خيارات التسجيل

يعود التفكير السيميائي إلى جهود علماء من مشارب مختلفة كان الابرز فيها العالم السويسري اللساني فرديناند دي سوسير وكذلك العالم الرياضي  الامريكي شارل سندرس بورس لكن لا يظهر من السهل رصد تاريخها بشكل دقيق نظرا لتداخلها مع علوم مختلفة .واذا ارتبطنا في فهمنا لهذا المصطلح بالمراجع الاساسية للفكرالغربي ومختلف  الايديولوجيات التي تحكمه سيحتمالامر علينا ان نعود للارهاصات الأولى للفكر اليوناني القديم حيث نجد مصطلح سيميوطيقا semiotikaفي اللغة الأفلاطونيةإلى جانب نحو    gramatika الذي يعني تعلم القراءة والكتابة والفلسفة أو فنالتفكير كما نجد تأملاتافلاطون)348,428 ق.م( ومحاولة كراتيلوس cratylus  حول اصل اللغة وارسطو(384.322) ق.م في كتابه "فن الشعر.فن التأويل  وتشتق كلمة semiotices /semiotique من الجذر اليوناني séme.ويذكر أن أثينا كانت أرضا خصبةللكثير من المناظرات حول العلامات  في العالم القديمبين الرواقيينsetous والابيقوريين épicuriens 300ق.م حيث اثير  جدل كبير حول الاختلاف بين العلامات الطبيعية التي تحدث تلقائيا في الطبيعة والعلامات العرفية التواطئية.

ويرجع إيكو فكرة إنشاء مذهب خاص بالعلامات إلى الرواقيين عندما استعملت عبارةسيميئيفي ذلك الوقت واصبحت مرجعا لكل باحث في تاريخ الفكر الغربي باعتبارهانظرية للعلامات وقد قدم الرواقيون تصورا للعلامة من خلال ابعاد ثلاثة

-التعبير او الحانب المادي من العلامة-المحتوى اومايعبر عنه وله شكل ملموس-المرجع او الشيء الملموس وهو ماتحيل عليه العلامة في الواقع 

واضافة إلى بحوث الفيلسوف اسيديموس الذياتخذ من محاولات الناقد البلاغي 'شيشرون" في تحليل العلامات سندا له في تصنيف العلامات ثم محاولات كل من الفيلسوف والطبيب سيكتوس امبيريكتوس وجالينيوس مسارا جديداللبحث في اشكاليات تعريف العلامة ويشير برنار توسان إلى ان هدف السيميائة الونانية لم يكن إلا تصنيف علامات الفكر لتوجيهها في منطق فلسفي شامل وهذا ماجعلها تندمج مع المنطقالصوري في تسميته الراهنة.

لا يمكن للضيوف الوصول لهذا المقرر. يرجى محاولة تسجيل الدخول.