تعريف الحجاج

2. تعريف الحجاج اصطلاحا

1-2- اصطلاحا:

الحجاج إجراء يستهدف من خلاله شخص ما حمل مخاطبه على تبني موقف معين عبر اللجوء إلى حجج تستهدف إبراز هذا الموقف أو صحة أسسه، فهو إذن عملية هدفها إقناع الآخر والتأثير عليه[1]

ويعرفه دومينيك مانغينو Dominique Maingueneau  بـأنه:" آلية موجهة إلى جعل بعض النتائج مقبولة من قبل جمهور معين في ظرف معين" [2]

وهناك تعريف آخر يحيل على مفهوم الخطاب، وبالتالي يهتم بقطبي العملية التخاطبية، إذ "الخطاب الحجاجي هو خطاب موجه، وكل خطاب يهدف إلى الإقناع يكون له بالضرورة بعد حجاجي" [3] فبمجرد ربط الحجاج بالخطاب نفترض مرسلا ومتلقيا، وهدف الحجاج هنا وغرضه التأثير في المتلقي عن طريق الإقناع أو الإفهام، غير أن طه عبد الرحمان لا يقر بفصل الحجاج عن الخطاب، فليس هناك خطاب حجاجي وآخر غير حجاجي، إذ يقر بقاعدة مفادها أن :"لا خطاب بدون حجاج"[4] وبالتالي فإن الخطاب عنده يقوم على العلاقة التخاطبية والعلاقة الاستدلالية معا، والعلاقة الثانية هي علاقة أصلية يتفرع عليها سواها ولا تتفرع على سواها، أي أنه إذا تضمن الخطاب علاقة تخاطبية يجب ردها إلى العلاقة الاستدلالية.. "والمنطوق الذي يستحق أن يكون خطابا هو الذي يقوم بتمام المقتضيات التعاملية الواجبة في حق ما يسمى بالحجاج، إذ حد الحجاج أنه كل منطوق به موجه إلى الغير لإفهامه دعوى مخصوصة يحق له الاعتراض عليها"[5]

ويركز برلمان وتتيكاه في تعريفهما للحجاج على تقنيات الحجاج وآلياته، فموضوع الحجاج عندهما هو " درس تقنيات الحجاج التي من شأنها أن تؤدي بالأذهان إلى التسليم بما يعرض عليها من أطروحات أو أن تزيد في حالة ذلك التسليم" [6]

 



[1]  أبو الزهراء، دروس الحجاج الفلسفي، مجلة الشبكة التربوية الشاملة، 2008، ص5.

[2] Dominique Maingueneau : Pragmatique pour le Discours Littéraire, Bordas, Paris, 1990, p35.

[3] الحواس مسعودي، البنية الحجاجية في القرآن الكريم، سورة النمل نموذجا، مجلة اللغة والأدب، ملتقى علم النص، ع12، 1997،ص 330.

[4]  طه عبد الرحمان، اللسان والميزان، ص213.

[5]  نفسه، ص226.

[6]  عبد الله صولة، الحجاج: أطره ومنطلقاته وتقنياته من خلال مصنف في الحجاج، الخطابة الجديدة لبرلمان وتتيكاه، ضمن فريق البحث في البلاغة والحجاج: أهم نظريات الحجاج في التقاليد الغربية من أرسطو إلى اليوم، إشراف حمادي صمود، المطبعة الرسمية، تونس، دط، دت مجلد XXXIX، ص299.