرار الأسر العربیة عرفت نتیجة التغیرات التي عرفھا المجتمع الجزائري تحولا في بنائھا ووظیفتھا وحتى حجمھا،
ویمكن أن نلمس بدایات ھذا التحول أثناء ثورة التحریر الوطني؛ أما التغیر الفعلي والذي نقل المجتمع الجزائري من حالة
إلى أخرى مغایرة تماما فقد كان في غداة الاستقلال، فبفضل السیاسات الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة المنتھجة من
طرف الحكومة الجزائریة الفتیة آنذاك انعكس الأمر كذلك على الأسرة( ).
كما تغیرت الأسرة الجزائریة المعاصرة من حیث عدد الأفراد أو من حیث النظام الأسري فانتقلت من الأسرة الممتدة إلى
الأسرة النوویة ومن حیث العدد فتقلص عدد أفرادھا، وتغیر نشاطھا الاقتصادي فالاقتصاد الزراعي وتربیة المواشي الذي
كانت تعتمد علیھ بدأ في التقلص والانكماش، تاركا مكانھ لأنشطة اقتصادیة أخرى تتلاءم والوسط الحضري الجدید؛ حتى
إمكانیة توسیع المسكن أو تغییره كلما زاد عدد أفراد الأسرة الذي كانت متعودة علیھ في الریف أصبح غیر ممكنا في
المدینة( ).
جھود التغییر في الجزائر بعد الاستقلال:
لأن للتغییر الثقافي خاصة إذا مس الأدوار والوظائف وامتد إلى أنماط ومظاھر العلاقات الاجتماعیة وكان جذریا، دورا
بارزا في أن یكون أداة فعالة للتطور والتقدم، من أجل ذلك كان اھتمام القیادة السیاسیة في جزائر بعد الاستقلال بالثقافة
لتكوین شخصیة المواطن وبلورة استقلالیة الأمة الجزائریة - الاستقلال الثقافي – ككیان متمیز، وبواسطة أجھزة التثقیف
المتاحة في تلك الفترة الصحافة، السینما، التلفزة وغیرھا استطاعت الجزائر تحقیق المقاربة بین النماذج الثقافیة التي ظلت
طیلة العقود الأولى من الاستقلال متباعدة وغیر واضحة المعالم والأھداف؛ ولكن المشكلة التي واجھت ھذا التغییر ھو
معرفة مدى تحقیق الأھداف التي وضعت لھذه المقاربة الثقافیة السیاسیة، وخاصة أن ھناك رواسب تعود إلى السیاسة
الثقافیة الاستعماریة التي كانت تستھدف قیم الثقافة الجزائریة وكیان وشخصیة الجزائري الوطنیة، لعزلھ عن مجتمعھ
وإدخال الشك في قدرتھ على التحرر وبناء كیانھ الثقافي والسیاسي المستقل( ).
إن إحداث التغییر الثقافي لأي مجتمع من المجتمعات مھمة من أصعب المھام، لأنھا تستلزم بذل جھود الجمیع، لذلك كان
على الجزائر أن تخوض معركة أخرى بعد معركة السلاح والمفاوضات السیاسیة، وھي معركة صراع القیم وبناء
المجتمع، فكانت الثورة الثقافیة، وبنیت ھذه الثورة على مبادئ من بینھا إشاعة الثقافة الوطنیة والعمل على تكاملھا، لكون
12
أن ھذه العملیة لإعادة بناء مجتمع من جدید، مجتمع في طریقھ للنماء على غرار الكثیر من المجتمعات التي عانت
الاحتلال العسكري والغزو الثقافي وطمس معالم ثقافتھا المحلیة المتمیزة، لذلك كان لزاما في البدایة التخلص من
الموروث الثقافي الاستعماري الذي وجد في بعض أفراد المجتمع من المنبھرین بحضارة الغرب أرضیة مناسبة للدعایة
والتبني، لإحلال مكان ھذا الموروث الدخیل عن المجتمع الجزائري ثقافة وطنیة تتبنى وتقوم على قیم مجتمعھا، عادات
وتقالید، معتقدات، علاقاتھ الاجتماعیة، طقوسھ في أفراحھ وأحزانھ... ریفھ وحضره( ).
إن عملیة التغییر الاجتماعي والثقافي تستلزم بالإضافة إلى وضع المخططات وتحدید الأھداف، إشراك أفراد المجتمع
وتوعیتھم بدورھم البارز في العملیة؛ ویحدد كل من " ھنتنجتون " و " ویلسون " ھذه المشاركة في أنھا تعني ذلك النشاط
الذي یقوم بھ المواطن من أجل التأثیر على عملیة صنع القرار السیاسي الحكومي، معنى ذلك أن المشاركة تستھدف تغییر
مخرجات النظم السیاسیة بالصورة التي تلائم مطالب الأفراد الذین یقدمون على المشاركة السیاسیة، وكذا توجھات
المجتمع من خلال قیادتھ السیاسیة( ).
-
[ص 7حل رقم ]
تمرین
أكثر المسائل تعقیدا أثارت علماء الاجتماع ھي مسألة التغیر الاجتماعي، في مقابل
مسائل المحافظة على الوضع الاجتماعي
مسائل المحافظة على الوضع الثقافي
مسائل التطور الاجتماعي
تمرین
من خصائص التغیر الاجتماعي:
التغیر الاجتماعي ظاھرة اجتماعیة أي أنھ یخص الجماعة.
التغیر الاجتماعي یكون في البنیة ویشمل التنظیم الاجتماعي كلیا أو في بعض أجزائھ.
یفترض التغیر في البنیة ضرورة تحدیده في إطاره الزمني، ووصف جمیع التحولات وتتابعھا.
على التغیر في البنیة أن یتضمن استمراریة فلا یجب أن تكون التحولات عابرة وسطحیة.
تمرین
على ما تعتمد نظریات الارتفاع والسقوط؟
تمرین
إن النظریات الدائریة في التغیر الاجتماعي عالجت نواحي أخرى مختلفة تماما عن ما تم التطرق لھ من قبل
النظریات ، ومن تلك القضایا دور صراع الجماعات من أجل الحصول على القوة في
13
إحداث التغیر الاجتماعي.
-
تمرین 1:التفرقة بین التغیر الاجتماعي والتغیر الثقافي.
[ص 3حل رقم ]
التغیر في الوظائف الاجتماعیة
التغیر في القیم
التغیر في العلاقات الاجتماعیة
التغیر في المعتقدات
التغیر في العادات والتقالید
التغیر الثقافي التغیر الاجتماعي
تمرین2
[ص 5حل رقم ]
إن النظریات الدائریة في التغیر الاجتماعي عالجت نواحي أخرى مختلفة تماما عن ما تم التطرق لھ من قبل
النظریات ، ومن تلك القضایا دور صراع الجماعات من أجل الحصول على القوة في إحداث
التغیر الاجتماعي.
تمرین3
[ص 2حل رقم ]
من خصائص التغیر الاجتماعي:
التغیر الاجتماعي ظاھرة اجتماعیة أي أنھ یخص الجماعة.
التغیر الاجتماعي یكون في البنیة ویشمل التنظیم الاجتماعي كلیا أو في بعض أجزائھ.
یفترض التغیر في البنیة ضرورة تحدیده في إطاره الزمني، ووصف جمیع التحولات وتتابعھا.
على التغیر في البنیة أن یتضمن استمراریة فلا یجب أن تكون التحولات عابرة وسطحیة.
تمرین4
[ص 4حل رقم ]
الأسلوب المیتافیزیقي
مرحلة الفكر اللاھوتي
الأسلوب الوضعي
14
جواب ___ ___ ___
تمرین5
[ص 1حل رقم ]
أكثر المسائل تعقیدا أثارت علماء الاجتماع ھي مسألة التغیر الاجتماعي، في مقابل
مسائل المحافظة على الوضع الاجتماعي
مسائل المحافظة على الوضع الثقافي
مسائل التطور الاجتماعي
تمرین6
[ص 6حل رقم ]
على ما تعتمد نظریات الارتفاع والسقوط؟
خاتمة
مما لاشك فیھ أن المحاولات العدیدة لتفسیر التغیر الاجتماعي في العالم العربي لم ترق إلى مستوى یمكن الاعتماد علیھ؛ ولا أدل على
ذلك الاختلاف الكبیر حول رؤیة ھذه الظاھرة من طرف علماء الاجتماع في مجتمعاتنا العربیة، ولو أن الاتفاق حول قضیة ما أمر
مستحیل في علم الاجتماع حتى لدى علماء الاجتماع الغربیین، ولكن الفشل الذي نعنیھ لیس في العجز عن الوصول إلى اتفاق أو إجماع
حول موضوع ما؛ بل ھو العجز عن وضع افتراضات نابعة من واقعنا المعاش دون أخذھا من بیئة غیر بیئتنا الاجتماعیة، مع أن الأمر
لیس بالھین ولكن الأجدى أن لا نضع الواقع في قوالب نظریة جاھزة.
حل التمارین
(، تمرین ص ) 1 حل رقم<
15
مسائل المحافظة على الوضع الاجتماعي
مسائل المحافظة على الوضع الثقافي
مسائل التطور الاجتماعي
(، تمرین ص ) 2 حل رقم<
التغیر الاجتماعي ظاھرة اجتماعیة أي أنھ یخص الجماعة.
التغیر الاجتماعي یكون في البنیة ویشمل التنظیم الاجتماعي كلیا أو في بعض أجزائھ.
یفترض التغیر في البنیة ضرورة تحدیده في إطاره الزمني، ووصف جمیع التحولات وتتابعھا.
على التغیر في البنیة أن یتضمن استمراریة فلا یجب أن تكون التحولات عابرة وسطحیة.
(، تمرین ص ) 3 حل رقم<
التغیر في العلاقات الاجتماعیة التغیر الاجتماعي
التغیر في الوظائف الاجتماعیة
التغیر في القیم التغیر الثقافي
التغیر في العادات والتقالید
التغیر في المعتقدات
(، تمرین ص ) 4 حل رقم<
مرحلة الفكر اللاھوتي
الأسلوب المیتافیزیقي
الأسلوب الوضعي
یفسر أوجست كونت التغیر الاجتماعي بأنھ محصلة النمو الفكري للإنسان؛ إذ انتقل ھذا الأخیر عبر مراحل محددة.
(، تمرین ص ) 5 حل رقم<
إن النظریات الدائریة في التغیر الاجتماعي عالجت نواحي أخرى مختلفة تماما عن ما تم التطرق لھ من قبل النظریات
الخطیة، ومن تلك القضایا دور صراع الجماعات من أجل الحصول على القوة السیاسیة في إحداث التغیر الاجتماعي.
(، تمرین ص ) 6 حل رقم<
تعتمد على فكرة أن التغیر لا یسیر حتما بصورة خطیة، فالمجتمعات والثقافات تنمو وتتراجع.
( تمرین ص ) 7 حل رقم<
16
تمرین
مسائل المحافظة على الوضع الاجتماعي
مسائل المحافظة على الوضع الثقافي
مسائل التطور الاجتماعي
تمرین
التغیر الاجتماعي ظاھرة اجتماعیة أي أنھ یخص الجماعة.
التغیر الاجتماعي یكون في البنیة ویشمل التنظیم الاجتماعي كلیا أو في بعض أجزائھ.
یفترض التغیر في البنیة ضرورة تحدیده في إطاره الزمني، ووصف جمیع التحولات وتتابعھا.
على التغیر في البنیة أن یتضمن استمراریة فلا یجب أن تكون التحولات عابرة وسطحیة.
تمرین
تعتمد على فكرة أن التغیر لا یسیر حتما بصورة خطیة، فالمجتمعات والثقافات تنمو وتتراجع.
تمرین
إن النظریات الدائریة في التغیر الاجتماعي عالجت نواحي أخرى مختلفة تماما عن ما تم التطرق لھ من قبل النظریات
الخطیة، ومن تلك القضایا دور صراع الجماعات من أجل الحصول على القوة السیاسیة في إحداث التغیر الاجتماعي.
17


Modifié le: Wednesday 18 October 2017, 13:27